البارت الاول ( 1)
البارت الاول
الحب ياتينا دون سابق انذار ولكن هل ياتى الحب بالمستحيل ؟ والاجابة نعم ياتى الحب بالمستحيل فامام الحب يزول كل مستحيل فقد نعشق من استحال ال*قل ان يتخيله
القلب هو الفؤاد ولكن لا يسمى القلب فؤادا الا اذا احب ايا كانت نهاية هذا الحب هل نهاية سعيدة ام ش*ية المهم ان يلامس القلب نبض مختلف لشخص مختلف فتصاب كل الاعضاء بسكينه لم تعهدها حتى يصير كامل الجسد عاشقا لتلك النبضات المختلفة التى لا يشعرها الا فى وجود شخصبذاته فيصبح كامل الجسد مدمن على رؤيا هذا الشخص وهذا هو الحب
السعادة ليست اماكانيات بل هى قرارا كما الايمان فكلاهما قرار من اعماق الانسان ذاته وكل شخص مسئول عن قراره فالله خلق لنا الكون وسخر لنا ما فيه وطوعه لنا ولكنه ترك لنا الايمان به ان يكون نابعا من داخلنا فاما ان نؤمن واما ان نكفر ولن يحاسب غيرنا على قرارنا كذلك ايضا السعادة فنحن من نقرر ان كنا سنعيش سعداء ام اش*ياء ونحن ايضا المسئولون وحدنا عن سعادتنا فابمكاننا ان نسعد بابسط الاشياء كما فى امكاننا الا نسعد الا فى وجود وسط معين قد نتكلف كثيرا للوصول اليه
قد يفقد الازواج الترابط والود بينهم ويستحيل الحب مما قد ينتج عنه افساد العلاقة باكملها وان امعنا النظر قليلا لوجدنا اننا انهينا علاقة جميلة لمجرد ان الشركين لم يفهما بعضهما البعض بالقدر الكافى فاستحال على كلا منهما الغوص فى اعماق الاخر ليفهم ما يريده وما يكفيه فليس من الضرورى ان من يكفينى يكفى غيرى ولا ان ما يسعدنى لابد ان يسعد غيرى فهناك شىء اسمه حد الكفاية يختلف من شخص لاخر وهناك نظرة الى الحب والسعادة تختلف من شخص لاخر ولكن الاهم ان نصل لنقطة التلاقى عندما نحدد اين يكمن حد الكفاية عن الشريك الاخر فنسعى الى اشباع رغباته وبالتالى نسعده ونسعد انفسنا معه
اذا شعرت ان الحياة لا تعطيك ما تتمناه او انها لا تعطيك ما تعطيه للاخرين فاعرف ان هذا شىء طبيعى وليس حياتك هى البائسة والصحيح ان الحياة تعطيك الا ان طلبت انت فكيف لها ان تعرف ما تريده الا اذا طلبت فان وجدت انك تريد السعادة والحب فاطلبهم من الحياة وستجدهم المهم ان تطلبهم بنفسك
لا تعتقد انه لا يمكن ان يخرج من الحياة ما هو افضا مما انت فيه ولا يمكن لها ان تعطيك اكثر مما اعطتك فهذا كله كلام واهى فالحياة خلقت لنا لتعطينا على طول الطريق وربما تاخذ منا فى احيانا اخرى المهم انها فى المقابل ستعطينا ولكن عليك انت ان تبدا بالسعى لما اهو اكثر سعادة واقوى حبا
لقد اصبحت الان الحياة بوضعها المقلوب ولكن ليس بفعل الطبيعة بل بافعالنا نحن فقد اصبح الزواج هو العلاقة فى الظلام واصبحت الخيانة هى العلاقة التى فى نور
والادهى ان العلاقة الزوجية اصبحت تنحصر فى قالب روتينى محدد فى حين اصبحت الخيانة تتلون كل يوم بطريقة فمرة خيانة بالعلاقات الحميمة ومرة خيانة بالمقابلات فى الشوارع ووقد تكون عبر كلمات هامسة او ربما فاضحة حتى تقدمت الخيانة واصبحت عبر الحسابات الاليكترونيى بينما حرمت كل تلك التنويعات على العلاقات الحقيقية التى توجت امام الناس فلم يتلون الزوجان بعضهما لبعض ولم يتهاتفا عبر الوسائل الاليكترونية واصبح الزوج يعانى من فتور وانشغال زوجته بالبيت والابناء فى حين ان عشيقها ينعم باختلاق الاوقات لاجله وعلى الناحية الاخرى تعانى الزوجة من برودة وجمود الزوج فى حين انه اشد الرجال رومانسية مع عشيقته ولكن ان اردنا محو الخيانة فلنبدا بانفسنا ونحب ذاتنا لنزداد ثقة وهذا كله يع** تصرفاتنا فنصبح اكثر جاذبية لازواجنا وزوجاتنا
ليست كل خيانه خداع اوانها نتجت نتيجة حب الخيانة مجردة عن اى صفة اخرى ولكن قد تكون الخيانة ناتجة عن مرض حيث يعلو سقف حد الكفاية عن شخص ما الى مالا نهاية حيث انه لا يستطيع الى الوصول الى الحب الذى يشبعه عاطفيا فيظل يبحث عنه من فتاة لاخرى فيصير خائنا بالمرض
كل شىء ينقص عند الانقسام الا السعادة انما هى تزيد عند الانقسام ولعل الله اضفى عليها تلك الصفة لنسعى الى ان نقسم سعادتنا مع غيرنا فنسعد جميعا اذا فالسعادة فى النهاية هى لغة حياة وتتشابة فى ذلك مع تكون الجنين فكلما انقسم الجنين فى اول اطوار نكوينه كلما ازداد حجما ودبيت فيه الحياة حتى انه ان ان اون فصله عن رحم امه زادهم سعادة كذلك وهذه حكمة الله فى السعادة
............
فى احد القرى البسيطة هناك بيت صغير تنام فيه فتاه فى مقتبل عمرها بكل اريحيه لا تشعر باى ضجيج حولها وما ان اشرقت الشمس بنورها الا واستيقظت ولكن كان يبدو على وجهها انها قد كانت تعيش مع اضغاث احلام مزعجة فقامت واول ما نادت نادت على امها
الفتاة : ماما يا ست الكل اين انتى وركضت نحو غرفتها لتوقظها وما ان لامست يدها مقبض الباب الا وتذكرت ان امها لم تعد موجودة معها ولكن ل**ن حالها رافضا للفكرة فامها كانت لها الانسان الوحيد الملائكى فى هذا العالم
تراجعت عن الباب وعادت من حيث اتت الى غرفتها مرة اخرى وجلست شاردة وقد اغرورقت عيناها بالدموع فكيف لها ان تحيا تلك الحياة بمفردها هكذا
فصرخت صرخة مكتومة وقالت ساتجرا يوما على اقتحام قصرك ايها الغول وساقتلك كما قتلت امى
انتبهت على صوت رنين هاتفها فوجدت ان المتصل هى اختها راجية
الفتاة : اهلا راجية
راجية : كيف حالك يا عنود
عنود : ببكاء ارجوكى ارفعى من صوتك لا اسمعك
راجية باسف : عفوا عنود واغلقت هاتفها بسرعة ثم ارسلت لها رسالة
كتبت فيها ( عفوا عنودى لم ارد ان ارفع صوتى لان حماتى جوارى وانت تعرفينها تسخر منا فلم ارد احراجك ولكنى فى ذات الوقت كنت اود الاطمئنان عليكى فقد اصبحنا وحيدتين فى تلك الدنيا )
قرات عنود الرسالة التى لم تزدها الا بكاءاً وحسرة على حالها
اخذت عنود تتذكر حياتها فلم تجد فيها ما يجعلها تقبل على الدنيا باى امل فاملها كان يكمن فى اسعاد امها وها هى امها قد قتلها الغول كما تظن او ربما يظن كل من فى القرية بل ان ظنهم كان اقرب الى اليقين
قامت بتثاقل واول شىء فعلته ان فتحت حاسوبها وتوقفت عند اسم احد اصدقاءها على صفحة التواصل الاجتماعى تحمل اسم الغول وبدات تكتب له
صديقى الغول انت الوحيد الذى يهون على حياتى التى اشعر انها لم يعد لها اى معنى فقد كرهت الدنيا باسرها وكم اشعر براحة وانا اتمنى الموت ولانى لا ارتاح الا لكلماتك فلم اعد اريد الحياة الا لانك انت فيها فانت الوحيد الذى تهون علي تلك الحياة الموحشة التى اعيش فيها وحيدة واليوم بدات يومى **ابقه بكابة بسبب عاهتى
وبالرغم من رفضى لتلك الحياة الغريبة التى احياة الا انى اتشبث بها لاجل ان تاتى الفرصة واقتل هذا الغول
ما ان قرا صديقها الرسالة الا وارسل اليها ما يهدا من حالها فعلى الرغم من انها لم تراه ابدا الا انه الوحيد الذى يؤثر فيها بل العجيب انها لا تعرف غيره
الغول : ايها العنود الصغيرة ما دمتى تتنفسين انفاس الحياة وجب عليكى ان تعيشيها ولا تحملى نفسك فوق طاقتها فقد يكون كل ما تعيشين فيه مجرد اوهام واعلمى ان الله لم يخلقك ليش*يكى ولم يميت امك لينهى حياتك فكان الاولى ان اراد ذلك ان يميتك انتى منذ البداية وهو القادر على كل شىء ولكن لكل مرء منا اجل محدد
معذرة انا الان فى طريقى لعملى ولكنى لن اغلق الا بعد ان اخذ منك عهد انك ستقومين من امام حاسوبك لتبداين يوم مشرق على حياتك فالحياة جميلة تستحق ان نعيشها
العنود : هل استطيع ان اعيش يوما مشرقا رغم ما انا فيه والله انك ان رايتنى لنفرتنى ولكنك تقول هذا لانك لا ترانى
الغول : لا انا اعرفك حتى وان لم اراكى ويكفينى انى صادفتك فى حياتى . هيا اعيدينى ارجوكى
اخذت عنود نفس عميق وابتسمت ابتسامة عذبة وكتبت : اعدك انى ساحاول
الغول : هذا جميل ولنا ميعاد اخر فى المساء
قامت عنود بالفعل من امام حاسوبها وتوجهت نحو المطبخ لتجهز لنفسها اى فطور ولكنها وجد ان بقايا عشاء امس هو الموجود فنظرت حولها فوجدت ان خزين طعامها قارب على النفاذ وهى لا تملك ايه نقود فنظرت لنفسها فى المراة وقالت ساذهب الى عمى واطلب منه بقية ميراثى ولن اخجل من نفسى وساكون قوية حتى ابنى لنفسى كيانى
ارتدت ملابسها البسيطة وخرجت متوجهه لمنزل عمها الذى لم يبعد عن منزلها سوى ببيتين
ما ان دخلت الا واستقبلها عمها بنوع من الفتور وكان يجلس جواره ابنه علاء
علاء شاب فى السابعة والعشرين من عمره ولكنه يتمتع بغرور وكبرياء شديدين كما انه فاقد لاى اخلاق حميدة فوفرة وجود المال بين يديه منذ الصغر جعلت منه انسان غير مسئول البته عن تصرفاته بل والادهى ان اصبح لا يصادق سوى المدمنين
دخلت عنود فى استحياء والقت تحيتها
علاء بكل استفزاز : اووه لقد صرعتينا بصوتك العالى بمجرد التحيه فما بالك من بقية حديثك
شعرت عنود انه قد طعنها بسكين بارد وان كلماته تعنى السخرية من عاهتها بطرقة اخرى غير مباشرة ومع ذلك حاولت ان تتماسك لحين ان تبلغهم برغبتها فى الحصول على بقية ميراثها
لم يمر سوى دقائق استمع فيها عمها لطلبها ثم قال لها : من قال لكى ان لد*كى بقية ميراث عندى فوالدتك قد اخذت كامل ورثكم وكنت اظنك تعلمين هذا والا كيف قد جهزت والدتك اختيكى لاجل زواجهم وكيف انفقت عليكى لاجل شفاء عاهتك
المتها الكلمة ولكنها لم تستطيع الرد ومع ذلك ظلت تتظاهر بالتماسك حتى لا تنهار امامهم
الا ان عمها فاجئها فقال لها : ولكن ان اردتى المال حقا ورجلا يستركى فسازوجك من علاء ابنى
هنا لم تستطع السكوت فردت بسرعة قائلة : لقد عايرتنى منذ لحظات بعاهتى والان تريد ان تضيف الى عاهة اخرى كيف هذا ؟
هنا اشتعل علاء غيظا وقام من مكانه وكاد ان يض*بها لانها اهانته الا ان والده احال بينهما وقال له : اهدا يا علاء منذ متى ونحن نتجرا على ض*ب النساء ؟
دمعت عينا العنود واستاذنت ورحلت قبل ان تبكى امامهم فهذا ما لا تتمناه ابدا فهى ع**دة جدا وتعتز بكرامتها
ما ان خرجت الا وقالت زوجة عمها : انها فتاه ع**دة حقا فاستحقت اسمها ولكنى مع ذلك احترمها اشد الاحترام فرغم حاجتها الا انها اعتزت بنفسها ولم تطلب منك المساعدة بل طالبت بميراثها
العم : صدقينى يا ام علاء لم يكن لها اى بقية ميراث واعلم انى ان عرضت عليها اى مساعدة لابت ولكنى اردت ان اضغط عليها فى موضوع الزواج لاكثر من سبب اولهم حمايتها خاصة انها اصبحت وحيدة وثانيهما انها حقا ليس لديها اى مال يعينها للانفاق على نفسها وليس بسهولة ان تجد عملا نظرا لعاهتها السمعية ولانها لم تكمل تعليمها ولان بلدتنا فقيرة فاين ستجد عمل يعينها على العيش
اما ثالث هذه الاسباب هو انها انسب النساء لاصلاح ابنك
اما رابعا والاهم اننا فى الصعيد وسوف افقد هيبتى ان تركت ابنة اخى هكذا تعيش وحدها ولانى اعلم ان امها قد ربتها على الكرامة فلهذا ضغطت عليها بالزواج
نظرت له الام نظرة ماكرة وقالت : او ربما لتكفر عن ذنبك لانك كنت تحب امها حتى وهى زوجة لاخيك وانت اول من سعى فى طلاقها لتتزوجها
اقتضب حاجبيه فقد ذكرته زوجته بضعفه امام امها فتركها ورحل بعيدا عنها حتى لا يسمح لها بالتفوه اكثر من هذا
......
فى المساء جلست العنود بلهفة امام حاسوبها وانتظرت ورود رسالة لها من الغول صديقها الوحيد فهى لم تفتح الا لتحادثه فقط
فوجدته يرسل لها : ابتسامة عزيز تعطى لنا دفعة ولكن الواقع يعطى لنا صفعة
فكتبت له بسرعة وقد كانت تطير فى عنان السماء من كلماته : والله انت الابتسامة التى تعطينى الحياة باكملها وليس الدفع الى الحياة ولكن الدنيا حقا تعطينى صفعتها لتفيقنى على واقع انى لن اراك يوما
ابتسم هو كذلك على كلماتها وارسل اليها قائلا : ولقد كتمت الحب بين جوانحى حتى تكلم فى دموعى شئونى . هيهات لا تخفى علامات الهوى فكاد المريب ان يقول خذونى
اخذت نفس عميق وتمنت ان كان هذا الكلام حقا لها ولكنها تعلم تمام العلم انه مجرد معلم لها يعطيها دفعات للحياة بعد ان تحدثت معه يوما عن ظروفها بكل صدق
عاد وارسل اليها : كيف حالك عنودتى الان
قالت له : مغتمة تمام الغم وكان الغم ترك كل الدنيا وتجمع عندى
فعاد وارسل لها : يا عنود لما كل هذا الياس من الحياة انها لا تستحق منا كل هذا بل معنى هذا انك قد فقدتى الثقة فى رحمة الله فهل يستحق الكريم منكى هذا ؟
العنود : حاشا لله انا لم اقصد هذا ابدا ولكنى حقا مغتمة بما يحدث حولى فكل شىء ضدى حتى اقرب الناس الى
الغول : لم اعتاد منكى على هذا الياس بل اريد ان ارى العنود الشمالية الع**دة التى تعودت عليها فهيا اقبلى على حياتك بكل رحابة فانتى تستحقين ذلك
العنود : تحدثنى وكانك تعلمنى تمام العلم او ربما ترانى امامك
الغول : بالفعل انا اعرفك تمام المعرفة
ردت العنود بتلعثم وقد بدا توترها هذا فى عبراتها وتاخيرها فى الر د فكتبت : كيف رايتنى ومتى ومن اين تعرفنى ؟
انتبه هو الى ما قاله وعاد وكتب لها : انا لم اراكى ولكنى بنيت لكى صورة فى خيالى حسب ما عرفتينى بنفسك
العنود : ولكن هل هل وصفى لنفسى لك جعلك هكذا تعرف ما بداخلى فانت حقا دوما كما تتحدث معى وكانك عاشرتنى منذ زمن
الغول : قد نلتقى باناس صدفة فنرى فى روحها نسخة من روحنا
فتجذب روحنا لها طواعية كانما كنا من قبل نعرفها