الشخصيات " الأبطال "
بنات حورية هم ستة بنات كالقمر يسمون بعائلة الباربى لسببين الأول لأن حورية لم تنجب غير البنات وثانياً لأنهن كانوا كـ باربي في جمال خارق يتسمون به .. وهن " چيلان .. رسيل ..لورين..سبأ ... هيا .. راما " .
چيلان دياب البدوي: الأخت الكبري بعمر 27 عاماً .. تعمل مع والدها " دياب البدوي " هي ذراعه اليمني وعينيه الذي يستأمنها علي كل شئ .. تمتلك بشرة بيضاء كوالدتها وعيون زرقاء يرجعون لوالدها وجدتها وشعر اشقر كجدتها ايضاً .. طويلة بجسد ممشوق كعارضات الأزياء .. تتمتع هي وسبأ أختها بهذا القوام الذي يخ*ف الأنظار .
رسيل دياب البدوي : طبيبة نفسية لديها عيادتها الخاصة بعمر 25 عاماً .. تتسم دوناً عن أخواتها بملابسها الواسعه وإرتدائها الحجاب والتي تعمل جاهدة ان تقنع اخواتها بهِ .. تمتلك نفس بشرة والدتها البيضاء وعينين زرقاء كأبيها ايضاً .. متوسطة الطول رشيقة بشكل جذاب .
لورين دياب البدوي : تخرجت منذ سنة من قسم ت**يمات لمنتجات العمل وتبحث عن عمل مستقل عن شركات والدها تحاول بداية رحلة عملها بنفسها بعيداً عن نفوذ والدها ووالدها أكثر من فخور بهذا ..بعمر 23سنة .. تمتلك شعر **تنائي لامع مع عينان خضراء كعينين والدتها وبشرة كبشرة والدها الحنطية تميل للبياض .
سبأ دياب البدوي : والتي هي نسخة من حورية علي شكل صغير بجسد كعارضات الأزياء وبشرة بيضاء اتخذت بعض الشحوب بتدخل جينات بشرة ابيها الحنطية وعينين خضراء كوالدتها فاتحة كورق الشجر في الصيف وشعر احمر فاتح لا يتسم باللمعان .. بعمر 22 سنة تخرجت من جامعة الهندسة بقسم العمارة وتعمل الان علي رسالات الماجستير والدكتوراه ... احياناً يشعر دياب انه يتعامل مع حورية حين يتعامل معها وحيناً اخري يشعر وكانه يجلس امام مرآه هو بها لذا فسبأ تمس قلبه بطريقة لم تحصل عليها بقية اخواتها.
هيا دياب البدوي : بعمر 20 عاماً تدرس بجامعة الفنون الجميلة قسم الجرافيك تعشق التصوير وتسافر لاماكن مختلفة من اجله .. قصيرة نوعاً ما تمتلك عينين ابيها الزرقاء ولكنها تتسم بالعتمة التي تحتلهم والتي تجعل ناظرها يشعر انه يتطلع الي حجارتين زرقاء وتمتلك بشرة ابيها الحنطية وشعر قصير يصل لبعد اذنيها بقليل لا يلمس كتفيها بلون مزيج بين شعر حورية الاحمر وشعر دياب البني فكان بلون برتقالي رائع وقوام اقل من الرشاقة بقليل .
راما دياب البدوي : وهي الصغري بعمر ال 18 عاماً .. مدللة ابيها لانها اخر العنقود واصغرهم سناً بكثير .. رفيعه بجسد طوله مناسب علي جزعها .. بعينين خضراء يلمعان كالؤلؤ وشعر بني طويل وبشرة حنطية .. احبها دياب بشدة لانه راي فيها نسخة منه ومن رفيقة دربه حورية فأخذت من كلاهما بمقدار متساوي .
حورية : تزوجها دياب عن قصة عشق وتملك طويلة وهي بعمر صغير جداً ليكون لها الاب والسند وكل شئ لتنجب له حوريات اسعدن قلبه .. رغم بناتها الستة واعمارهم مازلت هي بعمر 43 عاماً .. ربما كبيرة بالنسبة لاي أحد ولكنها بالنسبة لدياب هي احدي بناته .. كانت تتسم بقوام مشدود رشيق ولكن لم تفلح في الحفاظ عليه بسبب كثرة ولادتها فزادت من الوزن مقدار ليس بقليل ولكنه لم يزيدها الا جمالاً .. شعرها احمر ناري وعينيها خضراء كورق الشجر وبشرتها بيضاء شحبت مع تقدم عمرها .
دياب البدوي : رجل اعمال ناجح بعمر 56 عاماً يمتلك بشرة حنطية وعينين زرقاء غامقة وشعر بني كثيف اورث كثافته لبناته .. تزوج حورية حين كان يكبرها بـثلاثة عشر سنة ليكون معها اسرة رائعه بل فائقة الروعة قا**ها هو بالحمد ولم يتذمر ابداً كونه لم يحصل علي ولد يحمل اسمه فـ حورية وبناته بالكون أجمع .
سيتم التعرف علي باقي الأبطال بالقصة .
■■■
الفصل الأول
تعرض لي يوماً فصورت حسنه ببلورتي عيني في صفحة القلب
" البارودي "
توقفت بسيارتها أمام السوبر ماركت لتشتري بسكويت مربي البرتقال وفارمسيه الشيكولاته كعادتها يومياً والتى تتناوله ليلاً مع النسكافيه في شرفة غرفتها مع كتاب جديد _تحت ضوء القمر _ ومع مراقبة النجوم ومن ثم تخلد للنوم بسعادة سببها النهاية السعيدة للرواية وإما الع** والذي سببه النهاية التعيسة لرواية أخري ،، ولكن اليوم يختلف فهي لن تشتري علبة واحدة من البسكويت بل ستشتري الكثير لها ولأخواتها الذين سبقوها علي الساحل وها هي في طريقها للحاق بهم حيث لم تتمكن من الذهاب معهم بسبب مقابلة عمل كانت لديها وتتمني أن تجد نوع البسكويت المفضل لديها في هذا المتجر الكبير .
اطفأت السيارة وفتحت الباب وخطوتها التالية كانت أن وضعت إحدي قدميها علي الأرض وقبل أن تترجل كلياً من السيارة كان نصيبها من اصطدام سيارةٍ ما بسيارتها من الخلف بقوة الاصطدام بالأرضية الصلبة مع صرخة خافتة من مفاجئتها وإعتدال صاحبه تألم ركبتيها وعاصفة هادرة في وجه هذا الذي نزل من سيارتهِ تجاهها : ألا ترى أيها الأعمي.
وبدا عليه أنه أعمي ال*قل والفكر وليس أعمي النظر فهيئتهِ التي أطلت عليها فجأة أخافتها من ملامح جادة مخيفة وعيون سوداء ثاقبة كالحجر وبنيان جسده الذي اتضحت فيه ضئالتها أمامه وهي جالسة علي الأرض مع ملابسه السوداء بالكامل المكونة من بنطال اسود وقميص يلتصق بعضلات ص*ره مظهراً قوة بنيانه كل هذا كان مصاحب لهيئة حطام رجل وعيون مخيفة حزينة وكأنها تشع بالكراهية مع ترنخ جسده الذي أسنده علي سيارتها فعرفت أنها في مواجهة سكير لذا قررت الإبتعاد ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهيه السفن فهي تأملته وفكرت وهو الأخر كان يتأمل ويفكر .. حيث تأملها حد الشغف وقبل أن تبتعد عنه قبض علي ذراعها في تملك كان كافياً ليسبب لها الهلع وهي علي دراية بأن هذا الرجل ليس بكامل وعيه غير هتافه بأنفاسه الكريهه أثر سكره والذي كان عامل جعلها تشيح بوجهها في إشمئزاز ونفور : حظى رائع للغاية ،، أنتِ جميلة جداً ،، أنتِ أجمل منها.
قالها بتوهان في زمردتي عينيها الخضراء لتحاول هي سحب يديها وهي تهتف ببعض القلق : أنت يا هذا ماذا تفعل اتركني .
وحاولت سحب يدها مرة أخري منه ولكنه فقط كان كالتمثال يتأمل لوحة فنية أمامه مع هتافه : ما رأيك بتعويض بسيط.
قوله هذا جعلها تهتف بجزع : اتركني لا أريد أي تعويض يمكنك الذهاب في طريقك .
نفذ صبرها منه وهي تراه كالحائط لا يتحرك مما جعلها تدفعه بقوة نابعة من داخلها أودت بهِ للخلف في ترنخ مع صفعة مدوية لهذا المنوم مغناطيسياً .. وضع هو يده علي خدهِ مكان صفعتها وبطبيعتهِ إظلمت عيناه ورمقها بسهامه السوداء لترتد للخلف وفي نيتها العزم علي الهرب منه والإحتماء بذلك المتجر لولا أنه يبعد الكثير عنها لكانت صرخت ولكن لن يسمعها أحد في هذا الوقت المتأخر من الليل ولكنه لم يسمح لخطواتها بالتحرك حين قبض علي ذراعها بقسوة ساحباً إياها بعنف إلي سيارتهِ .
توسعت عيناها في ذهول واندهشت كلياً وهي تري نفسها محاصرة فى سيارتهِ وتعالت نبرتها في شجار وصراخ ولكن الليل الذي خيم بفاعلية جعل من المستحيل أن يستمع لها أحداً ،، كان بجوارها ينظر لها بنظرات غريبة لم تفسرها أول الأمر فكانت تبدو وكأنه يعاتبها في **ت .. يعاتب خائنة !! وتحولت نظراته رويداً رويداً لشرارة انتقام فشعرت بالهلع والخوف وأخذت تحاول فتح الباب ولكن بلا جدوي فلم يكن يستجيب لها أبداً .
في حين تحاول الهرب منه تجسدت هي أمامه في حالة اللاوعي خاصتهُ في هيئة أخري ليقترب منها أخذاً إياها بأحضانه ودفن رأسه بعنقها ولم تعجبه محاولتها في إبعاده عنها ليتحدث بصدق مشاعر هو صاحبها فقط : إهدئى إهدئى حبيبتي ، أنا لن أؤذيكي قولي فقط أنكِ تحبيني ومن رأيتها كانت غيرك.
وعلا صوته في النهاية قائلاً بصياح قاسى جعلها ترتجف بين يديه خشيةٍ منه : أنتِ لم تخونيني صحيح.
فرت دمعه من عينيها مع صياحه علي حظها الذي أوقعها فى طريق سكير محطم يخالها حبيبته الخائنة ويطلب منها اعتراف بالحب ففكرت أن تجاريه لعله يتركها فردخت لمسايرته قائلة بتردد : نعم نعم أحبك.
صرخة خرجت من شفتيها عقب دفعهِ إياها بقوة ليصطدم ظهرها بباب السيارة بعنف وراح يهتف بخشونة وكره ظهر في عيناه وهو يجذبها من شعرها بقسوة : كاذبة لقد خنتِنى أيتها الحقيرة .. لقد قدمت لكِ كل شئ وأنتِ طعنتني بظهري.
ماذا تفعل الأن أمام مواجهة لا تمس لها بصلة ولا علاقة لها بها ولكنها ارتاحت بعد أن جفلت حين ألقي بجسدهِ عليها وارتخت قبضة يديه عن شعرها وقبض علي خصرها وكأنه يحتاج لهذا الحضن الدافئ ليخفي عمق جرح غائر بداخلهِ ينزف وحين شعرت بثقله يزداد وانتظام وتيرة تنفسه عرفت أن سكره تمكن منه أخيراً وخلد في سباتهِ فدفعته بصعوبة عنها وراحت تبحث عن زر فتح هذا الباب وهي تلعن بنوع تلك السيارة التي لم تري مثيل لها قبلاً حتي وجدته ولصدمتها الكبري ظهر صوتاً ما مع إضائة بنفس الكلمات التي سمعتها علي شاشة أمامها " برجاء إدخال كلمة المرور لفتح القفل الإلكتروني " .
من أين لها أن تعرف كلمة مروره الأن .. أي سيارة تلك التي تفتح برمز الكتروني ،، فعلت كل شئ بحثت في محفظتهِ حتي أخرجت بطاقتهِ وحاولت ادخال اسمه او عمره ولم تجد نفعاً من شئ فألقت بالمحفظة بانزعاج واستندت علي كرسيها بغضب ووضعت يديها علي جبينها تفكر مرهقة " لا بد أن حورية قلقة جداً عليها الأن " ثم نظرت لهذا النائم بجوارها وهي تفكر فى اسمه الغريب ولكنها تعرف معناه جيداً فهتفت بضيق :
يجب أن يكون اسمك برق أو رعد وليس ديم.
■■■
علي الضفاف الصخرية لبحر الساحل تمركزت خمس حوريات اخوات يلفهم جو من الحيوية ،، احداهن كانت تقف في استعداد لنزول المياه والتي تعشق نزولها ليلاً باردة هكذا ولكن هتاف چيلان - الأخت الكبرى - المتريس بنبرة هادئة في اعتراض : هيا حبيبتى لا نزول للمياه في هذا الوقت ماذا قالت حورية.
زمت "هَيَا" شفتيها وهي تغمض عينيها بيأس وهتفت بتوسل : چيلان أرجوكي أنا أتي هنا من أجل تلك اللحظة.
وأمام توسلها هذا رق قلب چيلان عليها فهي الوحيدة من ضمن أخواتها الخمسة بعد رسيل التي تمتلك نفس عينيها الزرقاء حيث تتذكر كيف تلقفتها بين يديها بفرحة وهي تري لون عينيها المماثل لها بعد ولادتها فتحدثت بأمر :
ستسبحين أمامنا هنا ،، إن إبتعدتي عن نظري أقسم لكى لن تنزليه حتي نغادر مجدداً.
قبلتها فرحاً وراحت تستعد للنزول ولكن قاطعتها "راما" قائلة بتدخل مزعج : سأخبر ماما .
رفعت هيا وجهها للسماء بضيق لن تنتهي من راما اليوم وتحدثت وهي تجز علي أسنانها : ماذا تريدين أنسة راما ،، استجعليني أنظف لكي ملابسك .
نظرت لها راما بتسلية و أمرتها أمراً : ستأخذيني معكِ حفلة صديقتك بالغد ولن تتركينى وحدي بها.
وافقت هيا علي مضض متحدثة : حسناً انسة مزعجة أي أوامر أخري.
نفت راما بسعادة ثم تذمرت من قفزة هيا والتي ادت لإبتلالها بالماء بينما لم تهتم هيا واخذت تسبح براحة واستجمام شديد في حين تحدثت سبأ بعقلانية : راما لما تريدين الذهاب ، لن تجدي شخصاً واحدًا تعرفينه هناك ولن تعجبك تلك الأجواء.
نفت راما متحدثة بتهور : لا بالتأكيد ستعجبني، ثم انني سأكون فتاه جامعية بعد شهرين ، أي انني كبرت لذا كفي عن كونك امي الثانية.
لم تهتم لها سبأ ولحديثها المتهور كعادتها واخبرتهم قائلة : قد تكون لورين اتت سأسير قليلاً ثم سأذهب لأراها.
أعطتهم ظهرها وسارت في هدوء محبب لقلبها لكلاً منهم سبب حقيقي في عطلة الصيف تلك واكثر ما يروق لسبأ هو السير تحت الليل ونجومه وحدها ففي الهدوء لسبأ ملاذ لها ولقلبها ومشاعرها حيث تشعر بكيانها في السكون المحيط لها .
ما إن ذهبت سبأ حتي تحدثت رسيل التي تعمل علي اللاب الخاص بها بتأنيب لراما : ومتى ستكفين انتِ عن ل**نك المتهور هذا.
دمعت عيني راما وتحدثت بأسف : سأعتذر لها.
وجهت چيلان حديثها لراما قائلة بصرامة انتهت بدفئ ناصح : طالما تعرفين انكِ كبرتي فتعقلي وصححي اسلوب حديثك مع الناس ،، سيؤدي لكِ ل**نك المتهور هذا بالعديد من المشاكل و*داً تعرفين هذا ،، لن تجدي في كل الأشخاص سبأ متفهمة لكِ ولل**نك.
تحدثت رسيل بمزاح لتلطف الجو علي راما التي تختنق بالدموع بسهولة :وخاصة زوجها المستقبلى لن يحتملها يومان وسيرسلها لنا مجدداً.
■■■
الهواء المداعب لبشرتها كان ينعشها ،، بطريقة ما كانت تشعر بلذة هائلة وهي تسير بمفردها ناظره للسماء - للنجوم وللقمر - متي ستجد لحيرتها خيط واحد لتنهيها .. سيرها وحدها هكذا بالنسبة لها كان أفضل بكثير من جلوسها مع أخواتها منذ قليل فوجدت نفسها تلقائياً تعبر طرق بمسافة أكبر للوصول للشاليه خاصتهم ...لا تحب الصخب هي لا تحبه فقط بل تكرهه وتمقته وترغب بدق عنق كل من يقطع خلوتها وشعورها بالراحة والهدوء .. جلوسها في المنزل في غرفتها مع تصاميها مع **ت يخيم حولها ومشروب دافئ أفضل بكثير من أن تخرج للجلوس مع عائلتها في جو صاخب وحديث ليس بمزعج ولا سئ ولكنه بطريقة أو بأخري يأذي أذنيها .. يأذي روحها بالأصح التي تعشق الهدوء .. لا تعرف متي ستندس بسن الناس .. متي ستجد ذاتها وتخرجها للعلن بدل الإنغلاق علي نفسها في كوكب خاص بها وحدها .. لا تحب طبيعتها تلك ولكنها مجبورة عليها فهي نفسها التي تحتاج للهدوء وهي روحها التي تنفذ وهي جسدها وعقلها الذي يطيع .
لم تشعر بدوران الرؤية حولها والمصاحب لدوران أفكارها إلا حين استمعت لبوق سيارة من خلفها فإلتفت بحيرة لتقا**ها أنوار السيارة العالي لتجفل وهي تقع مغشياً عليها بعد أن شعرت بدوخة رهيبة احتلت مخها للحظات .
■■■
كان في طريقه للشاليه خاصته حين وجدها تسير بمنتصف الشارع الذي دخله للتو .. كانت تسير في المنتصف تماماً فلم يعرف تخطيها فض*ب بوق سيارته لها لكي تفسح له المجال ولوهلة شعر بها تلتف بهالة غريبة اجتاحت كيانه وكأنها أرسلت لجسده كل قوتها التي اخرجتها وهي تخر فاقدة للوعي فأوقف السيارة وترجل منها علي الفور متفقداً إياها ونبضها متحدثا بقلق وهو يض*ب وجنتها برفق : يا انسه افيقي.
لم تستجيب سبأ لهُ فلم يجد بدً من حملها إلي سيارتهِ وإتجه بها إلي الشاليه وهناك حملها برفق متجهاً بها للداخل وظل يض*ب بقدمه الباب حتي فُتِح الباب من قبل والدته التي جزعت بفزع فهي تعلم أن إبنها يحمل مفاتيح الشاليه فتحدثت بتوجس قبل ان تفتح :
من الطارق.
وأجابها مطمئناً إياها لتفتح له ولكنها شهقت بقلق وهي تهتف : ما الذي حدث معك ،، من تلك الفتاه.
تحدث برفق وهو ينيم جسدها علي إحدي الأرائك : لقد فقدت وعيها في الطريق فجئت بها إلي هنا .
اتخذت والدته وضعية منحنية أمامها وهتفت بابنها : أحضر لي بعض الماء وعطر لنجعلها تفيق .
نفذ ما قالته والدته وبعد قليل كانت سبأ تستعيد وعيها برفق فجلس براحة بعد أن رآها تفيق وبقيت والدته بجوارها بينما نظرت سبأ للمحيط حولها بتردد عينيها للحظات وما لبثت أن استقامت جالسة وهي تنظر للوجوه الغريبة وتستمع لنبرة المرأه التي تجلس أمامها :
حمداً لله يا ابنتي ،، بماذا تشعرين .
ترددت سبأ وهي تجيب : ما الذي حدث أين أنا.
مسدت المرأة علي ظهرها وهي تشير لإبنها و تجيب ببشاشة : لقد فقدتي وعيك في الطريق وجاء بك ابني سفيان إلي هنا وحمداً لله لقد استعدتي وعيك .
نظرت للشاب التي أشارت عليه وبهدوء تحدثت : أشكرك أستاذ سفيان .
هل ارتعشت نبرتها وهي تنادي باسمه حقاً ؟ أم هكذا شعر وهو يستمع لاسمه من نبرتها الرقيقة .. أومأ لها بلطف متحدثاً : لم أفعل شيئاً يستحق الشكر .
أعطته إبتسامة رقيقة وهي تقف حيث أرادت الذهاب ولكن أوقفها صوت المرأة وهي تتحدث : إلي أين ،، اشربي هذا الليمون أولاً كي تتحسني.
ابتسمت لها بإمتنان وأجابتها : أشكرك حقاً لا يوجد داعي انا بخير علي الذهاب كي لا يقلقو علي.
وقف سفيان المتابع متحدثاً : دعيها علي راحتها أمي.
ثم وجه حديثه لها قائلاً : تفضلي سأوصلك .
لم تقبل أن يخطو معها أكثر من باب الشاليه وطمأنته انها ستتولي أمرها من هنا وشكرته مرة أخري وخرجت متجهه للشاليه خاصتهم بينما أغلق هو الباب ونظر لأثرها بشرود متدحثاً بتنهيدة كبيرة : هل يعقل هذا الجمال يا الله.
ثم تدارك نفسه مستغفراً بشدة صاعداً لغرفته ولم يدري أن والدته كانت تستمع لهُ وارتسمت علي شفتيها ابتسامة ماكرة وملامح داعية بفكر خاص يجول بخاطرها .
■■■
تعجبت حين خرجت من شاليه هؤلاء الناس ليتضح لها أنه الشاليه المجاور لهم تماماً ،، قطبت حاجبيها وهي تستنكر الحدث هي تعرف أن هذا الشاليه للمرحوم عمها ،، هل يعقل أن يكون ابنه باعه حيث أن عمها ليس لهُ غير وريث واحد يقطن خارج البلاد مع والدته لا تتذكر اسمه حتي فهي لم ترهُ من قبل ولا مرة ولا حتي والدته ،، وضعت الموضوع بذاكرتها وخططت أن تسأل والدها ليستفسر عن الأمر واتجهت للشاليه ولم تكن تحسب حسبان الثورة المشتعله بداخله حيث قلق أخواتها عليها .
والثورة ابتدت من عند چيلان القلقة بشدة وهي تتن*د براحة من رؤياها سالمة متحدثة : أين كنتِ يا سبأ لقد أفزعتينا.
جلست تريح جسدها بينما رسيل تتفحصها فإبتعدت عنها برفق متحدثة بما حدث معها وختمت حدثيها بإنزعاج من ملامحم التي تنم بالفزع عليها وليس القلق فقط بينما الأمر لا يستاهل هذا الكم من الأساس: أنا بخير لا تقلقو ،، أين لورين لا أراها ألم تأتي بعد .
أخبرتها چيلان بما أخبرت بهِ أخواتها وبما أخبرتها بهِ لورين : قد تعطلت سيارتها في الطريق وكانت بالقرب من منزل إحدي صديقاتها لذا ستبيت عندها الليلة.
ثم حدثتها مجدداً بجدية : إصعدي لترتاحي لا بد أنكِ مجهدة من السفر .
ولم تصعد سبأ وحدها بل جميعهن ماعدا چيلان التي أخذت اللاب الخاص بها ونزلت للحديقة لتباشر متابعة أعمالها بملامح صارمة ،، عطلة الصيف تلك راحة ذهنية ونفسية وجسدية لهم ولكن هل ترتاح چيلان من العمل ! .
وبعد قليل أرادت الإطمئنان علي لورين فهاتفتها علي الرقم التي اتصلت لورين منهُ مدعية أنه رقم صديقتها ولكنه لم يكن إلا رقم النائم في غيبوبة سكرهِ بجانبها والتي استخدمته لتطمئن أخواتها عليها بكذب مدعية تعطل سيارتها و مبيتها لدي صديقتها حيث تحب تولي مشاكلها وحدها وعدم تدخل والدها خاصةً حيث دائماً تحاول تخيل نفسها بدون أموال والدها الطائلة والتي تكون الحل في كل شئ ولكن لورين النائمة الأن لم تستمع للهاتف ف*نهدت چيلان وهي تترك الهاتف من يديها متغلبة علي القلق الذي يجتاح شعورها .
■■■
فتح عينيه صباحاً وكانت الساعة تشير إلي الثامنة ، شعر بثقل كبير يخيم علي رأسهِ ويتثاقل أكثر وأكثر فأمسك برأسه يضغطها بين كفيه بشدة ... مر بخاطره كل أحداث الأمس الكئيب ليُرجع رأسه مستنداً بها علي كرسيه وأغمض عينيه ب*عور غريب لا يعرف لهُ معني ،، أهو يتألم من خيانتها أم يحارب وجع الخسران أمام أخر أم يشعر بشرارة الكراهية التي نشبت بداخله لتجرأها علي خيانته هو .. هو ديم فهد نجم الدين تخونه امرأه كان سيجعلها زوجته وكانت تسمي حبيبته .. كيف خانت ولما باعت كل تلك تفاصيل مبهمة فكل ما يتذكره إعترافها بحب غيره وأن ما بينهم انتهي وللأبد .
ضغط علي رأسه يريد إخراجها من تفكيره فهو لن يكون ضحية لمن أدارت ظهرها وسارت في سبيل لن يلاقيه مرة أخري فهو سيرمي بها في عرض البحر .. فتح عينيه ينظر لساعته وراح يبحث عن هاتفه وحينها فقط لمحها ... لمحها كانت شعلة **تنائية تغطي وجهها ترقد علي الكرسي بجواره في هدوء .
قطب حاجبيه بحيرة ممزوجة بدهشة هناك فتاة مستكينة بجواره لم تظهر ملامحها له بسبب شعلة ال**تناء التي تغطيها .. أغلق عينيه وفتحها مرة أخري وهو يتأكد من رؤيتها مجددا وراح يتسائل من تلك..! ،، وكل تساؤلته اجتمعت بجملتين،، من تلك ؟ وماذا تفعل في سيارته ؟؟ يستحيل أن تكون حبيبته الخائنة التي تركته أمس يتخبط في وجعه فالأخري جسدها ممتلئ قليلاً عن تلك التي جسدها ممشوق ورشيق وهذا ظاهراً بوضوح وهي نائمة تلك شعرها كالعسل و يشتعل كالذهب والاخري كان شعرها اسود **واد الليل وسواد عينيه .. حاول التذكر ولكن ذاكرته أبت في مساعدتهِ ، هو لا يمتلك أية ذكريات لتلك الفتاة بذكريات يوم أمس وعند هذا الحد تذكر لحظاته الأخيرة أمس حيث كان في ملهي ليلي يشرب و ... وماذا هو لا يتذكر أي شئ بعد ذلك أهي إحدي فتيات ذلك الملهي الذي لأول مرة يذهب لهُ ولأول مرة يشرب خمراً في حياته ويبدو أنه سيُبتلي بفعلتهِ البغيضة تلك؟
استقر رأيه علي ذلك وإقتنع أنها إحدي ساقطات الملهي فـ بالتأكيد استطاعت إغوائه في حالة سكره ولكن لما هي في سيارته ولما هما في الطريق العام .. كل هذا التفكير أرهقه فتأفف بانزعاج وقد أتعبه الفكير حقاً هو فقط يريد أن يريح جسده المتشنج من تلك النومة في حمام ساخن ليريح أعصابه وليخرج من تلك الحالة والعودة للرشد مرة أخري .
لاحظ تململها بجواره حتي فتحت عينيها واستقرت عيناها عليه أخيراً لتنتفض جالسة بإعتدال فزع وهي تضع يديها علي قلبها وراحت تتذكر هي الأخري أحداث الأمس وراقبها هو بداية من تململها حتي إلتقت عيناها الخضراء بعينيه ليتوقف العالم أمام رؤيتهِ لعينيها وأسر عينيهِ رُغماً عنه بهم وذهب كل تفكيره هباءاً وقد احتلت عيناها جزءاً من مشاعره بل اخترقتها إختراقاً ولكنه بعقله العملي استطاع أن يخرج من هالة تأثيرها وتأكد بسبب جمالها أنها إحدي ال**بثات من الملهي بكل تأكيد .
عند هذا الخاطر الأخير بحث عن محفظته ليخرج منها نقوده وتحدث بصوتهِ الأجش بنبرة إجتاحتها غير التي سمعتها أمس في حالة سكره ولكن لم تخلو نبرته من الإشمئزاز : كم ثمنك.
قطبت حاجبيها بعدم فهم وهتفت بعبارة مبهمة متسائلة : ماذا.
هتف بعنف وحدة وقد نفذ صبره : ليس عندي وقت لتراهاتك ،، ما هو سعرك ،، كم تريدي ثمن الليلة الماضية .
كلامه مبهم ونبرته أجفلتها فارتعشت لتتحدث بتلعثم : أنا فقط أريد النزول ،، إفتح لي الباب إذا سمحت.
باغتها بسخرية قائلا : أشلت يد*كِ لما لا تفتحيه وتنزلي.
جزت علي أسنانها بغضب وحدثته بهدوء : لقد حاولت بالفعل ولكن سيارتك غريبة الاطوار تلك تريد كلمة مرور .
تدارك الأمر بصورة سريعة وراح لكي يدخل كلمة المرور فصرخت بسرعة : توقف.
نظر لها بحدة متسائلاً فهتفت بتوجس : هل أنت واعٍ تماماً لأنني حاولت فتحها ولم يتبقي غير محاولة واحدة وتغلق نهائياً .
جز علي اسنانه يكره أن يلمس أي غريب ممتلكاته فهتف بضيق أشبه بالصراخ : ولما تعبثين بشئ لا يخصك.
هتفت بغل بالمقابل وهذا الغ*ي بات يستفز أعصابها بشدة : لم أكن أعبث كنت أريد الخروج من السيارة .
صرخ بحدة قائلاً : وماذا تفعلين بسيارتي أساساً؟.
صرخت بالمقابل بغضب : توقف عن الصراخ في وجهي .
نظر لها بنيران عينيه السوداء شزراً وأدخل الرمز وراحت تتابعه بفضول وهو يدخله ليتضح لها أنه اسم فتاه ففكرت هل هي حبيبته الخائنة تلك خاصة وقد لاحظت تشنج يديه وهو يخط باسمها علي اللوحة الإلكترونية بعنف وكأنه بذلك يعيد إحياء ذكراها الذي حاول إماتته أمساً وقبضتهِ لفكهِ بكره .. انتهي ليطالعها بإزدراء متحدثاً : فلتنزلي .
أغاظتها نظراتهِ المشينة بل وأوجعتها ولم تكن لتسكت عليها كما أزعجها الموقف بأكمله وليست لورين البدوي من تتفاوت عن حقها لتفتح بالباب ولكن قبل أن تنزل إلتفت لهُ وتحدثت ببراءة استغربها ففي تلك اللحظة لم يشعر بها إحدي الساقطات : أيمكنك النزول.
جز هو هذه المرة علي أسنانه بغضب لتتحدث بسرعة : أرجوك فقط إنزل قليلاً.
ولم تمهله فرصة للرد وترجلت من السيارة لتقفل بابها بعنف جعله يود دق عنقها ودارت حولها لتقف جوار بابه ف*نهد هو وترجل من السيارة بأعصاب منفلتة حتي وقف أمامها ونظر لها مباشرةً وانتظر سماع ما ستتفوه بهِ أو رؤية ما تريده .
وابتسمت هي وقد نفذت مخططها وباتت الأن خارج سيارتهُ وعرينه وستأخذ بثأرها منهُ وفوراً نزلت بكفها الناعم علي وجههِ بكل قوة صافعه إياه بغل متدفق من داخلها وتحدثت وهي تري الغضب العاصف في عينيهِ : لاتتحدث .. ولا كلمة .. فقط أنظر .
وأشارت علي سيارتها الملتصقة بسيارتهِ و نصفها الخلفي شبه مطبق ولم يكد يتكبد عناء فكرة أن سيارتهُ مصتدمة بتلك السيارة ولكنه مازال لا يفهم شئ مما يدور حوله وذكريات الأمس القريب محذوفه بالكامل من ذاكرتهِ كلياً بسبب سكرهِ ولأول مرة في حياته ولم يستفق من أفكارهِ إلا علي صفعه أخري منها وهي تتحدث بعنفوان كبتتهُ بداخلها كثيراً :
لقد كنت في سيارتي أمنه واصطدمت أنت بي ولم تكتفي بذلك بل كنت سكير وقح ومتحرش أولاً وجعلتني أقضي ليلتي في سيارتك ثانياً وثالثاً تقول أنني إحدي الساقطات هذا ما لن أسمح بهِ أبداً .. تباً لك.
ثم أضافت بسخرية متشفية : آه وللمعرفة هذا قلمي الثالث لقد صفعتك واحد بالبارحة وإذا أمكنني سأصفعك المزيد.
صحيح أصبح غاضب ولكن مع هيجانها وعنفوان غضبها سرح .. تاه في زمرديتها التي أغمقت في خضم غضبها وكاد يجزم أنهم أصبحو كورقتي شجر بالخطوط التي تحتلهم وأخيراً قد فهم ملخص الأمر كله منها ليتن*د بتعب مدركاً أنه يستحق ما يحدث لهُ عقاباً علي سكره الذي لا غفران لهُ عند نفسه وأدرك انه يستحق أكثر من صفعاتها تلك لو حكم علي نفسه .. فصفعتها الأولي أفاقته ذاتياً إلي حد ما وكأنها أوعته علي خيانة أخري والثانية أفادته أكثر كأنها رسالة جعلته يري الحقيقة كاملة وأراد فعلاً قلم أخر ليستفيق نهائياً من تعب قلبه الذي ينهش بهِ ويمقته وفي النهاية تن*د متحدثاً محاولاً إصلاح الأمور : إنه خطئي إذن،، سأتكفل بالضرر .
ردت بسخرية مسيطرة : بالطبع ستتكفل بالضرر ،، فالسيارة ليست لي بل لمديرتي في العمل وأنا لن أدفع ثمن لهوك وعبثك.
ثم تحولت ملامحها للصرامة متحدثة ضاغطة علي حروفها : ووجعك.
نظر لها بأعين متسعة قبل أن يتحرك كالإنسان الآلي متحدثاً بحدة : فهمت يا أنسة حسناً.
وبفضل معارفهِ ويديهِ الطائلة التي تعجبت لها متناسية عائلته التي احتلت لقب اسمه في بطاقتهِ وفي غضون ساعات قليلة مضت بعد ذلك تم إصلاح سيارتها فركبتها ماضية في طريقها متجهه لأخواتها لتلحق بعطلة صيفها بدون شكره ومتجاهلة يديه التي امتدت لمصافحتها برفض و التعريف عن نفسها وراح هو في طريقه ليكمل حياته كالمعتاد .
#يتبع~~~
■■■
بحبكن I?U