*رواية كهرمان * الحلقة الثانية * *الجزء الاول * القرار الصعب *

3663 Words
?️البطل?️ kahraman?️ ?️ الحلقة الثانية ?️ikinci bölüm?️ رفعت داملا يدها وحكت حاجبها وهي تقول" تمام انت محق ولكني اعمل كثيراً ، ليس لدي وقت لتنظيم الغرفة وتمشيط شعري، ولكني اصبحت امشطه بالإجازات " ضحك كهرمان? لتقول له " اقسم لك اصبحت امشطه بالإجازات دون عراك مع احد و بمفردي ايضا.... كما لا تقارن امك باي زائر فهي كوكالة اخبار متنقلة ما شاء الله ، لا اعرف لماذا تضعني بعقلها تدخل غرفتي و تبحث بكل مكان حتى انها ترفع حجابي ببعض الاوقات لتطمئن على حالة شعري بالشارع.. اعتقد لو الامر بيدها لكانت اتت لتمشطه لي كل يوم كالسابق "?? كان كهرمان لا يستطيع السيطرة على ضحكه امام حالتها وطريقتها بالحديث فكل جوارحها كانت تتحدث لتشرح له ? رد عليها وهو يقرب رأسه ويخفض صوته ليقول" اتذكر صراخكِ الصباحي عندما تمسك بكِ وتضعكِ بين ارجلها وتحكم قبضتهم عليكِ وتبدأ بتمشيط شعرك وبجانبها الزيت والماء "? ( يادي الفضايح.. ربنا يسترنا من الذكريات ??) تغيرت نظرة داملا لتصبح نظرة انتقام وهي تقول " اتذكر، نعم مازالت اتذكر ذلك الصبي الذي يسرع ليجلب العصا ويضعها بجانبها كي ا**ت"?? زاد ضحك كهرمان وقال " علينا ان نكون بالخدمة دائماً.... وايضا لا يمكنكِ افزاعنا كلما خرجتي علينا صدفة او هجمتي علينا باللعب "?? خجلت داملا وقالت " هل كان سيء لهذه الدرجة" ?? ليهز كهرمان رأسه بالنفي وهو يحاول اخفاء ضحكه ليستطيع الرد عليها قائلا" امزح معكِ ليس سيء طبعا... وايضا ارتاح داخلي الان فعلمي انه يتم تمشيطه كل اجازة اسعدني كثيرا " وضحك مرة اخرى ??? ولكن فصل ضحكهم وذكرياتهم الجميلة وصول دكتور يامان مرة اخرى لطاولتهم وهو يتحدث باهتمام بالهاتف قائلا " بالأصل انا خارج المشفى سأكون بانتظاره فور وصوله " ثم اغلق الهاتف ونظر لداملا قائلا" ستأتي سيارة اسعاف الان بها رجل مهم جدا بحالة سيئة علينا إنقاذه سريعاً". وقفت داملا وهي تنظر لكهرمان الذي وقف هو ايضا ليقول " اترككم لعملكم" تحدثت داملا على الهاتف سريعا ثم اغلقت لتخبر كهرمان من اين سيستلم ادوية اخته ثم تركته و تحركت خلف دكتور يامان، ليتحرك كهرمان هو ايضا نحو مبنى المشفى كي يدخل ليأخذ الدواء وقد كان فلقد دخل واخذه سريعاً من الطابق الاول بقسم الادوية ثم عاد ليخرج من المشفى و لكنه كان على موعد مع قدره فكان اتاش كيبار بيه على الفراش الطبي يسحب للداخل وسط قلق الاطباء و هرولة عائلته من خلفه.. رآه السيد عا** ولكن لا وقت للحديث الان كان الجميع منشغل باستياء حالته حتى الاطباء الذين كانوا يسرعون بجانبه يحاولون إسعافه توقف كهرمان قليلا وهو يحاول استعادة نفسه "نعم هو... نعم هم... هل الأمر خطير لهذه الدرجة " استدار لينظر خلفهم ليتبعهم بأنظاره فقط فقدميه تسمرت بمكانها... للحظات فقد قدرته على اتخاذ القرار هل يسرع إليهم ليطمئن على من تركه قبل ميلاده ام يرحل و يكمل حياته كما فعل معه منذ سنوات........??? مازال كهرمان بحيرته وتخبطه لا يستطيع الدخول والوقوف بجانبهم للاطمئنان على وضع ابيه و بنفس الوقت يثقل عليه امر ذهابه.. ? ولكنه بالأخير اختار الذهاب و بقوة دون النظر خلفه وبعد دقائق من خروجه جاء السيد عا** ليبحث عنه معتقدا انه سيجده بنفس المكان ولكنه تأكد من ذهابه وخاصة عندما خرج من المشفى ليراه يقود سيارته مبتعدا عن المشفى حزن عا** لأجل هذا ودخل من جديد المشفى كي يطمئن على حالة اتاش بيه .. ............. بمنزل مارت كان كهرمان يجلس بجانبها على الفراش يطمئن عليها و على صحة طفلها بسعادة وفرح جاء مارت وبيده الشاي والحلوى ليضايف كهرمان وهو يقول " لقد وقع الأمر علينا.... جاء وقتها لتتدلل بأمر الطبيب ". ☺️ ضحك كهرمان وقال " ليس الطبيب فقط بل بأمر الحي كله فلم يعلم احد بحملها إلا واوصى جدتي ان لا تتحرك اول ثلاث شهور وكأن الجميع اتفق عليك "? ضحك مارت على كلام كهرمان وهو يقول" لو جئنا للحق فهذا يناسبني كثيرا اهم شيء ان تصبح بخير و سعادة " ☺️قالها وهو ينظر بحب لزوجته الحنونة رن جرس الباب تحرك مارت وهو يقول" من المؤكد انها عائشة أتت لأجل موعد علاجها بالحقن " .. تحرك كهرمان وبيده كوب الشاي ليخرج خلف مارت وهو يقول لأخته " إذا ، سأنتظر أنا بالخارج حتى تنتهوا" خرج من الغرفة ليتقابل مع عائشة امام بابها، ارتبكت عائشة واخفضت اعينها خجلا وهي ترد السلام على كهرمان الذي اكمل سيرة بعدما ألقى السلام دون ان ينتظر الرد عليه فكان هو بخطواته الثابتة و شخصيته القوية حتى بضحكه وكلامه ومواقفه البطولية مع الجميع حلم لكل فتاة بالحي، كما كان الوضع بأيام جامعته ولكنهُ حينها لم يلتفت لمن حوله فسنوات جامعته قضاها وقلبه مملوء ببنت الجيران التي اسرته بخجلها وجمالها ونظراتها التي كانت تختلسها نحوه من شرفة غرفتها.... ? .................. وبعد مرور الوقت، كان كهرمان بغرفة منزله ينظر لهاتفه وهو شارد يتذكر مشهد دخول عائلته للمشفى وكيف كان وجه الجميع لا يبشر بالخير فتح كهرمان الهاتف ليتصل بداملا التي اجابته بعد طول انتظار منه لتخبره انها مشغولة كثيرا كان يريد ان يطمئن على وضع ابيه ولكن سرعتها بالحديث وذعرها انه اتصل بهذا الوقت المتأخر من الليل جعله ينهي الاتصال دون معرفة ما اراد معرفته ?... مرت ليلة صعبة على عائلة كهرمان بالمشفى ظل بها اتاش بيه بحالة غير مستقرة لتنتهي الليلة بنجاح الاطباء أخيراً السيطرة على الحالة وجعلها مستقرة الى حد ما ? و مع إشراقة شمس يوم جديد كانت داملا عائدة لمنزلها بعد ليلة شاقة من العمل بالمشفى ، اقتربت من منزلها لتتفاجأ بكهرمان قادم نحوها وهو يشير لها ان تنتظره اعتقد انها ليست بصدفة فهو ليس بعادته الذهاب للعمل مع اول شعاع للشمس...  استغربت داملا من وجوده تحركت نحوه ليجتمعا على اول شارعهم بالأعلى تحدثت داملا بسكون و ارهاق قائلة " ماذا تفعل بهذا الوقت" رفع كهرمان يده الممسكة بالخبز الساخن وقال لها " اشتهيته ساخن فذهبت لأحضره باكراً" اخذته داملا من يده وفتحت الكيس لتقتسم من الخبز جزء ليس بصغير وابتدأت بتناوله وهي تقول " امممممم انت محق يكون شهياً وهو ساخن ولكن النوم له طعم اجمل بكثير اشعر وكأنني سأسقط لأنام بمكاني هنا " كانت تتحدث وهي بنصف اعين تغلقهم وتفتحهم بصعوبة وهي تبتلع الخبز... تركها كهرمان وهو يقول" هيا اذهبي كي تنامي و لنؤجل حديثنا بعدما تستيقظين " حاولت داملا معرفة ما هو هذا الحديث وما سبب اتصاله الغريب بها أمس ولكنه اصر ان تذهب لتنام و من ثم يتحدثا حتى انه قال لها " عندما يستيقظ عقلكِ حدثيني كي اخبركِ... بالأصل نجد صعوبة بالتواصل معكِ وهو مستيقظ فما ادرانا ما يصيبنا عندما نتحدث وهو نائم "???? ابتسمت قائلة " انت محق سأذهب قبل ان اسقط" ... تحركت هي بالأول متجهه نحو الشمال فمنزلهم بأول الطريق ع** كهرمان الذي كان بالأسفل قليلا بجهة اليمين ... اكمل كهرمان سيره خطوات بعد تركها ولكنه لم يستطع الابتعاد استدار ونظر لها وهو يتحدث بصوت مرتفع قليلا قائلا" كيف حال ذلك الرجل"? استدارت داملا ايضا ونظرت نحوه باستغراب قائلة " اي رجل؟" ارتبك كهرمان ليقول لها " الرجل الذي جاء بحالة سيئة واسرعتم جميعا لإنقاذه" ? هزت رأسها وهي تقول " نعم تذكرته ... مؤسف عليه حالته سيئة لم نستطع السيطرة على الوضع طوال الليل.... ولكن بفضل الله قبل ذهابي نجح الاطباء بالسيطرة على قياساته و جعل الحالة شبه مستقرة" انهت حديثها ثم نظرت له باستغراب وقالت " ما الذي ذكرك بهِ الان؟ " كان كهرمان قد هدئ قليلا بعد اطمئنانه عليه فلقد شعر بالخوف بحديثها عن سوء حالته... رد عليها وهو يتحرك قائلا" لا شيء تذكرته فقط فاردت الاطمئنان هذا كل شيء..... هيا ادخلي المنزل وارسلي سلامي للجميع" .... وبالفعل دخلت داملا منزلها بعدما اخرجت مفتاحها من حقيبة يدها بصعوبة، لا اعرف هل اجتمعت الدنيا كلها وتمركزت داخل هذه الحقيبة الصغيرة المنتفخة مما ملئت بها ابدلت ملابس الخروج ملقية بهم على فراشها ثم ارتدت بيجامتها بشكل غير مرتب وهي تلقي بنفسها على فراشها لتنام عليهم وهي متعبة منهكة.. ومع انها شبه مغشي عليها من نعاسها إلا انها تذكرت كنية ذلك الرجل أتاش كيبار ليأتي لذهنها فورا اسم كهرمان وكنيته كيبار.. متذكرة ايضا امر ابيه الثري... كانت تربط اتصاله بالأمس و سؤالهُ بالصباح عن وضع أتاش كيبار ... ولكن اغلقت الاعين بهذا القدر فلقد سبحت بنومها العميق حتى كدت ان اثق انها لا تتنفس من عمقه وكأنها حقاً اغشى عليها ... ................... بالظهيرة وبمشفى زبيدة هانم الخاصة كان عا** و كآن بجانب اتاش بيه يتحدثون معه ويهنئوه على سلامته... كان يجيبهم بأعينه وصوته الضعيف ليشكرهم، تحرك السيد عا** وقال لهم " بما اننا اطمئننا عليك... سأذهب انا لأتناول فطوري كي لا اتأخر عن موعد دوائي اكثر فلا اريد اشغالكم بي وانتم بهذه الحالة" اقترب منه كآن و قال " يمكنك الذهاب لمنزلك لترتاح وانا هنا لا تقلق سيكون أبي بخير "  رفض السيد عا** وقال له " لا يمكنكم الخلاص مني بهذه السهولة... هيا سأذهب كي لا اتأخر" تحرك عا** مقترباً من الباب ليعود بنظره لكآن قائلا " انا بالأسفل ان حدث امر لا تتردد بالاتصال بي سريعا" ثم خرج من الغرفة ولكن ليس لتناول الفطور بل لغرفة الطبيب المباشر لحالة أتاش ليطمئن على اخر تقارير وفحوصات خرجت ليطمئن ولكن الوضع ليس بخير فهناك نسب قد ارتفعت ونسب غير ثابته وهذه مؤشرات لا تُنبئ بخير ابدا ? اخبر الطبيب المباشر السيد عا** انهم بحاجه لأجراء فحوصات اضافية ليتأكدوا من بعض الامور التي اختلطت عليهم فحالته ونسبه لا تشير انها بسبب حادث سير تم تخطيه... ? قلق السيد عا** كثيرا و حاول التواصل مع اكثر من طبيب طوال اليوم كي يتم نقل السيد أتاش لمشفى اخرى افضل واعلى بالمستوى الطبي ولكنه غير رأيهُ عندما رأى كهرمان مرة اخرى وهو يتحدث بضحك مع تلك الطبيبة الشابة و يأخذ منها شيئاً غير واضح له فالرؤية من نافذة غرفة أتاش بالأعلى جعلته يرى ظواهر الحدث فقط دون تفاصيل.... ظل عا** يراقب الوضع من الأعلى و طريقة كهرمان التي تظهر مدى اعتياده على المكان حتى انه تأكد اكثر من شكوكه عندما رأى دكتور يامان يقترب منهم ويتحدث مع كهرمان بكل أريحية ليتأكد ان مجيئه بالأمس ليس بصدفة وان تواجده ليس بجديد وكأنه يعمل بالمشفى....? بهذا الوقت فُتح باب غرفة أتاش بيه لتدخل جيرين الغرفة بعيونها الواسعة وشعرها المنفوخ (المجعد المنفوخ على غير العادة ) تنظر نحو عمها بخوف وترقب رفع أتاش يده قليلا وهو يشير لها ان تقترب منه، لتسرع كالطفلة وتلقي بنفسها بحضنه كما اعتادت دائماً?، اسرع عا** ليقول لها بهدوء انتظري لا يمكنكِ فعل هذا بظل وضع الأجهزة الطبية رفع أتاش يده وحاوط بها أبنة اخيه وهو ينظر نحو عا** كي يتركها، فهو يعلم كم هي طفلة تخاف من الفقد?، كان يحدثها بصوت ضعيف ليطمئنها انه بخير وسيكون بخير اكثر ان كفت عن البكاء?... استقامت جيرين قليلا للخلف لتنظر لعمها قائلة " هل انت حقا بخير" ليبتسم عمها قائلا " نعم بخير لدرجة انكِ تستطيعين التقاط صورة لنا كي تطمئني الجميع عن عمك...."  فرحت جيرين وبدون ان تفكر وقفت بجانب الفراش واخرجت هاتفها وهي تحسن من حالة شعرها المموج الجميل للخلف قليلا ثم فتحت هاتفها وانحنت على عمها مره اخرى كي تلتقط صورة جميلة نشرتها فور التقاطها بعدما كتبت عليها" كما اخبرتكم لم يستطيع تركي وحيدة ?" ضحك السيد عا** عليها كثيرا فكيف تغيرت فجأة وخرجت من حالتها الحزينة فالجميع يعلم كم هي مدمنة على حياة مواقع التواصل الاجتماعي.... تحرك كآن وهو يستأذن منهم ان يذهب هو للمنزل كي يبدل ملابسه ويرتاح ومن ثم سيعود، تحرك وهو ينظر لجيرين ليوصيها على ابيه قائلا" لا تتحدثي بجواره كثيرا وكوني منتبهة لا تنشغلي بهاتفك " ثم نظر لعا** وقال له " ألم يأتي موعد ذهابك انت ايضا... فالجميع يأتي ويذهب وانت مصر على البقاء" ابتسم عا** وهو يقول " هذا يناسبني انت لا تهتم.. اذهب وارتاح وانا هنا " هز كآن رأسه وقال " كما تشاء " وتحرك ليخرج من الغرفة مغلق الباب خلفه وهو يتحدث مع كريم السائق الخاص بهم ان يستعد ولكنه بسبب انشغاله بهاتفه لم ينتبه للفتاة التي صدم بها واسقط الاوراق من يدها كان عليه ان يعتذر ولكنه غضب عليها قائلا" انتبهي قليلا... هل تسيرين بظهرك " استغربت داملا من حديثه ونبرة صوته المتعجرفة ليغلي الدم بعروقها غضبا فهو من اخطأ وليس هي جمعت الاوراق سريعاً و وقفت وهي تقول " اعتذر منك فعند تحدثي بالهاتف لا استطيع التركيز" غضب كآن من طريقة سخريتها وحركة وجهها الغاضبة وهي تتحدث معه اخذ نفس عميق بغضب وهو يقول" ليس لدي وقت لإهداره معكِ" نسيت داملا امر المشفى وانها طبيبة و وضعها بمكان عملها وعلا صوتها اكثر قائلة " أهاااا، الباشا ليس لديه وقت... نعتذر منك كثيرا لقد اهدرنا وقتك الثمين... من المؤكد ان لد*ك وصلة نوم مهمه او حفلة من الحفلات اليومية التي لا يمكنك تركها " استغرب كآن من صوتها وطريقتها بل الاكثر من حديثها على النوم والسهر وكأنها تعرف وضعه جيدا تحرك وهو يلوح بغضب نحوها قائلا بتعالي " اوووياااا لقد علقنا فعليا..... ولكني لن انزل بمستواي كي ارد عليكِ " وتركها مكملا سيره غضبت داملا اكثر تحركت للسير خلفه مكملة حديثها الغاضب الجارح ولكنها لم تستطع فعل هذا فبمجرد سماعها لصوت د. يامان ينادي عليها من الخلف، تحولت لقطة هادئة وديعة.. استدارت وهي ترسم البسمة على وجهها بصعوبة قائلة " افندم دكتور بيه " رد عليها د. يامان وقال لها " أتيت لأطمئن على وضع أتاش بيه" هزت داملا رأسها وهي تقول " وانا ايضا كنت اتية إليه لأسجل نسبه" تحرك يامان نحو باب غرفة أتاش بيه وهو يقول " جميل هيا لندخل سوياً " بالداخل كان د. يامان يتحدث مع أتاش بيه وهو يطمئنه بعد اكتمال فحصه.. اما داملا فكانت تسجل بدفترها نسب القياسات، تحرك د. يامان وهو ينظر للساعة قائلا " علي ان اذهب الان ولكني سأعود بالمساء لأطمئن على الحالة مرة اخرى" وخرج من الغرفة وهو يطلب من د. داملا ان تكمل تسجيل نسب القياسات وان تبدأ بوضع علاجه داخل السيريوم مع مراعاة تباطيء دخول السيريوم للدم " كانت داملا تهز رأسها و هي تغلق هاتفها قائلة " تمام استاذي سأفعل على الفور " خرج د. يامان من الغرفة لتبدأ داملا بأخذ باقي القياسات و وضع العلاج بالسيريوم كانت تنظر للهاتف و تغلقه لأكثر من مرة لتكمل عملها... كان عا** ينظر لها مطولا فهي من كانت بجانب كهرمان ظل ينظر ليتأكد اكثر واكثر اما أتاش فكانت نظرته لها غريبه قليلا وكأنه يحاول التعرف عليها فوجهها مألوف له يشعر بأنه رأها بمكان من قبل ولكن لا يتذكر اين رأها.. لم ي**ت هاتف داملا لتعتذر منهم قائلة" اعتذر كثيرا ولكنني مجبرة على الرد" وابتعدت قليلا عن الفراش وهي تفتح هاتفها وتضعه على اذنها، ولكن سرعان ما ابعدته من الصوت العالي وبعد لحظات ردت وهي تقول " كيف هذا؟.. هل يمكنني إهمال اتصال الخالة فهرية... وان سمحت نفسي بهذا فأنتِ لن تسمحي لي..." **تت اكثر وهي تبتعد وتخفض صوتها قائلة" انا بجانب مريض الأن ... لقد جاء كهرمان واخذ العلاج... حتى انه سيأتي كي يصطحبني بعد الدوام لأذهب و اطمئن عليها بنفسي لا تقلقي" جاءت لتنهي المكالمة ولكن جاء صوت فهرية عالياً محذراً لتنظر داملا لمن بالغرفة بخجل وهي ترد قائلة " تمام لن نتأخر لا تقلقي ولكن علي ان اغلق سريعا" اغلقت الهاتف وهي خجلة من طول المكالمة، اقتربت مرة اخرى للفراش الطبي كي تبدأ بوضع العلاج داخل السيريوم ولكن كان اكثر ما يثير انتباهها نظرة تلك الفتاة المغرورة لها... تحدث أتاش بيه ليقول لها بصوته المتعب " هل انتِ ابنة اسطنبول ام اتيتي الى هنا بحكم العمل " ابتسمت داملا وقالت "نعم إسطنبولية ابا عن جد" ضحك أتاش وهو يقول " ماشاءالله... كنت اعتقد انكِ من اهل مدرين وما شابه" استغربت داملا من حديثه وقالت " لا انا إسطنبولية وايضا من حي البلاط الشعبي بمنطقة الفاتح.... ولكن لماذا اعتقدت أنني من مدرين " ظل أتاش صامتاً فلقد ربط الامور ببعضها فهرية وكهرمان و حي البلاط الشعبي.. ليتقدم عا** و يرد هو عليها قائلا " انت تشبهين عميلة مميزة لدينا من ماردين لهذا انا ايضا ظننت مثل السيد أتاش " نظرت داملا لأتاش وقالت " تمام لقد تم الأمر، سيستغرق انتهائه من ساعة إلى اثنان كي يدخل ببطء للدم، ان كانت هناك اي شكوى او شعور بألم بك" رد أتاش لينفي أي شعور بالألم بل انه يشعر بتحسن و لم يتبقى سوى الصداع المستمر وألم المعدة طمأنته داملا وقالت" انها ستتحدث مع دكتور يامان بهذا الامر و ستعود إليهم " .... خرجت داملا من الغرفة وهي تستغرب امرهم قائلة " هل عندما سمعوا اسم خالة فهرية وكهرمان ربطوا الأمر بي..... اممممم من المؤكد طبعا.. ولكن لماذا لم يصارحني كهرمان حتى الان انه والده " وتحركت وهي مستمرة بحديثها مع نفسها قائلة " وكيف اريد منه مصارحتي وهو لم يستطيع مصارحة نفسه حتى الان" تتمتع داملا بنسبة ذكاء عالية وقوة ملاحظة مصاحبة بتركيز عالي وهذا ما يميزها بعملها بل بحياتها..... بغرفة أتاش جاء ليتحدث مع عا** ولكن السيد عا** حذره بأعينه و هو ينظر نحو جيرين التي كانت مستاءة من وجود الطبيبة وحاولت الانشغال بهاتفها هروبا من اهتمام أتاش و عا** بها .. تحرك عا** من مكانه مقتربا من جيرين وهو يقول " اشتهيت القهوة ما رأي فتاتنا الصغيرة ان تذهب لتحضر لنا قهوتنا" **ت عا** وهو يقف امام جيرين منتظرًا الرد ولكنها كانت شاردة بهاتفها ليعيد كلامه وهو ينادي عليها لتنتبه عليه، تحركت جيرين على مقعدها واعتذرت منه قائلة " ولكن كيف سأذهب لأجلبها ، هل توجد خدمة غرف تأتي بها.... " هز عا** راسه وهو يقول" هيا تحركي قليلا انا اريدها من يدك... اتشوق لشربها من يد ايليف الان ولكن الامر ليس بيدنا سنرضى بها أيا كانت ". توقفت جيرين باستغراب وقالت" انا لا اعرف كيف تُعد القهوة... هل نطلب من ايليف ان تأتي لتحضرها لك " ضحك عا** عليها ليقول أتاش " اذهبي يا ابنتي لكفتريا المشفى بالأسفل واطلبيها له من هناك " تحركت جيرين وهي مستاءة قائلة " تمام فهمت عليكم، سأجرب هذا لأجلكم "... ونظرت لعمها قائلة "هل اجلب لك ايضا " نجح عا** بإخراجها بصعوبة من الغرفة بعدما اتعبتهم بأسئلتها الكثيرة كيف ستذهب و من سيحمل القهوة وماذا تجلب بجوارها ولكن بالأخير الشكر لله ذهبت قبل ان يفقدوا عقلهم منها ... عاد السيد عا** و جلس بجانب أتاش وهو يقول " ما هذا كيف تتعاملون معها بالمنزل؟ " ليرد أتاش قائلا " مازالت طفلة مهما كبرت " هز عا** رأسه وقال " ولكني حذرتك لأكثر من مرة... لا يمكنك الاستمرار معها بهذا النهج... وإلا ستخرج النتائج غير مرضية كما رأينا بكآن " تحدث أتاش قائلا " اتركنا منها الان سيأتي زوجها ليعيد بناء ما ترك ناقصاً... ولكن هل سمعت ما سمعته انا " لم يعجب عا** الرد ليقول " وهذا ايضا خطأ ولكن كما تريد... ننتقل للأمر الاخر نعم سمعت ولكني لم اعتمد على السمع فقط ، فلقد رأيتهُ بأول يوم لحظة دخولنا المشفى ورايته اليوم من النافذة يتحدث مع الطبيبة بل مع الاطباء بأريحية " رد أتاش ليقول" هل يمكننا استغلال الامر؟.. " فكر عا** قليلا وقال " هناك فكرة تراودني ان وافقتني الرأي نسرع بتنفيذها " اقترب عا** بمقعده وهو يتحدث بصوت منخفض ليقص عليه فكرته...... ................... بالمساء جاء كهرمان ليصطحب داملا من المشفى ليذهبا إلى منزل اخته كارمن ولكنهُ بالطريق لاحظ تغيرها و**تها حتى وحزنها حاول ان يتحدث معها ولكنها كانت ترد بإجابات صغيرة وقصيرة.... وصلا لمنزل كارمن بالطبع الجميع يخاف كثيرا على كارمن التي تعيش فترة حملها وهي خائفة على فقدانه فإن فقدته هذه المرة لا امل لها ان تجري عمليات من هذا النوع مرة اخرى.... ? اطمأنت د. داملا على وضع كارمن و الفحوصات التي ظهرت مجددا حتى قالت لهم " انها تجاوزت مرحلة الخطر على فقدان الطفل، فلقد اكتمل شهره الرابع وهم كانوا يخافون كثيرا على حدوث أمر معا** بهذه الفترة الهامة" ... تدخل مارت بروح الفكاهة قائلا " هذا يعني انه انتهى دلالها" ☺️ ضحكت داملا وقالت " لا انا لم اقل هذا.... فعليها ان تحافظ على نفسها وتستمر بالفراش حرصا على سلامتها وسلامة طفلها ... ولكني فقط اردت ان اخرجها واخرجكم من هذه الحالة.. حقاً زالت مرحلة التخوف والخطورة على الفقد المتكرر معها" نظرت فهرية لسعدة ام مارت لتقول" لن تتحرك من فراشها حتى تنهي حملها على خير" ?  ظهر على سعدة ملامح عدم الرضا ولكنها تحدثت قائلة" ليس بيدنا شيء علينا ان نتحمل حتى تضع طفلها بسلام " لترد فهرية بحدة اكثر قائلة" نعم سنتحمل هل لد*كِ اعتراض " بدأ كهرمان بالسعال وهو ينظر نحو مارت كي يتدخل قبل احتراق الوسط ولكنهم وجدوا داملا هي من تدخلت لتخفف من حدة التوتر قائلة لفهرية " خالة فهرية هل انا احزنتكِ بشيء؟ "? فكرت فهرية قليلا وقالت" بأي وقت تقصدين هل سابقا ام" قاطعتها داملا سريعاً وهي تقول" لا دعينا لا نفتح السابق الأن كي لا اهرب... انا اعني بأخر ايام... فلقد اشتهيت فطائرك الساخنة كل صباح " اسندت فهرية ظهرها على ظهر المقعد بتباهي و تفاخر وهي تقول" انتِ محقة بهذا ففطائري لا يمكن لاحد ان يحرم منها بعد تذوقها و الاعتياد عليها"? ابتسمت داملا وقالت" أم انكِ ارهقتي واصبحتي لا تستطيعين اعدادها كل صباح " استقامت فهرية سريعا والغضب يطق من عيونها قائلة " من قال هذا ...اشكر الله على نعمة الصحة التي وهبني الله اياها وكأني ما زلت بعمر العشرينات... وأيضا انا اعدها كل صباح ولكن لم يتبقى لكِ نصيب "??? تدخل كهرمان بالحديث ضاحكاً وهو يقول " اصبح نصيبك يذهب لجارتنا الجديدة ذات العيون العسلية والقوام الممشوق " ?? كادت داملا ان تخرج ضحكة قوية ولكنها تماسكت بقوة عن اخراجها عندما رأت مسند الصالون يلقى بوجه كهرمان بقوة ليمسكه كهرمان قبل اصطدامه به وهو يقول" ما هذا الان اليست هي صاحبة العيون العسلية ام انكِ تخدعيني بلون اعينها "??? ضحكت سعدة قائلة" عليك ان تحذر كثيرا فمن الممكن ان تقع بالعيون العسلية وتجدها ليست بعسلية فهذا شيء ليس بغريب على فهرية " لم تنهي سعدة ام مارت حديثها لتبدأ الحرب الأهلية بين الخالات و تدخل الجميع للتهدئة حتى اصر كهرمان بهذا الوقت انه رأى عيونها عسلية...?? استدارت فهرية وقالت" ولماذا قلت لي انها لا تخرج لاستقبالك وان أمها هي من تستقبلك "? عليت اصوات الاشتباكات، كان يظهر صوت داملا وهي تقول " خالتي سعدة لم تقصد ما فهمتيه هي كانت تمزح معكِ فقط "?? لتنتهي الليلة بعد ان تم مصالحتهم و هروب كهرمان بصحبة جدته قبل بداية اي اشتباك اخر محتمل نعم فهرية حادة وغضبها سريع ولكنها صاحبة قلب طيب وصافي تهدئ و تعود سريعا دون تحميل من احد ذهب الجميع لمنازلهم كي يرتاحوا من يوم طويل ولكنها لم تستطع الراحة ولا النوم فكانت تفكر وهي على فراشها كيف ستخبره وماذا ستكون ردة فعله... قررت لأكثر من مرة عدم اخباره فهي تعلم ثقل هذا الامر عليه ولكن بالأخير قررت عدم مواجهته بالحقيقة وجها لوجه خوفا من ردة فعله الغير متوقعة.. امسكت هاتفها وفتحت الرسائل لترسل له رسالة طويلة مختصرها " لم اريد اخبارك ولكني شعرت انه من حقك علي مصارحتك بهذا الامر وانت صاحب القرار حتى لا يأتي يوم وتعاتبني على عدم قولي..... والدك مصاب بمرض خطير و اعتقد ان النجاة منه ضعيفة جدا فهو الان يعيش اخر ايامه سيخرج غدا من المشفى على ان يتابع مع مشفى اكبر من مشفانا... سمعت من احد الاطباء انه سيقيم عيادة خاصة له بمنزله ولكني لم أتأكد من الامر... لا تحزن مني لا يمكنني معرفة هذا الامر وال**ت عليه " وصلت الرسالة لكهرمان فتح هاتفه ليرى من المرسل ليجدها داملا استغرب فلقد تركها منذ وقت قصير فتح الرسالة ليقرأها متأثراً بمحتواها وبعد ان انهاها اغلق كهرمان الهاتف وهو صامت دون حركه ينظر للأمام مندهشا مما قرأه.... انتهت الحلقة انتظرونا بالحلقة المقبلة قصة كهرمان بقلم امل محمد لولو
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD