***اما ريتاج صديقتها التي كانت تعيش في نفس البلده ..كانت ترفض عادات وتقاليد هذه البلده وتريد ان تتزوج من خارجها ..ولكنها كانت تحب مهندس من نفس بلدتها وبالفعل تقدم لخطبتها وخطبها وكانت ريتاج في اسعد ايام حياتها ..فقد كانت تحبه كثيرا ...ريتاج فتاه بيضاء ونحيفه وقصيره القامه ...وكان مصطفي خطيبها اسمر اللون وطويل القامه كثيرا بالنسبه لها
*** مصطفي احب ريتاج لذلك تقدم لخطبتها عن طيب خاطر منه وإرادته ..ولكن اصدقاء مصطفي كلما شاهدوا ريتاج ومصطفي سويا ظلوا يسخروا منهم علي فرق الطول بينهم الكبير ...لدرجه عقدت مصطفي من الخروج مع ريتاج خطيبته ..وكلما اتيحت فرصه الخروج سويا كلما تهرب منها كثيرا وبدأت تلاحظ ريتاج تهربه من الخروج سويا الي ان جاء يوم ..
*** كان هناك حفل زفاف لاحد من في القريه كانت زميله لريتاج وتعرفها فدعتها الي حفله زفافها ..وكان العريس صديق لمصطفي خطيب ريتاج ايضا فكان مدعو مصطفي ...فاخبرت ريتاج مصطفي ان يذهبا الي حفل الزفاف سويا
ريتاج : انت هتلبس ايه يا مصطفي وانت رايح ..انا اشتريت فستان جديد لونه اوف وايت ..اشتريته مخصوص علشان الفرح ...عاوزاك تلبس حاجه تليق مع الفستان بتاعي ..انا مستنيه الفرح دا من زمان علشان نروح سوا
مصطفي : مش عارف لسه يا ريتاج هلبس ايه ..بس عادي يعني اي حاجه ..مش الهدوم هي الي هتعمل توافق ما بينا في الشكل
ريتاج : يعني انت مش مهتم بالفرح ولا اننا هنخرج سوا اخيرا ..انا فرحانه جدا بجد هستناك بكره ترن عليا اول ما تجهز
مصطفي : ماشي يا ريتاج حاضر ..بس اصل صحابي كمان هيكونوا موجودين وعاوزين نروح سوا
ريتاج : طاب ايه المشكله ما انت هتقا**هم هناك ، هتوصلني ونقعد حبه سوا وانا اقعد مع صحابي وانت مع صحابك وشويه تروحني
مصطفي : ماشي يا ريتاج هبقي اكلمك في التلفون
*** ظل مصطفي طوال الليل وهو في حيره شديده ..وبدأ تنمر اصدقائه عليه وعلي شكل خطيبته يذيد وبدأ يتأثر بكلامهم ..وينظر لريتاج علي انها اقل جمالا منه وانه يستحق واحده افضل منها وبدأ يفكر في يوم غد وفرح صديقه وانها لا يريد ان يأخذها معه وكيف يخبرها بذلك
***في صباح اليوم التالي قرر مصطفي عدم اخذ خطيبته ريتاج معه ...وان يذهب الي الفرح مع اصدقائه وفي الحقيقه يتمنى ايضا ان لم تأتي ريتاج نهائيا الي الفرح ..كي لا يرها اصدقائه ويبدأ التنمر عليها
** وجاء معاد الفرح وجهزت ريتاج نفسها وهي في قمه سعادتها ولبست الفستان الجديد اوف وايت وبدأت تنتظر اتصال مصطفي خطيبها الي ان تأخر الوقت قليلا وبدأت تقلق ..واتصلت هي بمصطفي لتعرف سبب تاخيره عليها
ريتاج : الو ..ايه يا مصطفي فينك ،، انا لابسه وجاهزه بقالي ساعه وكل البنات صحابي راحوا. ..احنا كده اتاخرنا ..خلص بسرعه لبسك
مصطفي ؛؛ انا في الطريق ورايح الفرح اهو يا ريتاج ...بس انا مش هينفع اجي اخدك ...ممكن تروحي وابقي اقابلك هناك او لو لقيتي الوقت اتاخر بلاش تنزلي باليل كده
ريتاج : انت بتقول ايه يا مصطفي ..انت بتتكلم بجد ...انا مش متفقه معاك امبارح ..هو ايه الصوت الي جنبك دا ..انت رايح مع صحابك صح
مصطفي : شوفي يا ريتاج انا قولتلك امبارح خليني اروح مع صحابي وانت ما رضتيش ،، خلينا نبقي نخروج سوا في اي يوم تاني مش مشكله المره دي
** اغلقت ريتاج هاتفها وبدأت بالبكاء وانصدمت من رد فعل مصطفي خطيبها ..وانهارت في تلك الليله وقررت عدم الذهاب ولكن بعد ان هدأت قررت ان تذهب لتري ماذا سيكون رد فعله عندما يرها
*** ذهبت ريتاج الي القاعه ووجدت صديقاتها وسلمت عليهن وعندما رائها مصطفي تجاهلها وتجاهلته هي ايضا ،، واظهرت عدم اهتمامها ولكن في داخلها قمه الحزن والقهر منه وعند انتهاء اليوم اتصل مصطفي بها كثيرا ولم تكن ترد علي مكالماته ولكن ردت في اخر اتصال له
مصطفي : الو ،، عامله ايه يا منار ،، انا عارف انك زعلانه مني ،، بس بجد انا كان غصب عني ..وصحابي جوني لحد البيت وانا مكنتش ينفع امشيهم ..اصلهم كانوا متفقين معايا من قبل ما اتفق معاكي
ريتاج : دا انت حتي طول الفرح في القاعه ما عبرتنيش ولا كأنك تعرفني ولا كأني خطبتك ..مش عارفه ليه حسيت انك بتستعر مني ..مش عاوز حد يعرف اني خطيبتك
مصطفي ؛ لا انتي مكبره الموضوع كده يا ريتاج ..خلاص ما تزعليش وحقك عليا يا ستي وليكي عندي خروجه كبيره قريب ان شاء الله
ريتاج : ماشي يا مصطفي اما اشوف ،، انت عارف مش بعرف ازعل منك كتير
** وبالفعل صدقت ريتاج مصطفي في كلامه ووعده لها وانه كان مغلوب علي امره وانه كان يتمني الخروج معاها و لكنه اتحرج من اصدقائه ...الي ان جاء يوم وجاء اشعار علي تلفونها بوصول رساله علي هاتفها وفتحت الهاتف وكانت الرساله من مصطفي ومحتوي الرساله كالاتي
"" ريتاج انتي حد محترم قوي وطيب قوي واخلاقك عاليه ومليون واحد غيري يتمناكي ..بس انا خايف اكمل اظلمك معايا ..انا حاولت وحاولت بس مش قادر اكمل ..والسبب والعيب مش فيكي والله ما تقلقيش ..انا بجد مش بلومك علي مشكله واحده فيكي حتي ...بصراحه كده انتي لوحدك كده حلوه وعجباني ..بس كل ما نخرج سوا ونمشي في الشارع مع بعض بحس كل الناس بتسخر من منظرنا ..انا كمان طويل قوي وانا عارف وانتي قصيره عن مستوي طول البنات العادي ..لما بنمشي بحس الناس كلها بتبص علينا مش بحب ..لا بحسهم بتبص وبيضحكوا ..دا خلاني اتهرب من اني اخرج معاكي كل مره ..لما بكون عندك في البيت ولوحدنا ببقي مبسوط معاكي وحابب شخصيتك وشكلك وكل حاجه ...بس لما بنقف جنب بعض انا بضايق ...حاولت كتير ما اجرحش مشاعرك وقولت احاول مره واتنين ..بس انا كده بظلمك معايا ...انا اسف مش هقدر اكمل في علاقه بفكر فيها كل يوم لحد ما تعبت ..يوم اكون مرتاح ويوم اكون مضايق ...انا اسف يا ريتاج كمان مره واتمني تعذريني ""
قرأت ريتاج هذه الرساله وظلت عده دقايق مصدومه لا تستطيع الكلام ولا التعبير ...ظلت ناظره الي الرساله وشارده بذهنها ..وجاء في رائسها مليون فكره وفكره وكأن شريط حياتها مع مصطفي يمر من امام اعينها ..كأنها تشاهد كل المواقف الجميله اثناء الدراسه الجامعيه ...ولحظه القت ريتاج بهاتفها ارضا وضرحت باعلي صوت ...وجاءت والدتها اليها مسرعه
ام ريتاج : في ايه يا ريتاج ..ايه صوت الخبط دا ...وبتصرخي كده ليه يا قلبي ايه الي حصل بس
ريتاج جرت علي امها تبكي واصابتها نوبه هستريه من البكاء ....وكلما حدثتها والدتها ..كانت تبكي ولا تريد التحدث لاحد ...وظلت هكذا لعده ساعات الي ان هدأت
وبدأت تحكي لوالدتها ماذا حدث واعطت لاوالدتها هاتفها لكي تريها محتوي الرساله التي بعثها لها مصطفى
ام ريتاج : بصي حببتي اهدي كده ...احنا نصبر اما نشوف مصطفى هيعمل ايه ..لو صدق في كلامه دا هتلاقيهم بعتين ياخدوا دهبهم وحاجتهم من غير ما يكلمك تاني ...وساعتها يا ريتاج ..الي ما يبقاش عليكي حببتي مش هنبكي احنا عليه ..والي فعلا يبيع واحده علشان خاطر شكلها الي هو وافق بيه من الاساس ومافيش حاجه اتغيرت فيها جديد نقول مش عاجبه . يبقي دا مش راجل ..دا لو كمل هيخس انه مغصوب عليكي ومع اول واحده هيكلمها هيعرفها عليكي حببتي ...احنا حببتي عاوزين نجوزك علشان نسعدك ..مش مجرد انها مرحله كل بنت لازم تتجوز بعد الجامعه ..لا حببتي انا عاوزه افرح بيكي لازم تكوني انتي الاول فرحانه ..واقولك علي حاجه حطيها في ودنك يا ريتاج ...خدي الي يحبك حببتي وما تاخديش الي تحبيه ....الي يحبك هيصونك وهيعمل المستحيل لحد ما يخليكي تحبيه وبكره تقولي ماما قالت ..انما الي بتحبيه واحده واحده هينفر منك وهيبدأ يمل وهتبدأى تتنازلي وتنازل وراء تنازل هيتحول الي زل ..وهتلاقي الشخصيه الي بتحبيها اتغيرت عليكي ..وممكن مع الوقت حبك كله يتحول الي كره ...وتتحول العيشه لجحيم
ريتاج : انا زعلانه علي سنين عمري يا ماما ..زعلانه علي قلبي الي سلمته ليه بكل سهوله وماصنهوش ..زعلانه علي انه جرحني في حاجه مش بايدي اغيرها ..وفي شكلي تفتكري انا هحب نفسي بعد كل الكلام دا ...دا انا طول عمري متعقده من شكل جسمي ...رفيعه قووي عن البنات وقصيره عنهم في الطول ...طاب الرفع في محاولات وكنت حاولت اتخن كنت روخت علشان اتعالج واذود وزني ..بس هو كل كلامه علي طولي ..عندك حل ليها دي يا ماما ...طاب اكلمه واوعده كل ما اخرج معاه البس جزم كعب عالي ...انا ممكن انزل اشتري اكتر من جزمه وانقي اطول كعب واتعود علي لبسه
ام ريتاج : الي ما يصونش ويتكلم في التفاهات دي مش راجل يا ريتاج اعقلي وافهمي ..وعموما انا بقولك استني اما نشوف رد فعلهم واهله هيعملوا ايه
*** انتظرت ريتاج لترى ما يخطط له مصطفي وماذا ينوي فعله لها ...هل فعلا هذه الرساله محتوها حقيقي وانه سيبلغ اهله وسوف ياتون للانفصال وياخذون الذهب والاشياء التي احضرها لها كلها ...ام انه كلام رسايل وسوف يرن عليها بعد فتره بعد ان يكون هدأ ..وظلت ريتاج طوال اليوم منهاره بمعني الكلمه علي حبها وايامها التي اضاعتها معه وعلي تصديق كل حديثه الذي كان يحدثها به من حب وغرام وانه لن يتركها ابدا
** وبعد مرور يومين كاملين وجدت اتصال من مصطفي ورق قلبها له .لكثره حب ريتاج الذائد عن الحد لمصطفي ..ردت علي مكالمته
مصطفي : الو ، عامله يا ريتاج
ريتاج : الحمد لله ؛
مصطفي : الحمد لله بس كده .طاب مش هتقوليلي وانت عامل ايه
ريتاج : لا ..اسال عنك بصفتي ايه ..انت ما تخصنبش من وقت ما بعت الرساله
مصطفي : انا مش هكذب كلام الرساله ..انا الي بعته وكل كلمه حستها فعلا ...انا خوفت اظلمك معايا يا ريتاج افهمي ....انا ماكلمتش حد من اهلي نهائى بخصوص الكلام دا ...بصراحه انا بحبك..وصعب اضيعك من ايدي كده وكمان الي ما بعتهولكيش في الرساله ان صحابي هما السبب الاكبر في دا ..هما الي ليل نهار يتريقوا علي فرق الطول بينا و لا لو شافوكي لوحدك يتريقوا علي جسمك ورفعك ...وبسمع منهم كلام يزعلني ...انا عطيت لنفسي مهله يومين تلاته قولن اجرب بعدك ...اجرب ما اسالش ولا تسالي عليا ...كاني خلاص سيبتك ....بس بجد ما قدرتش ولا استحملت غير يوم واحد واديني اهو بكلمك تاني يوم ....انا مش اخدك غصب يا ريتاج انتي حببتي ..بس الضغط الي هما حطوني فيه خلاني عملت كده ....انا اسف واتمني تسامحيني ...انتي عارفه انا اتحديت والدي علشانك ..وعارفه ان والدي رفض الجوازه دي كام مره لحد ما اقنعته بالعافيه ..مستحيل بعد كل دا ما ابقاش بحبك ....بس زن صحابي والتريقه عليا وعليكي في الريحه والجايه تعبتني وكمان بجد أثرت عليا ...بقيت غصب عني وانا ماشي معاكي ابص لعيون الناس علينا ولا لا ..ولو علينا بيبصلنا تريقه فعلا
ريتاج : ما تكملش ....مافيش حد غصبك علي التريقه وانك تقلل من نفسك وانتي ماشي مع واحده شبهي ...انت عامل في نفسك كده ليه صحيح ...رسالتك وصلت وكلامك وصل واحنا مستنين اهلك ياخدوا دهبك ...دهبك انا قالته من يوم ما بعتلي الرساله وحطينه في العلبه بتاعته وجاهز حد يجي من غندكم ياخده
مصطفي : انا بقولك عاوزك ومش هسيبك وبقولك ساعديني ...ساعدني اطلع من الحاله النفسيه الي انا فيها ممكن ما تكونش اكتر من كده ومحتاج بس طاقه ايجابيه تجاهك
*** ظلت ريتاج تسمع لمصطفي وهي خائفه ان توافق ولكن قلبها ومشاعرها تحكم وتغلب علي عقلها ..ولانت له ولحبه واستسلمت لقلبها ووافقت علي العوده الي مصطفي
ريتاج : خلاص يا مصطفي انا هعتبر نفسي ما سمعتش حاجه ..وهنزل اجيب كام جزمه كعب عالي علشان لما امشي جنبك ما تحسش بفرق
واخبرت والدتها بما حدث في المكالمه ..وحظرتها والداتها ان لا تفرح كثيرا فربما مع اول خروجه يشعر بالضيق منها مره اخري وبالفعل كانت ام ريتاج علي حق في كل كلمه قالتها ...في يوم من الايام اتفقا ان يعوضوا خروجه الفرح التي اغضبها فيها ...واتفقا علي الخروج وبالفعل ذهب مصطفي الي بيت ريتاج واخدها ...وخرجا سويا وكانت ريتاج تتتبع نظرات مصطفي للناس طوال الطريق ..واسلوبه بدأ يتغير وتشعر هي بالضيقه من وجودها ولكنها كان ينكر ذلك ...بدأت ريتاج تتحدث معه
ريتاج : مالك يا مصكفي عمال تبص حواليك كده ليه ومش مركز معايا
مصطفي لا مافبش حاجه ما تقلقيش ...
** ولكن ريتاج طوال هذه الخروجه وهي تشعر بانها فعلا غير مرغوب فيها وان مصطفي تركيزه مشتت وينظر الي عيون الناس مثلما ابلغها في الرساله ...ولكن تجاهلت ريتاج كل تلك الاحاسيس لانها تحبه وتريد الاستمرار والبقاء معه ...وحاول مصطفي ان يكمل مع ريتاج ولكنه وجد نفسه لا يستطيع ثانيه
في يوم طبيعي جدا لاتوجد اي مشكله بينهم ولا اي شئ وكانت علي اتصال بمصطفي قبل ذالك اليوم وفي المكالمه الهاتفيه اخبرته بان يشتري لها حلويات عند عودته من مشواره ..وبالفعل جائها مصطفي وهو سعيد بلقائها واعطها ما طلبت وسلم عليها وخرج ...وفي صباح اليوم التالي فؤجئت ريتاج بان هناك ضيوف لديهم ، عندما خرجت ريتاج فؤجئت بانهم اهل مصطفي والده واخيه ...فكانت تريد ان تخرج للترحيب بهم ولكن منعتها امها ...
ام ريتاج : لا يا حببتي ما تطلعيش تسلمي
ريتاج : ليه يا ماما في ايه ..ما ينفعش هيقولوا عليا قليله الذوق كده ..ازاي مش عاوزاني اسلم عليهم بس
ام ريتاج : هما جاين ينهوا الموضوع وابوكي بعتني ليكي علشان اقلعك دهبك ...عاوزين كل حاجتهم
ريتاج : انتي بتقولي ايه يا ماما ...مستحيل طبعا ...دا مصطفي لسه مكلمني امبارح وجابلي شكولاتات وحلويات وكنا كوبسين جدا مع بعض مافيش اي حاجه ...اكيد في مشكله انا هكلمه في التلفون افهم منه
ام ريتاج : بصوت منزعج ،، انتي مجنونه عاوزه تنزلي نفسك اكتر من كده ايه بس ...اعقلي واقلعي الدهب دا ..هاتي نديه للناس مستنين بره
*** خلعت ريتاج ذهبها كله ..واعدت كل الهدايا التي احضرها لها مثطفي من يوم معرفتها الي الان ...واعطي والد ريتاج كل المحتويات والذهب الي والد مصطفي ..وخرج والد مصطفي واخيه ...وبدأت ريتاج بالانهيار الشديد ...وهي في حاله زهول كيف وماذا ولماذا ....فقد كان معاها امس وهو في قمه سعادته واهداها بالشيكولاته وتحدث معاها تلفونيا بكلام عذب ..كيف تستيقظ علي كل هذا الغدر ...كيف كانت منخدعه فيه ..وكيف لشخص مثل هذا ان يكون معاها بالامس هكذا وفي الصبح يغدر بها
***اوقفتها امها عن البكاء والانهيار ..وبدأت في تهدأتها كالعاده ..وانها قالت لها ان لا تستلم لقلبها ولا تاخد الا من يحبها ويصون ذالك الحب ...لا من تحبه ويغدر بها
ام ريتاج : محدش يستاهل دموعك حببتي وهتشوفي عوض ربنا ليكي ...احمدي ربنا انها جات علي قد كده ..ودلوقتي احسن من بعدان ....اقولك فكري بهدوء وبراحه كنتي هتبقي مبسوطه لو سابك بعد الجواز ..طاب بلاش دي كنتي هتبقي مبسوطه لو عرف عليكي بنات تانيه ..مهو انتي من دلوقتي مش ماليه عينه وقلبه ..اومال بعد الجواز والتغيرات الي بتحصل لاي واحده وبيجي فتره بتهمل نفسها وشكلها وجوزها شخصيا من اثر حمل وولاده ورضاعه وانشغال بالاطفال ...لو مع واحد مش مقتنع بيكي اساسا .. وما انتش متليه عينه ...هيبيعك ..حطي تحتها الف خط حبيبه ماما ...خدي حببتي الي يحبك ويصونك هيخلي ايامك كلها جنه ...ربنا هيعوضك انا متاكده بواحد يحبك ويتمنالك الرضا
*** قضت ريتاج فتره طويله من الحزن الشديد وعدم الخروج من المنزل والبكاء لفترات طويله طوال الليل ..ولكنها كانت تحاول امام عائلتها ان لا تبدو حزينه ...وقررت ان تبحث عن العمل فهو الشئ الوحيد الذي سيلهيها عن حزنها ..الانغماس في عملها ...وبدأت تنزل كل يوم وتبحث عن عمل لها ..الي ان وجدت صيدليه تريد عمل فتاه بها واتفقت مع صاحب الصيدليه ان تاتي في صباح اليوم الباكر وتتدرب وتبدأ العمل ...وبالفعل اشتغلت ريتاج في هذه الصيدليه شهرا تلو الاخر ومع مرور الوقت نسيت مصطفي تمام ..ولكن عندما كان تأتي سيرته لاي سبب كانت تشعر بالحزن والبكاء مهما مرت من ايام ..فهو كان حبيبها الاول الذي غدر بها بطريقه تحزن لها قلبها عصرا ....ومع مرور الايام كانت تنتقل ريتاج للعمل من صيدليه الي اخري اكبر فاكبر وبمرتب اعلي لها وهكذا ..الي ان عملت بكبري الصيدليات في بلده من المدينه التي كانت تعيش فيها ايتن ورهف وفاطمه ..البلده التي تمنت ان تتزوج منها وتبعد عن عادتهم وتقاليد بلدتهم في الزواج كي لا يحدث لها مثلما حدث لولاء ....عملت ريتاج في هذه الصيدليه شهرا واحدا وبعد هذا الشهر فؤجئت بشاب معهم في نفس الصيدليه يخبرها بانه يريد ان يتزوجها ،، وطلب منها رقم هاتفها ...وطلب ان يخبرها بكامل التفاصيل عنه وان تقرر هي هل تختاره ام لا
احمد : ريتاج ، انا اول ما شوفتك في الصيدليه انا ارتاحتلك ومع مرور الوقت حبيتك وحبيت ضحكته وصوتك ،، انا بقيت اتمني اكون من صحباتك البنات الي بتقعدي تتكلمي معاهم ..علشان تقعدي تتكلمي معايا حبه ....انا اول ما اتاكدت من مشاعري انا ما اترددتش لحظه اجي واقولك اني عاوز اتقدملك ،، جايز ظروفي هي المشكله ..ولو ما وفقتيش انا هحترم وجه نظرك ومشاعرك
ريتاج : اتفضل يااحمد ..اتكلم سمعاك ...انا كمان بحترمك وبكنلك كل الاحترام ....
احمد : انا صيدلي ..جربت افتح صيدليه خاصه بس الموضوع فشل شويه معايا فقفلتها ...ودلوقتي شغال في صيدليتين هنا شفت وهنا شفت ومش بلاقي وقت ليا اصلا ...بس مش دي مشكلتي ...انا كنت متجوز قبل كده ومحصلش نصيب ..ما اتوفقتش انا وهي ..ولا هي ارتاحت لامي ..وديما كان في مشادات وخناق ....ما ارتاحتش وللاسف الشديد كمان ..بنا ولد ..ومانعاني اني اشوفه ماعرفش حتي شكله ايه دلوقتي ..ولا بقي عامل ازاي
ريتاج : انصدمت ،، كنت متجوز وطلقتها يعني
احمد : اه ،، انا عاوزك تاخدي وقتك وتفكري ما ترديش عليا دلوقتي ...الي عاوزك تفهميه اني بجد هحافظ عليكي ....مراتي الاولي كانت مش مدياني ثقه مش مدياني حب ..كنت بالنسبه ليا البنك والخزنه ولازلت ...مش بتعرفي غير وهي عاوزه فلوس وبس عاوزه مصاريف ونفقه لابني الي منعاني اشوفه ومع ذالك بدلها ..لان دا حق ابني عليا هو مالوش ذنب في الي هي بتعمله دا
ريتاج : انا بصراحه مش عارفه ارد واقولك ايه ...بس هفكر اوعدك وارد عليك
*** اخبرت ريتاج عائلتها بشأن هءا الشاب وبشأن ظروفه ...امها وابوها لم يحددوا رائيهم ..فقد قالت لها امها ان تفكر هي ..
ام ريتاج : انتي الي بتشوفيه في شغلك حببتي وانتي الي عارفه شخصيته واسلوبه وموافقه بيه ولا لا ..اما بخصوص برضه انه كان متجوز قبل كده دي حاجه ترجعلك ...موافقه انك تكوني الزوجه التانيه لراجل ..حتي لو كانت الاولي مش علي ذمته ...شوفي انتي حببتي هتتقبلي ايه وايه مش هتستحمليه
ذادت ريتاج من حيرتها ..فقررت الاتصال علي ايتن لتخبرها بشان الامر ...وانها تريد ان تاخد رائيها في موضوع هذا الزواج
ريتاج : عامله ايه يا ايتن ، وحشاني ...بقولك يا تونه في موضوع مهم جدا بالنسبه ليا وبصراحه مش عارفه اخد فيه قرار
ايتن : عامله ايه يا ريتو وحشاني والله والبنات كلها وحشني ..اتفضلي حببتي في ايه طمنيني
ريتاج : بصراحه كده متقدملي شاب هو دكتور صيدلي معانا في الصيدليه ، بس كان متجوز قبل كده ومعاه ولد ..بس الولد مع مامته هي حتي مانعه احمد انه يشوفه اعمل ايه واقرر بناء علي ايه ..محتاره جدا
ايتن : بصي يا تونه ، انا واحده من الناس ما اقدرش اخد واحد انا مش اول بخته ..دي حاجه ترجعلك اولا ...ثانيا ما تسمعيش منه هو بس سبب مشكلته مع مراته الاولي وتصدقيها ...اسمعي من مراته واتاكدي بنفيك هتعرفي شخصيته الحقيقه هي اكتر حد عاشرته ....ثالثا وجود ولد بنهم دا هيخليه ديما علي اتصال بيها حتي لو هي مانعه انه يشوفه ..هيخليه علي اتصال بيها كل شهر علشان الفلوس والنفقه ...او الولد سخن الولد تعب ...وحوارات كتيره جدا بصي لكل زوايا الموضوع
ريتاج : انتي صعبتيها عليا اكتر يا تونه انا بقيت محتاره اكتر واكتر
ايتن ؛ قلبي انا ما صعبتهاش عليكي انا وضحتلك الموضوع من اكتر من زاويه وانتي اختاري تكملي كده ولا لا ...انتي كنتي حباني اقولك اوكيه وكده تمام صح ...بس انتي حببتي يا تونه وما اتمناش ابدا قلبك ينجرح تاني ....وصحيح ..ما فكرتيش ان مراته ممكن تكون بتحبه حتي لو انفصلوا ممكن ترجعلوا في اي وقت ....فكري يا ريتو علي مهلك
*** انهت المكالمه مع ايتن وهي في شده الحيره ..لا تستطيع ان تقرر ماذا تفعل ...شخصيه جميله وجذابه ومهمه وشهاده مرموقه وعاليه وشقه تمليك في منطقه كانت تحلم بها منفصله عن بيت العائله والخدمه ...ولاكن ما يعيبه هو انه كان متزوج ..هل ستوافق ام سترفض
*** اخذت ريتاج وقتها في التفكير ..واستخارت ربها وقررت ان تكمل معه واخبرت والدها واخبرت احمد انها موافقه
ريتاج : انا موافقه يااحمد بس انا عاوزه اتاكد انك مش هترجع لمراتك الاولي تاني ...هتاكدلي بايه ...وكمان انت هتبقي علي تواصل معاها علشان ابنكوا دي حاجه انا ما اقدرش امنعك منها طبعا ..بس انا هيكون شعوري ايه وقتها
احمد : بصي بالنسبه للرجوع لمراتي فدا شئ مستحيل انا منفصل عنها بقالي سنين ..اكيد لو كان في امل او لو كنت عاوز ارجعلها كنت عملت كده فعلا ...ثانيا لو حابه اد*كي رقمها او عنوان بيتها تبعتي حد يسالها عليا او لو هي ناويه ترجعلي تاني ولا لا
ريتاج : لا مش عاوزه اخد حاجه ..خلاص انا موافقه ..وكمان مش حابه اعمل فتره خطوبه ...انا حابه اعمل فرح علي طول ..بس طالبه مهله شهر او شهرين ..اكون خلصت كل الي ناقصلي وانا جاهزه
احمد : تمام يا ريتاج وانا هبلغ والدي ونجلكم النهارده
*** جاء احمد ووالده لزياره ريتاج في بيتها والتقدم لخطبتها وعندها اعطاهم والد ريتاج مهله للتفكير والرد عليهم ...والسؤال علي احمد ..وبالفعل قرر والد ريتاج ان يسال الناس علي احمد وعلي سلوكه واخلاقه ..وهل هو الذي كان يعامل زوجته بطريقه سيئه ام ان زوجته الاولي هي التي كانت تعامله معامله سيئه كما يقول الا انه اتصدم وفؤجئ عند معرفته بكلام الناس وعاد الي بيته يض*ب كف علي كف ..وقابلته ريتاج بلهفه لمعرفه كلام الناس علي احمد هل هو خيرا ام شر
ريتاج : ايه الاخبار يا بابا طمني ...والناس الي سالتهم قالوا ايه ...
ابو ريتاج : والله يا ريتاج الاخبار غير سعيده بالمره والخبر الي سمعته يصدم ..انا مش فاهم هما صادقين ولا هو الي كذاب ..بس الناس مصلحتها ايه تكذب
ريتاج : في ايه يا بابا ..انت كده بتطمني يعني ...انت قلقتني اكتر
ابو ريتاج : هي الناس قالت انه لسه متجوز اصلا ..ما طلقتش مراته ولا حاجه ...وان في مشاكل بنهم بس مش اكتر ...وان الشقه الي هو عايش فيها دي شقه مراته اصلا مكتوبه بأسمها ..وهو طمعان فيها ومش راضي يسبها
ريتاج ؛ مستحيل يا بابا يكون الكلام دا بصحيح طبعا ، اكيد الي قالولك كده كذبوا عليك ..
ابو ريتاج : وهما ايه مصلحتهم يابنتي بس يكذبوا
***
اتصلت ريتاج باحمد في الحال واهبرته بحقيقه ما عرفته من والدها عندما سأل جيرانه عليه وعلي اخلاقه
احمد : هو كل دا صحيح فعلا ، انا مكنتش عاوز اقول علشان عارف انك هتضيعي مني كده لو عرفتي ..بس ممكن انتو فاهمتوا غلط شويه
ريتاج : فهمنا غلط ، دخلت بتنا وطلب ايدي ووعدتني بالزواج وانت جاي تقولي فهمنا غلط
احمد : هي لسه علي زمتي فعلا بس علي الورق ...انا كاتبلها مؤخر كبير جدا ..مش قادر ادفعهولها دلوقتي حرفيا لو دفعته هبقي سالف من طوب الارض زي ما بيقولوا ...بس انا خلاص اعتبرت نفسي طلقتها ..لولا المؤخر منت طلقتها رسمي ...
ريتاج : وبعدان ..كمل
احمد : والشقه هي كانت ملكي اصلا انا شاريها فلوسي وتعبي ..ولما اتجوزها في ساعه صفا بينا طلب اكتبهالها باسمها ..وفعلا كنت مغفل وكتبتها باسمها وسجلتهالها كمان ..وتقدري تتاكدي من دا بنفسك ..هي دلوقتي بتطالب بالشقه والمؤخر وحرماني من ابني ..دا يرضي ربنا ...
ريتاج : ماشي يااحمد طاب ليه مكنتش صريح من الاول ..وقولت كل حاجه علي وضوح ..مهو احنا لو مكناش عرفنا كنت هتخدعنا برضه وهتظلمنا احنا
*** ذهبت ريتاج لتخبر اهلها ووالدها بما حدث في المكالمه بينها وبين احمد ولكن كان حريه الرائى لها ايضا ...فلم ينفعوها بالقبول او الرفض مثلما فعلوا في المره الاولي ..وظلت تفكر واذداد حيرتها في التفكير ..الي ان استخارت ربها وشعرت انها مرتاحه نفسيا معه جدا وانه هو عوض الله لها ..وشعرت انها صدقته في كلامه ..وغفرت له انه كذب عليها
*** اجرت ريتاج مكالمه هاتفيه مع احمد ، لتخبره انها موافقه
ريتاج : بص يااحمد ،، من الاخر ..انا انجرحت في حياتي كتير وانا عارف اني كنت مخطوبه قبل كده ..واتعذبت وانجرحت بجد ...انا مرتاحالك وموافقه عليك ..بس كل الكلام الي بيحصل دا بيقلقني وارجع اوافق عليك تاني لاني فعلا مرتحالك ،، انا الي عاوزه اقولهولك انا مش حمل جرح تاني وقهر تاني ..انا عاوزه اعيش مرتاحه ..عاوزه اعيش متصانه ...كلهم قالولي لا ورافضين من صحابي بس انا كذبتهم كلهم ومصداقاك انت وبس ...
احمد : انا اوعدك احافظ عليكي ...وصدقيني ما قولتلكيش علي موضوع اني مش مطلقها رسمي لاني فعلا معتبر نفسي مطلقها من زمان ..بس لولا الموخر الي صعب عليا الموضوع ..ومش هقدر افتح بيت تاني كده وهبقي مديون ..وقولتلها تتنازل عن المؤخر وننفصل بهدوء بس هي م**مه تاخد المؤخر كله والشقه كمان ..كده كده هي اخدت كل القايمه بتاعتها كل العفش الي كان في الشقه ...عموما بما انك وافقتي دا احلى خبر دلوقتي ..وانا من غير كلام ووعود مالهاش لازمه ..انتي هتشوفي حياتي معاكي عامله ازاي
*** وتزوجت ريتاج احمد بالفعل ...وهي خائفه وبداخلها كثير من الظنون والشكوك منه ..ولكن كان لديه مواصفات كثيره حسنه بالنسبه لها ...وبالفعل بعد الزواج عاملها معامله حسنه ...وكانت سعيده معه ..وانجبت منه طفله حسنه المنظهر كانت تشبه والدها ...ريتاج شعرت بجمالها حقا مع احمد ..فقد كان يشعرها بانها من اجمل نساء العالم معه وزادت ثقتها في نفسها وحمدت ربها علي ما اعطها الله وما منعه عنها ...وكيف لو كانت اكملت حياتها مع مصطفي كانت حياتها ستصبح جحيم ...وكيف انها كانت متردده من العيشه والحياه مع احمد ...وخاب كل ظنونها واسعدها
وعاشت ريتاج وزوجها حياه سعيده وهادئه وطفلتها كانت مدلله بين والدها ووالدتها وكانت ريتاج ترفض ان تقيم ابنتها وسط بيت ابوها كثيرا ..بسبب انها لا تريد ان تنخلط ابنتها بهذه البيئه التي تربت هي بها وكانت معقده منها ..فارادت لابنتها حياه احسن وافضل بكثير مما عاشت هي فيه
....ريتاج طوال حياتها كانت تستعر من منطقه سكنها ومن طريقه حديثها وكلام اهلها امام زميلاتها ...
فسوف نتحدث قليلا عن موضوع الاحراج من الاصل والبيت والوالدين
بالنسبة إلى بعض الناس، فإنّ الحديث عن والديهم، عن عائلتهم، عن الوسط الاجتماعي الذي جاؤوا منه، يُشكِّل مص*ر إحراج لهم. فمن أين يأتي هذا الإحساس بالحرج الذي يحرجون من التعبير عنه، ولماذا هذا الإحساس بالإذلال وتأنيب الضمير في الآن نفسه؟ وكيف يمكن للإنسان أن يتحمّل ثقل أصوله كيفما كانت؟ "يجتاحني ذلك الشعور بالحرج عندما أكون مع زوجي في زيارة إلى بيت أهلي" تقول ليلى (31 سنة، ممرضة)، وتضيف: "الد*كور العتيق في بيتنا والسيارة المعطوبة التي أكل عليها الدهر وشرب، تلك الأواني المقلوبة دائماً على المائدة، تلك البرامج التافهة التي يتابعونها.. عائلتي هي النقيض التام لعائلة زوجي المثقفة والراقية.. فعلى الرغم من أنّ حال أهلي لا تثير لدى زوجي سوى إبتسامة، إلا أنّ هذا يزعجني كثيراً ويجعلني محرجة. ومع ذلك، فأنا أ**ت ولا أعبِّر عمّا أشعر به". بالنسبة إلى المعالج النفسي مورين بوجن، فإنّ "هذا الإحساس الحميم والغامض يبقى في أغلب الأحيان مكتوماً، ولا يتم التعبير عنه للآخرين". كأنّنا نشعر بالإحراج من كوننا شعرنا بالإحراج، يخشى المرء أن يحتقره الآخرون على كونه شعر بالإحراج من أصله. "يقترن الشعور بالحرج أو العار بالشعور بالخوف والغضب" تقول المحللة النفسية كاثرين إيملي بيريسول، وتشير إلى أنّ هذا الشعور "هو نتيجة الخوف من أن يحتقره الآخرون أو يتوقفوا عن حبّه". وفي الحقيقة، إنّ لك الخوف يطفو على السطح عندما نتواجه مع الآخرين، في المجال الدراسي أو المهني أو العاطفي، وتقول بيريسول: "تعود جذور هذه المشاعر السلبية إلى تجارب عاشها الشخص بالفعل، عندما كان صغيراً، أثناء طفولته وخاصة في المدرسة، عانى التمييز، أو عندما رأى والديه يتعرّضان للإذلال، عندما بدأ يدرك معنى أن كون الإنسان مختلفاً عن الآخرين، هو أمر قد تكون له نتائج مؤلمة". - لا أعرف أين هو مكاني من وجهة نظر مورين بوجن، فإنّه "وراء هذا الشعور بالحرج يكمن تفاوت ما بين شخصنا نحن، أو الشخص الذي أصبحناه، وبين الوسط الذي جئنا منه ونشأنا فيه. ومن هنا يأتي شعور المرء بأنّه ليس أبداً في مكانه، وبأنّه لا يستحق ما لديه أو أنّه ي**ن أصله عندما يتساءل: مَنْ أكون؟". ولكن، مهما كان مص*ر حرج الشخص من أصله (اسم العائلة أو الوسط الاجتماعي أو لون البشرة)، فإنّ هناك آلية دفاع تستغل، قوامها الكذب وإخفاء الحقائق أو حتى قطع الصلة مع الأهل بحثاً عن هوية جديدة أكثر مثالية، لأنّه وكما يُوضِّح العالم والمُحلِّل النفسي كلود جنين، فإنّ "الإحراج عادة ما ينمو في الفجوة الموجودة بين الأنا والأنا المثالي، الذي نسعى من دون وعي إلى الوصول إليه، والذي يبقى في الواقع غير مرتاح". - لا أجرؤ على تخطي والدي تبقى الطبقة الاجتماعية واحدة من أسباب الإحراج الرئيسية، فما الذي يخفيه هذا؟ "حقيقة تخطي الوالدين تحيلنا إلى عقدة أوديب، تلك اللحظة التي يضطر فيها الطفل لكي يتطور إلى أن يتساوى مع ثمّ يتجاوز الأب" كما يقول كلود جنين. وعندما نصبح بالغين، فإنّ الجزء الطفولي الذي نحتفظ به عن لاوعي في داخلنا يدين ذلك، حيث يقول لنا: "مَن تحسب نفسك؟ فينتج عن ذلك حرج وشعور بالذنب". وبالنسبة إلى المعالج النفسي، فإنّ رد الفعل هذا "هو رد فعل طبيعي بشري"، حيث يقول: "جميعنا، ومن دون أن نعي ذلك، نشعر بالحرج من أصولنا، بل من أصلنا، فنحن جميعاً ناتجون عن "خطيئة أصلية"، أي نحن كلنا ثمرة علاقة جنسية بين رجل وامرأة. - ما العمل؟ السياق أمر مهم جداً، ذلك أنّ "بعض الأصول يمكن تحملها بشكل أسهل اليوم مما كان عليه الأمر بالأمس"، يقول المعالج النفسي مورين بوجن. ويض*ب مثالاً على ذلك قائلاً: "أن يكون المرء إبناً غير شرعي، كان أمراً منبوذاً في مجتمع آبائنا وأجدادنا أكثر مما هو الأمر عليه في مجتمعنا الحالي. بالتالي، إنّ نظرة الناس إلى الأصول، تتحدد من خلال إعادة بناء الأحداث في السياق الحالي، فيكتشفون أنّ الإدانة لم يعد لها معنى وأنّها هكذا تصبح نسبية". كن المتحكِّم في حرجك ما الذي أو مَن بالضبط الذي يشعرني بالحرج؟ مَن ومتى يقول ماذا أو يفكِّر في ماذا؟ ما الذي يزعجك بالضبط في ذلك؟ من وجهة نظر المعالجة النفسية كاثرين إيملي بيريسول، فإنّ الإجابة عن هذه الأسئلة "تمكن من الإبتعاد عن هذا الشعور بالعجز الذي يشعر به أولئك الذين يشعرون بالحرج، أي أولئك الذين ليس بيدهم شيء ليفعلوه حيال ذلك". هذا يمكننا أيضاً من استرجاع ما هو لنا، أي عواطفنا السلبية، "وهي العواطف التي يمكننا العمل عليها، من أجل فهمها وتقبلُّلها"، كما تؤكد ان العمل على تطوير الذات "إنّ الشعور بالحرج أو بالعار، إذا كان مرتبطاً بالطبيعة الإنسانية، يمكن أن يتحوّل إلى قوّة هدّامة من حيث إنّه يسيطر على الشخص ويجعله يتعذّب ويعاني دون جدوى" كما يقول المحلل النفسي كلود جانين. ويضيف: "يمكن العمل التحليلي من فهم من أين يأتي هذا الشعور بالذنب، وذلك للتخفيف من أثره وتسهيل تحمله من قبل صاحبه
نواجه المشكلات طالما نحن أحياء، لكنَّنا لا نعيرها انتباهنا حتى نشعر بتأثيرها الكبير فينا، ويحدث ذلك عندما تصبح المشكلة مص*راً للقلق أو الأذى أو الحزن.
كيف تواجه صعوبه الحياه
عدم الاعتماد على الاخرين في حلّ المشاكل التغيير يبدأ من الشخص نفسه، لذا عليه التغلّب على التحدّيات التي تواجهه من خلال التفكير بأسلوب جيد واعٍ، إذ إنّ الشخص هو وحده من يستطيع أن يخدم نفسه، ويحلّ جميع مشاكله مهما كانت تشجيع النفس يبنغي تذكير النفس بشكل دائم على أنّها قادرة على مواجهة الصعاب والتحديات المختلفة، إلى جانب العمل على تحفيزها بمختلف الوسائل طور مهاراتك في حلّ المشكلات لحلّ المشاكل التي يمكن أن يتعرّض لها الشخص ينبغي تنمية القدرة على حلّها، لذا يجب أولاً تحديد المشكلة وتعريفها بوضوح للوصول إلى حلّ عمليّ، واكتشاف مص*ر المشكلة وسبب حصولها، ومن ثمّ السعي وراء البحث عن حلول لها
تقبّل النجاح والفشل كجزء من رحلة الحياة يجب تقبّل فكرة النجاح والفشل، وتطوير الثقة الدائمة بالنفس، واعتبارهما كجزء من رحلة الحياة اليومية الاعتياديّة، إذ إنّ الحياة تحوي العديد من الجوانب المتغيرة الديناميكيّة، لذا من الضروريّ تطوير الثقة الدائمة بالنفس، والتعلّم من خلال التجارب، بالإضافة إلى تنمية الجوانب الشخصية سواء على الصعيد الأخلاقيّ التعامليّ أم على الصعيد المهنيّ عوامل أخرى للتغلب على مشاكل الحياة تتعددّ العوامل والطرق يمكن اتّباعها للتخلص من المشاكل الحياتية، منها فهم سلبيات الإجهاد المزمن، الصداع، والكآبة، والقلق، والأرق. الاتّصال بالأصدقاء، والانضمام إلى وسائل الدعم الاجتماعيّ. القيام بأمور محببة إلى النفس، وممارسة الهوايات المختلفة، كالقراءة، والكتابة، والمشي، والتجديف، والتزلج، والرسم. أخذ قسط من الراحة لمدّة تقدّر بـسبع ساعات في اليوم. ممارسة التمارين الرياضية،