بعدما انتهي ظافر من أعماله التي دامت لوقت طويل بعد رحيل ياسين هبط من الشركه بواسطه المصعد متجها الي سيارته التي فُتح بابها صعد سرعان ما انطلقت السياره متجهه الي قصر "آل قصاص"وخلفها سيارتين الحراسه لم تكن المسافه طويله فـ بعد عده دقائق كان وصل الي القصر واتجه للداخل وجد والدته جالسه مع عمته تلك المرأه السوداويه من داخلها اما في الخارج تُظهر كل الطيبه والحنان والوجهه البرئ فقال ظافر بجمود وهو يتجهه للدرج ليصعد
_مساء الخير....
كاد ان يصعد ولكن اوقفه نداء والدته ''أميمه''وهي تقول بحنان حقيقي
_ظافر إتأخرت ليه كدا يا حبيبي..!!
نظر اليها ورقت نظراته قليلا فهي والدته ثم قال بلطف
_كان عندي شغل كتير يا أمي ومحتاج أرتاح شويه..!
اومأت والدته بإبتسامه حنونه بينما قالت عمته"رجاء''بإبتسامه ماكره
_عارف يا ظافر هناء هتيجي بعد إسبوع بس..!
التوي فمه بإبتسامه ساخره قائلا
_هي بنتك مش هتنوي تبطل سهر وسفر بالايام كدا لوحدها يا عمتي.!!
إبتسمت رجاء قائله بمكر شديد
_أنا واثقه فيها يا ظافر تعمل اللي هي عيزاه هناء بنتي محل ثقه مش زي غيرها ....!!
كانت تقصد بكلماتها السامه"حوريه"بالطبع شعر بالنار تجتاح ص*ره ولكنه تظاهر بجموده وبروده المعتاد قائلا
_تعمل اللي هي عيزاها مليش دخل بيها...!!
لم يعطيها فرصه للرد فالتفت نحو الدرج وصعده بهدوء وخطوات واسعه بينما نظرت رجاء الي اميمه قائله بإبتسامه خلفها الكثير
_ هنجوزهم إمتي يا أميمه ونطمن عليهم.!!
زفرت أميمه قائله بضييق قائله
_ظافر ع**د يا رجاء مبيسمعش لحد وصيته من دماغه وإنتي عارفه كدا كويس
جزت علي اسنانها بغل ولكنها قالت بهدوء مزيف
_عارفه كويس يا أميمه لكن مش كفايه 3 سنين مقدرش ينسي فيهم الخاينه دي ..!!
نظرت اليها نظره مستنكره ذات مغذي تجاهلتها الاخري ف زفرت بحزن وهي تتمني ان يعود الماضي ولا تفعل ما فعلته ولكنها قالت بحزن شديد
_لا منساش يا رجاء ظافر مبيحبش حوريه ظافر بيعشقها..مهووس بيها انتي شفتي بقي عامل ازاي ولا كان بيتصرف ازاي قبل كدا..!!
في الاعلي ولج الي غرفته بل جناحه الخاص به الذي لا يستطيع أحد او يجرؤ علي دخوله غيره هو فقط ومن فعلها يتحمل ما سيواجهه منه واتجه مباشره الي المرحاض وبعد وقت طويل بعض الشئ خرج مرتديا شورت أ**د قصير بما يسمي بـ ملابس السباحه واتجه الي حوض السباحه الخاص به وقفز برشاقه ذهابا وايابا داخل الماء وهو يتذكر كل شئ حدث وكل شئ مر هروبها منه...حديث الصحافه الذي لم يسلم منه حتي الان وحتي بعد مرور ثلاث سنوات..فاجعه موت زوجه صديقه..حزن صديقه..عدوه ذلك الارعن..يتذكر كل شئ يبغضه أخذ نفس عميق وعيناه مشتعله قاسيه يود الصراخ والزمجره بغضب صعد وجلس علي حافه المسبح واغمض عيناه يتذكر كل شئ ولكن فتح عيناه التي احتلتها نظره جليديه قاسيه وتلك العباره ترن بقسوه داخل أذنه تلك العباره التي قالتها عمته يوم زفافه
_ العروسه هربت يوم فرحها...!!
____________
بـعد مرور أسبوع سبعه أيام هادئه روتينيه لم يحدث بها شيئا هاما في مكتب ظافر كان يترأس طاوله الاجتماعات الضخمه وعلي يمينه صديقه ياسين وعلي يساره المحامي الخاص بشركاته ظل يستمع اليهم بإمعان وهو يجلس بثقه وأنف شامخ يليق بشخصيته الجامده القويه حينما انتهت الشركه الآخري من تقديم عرضهم إبتدا هو يتحدث بثقته وذكائه المعهود دائما ما يترأس الكلام بذكائه دائما يكون هو ذلك المسيطر في كل شئ نظر اليه ياسين بطرف عيناه وإبتسم بهدوء علي ذكاء صديقه في **ب الكفه الرابحه دائما له انتهي الاجتماع بإمضاء الشركتين وانصرفوا فجلس ياسين أمام مكتب ظافر قائلا بهدوء
_مكرك ديما بيعجبني يا إبن القصاص..!!
نظر اليه ظافر بثقه وإبتسامه صغيره شقت شفتيه القاسيه قائلا
_لولا المكر دا مكناش هنبقي في المكانه دي يا صاحبي...!!
ضحك ياسين بهدوء وهو يحرك رأسه بأسي من صديقه ف*نهد ظافر قائلا
_ آسر وسبيل أخبارهم أي....!!
إحتلت عيناه نظره حزن شديده وتن*د بحزن دفين قائلا
_بخير يا ظافر..بخير
تن*د ظافر بحزن علي صديقه هو دائما جامد وقاسي ولكن مع صديقه مختلف هو ليس بصديق عادي بل أخ له فقام من مقعده وجلس أمام صديقه مربتا علي فخذه قائلا
_إنسي يا ياسين..هي بمكانه احسن وافضل ألف مره ..لازم تنسي عشان عيالك علي الأقل
إبتسم ياسين بحزن قائلا
_أنسي....؟!
أنسي مراتي وحبيبتي...ازاي يا ظافر عشت مع فجر اقل من سنه بس كانت احلي أيام في عمري..!!
تن*د ظافر قائلا؛
_مر علي وفاتها 3 سنين يا ياسين...!!
نظر اليه ياسين بتفاجأ قائلا بنبره ذات مغذي
_يعني إنت نسيت حوريه..!!
تهجم وجهه واحتدت عيناه قائلا بجمود
_متخلطش الامور ببعضها يا ياسين..!
جاء ياسين ليتكلم مجداا فاوقفه ظافر بجمود قائلا
_كفايه كلام في الموضوع دا يا ياسين.!
اومأ ياسين بقله حيله حتي لا يضغط عليه ف*نهد بحزن علي حالهم معاً
_____________
انتهت حوريه من عملها ورفضت الذهاب الي المنزل مع نضال مباشره هي فقط تريد ان تبقي بمفردها ولو قليلا تريد ان تختلي بذاتها لم تصعد الي سيارتها بل أخذت تمشي بهدوء في شوارع واشنطن الواسعه تمشي بخطوات هادئه وعيناها تنظر الي كل ما حولها ولكن بشرود فهي لم تري شيئا بالحقيقه هي فقط تمشي وتتن*د بحزن وآسي علي حالها حزن علي فقدان والديها وفقدان حنانهم والشعور بالامان داخل احضانهم هبطت دموعها وهي حتي لم تشعر بها وهي تتذكر كل شئ حدث في تلك الليله المشئومه تلك الليله التي قضت علي كل شئ جميل قضت علي كل ذكري رائعه في قلبها اتجاهه...؟!
اتجاه من...!!
إتجاه حبيبها وحاميها وحصنها منذ الصغر ولكن اكتشفت ان كل هذا عُباره عن كذب وخداع ومؤامره حقيره منه ليحصل علي كل شئ...!!
شعرت بإن شهقاتها ستعلو وبكاءها سيذيد وهي لا تريد ذلك فهي عودت نفسها علي القوه الا مع نفسها قويه أمام الجميع وهشه أمام نفسها وجدت يد تربت علي منكبها علمت من هو فوقفت وتن*دت قائله
_نضال...!!
إبتسم بهدوء وهو يزيل دمعاتها الغاليه علي قلبه بحنان قائلا
_أيوه نضال مقدرتش أمشي من غيرك يا حوريه يالا معايا شكلك تعبانه..!
اومأت بهدوء فوضع يده حول منكبها وتحرك بإتجاه السياره لم تكن قريبه فظلوا يتحركوا بهدوء نحوها وهو يشعر بهمدانها وتعبها الذائد فحملها بقلق قائلا وهو ينظر اليها بعتاب
_مأخدتيش دواكِ النهارده مش كدا..؟!
لم تستطيع النطق فأومات بتعب فحرك رأسه يمينا ويسارا بيأس حتي وصلوا امام السياره وضعها واحكم حزام امانها واتجه الي مقعد السائق وشغل المحرك قائلا بقلق
_ارتاحي يا حوريه لحد ما نوصل هتبقي كويسه..!!
اومأت ثم أغمضت عيناها بتعب شديد ف*نهد نضال بقلق وهو يسبها تحت انفاسه لعدم أخذها ادويتها دقائق من سواقه متهوره حتي وصل الي البنايه اتجهه اليها سريعا وحملها بين يديه برفق واغلق باب السياره بقدمه واتجه نحو المصعد لينقلهم حيث شقتهم قرع الجرس ففتحت زينب الباب سرعان ما شهقت بخوف وقالت
_حُوريه مالها يا نضال...!!
_تابعت حديثها بقلق بالغ : حصلها أي..!!
كان نضال وصل الي غرفتها ووضعها علي فراشها برفق ثم قال
_متقلقيش يا أمي هي بس مأخدتش أدويتها..!!
اومأت بقلق واتجهت الي مكان ادويتها أخذها نضال وحقنها في عضدها برفق فأنت حوريه بخفوت فقال بحب
_آسف...ارتاحي يا حوريه...نامي شويه عشان تبقي أحسن..!!
اومأت وهي مازالت مغمضه عيناها فخرج نضال وتولت زينب تبديل ملابسها ثم خرجت واتجهت الي المطبخ لتُعد اليها طعاما شهيا..بينما جلس نضال بجانبها يتن*د بحزن شديد عليها وعلي حالها فـ همس بجانب اذنها بحب وصدق
- ياريتني أقدر آخد تعبك دا يا حُوريه...!
تن*د بتعب ثم قام ودثرها جيدا ولثم جبينها بحنان وخرج متجها الي غرفته
----------------------------------