" لن تجد وعد صادق أكثر من وعد العاشق. "
ضمت رموشها الي بعضهن لتمنع وصول الضوء لعيونها و هي ترجع رأسها الي الخلف لتعود معها ذاكرتها الي ذلك الحديث الذي كان نهاية لأي أمل كانت تشعر به و بداية لشئ أخر تركته للوقت ليكشفه.
_عودة الي وقت سابق_
فتح لها الحارس باب الجناح لتخطو بهدوء الي الداخل و لكن بداخلها لم يكن هادئا ابدا بل إشتد صراع المشاعر بداخلها ما بين خوف و توتر و ريبة كأمواج البحر الهائجة لتشتد أكثر و هي تكاد تقضي عليها كإعصار تسونامي و هي تري مسبب هذا الصراع الذي بداخلها امامها الآن بهيبته و وقاره ينظر اليها بكل هدوء و لما لا يهدأ فهو بالتأكيد لا يعلم شئ عن ما في داخلها من حروب سببها هدوئه الذي يكاد يقتلها من شدة الحيرة و القلق.
تصنعت الابتسامة وقد قررت أن تبدأ الحديث لعلها تخفف من توترها هذا لتتحدث بنبرة هادئة ظاهريا:
- اهلا بعودتك مولاي لقد اسعدتنا بهذا.
بادلها الابتسامة بأخري بسيطة ثم تحدث بهدوء:
- شكرا لكي أل**ندرا.
**ت لبرهة ثم أكمل:
- بالتأكيد تتسائلين لماذا طلبتكي الآن.
أخفضت هي نظرها في **ت و هي تنتظره بأن يكمل ليحدثها هو بنبرة جادة:
- أتتذكرين عندما اخبرتكي انني سأتخذ قرارا نهائيا في مسألة زواجنا بعد عودتي.
أومأت هي في **ت ليكمل بنفس النبرة:
- أنا لست موافق علي الزواج.
هل جربتم إحساس صاعقة الكهرباء أم جربتم إحساس الطعن و لكن في قلوبكم ربما جربتم و ربما لا و لكن ما شعرت به هي في هذه اللحظة كان أسوأ من كل هذا فهي عاشقة وضعت آمال كثيرة علي من تحب و خُذلت بأقسي الطرق.
لطالما تمنت اللحظة التي تقف بها بجانبه تستقبل التهنئة علي زواجهم و لكم حلمت بهذه اللحظة ليأتي هو الآن و يحطم كل أحلامها و آمالها التي بُنيت علي أوهام كان يجب ان تعرف انها لن تتحقق أبدا كان يجب ألا تبني آمال وهمية و لكن قلبها دائما هو من كان يصور لها أن من الممكن ان تتحقق أحلامها الوردية.
كورت قبضة يدها بقوة حتي أن أظافرها قد تخطت بشرة جلدها لتنحفر بداخلهم محررة تلك الدماء المحبوسة التي خرجت مسببة لها ألما حتي انها لم تشعر به و هي تسمعه يقول بتساؤل:
- ما بكي أل**ندرا لما انتي صامتة هكذا؟
تحدثت هي بثبات ع** ما بداخلها من إضطراب:
- لماذا لست موافق هل لد*ك مشكلة معي؟
أجابها هو بتوضيح:
- سأكون صريحا معكي من البداية انا أحب فتاة أخري.
حسنا لا تعرف كيف تحملت و لم تصرخ بوجهه معترفة بذلك الحب الذي أخفته لسنوات فقط كل ما تعرفه هو سؤاله عن ما يريده منها الآن لكي تستطيع الهروب مع أحزانها بعيدا عنه.
لتحدثه بنبرة أجهدت في إخراجها هادئة:
- اذا ما المطلوب مني الآن؟
نظر اليها ويليام بتعجب شديد فهو قد لاحظ ذلك الألم الذي ظهر علي وجهها و لكن ما يثير حيرته هو سبب هذا هل هو من أجل رفضه للزواج ام من شيئا أخر ليحدثها بهدوء محاولا اصلاح ما اخطأ به و هو يحيط كتفيها بين يديه:
- أل**ندرا انتي اختي و اتمني لكي دائما الخير و لكن انا لا استطيع ان اتزوجكي ليس لان بكي عيب او ما شابه لا بالتأكيد فأنتي خير الفتيات و أي أمير يتمني ان تنظري له حتي و لكن انا لم أراكي سوي أختي فقط و أحببتكي كأختي ليس أكتر لذلك أنا أسف.
لم تفكر ان ترفع عينيها حتي لا يري ما بداخلهم من حزن و ألم هو من سببهم لتشعر ب*عور قوي يحثها علي البكاء و لكنها تماسكت و هي تتحدث بصوت مهتز:
- انا أتفهمك و ليس لدي مانع لهذا ايضا أخبرني كيف اساعدك اذا؟
شعر في صوتها بالحزن ليأنبه ضميره من أجلها و لكن هذا ليس بسببه فهذا كله بسبب والدته و يتمني ان تستطيع هي تخطي هذا الامر خاصة بعدما علم انها كانت سعيدة بهذا ليجيبها بهدوء:
- فقط اريد منكي ان تخبري الجميع انكي لستي موافقة علي هذا الزواج.
_ و لما لا تخبرهم انت؟
- لأن وقتها امي من الممكن ان تغضب مني و ستصر اكثر علي هذا و هذا ما لا اريده.
اومأت أل**ندرا بطاعة و هي تقول:
- كما تريد أيمكنني الذهاب الآن.
_ تفضلي.
انحنت له باحترام ثم اسرعت في خطواتها باتجاه باب جناحه تفتحه سريعا ثم خرجت او بمعني أفضل هربت من وضع بالتأكيد لم تكن لتحب الوقوع به أمامه لتتسابق دموعها علي وجنتيها و هي تتجه الي جناحها.
_عودة الي الواقع_
عادت من ذكرياتها الأليمة علي صوت باب جناحها الذي فتح علي مصرعيه لتطل منه زوجة عمها بوجهها الغاضب شديد الاحمرار و هي تغلقه خلفها ثم اتجهت نحوها و عينيها تشع بالغضب لتقف هي بسرعة مخفضة رأسها للأسفل وقد أغضب هذا چوليان أكثر لتمسك هي بكتفيها و هي تهزها بقوة قائلة بغضب:
- لما فعلتي هذا يا أل**ندرا أخبريني ألم تبكي أمامي من أجله ألم تخبريني انكي تحبينه كيف اذا الآن تخليتي عنه بهذه السهولة أخبريني لماذا؟
نفضت أل**ندرا يديها بقوة و دموعها تنهمر علي وجنتيها كالشلالات لتقول بصوت متألم:
- فعلت هذا من أجله هو ويليام لا يريدني هو سعيد هكذا و انا بزواجي منه أزعجه و احزنه كثيرا هو لا يريد ان يتزوج لهذا قررت أن أريحه.
تفاجئت چوليان مما قالته لتقول بعدم تصديق:
- تريحينه كيف ألم تكوني سعيدة بهذا يا أل**ندرا كيف الآن تقولين هذا هل ستتخلين عن هدفك بهذه السهولة؟
اجابتها أل**ندرا بثقة:
- أجل أتخلي عن هدفي و أحلامي و حياتي أيضا و أفعل أي شئ من أجله هو و من أجل راحته أتفهمين هذا يا زوجة عمي من يحب يتمني لمن يحبه السعادة و سعادة ويليام في بعدي عنه لذلك كان يجب ان أفعل هذا.
نظرت اليها چوليان بتعجب و لكنها حين تحدثت خرجت نبرتها جادة و صارمة:
- أنتي من إخترتي يا أل**ندرا و لا تلومي أحدا علي هذا لاحقا انتي ضيعتي فرصتك الوحيدة فتحملي النتيجة اذا.
ألقت كلمتها ثم خرجت من الجناح صافعة الباب خلفها لتلقي أل**ندوا بنفسها علي الأريكة بتعب و هي تتذكر كلمات چوليان الأخيرة:
" انتي من إخترتي فتحملي النتيجة "
ليست هي من إختارت و لكن للأسف هي مضطرة علي تحمل النتيجة وحدها.
•_•_•_•_•_•_•_•_•_•_•_•_•_•_•_•_•_•_•_•_•_•_
تجولت قدميها علي العشب الاخضر بحرية أسفل ضوء القمر الساطع و رائحة الازهار الجميلة و لكن للأسف كان عقلها منشغلا بهاتان الأختين تفكر ماذا حدث هل واجهت سيلين أختها ام انها مازالت تشعر بالخوف و يا تري ماذا ستكون ردة فعل ماري هل ستسامحها أم أن ألم قلبها سيمنعها؟
أشياء كثيرة دارت بعقلها و هي مازالت تتجول بالحديقة حتي انها لم تلاحظ انها اقتربت من ساحة التدريب التي بها الكثير من الصخور الكبيرة و لحظها السيئ تعرقلت قدمها بإحداهن لتفيق علي نفسها و هي تصرخ بألم و تعود للوراء و كادت ان تسقط علي ظهرها لتغمض عينيها منتظرة ذلك الألم الجديد الي انها شعرت بنفسها محاطة بيدين دافئتين يمنعان سقوطها.
لتفتح عينيها سريعا لتتقابل بنيتها مع غاباته الساحرة معا في لقاء كان خير من ألف حديث قد نسيت تماما بما كانت تفكر و هي تتوه بتلك الدوامة التي أمامها فهذه النظرات الغريبة التي تراها بعينيه لأول مرة شتتها حقا جعلتها لا تستطيع التركيز بأي شئ سواها.
و لم يكن هو بأحسن حالا منها فوجودها بين يديه هكذا يجعله أسعد من بالكون و لكن في نفس الوقت كان قلقا عليها خائفا من ان تكون قد تأذت لينظر اليها و عينيه تشع بعشقه و قلقه و لكن أتت المقاطعة منها هذه المرة و ليس من شخصا مزعجا أخر.
لتقف علي قدميها و قبضتها تشتدت علي قميصه و هي تستند عليه لشعورها بألم شديد بقدميها و قبل ان تتحدث هي وجدته يمسك بيدها يسندها لكي تجلس علي تلك الصخرة الكبيرة ليجثو علي قدميه امام قدميها و هو يمسك بتلك التي تؤلمها فكان يتضح عليها انها لا تستطيع الضغط عليها لذلك كانت ترفعها.
وضع يده علي مقدمتها لتشهق بألم ليبعد يده سريعا و هو يشعر بقلبه يوغزه بشدة لألمها لينظر اليها بأسف و هو يقول باعتزار:
- انا أسف هل تؤلمكي كثيرا؟
نظرت اليه بتعجب و هو تخفي ألمها خلف قناع البرود الذي ارتسم علي وجهها فجأة لتجيبه بهدوء:
- ليس كثيرا و دقائق و سيقل الألم لا تقلق.
نظر اليها هو لثواني ثم عاد لينظر لقدميها التي إحمرت قليلا ليمسك بها و هو يدلكها برقة بالغة حتي لا يؤلمها مجددا.
لتنظر اليه بدهشة كبيرة و هي متعجبة مما يفعله لا تنكر ان هذا يريحها و قد ساعد في تخفيف ألمها و لكن ما الذي يجبره علي فعل هذا لا تعرف ان العاشق يمكنه ان يقدم حياته علي طبق من ذهب لمن يحب.
دنت منه قليلا و هي تمسك بيده التي تدلك قدمها موقفة اياها و هي تقول بهدوء:
- أمير ديفيد.
توقف جسده بالكامل عن الحركة و هو يرفع نظره لينظر بعيونها الجميلة التي اسرته مجددا وهو يستشعر لمسة يدها الرقيقة لتنشل حركته وقد تناسي كل ما حوله حتي انه لم ينتبه اليها وهي تقول:
- سمو الأمير انت لست في حاجة لهذا فقدمي قد تحسنت.
لم يجيبها أو بالاحري لم يسمعها لتتعجب هي أكثر و هي تضع يدها الأخري علي كتفه تهزه برفق و هي تناديه.
افاق ديفيد علي نفسه و هو يبعد عينيه ويده عنها ينظر الي الاسفل ليتنحنح باحراج وهو يقول بحرج:
- أسف لم اسمعكي ماذا كنتي تقولين؟
عادت لورا ما قالته مجددا ليتحدث ديفيد بمرح محاولا تخطي ما حدث:
- ولكن لا تنكري ان هذا هو من اراحكي أليس كذلك؟
ضحكت لورا بخفة و هي تقول:
- أجل هذا صحيح شكرا لك.
أجابها بابتسامة:
- العفو و لكن ما الذي كنتي تفعلينه هنا؟
_ مللت من الجلوس في الجناح فأتيت لأتمشي وانت؟
- وانا أيضا كنت أشعر بالملل و أتيت لأتمشي و عندما رأيتك قلت أذهب إليكي و نتمشي سويا و لكن يبدو ان القدر له ترتيب أخر.
ابتسمت لورا بخفة و هي تقول برقة:
- شكرا لك يا سمو الامير أنت دائما منقذي.
وأخيرا قالت كلمة تسعد قلبه المتيم بها ليبتسم بسعادة وهو يقف علي قدميها وقد قرر ان يأخذ خطوة جدية في هذا الأمر ليتحدث قائلا بابتسامة:
- أنسة لورا أيمكن ان نصبح أصدقاء؟…يتبع
________________________________________