دهش الجميع من هوية الشخص المقنع و قالوا جميعا: نور.
نور بابتسامة هادئة: يبدو أنكم لم تشتاقوا لي.
اندفع علي و ضياء يعانقوها بقوة و أخذت ضياء تقبل كل انش في وجهها.
علي: الحمد لله على سلامتك حبيبتي.
نور: شكرا بابا.
ضياء بفرحة: الحمد لله على سلامتك عزيزتي اشتقت لك كثيرا.
نور بهدوء: و انا أيضا اشتقت لك و لكن اشتقت لشيء آخر أكثر ثم قالت بضع كلمات في اذن ضياء بهمس: اشتقت أن أمسك بك أنت و والدي متلبسان في المطبخ و انتما تتغزلان ببعضكما. كادت ضياء تنصهر من الخجل و استغرب الجميع سبب احمرار وجنتيها و لديهم فضول لمعرفة ماذا قالت نور.
ضياء و هي تض*بها بخفة على رأسها: قليلة الأدب.
نور مقلدة الشباب و هي تغمز: تربيتك يا معلم.
ضحك الجميع على طريقة نور بينما ضياء تنظر لها باستنكار و كادت أن تعنفها و توقفت في آخر لحظة عندما رات نور تنظر لها بعيون كالقطط و دموع تلمع
.
نور بأسف مصطنع: أنا أسفة...كنت فقط أود مشا**تك مثل قبل.
ضمتها ضياء لص*رها قائلة: لا داع للأسف فأنا لن أستطيع الانزعاج منك مهما فعلت انت روحي عزيزتي.
هز علي رأسه بيأس من ابنته فها هي ضحكت على ضياء مجددا كالعادة مستغلة عيون القطط تلك التي تضعفها.
نَور بابتسامة: دعيني اسلم على الجميع الأن.
ضياء و هي تمسح على رأسها بحنان: حسنا عزيزتي.
تحمد لها الجميع بالسلامة و تعرفت على ريم و رضا و كرم و عندما وصل دور رؤيا توقفت تنظر إليها ثواني ثم قالت بنبرة ذات مغزى: لا اعلم ان كنت أنا من سيتحمد لك بالسلامة أم انت.
رؤيا بدموع: أنا اسفة.
ضمتها نور بحنان هامسة في أذنها: إبكي حبيبتي و عبري عن ما بداخلك.
كلمات نور كانت كالضوء الأخضر لها و بدأت في البكاء بصوت عالي و تشهق في حضنها ثم تحول هذا البكاء لهستيريا و بدأت تض*ب في ص*ر نور و تصرخ و كاد رشدي التدخل لكنها اوقفته بحركة من يدها.
رؤيا بلا وعي: لماذا لم تاخذني معها... رأيتها... كنت سأذهب لها... كانت جميلة... كنت في حضنها... و استمرت في قول كلمات غير مفهومة.
دخل الطبيب في تلك اللحظة و اسرع نحو رؤيا يود حقنها بمهدأ لكن وجد يد تمنعه و عندما نظر لصاحب اليد وجده نور.
الطبيب: دعيني أحقنها يجب أن تهدأ كي لا تنهار أكثر.
نور: هذا خاطئ هكذا ستهدا قليلا و لكنها ستعود مجددا للانهيار عندما تستيقظ و لا يمكننا أن نحقنها دائما و تصبح مدمنة و انا اعلم كيف اتصرف فقط ابتعد كي لا تؤذيك ثم نظرت للآخرين قائلة: و انتم أيضا ابتعدوا و لا يتدخل أحد منكم.
نفذ الجميع كلامها و كان والد رؤيا أولهم لأنه واثق أن نور. هي الوحيدة القادرة على إخراجها من حالتها هذه. اقتربت نور بهدوء من رؤيا ثم أمسكت بوجهها.
نور بحنان: حبيبتي اهدئي... رؤيا استيقظي.
رؤيا تتحرك بسرعة و تقول بلا وعي: كانت تناديني... كانت تنتظرني... كنت سارافقها....
نظرت لها نور جيدا و علمت أنها في صدمة و قد تدخل في غيبوبة في أي لحظة فلم تجد حلا سوى صفعها دون سابق إنذار فشهق الجميع من فعلتها و لكن لاحظوا توقف رؤيا عن الحركة و هدأت.
نور بصوت عالي : رؤيا استيقظي كفاكي ضعفا... تذكري كلمات والدتك.
نظرت لها رؤيا و بدأت تسترجع ذكريات ذلك اليوم المشؤوم الذي فقدت فيه والدتها.
فلاش باك
والدة رؤيا و هي تلتقط آخر أنفاسها قالت: حبيبتي اسمعيني جيدا و لا تقاطعيني.
رؤيا بدموع: لا ماما ا**تي.. لا تقولي شيئا انت ستعيشي... انت وعدتيني لن تتخلي عني.
والدة رؤيا: رجاء استمعي لي...عندما أموت ستجدين كح كح مذكرات بإسمك... تركتها لك... لا تبكي علي... كح كح سأكون في مكان أحسن من هنا... كح كح عديني أنك ستكوني قوية.... كح كح ستحاربي كل شيء يقف في طريقك.. كح كح و ستعتني بوالدك.
رؤيا بألم و دموع : أعدك أعدك.
والدك رؤيا: أحبك.
باك
نظرت رؤيا لنور ثم ارتمت في حضنها تبكي و نور تمسد على شعرها بحنان إلى أن هدأت و نامت في حضنها دثرتها نور جيدا و قبلت جبينها بحنان و حب ثم أمرت الجميع بالخروج و حتى الطبيب خرج معهم و هو لم يستوعب بعد كيف استطاعت نور أن تهدا رؤيا رغم أنها كانت على وشك الانهيار العصبي.
نور بهدوء: من تحدث على والدتها.
سكت الجميع و لم يجب أحدا.
نور بصوت عالي : اقسم بالله ان لم يقل أحد منكم من تحدث عن الام أمامها سيرى الجحيم.
ريم بدموع: انا السبب انا اسفة كنت أتحدث عن عيد الأم و لم أكن أعلم أن هذا سيحدث.
نظرت لها نور بغموض ثم قالت بهدوء : حسنا لكن لا تعيديها مرة أخرى و الكلام موجه للكل. ثم نظرت للطبيب قائلة: دكتور اريد ان اتحدث معك قليلا.
الطبيب: تفضلي معي للمكتب.
في المكتب
نور بجدية : ما هي حالة رؤيا و هل يجب ان تمكث في المستشفى.
الطبيب بعملية: قمت بالتحاليل و اتضح انها لا تعاني من أي مشكل عضوي لكن ستمكث معنا يومين لنراقب حالتها جيدا و تتحسن نفسيتها.
نور: لا داع لبقائها ستخرج اليوم عندما تخلص المحاليل.
الطبيب: لا يمكن ان تخرج.
نور: لماذا الم تقل انها لا تعاني من أي مشكل عضوي.
الطبيب: لكن نفسيتها ليست جيدة.
نور: ها انت قلتها نفسيتها المحطمة اذا الأمر لا يعنيك أنت و انا من سيتكلف بموضوع نفسيتها.
الطبيب باستهزاء: مممم و أين كنت عندما حاولت الانتحار.
نور: بالرغم من أنني لست مجبرة على اجابتك لكني ساجيب و أرضي فضولك كنت في أمريكا و وصلت منذ حوالي ساعتين و أتيت إلى هنا مباشرة عندما علمت ما حدث و الآن هل لد*ك سبب اخر لتجبرها على المكوث في المستشفى.
الطبيب بتحدي: يجب ان تخضع لحصص علاج لدى طبيب نفسي.
نور: لا داع لذلك نحن سنتكلف بالأمر و لا تنسى انني استطعت تهدأتها من قبل دون استعمال مهدأ و لا تحاول أن تتحداني لأنك ستخسر في الأخير. ثم خرجت دون أن تستمع لرده.
عاد الجميع إلى الفيلا و قرروا المبيت عند علي ليجتمعوا مع نور بينما استأذن رضا و كرم و ريم و ذهبوا لمنازلهم و قضوا وقتا ممتعا و ولج كل شخص لغرفته بعد ان تعشوا ليرتاحوا من تعب اليوم.
في غرفة رؤيا و رشدي
بمجرد دخولهما للغرفة أغلق رشدي الباي بالمفتاح و عانق رؤيا من الخلف بقوة و لمعت الدموع في عينيه.
رشدي: لماذا فعلت هذا.... كنت سأفقدك....
استدارت رؤيا و بادلته بقوة أكبر.
رؤيا: أنا اسفة... لا أعلم كيف فعلتها... كنت أنانية فكرت في نفسي فقط.
رشدي و هو يحيط وجه رؤيا بكفيه: أنا السبب.... لو اهتممت بك أكثر لما حدث هذا.... عندما اتصلوا بنا من المستشفى كدت أمو.... قاطعته رؤيا بقبلة مفاجئة تعبر عن ندمها.
رؤيا بلهفة: لا تقلها رجاءا.... لا تعدها مجددا... لا أريد أن أخسرك انت أيضا.
رشدي: حسنا عزيزتي لن أكررها تعالي لننم فأنت لا زلت متعبة.
نامت رؤيا في أحضان رشدي و ضمها بقوة و لم يصدق بعد انه كاد يفقدها و كان كل دقيقة يقبل جبينها و لم ينم إلا في وقت متأخر.
******************
في أمريكا
هاني: سيدي تأكدت انه لا خطر علينا في...... و يمكننا القيام بالعملية دون مخاطر.
المجهول 1 بحقد: ماذا عن الأفعى.
هاني: الأفعى في مهمة في استراليا لمدة شهرين.
المجهول 1 بخبث و سعادة: حضر كل شيء سأسافر بعد شهر.
هاني: أوامرك سيدي.
المجهول 1 في نفسه: شهر شهر فقط و أعوض خسارتي ذلك الوقت سأتي لك عزيزتي.
******************
في صباح اليوم التالي اجتمع الكبار على طاولة الطعام في انتظار الآخرين بعد قليل نزل رشدي و رؤيا و سامح و سناء و سمير و الهام.
رشدي

رؤيا

سامح

سناء

سمير

الهام

الشباب بابتسامة: صباح الخير.
الكبار : صباح الخير.
كريم بحب: كيف حالك حبيبتي.
رؤيا: انا بخير حبيبي.
رشدي بغيرة: لا تقولي حبيبي.
ضحك الجميع على غيرته و اعتادوا عليها و سكتوا جميعا عندما سمعوا صوت كعب و نظروا في اتجاه الدرج فوجدوا نور متألقة باللون الأ**د كعادتها.
ملابس نور

نور: صباح الخير.
الجميع : صباح النور.
رؤيا؛ كيف حالك اليوم.... ارتحت من التعب.
ضياء بغيظ: لا داع لتسأليها لا أعلم هل انجبت فتاة ام رجل ألي.
علي باستغراب: لماذا.
ضياء : ابنتك الحبيبة استيقظت في السادسة صباحا و نزلت تلعب الرياضة بدل ان ترتاح.
نور و هي تعانق ضياء من الخلف: لا تزعلي عزيزتي انا اكون مرتاحة أكثر عندما امارس الرياضة كما اني اعتدت على هذا الحال.
الهام لتغير الموضوع : نور يبدو أنك ستخرجي.
نور: سأرافق والدي إلى الشركة.
رشدي باستفزاز: و ماذا ستفعلي في الشركة.
نور ببرود: انا لم أكن أدرس الهندسة طيلة هذه المدة كي اجلس في البيت.
رشدي: اعااا ثلاجة.
علي : ارتاحي اليوم و رافقيني غدا.
نور بابتسامة : ارتحت بما فيه الكفاية و سأرافقك اليوم. ثم قالت بمرح: ام انك خائف أن أقتل معجباتك.
علي بضحك: لا داع عزيزتي لفعل شيء فوالدتك عينت حراس علي.
استمر الإفطار في جو من السعادة و الحب و خرج كل واحد لعمله.
أمام شركة الهندسية المعمارية تقف سيارة علي و نور و ينزلان بشموخ دلفوا إلى الداخل و كانت نور تراقب كل شيء بعيون الصقر ثم صعدوا إلى الطابق الخامس حيث يتواجد مكتب علي.
علي: ستجلسين معي اليوم حتى يتم تحضير مكتب لك.
نور: حسنا.
دق السكرتير في الباب ثم دخل بعد أن أذن له علي.
السكرتير: سيدي لد*ك اجتماع مع شركة M. G بعد ساعتين و..... و.... و...
علي : حسنا يمكنك الذهاب لعملك.
نور: بابا هل يوجد بينك وبين شركةM. G مشروع ما.
علي: كانوا قدموا لي عرضا قبل اسبوع و كنت ادرس هذا المشروع و ساوافق عليه اليوم.
نور: هل لي ان ارى الملف.
علي: تفضلي.
ظلت نور تدرس المشروع حوالي عشر دقائق ثم قالت : والدي أريد أن احضر معك هذا الاجتماع.
علي: حسنا عزيزتي.
بعد ساعتين ذهب علي و نور إلى غرفة الاجتماع جلس علي على رأس الطاولة و نور على يساره و عبد العزيز المحامي الخاص بالشركة على يمينه و في الجهة المقابلة كان يجلس حسن مالك شركة M. G و على جانبه الأيسر ابنه سعد و على الجانب الأيمن محاميه. جلسوا جميعا يتناقشوا حول المشروع ما عدا نور كانت صامتة تنظر لهم ببرود بينما سعد ينظر لها بشهوة و عندما كانوا سيوقعوا همست نور لعلي قائلة: والدي هل تثق بي.
علي بتعجب؛ بالتأكيد.
نور؛ اذا دعني اقرأ العقد اولا.
علي: حسنا.
حسن: أتوجد مشكلة ما.
نور ببرود: اظن من حقنا قراءة العقد.
حسن بتوتر: بالطبع.
قرأت نور العقد ثم قالت ببرود: الصفقة ملغية.