في الحقيقة توقع مالك هذا بمجرد رؤيته الرعب المتجسد على وجوه الجميع..... **ت قليلا يحاول الوصول لحلٍ ما لكن فجأة تذكر شيء ليرمق جميلة(زوجة أسد) متحدثا بريبة :
_ اوعى يكون حد بلغ سمر بحاجة؟؟؟
هزت جميلة رأسها بنفى سريعا فهم ليسوا بالسذاجة التي تدفعهم لاخبار سمر بشيء كهذا فبعيدا عن مكانة دانة لدى سمر.... فإن تصرفات سمر في هذا الموقف لن تساعد أبدا... لذا لم يخبرها احد او يخبر سراج اي شيء حتى يصلوا لأي خيط يرشدهم لهم.
تحدثت كريمة وهي تنظر لجاسر بضيق ودموعها تجري على خدها :
_ ما تتصل يا جاسر بزميلك ده اللي قولت عليه حاول توصل لحاجة
ضم صلاح كريمة إليه يحاول طمئنتها.... هز جاسر رأسه بقلة حيلة :
_ كلمته ومفيش أي اخبار عنهم بيحاولوا يمشطوا البحر يمكن يلاقوا حاجة بس الواضح أن الطيارة انحرفت عن مسارها لأنهم بحثوا في المنطقة اللي كانت مفروض تمر بيها ومش لقوا حاجة ولا اي أثر لاي حطام حتى، كٱنهم اختفوا.....
نهض عبدالرحمن وقد اكتفى من هذا الحديث... توأمته وعائلتها الآن يصارعون الموت وهو يجلس دون أن يفعل شيء... وبلا مقدمات كان عبدالرحمن يندفع للخارج تحت صراخ نور به أن يتوقف لكنه ولأول مرة لا يستمع لحديث والدته بل ركض للخارج سريعا.
تن*د مالك وهو يجلس بتعب لأول مرة يشعر بهذا العجز ماذا في يده ليفعل؟؟ تحدث مع جميع معارفه ولا احد يفيده بشيء كما قال جاسر يبدو كما لو انهم اختفوا تماما......
______________
نظر الجميع لحال كريم الذي كان على حافة الجنون وهو يدور حول نفسه صارخا باسم مريم... لم يكن يعي ما يحدث.. زوجته كانت منذ قليل جواره والأن اختفت تماما... زوجته التي تخاف كل شيء واي شيء... زوجته التي تبدو كما الأطفال في كل شيء... وحيدة الآن في مكان لا يعلمه أحد وخائفة.
عند هذه النقطة لم يقف كريم ثانية أخرى... وانطلق يتوغل داخل الأشجار باحثا عنها وهو يصرخ باسمها ليلحق به جميع الرجال بعدما حذر ابريس النساء من اللحاق بهم....
انتشر الجميع داخل الأشجار وهم يصرخون باسم مريم علّها تستمع لهم وتجيب لكن..... لاشيء.
كانت حالة سليم لا تقل عن حالة كريم فهذه التي يبحثون عنها هي اخته الصغيرة، بل ابنته إن صح القول والأن هي بعيدة عنه في مكان ما هنا لا يعرفه
_ مــــــــــــــريــــــــــم
كانت مريم تبكي بفزع وهي ترى ملامح ذلك الشاب والتي كانت تُظهر وبوضوح أنه ليس مصريا بل يبدو من أحد الج*سيات الاوروبية.... عادت مريم للخلف وهي تزحف أرضا مرتعبة من نظراته التي وجهها لها.
لكن أثناء زحفها شعرت بشيء يخترق يدها لتصرخ بوجع وهي ترى إحدى الأخشاب قد اخترقت جلدها بكت بعنف تخاف نزعها او بالأحرى ليست لديها الشجاعة لنزعها... بكت وهي تناجي ربها أن يأتي من ينفذها سواء كان كريم اوسليم.
وكأن الله استمع دعائها فقد استمعت لاصوات تصرخ باسمها ومن ضمن تلك الأصوات كان صراخ كريم هو الاقوى.. بكت بعنف وهي تحاول إخراج كلماتها من بين الشهقات لكن وقبل أن تفتح فمها بكلمة واحدة شعرت بيد تنتشلها بعنف من الأرض وتض*ب ظهرها في أحد الأشجار مانعة إياها من الحديث بواسطة يد وضعت على فمها.... ارتعشت أوصال مريم وهي ترى تلك العيون التي تحدق بها بنبرة خبيثة...
اقترب ذلك الشاب من مريم بطريقة فجة حتى بدا كما لو كان يلتصق بها ثم اقترب بوجهه منها وأخذ يهمس لها بكلمات لم تفهم مريم منها شيئا فقد كانت لغته غريبة على مسامعها.... بالإضافة أنها لم تكن في موقف يسمح لها بمحاولة فهم حديثه... بدأت تشعر بلمساته على جسدها لتستوعب الآن أنه لا يحاول منعها من الحديث والصراخ فقط بل أيضا ينتهك جسدها وبأب*ع الطرق... سقطت دموعها وهي تحاول ابعاده عنها وتبكي بشدة محاولة اصدار ولو صوت واحد..... صوت واحد فقط يا مريم وتنجين من هذا..... فقط واحد، لكن حتى هذا الواحد كان صعبا عليها حيث أن ذلك الشاب لم يكتفي بمنعها من الحديث بل انحنى صوبها بطريقة مرعبة وكاد يقبلها لولا ذلك الصوت الذي بدا كما لو أنه يهز الأرض من تحت أقدامهم... صوت كريم صارخا بهم......
ابتسم الشاب بعبث مبتعدا عن مريم وقد ارتسمت اب*ع الابتسامات على وجهه وهو يداعب خد مريم محدثا اياها بالإنجليزية هذه المرة :
_ اووه يا صغيرة ألم تخبريني أنكِ ستأتين إلى دون أن يشعر بكِ أحد وأن لا أحد سيتعبك لهنا؟؟ انظري كيف خربوا هؤلاء الحمقى لحظاتنا المسروقة جميلتي؟؟
اختناق.... وجع..... و**رة.... هو كل ما شعرت به مريم في تلك اللحظة بعد سماعها لكلمات ذلك الرجل والتي ترميها بتهمة واضحة للجميع.... أنها حاولت اغوائه..
وللحظ السيء كانت الفتاة التي جاءت مع الشاب قد هربت...لتقع مريم في فخ ذلك الملعون ويظهر للجميع وبوضوح أنها كانت قادمة إليه بإتفاق بينهم..
نظر الجميع لبعضهم البعض.... تتبايبن ملامحهم فالبعض لايعلم صحة حديث هذا الشاب بسبب عدم معرفتهم بالفتاة جيدا والبعض الاخر يستنكر الامر فهذه مريم بحق الله... مريم الطفلة التي لا تفقهه شيء والبعض الاخر كان غضبهم قد وصل لمداه وأصبح كما البركان الذي على وشك الثوران....
في ثواني كان سليم يندفع بغضب أعمى لذلك الشاب طارحا إياه أرضا بعنف شديد ثم لم يتوانى عن تسديد اللكمات له بكل ......
بينما كريم كان في عالم آخر يرمق مريم المنهارة بنظرات جامدة لا تفهم منها شيء لم يتحرك انش واحد أو حتى يتحدث بكلمة واحدة..... كلمة واحدة فقط يحتوي بها خوف مريم.
لم يفق كريم من شروده سوى على صراخ ادهم وشادي بسليم أن يترك الشاب قبل أن يموت أسفل يده... بينما سليم كان وكأنه قد تحول كليا فلم يكن يستمع لاحد او ينتبه لشيء سوى لدموع وشهقات صغيرته التي ولأول مرة يرى هذا الان**ار بعيونها.
وبصعوبة استطاع ابريس سحب سليم من على الشاب وهو يصرخ به أن يهدأ بينما الباقي اكتفى بالمشاهدة دون تدخل.
واخيرا ص*رت من كريم حركة تدل على أنه حي... حيث تحرك من مكانه بهدوء مريب جدا واتجه لمريم ثم امسك بيدها وسحبها بكل برود وهدوء من بين الجميع ولم ينسى أن يرمي بنظرة لذلك الملقى أرضا قبل أن يرحل.........
________________
دخل مالك وخلفه ذاك الجيش كما يسميه فكانت عائلته ومعها عائلة ابريس جميعا وقد اتجهوا للمطار حيث تجمع أهالي الضحايا لمحاولة الوصول لأي طرف يرشدهم لذويهم..... تأفف مالك بضيق وهو يراقب الجميع يندفعون خلفه والأمر لا يتحمل اي ضغط.. يكفيه أصوات الصراخ التي تنطلق من افواه الاهالي هنا وبعض أصوات البكاء.
ترك مالك الجميع وابتعد عنهم وهو يتجه صوب أحد الرجال والذي يبدو عليه انه ذو سلطة في المطار هنا وكان يقف معه رجل اخر يتحدث إليه بجدية كبيرة على ملامحه وعندما اقترب مالك اكثر اتضح له ان ذاك الرجل الاخر أحد أهالي الضحايا......
كان شاكر يحاول معرفة شيء قد يوصلهم لأولاده لكن لا شيء... بدأ يفقد اعصابه التي جاهد للتحكم بها وهو يتسمع لبكاء وانهيار النساء خلفه.. حقا أوشك على الوصول لحافة فقدانه للسيطرة على نفسه.
قاطع تفكير شاكر صوت رخيم من خلفه يتحدث بهدوء قد يبدو للوهلة الأولى مخيف :
_ وصلتوا لحاجة؟؟
توقف شاكر عن الحديث واستدار هو والرجل معه لذلك الصوت ليكمل مالك حديثه :
_ محدش وصل لمكان الطيارة او على الاقل لاقرب مكان لسقوطها؟؟؟
نظر الرجل لهم وقد فاض به الكيل فمنذ وقوع تلك الكارثة وهو لا ينفك يبرر لجميع أهالي الضحايا حتى كاد يصرخ بهم أن يذهبوا للجحيم جميعا... ولتذهب وظيفته تلك معهم للجحيم أيضا.....
_ ها؟؟؟
خرج من أفكاره تلك على همسة ذلك الرجل الذي جاء للتو والتي لا تنذر ملامحه بالخير أبدا...
تن*د ذلك المسئول بتعب شديد ثم بدأ يعيد كلامه الذي يقوله منذ الصباح للجميع.
تحدثت نور وهي تنظر لكريمة التي كانت تبكي بشدة وكأن أولادها الصغار هم من كانوا بالطائرة :
_ كريمة ارحمينا شوية مش كده تعبتي اعصابنا... انا مش مستحملة ارجوكي.......
زفرت نور بضيق هي تعلم مقدار وجع كريم ومن يعلم هذا الوجع بمقدارها وهي لا تعلم ماذا حدث لابنتها وزوجها واحفادها..... لكن ما يطمئن قلبها هو انها تعلم جيدا من هو ليث ومن هم احفادها تثق بالله وتثق بهم..... بالنظر لحالة كريمة فهي تشكر الله لعدم معرفة سمر حتى الآن تتوقع جيدا ردة فعلها وتتمنى ألا تأتي هذه اللحظة فهي متأكدة أن سمر وقتها يمكن أن تهدم هذا المكان فوق رؤوس الجميع.
كان عوض يضم رأس والدته اليه وهو بداخله يبكي ويصرخ خوفا ليس على شادي فقط بل على أولاده الثمانية فجميعهم بلا استثناء أصبحوا لديه بمكانه شادي بلا فرق.....
تحدثت شادية ببكاء وهي تشعر بالذنب لما حدث لهم :
_ يا رتني ما سيبتهم يمشوا يا رتني.....
زفر عوض بضيق يحاول أن يهدأ الجميع وهو بداخله يحترق قلقا ورعبا على أبناءه :
_ وحدي الله يا أمي بإذن الله هيكونوا بخير متقلقيش وأن شاء الله نوصلهم انتي بس اذكري الله يا غالية... خير إن شاء الله... عيالي هيرجعوا ليا وهيكونوا بخير انا واثق في كرم ربنا ولطفه بينا....
______________
كانت مريم لاتعي بشيء سوى أن كريم سحبها من بين الجميع بلا كلمة واحدة حتى.... يطمئن قلبها أنه لا يصدق حديث ذلك الرجل... كلمة واحدة فقط هل هذا صعب؟؟؟؟
ابتعد كريم عن الجميع بمريم واقترب من شجرة ما ثم جلس ومد يده لمريم التي كانت لا تفهم تصرفاته أبدا لا تعي أفعاله لكن رغم ذلك مدت يدها له ليسحبها كريم بلطف شديد فتجلس بين قدميه أرضا ويضم هو ظهرها لص*ره بحنان شديد ثم دفع رأسها لتستند على ص*رة برقة وبعدها أخذ يربت عليها بحنان دون كلمة واحدة فقط يربت عليها وهو يضمها دون أن ينطق بكلمة واحدة.......
كانت مريم تستند برأسها على ص*ره لا تعلم ماذا تفعل؟؟ فما يحدث غريب.... يبدو كريم كما لو أنه في عالم آخر وحده بعيدا عما يحدث حوله.....
واخيرا خرج صوته خافتا هامسا لها بحنان اب لابنته وليس زوج لزوجته :
_ ابكي يا ريمو......
رفعت مريم عينها لكريم ترمقه لثواني دون ردة فعل حتى بدأ كريم يلحظ تجمع دموعها لتمر ثانية أخرى قبل أن تنفجر مريم باكية وتنهار متذكرة كل ما مرت به وكريم فقط يضمها إليه اكثر ينتظر انتهاء لحظات انهيارها فهو اكثر من يعلم مريم كانت ستستمر في التحمل ولن تبكي وستخفي كل شيء بداخلها مخبره الجميع انها أصبحت بخير ولكن هو أكثر من يعرفها أوليس هو الوحيد الذي عاش لحظات ضعفها وانهيارها بداية من حادثة الجامعة قديما مرورا بحادثة إسلام خطيبها؟؟؟ والان هذا.... لا أحد يعلم مريم بقدره كانت ستنظر للجميع ببسمة مخبرة إياهم انها بخير رغم صراخ روحها بداخلها ألا يصدقونها... لكن هي ستسمر بردع روحها معنفة إياها ألا تظهر وجعها حتى لا تجعل الجميع يشفق عليها او تؤلم أحد لأجلها...... تلك الصغيرة ورغم هشاشتها إلا أنها أقوى منهم جميعا.
كانت مريم تزداد تشبثا بكريم وهي تكتم صراخها بثيابه تتذكر لمساته وهمساته تتذكر تلك اللحظات التي سمعت عنها كثيرا في حكاوي الفتيات اللواتي تعرضن للانتهاك لم تكن تظن انها بتلك المرارة... كما لا تعلم مذاق اكلة الا عندما تتذوقها، كذلك لا تعلم شعور أحد إلا عندما تعيشه بكل تفاصيله
ضمها كريم اكثر يهمس لها بكل حنان أنه معها ولن يتركها وأنه بجانبها طوال الوقت.... استمر الاثنان في هذا الوضع حتى هدأت شهقات مريم تماما واصبحت كتنهيدات طفل صغير أثناء نومه.
ابعدها كريم عنه قليلا ثم مسح دموعها وقبل عينها برقة شديدة وهو يتحدث إليها :
_ احسن؟؟؟
نظرت له مريم بعشق تشكر الله على هذا الرجل الذي يستطيع بكلمة واحدة أن يحتوي اب*ع نوبات هلعها... ذلك الرجل الذي وبنظرة واحدة يتفهم وجعها... هزت مريم رأسها وهي تعود لتدفنها مجددا بص*ر كريم :
_ خليك جنبي بس يا كريم عشان خايفة
ضمها كريم إليه بشدة وهو يربت على رأسها ثم همس لها بحنان :
_ دايما جنبك يا ريمو... هو كريم ينفع يبعد عن مريم؟؟
هزت مريم برأسها رافضة تلك الفكرة ثم بدأت تتحدث بنشيج كطفلة تشتكي لوالدها من أحد الصبية :
_هو كان مع بنت هناك وانا مكنتش اعرف بس سمعت صوت ومشيت وراه وفكرته منه بس لقيته مع بنت ب....
**تت فجأة تستوعب ما كانت على وشك قوله ولولا الظلام لانتبه كريم لاحمرار وجنتها الشديد.... وهل يحتاج للضوء حتى يعلم بما تشعر؟؟؟ مد كريم يده يداعب وجنة مريم بحنان وهو يشجعها لتكمل :
_ وبعدين يا ريمو؟؟؟
ابتسمت مريم له بامتنان لعدم احراجها ثم اكملت :
_بعدين هو لما شافني ولاحظ اني شوفتهم قام قرب ناحيتي وانا خوفت ورجعت لورا لكن ات**كلت (تعرقلت) في طوبة ووقعت وهو قرب آوي مني وكان بيبصلي بصات وحشة آوي
**تت تتنفس بعنف وهي تتذكر تلك اللحظات ثم فتحت عيونها وهي تبكي مجددا :
_ بصيت للبنت اللي كانت معاه عشان تلحقني بس هي جريت بسرعة وسابتني معاه لوحدي يا كريم
ضمها كريم اليه بشدة يحاول أن ينسيها ذلك الأمر :
_ خلاص يا ريمو كفاية ياقلبي متكمليش
ضمته مريم نفسها اليه وهي تتنفس براحة أنه لم يجبرها على الاكمال :
_ كنت مرعوبة تصدق اللي قاله يا كريم خوفت آوي وحسيت جسمي كله اتشل من الصدمة وانا شايفة الكل موجود... خوفت تصدقوا اللي قاله
انهت حديثها وهي تنهار مجددا ليبعدها كريم عنه معاتبا اياها :
_ انتي اتجنيتي يا مريم؟؟؟ازاى تفكري في كده!؟؟ ده انا اللي مربيكي وعارف كويس مين هي مريم ازاى تفكري إن ممكن حد يفكر فيكي كده؟؟؟
بكت مريم بشدة وهي تفضي إليه بخوفها :
_ بس الناس اللي احنا معاهم ميعرفوش كل ده يا كريم... محدش يعرفني... خايفة يصدقوا اني وحشة و...
قاطعها كريم بعنف رافضا تلك الفكرة وأن تحاسب هي نفسها على خطأ لم ترتكبه :
_اللي يصدق يصدق محدش ليه عندنا حاجة كفاية اننا احنا عارفينك يا مريم ومصدقينك ومحدش ليه إنه يكلمك بنص كلمة سامعة اوعي تحطي وشك في الأرض انتي مش غلطانة عشان تت**في من حد يا مريم
هزت مريم رأسها وهي ترتمي مجددا في احضانه تتلمس الأمان والدفء تغمض عينها بوجع تحاول محو تلك اللحظات من ذاكرتها........
__________________
وعند الجميع كانت نظرات سليم تحرق ذلك الرجل الذي بدأ يستعيد وعية....
وقبل أن يعي أحد شيء كان عمرو ومن معه
_الذين اختاروا أن يعسكروا داخل الجزيرة_ قد جاءوا سريعا على صوت الصرخات الذي كاد أن ي** آذانهم ليصدموا كليا من مظهر ذلك الشاب وهو ينهض بتعب شديد يستند على الشجرة ذاتها التي كان يحاصر مريم عندها.......
استنكر عمرو ما يحدث لينظر لليث ومن معه ويبدأ الصراخ بهم :
_ ايه اللي عملتوه ده؟؟؟ انتم اتجنيتوا؟؟؟
نظر سيف للشاب ليقول ساخرا :
_ كلم..... بابا جه يا عسل
اتجه بعض الرجال من جهة عمرو ليساعدوا ذلك الشاب على التحرك..... كاد سليم يثور عليهم ويأخذه ليكمل ض*ب لكن يد ابريس امسكته وهو ينظر لابناءه نظره يعلمونها جيدا :
_ أتفضل خده عندك اهو.... ده بس كان مجرد سوء تفاهم بين الشباب.... احنا مش عايزين مشاكل.
نظر له عمرو ساخرا من حديثه ثم أخذوا الشاب وتحركوا خطوة قبل أن يقف عمرو مجددا موجها كلامه لهم بتحذير شديد اللهجة وكٱنه هو من يتحكم بالأمور هنا :
_ هعديها المرة دي عشان معملش مشاكل بس المرة الجاية...........
لم يكمل كلامه بسبب تقدم سليم منه مربتا على كتفه ببسمة ساخرة ثم تحدث بنبرة مخيفة بعض الشيء :
_ بقولك ايه؟؟ ما تاخد شوية الكلاب بتوعك دول وتروح للجزء اللي اخدته من جزيرة ابوك واتقي شري عشان مخرجش غلبي في خلقة اهلك المطبقة دي...
سحب عمرو نفسه من أسفل يد سليم بصعوبة بسبب ضغطة سليم على كتفه بعنف شديد جعله يكتم تأوهه......
تحرك عمرو سريعا هو ومن معه فهو لا يطمئن لهؤلاء المجموعة أبدا... يبدون كما لو انهم قطاع طرق بهيئاتهم تلك واصواتهم المخيفة.
نظر ادهم لابريس وليث ثم تحدث بهدوء يخفي خلفه الكثير فهو لم يتدخل لعلمه بأن سليم سيتولى الأمر :
_اللي حصل حصل مع اختنا وحقنا احنا اللي هناخده ولو حضرتك مش حابب مشاكل انا هاخد اخواتي ونشوف مكان......
لم يكمل بسبب حديث ليث الذي قاطعه وكانت هناك بسمة خبيثة ترتسم على وجهه :
_ ومين منعك تاخد حقك.... هتاخده بس كله بال*قل
لم يفهم ادهم حديث ليث لكن تلك البسمة التي ارتسمت على وجوه الجميع أخبرته أن هناك شيء يُحاك بينهم... او ربما رسالة خفية لا يفهمها إلا هم......
_____________________