الجزء الأول

4136 Words
أحيانا يكون من الصعب الحفاظ على حلمك على قيد الحياه ، ومن الممكن أن يبقى الحلم مجرد أحلام يقظة لفترة طويلة جدا ، لكن الأهم هو محاولة تحقيق الأحلام رغم الصعوبات وال*قبات التي تعترض طريقك ، حتى اذا فشلت فقد نلت شرف المحاولة واكتسبت درس جديد يساعد في المرات القادمة ، واكثر الأشخاص الذين نجحوا في حياتهم تعرضوا للحظات فشل في البداية قبل وصولهم للقمة ومرحلة تحقيق الأحلام ، وتركوا لنا عبارات عن تحقيق الأحلام كانت لنا بمثابة المرشد وشعاع النور الذى ينير عقولنا وطرقاتنا ، لذلك أتمنى في أواخر تلك الرواية أن تكون شعاع نور لأحدكم ، أن تكون الأمل بعد فقدان الأمل في منزل له قيمة معنوية في عروس البحر يتكون من طابقين وحديقة في غاية الجمال تُزرع فيها أنواع شتى من الورود أما في غرفه من هذا المنزل ارتجفت تلك النائمة بعمق على وسادتها من صوت نحيب ممزوج بفرحه تململت بتذمر فدائمًا يحدث كل جديد في المنزل في وقت نومها ، خرجت من المرحاض بعدما جففت وجها ، هبطت للأسفل بوجهه مشعث فوجدت أمها تبكي ولكن على وجهها علامات الفرحة ووجدت أبيها يحتضن أختها وكلاهما يضحك بصوت عال والدموع مترقرقه على خديهم واخيها الصغير المتشبث في قدم أبيه تسمرت مكانها هتفت وجهها يعلوه علامات الدهشة والاستنكار في الوقت ذاته صباح الخير يا جماعه مالكم !! ، أنا بقول أجيلكم وقت تاني .:: أسرعت والدتها خٌطاها إليها وارتمت بين يديها دون النطق بكلمه واحده فبدالتها العناق وقالت بتوتر :: مالك يا ماما اهدي طب أنتِ فرحانه ولا زعلانه بس عشان احدد موقفي .!!! كانت مشاعر والدتها تدفق لقلب أبنتها من خلال ذلك العناق الذي ضمتها به قائلة بسعادة ::افرحي يا حبيبتي ربنا حققلك حلمك اسمك كان لسه بيتقال فالتلفزيون . زادت دهشتها فهي إلي الآن لم تفهم مقصدها وهمست بأعين جاحظه من الدهشة ::اسمي ! وانا!! يعني اسم خديجه ظافر أتنطق فالتلفزيون أزاي دا . كاد والدها أن ينطق ولكن قاطعته خديجه كأنها تذكرت شيء وأضافت بأعين زائغة :: النتيجة ! أيوا النتيجة ! أنا أزاي نسيت إنها أنهارده و..... قاطعتها أختها وقالت والدموع تملئ عيناها والابتسامة على وجهها ::ايوا يا حبيبتي أحنا كنا بنقلب فالتلفزيون لحد ما جابوا سيره النتيجة وسمعنا اسمك من ضمن الأسماء وهما بيقولوا إنك طالعه التانية على الجمهورية بمجموع 99.9% . صُدمت خديجه وارتمت بين يديها باكيه والتفت الجميع حولها وعانقوها بشده قال والدها بمشاعر مفرطة :مب**ك يا حبيبتي مب**ك عقبال تخرجك يارب أنا مش مصدق نفسي .: وشدد من عناقها فأحست خديجه بمن يمسك قدمها بالأسفل ومتشبث بها نظرت فإذا به أمير أخيها الصغير قائلًا بنظرة حانية وحروفه تخرج من فمه مغلوطة :: سيبوا خديجه مش حد يحضنها غيري أنا زعلت منك أزاي سيباهم يحضنوكِ وانا واقف ومش تحضني زيهم . ضحكوا على حروفه المقلوبة ، مالت إليه خديجه وحملته وأخذت تقبل فيه قائلة بمشا**ة ::وهو في حد زيك يا أميري دا أنت أمير قلبي وحياتي وروحي . عانقها بقوة ومال يقلب وجنتها يبادلها مشاعرها الرقيقة: وأنتِ خديجتي بحبك أووي مش .. تخلي حد يحضنك جامد كدا غيري . ضحكوا عليه ، فقالت بطاعة ::حاضر يا أميري . وعاودت تعانقه بشده فسمعوا طرق باب المنزل فخرج ظافر لفتح الباب فإذا بناجي أخيه يبارك له :: الف مب**ك يا اخويا أنا هطير من الفرحة أيده الآخر بعدم تصديق :: والله و أنا مش مصدق يا ناجي خالص أنا عارف إن خديجه طول عمرها ناجحة بس ظروف امتحاناتها وتعبها ماكنتش متوقع كدا خالص . ربت ناجي على ظهره وقال بحنان ::خديجه غلبانة و تستاهل وربنا كرمها على قد تعبها . فقال ظاهر مؤيدًا :عندك حق والله أيه دا أنا نسيت ادخل أدخل الفرحة خادتنا تعالي نقعد فالجنينة وأنادي خديجة والولاد يسلموا عليك أجابه مشيرًا إلى الصناديق : طب تعالي شيل الكرتونتين دول معايا وبراحه علي القزايز ليت**روا عاتبه ظافر بلطف :برضو كدا يا ناجي خيرك سابق يا اخويا تن*د مجيبًا بلهجة ي**وها الحنان :: ودي تيجي برضو احنا عندنا كام خديجة وبعد قليل كانت تخطو فريد ناحيتهم وهي تحمل بين كتفها أمير وبمجرد أن رأى عمه أخد يتململ حتى أسقطته عن كتفها و أخد يُسرع ناحيه عمه ، عانقه بحب وهو يصرخ باسمه ::عمو حبيبي أخيرًا جيت قابل الآخر عناقه بص*ر رحب وأجابه مازحًا :حبينا الصغير ايوا جيت يا فصعوك أنت بعد دقائق من اللعب مع الصغير حتى صاح ورأسه تدور يسارًا ويمينًا :: أمال فين خديجه بقا ولا هي هتتنك بقا و اسمي اتقال فالتلفزيون وقابلوني بمواعيد والشغل دا !! قهقهوا ضاحكين و أجاب ظافر ضاحًكا :: هي تقدر برضو دا روحها فيك هي بس بتصلي هي واختها ونازلين ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ في منزل آخر يجاور منزل خديجه يسكن فيه عمها إبراهيم وفي غرفه المعيشة تجلس بها أم هذا المنزل ، تجهزت وأصبحت على أتم استعداد للذهاب و التهنئة ، صاحت مناجية ::يلا يا بنات خلينا نروح نبارك لبنت عمكوا و .. قاطعتها ياسمين وهي تدلف للغرفة لاويه فمها والغيرة ظاهر عليها قائلة بعدم رضا :: هنروح نعمل أيه يا ماما واحده ونجحت أيه المباركة فكدا يعني مش فاهمه هو أي هيصه وخلاص !! بينما كانت أمها سترد عليها قاطعتها أختها قائله بضيق ترمق ياسمين بغضب رحمه: واحده طول عمرها شاطره وناجحة واسمها اتقال فالتلفزيون لا وكمان الثانية على الجمهورية أنا أه مبحبهاش وأنتِ كمان بس هي فعلا نجحت وحققت حاجه كبيرة ودي فرحه كبيرة ، يلا ننزل وخفي حقدك دا شويه والنبي . تن*دت والدتها و قالت برضا تشير للصغيرة : شايفه أختك الصغيرة عاقله أزاي مش أنتِ وبعدين خديجه غلبانة وطيبه صفي نيتك من ناحيتها وربنا هيكرمك ، ويلا امشوا من قدامي خلينا ننزل عشان أبوكوا ميزعقش ...... ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ هبطت خديجه للأسفل وعانقت أعمامها بشده فهي تحب عائلتها كثيرًا ودائمًا ما يسعدها لم شمل العائلة ،سلمت على بنات أعمامها ولم يخلوا السلام من المباركات والضحك والمداعبة ، وبينما هم جالسون يتبادلون أطراف الحديث فإذا بجيهان تدخل المنزل هي وأبنائها صرخت خديجة حين رأتها ، فعلاقتها بعمتها لا تشبه أي علاقة بين أي أحد في تلك العائلة ، عانقتها عمتها بقوة مُباركة بسعادة بالغة :: الف مب**ك يا روحي ياللي مفرحاني دايما أنتِ . خديجه متمته بفرحة تشاركها سعادتها بحصاد ما زرعته : الله يبارك فيكي يا جيجي يا حبيبتي و أفرح بعصافيري الصغنين دول . حديث متبادل بينهم يلاحظن زوج العيون التي تراقبهم والشر يتطاير من مقلتيها ، إنها ياسمين فهي ممتلئة بالحقد من العلاقة المتواطدة بين جيهان وخديجه . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مر يومين على خديجه تتلقى اتصالات من أصدقائها وزيارات من جيرانها يباركون لها حتى أتي اليوم الذي لا طالما تنتظره ولكن لم يكن في صالحها أبدًا هبطت من غرفتها تنوي الدخول لغرفه المعيشة وجدت أبيها يجلس ينظر للتلفاز بتركيز وعلى قدمه أمير وأمها كعادتها تعمل بالخيوط اليدوية جلست جوار أبيها وقالت بنبرة متوترة :: بابا كنت عاوزه أتكلم معاك في موضوع . نظر إليها وهو يعرف ما تنوي التحدث به ، تن*د يستعيد ثباته بعد عاصفة خوف مرت بعقله ،حرك رأسه موافقًا فقالت بارتباك تفرك يدها :: بابا أنت عارف موضوع المنحة اللي جاتلي وعارف قد أي أنا نفسي فيها وكنت بسعى فدراستي عشانها وعارف كمان إن أنا هنا مش هعرف أحقق أي حاجه من اللي نفسي فيها والبلد هنا والتعليم مش حلمي خالص ومقدر كمان إن نفسي اشتغل وابقى ليا قيمه وسط الناس وقدام نفسي قبلهم التقطت أنفاسها وأضافت ببعض الضيق ::بابا أنا متعبتش كل دا عشان فالأخر اقعد واطبخ واغسل و.... تصعد غضب والدتها ورمقتها بتحذير صارخة :: خديييجة نظرت إليها غير مهتمة لها ثم غيرت نظرتها إلي أبيها وكادت أن تكمل باقي حديثها الذي قطعته والدتها فلم يعطها الآخر فرصة حيث قال بنبرة صارمة لا تقبل النقاش ::لأ مش موافق ورجلك مش هتخطي بره مصر ومش عاوز ولا أي كلمه تاني ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وقفت خديجة من مقعدها ونزرت لأبيها ب**رة خاطر وقالت بصوت مخنوق :: بابا أنت عارف إني مش هتخلي عن مرادي مهما حصل أنت كدا بتحطمني ، بتحطم أيه !!! أنت كدا بتنهيني وبتنهي اللي بنيته طول عمري . نظر إليها أبيها واحس قلبه يتقطع من الضيق متخيلًا أنه سيكون السبب في تدمير مستقبل أبنتها التي أتى لها على طبق من ذهب ، ولكن تراجع للحظه وهو يقول في نفسه أن الدين و العادات والتقاليد من حكمت وليس بيده شيء فنظر إليها لحظات صامتًا يصارع شيء ما داخله ، تن*د قائلًا ببعض الصرامة ::أنتِ عارفه إني مش بحطمك وعارفه قد أيه أنا فرحان بيكِ أكتر منك بس أنتِ عارفه برضو إن عندنا مفيش بنت تسافر وحدها لو حصل أيه وعارفه إني في الإسلام م***ع سفر البنت بدون محرم فعشان كدا نقاش فالموضوع دا تاني مش عاوزه وتفضلي على اوضتك . زفرت بضيق يُغلفه الغضب وقالت تدب الأرض بغيظ :: وأنت برضو عارف إني مش هتنازل وإنها فرصه جات لحد عندي ومش هسيبها ووراك يا بابا لحد أما توافق حتى لو دا كلفني حياتي . وضغطت على آخر كلمة ثم أسرعت الى غرفتها وهي تبكي بصوت مكتوم نظرت فريده لظافر نظره عتاب وقالت بمشاعر أمومة غلبت ضيقها ::كنت براحه عليها يا ظافر أنت عارف إن خديجه من زمان بتحلم وطموحه وياما كنت بتفرح بأحلامها فهمها واحده واحده متقساش عليها طب أهي هتطلع تبهدل نفسها عياط دلوقتي احس ظافر بالذنب ولكنه تن*د وقال بحزن دفين :: أنت عارفه إنه مش بأيدي مش هقدر أشوف بنتي بعيده عني يا فريده وعارفه كمان أنا متعلق بيها قد أيه وكمان مينفعش مينفعش البنت تسافر وحدها حتى ولو هيكون في رعاية هناك وكل حاجه بس لا برضو مش موافق ومش هطمن على بنتي في بلد وحدها بعيد عني . أحست فريده أن النقاش معه لن يفيد بشيء فأكملت ما تفعل بعينها ولكن قلبها وعقلها مع ابنتها تُحاول إيجاد حل لتلك المعضلة يرضيهم جميعًا . ______________________________ دخلت خديجه غرفتها وارتمت على فراشها ، بدأت تبكي بحرقه فهي تعرف أن أباها لن يوافق أبدًا تصاعد نحيبها عندما تذكرت أن فرصتها سوف تضيع كالسراب من يدها ظلت تبكي لدقائق حتى سمعت خطوات صغيرة تدب الأرض ناحيتها ، أزالت الغطاء من وجها فإذا بها تري أمير أمامها جلس جوارها وبدأ يمسح بأنامله الصغيرة عباراتها وقال بصوت طفولي :: مش عاوزك تزعلي وتعيطي مبحبش أشوف دموعك وبعدين بابا بيحبك بس هو خايف عليكِ . أخذته خديجه بين يديها وزاد بكائها فعانقها الأخر وأضاف معاتبًا : بس أنا زعلان منك أوي يا خديجتي .: مسحت دموعها ونظرت إليه قائله بعين ضائقة :: ليه بقا تن*د الآخر قائلًا بضيق :: بقا كدا عاوزه تمشي وتسبيني وحدي طب أنا دلوقتي أنام فحضن مين ومين يذاكر لي ويعلمني الحروف . قهقهت من بين دمعاتها وقالت شاهقة بعدم تصديق :: أه منك يا بتاع مصلحتك أنت بقا كله عشان الحروف وحضني والمذاكرة بس يعني مش عشاني . أجابها مبتسمًا بخجل يحادي حديثة :: لا وعشانك طبعا أنتِ عارفه أنا بحبك قد أي يا خديجتي قاطعهم دخول زينب للغرفة فجلست بجوار خديجه ونظرت لها نظره استعطاف وحزن وقالت متزعليش يا خديجه من بابا هو كدا بيهتم بالعادات والكلام اللي مش بيأكل عيش ده . ألقت نفسها بين زراعيها وقالت بدراما أضحكتها :ربنا هيكرمك يا دودو والله متزعليش نفسك بقا بالله بالله وكزها أمير علي يدها وقال بغيرة وحاجبين ساخطين :: اسمها خديجه وقلت محدش يدلعها غيري هقعد أكرر الكلام كتير .!؟ أمتلئت الغرفة بضحكات خديجه وزينب من حديثة وغضبه المضحك ، حملوه والقوه على الفراش واخذوا يدغدو فيه وهو يضحك ويدفعهم بيده وقدمه الصغيرة ، و لم يلحظوا أباهم الذي كان يلمحهم من خلف الباب وسمع حديثهم ، همس في نفسه بحزن : متزعليش مني يا خديجه يابنتي أنتِ عارفه إني طلبك على عيني بس مقدرش والله مقدرش فبعدك عني لحظه ____________________________ دخل إبراهيم غرفة المعية ، القى ما بيده وتن*د جالسًا وقال بفقدان أمل :: ظافر مش موافق خالص ومش هيسفرها . دقت طبول الفرحة في قلب ياسمين وقالت والشر يتطاير من عينها :: احسن يا بابا أحنا معندناش الكلام ده أيه تسافر والهبل دا هي فكراها بالساهل مش عشان جابتلنا مجموع هتفتكر إنها خلاص أوامرها مجابه تبقي بتحلم . نظر إليها وقال بغضب شديد بعدما طفح الكيل من أفعال أبنته : بنت أنتِ أزاي تتكلمي عن بنت عمك كدا أنتِ قليله الذوق وحقوده كمان ولو سمعتك بتتكلمي عن بنت عمك كدا هقطلعك ل**نك ويلا غوري من وشي دلوقتي . انتفضت كل من فالغرفة من غضب إبراهيم الحارق فقامت ياسمين باكية وأسرعت الى غرفتها فنظرت إليه عائشة وقالت معاتبة : مش كدا يا إبراهيم براحه على البنت ياسمين مش صغيره عشان تكلمها كدا وبعدين هي زودت فالكلام بس مش قصدها حاجه ويمكن قالته بطريقه غلط . أيدتها رحمة قائلة : أيوا يا بابا مكنتش أحرجتها كدا برضو . نظر إليهم وقال ساخرًا : لا قصدها أنتوا فاكرين إني مش واخد بالي من اللي بيحصل حوليا ولا أية ، ومش عاوزه كلمه تاني خلاص . وقفت رحمه وهي تنظر لأبيها نظرة غاضبه وأسرعت في خطاها إلي غرفه ياسمين دلفت غرفتها فوجدتها تبكي فجلست بجوارها وقالت ساخطة :: أنتِ غلطانه برضو يا ياسمين ازاي تتكلمي عنها كدا قدام بابا و أنتِ عارفه إنه مش بيستحمل حاجه فعيال أخواته . أجابتها الأخرى بصوت أجهش أثر بكائها :: لا مش غلطانه بيتكلم كأنه لو مكان عمو ظافر كان هيوافق ازاي يعني اللي اسمها خديجه دي تسافر بره مصر يعني دا نجوم السماء اقربلها والله لو عمو ظافر وافق لهلعب في ودانه لحد أما يرفض . زفرت رحمة وقالت غاضبة :: أنتِ ازاي حقوده لدرجه دي البنت غلبانة ومش وحشه أحنا اه مبنحبهاش بس مش للدرجة دي تحقدي عليها يعني دي واحده ناجحة . لوت فمها بعدم رضا وقالت تض*بها بيدها ::بالله نقطينا بسكاتك بس أنتِ إيش عرفك ما عمو ظافر ماسك أداره شركه ولي معارف كتير ما يمكن كان موصي عليها وهي لا ناجحة ولا نيله وبتتفشخر وبس . تصاعد غضبها ووصلت لمرحلة لا تُطاق من الغضب رحمه: لا دا أنتِ خديجه دي عملتلك كالو في دماغك بقا و أنا مش فيقالك خالص خليكِ فهلويسك دا أنا أروح أشوف حاجه تنفعني . وتركتها وخرجت فهمست ياسمين بقلب ممتلئ بالحقد: ماشي يا بنت ظافر أما قعدتك فبيتك وتاخدي كليه هنا زيك زيي يا إما عليا وعلى أعدائي بقا ______________________________ في غرفة المعيشة يجلس ظافر ومعه جيهان يتبادلان الأحاديث بينهم حتى قالت بعتاب :: ازاي يا ظافر عاوز تضيع لها فرصه زي دي سيبها يا أخي تسافر وتعيش براحتها يمكن تبقي ناجحة وتشرفك ودا أكيد لأني واثقه في خديجه . تن*ده طويلة خرجت من فمها يتبعها حديثة المُتعب ::بالله عليكِ يا جيجي متزودهمش عليا أنتِ عارفه إني مش هندم لما بنتي تبقي حاجه كبيره يعني ولا هيضرني فحاجه بس هي الدنيا كدا و أنتِ عارفه دا كويس ازاي أسيب بنتي تسافر وحدها لا وكمان تعيش 6 سنين بعيد عني دا استحاله وبعدين أنا مش هستحمل كلام الناس ساب بنته تسافر ازاي والكلام الوحش دا . قاطعه دخول خديجه والغضب ي**و وجهها قائله بغضب عارم وصوت عال خديجه: وأنت يا بابا بقا فاكر إن الناس اللي أنت خايف على كلامهم دول لو جات لوحده من بناتهم فرصه زي دي ويضيعوها تبقي غلطان لا هيهمهم كلام الناس ولا غيره وخلي فعلمك حتى لو رفضت فــأنا مش مسامحاك و برضو مش هتنازل عن اللي هعمله لو حصل أيه وهوصل يعني هوصل وهثبتلك إن كلامكوا كلكوا اللي شغالين تقولوه دا ولا يسوى حاجه بالنسبالي . وإذا بصفعه دوت على وجهه خديجه رجت أركان الغرفة بأكملها ، انتفضت جيهان من مقعدها ونظر ظافر لأعين فريده التي كان ي**وها الحمرة من شده الغضب وهي تنظر لخديجه التي وضعت يدها مكان الصفعة والدموع تملئ وجهها فقالت والدتها بغضب ::حسك عينك صوتك يعلي على باباكِ أو تكلميه بقله الأدب كدا أي أنا دلعتك للدرجة دي ولا معرفتش أربيكِ أصلا . ظلت خديجة تنظر لها بخيبة أمل ولم تفتح فمها بكلمة ، أحست بسائل لزج يسيل من أنفها فإذا بدماء غزيره تسيل من أسفل فمها نظروا لها بخوف وصدمه وبينما قربوا المسافات إليها أسرعت هي إلى المرحاض و أغلقت عليها الباب من الداخل نظر لها ظافر بغضب وقال صارخًا :: أنتِ ازاي تمدي أيدك عليها كدا يا فريده أنتِ اتجننتي أيدك كانت تقيله على البنت جامد وأهي نزفت هو أنا مفيش ل**ن أرد عليها ، أنا عمري ما مديت أيدي على بنت من بناتي عشان تمديها أنتِ . أيدته جيهان معاتبة ::ظافر عندوا حق يا فريده ليه كدا بس أنا هروح اطمن عليها . قالت فريده بلهفه وحزن وقد غلبت نبرة الندم على صوتها ::بسرعه يا جيهان بالله عليكِ أنا مكنتش اعرف إن ده هيحصلها . أسرعت جيهان إلى الحمام وأخذت تتطرق على الباب ولكن لا رد فأخدت تنادي باسمها ولكن بلا جدوى فارتجفت ونادت بأعلى صوتها على أخيها الحقني يا ظافر خديجه مش بترد عليا:: جاء ظافر وفريده وزينب مسرعين فقالت جيهان ::ا**ر الباب يا ظافر مفيش صوت لخديجه جوا ولا بترد اعمل أي حاجة أصابهم الفزع فأبعدها ظافر عن الباب وقام بمحاولة فتحه فلم يفتح فقام ب**ره وقعت قلوبهم أماكنهم عندما رأوا خديجه ملقاه على أرضيه المرحاض والدماء تحاوطها والأرضية حوض الحمام مملوئين بالدماء حملها ظافر بلهفة وقلق وخرج بها وضعها على الأريكة وحاول أفاقتها وهو يمنع نزل المزيد من الدماء ولكن لا حياه لمن تنادي أسرع بها لخارج المنزل وادخلها السيارة ، سار بأقصى سرعه إلى المستشفى تاركين زينب مفزوعة مع أبناء جيهان وصل إلى المستشفى ،حملها ودلف بها إلى الطوارئ على صوته مستنجدًا بمن فيها ، أتى الطبيب والممرضة خلفه فقال بلهفه ::الحق بنتي يا دكتور اتخبطت جامد على وشها وأنفها بينزف جامد ولقيناها مغمي عليها . حاول الطبيب كتم الدماء من النزول وهو يضعها على النقالة بمساعده أبيها والممرضة وادخلها إلى الغرفة واغلق الباب تاركًا قلوب ترتجف خلفه اخذ ظافر الممر ذهاب وإيابًا وفريده في حضن جيهان وتبكي بندم أخرج الهاتف من جيبه وقام بالاتصال على أخية بعدما أدرك أنه ترك الأطفال بمفردهم في المنزل ____________________________________ في بيت إبراهيم جالسين لتناول الطعام هو وأبنائه فصدع صوت رنين الهاتف في الغرفة فنظر إليه وقام بالرد ظافر بنبره ي**وها الحزن والقلق السلام عليك يا إبراهيم خلي حد يروح من عندك للعيال عشان وحدهم:: احس إبراهيم بالقلق من نبرة أخية فقال متسائلًا :: وحدهم ليه مالك يا ظافر في حاجه معاك يا اخويا زفر الآخر بحزن وأجابه بتشتت ::أنا فالمستشفى خديجه نزفت جامد من أنفها واغمي عليها وفريده معايا هي وجيهان والعيال وحدهم انتفض إبراهيم وتسائل بقلق وخوف :يا حبيبتي يا بنتي طيب عامله أيه دلوقتي طمني عليها طمأنه على الطرف الآخر فقال إبراهيم متن*دًا :: خلاص متشلش هم وخليك مع بنتك و أنا هبعت عائشة تاخد بالها من العيال و أنا جايلك دلوقتي اغلق الاتصال ومسح فمه بممسحة الطعام فقالت عائشة قلقة ::في أيه يا إبراهيم مين تعبان وعيال مين اللي وحدهم . قص عليهم ما أستوعبه من أخيه فانتفضت عائشة ورحمه ومصطفي بينما ياسمين ثابته وتكمل طعاما كما هي مع ظهور ابتسامة شامته على وجهها هبط للأسفل بينما نظرت رحمه ووالدتها لياسمين التي تجلس بهدوء وتكمل طعامها بشهية مفتوحه وعلى وجهها شبح ابتسامه ، فقالت رحمه بدهشة :: أنتِ فرحانه فيها ..! بينما قالت عائشة بنفاذ صبر : أنتِ أيه الحقد والقسوة دي اللي مالين قلبك دا لو حد غريب كنتِ هتزعلي . تركت ياسمين المعلقة من يدها وشبكت أصبع يدها ببعضها ونظرت إليها قائله بابتسامه هادئة : أنا زعلانه هو مش باين عليا ولا أيه أنتوا بس اللي أوفر شويه مش شايفه حاجه تخض واحده اغمي عليها ونزفت وبس يا دوبك هيودوها المستشفى وقف النزيف ، فوقها وخلصت الحكاية لأنها مش مستاهله أصلا . نظرت عائشة لرحمه بدهشه ثم عاودت نظرتها لأبنتها قائله بعتاب: عملتلك أيه عشان تكرهيها كدا وبالشكل دا حرام عليكِ لو على اللي حصل زمان فهي مكانتش تقصد . قامت من مكانها وقالت بغضب: لا كانت تقصد وزي ما بوظت اللي فبالي زمان أنا هبوظلها اللي فبالها دلوقتي وهقعدها زيها زي الكنبة فالبيت . أنهت حديثها وسحبت صحن الطعام معها لغرفتها ، تن*دت عائشة رآئها بيأس وقالت :ربنا يهد*كِ يا بنتي يلا يا رحمه ننزل ____________________________________ كانت تلوك الطعام في فمها حين تصاعد رنين هاتفها ، أجابت فجدت المتصل أميرة ، أجاوبت ، حوار بسيط حتى قالت أميرة بفرحة :: سمعتي اللي حصل للي ما تتسمي زفرت ياسمين وأجابت وهي تأكل : اه سمعت ياختي يلا فداهيه هي واللي زيها أميره بنبرة يملئها الشعور بالذنب ::بس بصراحه صعبت عليا برضو قاطعتها ياسمين بعدم رضا وقالت ساخرة ::لا ميصعبش عليكِ غالي ياختي هي متستاهلش غير كدا بس هو أيه اللي حصلها. أجابتها الأخرى بتقرير ::سمعت إنها اتخبطت فنزفت واغمي عليها تن*دت ياسمين مفكرة وقالت بشرود ::أكيد مش كدا بس يعني مش يوصل لنزيف هدلت كتفيها على الطرق الآخر وقالت باللامبالاة ::يلا ادينا هنروحلها لما تروح البيت وهنعرف يا خبر انهارده بفلوس بكره ببلاش ____________________________________ في طرقه المشفى يقف ظافر بخوف وحوله جميع العائلة خرج الطبيب من الغرفة واسرعوا إليه ظافر بلهفه :: طمني يا دكتور بنتي مالها ربت الطبيب كل كتفه وقال بعملية وتقرير :بنتك كؤيسه الحمد لله بس أثر الخبطه اللي خدتها خلى في شريان فأنفها أتقطع بس الحمد لله لحقناها وكويناه هي حاليًا واخده منوم ساعتين تلاته بالكتير وهتفوق بس ياريت بلاش عصبية عشان ميتفتحش تاني __________________________________ استيقظت خديجة وكتب لها الطبيب على بعض الأدوية وسمح لها بالرجوع للبيت ، عند دخولهم المنزل قام الجميع بلهفه واتجهوا إليها ، أطمئن عليها كبار عائلتها وجلست فتقدمت ناحيتها أميرة وقالت بنبرة خالية من المشاعر :: حمدلله على سلامتك يا خديجه خضتينا عليكِ اختلقت ابتسامه م***به وحركت أسها شاكرة ، فقالت ياسمين وعلى وجهها ابتسامة ناعمة ::سلامتك بس اه والله خضتينا عليكِ يا خديجه جرا أيه بس لدا كله نظرت إليها وقالت بهدوء شديد فهي تستشعر بمدى كره ياسمين وأميره لها ولكن تتجاهلهم بطريقه تثير كرههم اكثر ::الله يسلمك بس هو في تتضحك وانا مش واخده بالي أو يمكن في نكته على وشي مش شيفاها . وأخذت تتحسس على وجهها مصطنعة القلق نظرت إليها ياسمين وأميره بغيظ ، فأردفت الأولى ::لا ولا حاجه اصل مستغربه إن خبطه اللي تعمل فيكي كدا وتوصل للمستشفى وإغماء وكمان اللي اعرفه إن اللي بيتخبط بيتخبط بوشه مش بـ.... و أشارت على أنفها ، توتر ظافر وفريدة وارتبك كلاهما بينما تابع الباقين الحديث في **ت ونظر إبراهيم وعائشة إليها نظره ذات مغزى ، نظر ظافر وفريده لخديجه حتى لا تتحدث بما حدث ابتسمت خديجة وقالت بنبرة هادئة ضاحكة أثارت دهشة الجالسين ::ومين اللي أفتى لك بأني اتخبطت أصلا نظرت ياسمين والفرحة عارمه من بعدما وصلت لمبتغاها فهمست داخلها وقالت في نفسها: أنا كنت متأكدة يلا عرفينا بقا ياست دوده أنتِ . نظر ظافر وفريده إليها نظره رجاء حتى لا تقول ما حدث وجيهان التي نظرت إليها نظره غاضبه أكلمت هي ببساطة كانت كتنبيه منها لياسمين ألا تنتظر منها أكثر من هذا ::أنا كنت نايمه و أنا بتقلب وقعت على الأرض لقيت انفي بينزف جريت على الحمام اغسل وشي لقيتني عمال انزف جامد لحد أما دخت واغمي عليا ومحستش بنفسي . تن*د كل من ظافر وفريده وجيهان بينما أستشاط غضب الأخرى فقال إبراهيم ملطفًا الأجواء رامقًا أبنته بنظرة حارقه ::خلاص انتوا هتقعدوا تستجوبوا فبعض لاحظ ناجي اختلاط الأجواء بين أبناء أخوته فقال مغيرًا مجرى الحديث ::ها يا خديجه يابنتي نويتي على أيه التقديم بدء هتدخلي أيه ولسه معانده على حكاية السفر دي و أنتِ عارفه رأينا كلنا خديجه بهدوء وبساطة : من ناحيه الكلية فهقدم على طب وهتخصص السنة الأخيرة عيون إن شاء الله ربنا كرمني أما من ناحيه المنحة فـ... قاطعتها ياسمين بعد أن أحست الفرصة أتت لها على طبق من ذهب قالت بلهفة ::من رأي بلاش تسافري يا خديجه أنتِ عارفه باباكِ متعلق بيكِ قد أيه وكمان أنتِ عارفه إن من عاداتنا إن البنت بالعافية لو درست من محافظه لمحافظه تأنيه فظروف البلد دي فما بالك بقا بره البلد خالص وأخواتك متعلقين بيكِ فخليكِ هنا وبلاش احسن . أضاف ظافر مقتربًا من خديجة ليعانقها وقال بحنان أبوي ::وانا مش هقدر على بعدها عني أصلا نظرت إليه خديجه نظره حب والتفت إلى ياسمين ، تحاول فهم ما تفعله وما تقصد بحديثها ، أجابتها ببرود :: بعتذر يا ياسمين لرأيك بس حياتي أنا مش بقبل فيها آراء من أي الرأي دا ميتقالش بعد المجموع اللي عافرت بفضل ربنا عشان أجيبه ، و كلكوا عارفين أنا بخطط لأية وعارفين أنا بحلم ازاي وياما كنتوا تتريقوا عليا وتاخدوها بهزار بس أنا هوريكوا إني صح وعاداتكوا اللي مقدسينها دي هنهيها خالص سواء سافرت دلوقتي أو بعدين . و أعطتها ابتسامة صفراء قبل أن تولي وجهها لباقي العائلة مضيفة :: و أنا أصلا لغيت الفكرة دي وهقعد هنا نظر لبعضهم البعض بفرحه وتعالت الهمهمات السعيدة ، ولكن نظر كل من ظافر وفريده وجيهان إلي بعضهم نظره صدمه فكيف كانت تتحدى أبيها بالصباح وها هي تقول أنها لغت الأمر ولكن هيهات فعندما يفرغ عليهم البيت سيعرفون السبب ، أحست خديجه بأعينهم تُصوب ناحيتها فأضافت سريعًا ::بس دا وضع حالي مش اكتر من بكره بابا هيقدملي على كلية طب إسكندرية وإن مكانش نصيبي المنحة دلوقتي فأكيد هتيجي بعدين وتن*دت بارتياح وابتسامه نقيه وهي تتذكر ما ممنع عنها الفكرة ، نظر الجميع إليها بحزن من نبرتها فهم يعرفون كم تمنت هذه المنحة من كل قلبها بينما اصطنعت ياسمين نظره الحزن وهي من داخلها تكاد تموت من فرحتها ، أحست خديجة بنظراتهم فقالت مبتسمة :: أنا مش زعلانه يا جماعه والله وحلمي مش هتنازل عنه وهستني ف*ج ربنا عليا وصابره . إبراهيم بنبره حانيه :: ربنا هيكرمك جزاء صبرك دا يابنتي وهيحققلك مرادك ومتزعليش مجتمعنا اللي حاكم بكده والعادات بتاعتنا . خديجه في نفسها بابتسامة واثقة (وزي ما العادات دي ناس حطتها زي ما في ناس هت**رها برضو و أنا هعمل كدا) ____________________________________ بعد مرور بضع دقائق صدع صوت المؤذن معلننا صلاه العصر فقام ظافر وناجي وإبراهيم ومصطفي وذهبوا للمسجد وقامت النساء للوضوء ليصلين في جماعة ، قامت خديجه على مضض وقالت ::ياسمين أنتِ وأميره بعد الصلاة عاوزه من وقتكم نص ساعه بس فأوضتي على انفراد تفاجئ كل منهن وجيهان التي سمعتها وصدمت فهي تعلم كم أن خديجه تتجنبهم بسبب كرههم لها وحدقهم عليها بعد تأدية الصلاة ذهبت ياسمين و أميره لغرفة خديجه كما طلبت وخديجه تتبعهم من الخلف ، وقفت أمام ياسمين قائله بنبره خالية ::أنا نفسي أعرف أنا غلطت فيكِ فأي ليكِ من زمان بتتعاملي معايا وحش بس الوحاشه زادت أكتر دلوقتي أنا عملت معاكي أيه . صوت ساخر خرج من فمها يليه قولها :: دا على أساس إنك مش عارفه يعني زفرت خديجة تمتص غضبها وقالت بهدوء ::من غير زعيق أنا بتكلم معاكي براحه قوليلي خلينا نصفي اللي بينا ونخلص . ربعت يدها وقالت تستدعيذاكرتها ::يعني مش فاكره لما ........
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD