البارت الاول
الجزء الثانى
اخذت نفس عميق وكتبت : حقا اراك اقرب الى من حبل الوريد فى ذات الوقت اخشى ان ترانى تنفرنى
الغول : انتى جميلة الجميلات ولكنك تفقدين الثقة فى نفسك وان علمتى انك تسلبين عقول كثير من الرجال لجعلتى من نفسك تاج على راس الدنيا
اخذت تتحدث معه ولم يتركها تنام ليلتها الا وهى فى قمة تفاؤلها بالحياة واغلقت حاسوبها ورقدت فى سريرها والابتسامة تملا وجهها وقالت لنفسها لا اتمنى ان اصنع لك صورة فى خيالى افضل من صورته وكانما اود ان تجتمع شخصيتك انت مع شكله هو واخذت تفكر فى شخص ما حتى غلبها النعاس
بينما لم يكن الحال عنده اقل حالا عنها فنام ليلت وصورتها اخر صورة كانت فى خياله وقال لنفسه : ان علمتى كم احبك لرافتى على قلبى من قوة نبضه
.......
قامت فى صباح اليوم التالى وقد نست ياسها الذى كان غالبا عليها امس وبدات تجهز حالها للخروج بحثا عن عمل
مرت على اكثر من محل ولم يسنح لها الحظ فى الحصول على اية فرصة واخيرا وجدت فرصة عمل فى مكتبة بسيطة على اطراف القرية وقريبة من قصر الغول المشئوم
ولكنها لاحظت ان العمل فيها ضعيف وعندما سالت صاحبها فقال : يا بنيتى انتى ترين بعينك ان المكتبة على اول طريق القصر وانتى من ابناء القرة وتعلمين ان هذا الطريق تقع عليه الكثير من الحوادث والكل يؤكد ان تلك الحوادث بسبب لعنه هذا الغول
شردت عنود قليلا وتذكرت كلمة الغول الذى كانت تحادثه امس وانه اكد لها ان لعنة الغول تلك ما هى الا خرافة فعادت وسالت صاحب المكتبة باهتمام : هل ترى حقا ان تلك الحوادث هى من لعنته ام انها خرافة
اخذ الرجل العجوز نفس عميق وقال : الكل يعتقد هذا وان كنت انا نفسى بدات هذا مع انى كنت اول المخالفين لهم
تعجبت كلامه المتناقض وعادت وسالته : ماذا تقصد بانك كنت اول المخالفين لهم ؟
الرجل : يا بنيتى انا وعمك وامثال من هم فى عمرنا كنا فى طفولتنا لا يحلو لنا اللعب الا فى هذا الطريق فانتى كما ترين لا يوجد حوله مساكن سوى هذا القصر القديم فكنا نستمتع بلعبنا دون ان نزعج احد او ان يزعجنا احد ولم يؤذينا اى غول قط بل كنا نتسلق السور ونقطف من ثمار الفاكهة التى كانت تطرح على ابوابه رغم عدم وجود اشخاص يرعونها ولكن لم تظهر تلك ا****ة الا منذ ما يقرب من عشرون عاما عندما بدات السيارات تسير من هذا الطريق وبدات تظهر حوادثها ثم ان هذا قصر اكبر عائلة فى البلدة ولكنهم تفرقوا فى منازلهم المختلفة فى كل انحا البلدة عندما استقل كل رجل ببيته بعد وفاة الباشا الكبير والدهم وصاحب معظم اراضى بلدتنا
العنود بحزن : ولكنه تسبب فى موت امى بنفس الطريقة ( حادثة على الطريق) وكانت امى الشىء الوحيد الذى يبقينى حيه فى هذا العالم فكنت احبها حبا جما وقد ارتبطت نفسى بها حتى انى لم استوعب حتى الان انها حقا قد ماتت وتركتنى وحدى
الرجل : يا بنيتى انها اعمار والاعمار بيد الله
العنود : ونعم بالله اعلم انه اجلها ولكنه كان السبب فى موتها فالجل شىء وةالسبب شىء اخر
.........
مر شهر على عمل العنود بالمكتبه ولكنها لاحظت انها ربما زادت الرجل بحملها وربما قد قبلها لخجله منها عندما علم بحكايتها وان المكتبة ليس بها شغل يكفى لسد حاجيات الرجل ومرتبها فتركته وسبيله
ثم اعادت رحلة البحث مرة اخرى عن عمل وفى كل دقيقثة تلعن الغول الذى تسبب فى موت امها
فى المساء جلست العنود امام حاسوبها وبدات تكتب للغول الذى هو الشخص الخفى الذى تحادثه
العنود كتبت : ايها الغول ارجوك عد تسمية نفسك باى اسم اخر حتى وان كان العنقاء فكلاهما من المستحيلات الثلاثة فالاسم يثير بداخلى الرغبة فى القتل وانت ع**ه بل انت ملاك ولست بغولا
رد عليها الغول وكتب : يا عنود جميعنا لسنا بملائكة ولسنا بغيلان كذلك
العنود : كم اود ان اراك يوما
الغول : نحن فيها ما رايك ان ترينى اليوم ؟
العنود بفزع : لا انا كنت افصح فقط برغبتى ولكن لا يعنى هذا انها تتحول الى حقيقة ثم انك على حسب ما قلت لى انك من بلدة اخرى اليس كذلك ؟
الغول : نعم حقا كلامك وانا ايضا كنت امزح معكى
هدات قليلا واخذت نفس عميق وكانها لتوها انقذت من الغرق فهى حقا تود ان تراه ولكنها تخشى رؤيته حتى لا ينفرها اذ انها تعتقد ان بدانتها سبب من اسباب نفر الرجال منها ثم ان عاهتها السمعية تعيق عليها السمع الطبيعى
الغول : فيما شردتى
العنود : شردت فيما اذا لم تظهر فى حياتى فكيف كنت ساعيشها ؟
الغول : لا تبنى حياتك على وجود احد فهل يصح لى ان ابنى حياتك على مجرد وجودك فماذا ان تعلقتى بشخص اخر فهل هذا يعنى نهاية حياتى ؟
العنود : ان كان علي انا فانا حقا هكذا فقد انتهت حياتى بموت امى
الغول : بل بدات حياتك يا عنود واظن ان الوقت قد حان لتقفى على اقدامك بنفسك فلن يحملكى الاها
.......
قامت فى الصباح واخذت من جديد تبحث عن عمل واخيرا وجدت عمل فى حضانة اطفال
وكم كانت فى قمة سعادتها فهذا اخر امل لها فقد نفذ اى مخزون للطعام فى بيتها
ولكن لم يمر اكثر من اسبوع حتى فوجئت بان صاحب الحضانة يعتذر له عن استعداده لتقبلها من ضمن المدرسات حيث انه قال ان بعض الاطفال تعلموا منها خصلة ارتفاع الصوت فاشتكوا امهاتهم من ذلك
لم تستطع ان تسمع اكثر من هذا فها هو يعايرها بعاهة سمعها فرحلت من امامه ولكن ماذا عليها ان تفعل فهى جائعة وليس لديها اى مال فعادت الى بيتها وهى فى قمة الياس
جاءتها اختها راجية وقد احضرت معها اصنافا من الطعام وما ان راتها العنود الا وارتمت فى حضنها تبكى
ربتت راجية عليها وقد اختلك بكاءهما معا
راجية : هونى على نفسك يا عنود فقد جات لاشكى لكى همى ولكنى تفاجات ان الوحيدة التى كانت تعطينا الطاقة دوما هى المغمومة اكثر منى
ابتعدت العنود عنها واخذت تمسح دموعها وتقول لا عليكى يا راجية فانا كما انا فاتى بما عندك
استشعرت راجية الحرج فاختها اول مرة تشتكى همها وهى التى كانت دوما تستمع لهم فقط ولا تشتكى ولم يكن من اللائق مع اول مرة تشتكى فيها الا تجد ص*ر حنون ترمى عليه همومها
العنود : هل لازال زوجك على حاله من الخيانة
بكت راجية وقالت : لقد سئمت ال**ت والصبر على افعاله وسئمت من نفسى وكل يوم استشعر صغر نفسى امام نفسى فانا المخطاة منذ البداية لاننى انا من عرضت عليه نفسى وانا اعلم انه كان اصغر منى ولكن لم يكن لدى اى سبيل اخر فقد كنت اود ان ازيل عن كاهل امى حملنا خاصة اننى كنت قد اصبحت عانس يا عنود وكنت اود ان تتخلص من الانفاق على لافسح لها المجال لتدخر لاجل اجراء العملية لكى
العنود : وما كانت النتيجة يا راجية لا انتى عشتى سعيدة ولا امى ادخرت شىء لى ولا انا عاد لى سمعى ولكن ما استفدناه ان كل ما يخص الرجال فهو لا يزيدنا الا هما وكربا
وكان الافضل لكى ان تعيشى عانس بدلا من ان تموتى كل يوم قهرا لشعرك بالعجز والنقصان لانك لا تكفى زوجك فينظر لغيرك
راجية : اياكى يا عنود ان تتزوجى الا بعد ان تحبى فالحب يفعل الكثير وهو اساس السعادة
ضحكت عنود ساخرة وقالت : انا ؟ تقصدينى انا بكلامك هذا ؟ كيف خيل لكى اننى قد اتزوج ؟ هل من رجل يقبل انثى بدينة مثلى ولا تسمع الا اذا علا من صوته جدا حتى انه يتاكد انه لا يختبىء سر له فى بيته بسببى ثم كيف خيل اليكى انى قد اهوى الرجال من بعد ما رايته من غدر اباكى بنا ومن هو على شاكلته
راجية باسف : تقصدين زوجى
العنود : لا بل اقصد كل صنف الرجال فكلهم واحد واولهم عمك الذى لم يسال عنى ولم يساعدنى ولو بكلمة طيبة ومن بعده ابنه الذى لا يفتأ ان يسخر منى كلما مررت من امامه واخيرا علمت انه هو من كان السبب فى فقدى لعملى اليوم فهو صديق صاحب الحضانة الصدوق وبالتالى لم يرفض له طلبا
راجية : ولكنكى جميلة جدا يا عنود واتعجب من كلامك على نفسك بل انتى اجملنا على الاطلاق
عنود : انتى ترينى هكذا لانك اختى
**تت قليلا ثم قالت وكانها تتحدث من اللاوعى : تعرفين يا راجية الرجل الوحيد الذى خالف كل هذا هو زوج سما فكان لها ونعم الزوج بل كنت فى احيانا كثيرة اشعر انها ربما كانت تكذب علينا فى معاملته لها لتطماننا ولكنى فى ذات الوقت كنت متاكدة من كلامها لاننى اعرفه جيدا من قبلها
راجية بعدم فهم : كنتى تعرفينه ؟
عنود وقد تنبهت وبتلعثم : لا اطلاقا ولكنى كنت استشعر من كلامها وكاننى كنت اعرفه منذ زمن على الرغم انى لم اتقابل معه الا يوم زفافها فقط
راجية بتعجب هى الاخرى : تعرفين يا عنود انا ايضا كنت اتعجب فنحن اعلم الناس ان سما لم تكن جميلة البته بل وان طبيعتها كانت وكانك تتعاملين مع رجل وليس انثى
عنود : اعلم كل ما تقولينه ولهذا كنت اشعر انها قد تبالغ فى وصفها له بل الارجح عندى انه لم يحبها بالمرة
راجيه بدموع : انى خائفة ان اصدمك ان هذه هى الحقيقة
نظرت لها العنود بسرعة وبتعجب ممزوج بضيق قالت باستفهامك : ماذا قلتى ؟ هل كان لا يحبها ؟
راجية بدموع : فى الحقيقة انا الوحيدة التى افصحت لى سما عن حقيقته وخافت ان تعترف امامك حتى لا تزداد كراهيتك للرجال لانها كانت تود ان تغيرى نظرتك فيهم لتستطيعى ان تبداى حياة دون الخوف منهم
عنود وقد بدات انفاسها تختنق : ارجوكى يا راجية اجيبينى هل كل ما كنت اعتقده كان وهم وانه لم يحبها
....... ....
لو البارت مبفتحش عند حد لا الفيس بتاعه لايت بلغونى علشان اقلل عدد الكلمات علشان تفتح عند الكل
مستنية تعليقاتكوا ومشاركاتكوا