علت الدهشة وجوه الجميع فما يروه الآن أمامهم شيء مستحيل... كيف يمكن لسمر أن تصل لهنا وهم تركوها بالمنزل؟؟
ولم يكد الجميع يستوعب صدمة وجود سمر حتى وجدوا سراج يخرج من الجزيرة وهو يزفر بضيق يحمل بيده بعض الفاكهة ويتحدث بتذمر رامقا سمر بغيظ :
_ اتفضلي يا ختي اياكش نخلص
تحدثت دانة بعدم فهم لا تعلم هل ما تراه امامها حقيقة ام ماذا :
_ سراج انت كمان؟؟؟
ابتسم سراج بسخرية وهو يرمق الجميع المصدوم :
_ أمال اسيب يعني سمر تيجي لوحدها
تحدثت سمر بتذمر وحنق وهي تأخذ الفاكهة من يده :
_ اتأخرت كده ليه؟؟؟
سخر منها سراج أليست هي من الزمته بجمع فاكهة لأجلها :
_ معلش اصل ملقتش ركنة فاضطريت أركن صف تآني.....
هزت سمر رأسها بعدم اهتمام وهي تأكل ليقطع ليث هذه اللحظات يبادر بالسؤال :
_ معلش بس احنا برضو مفهمناش انتم هنا بتعملوا ايه؟؟؟
لم يكد أحد يجيب حتى سمع الجميع صرخات تعلو من داخل الجزيرة بشكل مرعب ليركض الجميع سريعا بينما تيتي كادت تبكي وهي تنادي سيف لحملها فهي مازالت لا تستطيع السير بعد على قدمها :
_ سيف بسرعة شيلني خلينا نشوف فيه إيه؟؟؟
انحنى سيف قليلا لحملها متجها بها صوب أصوات الصراخ......
وصل الجميع لمكان التجمع ومص*ر الصرخات ليتبين لهم الان سبب تلك الصرخات.
نظر الجميع للأعلى حيث ذلك الشاب مازال معلقا بلا حول ولا قوة وكانت ملامحه مختفية من كثرة الض*ب الذي تلقاه.
ض*ب إياد كف بكف بعدم تصديق لهذه الوحشة التي يشهدها بعينه :
_ لا حول ولا قوة الا بالله.... مين اللي عمل فيه كده؟؟؟
تحدث زياد مضيفا على حديث أخيه :
_ يا ستير ياربي ده شكله بايظ خالص.....
ابتسم سليم بتشفي ليتحدث بنبرة جادة :
_ لا ولا بايظ ولا حاجة ده هو بس استوى زيادة حبتين
ثم أشار لعمرو متحدثا ببسمة ثلجية :
_ اقطفه بقى قبل ما يستوي آوي ويبوظ
نظر له عمرو بشر ليلوح بيده صارخا بهم :
_ انتم بتهزروا؟؟؟ انتم مش شايفين هو عامل ازاى؟؟
تحدث ادهم وهو ينظر للشاب بتعجب مصطنع :
_ ماله ما هو زي الفل اهو.... ده حتى هو في طور التحول، متقلقش الحالة دي معروفة عند الدود بيجي عليهم فترة كده بيتعلقوا في شجرة عشان يتحولوا لفراشات... دلوقتي هتلاقيه حاوط نفسه بغشاء رقيق وكام يوم وهيبدأ يرفرف لفوق
ثم همس ببسمة عابثة :
_ لفوق آوي... عند ربنا
ابتسم مصعب وهو يض*ب كتفه بكتف زياد مازحا وهو يغمز له مشيرا لفرقة الفتيات :
_ طب ما نسأل اهل الخبرة.... مش الحلوين فراشات برضو ولا إيه ؟؟؟
لم يكمل غزله لسماعه صوت همس مخيف بجانب اذنه :
_ طب خلي بالك لأحسن النار تولع فيك انت والفراشات
ابتلع مصعب ريقه وهو يلتفت لنازيا مبتسما لها بغباء :
_ ما تنحرق الفراشات بجاز انا اللي يهمني هو آنتي يا قطتي..... قال فراشات قال
ابتسمت نازيا بسخرية غامزة له وهي ترحل :
_ طب حاسب لأحسن القطط لما بتحس بغدر بتخربش يا روحي
تحدث عمرو بغضب مشيرا للرجل المعلق :
_ اقدر افهم ايه اللي حصل ده؟؟؟
أجاب سيف وهو ما يزال يحمل تيتي بين يديه :
_ انا علمي علمك... انا بس كنت جاي افسح المدام شوية لأنها زهقت مش اكتر؟؟؟
اشتعل فتيل غضب الرجل من تجاهل الجميع للحقيقة الواضحة ومحاولتهم تجاهل ما يرونه بأعينهم :
_مش امبارح احنا حلينا سوء التفاهم اقدر افهم بقى ليه عملتوا فيه كده؟؟؟
شهق جميع الشباب سويا وفي وقت واحد وهم ينظرون لبعضهم البعض بصدمة كبيرة ليردف زياد وهو لا يصدق ما يتعرضون له من ظلم الان :
_ قصد حضرتك اننا احنا اللي شلفطنا خلقته بالشكل ده؟؟؟
اكمل تاج حديثه بهدوء وسلام نفسي :
_ يا أخي بلاش سوء الظن ده لانه بيفسد الود
تحدث عدى وهو يرمق باسف :
_ اتقي الله يا أخي اتقي الله... احنا هنعمل كده في خلقته!؟؟؟ طب ازاى طيب واحنا أساسا جينا على صوتكم.
ابتسم عمرو ساخرا وفجأة سمع الجميع صوت تأوه خلفهم لينظر الجميع للأعلى بترقب فوجدوا ذلك الرجل يحاول التحرر من قيده وهو يصرخ ويتخبط برعب خاصة حينما لمح الشباب الذين ض*بوه سابقا ليفقد ثوابه ويبدأ بالهزيان بلغته :
_لا لا ابعدوهم عني ابعدوا هؤلاء عني...
لم يفهم الجميع شيء من حديثه لتستغل دانة هذه الفرصة وهي ترسم وبمهارة ملامح الأسف على وجهها مردفة :
_ يا ضنايا يابني وانت لسه عايش ازاى؟؟؟
نظر الجميع لدانة سريعا منتظرين ترجمتها ليبتسم ليث بخبث يعلم تمام المعرفة زوجته ويثق في قدرتها الكبيرة على الترجمة.....
تحدث مصعب يجاري دانة في حديثها :
_ آه والله قطع قلبي تقطيع كده ربنا يكون في عونك يابني ده انت جبل
تحدثت دانة تهز رأسها بأسف وهي ترمق الجميع :
_ الاستاذ بيقول انه جاع بليل فقام يدور على حاجة يسد بيها جوعه قام يا كبدي لقى حيوان غريب بيجري وراه وللأسف قدر يمسكه وعمل فيه زي ما انتم شايفين كده وبعدين هرب منه بصعوبة وطلع الشجرة دي وحاول يتمسك بيها بس للاسف الفروع مسكت فيه ومش قادر ينزل منها
نظر لها الجميع بهلع... ليتحدث عمرو بشك :
_كل ده في الكلمتين اللي قالهم؟؟؟
نظرت له دانة بحاجب مرفوع :
_ قصدك ايه ياجدع انت؟؟؟ انت بتشكك في مقدرتي وموهبتي؟؟؟ انت عارف انا بشتغل من امتى في مجال الترجمة؟؟؟
تحدث مصعب يساند دانة :
_ دانة عندها حق هو ده اللي قاله فعلا بعدين ده اختلاف لغات فأكيد كل شيء هيختلف
هز عمرو رأسه بإيجاب يعتذر من دانة التي لوت فمها بحنق منه ذلك المتحاذق كيف يشكك بها وبترجمتها؟؟ الشيء الذي لم يفعله أحد في حياتها حتى عائلتها لم تشكك يوما في حديثها رغم كل ما فعلته
تمتمت بضيق شديد وهي ترميه بنظرات حانقة :
_الواحد يضيع عمره وهو بيدرس لغات عشان واحد زي ده يجي يشكك فيه....
اقترب ليث من دانة يهمس لها ببسمة باردة :
_خلاص يا دانة ترجمتك مش صح يعني عشان كل القمص ده
نظرت له دانة بشر وهي تبتسم ساخرة مرددة في في نفسها :
_الله يرحم لما كنت بتحفى كده عشان اترجم لك أوراق شغلك
بدأ الرجال الذين مع عمرو في إنزال الرجل لتعلو صرخات الرجل من الوجع بسبب تحريكهم له :
_ ابعدوا هؤلاء الأشخاص عني ارجوكم لا اريد رؤيتهم
ركض من زياد ومصعب لمساعدته... ليتحرك الرجل بعنف محاولا الافلات منهم وهو يسبهم ليتحدث زياد :
_انا حاسس انه بيشتمنا رغم اني مش فاهمه بس شعور كده.....
ضحك مصعب وهو يمسك الرجل جيدا ويهز رأسه بايجاب ليكمل زياد :
_بيشتمنا صح؟؟؟ قوله الست الوالدة تعمل في ملهى ليلي
علت ضحكات مصعب بشدة وهو يهمس بالكلمات تلك للشاب ليجييه الشاب بشيء جعله يسقط أرضا غير قادرا على التحرك لينظر له الجميع بتعجب فيتساءل زياد عن سبب ضحكه ليجيب مصعب بانفاس مقطوعة من الضحك :
_بيقولك.....بيقولك عرفت منين؟؟؟
نظر زياد للشاب ببلاهة....حاول الشاب أبعاد زياد عنه وهو يصرخ بالجميع :
_ارجوكم ابعدوا هؤلاء المجرمين عني
تحدثت دانة هذه المرة بتأثر :
_يا ضنايا يابني حد يجبله امه يا جدعان عشان هو محتاجها دلوقتي
ضحك سيف بشدة على دانة ثم نظر لتيتي بتعجب فهي هادئة على غير العادة ليتفاجئ بوجهها المتعرق بشدة وقد بدأت تتأوه وهي مغمضة العين.....
نظر سيف حوله للجميع وهو ينسحب بتيتي بهدوء حتى لا يقلق أحد عليها......
اقترب رجال عمرو من الرجل ليحملوه حتى مكان المعسكر الخاص بهم..... ألقى عمرو نظرة لليث وجماعته كانت تنم عن شكه بهم وأنه لم يقتنع بعد بذلك السبب الذي قالته دانة...... وما كاد يلتفت حتى وجد سمر تقف أمامه ليصرخ برعب وهو يعود للخلف مرتعبا من تلك السيدة لا ينسى ما فعلته به هذا الصباح لتبتسم له سمر وهي تغمز له :
_ ابو ضحكة جنان أحوالك يا راجل؟؟؟
حاول عمرو التماسك امام الجميع يبتعد بسرعة عنهم وهو يهرول.
نظر ليث لسمر بشك وهو يتحدث مبتسما ببرود :
_ عملتي ايه ياسمر؟؟؟
انتبهت له سمر ولسؤاله لتجيبه وهي تهز كتفها بعدم اهتمام :
_ تقدر تقول اختلاف في وجهات النظر.....
______________________
كان عمرو يتحرك مع جماعته نحو مكان بقائهم ليتذكر ما حدث في الصباح حينما استيقظ ووجد تلك السيدة تتقدم منهم........
وقفت سمر والتي كانت ترتدي ثياب صيفية مليئة بالزهور وفوق رأسها توجد قبعة ضخمة جدا تكاد تبتلع رأسها وايضا نظارة ملونة كبيرة كانت تضعها على عينها وكان معها سراج في مكان بقاء عمرو ومن معه تحاول للبحث بعينها عن ليث وأسرته هي متأكدة أنها لمحتهم وهم يسبحون للخارج وقت غرق الطائرة لكن الآن لا تستطيع رؤية احد......
اقترب عمرو من هؤلاء الأشخاص الذين يراهم لأول مرة :
_ مين انتم وبتعملوا ايه هنا؟؟؟
استمرت سمر بالنظر للخلف تحاول أن تبحث بعينها عن أي وجه مألوف لها لكن لم تجد أحد تعرفه لتزفر بضيق..... تحدث عمرو مجددا إليهم وقد بدأ يرتاب منهم :
_ مش بتردوا ليه انتم مين؟؟؟
نظرت سمر له بحنق شديد وهي تجيب على ذلك المزعج :
_ فيه إيه هو احنا هناكلك؟؟؟ احنا بس كنا بندور على عيلتنا و.....
لم تكمل كلامها لمقاطعة عمرو لها ساخرا :
_ يا حبايبي وانتم بقى تايهين من ماما وبابا ؟؟؟
أنهى حديثه لينفجر ضاحكا.......نظرت له سمر بحاجب مرفوع لا تفهم سر هذه السماجة، لكن سراج لم ي**ت مثلها بل تقدم من عمرو وهو يربت على كتفه بتحذير :
_ حاول متهزرش كتير عشان دمك تقيل آوي........
احتقن وجه عمرو بغيظ شديد من استهزاء سراج له وبأرضه :
_ لما تكلمني تكلمني باحترام انت واقف هنا في ارضي
نظرت له سمر بتعجب ثم اخذت تبحث بعينها حول المكان لتردد بعدم فهم :
_ الاه؟؟؟؟ مش شايفة يعني لوحة اعلانات مكتوب عليها هذه الأرض ملك لابو ضحكة جنان وأولاده
ثم ابعدت قدمها وهي تنظر أرضا ودفعت سراج للخلف قليلا :
_ رجلك كده يا سراج ليكون التيكت تحتها
ابعد سراج قدمه وهو يبتسم على أفعالها... حسنا هذا الرجل يستحق أن يترك سمر لتتولى أمره... اخفضت سمر رأسها قليلا تبحث في الأرض ثم نهضت وقالت بفم مفتوح بتعجب :
_ ايه ده؟؟ مفيش حاجة
أحمر وجه عمرو بشدة يستمع لحديث تلك السيدة والتي بدأ حديثها يغضبه وبشدة :
_ اسمعي ياست انتي ملكيش اهل عندي واتفضلي امشي من هنا
تشنجت سمر بعدم فهم لحديث ذاك الغبى امامها :
_ هو ايه اللي ملكيش اهل عندي؟؟؟ هو أنا جاية اخد منك التموين واختلفنا على كيس سكر فبتقولي ملكيش تموين عندي ؟؟؟
صرخ عمرو بسمر وقد وصل لحافة غضبه يكفيه انهم لم يجدوا طعام منذ جاءوا، سوى القليل فقط والماء يكاد يكون وجودها في معسكره معدم تماما :
_ بقولك ايه يا ستي انتي خدي الحاج اللي معاكي و امشي من هنا بدل ما اطلع جنوني عليكي
وفي ثانية كانت صفعة سمر تصطدم بوجهه بعنف شديد... لتنزع قبعتها الضخمة ونظارتها وتعطيهم لسراج :
_ امسك دول خسارة في أهله يبوظوا بسببه ..... وانت بقى اما كانش اهلك ربوك...... فمرحبا بك في دروس سمر للتربية السليمة... معانا هتتربى وتتعلم الأدب وكل ده for free ياروح الست الوالدة.....
وفورا هبطت سمر فوق عمرو بالحذاء الخاص بها لتعلو صرخاته تحت نظرات سراج المستمتعة وهو يربع يديه عند ص*ره ويصفر بحماس مشجعا سمر..... بينما عمرو كان يصرخ بها أن تبتعد عنه :
_ يا ست انتي مش عايز اتغابى عليكي بسبب سنك وانتي قد جدتي
ص*رت شهقة من سراج وهو يترحم في أعماقه على هذا الرجل... بينما سمر توقفت عن الض*ب وهي ترمقه بشر هامسه له بنبرة مرعبة :
_ هتوحشني يا ابو ضحكة جنان........
خرج عمرو من افكاره بسبب دفع أحد له في كتفه ليتألم فجسده مازال يأن وجعا بسبب ض*بات تلك العجوز ......
نظر عمرو لذلك الرجل الذي كان يقف وخلفه يقف جميع من ذهبوا معه :
_ فيه إيه؟؟ واقفين كده ليه؟؟؟؟
ابتسم الرجل ساخرا من عمرو ثم اخذ يردد عليه حديثه الذي قاله سابقا :
_ ما تخافوش انا فاهم كل حاجة..... ده انا كنت بعمل كامب آكتر ما بتنفس.
**ت الرجل برمقه بشر شديد وقد بدأ الجميع يفقد اعصابه لقلة الطعام والماء :
_ فين بقى كل اللي قولت عليه؟؟؟ الكل هنا يا اما هيموت من الجوع او العطش او هيموت من البرد طول الليل
نظر له عمرو بشر ثم رمق الجميع يشعر ببدأ انقلاب عليه سيكون هو الخاسر الوحيد به ليتبلع ريقه :
_ ايوة منا كنت عايز اجمعكم عشان نتكلم في الموضوع ده.....
**ت يراقب ملامحهم جيدا ثم نطق بجملته التالية :
_ الناس التانية عندها اكل و ماية كتير..... ما اظنش هيحصل حاجة لو اخدنا منهم شوية
نظر الرجل للجميع ثم بادر بالسؤال :
_ طب ولو رفضوا؟؟؟
ابتسم عمرو بخبث شديد :
_ واحنا أساسا مكناش هنطلب منهم..........
_________________
ابتعد سيف بتيتي عن الجميع حتى وصل لمنطقة تحتوي على أشجار بشكل كثيف جدا تمنع وصول ولو حتى شعاع صغير من الشمس إليهم......
اجلس سيف تيتي على الأرض بحنان شديد منتبها لحالة اللاوعى التي بها......
ابتلع ريقه مقتربا من رأسها ليلحظ ارتفاع درجة حرارتها بشكل مخيف ليمد يده سريعا ويحضر تلك العشبة المسكنة التي حصل عليها من تاج سابقا ويبدأ في اعطائها لها......
نهض سيف وترك تيتي متحركا في الاتجاه المضاد لها ليغيب دقائق معدودة ثم عاد إليها سريعا حاملا اياها بين زراعيه بكل حنان يمتلكه وتحرك بها حيث كان منذ ثواني.... فتحت تيتي عينها بضعف وهي تضم نفسها لص*ره تتشبث في رقبته وانفاسها الساخنة تكاد تذيب جلد سيف من سخونتها........
_ إلى أين نحن ذاهبون ؟؟؟
كانت هذه همسة تيتي الخافتة بجانب اذن سيف ليجذبها سيف اكثر اليه وهو يقبل رأسها بحنان :
_ نحتاج لخفض حرارتك تيتي
لم تفهم تيتي مقصده او ما يرنو إليه إلا عندما سمعت صوت عالي جدا.... صوت يشبه جريان المياة لكن بشكل أعنف.... رفعت رأسها بتعب شديد لترى أمامها منظر خ*ف أنفاسها فكان هناك شلال كبير يتوسط المكان وفي اسفله تقبع حديقة جميلة جدا مليئة بالزهور، شعرت كما لو أنها تنظر إلى لوحة مرسومة بأيادي فنان ماهر.... خرجت من شرودها على شعورها بجلد أسفل يدها لتستوعب انها لم تشعر بأن سيف انزلها للارض ثم خلع ثيابه العلوية وحملها مجددا إليه...
بدأ سيف يتجه للشلال ببطء وهو يحمل جوهرته الثمينة بين يديه يبتسم لها بحنان بينما هي نست تماما ما كانت تحدق إليه ولم ترى سوى عينيه التي ترمقها بعشق كبير لتشهق فجأة وهي تشعر بأصطدام ذرات الماء بجسدها لتنتفض بين ذراعى سيف الذي ضمها اكثر وتوغل بها أكثر لداخل الشلال....
بعد دقائق نظرت تيتي لسيف بتذمر وقد بدأت تعود لوعيها قليلا :
_ يعني نزلتني انا بهدومي وغرقتها وانتي خلعت التيشيرت بتاعك
ضحك سيف بسعادة لعودة صغيرته المشا**ة ليقترب منها مقبلا خدها بحنان شديد مستشعرا انخفاض حرارتها الملحوظ وهو يردف بلطف :
_ عشان حبيبتي لما تخرج من الماية تلاقي حاجة نشفة تلبسها لان لبسك هيكون لازق فيكي ومينفعش تمشي بيه
تحدثت تيتي بحنق وهي تنظر له :
_ طب ما كنت قلعت لبسي زيك و
قاطعها سيف وهو يحملها ويخرج بها فيبدو انها أصبحت بخير الان :
_ مينفعش لان مش انا بس اللي عارف المكان ده كلهم عارفينه لأننا اكتشفناه اول ما جينا هنا... فممكن حد يجي هنا في أي وقت...
وضع سيف تيتي أرضا ثم نظر حوله جيدا وبدأ يبدل لها ثيابها بالتيشرت الخاص به والذي كان يبدو واضحا أنه لا ينسابها أبدا... نظرت تيتي للبنطال الذي ترتديه لتقول بسخرية :
_ طب كنت كملت جميلك وسيبتلي البنطلون برضو
ضحك سيف بصخب ليردد عليها بغمزة:
_ معلش المرة الجاية.......
لم يكد يكمل حديثه حتى سمع صوت يقترب منهم وهو يتحدث :
_ عايز اقولك أن الڤيو هنا حاجة اخر آلاجة..... عشان تعرفي بس اني مش باخدك لاي مكان والسلام
وتبع ذلك صوت اخر يجيب عليه بضيق :
_ مينفعش كده على فكرة افرض حد قفشنا زي ما حصل مع مصعب
ضحك الشخص الأول وهو يردف بغرور :
_ مصعب ده عيل اهبل مش بيعرف ينقي الوقت الصح والمكان الصح.... انما انا خبرة ياماما.
انهى حديثه وقد وصل اخيرا للشلال ليجد سيف يقف أمام الشلال وهو يخفي خلفه جسد تيتي ليقول سيف ببسمة ساخرة :
_ مراحب بالخبرة
عقب حديث سيف صوت ضحكات عالية أخرى تأتي جهتهم وصوت يقول :
_ وبس ياستي قومت انا بقى اكتشفت المكان ده لوحدي وقولت لازم ولابد اخد موني حبيبة قلبي تتف*ج عليه واهو نقضي وقت بعيد عن الاستاد اللي احنا مقيمين فيه.....
ابتسم سيف بسخرية وهو يرى شادي يدخل عليه مع منه وهو يبتسم لتمنحي ابتسامة شادي وهو يرى كلا من سيف وزياد وزوجاتهم....
ابتسمت منه بسخرية وهي ترمق شادي :
_ فعلا المكان اكتشاف يا شادي يا حبيبي... والظاهر انه مش اكتشاف ليك لوحدك
قاطع حديثهم صوت مصعب من خلفهم وهو يصرخ بغيظ شديد :
_ طب والله ده ظلم... هو كل ما اروح مكان ألاقي فيه حد.... حتى الشلال؟؟؟؟ في إيه يا جدعان مش كده
نظر زياد لهم بإزدراء وهو يشير لهم :
_ واد انت وهو كل واحد ياخد مراته ويسرح انا عايز ابلبط شوية
ضحكت تيتي بشدة عليه ليرمقه سيف بشر وهو يضع يده على اذن تيتي :
_ يا أخي ام قلة أدبك دي ما تحترم نفسك شوية هتفتح عيون البنات
تحدثت تيتي بضحك وهي تشير ليد سيف :
_ انا سامعة كل حاجة يا سيف وبعدين انا عيوني مفتحة لوحدها
ضحكت نازيا بشدة وهي تنظر للجميع ولم تكد تتحدث حتى سمع الجميع صوت هادئ :
_ هيا يا صغيرتي كدنا نصل
نظر سيف بصدمة لمدخل المكان وهو يهمس بخيبة امل :
_ حتى انت يا تاج؟؟؟؟
صدم تاج مما يرى أمامه ليتحدث بعدم فهم :
_ حتى انا ايه؟؟؟؟
دخل في ذلك الوقت إياد وديما ليجد تقريبا الجميع موجود .... سمع الجميع صوت ضحكات إياد وهو يردف :
_ فكرتوني بالمخزن.... الله يرحمك يا سيد شاف بلاوي يا جدع
تحدث مصعب بضيق مما يحدث وقد أفسد هؤلاء الحمقى لحظاته الثمينة :
_ كده مش هينفع يا شباب ... احنا لازم نعمل جدول
__________________