"الفصل الخامس.

2217 Words
أن تكون محاطاً بكم لا بأس به من رغد في العيش منعماً بالمال الذي بفضله أصبح لك مكانةً مرموقةً ترغبها الأنفس وتتطلع إليها الأعين وتجعلها ترمقك بشتى النظرات بين حسد وطمع وحب زائف، فالأمر يفرض عليك خيارين لا ثالث لهما. _إما أن تراعي ما أنت به من نعيم فلا تنسى أن المال كغيره من الهبات بين أصبعين من أصابع الله إن شاء بسطه لك وان شاء منعه عنك فتؤدي ما عليك من واجبات، وإما أن يعمي هذا المال عينيك فلا تبصر به سوى الأنانية وحب الذات ومن ثم فقد وقعت في الهاوية. في قرية صغيرة من قرى الصعيد يطلق عليها (بئر الخير) نظراً لتقدمها في الزراعة وكفاح أهلها، نشأ صالح ذو الخمسين عاماً في بيئة رفيعة المستوى نظراً لما تركه له والده بعد وفاته من أراضٍ خصبة وبيوت شامخة البنيان، يعرفه جميع من بالقرية نظراً لثرائه الفاحش وذكائه الصارخ. _كان رغم كبر سنة يتمتع بصحة جيدة وبنية ضخمة ووجه يبعث بالرهبة في نفوس من حوله، له عينين واسعتين ذات نظرات ثاقبة وشارب حاد مستوي يزيده وقاراً . _ اعتاد ارتداء بدلته الأنيقة، وعطره ذو الرأئحة الزاهية، وتصفيف شعره، وحمل مسدسه الخاص، مما يجعل كل من يراه يهابه ويحسب له ألف حسبان. _ تربى صالح وترعرع بين أخوته الثلاثة، أختين من الإناث وولد واحد يدعى (حافظ) يصغره ببضعة أعوام، ولكونه الولد الأكبر لوالديه وكعادات أهل القرى يتفاخرون بالذكور دون الإناث، صار له مكانة خاصة من دلال واهتمام من قِبل والديه مما أ**به بعض الطباع البشرية السيئة كحب التملك والأنانية والطمع، والتي بدورها أدتْ إلى إهمال حق حافظ وأفقدته شخصيته. _اعتمد والد صالح عليه كثيراً لشدة ذكائه وتطور الأموال والأراضي تحت قيادته. _حظى صالح بهيية كبيرة بين أهالي البلدة مما جعل والده يأمنه على حقوق أخوته جميعاً قبل أن توافيه المنية بأسبوع واحد. _مراسم عزاءٍ كبيرة حضرها جميع من بالقرية وسط حشد كبير من أثرياء القرية والقري المجاورة وأكبر المقرئين، سرادق من الحرير يليق حقاً بمكانة والد صالح. _أربعون يوماً مضت على فراق الوالد حتي تجمع الأخوة مطالبين بحقوقهم. _أخي أنا أعلم جيداً أن الوقت لا يسمح للحديث، لكنك تدرك جيداّ ما أنا به من صعوبة في العيش إلى جانب زواج ابنتي الذي اقترب موعده، كان هذا صوت أخته (ناهد) تعلن مطالبتها بحقها في إرث والدها. _أخرج صالح سيجارة وأشعلها والتفت إلى أختيه بحدة : استمعا إليّ جيداً، من أخبركما أن للنساء إرث في عاداتنا؟ هذا الهراء إذا سمعته ثانيةً لا أدري حينها ماذا سيحدث لكن تأكدا أن عواقبه ستكون وخيمة؟ _عقدت ناهد حاجبيها بغضب: ماذا؟! من أخبرنا أن لدينا حق في إرث والدنا؟ الله هو من أخبرنا بذلك، هل تعصي أوامر اللّه وتأكل حقنا؟ _فلت**تِ أيتها الحمقاء وإلا قطعتْ أوصالك إرباً وأخرج مسدساً من جلبابه قائلاً بتهديد جديٍ واضح ستخرجان من هذا البيت الآن وأقسم لكما إن رأيت إحداكما تقترب منه يوماً فلن أتوانى لحظة واحدة عن قتلها. _ارتعدت فرائصهما وهما ينظران إلى حافظ المسكين الذي لم يتفوه بكلمة واحدة، فلقد كانتا مدركتين تماماً أنه مثلهما لن ينال حقه مهما فعل، فلقد اعتاد دائماً في حياة والدهم على تأييد رأى صالح وإن مال عن الصواب حتى يأمن غضبه. _خرجت ناهد وهي تدعو بالويل والهلاك على صالح، في حين تبِعتها الأخرى وهي تنظر بعينين دامعتين إلى صالح قائلة: ما بالك لا تدرك أن لد*ك بنتين مثلي ومثل أختك تماماً ألا تتقِ اللّه فيهما، ألقت نجوى هذه الكلمات قبل أن يدفعها صالح إلى الخارج بغضب لتلحق بأختها، ومن ثم التفت نحو حافظ قائلاً بابتسامة عريضة يصاحبها شعور بالنصر: أما أنتَ فهنيئاً لك هذه الأموال ما دمتَ لا تعارضني وثِق تماماً بأنني ما دمتُ راضياً عنك سيرضى اللّه عنك وستسعد كثيراً بجانبي، ثم أخرج بعضاً من المال وألقاه في يد حافظ وأردف قائلاً: في بداية كل شهر سأعطيك مثله على أن يكون راتباً شهرياً لك لتنفق منه على نفسك وابنك(حسن) فعما قريب سيلتحق بكلية الهندسة، هيا عد الى بيتك الآن. ********** _ في كلية الهندسة بجامعة القاهرة يواصل حسن تفوقه المعتاد في دراسته، كما حصل على جائزة الطالب المثالي على مدار العامين الماضيين، مما جعل عمه صالح يفتخر به بين أهالي القرية، وصار ينفق عليه أموالاً طائلة دون أن يدرك أن ابن شقيقه على قدر كبير من الوعي والثقافة التي سيجعلانه يقف بوجهه ذات يومٍ مطالبا بما له ولوالده من حقوق، فهو يعلم جيداً أن إرث والده يفوق تلك الأموال بكثير، لكن الأمر الذي يجعله يرضى ب**ته حتي الآن ليس خوفاً كخوف والده، بل خوفاً من نوع آخر يرأسه الحب وإرضاءّ لعيون معشوقته(سهام ) إبنة عمه صالح. _فمنذ نعومة أظفارهما وهما يُكنان لبعضهما حباً جماً لا يوصف، بدأ ذلك عندما درساً سوياً في نفس المدرسة فترة طفولتهما، فكان جدهما يوصيهما خيراً ببعضهما البعض، كانت سهام فتاة جميلة، ممشوقة القوام، لها شعر **تنائي اللون يتأرجح يميناً ويساراً علي خديها حين يداعبه الهواء، تتحلى بعينين زرقاوتين بصفاء السماء حين تنقشع عنها السحب، يهواها جميع الخُطاب، تقدم لخطبتها العديد من أبناء الأثرياء ، لكن صالح كان يؤجل ذلك لحين انتهاء فترة دراستها. _أما هي فمنذ صغرها قد وقعت في حب حسن، فكانت تخبئُ الطعام المميز الذي تعده لهاوالدتها وتشاركه معه، وينتظران بعضهما البعض في ذهابهما وعودتهما من وإلى المدرسة في مشهد طفولي ساحر، وبمرور السنوات التي مضياها سوياً التمستْ بداخله حناناً وخلقا، وأحب هو فيها فيها برائتها وجمالها. _ازدادت مكانته بداخلها بمرور المواقف والأحداث ، فلم تنسَ أبداً مافعله معها أثناء اختباراتِ الثانوية العامة الخاصة بها، فكان يدع مذاكرته ليساعدها في استذكار دروسها ، فتتلاقى أعينهما أحياناً، كان حسن خجولاً بعض الشيء مما جعله يتسلل بسرعة إلى قلبها ، فلأجل هذا الحب البرئِ **تَ حسن ورضي أن يأخذ والده راتباً شهرياً دون حقه وألا يكون كحال عمه من الأثرياء، ولكن حانتْ اللحظة التي لطالما انتظرها حسن وسهام لسنوات وهي أن يتقدم لخطبتها بعد نجاحها فى العام الأول بكلية اللغة العربية. _أبي أنا الآن لم يعد أمامي في الجامعة سوى عام واحد وأريد أن أتقدم لخطبة سهام كما وعدتني. _شعر حافظ بأن الأرض تلتف من حوله لسماعه تلك العبارة فهو يخشى أخاه حد الموت، ويدرك جيداً ردة فعله تجاه أمر كهذا فاكتفى بال**ت. _أبي لماذا لا تجيبني؟ ولماذا وجهك شاحب هكذا؟ _تمتم بذعر ماذا؟ لا..لا أنا بخير _مط حسن شفتيه بغرابة: إذاً متى سنذهب إلى عمي؟ _ابتلع ريقه بصعوبة كعادته كلما تذكر ردة فعل أخيه، فنظر إلى ابنه قائلاً: في حقيقة الأمر يا بني لا يمكنني فعل ذلك؟ _ماذا تقول يا أبي؟ هل كنت تخدعني؟ ولماذا لا تستطيع؟_لأن عمك سيرفض حتماً ويثور غضباً إذا أخبرته بتلك الكلمات _لماذا يرفض حتماً؟ ولماذا أنت على يقين هكذا ؟ لأنه ببساطة يريد لابنته شابا ثرياً مثله. _سأله باستنكارٍ: ثرياً ! أو لسنا أثرياء مثله، إن كل ما عنده من شركاتٍ وأراضٍ، لنا لديه مثلها تماماً. _ أرجوك يا بني دع تلك البراكين خامدة في بؤرها، لأنها لو ثارتْ لخسفتْ بالجميع. _ أومأ برأسه إيجاباً لقد تفهمت الأمر، خوفك من الماضي لازال يتملكك ويهُز داخلك، عندما كان عمي صالح يض*بكَ ويجعلك تعمل وحدك في الأرض ويسخر منك بإعطاءك بقايا الطعام بعد أن يأكل ، فضلاً عن معاملته الدائمة لك بجفاء، وكنت تخاف أن تخبر جدي، كل هذه الاشياء حفرت بأعماق ذاكرتك ولم تستطع نسيانها، أما أنا فلن أهدر حقي وحق إخوتي كما فعلتَ أنت وتركتَ إخوتك الإناث كل تلك الفترة في ضيق من العيش. _إنتابتْ قشعريرة جسد حافظ لم يدري كنهها، أهي من حديثِ ابنه عنه ووضوح صورته في عينيه، أم من صدق ما قاله وأنه حقاً جباناً؟ فلم يستطع حينها أن يمنع عينيه من البكاء. _ أما حسن فللمرة الأولى لم يكترث لوالده وبكائه، بل تابع حديثه بغضب: أتعلم يا أبي؟ عمي صالح ليس المجرم الوحيد في تلك المظالم والأنانية التي بداخله، أنت أيضاً يقع عليك مثل وِزره تماماً حينما رضيت بخوفك وتواريت خلفه ، ذلك الخوف الذي جعل الظالم يزداد في ظلمه وطمعه وجعلك تصل لما أنت عليه الآن يا أبي، فأنت تُعد مشاركاً له في جرائمه كلها بحقك وحق إخوتك وأيضاً حقي أنا الآن، سيسألك اللّه عن حقنا جميعاً و**تك ذاك، لماذا لم ترده عن ظلمه وتقف له بالمرصاد، إنما سَرى الخوف بداخلك **رطان تسلل إلى جسد لا قدرة للأطباء على مداواته فلا به يشفى ولا به يمتْ عله يستريح من الألم. _كيف ستبرر لربك أنك لست مخطئاً؟ وأنتَ من جعلتَ من الظالم ظالماً وأعنته على ظلمه والآن تتساقط دموعك كدموع الثكلى، حتى هذه الدموع لا تقدر على البوح بها أمامه فلتريه إياها علّ قلبه يخجل من صنيع مافعله بأخوته، هذا إن كان حقاً يحمل بداخله صفة حسنة واحدة **ائر البشر! _سأذهبُ إلى عمي وحدي، واعلم يقينا يا أبي إن تزوجتُ من سهام أم لا، فلن أدع حقي وحق إخوتي يذهب سُدى وتركه وانصرف بينما لم يكترثْ لنداء والده الذي تبعه بخطواتٍ متثاقلة. ****** في مقر شركة تصدير الفواكه والخضرواتِ الخاصة بصالح، يمر صالح بهيبته المعتادة وملابسه الأنيقة يراقب العمال ويعطي الأوامر، علي يمينه فردي أمن وعلى يساره أحد المحاسبين الذي يدون كل ما يمليه عليه، يحادثه في بعض الأمور الخاصة بالعمل، طلب أن تتبعه قهوته بالخارج إلى الردهة الواسعة، تبعه العامل حاملاً فنجاناً من القهوة البرازيلية الخاصة به. _وبينما يتناول صالح قهوته إذ طرق الباب موظف الإستقبال يخبره بقدوم شاب يدعى حسن، يدعيّ أنه ابن أخيه الأصغر، يريد مقابلته فأشار إليه صالح بيده قائلاً: حسناً..حسناً أخبره أنه بإمكانه انتظاري بمكتبي لبضع دقائق. _ولج حسن إلى المكتب وهو يتطلع بعينيه نحو هذا الصرح الشامخ الذي يضج أناقة، حيث اللوائح الفنية المرسومة والمعلقة علي الحائط بشكل يجذب الأنظار، أعمدة المكتب الم**مة بشكل زخرفي راقٍ يبعث بالبهجة في الصدور، مكيفات الهواء المنعشة مع المقاعد الإسفنجية تدعو بشدة إلى الاسترخاء، وقف حسن يتأمل ذلك النعيم مقارنة بمنزله المتواضع قبل أن يدخل عمه للمكتب ويستقبله بترحاب شديد. _ خيراً يا حسن ما الذي أتى بك إلي هنا هل تحتاج إلي أية أموال؟ _أشكرك يا عمي حمداً للّه فالمال وفير. _حمداً للّه يا بني لكن إذا ما احتجت لأى شئ أخبرني أنتَ تدرك جيداً سعة مكانتك في قلبي. _أشكرك يا عمي لكن في الحقيقة لقد أتيت هنا أقصدك في موضوع آخر، أنت تعلم تفوقي في كلية الهندسة ولم يتبق سوى عام واحد وبعدها سأكون معيداً في الجامعة وبعدها سأحصل على شهادة الدكتوراه أن شاء الله، كما أنني أريد أن أتقدم لخطبة سهام. _حدق مقلتيه بدهشة ظاهرها الغضب وأمسك بأذنيه ماذا؟ لم أسمعك جيداً. _شعر حسن بالضيق لسخرية عمه صالح فتابع بجدية واضحةٍ أريد أن أتزوج سهام ياعمي، أنا أحبها و..... _قاطعه صالح بغضب وهو ينهض من مكانه ويض*ب بيديه المكتب الخشبي، ماذا؟ هل أصابك الجنون؟ أنا أزوجك ابنتي، يبدو أنك قد أصابك الجنون ، أم أنك تتناول العقاقير الم**رة أليس كذلك؟ _نهض بثبات عجيب ونظر إلى عمه بحدة : أنصت إلى جيداً ، أنت أكثر الناس علما أنني من ناحية الخلق فأنا أكثر شباب القرية خلقا وتعليماً ، ليس هناك عيب يجعلك تتردد لحظة عن زواجي من ابنتك و...... _قاطعه بحدة وأمسك بياقة قميصه وجذبه بعنف إن اعترضت طريق ابنتي أو طرأ اسمها على ذاكرتك فحسب ستبيت في قبرك أيها الأ**ق ، إن ابنتي تمتلك شركات وأراضي وجمالاً مما يجعلني أرفض أولاد السفراء والضباط، في النهاية أزوجها لفقير مثلك. _أزاح حسن يد صالح بعنف قائلاً وهو ينظر نحوه بعينين يتطاير منهما الشرر: إن كنت تعتقد أن حقي وحق والدي قد ذهب هباءً فأنت مخطأ والذي يضحك في النهاية يضحك كثيرا، أتعلم؟ لقد تركت لك حقي هذه الفترة ليس خوفاً منك بل كنت أدخره عندك لينمو وقريباً ستكون كل هذه الممتلكات في حوزتي وداعاً. _صرخ صالح في أفراد الأمن بغضب : أخرجوا هذا الو*د من هنا وإذا ما اقترب من هنا ثانية فلتطلقوا عليه النار دون تردد. _ أخرجوه بصعوبة وهو يطلق اللعنات على صالح الذي جلس يفكر في كلمات ابن أخيه التي تبدو مريبة بعض الشيء فأخرج هاتفه وتواصل مع شقيقه حافظ قائلاً بلهجة حادة: أريدك الآن في مكتبي. _تمتم حافظ بهدوء للمرة الأولى: لن آتي يا صالح، أعلم ما تريده، زوج ابنتك وا**ر قلبها وقلب ابني، لكن أعلم أنه لن يترك حقه مثلما فعلتُ، وأغلق في وجهه. _شعر صالح بالقلق، فا****ب حق الغير ضعف وإن بدا قوة، وافق على ابن رجل الأعمال "توفيق الهلالي" رغم أنف ابنته طمعا فى ما عند والده من أموال وممتلكات، بينما في الوقت نفسه كان رجل الأعمال يريد إتمام هذا الزواج بسرعة طمعا في ما عند صالح وممتلكات ابنته، وكأن القلوب على أشكالها تقع، فالطامعون وشرار الأنفس يلتقون بدون سعي منهم، تم عقد الزواج ولم يمض سوى شهرين حتى حلت الفاجعة بأن زوج ابنته بعد أن خدعها بعمل توكيل له يحق من خلاله التصرف في ممتلكاتها حينما أوهمها بأنه سيشتري شركة جديدة، بينما قد سجل كل شيء باسمه بشكل قانوني، أصيب صالح بجلطة دماغية حادة كادت أن تفتك به وهو يرى كل ما اغتصبه من حق إخوته قد ذهب سدى، تلك الجلطة كانت كافية بأن تعجزه عن الحركة، طلقت ابنته وتدهورت حالته الصحية، ليفاجأ بأن حسن ابن أخيه قد امتلك كل هذه الممتلكات الخاصة بابنته، صنع تلك اللعبة مع رجل الأعمال مقابل أن ي**م له قصراً خاصاً به نظراً لذكائه. _دخل حسن إلى عمه وأعطاه بعض الأوراق قائلاً: ما أخذ بالحيلة يرد بالحيلة، لقد أخذت حق والدي وأعطيت عمتاي حقيهما كي يسامحك الله، وهذه باقي حقوقك انا لا أقبل شيئاً لا ينتمي إليّ، كما أن ابنتك بكر كما هي لم يمسسها سوء فلقد كان زواجا زائفاً، لقد تعاونوا معي عندما علموا ما فعلته معنا، أما مها فلقد حرصت على أن لا يمسها أذى أتدري لماذا؟ لأنني أحبها، ما كان للمحب أن يؤذي محبوبه، أما أنت يا عمي فلم تحب سوى نفسك، لقد أعطاك الله فرصة كي تتغير، وانت تملك الكثير فاقنع بما عندك تكن أغنى الناس. _شعور بالفرح مختلط ب*عور من الغضب كان يراود صالح، لكنه فرح لأنه استرد جزءاً كبيراً من الأموال والأراضي بدلاً من أن يذهب كل ذلك، فابتسم ووافق على زواج ابنته من ابن أخيه. _تحسنت حالته الصحية بعض الشيء حتى صار يمشي على قدميه ثانية، وهنا أدرك أن الظلم وأكل حقوق إخوته في الإرث، بل هذه الدنيا كلها لا تساوي تعب يوم واحد مما رآه، وقد استردت الأقدار لهم حقوقهم في جسده وابنته،. _فيا من تأكلون حق إخوتكم في الميراث، أعطوا كل ذي حق حقه فالثمن هنا أيسر بكثير، وكل ما يأتي في المال يعوض أما الصحة فلا تعوضها كنوز الحياة.
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD