باقي الفصل الاول (1)

1284 Words
بعد عده ساعات في مكتب "حوريه"دلف نضال بإبتسامته البشوشه دائما بوجهه الابيض ذو الغمازيتن فـ لم تكن فقظ غمازات بل حُفرتان عميقتان علي كل جانب من وجهه يظهران بشده عند إبتسامته..إتجه الي مكتب حوريه التي تغرق في عملها حتي إنها لم تنتبهه اليه فدق علي مكتبها بإصبعيه قائلا بمرح: _سيده الاعمال حوريه..!! نظرت إليه وضحكت ولكنها قالت سريعا: _نضال إحنا في الشغل يبقي أنا ساره مش حوريه..!! اومأ سريعا وهو يض*ب جبهته بـ راحه يده قائلا: _ديما بنسي الموضوع دا لو إني أنا اللي مسميكي كدا ، بس إحنا في واشنطن يا حوريه محدش فاهم حاجه..!! ضحكت بصوت عالي قليلا ثم قالت وهي مازالت تضحك: _ مجرد دواعي أمنيه...!! ثم تابعت حديثها بمرح: _بس انت نضال تعمل وتقول اللي يعجبك...!! إبتسم بحب واقترب مقبلا جبينها بحنان شديد وهو فقط يريد فعل أي شئ لينسيها ما مرت به فقال بحب: _حياه نضال انتي ...خلصتي شغلك ولا لسه...!! اومأت وهي تلملم أشيائها ثم قالت: _أيوه خلصت ودلوقتي بطني بتصرخ جعانه...!! ضحك ثم قال وهو يشد يدها ليذهبا. _طب يالا بينا جري علي زينب وأكلها..!! إبتسمت بهدوء وهي تتابع خطواته السريعه قائله بغيظ كل دي خطوه براحه شويه رجلي وجعتني بسبب الكعب الزفت دا...!! نظر اليها وضحك من عبوس وجهها وبالفعل ابطأ خطواته من أجلها فهو من أجلها مستعد لفعل أي شئ فقط ليراها سعيده فقال بمشا**ه: _طب متبوزيش كدا وهعمل اللي عوزاه.!! إبتسمت بحب واحتضنت مرفقه ثم استلقوا سياره نضال واتجهوا الي منزلهم بـ أحد المباني شاهقه العلو... ________________ صوت زمجره عاليه أتيت من مكتب بآخر الممر بـ شركه "أيوب" انتفض علي آثرها من يعمل بالطابق بأكمله وهو يصرخ ويسب في"ظافر"وما فعله معه وقد تسبب في خساره فادحه وتلك ليست أول مره يفعلها معه. يقفان رجلان في بدايه عقدهم الثالث أمام أيوب بخوف شديد وهم يرونه علي تلك الحاله الغاضبه بل''المجنونه''فما يفعله تواً يقع تحت بند الجنون فهو لم يترك شيئا الا وحطمه حتي يخرج جام غضبه ولكن دون فائده حتي قال أحدهم بتوتر: _إهدي يا باشا...!! اتجه اليه أيوب بعينان غاضبه وفك متشجنج وعروق بارزه من عنقه وجبينه وصدغيه قائلا بشراسه وهو يقبض علي تلابيت ملابسه: _اهدي...!! إهدي إزاي وإبن **** دا طالعلي في كل حته..!! قال الرجل الآخر بخوف من وحشيته: _أيوب بيه أنت عارف أن ظافر القصاص مبيخسرش صفقه بيدخلها..!! اذداد غضبه وتفاقم من حديثه هو الآخر فأتجه اليه قائلا بغضب شديد: _ ظافر...ظافر...ظافر...كل حاجه ظافر الناس كلها بتتكلم عن ذكاء ظافر وسلطه ظافر وغناه..!! إبتلع الآخر ل**به بصعوبه شديده قائلا بخوف: _لازم تهدي يا أيوب بيه عشان نلاقي حل للمشكله دي ..!! أصبح يأخذ أنفاسه بسرعه شديده وقد أحمر وجهه بشده إثر غضبه وهو يتذكر كم مره سبب له ظافر خساره فادحه فتحدث بهدوء يتنافي تماما مع حالته منذ قليل: _غوروا من وشي دلوقتي بدل ما أطلع روحكوا فب إيدي...!! نظر اليه الرجلان بخوف شديد ثم تركوه ورحلوا وهم يتنفسان براحه لانهم بخير لم يحدث لهما شئ من نوبته الجنونيه تلك. أما"أيوب"اتجه الي الاريكه الوثيره لانها الوحيده التي لم يمسها سوء وسط كومه من الخراب واضعا رأسه بين كفيه ومغمضا عيناه بعنف شديد وهو يفكر في حل لتلك الخساره... ________________ "مؤلمة تلك الدمعة التي تسقط، وأنت صامت تسقط من شدة القهر، والألم، والإحتياج" بعد تناولهم العشاء إتجهت حوريه الي غرفتها مُلقيه بجسدها علي فراشها بإهمال وأغمضت عيناها بقوه وهي تتذكر ما حدث لها سابقا فرت دموعها بغزاره من عيناها المغلقتين وكل ما حدث يمر أمام عيناها بسرعه وقسوه تؤلمها وتؤلم قلبها فتحت عيناها فهبطت دموعها أكثر وأكثر وأصبحت تص*ر شهقات خافته فـ بعد مرور تلك المده لا تستطيع ان تنسي ما ألم قلبها لا تستطيع ان تنسي ما مزق روحها لا تستطيع ان تنسي تلك الكلمات التي بُخت في اذنها وهي إبنه الثامنِ عشر كانت مازالت ذو تفكير مشوش وعقل صغير وعمر مراهق يصحبه تقلبات كثيره ولكن ما حدث وما سمعته جعلها هشه ضعيفه وما فعلته انها بعدت فقط قامت من علي الفراش بإهمال شديد ووقفت أمام المرآه تهمس بدموع: _ ليه وبعد كل المده دي فاكره اللي حصل واللي سمعته زي ما يكون حصل أمبارح..!! أخذت نفسا عميق وذفرته علي مهل واتجهت نحو المرحاض لتبرد نيران جسدها بواسطه بروده الماء لتنام وتستعد ليوم آخر ملئ بالاعمال بينما في الخارج تنظر زينب الي باب غرفتها بأسي حتي قالت لـ نضال: _قلبي وجعني عليها أوي يا نضال حوريه لسه بتتألم...!! أخذ نفس عميق ثم قال بهدوء حزين: _عارف يا أمي هي بتمثل علينا عشان نعرف أنها كويسه..!! اومأت زينب بهدوء ثم قالت وهي تهم للذهاب الي غرفتها: _هروح أوضتي..تصبح علي خير يا إبني..! إبتسم نضال بهدوء واخذ يدها يقبلها قائلا بحب: _تصبحي علي جنه يا أمي إبتسمت زينب بحنان وربتت علي خُصلاته السوداء الطويله ثم اتجهت الي غرفته بعدما نظرت الي غرفه حوريه مره أخيره ______________ ''الفراق حُزن كلهيب الشمس يُبَخر الذكريات من القلب ليسمو بها إلى عليائها، فتُجيبه العيون بنثر مائها لتطفىء لهيب الذكريات". مُمدد في منتصف الفراش يفرد ذراعيه الاثنين بشكل مستقيم وعلي كل ذراع يغفو ملائكته أطفاله البالغان من العمر ثلاث أعوام فقط هما"سبيل"و"آسر"ينظر "ياسين" الي كلا منهم تاره وملامحه تشمل حُزن العالم بأكمله كإن كل الحزن والاسي والتعب خُلق فقط ليُمزق قلبه ارباً هبطت دموعه بغزاره وهو يتذكر زوجته الراحله التي رحلت في نفس يوم ولادتها حتي انها لم تري اطفالها ولو بنظره عابره وهي التي كانت تموت شوقا لِتراهم وتحملهم بعد ولادتهم ولكن يشاء القدر وترحل بعد ولادتها بعده ساعات فقط يحبها لا بل كان يعشقها وأكثر من ذلك كان يموت بها عشقا بل كان يُهيم بها كان يصارع الوقت لينتهي من عمله ليركض الي بيته ويراها ويري نظراتها الدافئه الحانيه له دوما...صوتها الناعم...ملامحها الطفوليه البريئه...شعرها الاسود الذي كان مُدمناً بإستنشاقه دوما...عطرها الناعم مثلها...اشتاق حتي لانفاسها الدافئه...اشتاق لخجلها وإحمرار وجنتها عندما كان يغازلها بجرأه مُحببه اليها ولكن كانت تموت خجلا كانت تعشقه وتهيم به عشقا ولوعه وكان هو مثلها كانت حياتهم جنونيه..طفوليه..كان يلبي اليها كل طلباتها..فـ طلباتها بسيطه للغايه مثل شخصيتها...شخصيه بسيطه دون الغاز...شخصيه خُلقت لِتُحَب...عشقها من اول نظره وهي تَعْبُر الطريق ذهابا الي مدرستها في الثانويه العامه وقع في حبها وهو يراها بملابسها المدرسيه وشعرها المعقوص علي هيئه كحكه بريئه مثلها...عشقها بقوه...كان يراقبها بشغف دون كلل او ملل وبعد عده شهور بدأ الظهور في حياتها بشقاوه..عشقته هي الآخري في وقت قصير استمر تعارفهم بمعرفه اهلها سنه كان كلا منهم يعشق الاخر بجنون ولكن استمر زواجهم إحدي عشر شهراً وسبعه عشر يوماً ورحلت...رحلت منذ ثلاث سنوات وحُزنه عليها لم يقل بل يذداد ويذداد بل يذداد كل يوم عن الذي قبله كَرس حياته لاطفاله لـ"سبيل"التي هي نسخه عن والدتها أما "آسر"فهو نسخه منه هو يذهب الي عمله مع صديقه"ظافر"وذلك الوقت يكون معهم مُربيتهم التي اختارها بعنايه ولذياده اطمئنانه يراقب افعالها مع اطفاله عبر كاميرات وضعها بمنزله حتي يكون مطمئن عليهم ويرتاح قلبه ولو قليل في عده ساعات العمل تململت سبيل من جانبه فكتم شهقاته حتي لا تستيقظ حتي وجدها غفت بهدوء من جديد استقام بهدوء ودثرها جيدا وطبع قبله حانيه علي جبهتها قائلا بصوت متحشرج: _تصبحي علي خير يا روح أبوكي واتجه الي آسر وحمله برفق شديد واتجه الي فراشه الموازي لفراش توأمته ووضعه عليه بحنان ودثره جيدا وطبع قبله أعلي جبهته قائلا بهمس ونبره صوت مبحوحه: _تصبح علي خير يا آسر يا قلب أبوك نظر اليهم نظره أخيره وهو يقف علي اطراف الغرفه وسالت دموعه مره آخري وهو يهمس بحزن: _اتيتمتوا بدري أوي اتيتمتوا زي ما أنت اتيتمت بفراقها! قالها وخرج متجها الي غرفته وبالأصح غرفتهما غرفته وهو "فجر" فجره ذلك الشعاع الذي كان يضئ حياته واختفي بفراقها دلف الي الغرفه وأخذ نفس عميق يشتم به عطرها فهو كل يوم بل وكل وقت ينثر عطرها المحبب لاجله في كل ركن من اركان المنزل حتي يشعر بوجودها اتجه الي خزانه ملابسها واخذ منها منامه تخصها واتجه الي الفراش وممدد عليه واخذها بين احضانه بقوه يشتمها تلك آخر منامه ارتدتها قبل رحيلها دائما ما ينام وهي تقبع بين احضائه همس بدموع غزيره _مشيتي ليه وسبتيني يا فجر..سبتيني تايهه وضايع ويتيم من غيرك ياسين تعبان وانتي دواه يا فجر..! قالها وقد سقطت جفونه ذاهبا في النوم وهو يحتضن منامتها بقوه...حزين وحزنه ليس له مثيل
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD