على الجانب الاخر كانت أم فتحي تنام مثل الجثة وادهم يحاول ان يجعلها تفيق...... لكن لا رد منها ليهزها بعنف مغتاظا منها :
_ يا زفتة يا هالي اصحي... يابنتي فوقي عشان تاكلي
انتفضت هالي سريعا وهي تنظر له بتشتت تردد :
_اكل؟؟؟ هو فين الاكل؟؟
ضحك ادهم بخفوت حتى لايزعج من حوله وهو يهمس لها :
_ طفسة.....
تجاهلته وهي تمد يدها للطعام تفتحه بلهفة لتنقلب ملامحها بضيق وهي تلمح طبقها الذي يحتوي على قطعة الدجاج غير المفضلة لديها :
_ ايه ده كتف؟؟؟ انا مش باكل كتف انا عايزة ورك
نظر لها ادهم بعدم تصديق ليهتف بسخرية :
_تحبي اخليهم يجيبوا ليكي كبدة بالمرة عارف انك بتحبيها
ابتسمت له هالي بغباء ليزجرها ادهم :
_ كلي يابت اللي قدامك وبطلي هبل هو احنا قاعدين في البيت
رمقته هالي بسخط وهي تبعد طبقها من امامها بتذمر وتغمض عينها ليزفر ادهم بضيق وينظر حوله يبحث عن شيء حتى لمح شادي الذي يفتح طبقه وكان يحتوي على " الورك" القطعة المفضلة لهالي ليهمس بحرج :
_شادي؟؟؟ واد يا شادي؟؟ انت يا زفت
انتبه له شادي ليجيب وهو على وشك الأكل :
_ عايز ايه من زفت سيبني اكل
نظر ادهم لشادي ببسمة ثم طلب منه :
_بقولك يا شادي يا حبيبي ما تديني الورك بتاعك
فزع شادي ونظر لقدمه سريعا وهو يخفي فخذه عن أعين ادهم الذي رمقه بتعجب لحالته.....
تحدث شادي بعدم فهم لطلب ادهم :
_ انت منهم ولا إيه يا ادهم بعدين يوم ما تعا** حاجة فيا تعا** الورك ايه الذوق الهباب ده طب حتى عا** العضلات ولا اتغزل في شعري
صدم ادهم من تفكير شادي ليصرخ به بخفوت :
_انت ياض دماغ امك دي فيها ايه؟؟؟ عضلات ايه وشعر ايه يا اهبل انت بقولك عايز وركك
نظر له شادي بق*ف مجددا وهو يهمس :
_ هو أنت اكتشفت ميولك الانحرافية بعد الجواز ولا إيه بقولك ايه يا ادهم فكك مني يا ابن الحلال انا مليش في الرجالة و....
قاطع كلامه ض*به سليم الذي يجلس خلفه والذي استمع لحديثه :
_ يا أخي بقى نضف دماغك الزبالة دي.... ادهم قصده عايزة الورك بتاع الفرخة بتاعتك
نظر له شادي بغباء للحظات ليردد بعدم فهم :
_انا معنديش فراخ....
كاد سليم ينقض عليه لينتهي من غباءه ذاك ليتحدث كريم الذي يجلس امام ادهم مشيرا لطبق شادي :
_ادي ادهم الورك اللي قدامك في اكلك يا شادي ربنا يهد*ك يا حبيبي......
نظر شادي للطبق أمامه بغباء ليبتسم فجأة وهو يتنفس براحة يحدق بأدهم :
_مش تقول كده يا أخي خلتني افهمك غلط
ثم امسك الطبق أمامه ليمد يده به لادهم الذي رماه بنظرات مشمئزة وهو ينتزعه من يده نزعا ويعطيه طبق هالي.........
____________
عند ابريس كان يزفر بضيق وهو يرمق عدى الذي يتناول طعامه بنهم شديد لينتهي منه في وقت قصير مشيرا لابريس على طبقه :
_هتاكل الاكل ده يا ابريس ؟؟؟؟
ابتسم ابريس ساخرا وهو يمد له طبقه لينقض عليه عدى وهو يهتف :
_ لو حد مش هياكل طبقه انا في الخدمة.....
نظرت له ميسرة بتذمر شديد وهي تمد يدها لابريس ليشاركها طبقها :
_يا ابني ارحم معدتك حرام عليك... كفاية اكل
نظر لها عدى بنزق وهو يشير للطعام :
_ وهو ده اكل بزمتك ده الطبق مفيهوش غير حتة فراخ عندها السُل وامراض الدنيا فكرتني بالفراخ بتاعة لينا في مسرحية المتزوجون ومل*قتين رز ومعلقة سلطة.... ده انا لو بعمل دايت هاكل آكتر من كده
ثم امسك قطعة خضار الزينة :
_ وايه دي ها؟؟ حتة خيار عاملينها زينة مش كان من باب أولى يحطوها على السلطة ويزودوها شوية بدل ما هما مضيقنها آوي كده.....
**ت وهو يكمل اكل بنهم شديد ثم اكمل حديثه :
_ بس هنعمل ايه ادينا بنصبر نفسنا شوية لغاية ما نوصل بعدين يبقى ناكل اكلة محترمة بقى
ضحك تاج على أخيه وهو يهمس لنونيا :
_ خلصي طبقك بسرعة لأحسن عدى هيخلص ويدخل على اكلنا......
علن ضحكات الجميع على عدى الذي تجاهلهم وهو يكمل طعامه....
____________
رمق ليث دانة بحنان وهو يضمها لقلبه اكثر واكثر يهمس لها بكلمات حنونة وهي فقط تغمض عينها وتستمع إليه...... لترمقهم تالا بحالمية تهمس لاياد :
_ الا قولي يا ايدو هو انت واخوك زياد مش طالعين لعمو ليث ليه! ؟؟؟؟
نظر لها إياد بتعجب يتساءل عن قصدها لتكمل مشيرة لليث :
_يعني رغم كل اللي فيه الا انه مع خالتو دانة بيقلب واحد تاني خالص... انما انتم.........
رمقته بسخرية وهي تعود بنظرها لليث :
_مش فاهمة طالعين لمين الا ما فيه مرة بليت ريقي بكلمة حلوة
نظر لها إياد بصدمة يشعر بمرارة الظلم في حلقه لحديثها :
_انا يا تالا؟؟؟ مش انا قولتلك من شهرين يا بيبي؟؟
رمقته تالا بسخرية ليكمل هو وقد بدأ متأثرا مما يقول :
_طب بلاش دي... فاكرة من سنتين بالضبط مكنتش بقولك غير لاڤ السنين..... ولاڤ السنين راحت لاڤ السنين جات... ايه نسيتي ده كمان؟؟؟
ضحكت تالا بسخرية على حديثه :
_ آه ده وقت صدور الأغنية صح!؟؟ ؟
برر إياد ببراءة حديثه :
_ ما هي كانت تريند وقتها......
هزت تالا رأسها بيأس منه وتجاهلته كليا لتشعر بعد دقائق به يسحبها اليه وهو يهمس لها بحنان :
_ انتي قلبي يا تالا وزعلك على عيني انا اسف عارف اني ساعات بقصر معاكي
نظرت له تالا ثواني قبل أن تبتسم فهو لا يوفر فرصة لاسعادها دائما......
ومرت. ساعة أخرى والأمور هادئة بين الجميع سوى من بعض الهمسات وبعض الضحكات الهافتة... ليتغير كل ذلك في اللحظات التالية وينقلب الحال للنقيض
شعر الجميع باهتزاز مريب في الطائرة لتنطلق صرخات خافتة من إحدى النساء قبل أن تهدأ بفعل ضغطة على يدها من شاب يجاورها يبدو أنه ابنها او ما شابة
نظرت دانة حولها لتلمح بعينها ديما التي بدأت ترتجف برعب وزياد يحاول أن يطمئنها أن ما حدث ربما بفعل مطب هوائي لا أكثر.... لكن تبخرت تلك المبررات في الهواء حينما علت صافرات الانذار بتعطل محركات الطائرة ليبدأ الزعر الحقيقي في الطفو على الوجوه وتبدأ الصرخات تعلو اكثر واكثر الجميع يفكر برعب في انقاذ نفسه واحبائه
جذب ليث دانة لاحضانه بعنف وهو يشعر باهتزاز جسدها وهي تهمس برعب باسماء أولادها وعين ليث تدور يراقب أبناءه وابريس وكل من يخصه يشعر بعجز يقيده يشعر برعب لم يشعر به في حياته سابقا سوى تلك المرة عندما خُطفت دانة من بين يديه... لن ينكر لو قال أن تلك المرة خوفه اكبر فليست دانة فقط من بخطر بل هو مهدد الان بفقدان أبناءه الأربعة زياد واياد وديما وتالا.... أبناءه ومن يعيش لاجلهم الان هو مهدد بفقدهم......
كانت حالة ابريس لا تقل عن حالة ليث فهو يرى أمامه تخبط أبناءه والذعر الذي يسكن أعينهم وحيرة..... حيرة تتملكهم فلا يعلمون على اي شيء يخافون.... حياتهم تنهار أمامهم.... يدرك جيدا أنه إن مس احد أبناءه خدش واحد فستتدمر تلك العائلة كليا... انتبهت اعينه بتاج الذي كان وكأنه غائب عن الواقع وهو يناظر الجميع الهلع حوله بنظرات ضبابية وكأنه طفل صغير لا يفهم ما يحدث أمامه وحوله.......
كان كريم يضم مريم بعنف شديد يخشى بل يرتعب فكرة فقدها او فقد أحد إخوته بينما سليم كان يتولى كعادته دور الاب وهو يصرخ بهم أن يتمسك كل واحد منهم بزوجته... و بداخله يرتعب وبشده على عائلته... كان يتمسك في أشرقت وكأنها. على وشك التسلل من بين يديه...
نظر ادهم لهالي التي تتمسك به بقوة وهي تبكي محاولة كتمان شهقاتها والهدوء حتى لا تخيفه اكثر لكن اهتزاز الطائرة لم يساعد على ذلك بل بالع** زاد من حدة الخوف المنتشرة في الأجواء....
رأت منه نظرة الرعب التي يرمق بها شادي الجميع لتمسك بيده تضغط عليها بقوة تحاول بثه طمئنينه هي لا تملكها بالأصل....
_ نرجو من السادة الركاب التزام الهدوء لحين حل المشكلة التقنية في الطائرة
كانت تلك الكلمات والتي لم تكن مسموعة للبعض بسبب الصرخات التي ملئت الأجواء تصدح في الطائرة منبه الركاب لمصيبة على وشك الحلول بهم ......
صرخ ليث بصوت عالي في أبناءه أن يتمسك كل واحد منهم بزوجته جيدا بينما صرخات دانة بجانبه تكاد ت** اذانه
فجأة لمح ابريس الذي يبدو كطفل تائة يبحث في الجميع عن أبناءه وهو يصرخ بهم أن ينتبهوا لتاج.... لم يفهم ليث لما تاج بالتحديد لكنه صرخ بأياد الذي يجاور تاج أن يمسكه جيدا و الا يتركه فيبدو أن تاج لا يمكنه السباحة ع** الباقيين
كان تاج يشعر بالاختناق كلما تخيل أن جسده على وشك السقوط في البحر والغوص في اعماقه فهو مازال يعاني من ذلك الرهاب الذي يجبره على الخوف من البحار شعر بنونيا تمسك بيده جيدا وهي تبكي وتخبره انها معه ومن الاتجاه الاخر شعر بيد أخرى تمسك به وتنظر له بنظرات تطمئنه لكن فجأة ازداد عنف الهزات ليشعر الجميع بقلوبهم تسقط في أقدامهم معلنة عن قرب اصطدام الطائرة بالأسفل ليمر امام الجميع لحظات هلع لشعورهم بقرب نهايتهم.... صرخات أم وهي تتمسك بطفلها وصوت بكاء طفل صغير لا يعلم ماذا يحدث لكنه يشعر بشحنات الخوف ورائحة الموت التي بدأت تفوح في المكان مسببه اختناق الجميع.... وهناك صرخات فتاة باكية تتمسك بوالدها واخر يتمسك بزوجته وغيرهم ممن كان على متن تلك الطائرة
وفي لحظات خفتت كل الأصوات مفسحة المجال لصوت اكبر حتى ينطلق .... صوت اصطدام عنيف في إحدى البحار او المحيطات لا يعرفون..... وفي ثواني بدأت المياة بالتسرب لداخل للطائرة ليبدأ الظلام في الانتشار تدريجيا محيطا الجميع بمخالبة.... بدأ الجميع بالتخبط حوله لا أحد منهم يرى شيء إلا القليل فقط بفعل بعض المصابيح التي ما تزال تعمل كان كلا منهم يتخبط بذراعيه بحثا عمن كان يتمسك به قبل الاصطدام كان صوت صرخات تيتي يكاد ي** اذن سيف الذي كان يحاول جذب قدمها من اسفل بعض الامتعة فقد سقطت بعض الأمتعة عليها لتعلق قدمها أسفل تلك الأشياء الثقيلة والتي كادت تتسبب في مقتلها..... بينما ابريس تمكن وبمهارة عالية من الإمساك بميسرة ومحاولة للخروج بها ليضمن امانها ثم يعود ليرى أبناءه ليسمع فجأة صوت ت**ير عنيف ولم يكن سوى ليث وزياد الذي اخذ كلا منهم في محاولة ت**ير الابواب للخروج قبل أن تغرق الطائرة كليا اتجه وهو ممسكا بميسرة إليهم بصعوبة شديدة بسبب الأشخاص الذي يتخبطون في بعضهم بذعر ليترك يد ميسرة لليث قائلا برعب كان واضحا في نبرة صوته :
_ خد ميسرة معاك يا ليث ارجوك وانا هساعد الباقي هنا
نظر له ليث يرفض ظهر جلي على ملامحه قبل أن يأمر زياد بأخذ كلا من ديما وميسرة ودانة للخارج ومحاولة النجاة بهم قبل غرق الطائرة كليا....
لينظر لهم جيدا متمما على ارتداء الجميع سترة النجاة ليتركهم جميعا مع زياد عائدا سريعا لمساعدة الباقيين بينما نظر زياد لهم برعب لا يعلم ماذا يفعل لكنه طلب من الثلاثة التمسك به ليخرج من الطائرة سريعا يسبح بهم لأبعد مكان ممكن وقد ساعدت سترات النجاه من تخفيف ثقلهم بالماء وتسهيل حركة زياد اكثر وهو لا يعلم ماذا يفعل هل يظل يسبح بهم دون وجهه ام ماذا بالتحديد؟؟؟
كان سليم يتمسك بأشرقت متجها لاحد المخارج التي لمحها سريعا فقد بدأ منسوب المياة بالارتفاع سريعا في الطائرة وبدأت المياة في ابتلاع الطائرة شيئا فشيء ....... تمكن سليم من الوصول للمخرج لينظر خلفه محاولا إيجاد إخوته في وسط ذلك الهرج الذي يعم الطائرة ليلمح بعينه ادهم الذي يضم إليه هالي برعب والتي يبدو وبوضوح أنها فقدت الوعي بين يديه وهناك شادي الذي يحاول النجاة بمنه وكريم الذي كان أقربهم له وهو يسحب مريم بهلع شديد ثواني وكان الجميع يجاور سليم ليخرجوا سريعا من الطائرة وقد وصلت لقاع المحيط فبدأ الجميع بالسباحة للأعلى محاولين النجاة.... ينظرون من الأسفل لسطح الماء وهم يرون أشعة الشمس تنع** عليه مشجعة اياهم على الاستمرار وتخبرهم أنهم اوشكوا على الوصول ليدب ذلك النور القريب بأوصالهم حماس شديد ورغبة في البقاء رغبة في المقاومة ثانية.... اثنتان... ثلاثة واخيرا وصلوا لسطح المياة لتنطلق شهقات الجميع وقد استطاعوا واخيرا التنفس بحرية.....
دار ادهم بنظره ليرى الجميع ممن كانوا بالطائرة بالفعل وصلوا لسطح المياة بعدما نجوا من أمواج البحر الغادرة منتصرين عليه في إحدى جوالاته لتبدأ جوله أخرى لهم لكن ليس في القاع بل في السطح محاولين النجاة بانفسهم وذويهم......
لمح كريم شيء بعيد نسبيا عنهم لتشق صرخاته المكان بكلمة واحدة دبت في الجميع الامل :
_ يابسة.............
في الأسفل تمكن إياد من إنقاذ تالا وتاج ونونيا التي كانت تسبح بمهارة عالية وهي تتمسك بتاج وكأنه صغيرها الذي على وشك فقده
تمكن كلا من ابريس وليث من إيجاد الجميع ومساعدتهم وايضا ساعدوا بعض رواد الطائرة ممن وجدوا انهم بحاجة للمساعدة وكانت المعضلة الكبرى بتيتي والتي واجهوا صعوبة كبيرة في إخراجها من أسفل الأمتعة بعدما أصيبت إصابات بالغة جعلت سيف يفقد عقله كليا .... بدأ ليث وابريس في اخراج الجميع والاطمئنان أن كل من يخصهم بخير ليبدأوا في مساعدة كل من يقع بطريقهم سريعا...... ثم خرجوا خلف الجميع ليصعدوا للسطح فيجدوا جمع كبير من الأشخاص يتجهون صوب اتجاه معين ليلحق بهم الجميع سريعا لعلهم يجدوا مخرج من هذا
نظر ابريس خلفه لمكان سقوط الطائرة وقد بدأ يتلاشي عن انظاره حتى اختفى تماما.... استمر الجميع في السباحة حتى شعر البعض بتخدر اطرافه ومن بينهم ادهم الذي كان يسبح وهو يضع هالي على ظهره.... لكن أوشك على على الاستسلام للوجع لتخونه ذراعه للحظات كاد يسقط بها مجددا للاعماق لولا تلك اليد التي انتشلته بعنف لينظر بجانبه فيجد شاب والذي لم يكن سوى عدى يمسكه بقوة وهو يصرخ به :
_ استحمل خلاص قربنا نوصل الجزيرة بتقرب....
وكأن تلك الكلمات أعادت لادهم جزء من طاقته فاستمر في السباحة وبجانبه عدى الذي سبح بالقرب منه للتأكد انه سيصل بأمان
وها هي الجزيرة بدأ تلوح لهم في الافق لتعلو صرخات فرحة مهللة تمني نفسها بالنجاه اخيرا مرت دقائق ودقائق ودقائق حتى أصبح نصف ساعة لتعلو اول صرخة فرحة بالنجاة وقد وصلوا للجزيرة واخيرا يستشعرون الرمال أسفل ايديهم بعدما كادت تذوب من بقائهم في المياة .....
بدأت الأجساد تتساقط تدريجيا واحدا تلو الاخر على الجزيرة فبمجرد شعور الشخص باليابسة أسفل يده حتى يستسلم اخيرا للتعب وكأنه كان ينتظر فرصة للانهيار
انهار الجميع أرضا بعدما وصلوا للجزير وكلا منهم يضم اليه من يخصه ويبحث بعينه حوله حتى يتأكد أن الجميع وصل.. لكن صرخة سيف المكلومة جعلت ابريس ينتفض وهو يستمع لحديثه :
_ تاج فين؟؟؟ تاج؟؟؟
بدأت صرخات سيف تعلو وهو يردد وينادي أخيه الصغير بجنون كاد يفتك باعصاب المحيطين به :
_ تاج... تاج يا تاج... تاج ؟؟
بحث ليث حوله عن إياد الذي اوصاه على تاج ليلاحظ غيابه .. تأكد ليث ان تاج الان واياد مازالوا يصارعون للبقاء وليس هم فقط بل زوجاتهم أيضا
نظر ليث لانهيار ابريس وهو يحاول طمئنته رغم رعبه لتسقط دموع ابريس برعب وهو يردد :
_ تاج عنده فوبيا البحر لما بيشوفه بيدخل في حالة هيسيترية ومش بيحس بحاجة حواليه .........
والان أدرك ليث سبب رعب ابريس على تاج بالأخص ليلحظ سريعا أجساد تسبح بالقرب من الجزيرة ليشير لهم ليث سريعا بلهفة :
_ بص هناك فيه حد لسه في البحر
وفي ثواني انطلق سيف وعدى وزياد بسرعة كبيرة ومعهم ذلك الغريب الذي هرع لمساعدة من بالبحر ليسبح الاربعة بسرعة كبيرة متجهين لهؤلاء الناجيين داعيين الله أن يكونوا تاج واياد وزوجاتهم..... وقد سمع الله لدعائهم ليروا إياد وهو يحمل تاج أعلى ظهره ويتمسك بتالا وبجانبهم نونيا التي كانت تسبح بمهارة انطلق الأربعة سريعا ليساعدوهم رغم الأمواج التي ازدادت حدتها وكأنها تنتقم منهم على هزيمتها والنجاه من بين براثتها سابقا وبالفعل اخرجوهم من البحر للجزيرة ليسقط جسد الجميع أرضا
ويسرع سليم لادهم الذي كان معهم في محاولة إنقاذ من بالبحر.......
مرت ساعات عصيبة على الجميع ليتنفسوا الصعداء اخيرا بعدما آفاق الجميع مما كانوا فيه لتبدأ الهمسات الخافتة والمتسائلة حول مصيرهم على تلك الجزيرة وماذا سيفعلون في الأيام القادمة فما يظهر أمامهم انه لا سبيل للخروج من هنا... نظر ابريس حوله لزوجته وأبناءه يطمئن انهم اخيرا معه وبخير ويطمئن قلبه انهم بجواره رغم إصابات البعض الا انه يكفيه انهم معه الان
وكذلك ليث الذي كان يضم دانة بحماية وهو يراقب أبناءه براحة شديدة....
وادهم الذي يرفض أبعاد هالي عن احضانه لثانية واحدة وبجواره إخوته كلا منهم يحاول ان يبث طمئنية واهية بزوجته خاصة كريم الذي يواجهه نوبة الهلع التي مازالت تتلبس مريم بعد كل ما حصل ومواجهتهم للموت
ليسمع الجميع صوت جهوري يتحدث من بينهم ليوضح للجميع ما سيحدث محاولا النجاة بهم :
_ بما أن الكل بقى بخير الحمدلله لازم دلوقتي نفكر في طريقة للنجاة على الجزيرة دي بعد ما تعالج الجرحى طبعا و.......
لم يكد ليث يتم كلماته حتى سمع صوت ساخر يخرج من بين الجميع معارضا له وكأنه إن **ت سيحترق :
_ ومين عيّنك وكيل علينا عشان تتأمر كده حضرتك؟؟؟
كاد إياد ينهض بغضب ليُري ذلك المتحاذق مقامه لولا نظره ليث له التي ردعته عن القيام بأي شيء... ليعود بنظره لذلك الرجل متحدثا بهدوء شديد :
_مفيش حد عيّني ولا حاجة انا بس بحاول اساعد مش اكتر انا عشت في ظروف شبه دي كتير واقدر افيد......
قاطعه الرجل مجددا وهو يطلق صوت ساخر جعل ابريس يبتسم ببرود مرددا بغموض وهو ينظر حوله للمكان والأشخاص :
_ شكلنا هنعيش ايام فلة على الجزيرة دي..............
_____________
ولم يكن ذلك سوى مقدمة فقط لرحلتنا يمكنكم اعتبارها تمهيد لما هو قادم.... فالجنون لم يبدأ بعد وما سنعيشه على هذه الجزيرة سيدهشكم فتجهزوا ابدأ مغامرة الأحلام في الفصول القادمة من رحلتنا......
انتظروا بداية الجنون الحقيقي من الفصل القادم
دمتم سالمين
رحمه نبيل ❤️
****