-قبيل العشاء وفي نسمات الليل الوديعة، توارى الشفق الأحمر في كبد السماء شيئاً فشيئاً، أشعلت الأل**ب النارية تتطاير في سماء المدينة، المصابيح الملونة أضيئت في مآذن المساجد، وعلت أصوات الابتهالات تص*ر من المذاييع في كل مسجد "رمضان أهلاً، مرحبا رمضان، الذكر فيك يطيب والقرآن، بالنور جئت وبالسرور ولم يزل لك في نفوس الصالحين مكان"
الأقدام تجوب شوارع المدينة جيئة وذهابا، يشترون الكنافة والحلويات استعدادا لأول يوم صيام، نصبت سرادقات الموائد على جنبات الطريق استعداداً لتجهيزها بما لذ وطاب من أنواع الطعام ل**بري السبل والفقراء، والحقائب المغلفة تنهال على الفقراء من كل حدب وصوب، حفيف أوراق الأشجار مع أصوات الزينة المعلقة حين يتلاعب بها النسيم المبهج تشدو أعذب الألحان في الشوارع وفي أفنية المنازل، مع صياح الاطفال وهم يمرحون بالفوانيس يبعث بالبهجة في النفوس، إنها أول أمسية لصلاة التراويح، ها هي المساجد
