الفصل الثالث

2124 Words
الهروب عادت للغرفة تنعى حظها التعس ، لقد انتهت حياتها بموته ، ماذا ستخبر أبيها ؟؟ بم ستتعذر للناس ؟؟ ومن ذا سيقبل بفتاة مثلها ؟؟ وماذا إن كانت شكوكها صحيحة أيضا ؟؟ إنها كارثة ستنهى حياتها بكل المقاييس .انتفضت عن الفراش ما إن لامسته ،لابد أن تتأكد من شكوكها فأنى لها ؟؟ تفقدت أمها التى كانت منشغلة بأعمالها اليومية كالعادة لتنتهز الفرصة قبل عودة أبيها من عمله وغادرت المنزل متسللة ، ستظن أمها أنها توجهت للمقابر مرة أخرى ولن تدفعها لمزيد من الأحزان، ربما كانت أمها وشقيقتها هويدا فقط من تشعرا بما تعانيه وتقدما لها دعما وإن كان مستترا للحماية من بطش أبيها، ابتعدت عن المنزل قدر استطاعتها ، يجب أن تتوجه لصيدلية لا يتعرف عليها صاحبها . حصلت على ذلك الجهاز وقفلت عائدة للمنزل ، بين لحظاتها القادمة تقبع حياتها أجمع ، يمكنها ألا تتزوج مجدداً لا تتوقع أن يتقدم لها أى من أبناء هذه القرية بكل الأحوال وقد عدها الجميع نذير شؤم، لكن إن صدقت ظنونها فهى وأسرتها سيهلكون جميعاً وربما جاء الهلاك على يدى رب الأسرة نفسه. الفحص لا يحتاج لوقت كثير بضع دقائق وكانت تقف بالمرحاض تحملق فى جهاز كشف الحمل الذى يحمل علامتين مؤكدا حملها لصغير يقبع بين احشائها ولن يطول الوقت قبل أن يعلن عن نفسه ويحكم عليها بمزيد من البؤس والشقاء. كان من المفترض أن تكون هذه أسعد لحظات حياتها لكنها اسوأها . بكت ما طاب لها البكاء لتخرج من المرحاض بعد ذلك بأعين متورمة وكل مخاوفها تتمحور فى مصارحة أسرتها بتلك الكارثة، ليس أسرتها عامة؛ بل أبيها. برق عقلها فى لحظة ، لما لا تطلب مساعدة حازم ؟؟ فهو شقيق زوجها الأكبر ويمكنه أن يزود عنها وفاءاً لأخيه .ستطلب منه أن تعيش ببيت حسام ، والدها لن يقبلها بالمنزل بعد علمه بما أقدمت عليه . كما أن والديه قد يسعدان بهذا الخبر ، فإن هذا الصغير يعنى امتداد لفقيدهما الراحل قد يكون هذا الحمل هو ما ينهى كل تلك الخلافات فور دعم حازم لها . طالما أخبرها حسام أن حازم رغم حمله الكثير من معانى اسمه إلا أنه يلين لكل ما يخصه هو فهو شقيقه الوحيد. لملمت شتاتها واتجهت للخارج مرة أخرى فعليها إنهاء هذا الأمر قبل عودة أبيها من العمل وعليها حسن استغلال خوف أمها من أبيها فهى لن تتفقدها قبل إنهاء أعباء اليوم كافة. توجهت لمنزل والدى حسام الذى لا يبتعد عن منزل أبيها كثيرا وحين لاح لها حازم أمام المنزل حثت خطاها متوسمة الخير . رأها حازم مقبلة عليه بينما كان ينظف سيارته ليعتدل وينظر لها بتفحص للمرة الأولى بحياته ، لقد حدثته أمه مساءاً بأمر زواجه منها واستحسن أبيه الفكرة لينهى خلافه ووالدها بأمر الإرث ، إن تقدم لها خاطبا قضى الأمر وصمت أبيها للأبد . تقدمت منه وقد انتوى مهادنتها حتى وقفت أمامه ، حالتها مزرية بحق . ءلهذه الدرجة كانت تعشق أخيه الراحل ؟؟ وهل يمكنه أن يتزوجها وهو يرى أخيه بعينيها ؟؟ وقفت أمامه ترجف خوفا مما هى مقبلة عليه ليتحدث هو أولا بجفائه المعهود _عاملة إيه ؟ حركت رأسها بصمت ساد قرابة الدقيقة حتى استجمعت شجاعتها _ حازم أنا محتاجة مساعدتك . _محتاجة مساعدتى فى ايه ؟؟ تساءل بترقب لتعود للصمت وذرف الدموع ، أشار لسيارته _اركبى نتمشى بالعربية ونتكلم. اتجهت بآلية للمقعد المجاور للسائق حيث جلس هو لينطلق بسيارته وتعود للصمت بنحيب أعلى هذه المرة . نظر لها بتشكك لهذا البكاء الذى يغمرها _فى إيه مالك ؟ ليه كل العياط ده ؟ لو جاية تتكلمى عن الورث بردو زى والدك اظن عندى فكرة تنهى الموضوع ده خالص هزت رأسها نفيا بضعف مقاطعة استرساله فيما لا يعنيها _حازم انا حامل . ضغط دواسة الفرامل بقوة لتتوقف السيارة مص*رة صريرا مزعجا وهو ينظر لها بفزع _ انت ايييه ؟؟ اجهشت بالبكاء وهى تشرح له موقفها بما اسعفها عقلها ببراءة _كنا فاكرين الفرح هيتم ونتجوز ، ماكناش مت... قاطعها حازم بحدة مستنكراً ورافضا ما تطرحه _ انت عاوزة تنسبى اللى فى بطنك ده لاخويا؟؟ _ايه ؟؟؟ رددت ببلاهة ليتابع تنفيس غضبه وتخبطه _ انت ايه شيطانة !! فكرانى هسمح لك تستغلى موت اخويا بالبشاعة دى ؟؟ نظرت له بفزع _ حازم انا حامل فى ابن اخوك، حسام ابو اللى فى بطنى . _اخرسى صرخ بها بحدة ملتقطا أنفاسه الغاضبة قبل أن يسرد ما يرسخ بعقله على مسامعها _ انا شايفه قبل ما يموت بدقايق طاير من الفرحة لانه هياخدك خلاص . أشار لها بإتهام _ قالها لى صريحة ،اخيرا يا حازم هاخد أمانى ، وانت عاوزة تشيليه مصيبتك وغلطتك ؟؟ تلعثمت أمانى _مش غلطة ، كان جوزى وكان فاضل على الفرح اسبوع واحد . علت شفته العليا بتهكم واضح _انت ناسية أننا كتبنا الكتاب قبل الفرح بإسبوع؟ وفاكرة انى هأصدقك وأكدب اخويا اللى مات ؟؟ حسام مالمسكيش انا متأكد، وإياكى ثم اياكى تفكرى تتكلمى فى الموضوع ده . ممكن تصارحينى بإسم ابوه وانا اتصرف معاه رغم انك خونتى اخويا لكن هحاول اساعدك أما انك تفكرى تنسبيه لاخويا اللى مات تبقى ماتعرفيش انا مين . لطمت وجهها منتحبة _ابن اخوك، اقسم بالله ابن اخوك حسام . احتقن وجهه غضبا بينما لزم الصمت متلاعبا بأعصابها قبل أن يطمر غضبه فى غلاف من برود ظهر فوق كلماته _تمام ، ممكن نعمل فحص DNA بعد ولادتك بس لحد ما نعمل الفحص انا مش هعترف باللى فى بطنك واتحملى بقا لحد ما تولدى لوحدك . شهقت بضعف ترجو نخوته _ ارجوك يا حازم اقسم لك إنه ابن اخوك، حسام اتجوزنى بعقد شرعى قبل ما يموت وده لوحده هينسب ابنى لابوه. ضحك حازم وقد تبدلت نظراته لها فى لحظات ورأى نفس الصورة التى يضع النساء فى إطارها _ عقد بس يا هانم، البلد كلها تشهد أنه ما دخلش عليكى، الولد للفراش وطبعا الفراش ده ماجمعش اخويا بيكى ابدا. افتكرى كويس هتعرفى مين ابوه الحقيقى ومين اللى جاب لك العار اللى انت شيلاه أشاح وجهه عنها وتطلع للأمام ليعيد تشغيل السيارة متابعا طعنها بنفس البرود _انا هستنى ابوكى يقولى خبر الحمل ده علشان اتبرأ منه ومن اللى انت عاوزة تنسبيه لاخويا. تحرك بالسيارة ليعود لمنزله هو ثم يرمقها وكأنها مرض سيجهز عليه لتسحب نفسها وتترجل عن السيارة تجر أذيال خيبتها عائدة إلى منزل أبيها لتحمل بؤسها وحدها . كان والدها قد عاد من عمله بالفعل وينتظر عودتها فقد أخبره أحد الجيران أنه رأى أمانى بسيارة حازم . دخلت وكان فريد يجلس برفقة زوجته التى يبدو عليها الاضطراب وزاد بمجرد ظهورها ليتساءل فؤاد بغلظة معتادة _كنت فين يا ست امانى ؟ فتحت فمها ليحذرها بغلظة _ إياكى تكدبى تلعثمت أمانى فهى تعلم جيداً كيف يصب أبيها غضبه _ كن .. كنت مع حا...حازم هب أبيها واقفا متغاضيا عن خروجها من المنزل _كلمتيه عن ورثك من حسام ؟؟ هيد*كى حقك ولا هياكله ويصر على عمايله .انا وسطت ناس كتير وهو سايق فيها ومش راضى يد*كى حقك. استرسل فريد بحديثه والتزمت الصمت سوى من هزات رأسها نفيا وايجابا ليفسر هو كل ايماءة حسب ما يحب تاركا أمانى محطمة الأمانى مدمرة القلب بمستقبل مجهول الهوية . مر يومين فقط وهى على نفس الحال حتى حزمت أمرها ، حازم لم يصدقها ولن يفعل وأبيها لن يدعمها ، وحده حسام الذى كان يشعر بها وقد غادرها تاركها تتخبط فى غيابات اوقعها فيها وارتضتها بتهور دون أن تفكر فى تبعات ما تفعل ، لحظات من الدفء القاتل قضتها بين ذراعيه راغبة مثله فى قربه كانت كافية لتدمير ما بقى من عمرها ، كافية لتزرع أشواك الضياع بدربها الذى لم تبدأ السير فيه وأصبح عليها دهس الأشواك وحيدة راضية بالألم مرحبة بالجرح ومقدمة دماءها قربانا رخيصا لبعض من عمرها قد تتمكن من احياءه مجددا . قضت الليلة الماضية تصارع أفكارها المقيدة بذلك المكان حتى قررت اخيرا أن تتحرر منه ، ليس أمامها خيارا سوى الفرار من هذه البلدة والتوجه للعاصمة لتضيع بين تلاحمها الصاخب ومن هناك يمكنها أن تنفذ خطتها .لا تحمل شهادة جامعية ولن تتمكن من الحصول على عمل ، حقا هى لم تتجاوز التاسعة عشر من عمرها لكنها ليست حمقاء وتعلم جيدا أن العمل بالعاصمة لفتاة فى مثل ظروفها سيكون مستحيلا ، لذا قررت أن تكون العاصمة مجرد محطة انتظار ثم ستغادرها أيضا إلى حيث ستتابع حياتها البائسة وحدها. يمكنها أن تستفيد من كل ما علمها إياه حسام عن التكنولوجيا ومواقع الإنترنت حيث ستجد خلاصها المؤكد. ليست شيطانة لتفكر فى تلك الفكرة الشيطانية لكنهم شياطين دفعوها لهذا الطريق ، حازم الذى اتهمها بهتانا وزورا ورفض الاعتراف بصغيرها المنتسب لأخيه وأبيها الذى لم يفكر منذ ذلك اليوم الحزين سوى بالمال الذى سياخذه إرثا لها . ينكر على حازم استحلال حقها وينتوى هو استحلاله. يستحقان ما ستفعله وستحرص أن يحصدا الندم . استيقظت صباحا بوجه غير الذى باتت به ، تحممت وتزينت أيضا وارتدت مصوغاتها الذهبية كاملة ، احتفظت بثوب الحداد وقررت دفن الأحزان حتى إشعار آخر . غادرت غرفتها لتستقبلها أمها بإبتسامة أسرت حزنا بقلبها لما هى مقدمة عليه فذى الغالية وشقيقتيها هن من سيتألمن حقا لما سيحدث. اتسعت ابتسامة بهية الودودة _ عملتى طيب يا بنتى، انت لسه فى عز شبابك بلا حزن وهم، بكرة ربنا يعوضك باللى يسعدك ويهنيكى . الدنيا مابتقفش على حد يا أمانى. تألمت قسماتها قسرا لكنها تداركت الموقف سريعا لترسم بسمة شاحبة _ ماتخافيش يا ماما هبقى كويسة إن شاء الله . خرجت عصر ذلك اليوم بصحبة شقيقتها الصغرى هويدا لشراء بعض مستلزمات الأخيرة وكان عليها المرور من أمام منزل حمويها ، وكم تمنت أن تلقى حازم وقد كان لها ما تمنت فقد كان عائدا من متجره للتو يصف سيارته أمام المنزل وقبل أن يتجه للداخل مرت من أمامه ليبتسم بتهكم ابتلعته بصبر وهى تتوجه نحوه عازمة على إنهاء ما انتوت رغم ارتجاف قلبها فزعا _ ازيك يا أبيه حسام؟ يارب تكون بخير . رفع حاجبه الأيمن دهشة ودقق لها النظر لتقف أمامه بحدة _انت لسه مصمم تأكل حقى؟ هنيالك نار جهنم اللى هتتشوى فيها . عقدت ساعديها ليشتعل غضبا ويبدأ هجومه كما خططت _ انت بتقولى إيه يا بت انت ؟؟ حقوق إيه اللى بتكلمى عليها !! علا صوت أمانى ليتلفت المارة _حقى فى ورث اخوك حسام ، حسام جوزى ولا نسيته؟ ولا عامل روحك ناسى !! سحبت هويدا ذراعها خوفا من هيئة حازم الذى انتفخت أوداجه بالغضب فأرعبتها _ بينا يا أمانى من هنا اعملى معروف نفضت امانى ذراعها _ هامشى بعد ما أوجهه بحقيقته اللى مخبيها. انت ظالم يا حازم وكلت حقى وانا فوضت أمري فيك لله. قاطعها حازم مندفعا نحوها _الأحسن للى زيك تخرس خالص ومالكيش فلوس عندى صرخت أمانى _لا ليا فلوس جوزى يا مفترى . هبطت سوسن الدرج فزعا لتربت فوق ص*ر امانى _الشارع ما ينفعش للكلام ده يا بنتى ضحك حازم بتكلف _مابقاش غير العاهرات يحصدوا تعب السنين! شهقة جماعية كانت والدته إحدى المشاركات فيها لتصرخ امانى _ اخرس قطع لسانك يا كداب يا مفترى . لم يصمت بل تابع بنفس اللهجة وقد اعماه غضبه _ أنت يا بت انتى مش جيتى من يومين تعيطى لى علشان اعترف باللى فى بطنك ومعرفش جايباه منين وعاوزة تنسبيه لاخويا؟ انقضت عليه تصرخ وتتهمه بالكذب ليبدأ الجمع محاولة الفصل بينها وبينه ، هى تتهمه بالكذب وتشويه سمعتها وهو يتهمها بالعهر والفجور ، احاطها النسوة يجذبنها للخلف لتسرع مقتربة من وجهه لتبصق بتقزز لم تدعه . تصنم لحظة قبل أن يصرخ ويحاول النيل منها لولا تمسك الناس به _ هأقتلك يا، اقسم بالله هقتلك بإديا دول ظل يصرخ بينما زاد تجمع الناس وحمله الرجال قسرا لداخل المنزل قبل أن تغلق والدته الباب ويصل أبيه وبمجرد علمه بما يدعى صفعه أمام الجميع ليعتبر الناس هذه الصفعة انكارا لما تفوه به حازم . ...... غادرت بصحبة هويدا التى طلبت منها العودة للمنزل خوفا من لحاق حازم بهما لترفض أمانى وتصر على متابعة ما عزمتا عليه لتتجها نحو السوق المحلية التجارية للبحث عما تحتاجه هويدا وهى تعلم أنها تنتفض فزعا _ماتخافيش يا هويدا _ ماشوفتيش شكله عامل ازاى؟ ليه كده يا أمانى انا خايفة منه اوى _ مايقدرش يعمل حاجة هو بيهوش وخلاص _ اوعدينى يا أمانى تبعدى عنه ده راجل شرانى _ اوعدك يا هويدا، انا عملت كده بس علشان ابوكى يحل عنى ويعرف انى طالبته بالحق اللى هو عاوزه، انا خلاص يا هويدا بعد حسام لا عاوزة فلوس ولا عاوزة حاجة من الدنيا. صمتت هويدا وهى تشعر أن أمانى ترتدى زيا تنكريا لتوهم الجميع أنها تجاوزت أحزانها رغم أنها لم تفعل لذا عليها أن تدفعها فى جولتهما التسوقية لبعض المرح الذى لا تملكاه بمنزل يحكمه فريد. طال البحث وتجولتا بين المتاجر وبينما توجهت هويدا لتجربة رداء اعجبها تصنعت أمانى التحدث عبر الهاتف فهى بعيدة بما يكفى عن المنزل . انهت اتصالها الوهمى سريعا لتتجه نحو البائعة بإبتسامة _من فضلك اختى بتقيس الفستان جوه لما تخرج قولى لها انا خرجت اكلم حازم دقيقة واحدة وراجعة . اتجهت للخارج بعد ان أبدت الفتاة موافقة فورية ، حثت خطاها لتبتعد عن المتجر ثم ترفع طرف حجابها مخفية الجزء الأعظم من وجهها ثم تستقل اقرب مواصلة محلية نحو موقف سيارات البلدة . نظرت للخلف وهى عازمة أن تكون المرة الأخيرة التي تنظر فيها للخلف . كم كان حبيبها طيب ساذج !! كان يظن بهذا الاخ خيرا بينما الأخير لم يهتم سوى بالحصول على ماله بعده . كان مستعدا لفضحها، لقد احسنت فعلا بإستدراكه للغضب الذى عليه أن يتحمل تبعاته وحده وستحرص على أن يفعل . غصة مؤلمة اعتصرت قلبها وهى ترى أمامها صورة أمها واختيها لكنها رفعت رأسها واغمضت عينيها عن هذه الصورة، عليها أن تعترف أن ضعف أمها امام أبيها يسرى بدمائها وكان سببا فى قبولها تجاوزات حسام فى البداية، لقد اعتادت على الرضوخ، دربتها أمها على ذلك منذ نعومة أظافرها وهذه هى النتيجة التى عليها تحملها وحدها.
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD