التاسع

1584 Words
كان الجميع يجلس أمام سمر وسراج في انتظار تفسير لوجودهم هنا فالأمر حتى الآن لم يستوعبه أحد........ تحدثت سمر وهي تضع القبعة أعلى رأسها باسترخاء وتعود بظهرها للخلف براحة شديد : _ هات يا سراج الفاكهة بتاعتي قلب سراج عينيه بملل من تصرفاتها فها هي قد بدأت باستفزاز الجميع وخاصة ليث.... استدار سراج بجانبه لإحضار الفاكهة التي قطفها لأجلها لكن لم يجد سوى موزة واحدة فقط. ضيق سراج ما بين حاجبيه بتعجب يبحث جيدا حوله لكن لا أثر للفاكهة هو متأكد من وضعها بجانبه لكن لم يجد شيء أبدا...... نظرت ميسرة بجانبها وهي تبتسم ببرود تعلم جيدا من هو السبب وراء اختفاء الفاكهة.... كان عدى يجلس بهدوء بجانب ابريس وهو ينظر للجميع بهدوء شديد وبراءة شديدة ليسمع صراخ ميسرة باسمه : _ عــــــــــــــــــدى نظر عدى لوالدته بتعجب من صراخها لتتحدث ميسرة مشيرة للمكان الذي كانت به الفاكهة : _ فين الفاكهة يا عدى؟؟؟ شهق عدى بصدمة يردد حديث ميسرة بتعجب : _ فاكهة؟؟؟ هو حد جاب فاكهة وانا مدوقتش منها؟؟؟ نظرت له ميسرة بسخرية تعلم انه يكذب : _ انا مش هتكلم انا هسيبك منك لسمر عشان انا جبت اخري منك لم يجيب عدى عليها حيث كان مشغولا بالبحث عن الفاكهة حوله فهو صدقا لم يقرب اي طعام منذ الصباح حتى أنه كان منذ قليل يشعر بالخمول والتعب لكن عند ذكر الفاكهة انتعش جسده باحثا عنها......... تحدث ليث ببرود وقد بدأ يغتاظ من أفعال سمر : _ انطقي يا سمر جيتي هنا ازاى وليه؟؟ لوت سمر شفتيها ببسمة ساخرة تجيب على ليث : _ مش ملاحظ انك بتحاول تمارس دورك كضابط على ما تف*ج عليا؟؟؟ رفع ليث حاجبه يبتسم بعدم تصديق : _ ضابط ايه؟؟؟ على ما تف*ج ؟؟؟ ثم نظر لسراح الذي يجاور سمر وهو يتسطح ببرود أمامهم مغمضا عينه كمن على وشك النوم  وكأنها لا تخصه : _ سراج اتكلم انت عشان لو كملت كلامي مع سمر هتخلص بمصيبة..... لم يجيب سراج عليه بل اكمل نومه بهدوء شديد لتتحدث سمر وهي تضع نظراتها على عينها وتعود بظهرها للخلف : _ ممكن يا جماعة شوية هدوء عشان دماغي مصدعة نظر لهم ليث يشعر ببوادر غضبه الذي بدأ يرتفع مهددا بالانفجار، فها هي سمر مجددا تنجح في إشعال غضبه الذي قلما يشتعل....... وعلى بعد منهم كان عدى يسير وهو يشتم رائحة موز وايضا كانت رائحة جوز الهند تعم المكان بطريقة جعلت من السهل تتبعها...... توقف عدى عند صخرة كبيرة وقد بدت الرائحة قوية جدا عند هذه البقعة خاصة رائحة جوز الهند.... التف عدى سريعا حول الصخرة  وهو يصرخ : _ ها قفشتك......... لكن توقف فورا وهو يرى ذلك اللص ليهمس  : _ انتي؟؟؟؟؟؟ عند ليث والجميع زفرت سمر بضيق من حديث ليث لذا قررت أن تقص عليهم ما حدث حتى تتخلص منهم..... في المنزل عند سمر وسراج.... هبطت سمر الدرج سريعا وهي تنادي سراج.... هبط سراج خلفها وهو يحمل حقيبته بملل لا يصدق حقا كيف اقتنع بحديثها وقام بحجز تذاكر ليلحق بليث وعائلته... فسمر لم تستسلم أبدا ولم تنس لهم انهم رفضوا ذهابها معهم لتقرر أن تذهب حتى لو اضطرت للذهاب خلفهم. انطلق كلا من سمر وسراج للمطار وهناك أنهى سراج كل الإجراءات المتعلقة بالسفر وترك سمر لينهي بعض الأشياء الخاصة بسفرهم...... لكن سمر وكالعادة لم تستقر في مكانها وأخذت تتحرك هنا وهناك في المطار حتى رأت عائلة ليث وابريس لتشعر بالحزن واحساس الظلم يتسرب لنفسها  : _ يعني متفقين ومحدش رضي ياخدني معاه ليه كده؟؟؟ هو أنا بعمل حاجة يعني؟؟؟ ابو الظلم يا أخي عاد سراج واصطحب سمر وصعد بها للطائر التي حرص على أن يحجز بها مقاعد بعيدة تماما عن مقاعد ليث وعائلته كما طلبت سمر ولكن ظلوا تحت أعين سمر رغم ذلك ... وبدأت الرحلة لتستمر سمر في مراقبة الجميع بأعين صقر محاولة عدم الظهور أمامهم..... لتبدأ الطائرة في الاهتزاز معلنة سقوطها _ وطبعا عشان انا عندي فوبيا من الماية اغمى عليا ومحستش بنفسي غير بعدها بساعات وسراج جنبي وبيحاول يفوقني.... حبيبي كان خايف عليا حتى دموعه كانت بتتلألأ في عينيه تحدث سراج وهو يضع يده على عينه محاولا النوم : _ لا انا بس كنت خايف يحصلك حاجة وانتي اللي عارفة مكان مفتاح البيت...... تجاهلته سمر وكأنه لم يتحدث لتكمل : _ طبعا مقدرش اوصفلكم كمية الكلام اللي امطرني بيها سراج بعد ما فوقت وانه كان هيموت من الخوف عليا قاطعها سراج وهو مازال على نفس وضعه ببرود : _ محصلش ومجددا لم تعيره سمر اي اهتمام وهي تكمل : _ وبس بدأ سراج يطمن عليا و قعدت بقيت اليوم تعبانة ومش واعية بحاجة وسراج يا حبة عيني كان شايلني من على الأرض شيل تحدث سراج وهو يفتح عين واحدة : _ كدابة يا سمر انا اساسا مكنتش قادر اشيل نفسي نظرت له سمر واخيرا لتهتف بغيظ شديد وهي تض*به على كتفه  : _  فيه إيه يا سراج ما تطلقني وض*بني بالنار احسن  يا أخي همس سراج وهو يعتدل للجانب الاخر متمتما بصوت منخفض : _ الله انا بس بصحح كلامك ضحك ليث بشدة عليهم لكن قاطع جلستهم تلك اهتزاز القلادة بعنف ميسرة مجددا لتتذكر ميسرة رغبة احمس في التواصل مع ابريس لتقول ببسمة غ*ية : _ آه صحيح احمس كان عايزك رفع ابريس حاجبه بتعجب ليسحب منها القلادة نظرت سمر القلادة لتنفخ باستخفاف : _ انتم لسه بتكلموا ميتين؟؟؟؟؟؟ في ذلك الوقت ظهر ست وبجانبه بيك الذين تعجبوا من وجود الجميع حول ابريس ليبتسم ست مرحبا باخيه لكن قاطع ذلك جذب سمر للقلادة وهي تنظر له ببسمة : _ هات بس القلادة دي..... يا أخي الواحد كل ما يشوفكم بيهون على نفسه إنه لسه شباب والله.. كنت زعلانة ان عيد ميلادي الخمسين كمان تلات شهور بس شوفتكم وانتم أساسا ميتين من الالاف السنين هونت عليا ص*رت ضحكة صاخبة من سراج على حديث سمر وهو يردد : _ خمسين سنة؟؟؟؟ نظرت له سمر بشر ليبتسم لهت سراج وهو يغمز لها.... تحدث ست وهو ينظر لسمر والذي لم يفهم شيء من حديثها : _ حسنا انا لا أفهم من حديثك شيء لذا هلا تكرمتي واعدتي القلادة لاخي سيدتي؟؟؟ رفعت سمر عينها لابريس لتسأل بحاجب مرفوع : _ هو بيرمي عليا تعويذة صح؟؟؟ ضحك ابريس وهو يجذب القلادة منها متحدثا لاخيه : _ لا بأس يا أخي دعك من سمر الآن.... أخبرتني ميسرة أن احمس كان يرغب بالتحدث معي... هل حدث شيء ما؟؟ تحدث ست متجاهلا وجه سمر الذي كاد يخترق القلادة : _ نعم صحيح كنت أريدك أن تأتي قريبا انت والفرسان فهناك احتفال سنوي سيبدأ ونود أن تحضروه معنا يا أخي زفر ابريس بعجز لا يعلم ماذا يفعل... في نفس وقت ظهور احمس في القلادة صاحت سمر بضحكة : _ الحقوا الحكيم العيل اهو رفع احمس حاجبه وهو يضحك ببرود : _ هتهينوني آكتر من كده ايه؟؟ يعني الصراحة عندي فضول اشوف اخركم في قلة القيمة فين؟؟؟؟ كتم ابريس ضحكته وكاد يتحدث ليهدئه لولا سماعه لصراخ عالي جدا وجملة جمدت الجميع بارضه _ هالي بتغرّق سماريا.......سماريا بتغرق لم يستوعب ابريس شيء سوى بصراخ احمس الذي ** آذان الجميع : _ وا****ة عليكم ما بها ابنتي؟؟؟ ابريس انقذ ابنتي ودون ثانية اضافية كان سراج ينطلق من بين الجميع بسرعة كبيرة جدا صوب البحر والذي كانت به سماريا التي تغرق وفتاة أخرى يبدو أنها تحاول اغراقها بعيدا كان عدى ينظر لتلك الفتاة التي رآها اول مرة بوجه ملطخ بأدوات الزينة والتي تكون إحدى فتيات فرقة الرقص.... نظر لها عدى بغيظ شديد : _ الجزيرة دي عليها حرامي اكل واحد واللي هو أنا سامعة؟؟؟؟ مش هندحل على شغل بعض ياختي وبعدين....... قطع حديثه صرخة اخترقت قلبه قبل اذنه لتجمده وهو يستمع لجملة ( سماريا بتغرق) ودون منح عقله فرصة لترجمة الكلام كان يركض كالمجنون للبحر حيث الجميع ويلقي نفسه بعنف تزامنا مع إلقاء سراج لنفسه.... بدأ عدى يسبح جهة هالي التي تدفع بسماريا.... كان يراقب زوجته وهي تحاول النجاة ولا تستطيع.. واخيرا وصل عندها وبلا شعور دفع هالي لتسقط بعنف في الماء...... كان ادهم يجلس مع سليم وهو يتحدث معه حول مصيرهم ليجد مريم تقترب منه وهي تبكي بعنف لا تستطيع التحدث من بين شهقاتها : _ هالي..... هالي.... في البحر... هالي... البنت بتغرق وكله..... لم ينتظر ادهم لفهم قصد مريم حيث ركض سريعا يلحق به سليم والذي شعر بالخطر فيبدو أن هالي تغرق. وصل ادهم للبحر ليرى مظهر جعل اعينه تكاد تخرج شرارا حيث رأى عدى وهو يدفع زوجته بعنف.... دون لحظة تفكير أخرى كان ادهم يقفز في البحر يسبح سريعا جهة هالي التي وبسبب الدفعة سقطت ولم استطع التمسك بشيء لتعتدل فكادت تغرق هي الأخرى........ امسك عدى بسماريا وكذلك فعل سراج الذي امسك هالي جيدا بعدما كادت تختنق أسفل الماء... ورغم صعوبة الأمر الا أنهم انقذوهن بالفعل فالامواج كانت شديدة في هذه المنطقة خرج عدى من الماء وهو يحمل زوجته التي كانت لا تشعر بشيء تقريبا وكأنها غادرت الحياة ليركض سليم جهة عدى يحاول مساعدة زوجته..... وادهم كان قد وصل لسراج ليختطف هالي من يده برعب شديد وهو يتفحصها لتمسك هالي بثيابه وهي تنفجر باكية..... خرج الجميع من البحر ليجدوا سليم يعالج سماريا التي يكاد عدى يبكي بجانبها.... انزل ادهم هالي برفق وهو يحاول فحص جسدها إن كانت قد تم اصابتها عاد الشياب مع زوجاتهم واخيرا للشط بعدما اتفقوا على الجدول الذي اقترحه مصعب ليصدموا جميعا بتجمع الجميع عند الشاطيء اقتربوا ليروا ما حدث ترك عدى سماريا واتجه بعنف جهة هالي مما جعل هالي تصرخ بخوف مختبئة خلف ادهم الذي كان يقف امامها بحماية.... صرخ ابريس بعدى أن يتوقف تقدم ليث منهم صارخا بهم لتختئ هالي اكثر وهي تبكي بعنف... لم يستطع ليث التحمل اكثر فقد كادت تقتل إحدى أفراد عائلته : _ انا سمحت ليكم تبقوا معانا واعتبرتكم من العيلة.... بس الظاهر اصلكم غلب عليكم تحدث ابريس بجدية وهو يقترب من ليث لا يرغب في أن تسوء الأمور هو كفيل بالرد على كل من سولت له نفسه بالاقتراب من أحد أفراد عائلته لكن على الاقل ليس الآن على الاقل بعدما يطمئن على ابنته : _ ليث مش وقته ارجوك نطمن بس على سماريا و... توقف عن الحديث وهو يستمع لصوت صفعة هزت الارجاء تبعها صراخ ليث : _ دلوقتي وحالا تمشوا من هنا...... حالا دمتم سالمين رحمه نبيل ❤️
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD