*رواية كهرمان * الحلقة الثالثة * *الجزء الاول * القرار الصعب *

3405 Words
هل يقدر لنا البكاء من السعادة؟ ليس لدينا طرقات مستقيمة?، جميعها صعود وهبوط،? لم نستطع البقاء ولم نستطع الهروب?، القدر لا يباع كي نشتري لنا الافضل والانسب? فهل يفرض علينا القدر الرضاء به? ام سنعيش معه مرغومين به?........ صُدم كهرمان من معرفته بوضع ابيه الصحي ولكنه وبرغم صدمته ظل يعاند نفسه وروحه رافضا اي اتصال بينه وبين ابيه ظل على هذا الوضع يومين كاملين كانوا من اصعب الايام التي مرت عليه فكان يسير طوال تلك الايام بغضب و عصبية زائدة غير معتادة عليه ، فهو شخص لا يخرج ما بداخله امام الآخرين... حاولت داملا معه ان يذهب لأبيه وان يسامحه لأجل اخر ايام له بالحياة وايضا كي لا يندم لاحقاً ولكنه اصر على عدم الذهاب وعدم مسامحته على تركه له حين كان طفلاً برحم امه، بل من داخله كان لا يسامحه على ما فعله بأمه... .............*...*...*...*...*...*...*...*...*...*... بعد مرور هذين اليومين كان أتاش قد فقد الأمل في مسامحة ابنه له وعودته إليه مرة اخرى لم ييأس ولكن محاولاته الكثيرة على مدار سنوات ومعرفته جيدا شخصية كهرمان فبالرغم من قلبه الكبير إلا انه شخص من الصعب ان يتراجع عن قراراته او معتقداته يجعله اقرب بفقد الامل من اليأس .. كان بغرفته التي تهيئت على أعلى مستوى من الاجهزة والرعاية الطبية استقبالا لزيارة كهرمان واشعاره بجدية الامر... جاء صوت صراخ من الخارج ليغمض أتاش اعينه وهو يقول " هل من جديد يا بني " كان حزنه يظهر على وجهه كثيرا فبرغم امتلاكه كل شيء الا انه يشعر بالنقص اتجاه ابنه الذي لم ينجح بضمه و ايضا يشعر بالتقصير اتجاه ابنه الذي لم ينجح بتربيته وجعله رجلا قويا يتحمل المسؤولية... ( بالطبع فحياة الرفاهية كما لها إيجابيات ايضا سنجد لها سلبيات اكثر وخاصة ان كانت الام لا تهتم سوى بتحقيق طلبات ابنها المدلل رغبة منها برسم حياة سعيدة له وان لا يأتي احد آخر ويصبح افضل منه او يكون له نصيب اكبر منه ولكنها لا تعلم الدلال والرفاهية المبالغ بها تؤدي للضياع والفساد وعدم تحمل المسؤولية) ازداد الصوت اكثر واكثر بغرفة كآن فلقد اعتاد جميع من بالمنزل ان يسمع صوت صراخ نور ليلاً عندما يعود زوجها غائب عن الوعي وتظل هي بالضغط عليه و نعته بأسوء الصفات ... فالأمر يبدأ بارتفاع الصوت وينتهي بالصراخ عندما يغضب كآن ولا يجد وسيلة لإسكاتها سوى الضرب.. لقد سئم الجميع و يأسوا من التدخل والإصلاح بينهم ليصبح الامر معتادًا عليه من الجميع فكانت جيرين بغرفتها تستمع للموسيقى الهادئة وهي تقلب بصفحات التواصل بهاتفها علا صوت نور على الموسيقى التي تسمعها مما ادى لضيق جيرين من تكرار الامر وارتفاع الصوت تحركت واخذت سماعات الاذن و وضعتها وهي تغير الموسيقى الهادئة لصاخبة وبدأت تهز رأسها لتتحرك معها راقصه وهي مازالت تتابع التعليقات على منشوراتها ومنشورات الاصدقاء والفنانين وغيرهم فهي تعتبر مُنقطعة عن عالمنا مبحرة بعالم الميديا.... ? لم يختلف الامر كثيرا عند ايليف ابنة الخادمة فهي ايضا بعمر جيرين وتطمح دائماً ان تصبح مثلها فلهذا نجدها تفعل ما ترى جيرين تفعله.. ? ولكن والدتها لا تقبل بهذا لأجل مساعدتها في الاعمال الثقيلة بالمنزل وايضا لأجل ان لا تضيع بدنيا اكبر منها ومع انها تحاول دوما اعادتها من طريق جيرين الذي ليس له نهاية كما كانت تقول لها إلا ان اليوم كان اخر يوم بعقاب ايليف وحرمانها من هاتفها ليومين متتاليين لكثرة جلوسها عليه... كان من المفترض اخذه غدا بالصباح ولكن والدتها لم تستطع تنفيذ هذا امام ترجي ايليف لها وايضا مساعدتها المتعبة طوال اليوم بأعمال المنزل الكبير التي لا تنتهي فرحت ايليف واخذت هاتفها من والدتها وقبلتها بقوة وانطلقت لغرفتها التي بالملحق الخارجي للمنزل الكبير كانت هي ايضا تسمع صوت نور وهي تقذف كآن وتنعته بأسوء الصفات ولكنها فعلت كما يفعل الجميع دخلت غرفتها و وضعت السماعة بأذنها كما تفعل جيرين لتبدأ اتصالها بكريم احد السائقين بالمنزل والمسؤول عن حماية كآن خارج المنزل ليلاً .. كان كريم شاباً بمقتبل العمر اكرمه الله بطول زائد و جسد قوي مفتول بعضالات تناسب حجم جسده النحيف زاد تميزه باهتمامه بملابسه و ل**نه الخلوق... كان كريم يقضي اغلب الوقت بالمنزل كي ينتظر الاشارة من احدهم ليبدأ بعمله، ولان السيدة سودة والدة ايليف تمتلك قلب طيب حنون لم تترك احد من العاملين بالمنزل حتى تدخله المطبخ وتطعمه مما تعده.. ☺️ ومن هنا نشأت علاقة حب جميلة كانت بدايتها نظرات خجولة من الطرفين اصبحت بعد هذا محادثات خفية يملئها الحب والسعادة ، ولكنها لم تكن طويلة فايليف شديدة الخجل ☺️ تعلم ان ما تفعله خطأ و لا يصح فعله ولكنها لم تستطع مقاومة قلبها والسعادة التي تشعر بها بمجرد تلفظه لاسمها بالهاتف☺️ حينها تطير من فرحتها وخجلها.. ☺️ تتحدث بصوت خافت يغرق كريم بها اكثر واكثر متحايلا عليها ان تبقى وقت اضافي ولكن سرعان ما تنهي المكالمة بعد دقائق معدودة وكأنها تخ*ف السعادة بهذه اللحظات كي تستطيع التنفس و النوم بهناء ☺️ وهذا ما يحدث لتلك الفراشة الجميلة ، لتنام محتضنة هاتفها مبتسمه غارقة بأحلامها مع حبيبها...... لم يكن النوم بهناء وسعادة من نصيب ايليف فقط.... فبهذه الليلة اتصل دكتور يامان بداملا ليطمئن على حالتها متحججاً انها كانت طوال اليوم شاردة و كأن هناك امر يؤرقها، اخبرته داملا انه حزينة لأجل ما اخبرها به فهي لا تستطيع رؤية صديقها المقرب بهذه الحالة دون تفكير به، وبرغم الحديث المحزن عن كهرمان و وضع والده الذي اخبرها به يامان إلا انها فرحت كثيراً بهذه المكالمة التي اضاءت ليلتها فبينما هي شاردة تلعب ب*عرها المنفوخ الغير مرتب كان هناك من ينام منعماً محتضناً زوجته وابنهم المنتظر، فكان جميع من بالحي يتحاكى بحب مارت لكارمن وكم هي محظوظة بهذا القلب الحنون العطوف... ? نعم كانت ليلة جميلة هادئة عليهم ولكن كان هناك من يصارع قلبه وماضيه وذكرياته بهذه الليلة.. فبرغم حنان و حسن معاملة زوج امه وحبه له بل اهتمامه الكبير به، إلا ان فقدانه لأبيه وعدم تواجده بجانبه أنشأ داخله نقصًا كبيراً ? فكانت رؤيتهُ كارمن وهي تتدلل على ابيها يشعره دائما بهذا النقص ليس كارمن اخته فقط بل كان يشعر به عند رؤيته لأباء اصدقائه وهم يهتمون بهم ويدللوهم ...? هذا الشعور جعل منه رجلاً حاداً قوياً لرغبته بأخفاء هذا النقص داخله ? ولكنها قوة وحدة خارجية فهو يمتلك ضميراً مستيقظاً وقلب لا يعرف طريق الكره... يظل دائماً حاقدًا على ابيه رافضاً تقربه وهو بداخله يتمنى ان يعود الزمان وتتغير الاقدار ويتحقق حلمه بوجود ابيه بجانبه يكبر معه شيئا فشيئاً ?? لم يتوقع كهرمان يوماً ان يسقط مجبراً بالاختيار بين ضميره و قراره الذي ظل دوما متمسكاً به? ................ ...*...*...*...*...*...*...*...*...*...*... بالصباح وبمنزل العائلة الكبير.. وبالتحديد بغرفة كآن كانت نور نائمة بحضنه ، الغريب بالأمر انهم نائمان وكأن شيئاً لم يكن بالأمس وكأن شخص اخر هو من كان يصرخ ويستنجد من زوجه ، الواضح انهم اعتادوا على الامر كما اعتاد من بالمنزل... جاءت سودة ابلة لغرفتهم وطرقت الباب وهي تنادي قائلة " نور هانم... كآن بيه " ظلت تطرق الباب دون اجابة كانت نور تتحرك بنومتها يأتيها صوت سودة من الخارج لتفتح اعينها بصعوبة وهي تضع اطراف يديها عليهما للحد من نور الصباح تحدثت سودة مرة اخرى لتقول " كآن بيه يذكرك عا** بيه بموعد الاجتماع... كآن بيه... كآن بيه " ليس فقط صوت سودة الذي يصل لنور بل ايضا صوت هاتف كآن الذي لم يهدئ حركت نور يدها بخمول وبدأت بتحريك جسد زوجها العاري المخمور لتخرج من حضنه.. كانت تضع يدها على انفها فرائحة الكحول ملئت الغرفة من شربهم بعد العراك فهو لم يكتفي بالشرب بالخارج فعند عودته يكمل شربه وسهرته بأحضان زوجته التي كانت تنهاه عن ما تحب هي.. ? ............. ...*...*...*...*...*...*...*...*...*...*... بالحي ذهبت داملا لمنزل كهرمان بعد تأكدها من خروجه لعمله ، فرحت فهرية بها كثيراً واستغربت تواجدها بهذا الوقت اخبرتها داملا انها اخذت اذن كي تتأخر ساعة عن عملها بهذا اليوم. ادخلتها فهرية وهي تقول " يا ليتكِ أخبرتني بقدومكِ كان كهرمان ايضا تأخر عن العمل و جلسنا سويا لنفطر" ☺️ ابتسمت داملا وشكرتها قائلة " لا اشتهي شكرا لكِ" كانت حالة داملا غريبة مما ادخل الخوف لقلب فهرية التي اقتربت منها واجلستها بجانبها وهي تقول " هل احزنتكِ امينه... تمام هي دائما محقة ولكني سأتحدث معها انتِ ايضا تعملين نعلم انها صفة لا علاقة لها بالعمل ولكن دعينا نتحجج بالعمل امامها ☺️" هزت داملا رأسها قائلة " لا لم يحدث شيء بيننا... سأدخل بالموضوع سريعاً فليس لدي وقت يتحمل مقدمات.... الأمر يخص والد كهرمان فلقد تم حجزه الاسبوع الماضي بمشفانا لعدة ايام وبعدها بالصدفة تأكدت انه والد كهرمان ولكن ليست هنا المشكلة... فلقد حزنت كثيرا عندما علمت بوضع السيد أتاش كيبار فهو الان يصارع الموت بأي وقت... فهو مصاب بمرض خطير وحالته متأخرة... ما اردت قوله انه يعيش اخر أيامه وكان من واجبي اخبار كهرمان عن هذا " **تت داملا امام **ت وحزن فهرية لتكمل قائلة " اعلم انه امر خاص بكم وانكم لا تحبون لاحد التدخل به... ولكني اعلم ما بداخل كهرمان ان لم يذهب له ويتصالح معه بأخر ايامه سيكون لهذا تأثير ثقيل عليه طيلة حياته..... لا اعرف هل سيحزن او ماذا ولكني ارى انه من الجيد ذهابه و التحدث معه حتى وان لم يسامحه فعلى الأقل يجد اجاباته على ما تبقى بقلبه دون تفسير " ردت فهرية على داملا قائلة" هل هو يعلم بالأمر?" ترددت داملا للحظات قليلا لتتحدث بعدها قائلة " بصراحة ارسلت له رسالة بهذا الأمر كما انني تحدثت معه... فأنا لم استطع معرفة هذا الأمر و الوقوف بعدها صامتة..... ولكنه رفض اي تواصل و اغلق الموضوع معي "?? شكرتها فهرية وهي تنظر لساعة الحائط قائلة " تأخرتي على عملكِ.... شكرا لكِ الأمر لدي من بعد الان....لا تتحدثي معه مرة اخرى?" ردت داملا قائلة" خالة فهرية اسمعيني اعلم ان الامر ثقيل عليكم ولكن الرجل يعيش ايامه الاخيرة جميعنا نعلم كم عاد و طلب المسامحة الا يكفي وضعه لمسامحته" ? وقفت فهرية وقالت لها بقوة " انظري الي لمن اتحدث انا قالت لكِ انه عندي من بعد الان ... وايضا لا اريدك ان تتحدثي بالأمر معه مره اخرى هيا تحركي كي لا تتأخري " تحركت داملا و ودعت فهرية لتخرج من المنزل، ولكن لم تتركها فهرية الا بعد ان وضعت لها بعض المخبوزات الطازجة لتتناولها اثناء عملها.. خرجت داملا وهي حزينة تسير نحو محطة الاتوبيسات وهي تقول لنفسها " لقد فعلت ما علي فعله بالأخير هم اصحاب القرار "? اما فهرية فلقد جلست بحزن بعد اغلاقها لباب منزلها وهي تتذكر الماضي قائلة " اذا لقد جاء وقت الفراق...? مع انني توقعت ان اكون انا من يسبقك ولكن انظر للقدر قد جعلني اعيش وفاتها و وفاتك بحياتي??" انخرط كهرمان بالعمل كثيرا في هذا اليوم فكان هناك ضغط كبير لتسليم السيارة بالشركة المتعاقدة معهم، وايضا عمل متراكم بقلب الورشة، و برغم كثرة العاملين الا ان الجميع اجهد بهذا اليوم حتى انه فرغ تماما من اوقات الاستراحة والطعام.. ظلت فهرية طوال اليوم حزينة تتعقبها الذكريات تارة و تذهب هي لتتعقب الذكريات بغرفة ابنتها تارة اخرى، بكل ذكرى وكل صورة تتأمل بأبنتها كانت تقرر ان لا تضغط عليه وان تتركه لرغبته ان شاء فليذهب وان لم يشأ فلا يمكن لأحد الضغط عليه وخاصة ان كانوا يتعالموا مع شخص كا كهرمان ... ............. ...*...*...*...*...*...*...*...*...*...*... بالمشفى وبقرب نهاية الدوام كانت داملا بمكتب دكتور يامان تعطيه اخر التقارير والقيم التي سجلت للمرضى مد يامان يده ليأخذ منها التقارير وهو ينظر لأعينها مطولاً لدرجة اخجلت داملا كثيرا منه☺️ **تت قليلا امام نظراته التي حاولت ابعاد نظرها عنها حتى وان اختلست القليل من النظر إليها...☺️ تحركت بخجلها مخفضة اعينها قائلة " سأذهب انا لإكمال ما تبقى من عملي" ☺️ ليبتسم يامان ويقول لها بشكل مفاجأ " هل توجد حسنة بعينك ام انني مخطئً? " لم تفهم داملا عن ماذا يتحدث بأول الامر فحديثه عن عينيها فاجأها بل غير ملامح وجهها لتصبح بحالة اندهاش مما سمعته ? ليكمل يامان وهو يشير نحو عينها قائلا " تلك النقطة المجاورة لعدسة عينكِ ... ماذا حدث لكِ وكأنكِ لم تريها مسبقاً "☺️ خجلت داملا اكثر، وتحركت وهي تبتلع ريقها مغيرة ملامح وجهها كي لا تفضح امامه تحركت قليلا وهي تحسن من حجابها قائلة " عندما جاء الحديث لها فجأة... اعني عيني... يعني عندما ذكرت عيني... انا للحظة لم افهم عليك... اقصد انني لم اتوقع حديثك عن عيني لهذا لم.. لم " وقف يامان وهو مبتسماً فرح من حالتها المرتبكة كان يقترب منها وهو يطيل النظر لعيونها☺️، اما هي فكاد صوت سرعة دقات قلبها ان تخرج لتعلن عن إنذاراً بحريق سيحدث بعد قليل ☺️☺️ وبمسافه شبه متقاربة كان يامان يتحدث بنبرة جديدة عليها وهو يقول" هل قال لكِ احدهم من قبل انها اضافت لجمال عيونك جمال .. ?وكأنها نجمة تلألأت بجوار القمر كلاهما يتنافسان على الجمال بسمائهم الساحرة?... عادت داملا مرة اخرى لوضع الاندهاش? حتى للحظة اصبحت لا تعلم من يتحدث امامها فهل من الممكن ان يكون هو ? رفع يامان يده ليقربها من وجهها ولكنها تراجعت للخلف رافضة اي اقتراب وتلامس متحججة بتذكرها موعد علاج مريض مهم واسرعت بالخروج من الغرفة?‍♂️?‍♂️ كانت تسير بسرعة بالممر وهي لا تعرف اين ستذهب، فقط تريد مكان فارغ من الناس كي لا تفضحها دقات قلبها و حالتها المرتبكة الفرحة...☺️☺️ ............ ...*...*...*...*...*...*...*...*...*...*... بحي البلاط الشعبي كانت جوكشة تتعارك كالعادة ولكن هذه المرة بشكل اصعب واقسى كان الجميع يستمع لصراخها مع مالك المنزل دون تدخل ? فلقد اراد المالك الجديد اخراجها بالقوة هي واخواتها وامها المريضة لأجل تأخيرهم بدفع الإيجار لعدة شهور. ?? ببداية الامر تحدثت جوكشة بهدوء وهي تترجى مالك المنزل ان يمنحهم مهلة اضافية وستسدد جميع ما عليهم دفعة واحدة ولكنه رفض?، لم يرفض فقط بل بدأ بالتحدث بالقوة حتى انه بدأ بإخراج بعض الاغراض و ألقائها بالخارج ? لم تستطع جوكشة الاحتمال والاحتفاظ بهدوئها اكثر من هذا فأصبحت تتصدى للمالك بصوتها العالي ويداها التي كانت تصدمه لتخرجه من منزلهم? مما ادى هذا التصدي الى تمادي المالك و رفع يده عليها ليبعدها عنه? ويلقي بها نحو مقاعد الصالون كي يكمل اخراج الأغراض? .. دون رحمة لدموع الام الباكية ولا صرخات الأطفال الصغار ?? استغرب كهرمان الصوت ولكنه كعادة اهل الحي عندما يعلمون انها جوكشة لا يهتمون فهي تعلم جيدا كيف تأتي بحقها ?? اكمل كهرمان سيره للمنزل ولكن الأمر على غير العادة الاطفال يبكون ويظهر صوت امها وهي تحدث شخص وتترجاه ?? استدار كهرمان ونظر نحو المنزل ليجد غرابة بالأمر بدأ يتراجع خطوات للخلف كي يقترب و ينظر جيدا ليأتي صوت جدته فهرية من اعلى شرفة الطابق العلوي بمنزلهم بالجهة الاخرى وهي تقول له " كهرمان انتبه على نفسك.... كهرمان كهرمان " لم ينظر كهرمان لجدته بالخلف ليكمل سيره مقتربا من المنزل بل ويدخل المنزل عند رؤيته مالك المنزل بجوار الباب، ولكنه عند دخوله تفاجأ بهِ يلقي بجوكشة بقوة لتسقط ارضاً بشكل سيء? فار الدم وغلى بعروق كهرمان اتسعت اعينه وتغيرت ملامح وجهه وهو يقترب من المالك قائلا" ماذا فعلت انت... كيف ترفع يدك على بناتنا"? تجنبه المالك وهو يقول " لا تتدخل انت انا اعلم كيف سأتصرف مع تلك المخلوقات" ، قالها وهو لا يعلم ما سيصيبه رفع كهرمان يده بسرعة غضبه و بقبضته القوية لكمهُ بوجهه لكمة قوية جعلته يصطدم بالحائط الخلفي مع الاسف لم يفكر كهرمان بشيء سوى التصدي له فهو لا يستطيع رؤية امر كهذا ويقف صامتاً وخاصة بكاء الأطفال وعجز الام... ? جاء المالك ليتحدث بغضب و هو يقترب من كهرمان كي يرد له ما فعل ولكنه تراجع امام حالة وجه كهرمان المخيف وعيونه التي اشتعلت بالغضب الملتهب، وقوته التي اكل نصيبه منها? تراجع المالك عن العراك فقوته لا تجابه قوة كهرمان .... وبدأ يهدد ويتوعد بإخراجهم من المنزل بقوة الشرطة واعطاهم مهلة اثنى عشر ساعة كي يخلوا المنزل وإلا سيجدون انفسهم خارجه بقوة القانون.... ?? خرج المالك ليقترب كهرمان ويحتضن الأولاد فهم اثنان واحد بالثامنة من عمره والأخر بالسادسة على الاكثر اما جوكشة فكانت بالسنة الأولى بجامعتها التي تلتحق بها بسبب تردي حالتهم المادية ... تحركت جوكشة من على الارض وهي تتألم لتجلس بأقرب مقعد لها ? ليتحرك من بعدها كهرمان وهو محتضن الاطفال ليجلس على الاريكة المقابلة متحدثاً بأسف قائلا "ألا يوجد اخبار عنه حتى الان" ? هزت الام رأسها بالنفي وهي تمسح الدموع التي ملئت وجهها قائلة " لا نعلم عنه شيء... اقتربنا على اتمام السنة ولم يأتي منه خبر" ? لترد جوكشة على امها بضيق قائلة " ولكننا مرتاحون هكذا... بالأصل نحن لا نريده فلم يزيدنا إلا إهانة و تحكم و ديون متراكمة على اثر شربه وكيفه.. "? ثم نظرت لكهرمان قائلة " اعتذر لما حدث فكما تعلم توفي العم محسن و من سوء حظنا ان مالكنا الجديد هذا الرجل الذي لا رحمة بقلبه" ? رد كهرمان عليها بأسف قائلا" نعم لهذا لم اعرفه.. . بالطبع العم محسن مختلف كثيرا.. اعتقد لو انه حظي بأولاد كان الوضع سيكون افضل على الاقل سيرثون من ابيهم رحمته" ? تحركت الام وهي تقول" سأضع لك الشاي " واخذت اولادها معها للداخل ? انتظر كهرمان حتى ذهبت الام والأولاد وتحرك ليجلس بالمقعد المجاور لجوكشة قائلا" لا يمكنكِ فعل هذا عليكِ ان تكوني قوية كالعادة... لا تصدميني بكِ... جوكشة التي نعرفها ليس لديها ضعف او دموع ? " كانت تمسح دموعها الصامتة الحارقة وهي تحسن من ملابسها من يرى دموعها يعلم كم مرت هذه الفتاة الصلبة بصعوبات? وكأن دموعها تمردت عليها لتخرج من جبل صخر او صحراء جرداء قاحلة فهناك **ود وقوة ظاهرية يطعمها الالم والان**ار المبكي... ?? تحدث كهرمان مرة اخرى وهو يقول " كنت اعتقد ان وضع شعرك المعقود فوق رأسكِ يمنحك قوة اكبر من قوتك" بكت جوكشة اكثر اعتقد ان ما حدث كُسر قلبها و هز الجبل الذي يعتقد الجميع انه صخري لا يهتز.... ولكن من كثرة الصدمات حتى الصخر يهتز..... حزن كهرمان اكثر على وضعها نظر لأرجاء المنزل كي لا ينظر لدموعها المؤلمة ثم تحدث قائلا " اعتذر منكِ لقد مزحت بوقت ليس بهِ مزاح ?ولكني سأعطيكِ سر صغيرا، تعلمي بقمة حزنكِ و ان**اركِ ان تضحكي وتظهري لنفسك قبل الغير انكِ قوية.. حتى تستطيعي السيطرة على تمرد قلبك وتغلب غضبكِ وحزنكِ عليكِ" ? هزت جوكشة رأسها وهي تقول" شكرا لك لا تقلق استطيع تدبير أمري... سأذهب غدا واتواصل معه سأعطيه جزء من المبلغ المطلوب و سأحاول جاهدة ان اكمل المبلغ بأقرب وقت " ? جاءت الأم بالشاي وقدمته لكهرمان الذي كان يعارض جوكشة على ذهابها لهذا الرجل عديم الأخلاق كما وصفه، حتى انه طلب منها ان تترك الامر له وان لم ينجح به سيحدثها كي تتصرف هي، وافقت جوكشة على هذا الحل وظلت الام تدعوا له كثيرا ? طرق الباب ولكن الطارق لم ينتظر، دخلت فهرية بعيونها التي تبحث عن حفيدها لتطمئن عليه ? اقتربت منه ويدها تتجول على جسده ورأسه وهي تدعو على عديم الاخلاق هذا ☺️ ثم اقتربت من جوكشه التي كان يظهر عليها الان**ار وجلست بجانبها تواسيها وتدعو ايضا على والدها الذي تركهم دون خبر منه? كان كهرمان يحذرها بأعينه وتكرار مناداته عليها" جدتي.. جدتي" كي ت**ت ولكنها بالحق لا تخاف من او على احد تخرج منها كلمة الحق مهما حدث.... ? ...........*...*...*...*...*...*...*...*...*...*... خرجت داملا من المشفى بوقت مبكر عن كل يوم بعدما تحملت صديقتها مسؤولية عملها.. كانت تعتقد انها تهرب منه فهي لا تستطيع السيطرة على ارتباكها وض*بات قلبها المتسرعة بعد تقرب يامان منها فما زالت كلماته ونظراته تراودها لتزيد من حالتها وبهجتها.... ☺️☺️ ولكنها لا تعلم انه لا مهرب لها منه وخاصه هذا اليوم ، صدمت داملا عندما وجدته ينتظرها بجانب سيارته بالخارج من الواضح انه كان عليها ان تهرب دون اخباره ☺️☺️ حاولت التصنع انها لا تراه ولكن كان اسمها الذي يخرج من فمه يصل لها كشعر مفعم بالنغم ☺️ نظرت نحوه شاردة لثواني قليلة لا تعرف ما عليها فعله، ولكنه لم ينتظر منها اي ردة فعل اقترب هو وبابتسامته المعتادة لها طلب منها ان ترافقه لطعام العشاء☺️، بالطبع تدللت بأول الامر كعادة البنات ولكنها بالأخير رضخت لصوت قلبها المبتهج☺️.... ................ ...*...*...*...*...*...*...*...*...*...*... بمنزل كهرمان كان هو يتحدث بتخفي مع احدهم قائلا " هل جهزت كل شيء، لا اريد اي تقصير هذه المرة، وايضا علينا ان نتوخى الحذر اكثر يكفينا ما حدث بالمرة السابقة، فلقد تبقى القليل على كشف امرنا يومها " ? صعدت فهرية الطابق العلوي لتبحث عنه دخلت غرفته لتتفاجأ بحالته وصوته المنخفض تحدثت وهي تقول له " ما هذه الحالة، هل من جديد " اغلق كهرمان الهاتف سريعا وهو يبتسم لها قائلا" ما بها حالتي"? ردت فهرية قائلة" هل ستخرج بالماتور الليلة "? تحرك كهرمان وهو يضع خوذة الماتور بحقيبة لا تظهر ما بداخلها وهو يقول لجدته " انتِ تعرفين اهمية هذا الامر بالنسبة لي... لا اريد لأحد معرفة انني امتلك ماتور او اي شيء من هذا القبيل"? هزت فهرية رأسها وهي غير راضية قائلة " تمام اخبرتك اكثر من مرة انني لم اخبر احدا بهذا الامر، ولكني اريد التحدث معك بأمر هام، دعك من الماتور الليلة و اجلس معي لنتحدث، لا تتركني خلفك اترقب النوافذ الطرق حتى تعود " لم يأخذ كهرمان كلام جدته بمحمل الجد فهو معتاد على قولها نفسه كلما اراد الخروج بوقت متأخر?. تحرك وهو يرد عليها ويطمئنها انه سيحاول العودة قبل الصباح بشرط ان لا تنتظره ولا تتصل به ككل مرة حتى لا يضطر لإغلاق هاتفه?... كانت فهرية تسير خلفه وهي تدعوا له ان يحفظه الله ويبعد عنه شر الطريق ? خرج كهرمان بزيهُ الاسود متجها ع** طريق الورشة متخفياً من العيون .. يتحرى السير بالطرقات الصغيرة بحذر كي لا يشعر بهِ احدا? كان هناك شخص غريب الملامح لا يظهر من وجهه شيء مرتديا هو ايضا زياً باللون الاسود، اقترب كهرمان منه سريعا وهو يخرج الخوذة ويضعها على رأسه كي يصعد سريعاً الماتور و من خلفه صعد ذلك الشخص و انطلقا بسرعة عالية?، من الواضح تمكن كهرمان بقيادة الماتور باحترافية يظهر هذا بسرعته وتمايله به بين السيارات وكأنه يلعب به وليس فقط يقوده... ما هذا السر الذي يخفيه كهرمان عن الجميع؟ هل سيستسلم كهرمان لصوت ضميرة، ام سيندم بوقت لا ينفع الندم بهِ ? انتظرونا ان اعجبتكم القصه ? نكرر ان نسبة المتابعين هي التي ستحدد استمرار القصة ومواعيد نشرها ?? قصة كهرمان بقلم امل محمد لولو
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD