شهق الجميع مما سمعوه و نظروا نحو نور بنظرات اتهام احزنتها لكنها لم تظهر ذلك و اخفته وراء قناع البرود ثم قالت: ما دليلك على هذا .
سمير بعصبية: هل تريدين أن يرى الجميع ما كنت تفعليه. الأن تتبثين انني على حق أليس كذلك.
نور: أجبني على سؤالي. أخذ الهاتف من جيبه و اخذ يبحث فيه ثم بدأ يري للجميع صورتها تعانق رجلا ما و صورة أخرى تقبله في وجنته ولكن لم يظهر وجه هذا الشخص. بدأ الجميع يلومها و يسالونها عن هوية هذا الرجل و كم دامت علاقتهم و يطرحون عليها أسئلة مخلة بالحياء و تعاليق من نسج خيالهم ويصرخون فيها حوالي عشرة دقائق إلا جدتها فبقيت على هدوئها و تنظر للجميع كما فعلت نور هي الأخرى إلى أن رفعت ضياء يدها لتض*بها و لكنها توقفت عندما صرخت الجدة: توقفي. استغرب الجميع من ردة فعلها ما عدا نور التي كانت تنظر إليها نظرة امتنان و شكر.
سمير: جدتي ما بك ألم تري الصور و ما تفعله هذه الفتاة المصونة. و كان ينظر الى نور نظرة مليئة بالاستهزاء و الاحتقار.
توجهت الجدة نحو نور و ابتسمت في وجهها ثم قالت : أخبريني الحقيقة. استغرب الجميع من ردة فعلها و بدأ الشك يتولد في عقولهم . ابتسمت نور و قبلت رأسها قائلة: شكرا حبيبتي. ثم نظرت إلى سمير موجهة كلامها له. و تحدثت بجدية: أخبرني ألد*ك صورة يظهر فيها وجه هذا الرجل.
سمير بضحكة استهزاء: ههه اتريدين ان تخبري الجميع انه وسيم. نظرت له مطولا نظرة لم يفهمها ثم نطقت أخيرا : أجبني على سؤالي.
سمير تن*د : نعم.
نور: فلتريها للجميع.
استغرب من طلبها لكنه نفذه و بحث عن الصورة و أراها للجميع و بدأ على وجههم الندم ما عدا سمير و سناء الذي استغربوا أكثر. قطع ذلك ال**ت الطويل ضياء و عينيها مليئة بالدموع قائلة: نور.... قاطعتها نور عندما رفعت يدها علامة على أمرها بالسكوت دون النظر في وجهها.
نور: شكرا على ثقتكم بي. و اتجهت الى باب الصالة لكنها توقفت و استدارت قائلة: رشدي و والدته قادمان هذا المساء للعشاء معنا أتمنى ان لا تظهروا امامه ان شيئا حدث. و انت ستدفع ثمن هذا الكف أقسم انك ستندم. ثم خرجت مسرعة الى غرفتها و اقفلت الباب ورائها. بينما وقف سمير غير مستوعب لماذا يحدث.
ضياء بدأت دموعها بالانسياب و جلست فوق الأرض قائلة و هي تلوم نفسها: كان من الواجب علي الاستماع لها أولا لم اثق في ابنتي و شككت في أغلى ما تملك الفتاة شككت في شرفها. ربتت الجدة على كتفها قائلة مهدئة لها: لا تقلقي قلبها ابيض ستسامحك.
ضياء: لا تكذبي علي امي انت تعلمين انها عنيدة لن تنسى ما قلت لها حتى لو قالت انها سامحتني.
استغرب سمير من كلامها و جلس على ركبتيه أمامها قائلا: خالتي رجاءا اهدئي لما تبكين انت لم تفعلي شيئا خاطئا.
ضياء ببكاء: لا لقد أخطأت لم أثق في ابنتي و نسيت أنني من ربيتها و علمتها الأخلاق و المبادئ لكن يبدو أنني انا من تحتاج التعلم. تعلم الثقة بابنتي.
سناء باستغراب: ماذا تقصدين جدتي أخبريني فيما أخطأت خالتي.
الجدة بعتاب: الخطأ خطأكم جميعا انتم اتهمتوها ولم تتركوها تشرح لكم شيئا فقط عاتبتوها على شيء لا وجود لها و ظلمتوها. ثم رمت القنبلة التي صدمت سناء و سمير قائلة: ذلك الشخص هو أخوها. أخوها في الرضاعة.
بعد معرفة الجميع للحقيقة سكتوا و لم يتجرأ أحد على الكلام أصبحت ملامحهم تدل على ندمهم و أصبح ال**ت سيد الموقف.مرت دقائق قليلة كأنها سنوات طويلة و بات هذا ال**ت مرعبا. فجأة سمعوا صوت ت**ير و صراخ أت من الأعلى فهرعوا جميعا الى الأعلى بحثا عن مص*ر الصوت فوجدوه ات من غرفة نور حاولوا فتح الباب لكنه كان مقفلا من الداخل.
ضياء: نور حبيبتي رجاءا افتحي الباب انا اسفة لم اقصد ظلمك. بدأ الجميع يض*ب في الباب و يحاولوا اقناعها لفتح الباب و أخيرا جاء صوتها ليهدأ القليل من رعبهم.
نور: أنا بخير رجاءا اتركوني لوحدي.
الجدة: نور حبيبتي افتحي الباب.
نور: جدتي رجاءا اتركوني لوحدي. انت اكثر واحدة تفهمني فلتتفهمي قراري الأن.
الجدة: حسنا حبيبتي لكن حاولي ان تتحكمي في أعصابك و لا تؤذي نفسك نحن سننزل الأن.
ضياء: لكن أمي.....
الجدة: هذا أفضل حل لها عندما تجلس لوحدها سترتاح فلننزل الأن. استمع الجميع للجدة و ذهبت سناء و ضياء و جميلة للمطبخ لتحضير العشاء.
في تمام الساعة السادسة بدأ هاتف نور يرن و كان من الصعب إيجاده وسط تلك الكركبة وما ان وجدته أجابت بسرعة و أبعدت الهاتف قليلا عن أذنيها لأنها تعلم ما سيحدث.
رشدي بصراخ: أيتها الحقيرة الغ*ية التافهة المتهورة الع***ة المخادعة........
نور: وأخيرا انتهيت.
رشدي: ماذا...قاطعته نور قائلة بسرعة: أسفة أسفة أسفة أسفة أسفة أسفة ارجوك سامحني حبيبي لقد انشغلت مع العائلة و تركت هاتفي في الغرفة.
رشدي بجدية و صرامة : لا لن أسامحك هذه المرة و لن أتحدث معك مجددا و لن أتي للعشاء حسنا وداعا.
بدأت نور بالبكاء فهي تعلم جيدا ان رشدي يخاف عليها كثيرا و يحبها و اذا قال انه سيقطع علاقته معها فسيفعلها بسهولة لأنه دائما يحذرها و لكن تفعل نفس الشيء. بقيت تبكي حوالي نصف ساعة خائفة من أن تفقد شخصا غاليا عليها مرة أخرى ثم وقفت و وظبت غرفتها و رتبتها و دخلت للحمام المرفق بغرفتها و تحممت و غيرت ثيابها و لبست ثيابا سوداء

و سرحت شعرها و جمعته على شكل كعكة و ضمدت جرح يدها و خرجت و أقفلت الباب ورائها و نزلت للأسفل. رأتها سناء و قامت متجهة نحوها و أوقفتها بحركة من يدها قائلة: لا أريد الحديث مع أحد ارجوك.و اتجهت مباشرة الى الشرفة جلست تفكر في علاقتها مع رشدي. مضت ساعة و هي على نفس الحال الى ان سمعت اسم رشدي فهرولت لقاعة الأكل و وجدت الجميع يرحب بهم و الابتسامة على وجوههم على ع** نور التي لم تتحرك نحوهم حتى جاءت سارة ( والدة رشدي) و ضمتها و سألت عن أحوالها وجاوبتها لكن من كلامها اتضح انها حزينة. بقيت مكانها و لم تتحرك و استغرب الجميع أنها لم ترحب برشدي و تتحدث معه كالعادة ظنوا ان الأمر له علاقة بسوء التفاهم الذي حصل و بدأ ال**ت يكتسي المكان بينما نور أنضارها على رشدي دام ال**ت كثيرا حتى قطعه صوت رشدي قائلا بجدية موجها كلامه لضياء: ما دامت هذه الفتاة هنا فأنا ساضطر للخروج.
كلام رشدي نزل كالصاعقة على قلب نور و عينيها مليئة بالدموع لكن لا تستطيع ذرفها بسبب كبريائها. بينما الجميع ينظر لنور و رشدي لم يفهموا ما قاله رشدي و ما السبب وراء كلامه. وأخيرا استجمعت نور قوتها قائلة ببرودة: لا داع لأن تذهب لمكان أنا في الأصل لست جائعة عشاءا هنيئا. و لا تخف سأحاول أن لا ترى وجهي مرة أخرى. كانت متجهة نحو الدرج حين سمعت رشدي يقول: إذن ستتخلين عن حبيبك. كانت سعيدة جدا فهي كانت تنتظر ان يقول مثل هذا الكلام و لم تدعه ان يتحدث مرة أخرى و جرت نحوه بسرعة وشددت على عناقه و بادلها العناق و اجهشت في البكاء بصوت عالي و تمتمت أسفة... لم اقصد...لن أكررها مرة أخرى... أرجوك سامحني. أبعدها عنه قليلا و بدأ يمسح دموعها و هو يتحدث: شششش حبيبتي اهدئي ليس هناك داع لأن تعتذري أنا فقط كنت اضحك معك لأعلمك درسا لا تنسيه طيلة حياتك. ابتسمت وسط دموعها قائلة: اذن انت لن تبتعد عني لن تتركني انت ايضا. حزن رشدي على صغيرته فحاول التخفيف عنها.
رشديبمرح: لن ابتعد و لكن يجب ان تكف هاتين الرماديتين عن الدموع. مسحت نور دموعها و بدأت تضحك من جديد.
نور: اذن انت كنت فقط تضحك معي.
رشدي: نعم. بمجرد ان جاوبها بدأت تض*به بقوة.
نور: اذن تريد اللعب سأريك من يلعب أحسن من الأخر.
بدأ رشدي يجري و يهرب و يختبأ وراء أفراد العائلة و هي تجري وراءه و تض*به.
رشدي: رجاءا يكفي لن اكررها مرة اخرى اعدك.
توقفت نور و قالت: وعد شرف
رشدي: هههه حسنا ايتها الحمقاء وعد شرف.
نور: حسنا.
سارة: ايمكنكما ان تشرحا سبب هذه الفوضى. سردت نور للجميع ما حدث وأنبت سارة ابنها جيدا.
رشدي: والدتي لماذا تؤنبيني انا بدلا من تأنيبها هي. انا كنت خائفا عليها و أخبرتها ان تتصل بي فور الوصول للمنزل لكنها لم تتصل و لم تجب على اتصالاتي ايضا. أمسكته سارة من أذنه قائلة: مهما أخطأت ما كان يجب أن تجرحها بكلامك القاسي و كان بإمكانك الاتصال بخالتك و تتأكد ان وصلت أم لا.
رشدي: اااااي حسنا سامحيني لن أكررها رجاءا اتركي أذني. قبضتك مؤلمة يا أمي.
سارة: تجرأ و ازعج نور مجددا و سترى الألم الحقيقي.
رشدي: أوه والدتي أنسيت انت والدتي لست والدتها.
عانقت نور سارة قائلة: انسيت انها والدتي أيضا.
رشدي بغيرة: ماذا؟ ابتعدي عن والدتي و اذهبي الى والدتك.
نور: اوه هناك احد يشعر بالغيرة هذه والدتي ايضا. انا لدي والدتين.
الجدة: ألن تكفا عن هذه المشاجرات التي لا تنتهي. وانتم (تنظر في أفراد العائلة) ألن تتفضلوا للداخل و تجلسوا.
اتجه الجميع الى الصالة و جلست نور بجانب رشدي و اتكأت على كتفه و بدأ الجميع في الحديث حوالي نصف ساعة.
رشدي وهو ينظر الى عيني نور: ماذا حدث؟
نور و قد بدأ يظهر عليها التوتر: لم يحدث شيء لما هذا السؤال الغريب.
رشدي: لا تكذبي و أخبريني ما بك.
نور: لماذا أكذب.
رشدي: أعرفك جيدا و انت تكذبين الأن أخبريني ماذا حدث لك و ما بها يدك
نور بغضب :لا يوجد شيئ فقط دعني و شأني. ثم خرجت بسرعة بينما رشدي وجه نظره للجميع ثم قال بهدوء: ماذا حدث لنور. **ت الجميع و لم يتجرأ احد على إجابته إلى أن تحدث سمير و أخبره بما حدث.
رشدي بهدوء مرعب: أعد ما قلت ماذا فعلت.
سمير بندم: لم اتحكم في اعصابي فصفعتها.
رشدي بنفاذ صبر: َماذا كانت ردة فعلها.
سمير: نظرت لي نظرة لم استوعبها و قالت إنها ستدفعني ثمن الكف.
رشدي بخوف: انا خائف عليك.
سمير: لم أنت خائف.
بدأ الجميع ينظر الى رشدي ينتظرون اجابته على سؤال سمير. و دام ال**ت طويلا الى ان تحدثت ضياء.
ضياء: نور لن تنسى ذلك الكف و ستنتقم منك.
سمير: ماذا؟! تنتقم... ماذا ستفعل أستض*بني كفا او اثنين هذا شيء عادي من حقها.
نور: لماذا اض*بك ان كان بامكاني ان أفعل ما أكثر.
وقف رشدي واتجه نحو نور قائلا: ماذا فعلت.
نظرت اليه ثم جلست في مكانها السابق قائلة بلا مبالاة كأنها لم تفعل مصيبة: دمرت مشروعه....