البارت الأول

3568 Words
بسم الله البداية....مستلقية على فراشها و تنظر الى الحائط بشرود وهي تفكر فيما قاله لها رئيسها في العمل ...... كان ذلك الرجل ذا الخمسون عام يتحدث بصرامة معها وهو يقول و ملامح الغضب بادية على وجهه -من هنا و رايح يا جانا لو مجبتيش خبر يستحق النشر اعتبري نفسك مرفودة من الشركة و ابقي قابليني لو شركة تانية قبلتك لتقول هي بشيء من الحدة و الغضب -اعمل ايه يعني يا شوقي بيه؟ اقتل حد عشان اجيب خبر يتنشر؟ فقال وهو يرمقها بنظرات قاسية -لو الموضوع محتاج اعمليها تاركاً اياها تشتعل غضباً و قهراً في آن واحد ...... قذفت جانا الوسادة بغضب وهي تقول بعصبية -او ممكن أقتله هو و هيبقى خبر حلو بردو ثم نهضت من فراشها لتحضر "اللاب توب" الخاص بها و تبدأ بتصفح مواقع التواصل الإجتماعي عندما دق هاتفها برقم صديقتها المقربة فأجابت هي بملل -اكيد بتتصلي عشان تزعقيلي وأنا طبعاً ع**دة فهسيب الشركة كالعادة و أدور على شركة جديدة و مش هلاقي حد يقبلني بسبب مشاكلي الدايمة صح؟ لتقول الأخرى بحدة ممزوجة بالغضب -انتي يا جانا مش هتبطلي أستهتار؟والله أهلك حقهم يسبوكي لوحدك كده زفرت جانا بضيق ولم تجب لتتابع صديقتها بعد ان هدأت -جانا انا مش قصدي أزعلك بس انا خايفة عليكي و بباكي مش هيسلفك فلوس تاني لأنك جبتي للعيلة كلها مشاكل لتضحك الأخرى ثم تقول وهي تعيد شعرها ال**تنائي للخلف -تصدقي صح يعني مش معنى أننا عيلة غنية اني أفضل كل شوية أدخل في مشاكل و بابا يدفع تمنها بعدين ده كان قراري من الأول اني أشيل مسؤولية نفسي ....ورد انا اقتنعت بكلامك بس شوفيلي عقد عمل في الشركة اللي بتشتغلي فيها و وعد مش هعمل مشاكل فأغلقت ورد عينيها بملل و بعدها أغلقت الخط في وجه جانا بينما أبتسمت الأخرى ثم قذفت الهاتف بعيداً لتتابع تصفحها و بينما هي تفعل دخلت تلك الملاك الصغيرة ذات الاربع اعوام قائلة وهي تدعك عينيها -ماما...انا خايفة فنظرت هي إلى صغيرتها ثم نهضت من مكانها بقلق و قالت وهي تقترب منها لتحملها -حياتي انتي خايفة من ايه؟ لتختبئ تلك الملاك في أحضان جانا دون أن تجيب وما هي الا لحظات و كانت قد غفت فقالت جانا وهي تمسد على شعرها الاسود الطويل وهي تسير بها في الغرفة -هعمل اي حاجة عشان احميكي يا ساجدة....هعوضك عن كل اللي راح ثم بعدها وضعت صغيرتها على الفراش و قامت بتغطيتها ذاهبة لتجيب على هاتفها بملل قائلة -الو ليجيب الطرف الآخر بصوت هائم -وحشتيني حكت جانا م***ة رأسها بخفة ثم قالت وهي تخرج من الغرفة -عامل ايه؟ فقال الآخر بضيق ملحوظ -طب قوليلي اني انا كمان وحشتك متحسسنيش انك مخطوبالي غصب يا جانا لم تعلم جانا بماذا تجيبه فهي لم تحبه يوماً ولكن بناء على وصية والدتها كان عليها الموافقة عليه وبعد لحظات من التفكير قالت -معلش يا أحمد عندي مشاكل في الشغل فابتسم الآخر ثم قال -خلاص ولا يهمك....هشوفك بكرة أن شاء الله و نتكلم براحتنا قضبت جانا حاجبيها قائلة باستفهام -انت هتيجي الإسكندرية؟ ليزفر الآخر قائلاً بملل -اجتماع العيلة يا جانا اللي بقالي اسبوع بفكرك بيه فض*بت الأخرى مقدمة رأسها فقد نسيت الموضوع بالكامل بعدها قالت -اها افتكرت خلاص ليجيبها احمد بنبرة عادية -اعدي عليكي آخدك بكرة؟ فحركت هي رأسها نافية ثم قالت -لا لا ملوش داعي تنزل من لبنان على الاسكندرية بعدين نطلع القاهرة انزل انت على مطار القاهرة على طول وانا هاجي مع اوس وافق أحمد ثم اغلق الخط لتركض جانا لتحضر ثيابها هي وصغيرتها ساجدة وهي تدعو الله ان لا يصيب ساجدة مكروه في الغد بسبب ذلك الاجتماع ***في الصباح*** كانت جانا قد ارتدت ثيابها و ساعدت ساجدة في ارتداء ملابسها وبينما هن في انتظار اوس اجلست جانا ساجدة على قدمها و بدأت تتحدث معها بهدوء قائلة -ساجدة متخافيش من حاجة تمام؟ ولو حد كلمك ممكن تردي عليه؟ عشان دول اهلي مش هيأذوكي حركت ساجدة رأسها بالإيجاب ليدق هاتف جانا معلناً عن وصول اوس فأمسكت ساجدة بيدها و نزلت ***في السيارة*** القت جانا السلام على اوس و ورد و عندما جاءت ورد لتلقي السلام على ساجدة اختبأت الأخرى في حضن جانا و تشبثت بها بقوة ف*نهدت جانا وجلست في المقعد الخلفي للسيارة و ساجدة لازالت متشبثة بها بقوة فقالت ورد بهدوء -انتي مودتيهاش لدكتور تاني؟ اجابت جانا وهي تمسح على شعر ساجدة -غيرت ٤ دكاترة نفسيين ليتدخل اوس في الحوار قائلاً -انا بقترح تيجي قسم الشرطة عندنا يوم و من الصدمة هتخف تشبثت ساجدة بجانا ثم نظرت لها و الدموع في عينيها توحي بخوفها من ان يكون كلام اوس صحيح ولكن جانا هدمت شكوكها حين قالت لاوس -يبني بس بتخوفها ابتسم اوس لتقول ورد بملل -هتعملي ايه في شغلك؟ حركت جانا كتفيها بعدم علم فقال اوس -جانا حبيبتي محدش من العيلة عندنا يعرف المصايب اللي بتعمليها وانا مش هفضل اخبي إللي بتعمليه كتير لتحرك جانا رأسها نافية ثم تقول بشيء من البراءة -اوس انت الوحيد من العيلة كلها اللي فضل جمبي خصوصاً مع ساجدة بس لو بابا عرف الحقيقة و رجعت القاهرة انت عارف حياتي هتبقى ازاي فعلقت ورد على حديثها قائلة -يا حبيبتي ما انتي اللي مش ملتزمة في شغلك و انتي عارفة ان عمو سايبك هنا عشان عارف ان اوس و انا قريبين منك و مع ذلك فهو خايف عليكي مبالك لو عرف بموضوع الشغل اللي ناوية تسيبيه ده؟ تنحنحت جانا و قالت بشيء من التحدي -وانا اتحداكي خلال اسبوع هجيب خبر و هصوره بنفسي مش محتاجة مصور و هيبهر الناس كلها قلبت ورد عينيها بملل بينما تابع اوس القيادة بهدوء فابنة عمه ان كانت تجيد شيء فهو العِناد و افتعال المشاكل ***بعد مرور بضع ساعات*** اوقف اوس السيارة امام ذلك القصر الكبير ثم ترجل منها وهو يقول -يلا يا بنات وصلنا فتحت ورد عينيها ثم التفتت للخلف لتجد جانا نائمة وهي محتضنة ساجدة بينما الأخرى متشبثة بها وكأنها فقدت ثقتها في العالم بأسره ولم يتبقى لها سوى جانا فابتسمت ورد بهدوء ثم قالت -جانا يلا وصلنا اصحي لتفتح ساجدة عينيها اولاً وما إن رأت ورد حتى اختبأت في جانا بشكل لطيف بينما أبتسمت الأخرى ثم قالت -خلاص صحيت اهو °°°°°°°°°°°°°°°°°°°°° فتحت الخادمة باب تلك الغرفة الكبيرة فقد كانت غرفة الجلوس بها أريكه طويلة على طول الغرفة و ثلاث مثلها عند كل حائط و مدفأة كلاسيكية فكان القصر من بوابته الامامية حتى الباب الخلفي قصر كلاسيكي بكل ما تعنيه الكلمة من معنى ثم قالت بأدب -جانا هانم و ورد هانم و اوس بيه وصلوا يا فريد بيه أبتسم فريد ثم قال بصوته الخشن -خليهم يجوا على هنا بعدين ابقي وصليهم اوضهم اماءت الخادمة وما هي الا لحظات وكانت جانا قد دخلت وهي حاملة ساجدة في أحضانها فابتسمت لأفراد عائلتها الجالسين فهي حتى لا تتذكر اسماء الجميع ثم ذهبت الى والدها و قبلت يده بينما مسد هو على حجابها قائلاً بصوت هادئ -أزيك يا جانا أعتدلت جانا في وقفتها ثم أبتسمت بهدوء قائلة -الحمدلله يا بابا بخير نظر فريد الى ساجدة وما كاد يلمسها الا ان ساجدة بكت و تشبثت في جانا فقال أحد اولاد عم جانا الجالسين بسخرية -متشعلقة في طفله اصلا ليجيبه الآخر بسماجة -ساندة على حيطة مايلة فنظر لهم اوس نظرة اخرستهم بينما قال فريد بحدة -باسم و زياد احترموا وجودي هنا ثم التفت إلى جانا و قال -بنات عمك فوق اطلعي سلمي عليهم و سيبي البنت مع الخدامة أجابته جانا بهدوء -اسمها ساجدة يا بابا و مش هتوافق تقعد مع حد...بعد اذن حضرتك تركت جانا والدها و ابناء عمها ثم صعدت هي و ورد الى الأعلى لملاقاة بنات عمها و في الطريق قالت جانا -مش عايزة اطلع انا هتعصب عليهم دعكت ورد مقدمة رأسها بهدوء بينما تابعت جانا بسخرية -ايه يا جانا ده كبرتي اوي و بقيتي ام هاهاها لا لابشرتك مش بتهتمي بيها ليه؟ احمد هيسيبك كده نننن لم تتمالك ورد نفسها وضحكت بينما جانا زفرت وقالت -هما مش فاضيين غير للshopping و النوادي و الكوافير يعني حياتهم فاضية خلاص يسبوني في حالي ظلت ورد تضحك و قبل ان تدخل جانا الغرفة قابلت عمتها فقالت -ازيك يا عمتو لتقول الأخرى بحنو -انا الحمد لله بخير وانتي و جوجو عاملين ايه؟ ابتسمت جانا ثم قالت وهي تربت على ظهر ساجدة بهدوء -بخير الحمدلله القت ورد هي الأخرى السلام على عمة جانا وما ان رحلت حتى قالت -عمتو نادية اطيب واحدة في البيت ده أيدت جانا رأيها بشدة ثم طرقت الباب و دخلت كي تلقي السلام على بنات عمومتها فعائلة آل ناصر كبيرة حتى ان بقية أفراد العائلة لم يصلوا بعد ومع ذلك فجانا لا كلام لها سوى مع اوس ***بعد مرور نصف ساعة*** احدى بنات عمومة جانا -ايه ده يعني مش هتيجي تسافري معانا؟ حركت جانا رأسها نافية لتقول أخرى -يا بنتي الشغل مش كل حاجة ما خلاص بقى شوية و هتتجوزي احمد و تسيبك من كل ده لتدخل ورد في الحوار قائلة -ايوة يا نور بس جانا متعبتش في الدراسة كل ده عشان تقعد في البيت و تطبخ و تغسل...جانا ليها هدف من كل ده ابتسمت جانا بفخر ثم قالت بتباهي -بالضبط كده و كمان انا عايزة أامن مستقبل جوجو و يبقى ليها فلوسها في البنك ضحكت احدى الفتيات بسخرية قائلة -ده إن مدخلتيش السجن بقى لم تجبها جانا لتدخل الخادمة ثم تقول -جانا هانم أحمد بيه وصل و عايزك اماءت جانا ثم نهضت و تركت ساجدة التي غفت في أحضانها مع ورد ثم خرجت لملاقاة خطيبها ***في حديقة القصر*** اصطنعت جانا الابتسامة ما إن رأت أحمد ثم قالت -أخبارك ايه؟ بادلها أحمد الابتسامة و ما كاد يمسك يدها الا انها ابتعدت فزفر هو ثم قال -انا بخير يا جانا بس مش ملاحظة ان علاقتنا باردة؟ حركت جانا رأسها نافية ببراءة ليقول هو -جانا احنا مينفعش نفضل بعيد عن بعض كده احنا لازم نبدر معاد الفرح بعدين انتي مش محتاجة تتعرفي عليا يعني لتبتلع الأخرى ريقها بتوتر وهي لا تعلم بماذا تجيبه فهي لا تريد تقيد حياتها الآن خاصة مع شخصية مثل أحمد فعلى الرغم من انه الرجل المثالي للعديد من الفتيات الا انها لا تراه مثالياً فهي تشعر بوجود شيء ما يجعلها تنفر منه ولكنها لا تستطيع تحديده طال **ت جانا ليقول احمد بشيء من الحدة -جانا وانا مناد*كي تتف*جي عليا؟!انا قولت كلمتي الفرح هنبدره تمام؟ لتحرك هي رأسها نافية ثم تقول -مينفعش دلوقتي يا أحمد خليه في معاده لحد ما ارتب انا وضعي وانت تستقر في بلد ما انت اصلا كل اسبوع في بلد مختلفة فامسك هو يدها بقوة قائلاً وهو يتك على اسنانه -الفرح الشهر اللي جاي سواء عاجبك او لا...مش معقول مخطوبين و مش بشوفك غير في المناسبات لم تحتمل جانا اسلوبه الفظ معها فسحبت يدها و رفعت سبابتها امامه و قالت بحدة -اسمع يا احمد انا لو وافقت في البداية فانا وافقت عشان وصية ماما الله يرحمها بس غير كده مش هعمل حاجة غصب عني فاهم؟ رفع احمد احدى حاجبيه بدهشة من عناد جانا و علم ان القوة لن تفيد بشيء فقال بهدوء -جانا حبيبتي عشان خاطري انتي عارفة انا بحبك اد ايه و مش حابب البعد اللي بينا بعدين انا مقولتش اني هقعدك من الشغل لما نتجوز لو انتي عايزة تكملي شغل كمليه و نروح نعيش في البلد اللي تعجبك اغلقت جانا عينيها بهدوء كي تفكر فنقطة ضعفها الوحيدة هو ان يتحدث معها شخص برفق و لين فوقتها لا تعلم كيف ترد طلبه ؟ بعد **ت دام للحظات قالت جانا -تمام يا احمد...الفرح الشهر اللي جاي ابتسم الآخر ليستمع كلاهما الى صوت بكاء مرتفع كاد يثقب آذانهما فقالت جانا بفزع -ساجدة صحيت! راكضة بعدها بسرعة البرق الى الداخل غير مكترثة بمن اصطدمت او ما كُسر اثناء ركضها و ما ان صعدت و دخلت الغرفة حتى وجدت بنات عمومتها تحاولن إلهاء ساجدة بأي شيء بينما ورد لا تعلم كيف تهدئها فأخذت جانا ساجدة بسرعة و بدأت تربت على ظهرها بحنو وهي تقول -خلاص ماما جت انا آسفة مش هسيبك تاني فركت ورد جبهتها ثم قالت بهدوء -انا آسفة بس والله هي كانت نايمة ولما صحيت و ملقتكيش اتخضت و فضلت تعيط لحد ما نفسها كان هيروح أجابتها جانا بهدوء -متعتذريش يا ورد انا عارفة ساجدة كويس ابتسمت ورد بينما ظلت جانا تربت على ظهر ملاكها الصغير وهي تأخذ الغرفة ذهاباً و إياباً فقالت احدى الفتيات لجانا -جانا البنت ديه مزعجة جداً ّ على فكرة مش عارفه ازاي أحمد وافق تفضل معاكي بعد ما تتجوزوا التفتت جانا لها ثم قالت بهدوء مريب -قولتي ايه يا مريم؟ فقالت الأخرى -بقول البنت ديه مزعجة لتبتسم جانا بهدوء وهي تقول -مفيش حد مزعج زيك لما بتتكلمي عن نفسك لتقلب الأخرى عينيها بملل بينما تركتها جانا و خرجت ثم خرجت ورد بعدها ..... كانت جانا تقبل ساجدة في غرفتها السابقة عندما كانت تعيش في ذلك المنزل لتدخل ورد إلى الغرفه ثم تقول بصوت خافت كي لا تخيف ساجده أكثر -هي كويسة ؟ حركت جانا راسها بالإيجاب ثم قالت بنبره شبه بارده -شويه صغيره و همشي....ساجده قلبها بيدق جامد و متوتره حركت ورد راسها بالإيجاب و ظلت صامته بعدها ،،،،،،،،،،،،،،، مر ذلك اليوم بشكل طبيعي فقد اجتمع باقي أفراد العائلة ولكن جانا كانت تتحدث مع ورد فقط و بعد فترة وجيزه قررت الرحيل مع ورد و اوس بحجة العمل و بالتأكيد ودعت احمد الذي سيعود إلى لبنان مرة أخرى لأجل عمله و يعود قبل موعد الزفاف بأسبوع ***في سيارة اوس*** كانت ورد تتحدث مع جانا بشأن ما ستفعل في عملها فقالت جانا بضيق -مش عارفة هجبله خبر منين انا...ده عايزني اجيبله خبر حصري و تكون قصة جديدة محسسني ان الجريدة كلها واقفة على جانا ال ناصر زفرت ورد لتقول جانا فجأة -اوس مينفعش اجي القسم عندك اشوف قصص المساجين و كده؟ ليقول الآخر دون ان ينظر لها -قصصهم شبه بعض و محدش هيقول الحقيقة...مساجيني و عارفهم تن*دت جانا بهدوء ثم نظرت الى ساجدة التي تلعب بدميتها بهدوء و بدأت تفكر في موضوع الخبر الجديد و من أين ستأتي به ***في منزل جانا*** كانت جانا قد بدلت ثيابها و ثياب ساجدة لتقول الأخرى بصوت متقطع -ماما...جعانة ابتسمت جانا ثم حملت ساجدة وقالت وهي تتجه بها إلى المطبخ -جوجو حبيب ماما انا زعلانة منك قضبت ساجدة حاجبيها ثم قالت بلطافة -ماما زعلانة مني ليه؟ فأجابت جانا -عشان قولنا مش هنخاف و خوفتي و عيطتي لما ملقتنيش معاكي شهقت ساجدة ثم وضعت كفيها على فمها قائلة -جوجو عملت كده؟ حركت جانا رأسها بالإيجاب لتضحك ساجدة ثم تقول وهي تلعب بدميتها -خلاص جوجو مش هتعمل كده تاني ضيقت جانا عينيها ثم بدأت تحضر لساجدة الطعام الخاص بها و عندما انتهت وضعته امام ساجدة على طاولتها الصغيرة ثم بدأت تتصفح الإنترنت بملل حتى وقعت عينيها على عنوان اثار فضولها وكان "العالم الخفي في الإنترنت" فبدأت جانا تتصفحه وعلامات الدهشة والصدمة تعلوها لتلمع في رأسها فكرة متهورة ولكنها في نظرها ستكون رائعة ..... وضعت جانا صغيرتها على الفراش ثم حملت هاتفها و أتصلت بورد لتجيب الأخرى بعد دقائق بصوت ناعس -خير يا جانا فقالت الأخرى بحماس -صحيلي اوس عايزاه ضروري نظرت ورد في الساعة لتجدها الثالثة فجراً فزفرت فهي تعلم جنون صديقتها ملتفتة بعدها الى اوس النائم كالمقتول تماماً فقالت وهي تعطيه الهاتف -اوس...اوس قوم رد على أختك ليضع الآخر الوسادة على رأسه ثم يقول -اخوات في الرضاعة بس...قوليلها نايم فأجابته ورد بخمول -مهي عارفة انك نايم بس عايزاك قذف اوس الوسادة ساحباً الهاتف من ورد قائلأ بنبرة غاضبة -خير يا جانا خير يا ماما مصحياني ليه؟ ضحكت جانا من الجهة الأخرى ثم قالت -عايزة اسألك سؤال فأجاب اوس بنفس نبرته -اتفضلي تنحنحت جانا ثم قالت -الجزء الخفي من الإنترنت لو دخلت فيه هطلع بخبر؟ دعك اوس مقدمة رأسه ثم قال -جانا انتي لو دخلتي فيه روحك مش هتطلعي بيها...ابعدي عنه تماماً و فكري في حاجة تانية يا ماما بلاش هبل فاهمة؟ ابتسمت جانا بمكر ثم قالت -خلاص طيب ...روح كمل نوم بقى أغلق اوس الهاتف في وجه جانا ثم قال وهو يعطيه لورد -جانا شكلها مش هتجيبها لبر...ان متخ*فش مبقاش انا اوس ال ناصر قضبت ورد حاجبيها بعدم فهم ليقول اوس وهو يتقلب للجهة الأخرى ليكمل نومه -ابقي روحيلها بكرة و خليها تلغي الفكرة ديه من دماغها اماءت ورد له ثم تقلبت لكي تنام هي الأخرى بينما من جهة جانا فوضعت الهاتف على الطاولة ثم ابتسمت بثقة و قالت -ان شاء الله البرنامج يكون حمل بكرة و نبدأ شغل ****في الصباح*** كانت جانا تحضر الإفطار لصغيرتها عندما طرق شخص ما باب المنزل فارتدت حجابها و ذهبت لتفتح لتبتسم و تقول -عيسى... شكراً عشان جيت ابتسم ذلك الشاب ذو ال ٢٦ عام قائلاً -مفيش شكر على واجب بادلته جانا الإبتسامة ثم اشارت له بالدخول وما إن جلس حتى قال -ها يا ستي عايزاني في ايه؟ أخذت جانا نفس ثم قالت بهدوء -طبعاً انت هكر و ليك في شغل الكمبيوتر و البرمجة ليحرك الآخر رأسه بالإيجاب فاسترسلت جانا حديثها قائلة -عايزة أعرف كل حاجة عن النت المحظور تنحنح عيسى و قال -احم...بصي هو موضوع طويل هختصرهولك اماءت جانا ليتابع هو -النت اللي احنا بنستخدمه كله يجي حوالي ١٦٪ بس اما الباقي فدول خفيين و مش اي حد بيدخل عليهم و منصحش لحد يدخل ملأ الفضول ذهن جانا فقالت -ليه بقى؟ فأجابها هو -لأن كل حاجة م***عة و محرمة مباحة ١٠٠٪ على النت ده ..عليه مواقع آكلي لحوم البشر و تجار السلاح و الأعضاء و الم**رات و كل حاجة ب*عة ممكن تتخيليها...بمجرد تسجيلك عليه اي حركة غلط موقعك هيتجاب اغلقت جانا عينيها ثم عضت على شفتيها للحظات قائلة بعدها -لو دخلت عليه هتساعدني؟ حك عيسى رقبته بخفة ثم قال بعد تفكير -تمام انا معاكي أبتسمت جانا ثم نهضت لتحضر هاتفها و تعطيه لعيسى و قالت -حملت البرنامج اللي بيدخلني عليه...عايزاك تهكرلي حساب حد على النت ده و عايزة أعرف مكانه و كل حاجة عنه زفر عيسى و قال -بصي هو صعب جداً أهكرلك حساب حد كبير على النت ده يعني مثلاً واحد زي التايبان ده الشرطة نفسها متعرفش حاجة عنه ولا حد يعرف مكانه ولا هو فين كل اللي معروف عنه أنه أكبر تاجر سلاح غير مرخص على النت ده و معاه هكر قوي بيخفي أثره جلست جانا امام عيسى ثم قالت -طيب انا أعمل ايه عشان أدخل العالم بتاعهم؟ فأجاب الآخر بهدوء -صعب يا جانا أنتي آخرك تدخلي على المواقع العامة ديه وخلاص انما تتعمقي في عالم الجريمة مش هتخرجي زفرت جانا بملل وهي تفكر فيما تصنع فما فائده دخولها على ذلك الموقع إن لم يكن بوسعها استكشافه بحريه لتلمع فكره في رأس عيسى ليقول -بصي هو في حل حلو بس صعب شويه قضبت جانا حاجبيها بعدم فهم ليكمل هو -يعني معتمد على الحظ...بصي في صندوق بيتباع على النت المحظور ده و أنتي و حظك في إللي هيطلع منه يعني لو محظوظه ممكن تلاقي حاجه تدلك على جريمه حصلت أو هتحصل و ممكن تلاقي حاجات لشخص مفقود بس ممكن متلاقيش حاجه بردو فالموضوع ده مجازفه ابتسمت جانا بمكر ثم قالت -وأنا مستعده أصلا شغلي كله مجازفه بس قولي الصندوق ده اشتريه منين أماء عيسى لها ناهضاً بعدها ليرحل و قبل أن يفعل كان قد أخبر جانا بأنه سيرسل لها الموقع من حاسوبه في المنزل قبل أن تغلق جانا الباب وجدت ورد أمامها فابتسمت ثم أشارت لها بالدخول لتدخل الأخرى و علامات الضيق باديه على وجهها فقالت جانا ببراءه -مالك؟ لتجيبها هي بحنق -اوس قالي اقولك تشيلي الفكره إللي في دماغك لو عايزه تحافظي على حياتك أنتي و جوجو حكت جانا م***ة راسها بخفه لتنظر لها ورد بمعنى "بما تفكرين" فنظرت لها جانا بمعنى"لا شيء" لتزفر ورد بملل ثم تقول -عندي شغل هخلص و ارجعلك عشان مش مرتحالك ابتسمت جانا وما إن خرجت ورد حتى ركضت تجاه هاتفها لانتظار رسالة عيسى و بعد فتره ليست طويلة تلقت جانا الرابط لتدخل عليه بسرعة ثم تقوم بشراء ذلك الصندوق وما إن ضغطت على زر الشراء حتى تلقت رساله محتواها جعل أوصلها ترتجف بعض الشيء إلا و هي "نشكرك على المشاركة لكن...إن لم يكن الصندوق آمن فعليك بالهروب لإنهم سيجدونك" ابتلعت جانا ريقها ثم ابتسمت ابتسامة زائفة و قالت مطمئنة نفسها وهي تضحك -لا طبعاً هيلاقوني إزاي يعني..احم يعني....لا لا محدش هيلاقيني هقفل النت بعدين في مليون بنت إسمها جانا حكت جانا م***ة راسها ثم قالت -بعد الشر عليا محدش هيلاقيني لا نهضت جانا من مكانها لترى ما تفعله ساجدة و تجلس معها قليلاً حتى جاءت ورد في المساء و بالتأكيد لم تخبرها جانا باي شيء و اقنعتها بأنها ألغت الفكرة تماماً من عقلها ***بعد مرور يومان*** أستيقظت جانا في تمام الساعة الخامسة فجراً على صوت حركة غريبة في غرفتها و ما إن فتحت عينيها حتى وجدت النافذة مفتوحة و الطقس في غاية البروده فنهضت بتكاسل لتغلقها وما إن أغلقتها و ألتفتت حتى تصنمت مكانها عندما وجدت صندوق اسود اللون في غرفتها فالتفتت لترى إن كان يوجد من قفز من نافذتها لكن لا آثر لشيء فما كان لها سوا إن تبتلع ريقها و تقترب من ذلك الصندوق بحذر شديد فقد كان كبير بعض الشيء و مصنوع من الخشب و عليه بعض آثار الأيادي باللون الأحمر أخذت جانا نفس ثم اقتربت من الصندوق وما إن فتحته حتى وجدت ورقة مكتوب بها رسالة بخط أحد الأطفال محتواها "مرحباً أمي...أريد إن أعتذر منك لأنني أخبرتهم عن مكانك صدقيني لم اقصد أمي أنا أسف....اهربي يا أمي فأحد الرجال يرتدي زي أرنب و يحمل سكين في يده...اهربي إنهم قادمون...احبك" كانت الرسالة باللغة الإنجليزي فما إن قرأتها جانا حتى قالت لنفسها وهي تحك عنقها -لا حول ولا قوة إلا بالله...حتى لبس الارانب بقوا بيتنكروا فيه بعدين أعرف منين أنا الرسالة ديه بجد ولا لا ؟ وضعت جانا الرسالة جانباً لتبحث عن شيء آخر في الصندوق و ليتها لم تفعل لأن اللحظة التي عثرت فيها على "الفلاشة" كانت اللحظة التي تحولت فيها حياتها ***في منزل عيسى*** استيقظ عيسى على صوت هاتفه برقم جانا فأجاب بصوت ناعس -همممم لتقول الأخرى بنبرة لا تخلوا من التوتر -عيسى الصندوق جه و لقيت فيه رسالة غريبة و فلاشة اعتدل الآخر في جلسته قائلاً وهو يدعك عينيه -حطي الفلاشة في اللاب طيب كانت جانا متربعة على فراشها و "اللاب توب" أمامها فتحته و ما إن وضعت فيه الفلاشة حتى قالت باستغراب -عيسى أجاب الآخر بهدوء -نعم فقالت جانا و الدهشة تعلوها -هو أنا ليه أول ما حطيت الفلاشة الشاشة بقت سودة بعدين الكاميرا أشتغلت فجأة؟ تصنم عيسى ثم قال بهلع -جانا اقفلي اللاب بسرعة....شافوكي يتبع....
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD