تكملة الفصل الأول
تخيلى لو احتليتِ علي قلبك
لو تعمقتِ بروحك
لو كنتِ أنفاسك
.. أريدكِ يا صغيرة ..
تخيلي وأنتِ في سنكِ تكوني قطعة من روحي.
في اليوم التالي مساءاً تجهزت راما علي أكمل وجه حيث ارتدت فستان بلون عينيها الخضراء يتخلله خيوط ذهبية اللون بأكمام طويلة ضيقة وبص*ر ضيق يتسع بكثرة حتي ركبيتها في هيئة منفوشة كالأميرات خاصة ب*عرها التي تركته بحريته واضعة تاج من ورق الشجر الأخضر عليهِ ورغم ما فعلته بذاتها لازالت تبدو كالأطفال ولكنها كأي فتاة حالمة وخاصةً إن كانت راما حيث ترتفع نسبة العاطفة عندها دائماً تتخيل أن أحد ما سيعجب بها في هذه المناسبات لتجده بعد فترة يتقدم لها ولتحيى قصة حب رائعة تكون بدايتها رؤية ونظرة مشبعة بالإعجاب ثم طلب يديها ثم حب وعشق وحياة إلي ما لا نهاية!!.
ها هي الأن تخطو لتلك الحفلة مع أختها هَيَا كانت تشعر بالسعادة في أول الأمر لحضورها حفل كبير كهذا الحفل ولكن رويداً رويداً بدأت تشعر بالملل والرهبة من الأعين المتفحصة لها .. كانت تلتصق بأختها كالعلقة تنتقل معها من مكان لمكان حيث تذهب هَيَا تذهب هي حين تحدثت هيا : راما سأذهب للحمام ،، ابقي جالسة هنا حتي أتي .
سابقتها راما قبل أن تذهب بالحديث : سأذهب عند هذا البار وسأطلب شيئاً أشربه .
وافقتها هيا قائلة: حسناً تعالي سأخذكِ في طريقي .
ورغم كون هيا كانت تعترض علي مرافقة راما لها من البداية إلا أنها ش*يقتها وفي حمايتها الأن هكذا تشعر هيا بنزعة الحماية تجاه أختها خاصةً في تلك الأجواء التي لا تناسب راما حيث لم تعتاد هي عليها لذا أخذتها لهناك واطمئنت عليها قبل أن تدخل ڤيلا صديقتها قاصده الحمام .
جلست راما علي الكرسي الدوار أمام بار كبير من المشروبات ،، كان يقف شاب و فتاة خلفه لتلبية الطلبات فشاورت للفتاه وحدثتها بخجل مفصحة عن مشروبها المفضل : هل أجد ينسون هنا .
قطبت الفتاه حاجبيها بدهشة ورغم كونهم شركة منظمة لتلك الحفلات لما وجدت راما مبتغاها ثم تحدثت بتهذيب : يوجد بالتأكيد سأحضر كوباً لكِ.
ابتسمت راما بسعادة وجلست تنتظره .. كان البار فارغاً من الناس وهذا أشعرها بالراحة حيث تتمني انتهاء تلك الحفلة المملة بالنسبة لها فهي لا تعرف أحداً ولم تجيد في التحدث مع من عرفتها هيا عليهم .. سبأ كانت محقة و هنا تذكرت أنها يجب أن تعتذر لسبأ عن كلماتها اللاذعة .
بعيداً عن راما اتجه " راكان الحُمَيدي " الوريث الشاب الوحيد لمعارض الحُميدي للسيارات باتجاه ابنة عمه .. ملكة الحفل الذي يحضره ليهنئها بعيد ميلادها ،، لولا والدهُ ومحاولته الدائمة في جعلة ينغمس ويندس بين أفراد العائلة لما كان حضر تلك الحفلة المملة وخاصة لابنة عمه التافهة تلك ولكن عقب وقوع عينيه علي الطفلة التي احتلت كل الحفل بالنسبة لهُ .. شعر أن وجوده هنا لهُ فائدة كبيرة وخاصة بعد متاعبتهِ لكل تحركاتها في الحفل كانت كالبسكويت صغيرة وناعمة ود لو يدس وجهه في عنقها الطفولي هذا ويمرغ وجهه ب*عرها الطويل .. كلها كانت تُشعله ،، تُحرك بهِ شئ ظن أنهُ لن يتحرك يوماً بجموده الذي يعرفه الجميع عنه .
اتجه لابنة عمه التي نظرت لهُ بريبة فهو يخيفها بل يخيف العائلة أكملها بصرامته فترقبت ما سيقوله حين تحدث بخشونة :
من تلك الفتاه الجالسة علي البار وحدها.
" إنها أخت صديقتي وصغيرة للغاية راكان لا تضعها برأسك " .
نظر لها بحدة ماذا تظن عنهُ قاتل أم م***ب فإبتلعت ريقها بتوجس منه وندمت علي ما تفوهت بهِ ثم ابتعدت من أمامه بسرعة في حين توجه هو للبار وجلس جوار راما التي كانت تشرب الينسون مستمتعة ولم تشعر بهِ حتي .. فإبتعد بكرسيه عنها قليلاً وأداره في مواجتها ثم جلس ينظر لها متفرساً فيها حتي جاء لهُ العامل متدحثاً : ماذا تشرب سيدي .
رفع يديه يشاور له بالإقتراب فاقترب العامل برأسه منه فحدثه راكان : ماذا تشرب الأنسة.
" إنهُ ينسون سيدي " .
ضحك بقوة وهو يشاور للعامل كي يذهب فنظرت له راما بتعجب .. لا أحد يجلس بجواره أو يتحدث معهُ ليضحك ولكن خفقت نبضاتها لضحكته كانت ضحكة رائعة ولكنها مخيفة بل مهيبة .. خافت من ملامحه التي رغم وسامتها تتسم بكثافة الشعر فيها .. شعره كثيف وذقنه كثيفة ليست طويلة بل كثيفة غامقة .. حواجبه كذلك كثيفة بعينين غامقتين فأشاحت وجهها عنه وهي تبحث عن هيا بعينيها ولكن لم تجدها فنفخت بضيق متأففة قبل أن تستمع لبسبسة من الجالس بجوارها يخصها بها فنظرت لهُ بضيق قائلة بحدة : هل تراني قطة.
ابتسم باستفزاز : رويدك يا شرسة ،، ما اسمك .
نظرت لهُ شزراً غاضبة وهتفت : وما دخلك باسمي.
" لا يهم سأعرفه لاحقاً فلننتقل لما بعده كم عمرك أيتها الصغيرة " .
هكذا تحدث وانتظر رداً منها ولكنها بصعوبة سيطرت علي ل**نها وشربت مشروبها بدون الرد عليه مما استفزه قليلاً فتحدث بجدية : هل تحبين الينسون كثيراً.
هتفت بنزق : ماذا تريد .
شاغبها قائلاً : ما رأيك بتحدي صغير .
نظرت متسائلة فقال بهدوء : سأتحداكي أن تشربي عدد معين من أكواب الينسون وتحديني أنتِ بالمقابل بما تريدين.
بإشمئزاز قالت : إنهُ تحدي سخيف ويبدو أنكَ بسخافته ،، وبماذا ستستفيد منهُ أصلاً .
نظر بعيداً عنها وهو يجز علي اسنانه بوضوح فعضت ل**نها بخوف فهو يبدو علي وشك الإنفجار ثم صرخت وهي تري نفسها محاصرة بين ذراعيه بعد أن سحب كرسيها وألصقه بكرسيه وحاصر خصرها بذراعيه متحدثاً بغضب : هل تعرفين كم مرة أخطأت في حقي في خمس دقائق فقط .
حاولت الإبتعاد عنه وهي تصرخ به أن يتركها وتنظر للعاملين علي البار ولكن كلاً منهم كان يتابع عمله وكأنها لاتصرخ وكأنهم معتادون علي هكذا رؤية فنظرت لهذا الذي يحاصرها بين ذراعيه ،، كان قريب بدرجة مهلكة ،، إنشات قليلة بين وجهه ووجهها فشعرت بالرعب منه وهي تهتف : لا يصح ما تفعله أتركني .
نظر لعينيها مستغلاً الفرصة وهو يتحدث بداخله بكم هي طفلة بملامح أكثر طفولية ستكون لهُ وحده قريباً جداً هكذا عزم وهكذا قرر وهكذا سينفذ ،، تحدث بجدية : أولاً أخبريني اسمك .
" راما والأن إتركني وإلا سأصرخ " .
أجابته ليتحدث بتسلية : لن يسمعك أحد إذا صرختي والأن أخبريني ما عمرك يا رامَتي الحُلوة.
تحدثت بخوف حقيقي وهي تتمني قدوم هيا : لست رامتك ولا يحق لكَ لمسي هكذا اتركني وإلا أقسم ...
**تت وهي تأن بوجع وقد سحقها بيديهِ متحدثاً : أولاً أنا لا أُهدَد وستعتادين علي هذا قريباً ،، ثانياً حينما أسأل أُفضل أن اسمع جواب سؤالي وإلا لن يعجبك ما سيحدث .
تلوت بين ذراعيه بشدة وقد ألمها أنها بين ذراعيه هكذا يمسكها كيفما ولو كانت زوجته وهو لا يحق له أبداً فتحدث مدركاً لما يدور بخلدها : سأتركك ولكن ستخوضين التحدي معي .
أومأت موافقة ليبعدها عنهُ بكرسيها ليعيده في مكانه وتحدث مترقباً : أتحداكي أن تشربي عشرة أكواب من الينسون .
نظرت حولها لا تري هيا في أي مكان والصخب حولها شديد ،، تخاف أن تتحرك فتجد غيره في طريقها مثله واسوأ لذا فضلت أن تسايره حتي تأتي هيا وتحدثت وهي تشاور علي زجاجات لا تعرف ما يكمن بداخلها أصلاً : هل تشرب تلك الأشياء .
أومأ لها لتتحدث بتشفي : إذاً أتحداك أن تشرب ثلاثة زجاجات .
تشدق بإعجاب قائلاً بخبث : يبدو أنكِ تريدين أن ينتهي بكِ اليوم في بيتي.
ثم غمز لها لتشهق متحدثة بصدمة : أنتَ وقح و قليل الأدب ومنعدم التربية و ..
لم تكمل لأنهُ سحب كرسيها بغضب تلك المرة جعلها تقفز من عليه بسرعة قبل أن يحاصرها مجدداً والتقطت حقيبتها و خرت جارية لخارج الحفل بل إلي خارج الڤيلا بأكملها وإتجهت للشاليه وهي تبعث برسالة لهيا تخبرها أنها رحلت ولكن لم تكن تحسب حسبان أنهُ خرج ورائها و تتبعها بسيارتهِ حتي قطع عليها الطريق فأخذت تنظر لهُ بخوف وتتراجع وهي تراه ينزل من سيارتهِ مقترباً منها ،، كانت ستجري منه حرفياً ولكنه أمسك بها ساحباً إياها إلي سيارتهِ حيث حاصرها عليها متحدثاً بغضب : كم عمرك ،، هل أنتِ قاصر.
نفت برعب متحدثة : ثمانية عشر .
ابتعد عنها متحدثاً بحدة : جيد جداً ،، وداعاً يا رامتي الصغيرة ،، فلتنتظريني سأراكي قريباً .
ركب سيارته عائداً للحفل متجهاً لابنة عمه ليعرف ما ينقص حتي يتمم أمره بتلك الفتاه التي احتلت فكره واحتلت الشئ الصلب القابع بين ضلوع ص*ره والذي ظن أن إحداهن لن تحركه يوماً وهي تلك الصغيرة لم تحركه فقط بل أشعلته .
■■■
استيقظت سبأ بهدوء بعد أن غفوت قليلاً في هذا المساء الهادئ ثم توضأت لتؤدي فرض العشاء الذي فاتها وهي نائمة ومن ثم اتجهت للأسفل لتلتقي برسيل وچيلان وكلتاهما يجل**ن أمام شاشة لاب واحدة فنظرت لهم بهدوء متسائلة : ماذا تفعلان .
تحدثت چيلان بعاطفة : ها قد جائت حوريتك الصغيرة تحدث معها .
ثم أدارت اللاب لسبأ لتظهر لها صورة والدها دياب والذي ابتسم لها بحنو فإقتربت بسعادة تجلس علي الأرض أمامه متحدثة :
أبي إشتقت لك ،، كيف حالك وكيف حال أمي .
" بخير يا صغيرتي أنتِ كيف حالك وأخواتك ".
" كلنا بخير يا حبيبي ،، أخبرنا متي ينتهي شهر عسلك الـ27 أنت و حوريتك " .
التف دياب بهاتفه قليلاً ليريها صورة حورية وهي نائمة بجواره بهدوء و شعرها الأحمر يغطي وجهها الأبيض فأزاحه عنها وهو يتحدث بعشق : والدتك نائمة وقد اشتاقت لكم وكما العادة تصرع رأسي بأن نعود وأنهُ لا يجب ترككم وحدكم .
ضحكت سبأ حين ض*بته حورية علي ص*ره ليتأوه دياب باصطناع ويحتضن كفها مقبلاً إياه بينما تحدثت حورية بتأنيب : أنا أصرع رأسك يا دياب والله ..
قاطعها دياب مقبلاً رأسها : لا تقسمي يا ست الكل أنا متأسف للغاية يا حوريتي .
إعتدلت حورية بحضنه وواجهت إبنتها وهي تتحدث بفخر : هكذا فلتعتدل .
في تلك الأثناء كانت سبأ مندسة بين أختيها فحدثتهم حورية : كيف أحوالكن يا حبيباتي .
ردت رسيل بحميمية وهي تري عشق والديها : نحن بخير هل يمكن أن آتي إليكم يا حوريتي .
ابتسمت حورية قائلة : تنورينا يا دكتورة .
تحدث دياب في غضب مصطنع مما أدي إلي ضحك الجميع : لا لن تنورنا ولا أريد أن أري وجه إحداكن هنا.
ثم تدارك عدم وجود لورين فتحدث بتساؤل : أين لورين .
تحدثت سبأ التي إطمئنت عليها قبل نزولها : إنها نائمة يا أبي .
ابتسم دياب وفي نفس اللحظة لاحظ راما التي كانت تخطو من خلفهم غير منتبهة أنهم يحدثون والديها لينادي بصوته الذي إخترق سماعها بإسمها فإقتربت منهم متحدثة لأبيها بدموع : بابا.
هتفت حورية بقلق كما حال أخواتها الثلاثة الذين إلتفوا لها في قلق وترقب : راما حبيبتي هل تبكين ،، هل أنتِ بخير ،، أين هَيَا .
راما بخفوت : أنا بخير أمي وهيا بخير مازالت في الحفل .
ثم حدثت والدها قائلة والذي كان ينظر بريبة لها : بابا حدثني علي هاتفي أريد الحديث معك.
نفذ دياب فوراً وقطع الخط معهن في حين انتظر بضع دقائق حتي تصعد لغرفتها وقبل صعودها هتفت چيلان : راما ماذا حدث لماذا تبكين .
إحتضنت راما سبأ وارتمت بجسدها في حضنها لتحتويها سبأ متسائلة فتحدثت بهدوء : أنا أسفة ،، كان معك حق هذه الأجواء لا تناسبني ،، لم يكن علي الذهاب ،، سأصعد لأتحدث مع أبي.
■■■
تركت راما سبأ وصعدت بينما توجهت سبأ متن*دة للمطبخ لتعد لها كوباً دافئ من النسكافيه وهناك وقفت تنتظر غليان المياه بشرود قبل أن تنتفض كالملسوعة وهي تتذكر حلمها ... نعم هي كانت تحلم بـ .. بـ ... وتردد الاسم علي شفتيها باستنكار قبل أن تهمس " سفيان "
لم تكن تتخيل هي بالفعل كانت تحلم بهِ وليس بهِ فقط بل كان زواجهم .. استغربت هذا الحلم بالفعل وهي تفكر " ألا يقولون أن الحلم بشخص ما بسبب التفكير الكثير بهِ " إذا لماذا حلمت هي بذلك السفيان هي حتي لم تفكر بهِ ولم تضعه في رأسها .. نسيته بمجرد أن خرجت من عنده .. لماذا زار هذا الغريب أحلامها وهي بالكاد تعرفه ،، ولما كان الحلم عبارة عن زواجهم هي تعلم أن الفرح في الحلم ليس فرح في الواقع أبداً .. فأي مستقبل ينتظرها هي لا تعلم!.
■■■
صعدت راما لغرفتها وخلعت عنها فستان السهرة وإرتدت بيجامتها الطفولية لتعود راما الطفلة مجدداً وجلست علي السرير تجيب علي هاتفها متحدثة : اشتقت لك يا بابا .
دياب بهدوء : وأنا يا حبيبتي أكثر ،، هل تريدين أن آتي إليكِ.
" لا يا روحي لا تأتي أنت وماما لا تأخذون تلك الأجازة إلا مرة في السنة ولكن ... " .
و**تت فحثها دياب علي الحديث قائلاً : لكن ماذا ،، لماذا كنتِ تبكين ولماذا تركتي أختك وأتيتي وحدك .
تحدثت وهي علي مشارف البكاء : هناك شخصاً .. لقد لقد ..إنه..
وهنا هتف دياب بقلق بالغ وغضب شديد : هل تعرض لك أحد ما بالسوء ،، هل أذاكي أحد .
راما بنشيج وهي تحكي لهُ كل ما حدث وفي النهاية ختمت ببكاء :
ليس لديهِ الحق في أن يلصقني بهِ هكذا ،، ليس له الحق في لمسي أصلاً ،، لقد خفت يا أبي إنه مخيف جداً و قال لي أنه سيراني قريباً ،، أنا خائفة.
جز دياب علي أسنانه بغضب وهو يتذكر موقف مماثل كان هو فيه هذا المخيف وكانت المرعوبة كابنتهِ الأن هي حورية ،، يا إلهي هل كُلَّ ما فعله بحورية سيُفعل ببناته فالحق يقول أنهُ كما تدين تدان ولكن بناته يااااا الله ،، نظر لحورية القلقة بعمق وهو يفكر نيتهُ من البداية كانت الزواج بحورية ،، كان يفعل ويتخطي حدوده بتملك وهو يعلم أنها بالنهاية ستكون له ولكن هذا الذي لعب بعداد موته وتجرأ علي ابنته وأخافها بهذا الشكل سيذيقه الويلات حقاً ،، تدارك شعوره بالعجز في تلك اللحظة وهتف مقوياً لفتاته الصغيرة : حبيبتي راما سأعود علي أول طائرة للمنزل وسأرسل من يأخذكن لا تخافي يا صغيرتي ،، طالما أنا موجود لن يمسك أو يقترب منكِ أحد بسوء .
هتفت راما بنفي بطفولة : لا أريدكم أن تقطعو رحلتكم بسببي .
قاطعها قائلاً بحنان : لا يوجد أغلي منكِ يا صغيرتي ،، أريدك أن تنسي كل شئ وتجهزى أغراضك أنتِ وأخواتك لتعودوا للمنزل.
أومأت وكأنه يراها : حاضر يا بابا ،، أحبك .
" وأنا أحبك يا حبيبتي " .
قالها بتن*د خائفاً علي صغيرته فهي صغيرة جداً ليحدث معها شئ كهذا وعاد ينظر لحورية مؤنباً نفسه قائلاً ألم تكن حورية صغيرة أيضاً بل كانت أصغر من راما حتي .
■■■
صباح اليوم التالي عند حلول الظهيرة كانت الفتيات تدلف للمنزل الواسع الذي يحتل الطابق السابع في إحدي الأبراج الفخمة التي تطل علي النيل مباشرةً حيث مكان سكنهم منذ بداية ترعرعهم وهم صغاراً حتي الأن .. كان المنزل بإرتفاع دورين كالڤيلا الصغيرة .
تركت راما حقيبتها فور أن دخلت وارتمت بأحضان والديها كما فعل أخواتها ولكنها كانت الأولي وكانت أكثرهم وقتاً وكانت الأخيرة أيضاً حيث اندست بين أحضان والدها علي الأريكة في شعور بالأمان رائع وظلت هكذا بينما تخرج حورية هدايا بناتها والأولي كانت لسبأ وهي تعطيها بعض الأدوات الهندسية الحديثة وبعض الكتب التي تساعدها في رسالتها للماجستير فهتفت سبأ بسعادة : ياللروعة يا حوريتي أشكرك.
جز دياب علي أسنانه بغيرة من ابنته وهي تنادي حوريته هو بحوريتها في حين يستمع لحورية تدللها وتستمر قائلة وهي تخرج قلادة من الألماز رقيقة للغاية علي هيئة فراشة خضراء زمردية كلون عينيها فهي تعرف حب سبأ للإ**سوارات الهادئة ودائماً تغرقها بهم.
جاء دور رسيل فأعطتها عدة شالات تركية كما تعشق رسيل تماماً فرسيل عاشقة للتراث التركي والملابس التركية كذلك ولا تختلف في ملابسها عنهم في شئ فإبتسمت رسيل بهُيام متحدثة مقبلة والدتها : شكراً حوريتي الجميلة سأجربهم.
وها هي الأخري تأخذ اللقب منه لها بصعوبة سيطر علي مشاعره حتي أخر واحدة فيهن وكانت لورين وهي تشكرها :
" Grazie حوريتي الجميلة "
وهنا هتف دياب غضب : إن سمعت إحداكن تناديها بحوريتي مرة أخري سـ .. .
وهنا ردت لورين بتعقل قائلة مقاطعة إياه : ماذا ستفعل يا بابا ،، هي زوجتك ووالدتنا ،، هي حوريتك وحوريتنا أيضاً ،، هي ملكك وملكنا أيضاً.
ثم فرت من أمامه هاربة بعد لحظة تعقلها الحمقاء ومن خلفه قبلته علي غفلة منه متحدثة في أذنيه بمشا**ة : وأنتَ ملكنا أيضاً ولكن إن أفصحنا علناً ستأكلنا حورية العاشقة .
ضحك بقوة وهو يقرص إحدي وجنتيها من الخلف متحدثاً : حسناً يا مشا**ة لقد غلبتيني.
باغتته مجدداً قائلة قبل ذهابها : لا أحد يقدر علي غلبك يا دياب باشا .
تن*د براحة وهو يضم صغيرته النائمة بأحضانه متحدثاً وهو يحملها ويقف بها لحورية : حورية سأغفو قليلاً بجوار راما أيقظيني علي الثانية لأني سأذهب للشركة .
وصعد بابنته لغرفتها وبرفق وضعها علي سريرها وجلس بجذعه بجوارها ممسداً علي رأسها وظهرها بعد أن حاوطته بيدها في تملك طفولي وفي راحة آمنة .
■■■
بعد العصر كان دياب في شركتهِ يتابع أعماله وهو يتذكر أخر ما قاله لحورية قبل خروجه " سامحك الله يا حورية كيف سأذهب للعمل بعد هذا الغداء الدسم " .
تذكر أيضاً تغنجها ودلالها وهي تتلكأ علي ذراعيه كالحوريات قائلة : لا تذهب للعمل ،، اليوم أتينا من السفر فـ لترتاح قليلاً .
تذكر أيضاً قبلتهم الشغفه والتي جعلته يرفعها من علي الأرض رفعاً وهو يتمتم من بينها بشغف : لن أتأخر يا حوريتي .
قُطع تذكره الشغوف هذا واسترخائه بسبب هاتف مكتبه الذي يرن فأجاب قائلاً :ماذا هناك .
أخبرته سكرتيرته بالشخص الذي ينتظره قائلة : يوجد شخص يريد مقابلتك ولكن ليس لديه ميعاد مسبق.
تسائل : من هذا .
" يُدعي السيد راكان الحُميدي يقول أنهُ يحتاج التحدث مع حضرتك في موضوع شخصي ".
" حسناً أدخليه " .
وفوراً كان الباب يُفتح من قبل سكرتيرتهِ وهذا الـ راكان خلفها راقبه دياب بعيون جامدة كان شاب يبدو في منتصف العشرينات بطلة عملية وعيون جامدة كعينيه فوراً شعر دياب بنفسهِ وهو بمثل سنه كانت تلك مشيتهِ وكانت عيناه تختلف الملامح ولكن يشعر بنفس الكيان المتصل بينهم وقف دياب يرحب بهِ ثم جلس ليجلس راكان بعد ذلك و**ت دياب فبدأ راكان الحديث معرفاً بنفسهِ : سأعرفك بنفسي دياب بيه ،، أنا راكان الحُميدي سأتم الـ 29 خلال أشهر قليلة والدي هو حُميدي عبد الرحمان بالتأكيد سمعت عنه إنه صاحب شركات الحُميدي للسيارات ،، وأنا أمتلك معارض وشركات خاصة بى جنيتها بتعبي قبل مساعدة أبي .
كان دياب يتابعه لا ينكر إعجابه ولكن إعجابه فقط بالهيئة التي تماثل هيئتهِ غير ذلك فهو لا يعلم لقد فطن لما هذا الشاب يجلس أمامه ولكنهُ تركه يتحدث بما يجيش بهِ ص*ره مستمعاً : جئت أطلب يد كريمتك ،، أحتاج فقط معرفة رأيك ثم سأحضر أهلي لأطلبها رسمياً.
تحشرج النفس بص*ر دياب كان يعلم ما سيتفوه بهِ هذا الشاب ولكن هل هو مستعد له .. مستعد لكي ينفرط عقد بناته من بين يديه .. كان يعلم أن هذا اليوم أتٍ لا محالة وها قد أتي! فتحدث دياب مستفسراً بتحذير صرم : أي جوهرة تطلب من جواهري.
هتف راكان بتملك : راما الصغري أريد الزواج بها.
تحفزت كل خلايا دياب وهو يستمع لاسم صغيرته من بين شفتيه وهب واقفاً متجهاً له متحدثاً بجدية وهو يحرك عضلاته : أين رأيتها ومن أين تعرفها .
" في حفل عيد ميلاد ابنة عمي كانت هناك ولقد رأيتها " .
تسائل دياب وعروقه بدأت في الظهور من الغضب ورغم أنهُ يعرف أن راما لم تحضر حفلات من قبل غير تلك الحفلة التي عادت منها باكية : متي كانت هذه الحفلة .
شعر راكان بالتحفز من نبرته وقال :كانت البارحة أمس.
وما إن نطق بهذا حتي كانت لكمة دياب تطيح بفكه فوقع أرضاً من قوة لكمتهِ بالكرسي بينما تحدث دياب بغضب : أنت من أزعجت طفلتي بتلك الحفلة .
إعتدل راكان واقفاً قائلاً بصدق بعد مفاجأتهِ بمعرفة دياب بما حدث لراما من قبله هو : لم أكن حقاً أقصد إزعاجـ ...
ولم يكمل حيث عاجلهُ دياب بلكمة أخري أودت بهِ للخلف متحدثاً وهو يمسكهُ من ياقتهِ بكل شراسة أب : كيف تتجرأ وتضع يد*كِ علي ابنتي كيف .
تحمل راكان فقط لأجلها لأنها ستكون لهُ بلا محالة قائلاً : أريد الزواج بها دياب بيه .
هل كان دياب ليتركه عند هذا الحد لا وألف لا فصغيرته كانت مرعوبة وتبكي بسبب هذا الوضيع الذي بين يديه الأن : هل تعلم أني كنت أبحث عنك وأنتَ جئت لي بقدميك ،، هنيئاً لكَ بما سأفعله بك.
لم يتفوه راكان وهو يتقبل لكمات دياب التي فجرت الدماء من وجهه وأغلقت عينيه اليمني كلياً حتي أصبح يسعل بشدة والدماء تتدفق من جروح فمه ولم يهدأ دياب وهو يسدد له ركلة في معدتهِ ثم تركه يسقط أرضاً وهو يتحدث بينما يضع قدمهِ علي إحدي يديه بغل : هل تعلم كم هي غالية ابنتي التي وضعت يد*ك عليها بدون أدني حق وسببت لها الرعب .
تحدث راكان من بين سعاله بقوة : أريد الزواج بها ،، ستزوجني إياها أليس كذلك؟.
دفع يديه من تحت قدمه بعنف ليتمسك بها راكان بألم بينما يجز علي اسنانه في حين اتجه دياب لمكتبه ليجلس أمراً راكان : انهض .
لم يكن راكان ينتظر أوامره ،، هو كان ينهض بالفعل جالساً وهو يأن أمامه وتحدث بصعوبة بإقرار أعجب دياب : متي أتي لأتقدم لها.
تحدث دياب بحدة : سأخذ رأي ابنتي أولاً .
" لن توافق اجعلني آتي لأتقدم لها واتحدث معها أولاً " .
هكذا صرَّح راكان ولكن دياب لم يعطي له أدني اهتمام وتحدث بلا مبالاة وقوة : قلت سأخذ رأي ابنتي أولاً والأن المقابلة انتهت .
انتفض راكان من وجعه ولكنه سيطر علي ذلك متحدثاً : متي آتي إليك مجدداً .
" لقد قلت المقابلة انتهت " .
قالها دياب بصرامة وعيون شرسة فوقف راكان بصعوبة خارجاً من مكتبه والشركة بأكملها وفي سيارتهِ جلس محاولاً تفادي ألمه هامساً لنفسه بضيق : هل الوصول إليكِ صعب للغاية هكذا يا فتاة الينسون .
#يتبع~~~
■■■
دياب معملش حاجة وحشة في حورية عشان متفكروش غلط بس هو كان بيعمل زي ما راكان عمل بس ✋??
بحبكن I?U