فتى اوميجل

2854 Words
«زاك.. أتظُن أن لهاتفي أي فائدة؟، أعني لا أحد يتصل أو يرسل أية رسائل لي». تحدثت لصديقي «زاك» بينما أضع طلاء الأظافر الشفاف وأؤرجح يدي في الهواء؛ حتى يجفَ. «بعد هذا الصيف مارلو ستشكين مِن كثرة الرسائل من المُعجبين» تحدث زاك بينما يَضع بعض ملمع الوجه من حقيبة مكياچي. «أهذا كيف تحصل الفتيات على بشرة لامعة؟ ياليتني فتاة!». تحدث «زاك» بِحماس؛ لأبتسمَ. «مارلو يجب علي أن أذهب». تحدث «زاك» بعدما راسلته حبيبته «أيلودي»؛ لِيطبع قبلة صغيرة على جبيني. «لا تجربي شيئًا لا نضمن الغرباء عليه كَأوميجل مثلًا». تحدث بسخرية و ترجل خارج غرفتي. «زاك.. توقف! ما هو أوميجل؟».سألته من الطابق الثاني وقد كان وصل للطابق الأول بالفعلِ. «موقع يتيح لكِ التعرف على غرباء بدون الكشف عن هويتك ولكن قد يصل الأمر لِلأطفال لذلك لا تجربيه صغيرتي». تحدث «زاك» مُمازحًا في هذه الجُملة وابتسمتُ.. سأجربُ هذا الـ«أوميجل». - فتحتُ حاسوبي اللوحي وكتبت على مُحرك البحث الشهير «أوميجل»؛ ليظهر لي هذا الموقع الأرجوانِّي؛ ليخيرنّي بين الفيديو والمُحادثة العادية؛ لِنبدأ بأقلهن خطرًا؛ المُحادثة الكتابية.. طلب مِني أن أكتبَ اهتماماتي؛ لأكتب مساحيق التجميل، والكُتب ضغطت لابدأ مُحادثة؛ فطلب مني أن أنتظر إلى أن يجد لي غريبًا بذات الإهتمامات.. الدقيقتان اللتان انتظرتهن ساهمن في ارتفاع نسبة توتري.. ظهرت رسالة على الشاشة محتواها لم نجد لَكِ غريبًا يشاركك إهتمامك مُتصل الآن لذلك أوصلناكِ بغريب تام لا يجمعكما شيئٌ.. أيًا يكُن ليبدأَ أيُ حديث، أتمنّى أن يكونَ فتى. الغريب: «مرحبًا». -أنت: «مرحبًا». الغريب: «حسنًا كيف كان يومك؟». -أنت: «روتيني مُمل وأنت؟». الغريب: «لطيف، لقد ولدت كلبتي اليوم». -أنت: «مُبارك لك!». الغريب: «شُكرًا لك، أم لكِ؟ أعتذر لم اعرف عن نفسي أنا چافي». -أنت: «مرحبًا چافي أنا مارلو». الغريب: «مرحبًا مارلو ولكن هل يمكنني أن أؤنثكِ أم أذكرك؟». -أنت: «فتاة». الغريب: «أعتذر فقط الاسم يُؤخذ على الجانبين». -أنت: «لا تعتذر فهي غلطةُ والداي على كل حال». الغريب: «لطيفة أنتِ مارلو، كم عمرك؟». -أنت: «بالسابعة عشر وأنت؟». الغريب: «الثامنة عشر». -أنت: «هل لي بالتلصص عن مكان سكنك؟». الغريب: «حسنًا لا لن أخبرك حتى أتأكد أنكِ مارلو وفتاة وكل معلوماتكِ صحيحة». -أنت: «هاك حسابي الفيسبوكي». الغريب: «أوه مارلو هل يمكني إخبارك بشيئٍ». -أنت: «اخبرني بشيئٍ». الغريب: «تعجبني الحفرة التي تظهر في وجهك حينما تضحكين». -أنت: «شُكرًا أظُن؟». الغريب: «ما رأيك أن نكمل حديثنا على الفيسبوك فقد أرسلت لكِ طلب صداقة بالفعل». -أنت: «لم لا؟ أنا لا أحبُ الحديث هُنا على كل حال.». فتحت حسابي الفيسبوكي لأجِد إشعار بطلب صداقة «چافي» أرسل لكِ طلب صداقة كان ذو شعرًا أشقَر وعينان عسلية و إبتسامة ساحرة ولحظّة... يعيش بـ«نيويورك» مثلي! قبلت طلب الصداقة لِيرسل لي رسالة ترحيبيِة: «مرحبًا مارلو، أنا چافي فتى أوميجل،تتذكريني؟». نظرت لها لأبتسمَ.. «لم أحدث أحد غيرك لذلك بالطبع أتذكرك!» _ بدأتُ أتحدث مع «چافي» مُنذ أسبوع تقريبًا، وقد تقربنًّا كثيرًا حتى أننا نتحدث منذ الصباح إلى أن نذهب للنومِ. رسالة من «چافي» على ماسنچر: «ماذا تفعلين مارلو؟». لأبتسمَ وأصورَ نفسي بينما أفرش أسناني. رسالة من «چافي» على ماسنچر: «الآن عرفت لم ابتسامتك ناصعة البياض فأنتِ تفرشين أسنانك في السادسة مسائًا!». أطقطق بأظافري على شاشة هاتفي لأكتب: «مُضحك سيد چافي بل سأخرج الآن، لست مهوسة نظافة». رسالة من «چافي» على ماسنچر: «أُفضل أن تكونِي مهوسةً.. چافي». أبتسمُ وأكتبُ: «مُنحرف صغير». ليعيد لي الكرة: «على الأقل لا أفرش أسناني في السادسة مسائًا». كتبت بسرعة: «ما مشكلتك مع تفريش الاسنان في السادسة مسائًا؟». ليكتب لي: «مُـ..مُـ..مُريب!». لم أستطعْ كبحَ ضحكتي وأنا أنظر لشاشة هاتفي؛ لأجيب: «لنتجادل لاحقًا الآن حان وقت المرح». أغلقت شاشة هاتفي ونزلت على الدرج.. «سأذهب لدى زاك أمِّي». _ «ما رأيك مارلو؟».تحدث «زاك» وتمتمت «رائع رائع». لينظرَ لي باستغراب.. «ما هو الرائع هل استمعتِ لي؟ أريد أن أتقدم لـ«أيلودي»؛ لتكون حبيبتي رسميًا» كررَّ جملته. «بحقك زاك، بعد كُل تلك القُبلات و المواعيد لا تظنها حبيبتك رسميًا؟». تحدثت مُقهقهة. «لقد طلبت هذا تُريد أن تعرف المدرسة بأجمعها أننا معًا». تحدث «زاك» بينما إبتسمت في وجهه: «بل تريد ان تكون حديث الكُل و مسقط الأنوار يا صغير». أجبته باستهزاء؛ لِينظرَ لي بعدم تصديق.. «أيًا يكُن فأنا أحبها، لا أعلم لم لا تفعلين!». تحدث بِتساؤل؛ لأقلب عيني. «فقط أنا في مزاج سئ أعتذر، أظُن إرسال ورود والغناء لها سيكون ما تهواه ايلودي». أخبرته بإبتسامة صغيرة.. هل فقدت صوابي الآن وأغار من علاقة صديقي؟ انخرط «زاك» مع «إيلودي» فور ما وصلت و غدوت على الأريكة وحيدة؛ لأخرج هاتفي من حقيبتي وأكتب: «چافي هل أنت هُنا؟». «چافي» أرسل لك رسالة عل ماسنچر: «لا فقط الروبوت المصنوع في معامل جدي يجيب هذه الرسالة». -مارلو: «لست لطيفًا». «چافي» أرسل لك رسالة على ماسنچر: «أنا دائمًا لطيف». -مارلو: «أنا أشعر بالملل». «چافي» أرسل لك رسالة على ماسنچر: «لنتحدث هاتفيًا». -مارلو: «لنتحدث فيديو» «چافي» أرسل لك رسالة على الماسنچر: «هاتفيًا أفضل». -مارلو: «لا، أريد رؤيتك فلم أرك أبدًا سوى في الصور». «چافي» أرسل لك رسالة على ماسنچر: «غدًا؟». -مارلو: «لِم تتهرب؟» -قد رأى «چافي» رسالتك- _ أرسل لكِ «چافي» رسالة على ماسنچر: «مارلو.. أعتذر قد غفوت». -«مارلو»: «لا عليك فقد فقدت الشغف في التحدث البارحة». أرسل لك «چافي» رسالة على الماسنچر: «ما يجعلني أتهرب هُو أنني في صغري قد انفجرت الكاميرا في عيناي لذلك أكره أن أستخدمها عن قرب». -«مارلو»: «كان يجب أن تكون ص**حًا معي». أرسل لكِ «چافي» رسالة على الماسنچر: «أعتذر، لست جيدًا في تعرية نقاط ضعفي». -«مارلو»: «لنتقابل إذًا». أرسل لكِ «چافي» رسالة على الماسنچر: «حسنًا في الحديقة العامة في تقاطع ويلز في الثامنة مساءً». -«مارلو»: «اتفقنا». «زاك» يتصل بِكِ.. «مرحبًا زاك، لم ألحظ رسالتك، لا لم أكُن متصله على الماسنچر فمن سأحدث بحقك؟!». - يصعُب على المُجتمع ابتلاع هذا ولكِن ماذا إن كانت ذات الرداء الأحمر تعرف جيدًا ما الذي تفعله حينمّا دعت الثعلب للدخول؟ «أين هِي زاك؟». تحدثت والدة «مارلو» القلقة. «لم أرها اليوم أُقسم». تحدث «زاك» بينما يمشي يمينًّا ويسارًا قلقًا على «مارلو» «هي لا تذهب للخارج سوى معك، هل لديها أصدقاء آخرون؟». سألت والدة «مارلو» «زاك» الذي هز رأسه استهزائًا من الكلمة. «أنا قلقة على فتاتي». جلست والدة «مارلو» على الأريكة واضعة رأسها في كفيها «زاك» قد علم بأن «مارلو» كانت تكذب حينما قالت أنَّها لم تكُن متصلّة وقد استنتج ما الذي فعلته «مارلو» بالضبط.. _ عادت «مارلو» للمنزل في تمام العاشرة؛ لِتجد والدتها وبجانبها «زاك». «مرحبًا زاك لم تخبرنّي بأنَّك ستأتي اليوم». تحدثت «مارلو» بهدوء بينما تسحب تفاحة من المطبخ الخاص بهم. «أين كنتِ!».سألتها والدتها؛ لتبتسم. «فقط تمشيت قليلًا ما الخطب؟». أجابت «مارلو» بإبتسامة لطيفة بينما تكفكف والدتها دموعها. «ظننا أنكِ..». لم يكمل «زاك» حديثه. «أنِي خُطفت؟ بربك زاك لست طفلة» أجابت «مارلو» بينما ينظر لها «زاك» بتشكك. «أريدك لحظة في غرفتك..». إستأذن «زاك» والدة «مارلو» وصعدا لغرفة «مارلو». «أين كُنتِّ وبرفقة من؟». سأل «زاك» بطريقة هجومية لتنظر له «مارلو» بلا مشاعر. «على مهلك أيُّها الشرطي المُستقبلي، لقد كنت أفكر في هدية يمكن أن تبتاعها لإيلودي حبيبتك الغالية». أجابت «مارلو» بلا مشاعر بينما تأخذ قضمة من تفاحتها. «مارلو لست أمز..». «أعتذر زاك أنا نعسة، أراك غدًا في المدرسة!». _ رِسالة من «چافي» على الهاتف؛ «هل وصلتي البيت آمنة؟»أُرسِلت في الحادية عشر مساءً. «أعتذر غفوت». أُرسِلت في السابعة على ماسنچر. رِسالة من «چافي» على الماسنچر: «هَل لازلتِ تريدين أن تكوني صديقتي بعد ما رأيتِ؟». قد رأيت الرسالة المُرسلة لك مِن قبل «چافي».. _ «مازلت أريد أن أكون صديقتَك.. نعم!». اتصلت «مارلو» بِـ«چافي» هاتفيًا فقط لِتخبره هذة الجُملة. «أنا بخير شُكرًا، ماذا عنكِ؟». تحدث «چافي» بِفكاهية مُشيرًا إلى أنها نست شئ مُهم؛ لتقهقه «مارلو». «لا يُزعجك أمر أننِّي قعيد؟». سأل «چافي» بصوت مُتهدج لِتجيب «مارلو». «تُزعجني الكثير من الأشياء مِنّها أن يفكر بي شخص أننِّي بهذه السطحية». «طالمّا رُفِضتُ لأننِّي قعيد وَقد كانت تجربتي الأولى لِلولوج لهذا الموقِع؛ لأننِّي شعرت بوحدة أعني.. تخيلي أن لا يتقبلك أحد في العالم سوى صديق واحد». تحدث «چافي» لِتنظر «مارلو» في الفراغ. «ولِم أتخيل؟ أنا لا يتقبلنّي في العالم سوى زاك صديقي وحتى هذا الأمر بدأت أشك في مصداقيته». «لم أرد أن نتحادث فيديو لكي لا تري هذا وتنفري مني فقررت أن أواجهك في مقابلة حقيقية». «فَكِر في الأمر أنك محظوظ أعني تستطيع الذهاب لأي مكان وانت جالس هذا رائع يا فتى!». _ «كونك قعيد لا يجعلك إنسانًا أقل يا چافي أعني انت وسيم، لطيف، وذو حس فكاهي عالٍ و قد اختبرك القدر اختبارًا صغيرًا لا بأس في هذا». تحدثت «مارلو» من قلبها لـ«چافي» المُحطم. «هل هذه جمل تحفيزية تُقال قبل أن تبتعدي عني؟». سأل «چافي» بقلق لتقهقه «مارلو». «لا.. بل هذه طريقتي في قول أنك رائع، ولي الشرف أن أكون صديقتك». أجابت «مارلو» لِيتداخل صوت من جانب «چافي». «هل هذه مارلو؟ ابلغها تحياتي». كان هذا صوت «چوشوا» «لم لا تأتين الليلة لدينا مارلو؟» أكمل «چوشوا» تستطيع مارلو سماع «چافي» يهمس ان يتوقف چوشوا عن إحراجه. «من الافضل أن يكون لد*كم بيتزا» صاحت «مارلو» قبل أن تغلقَ: «ومن الأفضل أن تراسلني بالعنوان چافي!». _ اليوم كان مُملًا نفس الأخبار الدراسية المعتادة «چون» عاد لـ«كارين»، «چورچ» تعارك مع «چايمس»، «داريل» سرق مايكرفون الإذاعة المدرسية و«زاك» سيتقدم لـ«إيلودي» رسميًا في وقت الغداء. ماذا؟ «إيلودي» اللعينة! اكتظ الطُلاب حول «زاك»الواقِف ليمسك المايكروفون الذي دفع لـ«داريل» عشرين دولارًا ليستعيره ساعة و بدأ بالحديث عن كيفية تغيير «إيلودي» لحياته وكيف كانت حياته بائسة من قبلها، بائسة أيها الترعن؟ لقد كنَّا نشاهد الأفلام و نتزلق و نتشارك أل**ب الفيديو! كنا نعيش في النعيم حتى أتت الساحرة الشريرة. أيًا يكُن غنى اغنية وأعطاها ورودًا و طلب منها أن تكون فتاته لتصرخ وتوافق «إيلودي» و تنتهي القصة هنا ليعيشان في سعادة أبدية بلا بلا بلا!! أخرجت هاتفي و ارسلت رسالة لـ«چافي». «ليتك معي بالمدرسة». أنا لا اطيق حقًا علاقة «زاك» و«إيلودي» فهي قد خ*فت صديقي المفضل مني وحين أسأله ان نقضي يومًا معًا نتسكع إذا به يجلبها معنا أيضًا. أي جزء من تسكع الأصدقاء لا يفهمه؟ أعتقد الجزء الأوضح أننا لم نعد أصدقاء كما كنا.. _ «چافي.. لقد طفح الكيل مِن زاك». أُرسِلَت في العاشرة مساءً بواسطة ماسنچر. «لقد جُنَّت أمي.. تُريد الزواج!». أُرسلت في السابعة صباحًا على ماسنچر. «چافي أين أنت؟». أُرسلت في التاسعة مساءً على ماسنچر. «عُطل في الإنترنت؟». أُرسلت في العاشرة مساءً على الهاتف. الهاتف المطلوب مغلقٌ أو غير مُتاحٍ.. _ كانَت «مارلو» شاردةً طوال يومِها تفكر في سبب منطقي لاختفاء «چافي» لعل قلبها يهدأ! لم تجد له منشورات جديدة على الفيسبوك. آخر ظهور على الماسنجر منذ يومين. حاولت البحث عن حساب «چوشواه» فلم تجد له أثرًا. عقدت العزم على أن تَذهب لمنزله بعد الدوام. الجرس يُعلن نهاية اليوم الدراسي. تجري «مارلو»؛ لتلحقَ بالحافلة التي تمر بمنزل «چافي». يلحقها «زاك»؛ لِيحاول مُصالحتها عن ما بدر منه الليلة الفائتة. تصيح «مارلو» له بكل مصداقية بأن يذهب للجحيم! وتستقل الحافلة. تنزل من الحافلة وتمشي قليلًا لتقف أمام منزل «چافي». لافتّة غريبة لفتت نظرها. هذا المنزِل للبيع! لم ترى رقمًا بل وكالة بيع منازل! اتصلت بالرقم. لتسأل عن رقم العائلة القديمة. كأنّها مُشتريةٌ. ليجيبها بأن التصرف الكامل له فقد ابتاعه من العائلة. فـتشكُره وتغلق الهاتف. تستقل الحافلة وتتن*د في المقعد الخلفي. هي قلقة على «چافي». _ حاولت «مارلو» طوال الليل البحث عن «چوشوواه» وتقسم أنها قد دخلت جميع الحسابات الموجودة على الفيسبوك بِاسم «چوشواه». عادت لمنزل «چافي» مرة أخرى لتجد عائلة تنتقل إليه لديهم طفلة صغيرة ذات جدائل.. لطيفة. فقد احتضنت «مارلو» في الحديقة العامة اليوم التالي حينما كانت تبكي. ما الذي يُمكن أن يكون حل على «چافي»؟ هذا السؤال لا تملك هي إجابته! ولا يُمكنُّها فقط التجاهل فقد كان «چافي» جزءً كبيرًا من يومها ثُم أنَّه أفضل من «زاك». الذي فضل حبيبته عليها في منتصف المدرسة مُنذ أيام حينما أتت «إيلودي» لِـ«مارلو» وأخبرتها بكل وضوح أن تقطع علاقتها بـ«زاك». وبدأت في التواجد في كُل مكان وتهديد «مارلو» حتّى أنها أرسلت لها رسائلَ تهديدٍ وحين طفح بـ«مارلو» الكيل وتشاجرتا اختار «زاك» «إيلودي» بدون تردد. تندس وسط الحشد وسحب «إيلودي» في احضانه وخرج بها.. وحينها قُتلت جميع مشاعر «مارلو» لـ«زاك» وعلمت أنَّها وحيدة بالفعل وحتّى زاك لم يعُد بحياتها. حاولت الإتصال بهاتِف «چافي» للمرة المائة بعد المليون لِتجده هذه المرة يَرن.. تهللت أسارير «مارلو» ولكِنَّها لم تجد أية إجابة. حاولت على مدار إسبوع آخر التواصل. يرن، لا رد ثُم أخيرًا.. رد ولم يكُن «چافي».. _ مرَّ على حادثِةِ «چافي» عامًا كامل.. لم يكُن من المنطقِّي أن تؤثر في «مارلو» كثيرًا. ولكنَّها فعلت. فقد كانت «مارلو» قليلةَ الكلامِ. كثيرةَ الاستماعِ. تتحرى كُل ما يُقال لها. وبدأ الحُزن يتجمع في عيناها. كثيرًا! حتى باتت مُلونةً بالأ**د. كمن تُحارب كثيرًا. فقد كانت تُحارب. ولكن ليست كبطلة في معركة ما. بل بطلة في معركتها الخاصة! معركتها الذهنية. ويُحارب الجميع. كي لا تُخسَر «مارلو».. _ بعد حادثة الهاتف بأسبوع إنتهت علاقة «زاك» و«إيلودي».. كانت الأخبار تتراص في المدرسة عن هذا الخبر. وكانت «مارلو» تأكُل طعامها في دورة المياة. لا تريد الخروج. لا تريد التعامل مع أحدٍ. في حصة مشتركة حاول «زاك» الحديث معها. لم تستطع حتى إخراج أي كلماتٍ. خرجت دموعها أنهارًا. ركضت لدورة المياه. بكت كثيرًا حتى شعرت بالجفاف. خرجت وعادت للصف. لم ترد على «زاك». ولا على محاولاته لإصلاحها. كُل ما يُشغلها. الحادثة التي تداولتها الأخبار. البارحة. عن فتى أشقر **يح دهسته سيارة نقل كبيرة. وعن تفكك جسده! تتذكر كيف علقت المذيعة عن هذا الخبر. «ماذا فعل سئ لينتهي بموتته الشنيعة تِلك؟». _ عامٌ مضى ومساحة من الشجن استدارت في دَمِ «مارلو»، لا تتحدث لأحد، لا تُنشئ صداقات، تَبني الكثير من الحواجز بينها وبين الجميع، تجلس في غرفتها تستمع لموسيقاها الصاخبة بينما تنظر للحائط في فراغ، هل وصل بك الحُزن إلى حتى عدم قُدرتك على البُكاء؟ وصل بـ«مارلو»! نحيب كلبها الصغير جذب إنتباهها لِتجثو على ركبتها «وسكي هل مللت المنزل؟ أتريد أن تخرج؟ حسنًا أنا سأعطيك السعادة التي لم أستطع أن آخذها». تحدثت له بينما تلف طوقه الأحمر حول جسده المَلى بالفراء. «سنذهب للحديقة أنا و ويسكي» صاحت «مارلو» لوالدتها التي تقف في المطبخ تصنع حلوى عيد مولد «مارلو» لِتظهر على شفاها ابتسامة حزينة. فمُنذ عامٍ احتفل «چافي» بعيد مولدها بطريقة غريبة. أتى تحت شرفتها وكان يلقي الأحجار هو و«چوشواه» وحين فتحت الشرفة لتجد من المُزعج لتجد بيد «چافي» كعكة عيد مولد. بدا الغناء عيد مولد سعيد وبدأ «چوشواه» الترنُح. لم لا تستطيع إخراج «چافي» من بالها رغم أنها عرفته فقط لشهران قبل موته؟ _ كانت تمشي في الحديقة بهدوء بحوذتها «ويسكي» الذي نبح كثيرًا على بائع الهوتدوج المُتنقل، وظلَّ يركض وراء عربته جارًا «مارلو» خلفَه في مشهد ملئ بِقلة القيمة لفتاة العيد ميلاد، لِتصيح بسائق السيارة أن يتوقف وستتحكم في كلبها فيفعل على قيد الخوف من الكلب. «شطيرتان من فضلك». تطلب وَيومئ الرجل بينما يحضر شطيرتين جميلتين من الهوتدوج، إن علمت والدتها بهذا ستقتلها. يُعطيها الرجل الشطيرتين لِتُعطيه النقود وتجلس على مِقعد منطرف للشارع؛ لِتقطع من الشطيرة قطعًا وتلقيها لـ«ويسكي» حتى التهم «ويسكي» الشطيرة الأولى؛ لتبدأ في تقطيع الشطيرة الثانية وقبل أن تلقي القطعة لويسكي الفاتح فمه على مصرعيه انصدمت بشكل أحدهم.. هي تعرفه جيدًا! _ «چوشوواه». صاحت «مارلو» جارة خلفها «ويسكي» المسكين الذي يتمنّى ان يأكل الشطيرة فقط فيُثبت نظره عليها ويمشي خلفها ببؤس. «مارلو! ما هذه المصادفة؟». يتحدث «چوشوواه» بِتفاجؤ لتبتسم «مارلو»؟ لم تكن تُخرف فقد رأته فعلًا! «كيف حالك بَعد تعلم..؟». سألته ظاهرة الحُزن على ملامحها ونظر لها «چوشوواه» بِملامح مستفهمة. «كيف حالي بعد ماذا؟». سألها رافعًا حاجبه؟ «موت چافي؟» خرجت الجملة مُتقطعة و بعدها خرجت دموعها أنهارًا« هل كان يجب عليه تجاهل الأمر؟ أهو صديق عاق لهذه الدرجة! _ «چافي لم يمُت مارلو». تحدَّث «چوشوواه» بِهدوء لـ«مارلو» المصدومة، هل يمزح أو يعبث معها؟! «ولكن الاختفاء المُفاجئ، خبر الفتى ال**يح الذي دُهس، هاتفه الذي تم بيعه ومنزلكم الذي تم بيعه، ما تفسير كل هذا؟». سألته «مارلو» بعدم إستيعاب، هل كان «چافي» يتهرب منها طوال هذه المدة؟ «قبل أن أُفسر كل هذا، يجب أن تعرفي أن چافي كُل ما كان في رأسه هُو مُقابلتك ولم يكُن صديقًا سيئًا». تحدث «چوشواه» بهدوء كأنما يقرأ أفكار «مارلو». «لم يكن صديقًا سيئًا وتركني أقلق عليه حد التعفن هنا، بدون أي إنذار!». تحدثت «مارلو» بإندفاع ليصفف «چوشوواه» شعره بيده للخلف ويخرج زفيرًا بينما يمسك بيد «مارلو» ويجلس على مقعد ويُجلسها بجانبه. «أولًا.. لغز المنزل أن چافي كان مُتعب قليلًا وقد تطرقنا من أمر تعبه لِسؤال الطبيب إن كان سيستطيع المشي فأخبرنا أنه بإمكانه ولكن إن تأخرنا في العمليات لن تجدي نفعًا لذلك يجب أن نبدأ الآن، لذلك بعنا منزلنا لِنغطي تكلفة جميع العمليات التي سيحتاجها چافي لكي يتمكن من الوقوف على قدمه وَ إبتعنا منزلًا صغيرًا بجانب المشفى» تحدث «چوشوواه» بَينما يُخرج أولَ سرٍ. «ثانيًا.. بالنسبة لهاتفه فقد بعته بنفسي لأنَّه طلب مني أن أفعل وأبتاع لوالدتنا خاتمًا من الذهب بأمواله كهدية تقدير من چافي لبيعها المنزل فقط لِإعطائه ما يلزم من العمليات ليُشفى». «ثالثًا بالنسبة خبر الفتى ال**يح فلم يكُن چافي ولكن الكثير اختلط عليهم الأمر». «استغرق چافي ثمانية أشهر لإتمام كافة عملياته و شهران ليتدرب على المشي ليمارسة في حياته الطبيعة بعد ذلك، أول شيئ فعله چافي فور خروجه من المشفى هو الذهاب لمنزلك لِيبرر لكِ كل شئ وأرادك ان تكوني أول من تريه صحيحًا مُعافى ولكنّه صُدم بأن المنزل قَد تم بيعه أيضًا ولم نستطع الوصول لكِ». كانت «مارلو» بالفعل قد إنتقلت لِمنزل آخر. «أين هُو چافي؟» سألت «مارلو» دون تفكير. _ چافي في المتجر وسيسر أن يراكِ مارلو، فقد كان حزينًا جدًا أنَّه لم يجدك منذ شهران». أجاب «چوشوواه» بينما تومئ «مارلو» لِيده المُقدمه لها لِيأخُذها لـ«چافي». بينما المسكين «ويسكي» ينتظر قضمة الهوتدوج القادمة.. تمشي بهدوء مع «چوشوواه» ولا يستطيع قلبها تحمُل كُل هذه الصدمة. «چافي!». يصيح «چوشواه» للفتى الواقف أمام الكعكات المُكوبة لِيلتفت لهم. بُندقياتاه كما هُم ساحرتان، شعره الأشقر قد إزداد طولًا و جعل نسبة وسامته ترتفع! لا تُصدق أنّها قد رأتهُ بعد هذه السنوات! لِتترك «ويسكي» في مُنتصف المتجر حُر وَ تركُض تجاه «چافي» لتضُمه في عناق ملئ بالمشاعِر المُختلطة بين الحُب،الحنِين،الحُزن والإشتياق.. لِيُبادلها الضَم بينّما يعبث ب*عرها. «لقَد اشتقت لَك». قالت بِدون أدنى تفكير. «وأنا أيضًا أيتها الصغيرة، لقد فقدتي وزنًّا كثيرًا». تحدث بينما يُربت على ظهرها بحنوٍ. «مِن الحُزن عليك، ظننت كونك.. أبعده الرب شرًا». لم تستطع حتى نطقها! «ظننتِّ أننِّي ماذا؟» سألها لتغرورق عيناها بالدموع ويتدخل چوشواه الضاحك «ظنتك ميتًّا أيها الو*د!». «أعتذر» همس بين شهقاته لِتضمه أكثر. «لا عليك، المُهم أنّك هُنا». تحدثت بينما تتشبث بقميصه أكثر. «عيدُ مَولدٍ سعيد». تحدّث «چافي» بينمّا يأخُذ كعكة مُكوبة مِن الكعك الذي كان ينظر إليه ويضع بها شمعة صغيرة ويُضيئها «چوشواه» بِقداحته. «تمني أمنية». همس في أذنها. «أتمنى أن لا تضيع منِّي أبدًا». - تمّت.
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD