سنة1945
إحدى ضواحى محافظة الجيزة وبالتحديد حى بولاق الدكرور فى إحدى المناطق الشعبية كانت تسكن عاتلتا محمد الطحان وعاصم السنهورى هما صاحبى المنزل يجمعهما عمل واحد وصداقة متينة فكليهما يعمل ضابطا فى الجيش المصرى.
فى الصباح الباكر
أعتاد الناس على الإستيقاظ مبكرا ليذهب كل منهم إلى عمله
المنطقة عبارة عن مجموعة من المنازل والمحلات المتراصة بجانب بعضها البعض على على جانبى الطريق . الشوارع ضيقة إلى حد ما لكن المسافة بين المنازل تسمح بمرور سيارة واحدة على الاقل تتفاوت الاصوات بها بين الهدوء والضوضاء
دلف محمد الطحان إلى منزله أستقبلته زوجته بهية بترجاب شديد عند الباب حين دق جرس شقته ،هللت عند رؤيته من سعاتها لعودته إليها بعد فراق طال أكثر من شهرين ،،جذبته إلي أحضانها بكل شوق دون كلام حتى أرتوى قلبها ،أبعدته عنها قليلا تحسس قسمات وجهه المائل الى السمرة بكل نعومة تن*دت قائلة بكل عشق :
_لقد ذبت فى عشقك مجددا ياحضرة الضابط ،أشتاق قلبى المسكين لرؤياك حتى بت أعد الأيام والليالى حتى تعود إلينا سالما ،أشتياقى لك يفوق أشتياق اطفالك .
تأمل محمد زوجته ورفيقة دربه أحتواها بين أحضانه مرة أخرى حتى ينعم بقربها بجانبه ،هتف بعد فترة بصوت أجش :
تعلمين حبيبتى مقدار حبى لكى لكننى مضطر إلى السفر لحماية وطنى أعلم أنك تتعذبين فى بعدى عنك وتتحملين مسئوليات أكبر على عاتقك لكن ماذا عساى أن أفعل ،أغفرى لى تقصيرى بحقك.
وضعت سبابتها على فمه وباليد الأخرى أطاحت قبعة الجيش من على رأسه ليظهر لها شعره الاسود الكثيف الناعم ،تخللت انامل يدها اليسرى به ،وهى تهمس له بكل أغواء :
أى تقصير هذا الذى تتفوه به ،إنى احمد الله بكل وقت أنه أصطفانى من بين النساء أن أكون زوجتك زوجة حامى حمى الوطن فكف عن الهراء هذا وإلا خاصمتك .
أطلق لضحكاته العنان ،أمتدت يده إلى خصرها بتملك أكثر ،أحنى جذعه حتى يحملها بين يديه متوجها إلى غرفته وهو يبثها مقدار شوقه إليها.
أعترضت فى البداية علي ما يفعله بها إلا أنه أسكتها بنظراته التى تحمل رغبته بها قائلا :بهية
مررت لسانها على شفتيها بكل اغواء وهو تقول :
عيونها
لم تكمل حديثها المغرى فقد التقط شفتيها فى قبلة شغوفة أودعها مقدار حبه لها لم تفق من رغبته المتأججة بها إلا على رنين جرس المنزل حتى يعلن عن توقف رحلة العشق الخاصة بهما فقد غزا أطفاله المنزل
تأفف قائلا :
ليتهم تأخروا قليلا لأنهل من رحيق شهدك قليلا
تذمرت بلهجة طفولية وهى تتشدق :
آلم تكتفى بكل هذا القدر وتطالب أيضا بالمزيد ،لقد أزدادت وقاحتك كثيرا ،
كانت تخبره بتلك الكلمات وهى ترتدى ملابس المنزل على عجالة التى لم تكن سوى عباءة منزلية تصل الى كاحلها ،طويلة الأكمام ،من النوع الثقيل لحمايتها من نوبات البرد الثقيل.
قبل أن تغلق باب الغرفة عليه حتى يبدل ملابسه كاملة ،رفعت حاجبها الايسر غامزة ،ليصل إليه هسيس صوتها المغرى :
يمكنك أن تاخذ فاصل ثم تعود لبث أشواقك التى لم تنتهى حتى آلان
أفاق من نشوته بها على صوت أطفاله الثلاثة ومايجلبوه من ضوضاء عند عودتهم من المدرسة
،أشفق على زوجته مما تعانيه مع أطفاله لكن ماباليد حيلة
بعد عدة دقائق قليلة قضاها فى غرفته ،خرج الى ردهة المنزل ،
ما إن رأه أطفاله حتى تسابقوا فيما بينهم من ستكون له الغلبه فى الوثب
صوب حضن إبيهم أولا إلا أنه أحتواهم جميعا فى أحضانه
تركته بهية بصحبةأطفالهما الثلاثة
أحمد ،رقيه،عمر
توجهت إلى المطبخ لتعد طعام الغذاء الذى تأخرت فى إعداده
بعد ان ودع عاصم صديقه امام باب منزله ببسمه مبهجهمتمنيا له أجازة سعيدة مع عائلته ،سخر منه متفوها نبرة مرحه :أرى فى مقلتىك حديثا تخبرنى فيه انك لاتريد لقياى من الأن حتى الاسبوع القادم فى موعد عودتنا للكتيبه لكنك خسئت ياصديقى ستصحو من نومك تجدنى فى بيتك ومعى أسرتى الكريمه فاستعد للقاء فى القريب العاجل
انصرف كل منهم الى منزلهم ،اخرج مفتاح شقته من جيب بنطال زيه العسكرى المكون من سروال وقميص من خامة الجبرين بلون البنى الفاتح ،القميص بأكمام طويله ،ذات قماشة سميكه وثقيلة لتتناسب مع برودة الجو
لم يحدث جلبه حين فتح عاصم باب منزله ،اغلف الباب بهووء دون. ان يص*ر اى صوت ،توغل الى داخل المنزل بهدوء توجه لى غرفة والدته اولا ،وضع كف يده اليمنى على مقبض غرفة والدته ،تسلل الى الداخل بحذر شديد حتى لايفزعها ،بحث بمقلتيه على والدته ،وجدها تقف عند صورة والده فى منتصف غرفتها المحازاه لفراشها ،تسحب على اطراف قدمه حتى وصل الى موضع وجود والدته
تفاجأ بوالدته تدير راسها اليه قبل ان يحاوطها بذراعه يبشرها بعودته اليها سالما ،
تلقفته داخل احضانها ،لسانها يرددبكل فرحة :
حمدا لله انه قد أعادك لى سالما
بعد ان هدأت ،تجهم وجهها فجأة بغضب مصطنع ،خرج صوتها به عصبية شديدة :
الى متى سأنبه عليك انك لم تعد طفلا صغيرا لتلك الأفعال الصبيانيه ،،لقد كبرت
لم تتخلى على عادتك ،ما الذى تجنيه من التسحب
انف*جت شفتيها ببسمه ماكره لتضيف :
لم لا تذهب وتكرر مافعلته الأن معى. مع زوجتك المصونه ربما تنجح هذه المرة
تنفس عاصم الصعداء عندما تفطن بأن هذه خدعة من والدته ،بادلها الابتسامة بأخرى صافيه ،همس لها بخفه فى اذنيها :
معك كل الحق ،اعدك اننى لن أفعلها معك منذ الأن ولكنى ساستبدلها بقبله على جبهة رأسك
ربتت والدته على اكتافه ،جذبته الى داخل احضانها مرة أخرى ،احتوته بكل حنان تستنشق عطره تدعو الله بداخلها ان يحفظه لها وينجيه من الخاطر ثم قبل عاصم جبهتها وكف يدها ،خرج من غرفتها متوجها حيث تكون زوجته فى ذلك الوقت
انسحب من غرفة والدته والسعادة تطفو على وجهه ،غمز لأمه قبل ان يخرج من غرفتها ،اوصد الباب خلفه ، فتش على مهجته فى عدة ارجاء فى المنزل حتى عثر عليها فى فى غرفتهما ترقد على فراشهم الوثير تسبح فى نوم عميق ،تأملها مهلة من الوقت ،افاق على تملمها ،ازاحتها عدة شعيرات من على وجهها لضيقها منهم
توجه نحو خزانة الثباب ،اخرج منها منشفه سروال قطنى حالك السواد ثم ذهب باتجاه المرحاض القابع بداخل الغرفه ،أبدل ملابسه بذلك الثوب ،بعد انتهاءه من تبديل ملابسه ، حمل ملابسه المتسخه ،ألقاها فى السله المخصصه بذلك ثم خرج متوجها نحو مضجعه ،استلقى بجانبه زوجته بهدوء ،رفع رأسها برويه ليفترش ص*ره بدل الوسادة ،خلل أنامل يده اليسرى يعبث فى خصلات شعرها الشقراء الناعمه وباليد الاخرى تحاوط خصرها فى تملك ،أفاقت على قبلاته الدافئة ما لبثت ان اندمجت معه بها ليسطروا بحورا جديدة من عشقهم الابدى
بعد وهله من الوقت أفاقوا من نشوتهم على صوت والدته تطرق بابهم عدة طرقات بسيطه لتتحدث بعدها قائله :
مهجه ابقى اليوم مع زوجك لعله ان يحتاجك ،انا سأعد وجبة الغذاء بنفسى
رحلت والدته عن محيط غرفته ، انتفضت على عاصم معتليها لتصبح تحته ،حاولت ان تزحزحه من فوقها بتذمر :
عاصم ابتعد عنى ،اتركنى ارتدى ملابسى حتى اساعد والدتك فى اعداد الطعام
زاد من قبلاته على وجهها وهو يقول :
لقد اشتقتت اليكى كثيرا مهجتى ،دعينى أطفئ شوقى منك اولا
لم يمهلها تنطق أى حرف فقد استولى على ثغرها
بقبلات ن ساحقه ولج بها الى عالمهم الخاص مرات ومرات ،تأججت بها نار شوقه بها أكثر من ذى ليعاود امتلاكها ويصك ملكيته عليها من جديد
حبك داء لن أشفى منه ما حييت
ظمأن لعشقك مهما ارتويت
حبك نار تحرق ص*رى لن تخمد الا بقربك
اغار عليك من ثبابك بل من نفسى
انا العاشق الولهان المتيم بحبك
فى تمام الساعة الثانية عشر ظهرا ،ابتعد عنها ،نزل من على السرير ،،انحنى قليلا ،حملها بين يديه ،حاوطت يدها عنقه ،بادلته العبث بعبث أخر ،انف*جت شفتيه ببسمه واسعه ،قاطعت ضحكاته بأن التهمت شفتيه بشفتيها بقبلات ناعمه سرت الدم بعروقه ،اججت رغبته بها أكتر ليعود بها الى فراشه مره اخرى
بعد فتره قد تعدت ساعة ونصف تركت احضانه ، توجهت على حمام الغرفه حتى تغتسل تفاجأت به يقتحم عليها حمام الغرفه بلا ملابس همت ان تسأله ماذا يريد ؟
لم يدع لها الفرصه وقف نصبها محازيا لها التقط منها ابريق الماء وملأه بالماء من الطنجره ،سكب الماء عليها وعليه وهو ملتصق بها بطريقه حميميه لم يمهلها ان تعترض فاستغل حبها لها فى ان يروى ظمئه بها
اضطر عاصم ان يتركها تبدل ملابسها بملابس بيتية محتشمه بعد أن هدأت عاصفة حبه ولوقليلا ،اخرج من دولاب ملابسه احد ثبابه البيتيه المكونه من جلباب أ**د يصل الى قدمه ، التفت الى زوجته ليجدها أمام المراآه تمشط شعرها ،التقط منها ممشط الشعر استبدلت يداها بأنامل يده اليمنى واليسرى ،يمشط شعرها صعودا ونزولا بمرونه لنعومته الشديدةد ،جذب زردية الشعر من على منضدة الزينة ،ساوى شعراتها فى يده ،ترك بعض خضيلاتها الاماميه حره طليفه وجمع الاخرى على هيئة كعكة شعر كبيرة التى تسمى بكعكة زوزو أظهرت مدى طول عنقها ،اخفض وجهه قليلا حتى يصل الى عنقها ،انتفضت واقفه على قبلاته النهمة لعظمة الترقواه الخاصه بها ،عافرت لتتخلص من قبلاته ومكوتها داخل احضانه ،اضطر لتركها بوجه عابث ،قبلته على وجنته اليمنى لتسترضيه ليبلغها بهدوء جاد قبل ان يخرج من غرفتها قائلة :
انتظرى عقابى مساءا على ما قمتى به توا
انف*جت سرائرها ببسمة بشوشه ،حدثت نفسها وهى تتنهد.قائلة :
لقد كنت أتتوق الى جنونك كثيرا عاصمى ،فالجنون معك شئ أخر
أفاقت من شرودها على أصوات أطفالها مرحبيين بوالدهم ،دلفت من الغرفة الى صالة المنزل ،جحظت مقلتيها من حركات اطفالها المتجمعه حول والدها
فطفلها الاكبر ذو الحادى عشر عاما وهو بسن احمد محمد الطحان قد عاد الى سجيته وعمره الحقيقى فى وجود والده ،اما ابنته يمنى البالغة ثمانى سنوات فهى بسن رقيه قد جلست بعيدة عن والدها تستمع الى حديث والدها باهتمام ،تشاغبه مرات ومرات. لكن يغلب على طبعها الهدوء أما نور فهى أخر أطفالها وتبلغ من العمر 7سنوا ،تصغر عمر بثلاث سنوات لا يدخل الهدوء قاموسها ،فهى تجلب الضوضاء أينما ذهبت بخفة دمها ،فصاحة حديثها رغم صغر عمرها
اتفق محمد وعاصم على الذهاب برفقة العائلة الى القناطر الخيريه لقضاء وقت ممتع ،لترفيه عن اولادهم وزوجاتهم ،الانسجام مع الاطفال والانخراط معهم حتى لايشعرون بفجوة بعدهم عنهم
فى الصباح الباكر عند السابعه والنصف خرج كل من محمد وعاصم من منزلهم ،كلاهما برفقة ابنائه وزوجته لكن عاصم تزيد اسرته بوالدته ، ساروا معا على الاقدام حتى وصلوا الى اطراف الحاره ،اوقفا محمدوعاصم عربتى أجره لنقلهم الى القناطر الخيرية تلك التى تبعد عن الجيره حوالى 26كيلومترا
عم الصمت فترة من الزمن حتى قاطعته نور حين سألت والدها قائلة :
ما المميز أبى فى القناطر الخيريه منذ زمن لم نذهب اليها لما لم تأخذنا فى رحلة الاسكندريه بدلا من تلك ّ
أجاب فى تروى :
-لتعلمى تاريخ بلادك الحديث وكيف تطور تاريخ مصر وسنتحدث اليوم بالتفصيل عن محمد على مؤسس النهضة الحديثه بمصر