الفصل الثالث عشر

1711 Words
في صباح يوم جديد في غرفة نور نجدها تتوسط سريرها و من خلال ملامحها المنزعجة يبدو أنها ترى كابوسا سيئا. كانت ترى أشخاصا لا تظهر ملامحهم. شيئا فشيئا بدأت الصور تتوضح لها و رأت ثلاث أطفال اولاد و طفلة. كانت الطفلة صغيرة في التاسعة من عمرها مكبلة بالسلاسل و ملامحها هادئة رغم خوفها و الأطفال مكبلون أيضا في كراسي أمامها و أمام كل طفل رجل ضخم يحمل في يده حبل مبلول. الطفل الأول كان في الثالثة عشر من عمره و كان مرعوبا ليس على نفسه و إنما على الطفل الثالث المجهش في البكاء. أما الثاني فكان في العاشرة من عمره و كانت ملامحه ع** الأولاد هادئة و باردة و كان نظره مركزا على الطفلة و ينظر لها بحنان كأنه يطمئنها. الطفل الأول ببكاء: أنا خائف... أريد أن أذهب... أريد أمي. الطفلة بحنان: اهدأ حبيبي و لا تظهر خوفك لأحد... حاربه... ان لم يكن من أجلك فليكن من أجلي.... إذا حصل لك شيئا سيحصل لي أنا أيضا. الطفل الأول بقوة: لن يحدث شيء... سنخرج من هنا... دائما كنا الأقوى و سنظل كذلك. الجميع بإبتسامة : لن نفترق ما دام الله لم يرد ذلك. فجأة عادت ملامحهم للبرود و الجمود و من يراهم يجزم أنه رأى شبابا كبارا و ليس أطفال ثم دخل عليهم رجل و في يده سيجارة و تأمل الأطفال جميعا. الرجل بإبتسامة لعوبة: اممم يبدو أن حظي هذه المرة رائع...أطفال أقوياء... علمت أنكم قوة واحدة و باردين... يا ترى ستظلوا على برودكم هذا عندما يغتصب رجالي صغيرتكم أمام عينيكم. نظروا له جميعهم ببرود ثم أردفت الطفلة : ههههه قلت سيغتصبوني.... اممم و لماذا رجالك من سيفعلها و ليس أنت أم أنك خائف من أن تفقد الشيء الوحيد الذي يتبث أنك رجل. غضب الرجل بشدة فهو يعلم لما ترنو لكنه لن يمرر كلامها مرور الكرام. الرجل: أقسم أني سأندمكم جميعا.... قاطعه أحد حراسه قائلا: سيدي لقد... صفعه الرجل بقوة قائلا بصوت عالي : ألم أقل أني لا أريد أن يقاطعني أحدكم. الحارس بخوف و تلعثم : أاا.... أنا.... اسف سيدي. الرجل: لا يهمني أسفك ستدفع الثمن. الحارس ببكاء: لا سيدي أرجوك.... اااااااه. ض*به برصاصة في جانبه الأيمن من ص*ره و بقي يصارع من أجل الحياة لكن لا أحد يستطيع مساعدته بينما الأطفال يشاهدوه و هم مرعوبين من المنظر. الرجل بأمر: اض*بوهم مئة جلدة. نفذ الرجال أمره و بدأوا في ض*بهم دون رحمة و الأطفال يصرخون بكل قوتهم و لا يستطيعوا تحمل كل ذلك الألم. الطفل الثالث باشمئزاز: أنت مجرد حثالة تستخدم قواك في ت***ب أطفال لأنك جبان. صفعه الرجل بقوة ثم قال: انا سأريك من الحثالة هنا. ثم وجه كلامه لرجاله قائلا: أريدكم أن تغتصبوه أمامهم. قال كلامه و هو ينظر للأطفال الاخرون. أمسك به الرجال و ثبتوه جيدا و بدؤوا في ا****به أمام أنظر الآخرين الذين يبكون و لا يستطيعون فعل شيء. بدأ الطفل يفقد وعيه و وجهه يشحب فأخذ ذلك الرجل سكينا ثم. ......لااااااااا استيقظت نور فزعة من هذا الحلم الذي يراودها من سنة تقريبا. نظرت للساعة وجدتها الخامسة صباحا و قلبت عينيها بملل لأنها لن تستطيع النوم مجددا فقامت و غسلت وجهها و ارتدت ملابس رياضية و خرجت تجري حول الفيلا و تفكر في الحلم. ****************** في منزل كرم استيقظ على رنين هاتفه فنظر إلى الساعة فوجدها السابعة صباحاً ثم نظر للهاتف فوجد المتصل رئيسه. كرم باحترام:صباح الخير سيدي. الرئيس بجدية : صباح الخير كرم أريد فريق الأفاعي خلال ساعة في المركز. كرم بجدية : حسنا سيدي. كرم ب**ل: اوف يبدو أن هناك مهمة جديدة. بلغ كرم الجميع و خلال ساعة كان الفريق كله في غرفة الاجتماعات في مركز المخابرات ينتظرون رئيسهم و ما هي إلا دقائق و دلف الرئيس إسماعيل. الرئيس إسماعيل : صباح الخير يا ضباط. الشباب و هم يقدموا التحية العسكرية : صباح الخير سيدي. الرئيس : تفضلوا. جلس الجميع و ترأس هو الطاولة ثم قال بجدية : جاءتنا إخبارية تقول أنه ستتم عملية إدخال م**رات و أسلحة و لحوم فاسدة لكن لحد الان لم نستطع التعرف على مكان التسليم أو الموعد او المتورطين في هذه العملية لذا اخترتكم لأنكم من أكفأ الضباط لدينا و سينضم لكم عضوين جديدين في أقرب وقت. ريم: و من سيتكلف بالقيادة. الرئيس بجدية : أحد الأعضاء الجدد. جيهان باستغراب: كيف ذلك سيدي لقد اعتدنا ان يكون سمير هو القائد. الرئيس: هذه المرة سيختلف الأمر فالقائد أعلى رتبة منكم جميعا كما أنه لم يسبق له أن أخفق في مهمة و غالبا يعود فريقه دون إصابة كما أنه رشح من طرف الإنتربول الدولي فهذه المهمة ليست سهلة كما أنه سيحضر المعلومات الخاصة بهذه المهمة. سمير باستغراب: أتقصد سيدي أننا سنجلس و ننتظرهم و لن نفعل شيئاً. الرئيس : يمكنكم أن تحاولوا البحث رغم اني شبه متأكد أنكم لن تصلوا لشيء... كل ما عليكم فعله خلال هذه المدة هو دراسة المعلومات الموجودة في الملف جيدا و تتدربوا كثيرا لأني متيقن أن القائد الجديد سيختبر قدراتكم و سترون الجحيم معه... و الأن يمكنكم الخروج ان لم يكن لدى احدكم سؤال. وقف الشباب و قدموا التحية العسكرية و خرجوا و هم مستغربين من هذه المهمة و يتملكهم الفضول لمعرفة هوية هذا القائد. ****************** مضى أسبوع توطدت فيه علاقة نور بكرم كثيرا و بدأت تتكون بينهما مشاعر لم يحددوا اسمها بعد بينما رضا لا زال يحاول التعرف على شخصية نور لكن محاولاته كلها باءت بالفشل. أما بالنسبة للمهمة فبحثوا كثيرا حولها لكن دون جدوى فكل ما خصلوا عليه من معلومات هي نفسها المعلومات الموجودة في الملف. و في يوم الجمعة و كالعادة اجتمع الجميع في منزل علي و دعوا كرم و رضا و والديه و جلسوا في الحديقة يستمتعون بوقتهم. بينما الجميع يتسامرون و يضحكون لاحظ كرم شرود نور على غير العادة فذهب و جلس بجانبها. كرم بلطف و همس: نور ما بك.... هل أنت بخير. نور بشرود: هاا.... لا أعرف... ماذا حدث.... لماذا يلاحقوني. كرم بعدم فهم و قلق: نور ما بك... انت تقلقيني عليك. نور بحنان: لا تخف انا بخير كنت فقط شاردة و أفكر في موضوع. كرم: أانت متأكدة أنك بخير. نور: أجل... قاطعهم رضا قائلا بمرح: عن ماذا تتهامسون أيها العشاق. علي بمرح: يبدو أنه و اخيرا تمكن أحد من امتلاك قلب صغيرتي. بدأ الجميع يعلق عليهم و كرم يسمع لهم بصدمة و عدم استيعاب بينما نور لا زالت كلمة "صغيرتي" تتردد في أذنها و بدأ رأسها يؤلمها بشدة و لقطات تمر أمام عينيها. فجأة صرخت صرخة فزع على إثرها الجميع. ضياء بخوف: نور ما بك.... نور أأنت بخير. كرم: نور أجيبيني ما بك. هدأت نور لكنها لم تتحدث أو تفتح عينيها مما أخاف الجميع. سامح: نور افتحي عينيك. حركت نور رأسها علامة الرفض و قالت: ماذا حدث منذ اثنا عشرة سنة. تصنم الكبار في أماكنهم بينما الشباب لم يفهموا شيئاً و عندما لم تجد نور ردا فتحت عينيها و كانت بلون الدم مما أفزع الجميع. نور بهدوء ما قبل العاصفة: أين هما فهد و ريان. الجدة: نور اهدئي. نور بصراخ: لن أهدأ... لا تقولي اهدئي مجددا.... لن اسكت مجددا... لن أدع حقهم يذهب. سمير بهدوء : نور ماذا فكرك بفهد و ريان...إنهما ميتان منذ زمن طويل...لقد ماتوا في حادثة.... ألم تكونوا انت و فهد و ريان و ياسين في نفس السيارة... كنتم عائدين من منزل رشدي رفقة السائق... و للأسف لم يتحكم السائق في السيارة و مات الجميع و لم يتبقى سواك. نور بدموع و هستيريا: لا كذب... كل كلامك كذب... لم نتعرض لحادث نحن خ*فنا.... عذبونا... قتلوهم جميعا.... قتلوا الجميع أمامي.... اغتصبوهم. بدأت نور تصرخ و تتحدث بهستيريا بينما الجميع يستمعوا لها بدهشة و خوف و كان أول من استيقظ من دهشته كرم و لاحظ أنها على مشارف الانهيار العصبي فلم يجد حلا سوى صفعها. كرم بصراخ: نور استيقظي.... عودي لوعيك... أنت تؤذين نفسك هكذا. **تت نور و جلست ثم قالت : ماذا حدث لي... لما لم أتذكر ياسين من قبل... من الذي خ*فنا... و لماذا قال جدي أن انتقم للجميع. الجدة بصدمة : جدك. نور بهدوء: نعم جدي... قبل أن أسافر لأمريكا وصلتني رسالة... كانت وصية جدي... كنت أعلم أننا خ*فنا... أخبرني أننا لم نقم بحادث... علمت أن والدي و عمي فؤاذ كانا يشتغلان في الاستخبارات و كانوا أغنياء لكن فقدوا كل شيء و استقلوا من الاستخبارات لأن الخاطفين هددوهم بقتل أولادهم الباقيين.... خافوا أن يفقدوا أبنائهم و سافر والدي لكي لا أتذكر ما حدث. فؤاد : كلامك صحيح فقدنا شركاتنا بسبب الجواسيس و اضطررنا للانسحاب من الاستخبارات و لم نكن قادرين على تحمل موت أحدكم خصوصا بعد ارسالهم لجثة ريان و رأسه مفصول عن جسمه و جثة ياسين و فهد محروقين. نور: كنتم جبناء و أغ*ياء.... ضحيتم بأرواح الكثير من أجل ثلاثة أرواح.... كنتم أنانيين فكرتم في أنفسكم و نسيتوا أن هناك المزيد من الأطفال يتعذبوا... ألم يؤنبكم ضميركم و لو قليلا... أنسيتما انكما قطعتما وعدا على التضحية بأنفسكم مقابل حماية الشعب. جميلة : ماذا حدث لكم. نور بسخرية: تسألون ماذا حدث... حسنا سأخبركم ما حدث.... كل ما في الأمر أننا كنا نجلد يوميا كنا نذوق جميع أنواع الت***ب خلال تلك المدة... أجربتم أن تشاهدوا أطفال يغتصبون أمام أعينكم و أنتم غير قادرون على انقاذهم.... هل جرب أحدكم ان يظل أسبوعا من غير أكل و عندما أكلنا أتعلمون ماذا أكلنا. غمضت عينيها بألم و اشمئزاز ثم قالت: أجبرونا على أكل أصابع الأطفال الميتين المقلية في الزيت... تريدون أن تعرفوا ماذا حدث لنا.... لا أعلم ما حدث لفهد و ريان لأني فقدت الوعي خلال الت***ب و لا أتذكر شيئا مما حدث بعدها كل ما أتذكره أني استيقظت في المستشفى.... أما بالنسبة لياسين... **تت نور لمدة طويلة ثم قالت بألم: اغتصبوه أمام عيني ثم قطعوا رأسه ببطء. شهق الجميع بصدمة و تألموا كثيرا كانوا يبكون بشدة حتى كرم و رضا بكوا معهم. نور: الان أخبروني ماذا تعلمون... كيف عثرتم علي. علي بألم: أرسلوك لنا و ظنوا أنك متي لكننا وجدنا أن نبضك ضعيف و أخذناك بسرعة للمستشفى و تم علاج جروحك لكن حالتك كانت سيئة و أمضيتي أسبوعين في العناية المركزة بين الوعي و اللاوعي و لا تتحدثي و بعدها اكتشفنا أنك مريضة بسرطان في الرأس و اضطررنا للقيام بعملية و للأسف دخلتي بعدها في غيبوبة لمدة سنة و عندما استيقظت كنت فاقدة للذاكرة و اضطررنا للكذب عليك و اخبارك أنك تعرضت لحادث سير و بعدها تذكرت فهد و ريان و أخبرناك أنهما ماتا في الحادث و لاحظنا أنك لم تتذكري ياسين و عندما سألنا طبيبك الخاص قال أن عقلك الباطن يرفض تذكر شيء خاص به لذا حذف جميع ذكرياتك معه. اكتسح المكان سكونا مريبا ثم قامت نور و ذهبت لغرفتها و بعد قليل عادت و هي تحمل حقيبة سفر. ضياء بقلق: نور ما هذه... أين ستذهبين. نور برجاء : أريد أن أرتاح قليلا... سأسافر لكن رجاء لا تحاولوا البحث عني... أريد أن ابتعد قليلا. علي: حسنا عزيزتي لكن لا تتأخري. نور: حسنا وداعا. خرجت نور و ذهبت إلى المجهول و هي لا تعلم كم المفاجآت التي تنتظرها و لم ترى ذلك الشخص الذي تركت قلبه و عقله مشوشين.
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD