الفصل الثاني

2113 Words
ض*بت بيدها على ص*رها و قالت بعدم تصديق :- رضوى ! رضوى تاني يا مراد بعد كل اللي حصل فينا زمان جاي دلوقتي تقوللي رضوى ثم نهضت من مكانها و هي تنظر له بحزن و أكملت :- كنت فاكرة السنين قدرت تنسيك و بقيت أقول الحمد لله و أنا شايفاك مركز في شغلك و بتكبر يوم عن التاني ، كنت طايرة من الفرحة و أنا شايفة صحابك حواليك و حياتك بتمشي بشكل طبيعي ، جاي بعد دة كله تقوللي رضوى ! هز رأسه يميناً و يساراً بيأس و غمغم :- أول مرة ما تفهمنيش يا جميلة ردت بعصبية :- و المرة دي بالذات مش عايزة أفهمك ، مش عايزة أفهم إنك حطيت كرامتك تحت رجليهم من تاني و رايح ترمي نفسك في حضنهم ، كنت مفكرة إن كل حاجة عملتها و وصلتلها كانت لنفسك مش علشان تليق بست الحسن و الجمال نظرت لتعبيرات وجهه الغامضة ثم زفرت بقوة و قالت :- إعمل اللي يريحك يا مراد أنا معنديش إستعداد أرجع لوجع القلب تاني أنهت كلماتها ثم رحلت من أمامه ، أخذ ينظر لأثرها حتى إبتلعها باب القصر فنهض من مكانه و ركب سيارته مرة أخرى و غادر .. في حي خلدون رحل جميع الفتيات اللاتي جئن لمشاهدة العريس الذي نال الشرف أخيرا و سيتزوج أميرة الحي و عندما لمحت بعينيهم نظرات الأعجاب و الوله أرضى ذلك الجانب المتعجرف بداخلها جلست رضوى مع والدها الذي قال :- أنا بس مش عارف هو مستعجل كدة ليه ؟ ردت رضوى بدلال :- و ما يستعجلش ليه هو أنا شوية ، و بعدين الناس اللي زي دول ما يحبوش يضيعوا وقت زي ما بيقولوا بياخدوها على الحامي ، الأغنياء دول يا أبا الوقت عندهم بفلوس و الدقيقة بملايين علشان كدة تلاقيهم بيحسبوها بالثانية .. قال سالم :- اااه يا بت يا رضوى هي الملايين دي اللى نفسي أجربها و أدوق حلاوتها بس ملحوقة ، من جاور السعيد يسعد و لا إيه يا قلب أبوكي إبتسمت رضوى بسعادة و أومأت له في **ت فأكمل :- بس مش غريبة يعني إنه جه لوحده و محدش من أهله جه معاه أشارت له بيدها و قالت بلا مبالاه :- و إحنا هنعمله بأهله إيه خليه كدة لوحده علشان نعرف نعمل اللي عاوزينه قطع كلامهم دخول والدتها و بيدها صينية عليها بعض الأكواب وضعتها أمامهم و قالت :- إنت إزاي توافقه يا معلم على إنه ميعملش فرح ، ملكش حق يا أبو رضوى دي البت اللي حيلتنا هنجوزوها كدة سكيتي ؟ رد المعلم سالم و هو يدث الأرجيلة بفمه يسحب منها نفساً عميقاً ليخرج صوت كركرة عالية ثم أخذ يموج الدخان بقوة :- بتك اللي وافقت و أهي قاعدة قدامك أهي إسأليها ردت رضوى و على وجهها إبتسامة ماكرة :- و النبي يعني عايزنا نوقف الجوازة علشان خاطر الفرح ! كان باين عليه إنه بيتكلم بجد و الحوار معاه منهي علشان كدة ممسكتش فيه بالقوي ، و بعدين يا أما إنتِ مش كل اللي يهمك بتك تعيش متهنية يبقى خلاص إسمعي بس كلامي و لو على الفرحة أبويا هيقيم تلات ليالي إبقي إفرحي فيهم براحتك رد سالم قائلا :- البت بتقول كلام موزون يا فتحية و الراجل بصراحة قدم السبت و ساب مهرها قبل ما يمشي يعني شاري مش هنقفله إحنا على الفرح إعتدلت بجلستها و قالت :- أيوة يا معلم بس انا كنت عايزة أفرح بيها ويا عريسها في الكوشة يعني هي أقل من صفية بت أم هاشم جارتنا ؟ ما أنت شوفت بعينك الفرح اللي كان عاملهولها الواد عبده و كان صارف عليه شئ و شويات إنتفضت رضوى تقول بإستنكار :- صفية مين دي اللي بتحطيها قصادي بت بياعة المخلل ! أنا مش مصدقاكي يا أما بقى تجيبي مراد بجلالة قدره للواد عبده بتاع دكان الخردة يا شيخة دة يغور الفرح من وشه . رمقها المعلم سالم بنظرة متعالية و قال :- ملكيش حق يا أم رضوى بقى تحطي بنتي أنا المعلم سالم أكبر تاجر مواشي قصاد بت بياعة المخلل إتجنيتي يا ولية تلعثمت بخوف من أن يغضب عليها و أسرعت قائلة :- و الله ما أقصد يا معلم أنا بس قصدي نفرحوا بالبت اللي حيلتنا أمسك سالم بكوب الشاي و أخذ منه رشفة و قال بإبتسامة صفراء :- لو كنتي عايزة تفرحي بحق و حقيق كنتي تشوفيه و هو بيطلع من جيبه الورقة أم 200 ألف دة أنا قلبي كان هيقف من الفرحة ثم وضع الكوب على الطاولة أمامه و أكمل :- و على العموم متقلقيش أنا هقيم التلات ليالي زي ما وعدت و إبقي إفرحي و إتفشخري فيهم براحتك زي ما قالت رضوى . أنهى كلماته و هو ينظر لإبنته بإبتسامته الصفراء و أكمل :- المهم بس عايزك تبقي واعية يا حبيبة أبوكي و مش عايز دول يبقوا آخر 200 ألف يديهوملك ، عايزك تبلفيه هيد*كي عنيه فهماني ؟ أخذت تعبث رضوى بخصلاتها الذهبية و هي ترسم أحلاماً وردية بجوار الفتى الوسيم و على وجهها إبتسامة ماكرة و ردت :- فاهماك يا أبا و لا حد فاهمك أدي و ما تقلقش بكرة تشوف بتك دي بقت حاجة تانية خالص أومأ لها برأسه قائلا بزهو :- عفارم عليكي بت أبوكي صحيح .. ثم نهضت من مكانها و هي تقول :- أقوم أنا بقى أريحلي ساعتين و إبقى سيبلي الشيك علشان بكرة أروح به البنك ترك سالم الأرجيلة من يده و هب واقفا و قال :- هتصرفي الشيك ليه يا بت ما تسيبيهم على بعض ، الفلوس لما تتفك تقل بركتها ردت رضوى :- متخافش يا أبا دة أنا هفتح بيهم حساب بإسمي علشان لو عوزت حاجة ما أطلبهاش منه شعر سالم بالحنق من إبنته فقال :- إنتِ هبلة يا بت ما لازم تطلبي من جوزك لما تعوزي حاجة إقتربت منه رضوى و وضعت يدها على كتفه من الخلف و أخذت تسرد له ما يجوب بخاطرها :- يا ابا إفهمني لازم أحسسه إني مش طمعانة فيه و إن فلوسه دي آخر حاجة نفكر فيها علشان يطمن لي و يعرف إني عيني مليانة ، و أما اجي أطلب منه حاجة بعد كدة ميقولش لأ و ما يشكش في حاجة ، فهمت نظر لها بجانب عينيه و رُسم على وجهه إبتسامته الصفراء و رد بفخر :- كنت خايف لا تطلعي خايبة زي أمك ، بس طلعتي شاطرة زي أبوكي قالها و هو يشير إلى نفسه ثم أخرج الورقة المطوية من جيبه و مدها إليها قائلا :- خدي يا ست البنات مهرك في إيدك أهو إعملي بيه اللي إنتِ عاوزاه تناولته من يده و أخذت تنظر فيه بتمعن ثم تحركت إلى غرفتها بمشيتها المتهادية ترسم ما كانت تحلم به دوماً من حياة تختلف كليا عما هي عليه الآن ، تختلف عن حياة الحواري ********** حورية صغيرة دلفت إلى القصر كفراشة طائرة تنشر السعادة و الجمال أينما وجدت ، صدح صوتها عاليا تنادي على أمها التي ردت عليها من المطبخ فهرولت إليها تتعثر بفستانها الطويل ، رفعته بتأفف و دخلت إلى أمها و هي تتشمم رائحة الطعام الذكية و قالت :- الله على روايحك يا جوجو ، ريحة أكلك تدخل القلب مش المعدة مسحت جميلة دموعها و إبتسمت لها بحنو و قالت :- حمد لله على سلامتك يا حبيبتي ، طمنيني عملتي إيه في الإمتحان ؟ إلتقطت نور قطعة خيار و قضمتها فض*بتها جميلة على يدها قائلة :- قولتلك مية مرة متاكليش من غير ما تغسلي إيدك زمت نور شفتيها بحنق طفولي ثم إتجهت إلى حوض المطبخ و غسلت يديها و عادت إلى أمها تأخذ قطعة من الجزر و هي تجلس بجانبها و تقول :- بصي يا ماما ما أوعدكيش إني هطلع بإمتياز زي كل سنة بس على الأقل إن شاء الله هطلع بتقدير رفعت جميلة حاجبها بإستنكار و سألتها :- و دة من إيه إن شاء الله ؟ إيه اللي إختلف السنة دي يعني ؟ قضمت نور قطعة أخرى من الجزر و قالت :- يا جوجو السنة الأخيرة دي بتبقى صعبة شوية ردت جميلة :- و الله اللي أعرفة إن مفيش حاجة صعبة على اللي بيذاكر هتفت نور :- دي مقولة غلط تماما و مش عارفة ليه كل الأمهات حافظينها ، عادي يا ماما ممكن أكون بذاكر و تيجي حاجة مش عارفاها تن*دت جميلة و قالت :- و الله يا حبيبتي الكلام دة تقوليه لمراد إنتِ عارفة هو في التعليم ما بيهزرش تحمحمت نور و هي تتذكر أخيها الذي دوما ما يحسها على الإهتمام بمذاكرتها :- أبيه مراد دة حبيبي و بعدين يا جوجو أنا ليا عتاب عندك أكملت جميلة تحضير سلطة الخضراوات و هي تقول :- عتاب إيه يا روح جوجو إستقامت نور من على المقعد قليلا و حركته تجاه أمها و جلست عليه ثانيا و قالت :- هو مش أبيه مراد دة إبنك البكري و المفروض إنتِ كأي أم عظيمة تدوريله على عروسة المستقبل اللي هتشيل إسمه و لا إنتِ مش عايزة تفرحي بعياله و هما بيلعبوا حواليكي و لا إنتِ خايفة تكبري نفسك و لا إيه يا جوجو إبتسمت جميلة بسخرية و ردت :- متخافيش يا روح جوجو هو إختار خلاص و خطب كمان و كلها كام يوم و تلاقيه داخل علينا بيها إنتفضت نور من مكانها تهتف بإستنكار :- إختارها إمتى و فين و إزاي يخطب من غير ما يقوللي أصلا تركت جميلة السكين من يدها و قالت بشرود :- إختارها من زمان يا نور و إحنا مش حاسين بحاجة أتاريه عايش على ذكرى الماضي ترقرقت الدموع بعيون نور و لأول مرة تشعر بعدم أهميتها عند أخيها فقالت :- بس أنا أخته و طول عمري بحلم باليوم دة و عمري ما تخيلت إن أنا مش هبقى موجودة و هو بيخطب شعرت جميلة بالألم على صغيرتها فربتت على كتفها بحنو و قالت تهون عنها :- أنا أمه أهو و مقاليش غير بعد ما جه من عندهم ، متزعليش من مراد يا نور أنا حاسة إن تصرفه دة مش موزون و في حاجة في دماغه أنا مش فاهماها كفكفت دموعها بظهر يدها كالأطفال و زينت إبتسامتها الصافية وجهها مجددا و قالت :- خلاص مش مهم المهم بقى يعملنا فرح كبير علشان ألبس فستان سواريه ، هموت و ألبس فستان سواريه يا ماما لم تريد جميلة أن تهدم أحلامها الصغيرة و لكنها أيضا لا تريدها تصطدم بالواقع فقالت بهدوء و هي ترتب الكلمات جيدا :- ما بيتهيأليش هيعمل فرح يا نور و زي ما قولتلك في حاجة في دماغه إحنا مش عارفينها و مش حنعرفها غير لما هو يقرر يقول دبت نور بقدميها في الأرض بتذمر و هي تهتف :- لأ بقى دة ظلم ، يعني يجيبلنا واحدة و لا نعرف عنها حاجة و لا شوفناها حتى قبل كدة و تيجي تعيش معانا طب حتى كان عرفنا عليها لاحت السخرية على وجه جميلة التي قالت بشرود :- و دي مش أي واحدة دي ربنا وحده اللي يقدر عليها ثم إلتفتت إلى نور و أكملت بجدية :- المهم إنتِ ملكيش دعوة بيها خالص ، إتعاملي معاها من بعيد كدة إحنا مش ناقصين يا بنتي تطلعت لها نور بإستغراب :- ليه يا ماما بتقولي كدة و لما هي زي ما بتقولي ليه أبيه مراد يتجوزها ؟ نظرت جميلة أمامها و أخذت الأفكار تموج بعقلها :- و دة اللي هيجنني و يطير برج من مخي ، جربها و داق لاسعتها رايح ليها تاني ليه ؟ قالت نور بتعجب :- أنا مش فاهمة حاجة ؟ قامت جميلة من جلستها و إتجهت إلى الحوض تغسل يدها ثم وقفت أمام المقود و هي تقول :- مش لما أفهم أنا الأول تبقي تفهمي إنتي يا مفعوصة ، روحي يلا غيري هدومك دي علشان تتغدي أومأت لها نور و صعدت إلى غرفتها لتبدل ملابسها تاركة جميلة سابحة في أفكارها .. ******** بقلب ممزق و كرامة مهدورة و خطوات كللتها روح إنتقامية و كبرياء يئن وجعاً من جرح بالماضي لا زال ينزف إلى اليوم ، بالواقع هو ليس جرحا وحيدا ، بل أنها عدة جروح سطحية تحولت إلى ندوب مع مرور السنين ، أما هذا الذي يخص قلبه كان جرحا غائراً لم يستطع أن يُشفى منه إلى الآن . وقف أمام العمارة و نظر لأعلى ليرى الإضاءة مفتوحة ، فصعد إلى الطابق الثاني و ضغط على الجرس بإلحاح ليُفتح الباب بعصبية تجاهلها مراد و أزاح صديقه بيده و ولج إلى الداخل تاركاً صديقه يبتلع صدمته بهدوء بعد ثواني أغلق آسر الباب بقوة و أثار النوم مازالت محفورة على وجهه ثم إتجه خلف صديقه الذي إرتمى بجسده على الأريكة و سند رأسه إلى الخلف مغمضاً عينيه مما أثار قلق آسر . إقترب منه و جلس بجواره يسأله بتوجس :- إيه اللي حصل يا مراد ؟ حد جراله حاجة تحفز مراد بجلسته و قال بقلق :- و إنت عندك معلومات إن حد حيجراله حاجة مط آسر شفتيه و رد :- لأ مفيش بس شكلك ما يطمنش تراخت ملامحه مجددا و هو يتذكر ما حدث اليوم و قال :- أنا خطبت نهض آسر من مكانه بغيظ و هتف :- يعني إنت عارف إني كنت في مأمورية و راجع منها الصبح و جاي تخبط عليا لحد ما فزعتني علشان تقولي إنك خطبت ! ملامح رفيقه الجامدة جعلته يتراجع عما قال و علم أن هناك أمر آخر خلف خطبته تلك فإتجه إلى المطبخ يقول :- هعمل فنجان قهوة علشان أفوقلك و أفهم بالتفصيل إيه موضوع خطوبتك دة تحرك مراد من مكانه متجهاً إلى غرفة صديقه قائلا :- و أنا هدخل أنام شوية على بال ما أنت تشرب فنجان القهوة بتاعك و تفوق بينما آسر ظل يحدق في أثره بحنق ثم غير وجهته إلى الغرفة المجاورة للتي دخلها صديقه و اغلقها خلفه لعله يستطيع العودة للنوم مجدداً
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD