الفصل الأول

1341 Words
نور فتاة في الثامنة عشر من عمرها، صفاتها تحيلك على فتاة هادئة غامضة. شعرها الحريري الأ**د يذهل كل من يراه، أما عينيها فلا يمكنك ان تحدد لونها مهما حاولت تحديده لن تستطيع ، أما ابتسامتها فهي تأسر كل من يراها. كثير ممن يرونها يعتقدون انها من عائلة غنية لكنها على ع** ذلك تماما فهي من عائلة متوسطة ،أمها ربة بيت و أبوها تاجر صغير يحاول ان يوفر لها كل ما تحتاجه ففي الأخير هي الفتاة الوحيدة لدى والديها. والدتها من عائلة غنية لكنها لا تهتم بمالهم و تزوجت بالرجل الذي أحبته رغم فقره. و أخيرا، جاء اليوم الذي انتظرته منذ اثنتي عشرة سنة اليوم الذي سيبدأ فيه تحقيق أحلامها، اليوم ستحصل على شهادة البكالوريا. كانت تنتظر ان ينادوا عليها بكل شوق لكن اخفته ببراعة وراء وجهها البارد. بعد لحظات من انتظارها أخيرا سمعت اسمها نور التازي الاسم الذي يع** كل صفاتها ذهبت مباشرة الى الخشبة لتستسلم شهادتها. كانت ملامحها تظهر عليها الهدوء و ابتسامة صغيرة تكاد تظهر، لكنها من الداخل سعيدة جدا كيف لا تكون سعيدة و اول خطوة من هدفها تحقق.اتجهت مباشرة الى المنزل فور حصولها على الشهادة لتتشارك فرحتها مع والديها. وجدت والدها ينتظرها امام متجره و يبدو عليه الشوق اكثر من ابنته. نور: أبي. علي(والد نور):مرحبا حبيبتي، تظهر عليك السعادة هل حققت حلمك أخيرا؟ نور: لا يا أبي ليس حلمي بل حلمنا. الحمد لله لقد استطعت تحقيقه ،انا في غاية السعادة. علي: انا سعيد لاجلك، مب**ك عليك. نور: شكرا يا ابي فلولاك ما كنت لأستطيع تحقيق هذا الحلم. علي: أنسيتي اني والدك و من واجبي تشجيعك. نور: احبك ابي. علي: وانا ايضا احبك عزيزتي و هناك ايضا من يحبك اكثر مني ينتظرك في البيت. نور(في دهشة): امي لقد نسيت انني لم اخبرها بعد بنجاحي. علي: ادخلي اخبريها فورا فهي ستسعد اكثر منك بهذه الأخبار. وجدت نور امها في المطبخ تحضر الغداء لكن عقلها كان مع نور،فايقظتها نور من غفوتها نور(وهي تصرخ): ماما لقد حصلت على شهادتي.و قد كانت تلوح بشهادتها وهي في غاية السعادة. ضياء(والدة نور): أنا سعيدة جدا لأجلك مب**ك عليك يا ابنتي.عانقت ضياء ابنتها بقوة فسعادتها في هذه اللحظة لا توصف. مر أسبوعين بعد حصول نور على الشهادة، و كانت خلال هاذين الأسبوعين كلما استيقظت تنظر إلى شهادتها فلقد وضعتها في إطار جميل و وضعتها فى الحائط المقابل لسريرها. حان الوقت لتستمتع أكثر بعطلتها ستسافر مع والدتها إلى منطقة جبلية حيث تقطن جدتها ،فهي تحب كثيرا هذه المنطقة لهدوئها الرائع و خرير مياهها الذي ينسج لحنا في أذني مستمعها،و طبيعتها الخلابة التي لا مثيل لها. بعد وصولها ستتسلق الجبل بما ان منزل جدتها يقع وسط أحد جبال المنطقة. لكنها لا ترى ذلك حاجزا يمنعها من المجيء إلى هذه المنطقة بل هي على الع** من ذلك فهي تجد متعة في تسلق الجبال، وخصوصا الجبال الواعرة فهي من محبي المغامرة. كما أنها تحب هذه المنطقة كثيرا بل تعشقها فقد كانت كلما أتت تستكشف المنطقة رفقة جدها لكنه الأن توفى و تركها تستكشفها بمفردها لكنه قبل أن يتوفى ترك نسخة عنه...نور أخدت منه الكثيرمن الخصال كالشجاعة و الثقة في النفس و أهمها الغموض فلطالما كان يقول لها "الغموض سر نجاح الكثيرين" و قال أيضا "الشجاعة لا يمكن أن تجدها عند الجميع لذا حاربي و كوني شجاعة و لا تسمحي لشيء تافه أن يقف في طريقك". فور وصولها لمنزل جدتها ركضت لتعانقها بشدة فلقد مرت سنة على أخر مرة زارتها. مضى أسبوع منذ مجيئها عند جدتها، لم تكن تجلس في البيت كانت تقضي أغلب أوقاتها تستكشف الأماكن الجديدة في هذه المنطقة و التي لم تكن تعلمها. تسلقت حوالي أربعة جبال،كما زارت خالتها في الجهة الثانية من الوادي. في يوم من الأيام، نزلت مع أمها إلى الوادي لكي تستمتع بخرير المياه الجارية.بينما كانت تجلس في حجرة كبيرة وسط هذا الوادي المنقسم إلى قسمين بسبب كتلة من الحجارة، سمعت صوتا عاليا أرعب كل من كانوا بجانب الواد.إنه إنذار بالخطر،هذا الخطر هو زيادة منسوب المياه .بينما كانت تريد عبور الواد لاحظت أن هناك طفل عالق وسط الواد فلم تتردد لثانية ثم اتجهت نحو الطفل لإنقاده وكانت على وشك أن تجرف مع الطفل من طرف الواد و تغرق بسبب سرعته. كانت ضياء تصرخ بأعلى صوتها وتنادي على ابنتها خائفة عليها اسرعت نحوها ثم رفعت يدها كادت ان تصفعها فتوقفت وقالت: أكان من الضروري ان تقومي بهذا الدور البطولي. ماذا لو حصل لك شيئا ماذا سأفعل في ذلك الوقت. نور: اهدئي يا أمي لم يحدث لي شيء انا بخير. ضياء: لن تقومي بمثل هذا التصرف الصبياني مرة ثانية. نور: أمي هذا ليس تصرفا صبيانيا إنه واجب إنساني. ضياء: حسنا اعرف انك عنيدة و لن تستمعي لي مهما قلت لك.ثم صرخت بدهشة و فزع:من أين أتى هذا الدم؟ فلاحظت أن رجل نور جرحت عندما كانت تحاول إنقاذ الطفل. ضياء: أرأيت هذه نتائج عملك الإنساني. نور: أمي اهدئي انه مجرد جرح بسيط لا يستحق كل هذا.أخدت ضياء رجل نور وغسلتها جيدا ثم لفت حولها قطعة من قماش. بعد انتهاء ضياء، لفت انتباه جميع من كانوا يحيطون بنور صوت امرأة تصرخ و تطلب المساعدة، بينما كان الجميع يبحث عن مص*ر الصوت نور نظرت إلى الواد فلاحظت أن هناك رضيعا تجرفه المياه فأسرعت نحوه لتنقذه و بالفعل استطاعت الإمساك به، لكن رجلها انزلقت و كانت تحتاج لمن يساعدها فهي لا تستطيع الصد وحدها لقوة المياه فإذا بشاب في العقد الثاني من عمره يمسك بيدها و يساعدها و عندما استطاعت الخروج من المياه لاحظت أن الرضيع لا يتنفس ، فوضعته على الأرض ثم بدأت بالضغط على قلبه لكن الأمر لم يجدي نفعا فاضطرت لأن تلتجأ إلى التنفس الاصطناعي. و بعد عدة محاولات نجحت و عاد الرضيع يتنفس. جاءت والدة الرضيع و أخدت طفلتها إلى ص*رها و شكرت نور لكن نور قاطعتها قائلة: ليس أنا من يجب شكري فهذا الشاب هو السبب في إنقاذ طفلتك فلولا مساعدته ما كنت لأستطيع إنقاذها. فتشكرت الوالدة ذلك الشاب أيضا ثم رحلت. و ها قد جاءت العاصفة مرة أخرى ضياء كانت غاضبة جدا و كادت ان تض*ب نور لكن ذلك الشاب أوقفها ثم قال لها: لماذا تريدين ض*ب هذه الفتاة. ضياء: لأن ابنتي هذه عنيدة و دائما تفعل ما تريده دون أن تفكر في العواقب و اليوم خاطرت بحياتها مرتين لإنقاذ الغرباء و هي لم تكن تفكر في العواقب فكان من الممكن أن تموت لولا مساعدتك لها أشكرك جزيلا. الشاب بهدوء و احترام: انت من حقك ان تخافي على ابنتك لكنك في نفس الوقت يجب أن تفتخري بما فعلته ففي وقتنا هذا أصبحنا نرى الكل يهتم بنفسه و أصبح الجميع أنانيين لكن ابنتك على ع**هم تماما فهي الأن بطلة. ضياء: ربما انت على حق يا ابني انا تصرفت بأنانية في هذه اللحظة و لم أفكر إلا في نفسي. نور(باندهاش): كيف اقتنعت أمي بهذه السهولة .هذه معجزة بالفعل. دفشت ضياء نور قليلا وعندما تحركت لاحظت على وجه نور الألم فقالت: أنا أسفة يا حبيبتي هل الجرح مؤلم جدا؟ نور: لا يا أمي إنه مجرد جرح بسيط. فتدخل الشاب قائلا: الجرح يلزمه دواء.فزعت نور و قالت و كلماتها ممزوجة مع الخوف: لا أحتاج لدواء هذا جرح بسيط و سيتعافى بسرعة. الشاب: امك كانت على حق انت عنيدة . خالتي انا ساحضر علبة الاسعفات الأولية حالا. نور: أمي أنا لا أريد دواءا أخبريه أن يعود رجاءا أمي. ضياء: كفاكي خوفا يا نور . انت ستضعين الدواء.. نور كانت خائفة جدا كالطفل الخائف من وحش، في بداية الأمر استغرب الشاب لخوف نور من الدواء لكنه لم يعر الأمر اهتماما و بعد ان ضمدت ضياء جرح نور شكرت الشاب قائلة: انت فعلت الكثير معنا اليوم أشكرك يا.... نسيت ان اسالك عن اسمك. الشاب: اسمي سمير. ضياء: تشرفت بمعرفتك يا ابني سمير. سمير: الشرف لي خالتي و لا داع ان تشكريني على شيء و الأن استأذنكم سأذهب. وداعا. ضياء: وداعا. (سمير شاب في العقد الثاني من عمره، شعره أ**د حالك **واد اليل جسمه رياضي). ذهب سمير المقهى الذي كان يجلس به رفقة والدته و اخته وجدهما قلقتان عليه فاخبرهما بما حدث فاصرت اخته سناء على التعرف بنور و لم يستطع الرفض وسط إصرارهم و عندما وصولوا كانت الصدمة حليفة ضياء و جميلة والدة سمير. ضياء و جميلة بصدمة:انت...
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD