الثالث 3

2006 Words
معلومة قبل البدأ...... في الدول الأجنبية عندما يضيع بعض الأشخاص على جزيرة تتم كتابة رسالة استغاثة معروفة هناك وهي " SOS" وهي عبارة عن اختصار لثلاث كلمات Save Our Souls (انقذوا ارواحنا)..... وعند رؤية الثلاث أحرف تلك يعلم الجميع أن هناك بعض الأشخاص الضائعين في هذا المكان ويتم انقاذهم) _________________ توجهت جميع الانظار لذلك الرجل فكانت الانظار ما بين موافق لحديثه وما بين معترض وحانق واخر غير مهتم بالأمر..... خرج الجميع من هذا ال**ت على شهقات عالية... كان سيف يوجه نظره لذلك الرجل ببرود شديد وكأنه يدرسه لكن افاق من تأمله سريعا حينما سمع صوت شهقة بجانبه كادت تخلع قلبه معها... التفت سريعا ليرى نازيا تضم تيتي بشدة وهي تحاول تهدئتها بينما تيتي تتنفس بعنف شديد وهي تشعر كما لو أن روحها على وشك الخروج... فذلك الوجع الذي ينخر في عظام قدمها يكاد يفقدها الوعى تماما .. تحرك سيف سريعا من مكانه متجها لتيتي ساحبا اياها من أحضان نازيا بعنف وهو ينتبه لقدمها التي سائت حالتها بشكل كبير فكانت تبدو كما لو أن سيارة قد عبرت من فوقها ضم سيف تيتي بعنف يشعر بالوجع يتسلل من جسدها لاوردته هو ليتمكن منه شعور مقيت تلبسه وهو يشعر لتيتي تدفن نفسها فيه بعنف لتكتم شهقاتها.... نظر ابريس لتيتي برعب وهو يتحرك جهتها يحاول التفكير في حل ليسمع الجميع صوت بالخلف : _ انا دكتور ممكن اشوفها لو تحب!؟؟ رفع سيف عينه لذلك الذي يقف يراقبهم ليبتعد عن تيتي بسرعة وهو يهز رأسه سريعا إشارة على موافقته ويبدو أنه من شدة خوفه قد نسى أنه أيضا طبيب..... اشفق ابريس لحالة سيف لينظر لتاج حتى ينهض ليساعد ذلك الشاب والذي لم يكن سوى ادهم الذي بادر للمساعدة فورا..... نظر ليث حوله سريعا ليلمح بعض الجرحى فيشير لابناءه لمحاولة اسعافهم بما تعلموه في الاسعافات الأولية.... نهض سليم سريعا ليمد لهم يد العون وكل من كان يعلم شيء بدأ يساعد به.... وهناك كانت مريم ماتزال تتمسك في كريم وهي تبكي بعنف لما رأته منذ قليل وما تراه الآن من جرحى.... ومنه التي كانت تجلس جوار أشرقت تراقب شادي الذي يساعد سليم....... كان سيف ينظر لادهم وهو يحاول رفع قدم تيتي قليلا ناسيا تماما انه يمكنه تطبيب زوجته بنفسه... نظر ادهم لسوء وضع قدم تيتي بأسف ثم رفع عينه لسيف ليبدأ بشرح حالتها : _ اعتقد في **ر في الرجل وهو ده اللي سبب الورم ده غير الجروح اللي بقت شبه ملوثة ومحتاجة انه يتم تطهيرها بس معرفش هنطهرها ازاى؟؟؟ نظر له سيف بعدم فهم لثواني وكأنه لا يعلم ذلك.... سمع ادهم نداء سليم له لينهض سريعا مرددا : _ هشوف فيه إيه وهرجع تآني وبإذن الله نلاقي حل اهم حاجة محدش يحرك رجلها خالص عشان ال**ر نظر تاج لاخيه الذي كان يضم تيتي بتيه غريب على سيف : _ سيف متخافش هتكون بخير وأكيد هنلاقي في الجزيرة دي اي حاجة تساعدنا اننا نسكن الوجع لم يجيبه سيف لينهض تاج من مكانه بحثا عن نونيا حتى يطمئن قلبه عليها.... بعد ذهاب تاج نظر سيف لتيتي التي كانت تبكي ب**ت تحاول كبت شهقاتها حتى لا تفزعه اكثر... ابعدها سيف ببطء ثم جلس امامها واقترب منها يمسك رأسها وهو ينظر لعينها بوجع هامسا بحروف تقطر ألما كما لو كان هناك من يقطع جسده : _ بصي في عيني يا تيتي... بصي في عيني واعرفي انه مهما كان وجعك دلوقتي مش هيوصل لوجعي وانا شايفك بتتألمي قدامي وعاجز عن اني اعمل حاجة فلتت شهقة وجع من تيتي تبكي وجعها ووجع سيف ليكمل سيف وهو يمسح دموعه ويحاول التماسك لأجلها : _ عشان خاطر استحملي يا تيتي والله حاسس قلبي بينزف لوجعك قلبي بيوجعني آوي... والله هعمل المستحيل واعالج رجلك حتى لو لفيت الجزيرة دي كلها عشان الاقي حاجة تساعدني **ت قليلا يقترب منها حتى يقبل عينها بحنان شديد : _ انتي بس استحملي عشاني يا قلبي ماشي نظرت له تيتي ثواني ثم ألقت نفسها في احضانه وهي تهمس له بوجع : _ رجلي بتوجعني آوي يا سيف بتوجعني آوي .... ضمها سيف بشدة وهو يهمس لها بحنان وعشق متجاهلا تلك الغصة التي تجاهد للخروج بسبب حروفها التي سقطت على اذنه وكأنها حمم : _ استحملي يا قلبي استحملي...... __________________ كان عدى يتنقل هنا وهناك وهو يبحث عمن يحتاج للمساعدة فقد انتشر الجميع لمساعدة الجرحى ليتوقف فجأة وهو يلمح فتاة ملقاة أرضا بعيدا عن الجميع ليتعجب عدى كثيرا من وضعها فاتجه لها سريعا مناديا : _ آنسة؟؟ يا آنسة؟؟؟ لم تجب الفتاة عليه وكأنها **اء او شيء من هذا القبيل لدرجة جعلت عدى يظنها غير عربية ليبدأ في منادتها باللغة الإنجليزية لعلها تجيبه لكن أيضا لا رد.... استدار عدى ببطء ليصبح في مواجهة تلك الفتاة وما كاد ينطق بحرف حتى صرخ مرتعبا وهو يسقط ارضا من هيئتها واضعا يده على قلبه يتنفس بعنف..... نظرت الفتاة لعدى بتشنج من ردة فعله على مظهرها لتبدأ الصراخ به : _ فيه إيه يا أخ انت شوفت عفريت ولا إيه؟؟؟ رفع عدى عينه في تلك الفتاة والتي كانت هيئتها مدمرة بالكامل... فقد كانت تشبه المهرج بتلك الألوان على وجهها والتي توحي بمعركة عنيفة بين المكياج الخاص بها والمياة.... معركة حاول فيها المكياج ذو الماركة الغالية أن يثبت كفاءته في مثل تلك الظروف لكن يبدو أنه خرج من تلك المعركة خاسرا خسارة فادحة...... فأصبحت الألوان تملىء وجه الفتاة بشكل مثير للرعب وكأنها بطلة أحد افلام الرعب....... حاول عدى تمالك نفسه لينهض مبتعدا عنها وهو يشير لوجهها : _ أظن انك محتاجة تغسلي وشك عشان فيه علبة الوان لبست فيه نظرت له الفتاة بسخرية فهي تعلم الأمر فقد رأت انعا**ها في المياة منذ لحظات..... فقط لينتظروا حتى تنتهي من هذه المنحة فستعود لمقاضاة شركة أدوات التجميل تلك والتي اكدوا لها على أنها ضد المياة : _ شكرا لملاحظتك تقدر تسيبني في حالي بقى تفاجيء عدى من وقاحتها تلك وكاد يجيب اياها لولا سماعه لصوت سماريا من الخلف وهي تتحدث بصوت ساخر حاد قلما خرج منها : _ خير يا عروسة المولد؟؟ مالك ومال جوزي؟؟ صدم عدى من وجود سماريا لذا وسريعا حاول تدارك الأمر وهو يبتعد عن الفتاة متجها لها : _ مفيش انا بس فكرت الانسة مصابة ولا حاجة فكنت..... قاطعته سماريا تنوي الشجار مع تلك الفتاة : _ فقولت تقدم يد العون مش كده؟؟ هز عدى رأسه لها لتقترب منه ضاربة كتفه بخفة مغتاظة من تلك الفتاة وهي تهمس له بتحذير : _ جاك اوه.... بقولك ايه يا عدى انا بعديلك كتير اوي بس تقرب من ج*س مؤنث انا ممكن اولع فيك سامع انهت حديثها وهي ترحل متمتمة بتذمر شديد : _ يا حظك الاغبر في جوزك يا سماريا نظر لها عدى بعدم فهم وهو يردد كلمتها بجهل : _ بتعديلي كتير اوي؟؟ على اساس اني بخونك مع الاسباجتي ولا قفشتيني مع فرخة بلدي قبل كده؟؟؟ _______________ كان ليث يجلس بجانب ليث يتحدثون فيما سيحدث بعدما انتهى الجميع من تطبيب الجرحى... وقام سيف بخلع التيشيرت الخاص به ليلف به قدم تيتي بحرص.... جلس الجميع ينظر لبعضه في ترقب لمعرفة ما سيحدث لهم..... ليبدأ ذلك الرجل الذي عارض ليث في البداية بالتحدث بعدما وقف في المنتصف : _ احنا من الأفضل ندخل جوا الجزيرة وندور على مأوى واكل و.... قاطعه ليث ببرود شديد وهو يراقب غباء ذلك الرجل : _ لو عايز تموت وتموتهم معاك اعمل كده.... نظر له الرجل بغيظ شديد لتدخله ومقاطعته وكأنه لم يفعل الأمر نفسه معه منذ ساعة تقريبا : _ وايه بقى يا عبقري زمانك اللي هيتسبب في موتنا؟؟ ابتسم ابريس وهو يحمل حجارة ويلقي بها بعنف شديد لداخل الأشجار التي تقبع خلفهم لينطلق في ثواني اصوات كثيرة ومتداخله لطيور وحيوانات... فيشير ابريس ببرود لداخل الجزيرة ول**ن حاله يردد ( هذا) نظر لهم الرجل بغباء شديد ولم يفهم قصد ابريس مما فعل ليبادر إياد بالشرح وهو لا يطيق هذا الرجل من الأساس : _ الجزيرة بمثابة غاية يعني توقع اي حاجة جوا ممكن ح*****ت مفترسة وغيره اضاف تاج على حديث إياد : _ بالإضافة انها مغطاه يعني صعب على اي طيارة معدية من هنا انها تلمحنا انما على الشط فهو ظاهر ومكشوف لاي حد يعدي فوقنا سخر الرجل منهم وهو ينحني حاملا حقيبة كان قد احضرها قبل غرق الطائرة بالكامل تحتوي على بعض الأشياء الضرورية وهو يواجههم صائحا : _ انا هدخل جوا وأكيد هلاقي ملجأ ليا واكل واللي حابب يجي معايا هو ال**بان لاني كنت بعمل كامبنيج دايما وعارف ازاى اتصرف مع الطبيعة والغابات...... سخر ابريس منه فهذا الشخص يبدو غ*ي كليا لكن يبدو أن الجميع كان له رأي آخر فقد بدأت الهمسات تعلو بين الجميع موافقين له تحدث ليث بصوت عالي ينبه الجميع وخاصة ذلك الرجل المتحاذق : _ والله انا قولت اللي عندي لو حابب تدخل جوا أتفضل بس انا وعيلتي مش هنتحرك من هنا ولو انت واثق من نفسك آوي كده انك تقدر تعيش جوا يبقى all the best همست هالي في أذن ادهم وهي ترمق ليث باعجاب : _ بقولك يا ادهم احنا نفضل مع الراجل الكبارة اللي بيرطم بالانجلش ده.... شوفت قال all the best ازاى ؟؟ ابتعدت تنظر لليث ببسمة غ*ية : _ العلام حلو برضو يا جدعان.... احنا هنفضل معاه وش مش شايف الناس معاه حلوين ازاي تبارك الله تحسه مستورد علبة شوكولاته من برة يا أخي نظر لها ادهم بق*ف وهو يبعد وجهها اكثر عنه بغيظ : _ يا شيخة ارحمي ابويا هو ده وقته نظرت له هالي بضيق شديد بينما كان سليم يحاول أن يفكر جيدا على اي طرف سيكون فالجميع تقريبا ذاهب مع ذلك الرجل لداخل الجزيرة بعد أن اقنعهم بوجهة نظره والقليل فقط بقى مع الرجل الاخر..... نظر شادي لهم يسألهم بعينه عما سيفعلون لتهمس له منه بحيرة : _ هنعمل ايه يا بوص؟؟؟؟ نظر لها شادي بغيظ شديد وانفجر فيها غاضبا : _ اخرسي خالص يا وش الفقر كان مالنا ومال الدولي احنا؟؟ قولتلكم نروح جمصة....... تحدثت هالي بصوت عالي مصفقة بيدها لتجذب الانتباه وهي تلحظ حيرة الجميع : _ مش فاهمة انتم محتارين ليه؟؟ ما هي واضحة زي الشمس اهي ثم أشارت بيدها لليث ومن معه : _ واضح آوي ان كفتهم طبت عن التانيين ثم قالت بهمس : _ الحلوين عندهم على كل شكل ولون لم يستطع كريم كبح سؤاله.... ليتساءل عن مغزى حديثها : _ عشان كلام الراجل الكبير يعني؟؟؟؟ أخرجت هالي صوت ساخر من فمها متمتمة بغيظ : _ كبير مين يا اعمي البصر انت؟؟ تحدث سليم بعدها وزن الأمور برأسه : _ اعتقد فعلا ان كلام هالي صح.... الشخص ده بيقول كلام سليم... احنا محتاجين نفضل قريب من الشط... بالإضافة ان الراجل التاني ده أساسا شكله ثقيل ومش طايقة نظرت له هالي بتعجب لحديثه ذلك لتقول ببساطة وهي تهز كتفها : _ انا محسبتهاش كده بس تمام أنا معاك تحدث شادي مشا**ا يحاول استفزازها كعادته : _ أمال حسبتيها ازاى يا أم فتحي؟؟ كادت هالي تجيبه ببعض الحديث اللاذع لولا يد ادهم التي حالت ما بين ذلك ليسب شادي بغضب : _ انت حابب تتهزق يعني؟؟ قسما بالله يا شادي اما سكت ما هيكون وركك اللي هاخده بس أنهى حديثه وهو يسحب هالي من يدها متقدما جهة ليث لينظر شادي له بقلق مشيرا بيده علي ادهم : _ قولتلكم الواد ده مش مظبوط والله...... كان ليث يقف يراقب الجميع وقد بدأوا ينضموا لذلك الرجل الذي علم فيما بعد أنه يدعى عمرو.... تحدث ابريس يراقب الجميع يتوجه لعمرو ذاك بلهفة وكأنه منقذهم : _ تقريبا كله ماشي مع الاغلبية.... ابتسم ليث مربتا على كتفه : _ كفاية انت معايا ياباشا ولا إيه؟؟ ضحك ابريس مشيرا خلفه لدانة وميسرة الذين جمعوا حولهم حميع الفتيات ويتحدثون كما لو كانوا في مطعم ما : _ ودانة وميسرة متنساش ضحك ليث بشده يوافقه الرأي ليقاطع حديثهم تقدم شاب منهم... ذاك الشاب الذي ساعد لإنقاذ تاج مع ابناءهم ليبتسم له ابريس فورا بينما ليث كما العادة كانت ملامحه غامضة جامدة تحدث ادهم مشيرا خلفه لنقطة تجمع عائلته : _ هو احنا ممكن نفضل معاكم؟؟؟ نظر ليث لابريس قليلا ليهز ابريس رأسه ثم نظر مبتسما لادهم وهو يربت على كتفه : _ خلي البنات اللي معاكم تروح ترتاح مع البنات دي أنهى حديثه مشيرا لميسرة ودانة والفتيات.... ابتسم ادهم بشدة لذلك لكن فجاة سمع همسة هالي وهي تنظر لليث وابريس ومن معهم من الشباب : _ كنتي فين يا لحمة لما كنا جزارين؟؟؟ التفت ادهم بعنف لهالي وكاد يعنفها لكنها غمزت له سريعا وهي تضحك وتركض للفتيات فقد تعرفت على تيتي وذهبت لتتحدث معهم ليتنحنح ادهم ينظر بحرج لليث وابريس ويبدو انهم سمعوا حديث تلك البلهاء ام فتحي ليقول ببسمة واحترام مشيرا لام فتحي : _ بشكركم جدا انكم وافقتوا ننضم ليكم... وبالنسبة لام فتحي فدي ست ارملة على باب الله وبنعطف عليها... فاحنا مش مسئولين عن أي حاجة بتعملها هنا أنهى حديثه لتنطلق ضحكات ابريس بشدة بينما ليث يبتسم بسمة بسيطة مربتا على كتفه بحنان مشيرا للفتيات خلفه : _ متخافش عندنا منها كتير اوي......
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD