" عندما تحتار في أمر يخصك و قراره في يد شخصا أخر هذا يجعلك متوترا و لكن ماذا عن وقت معرفة ذلك القرار الذي من الممكن ان يكون سعيدا لك او محزنًا. "
جلست علي الفراش و هي تضع وجههها بين يديها و تبكي بشدة كما لم تبكي من قبل كلما تذكرت نظرات اختها و اهتمامها و خوفها عليها يزداد شعور الندم بداخلها فنظراتها تعذبها و بشدة فهي تجعلها تشعر بمدي حقارتها معها و تزيد الألم بداخلها.
لتظل تبكي بحرقة علي ما فعلته بغبائها لتشعر بالباب يفتح دون ان يدق لتدير وجهها الي الجهة الاخري حتي لا يراها من دخل و هي تمسح دموعها سريعا تستمع لخطوات تقترب منها و صوت اختها يسألها بقلق بعد ان جلست بجانبها:
- مابكي يا سيلين لما تبكين هل ازعجك احد؟
اجابتها سيلين بصوت مبحوح:
- انا ليس بي شئ ارجوكي اتركيني وحدي.
وضعت ماري يدها علي كتف اختها بهدوء و هي تقول بنبرة حنونة:
- حبيبتي اخبريني ما بكي لأول مرة اراكي هكذا بالتأكيد ازعجكي احدهم اخبريني من يكون و صدقيني سأجعله يندم.
ألا تعرف ان نبرتها تلك تقتلها و توجع قلبها بشدة ألا تعرف انها تعذبها بحنانها الذي لا تستحقه منها فهي ستتحمل غضبها او قسوتها و لكن معاملتها اللطيفة هذه تجعلها تموت حقا.
لتكور قبضة يديها بقوة محاول تمالك نفسها و هي تقاطع حديثها الجديد الذي كانت ستبدأه لتقول بصوت ظهر به الضيق:
- ارجوكي اتركيني وحدي انا لا اريد التحدث لأحد اذا سمحتي إذهبي.
تعجبت ماري من نبرتها تلك و لكن سرعان ما تذكرت سببها لتنظر الي الاسفل بحزن فيبدو ان خوفها علي اختها انساها انها لم تعد تعتبرها اختها انساها انها تزعجها و تغضبها الآن بما تفعله.
لتشعر بالدموع قد تجمعت بعينيها و لكنها لن تسمح بنزولهم امامها ابدا لتقف علي قدميها و قد عاد اليها وجه الجمود مرة اخري و هي ترمقها بنظرات جامدة تخفي خلفها حزن دفين لتنفذ ما ارادت و هي تخرج من الجناح سريعا
لتنفجر سيلين في البكاء فور خروجها و بداخلها متأكدة انها لن تسامحها ابدا.
اما في الخارج ذهبت ماري الي غرفتها و هي تشعر بالضيق و الحزن غافلة عن هاتان الفتاتان اللذان سمعا كل ما دار بالداخل لتتحدث احدهن بغضب من هذا الوضع الذي لم تعد تحتمله:
- هذا كثيرا يا لورا يجب ان نخبر سيلين بالحقيقة حتي لو غضبت ماري.
التفتت اليها لورا و هي تقابل غضبها بهدوء و هي تقول:
- معكي حق و لكن لا تخبريها انتي انا سأخبرها.
اومأت الاخيرة و هي تقول:
- لا يهم المهم ان تعرف.
اجابتها لورا و هي تنظر في الاتجاه التي ذهبت به ماري:
- ستعرف يا ماريا فلقد حان وقت هذا.
•_•_•_•_•_•_•_•_•_•_•_•_•_•_•_•_•_•_•_•_•_
جلس إلياس علي الاريكة بأريحية و هو يتابع زوجته و هي تحضر اليه الطعام لتضعه امامه و هي تجلس بجانبه تنظر اليه بابتسامة ناعمة و هي تقول برقة:
- اخبرني أي نوع من الطعام تريد ان تأكل؟
نظر إلياس الي الطعام ثم نظر اليها و ابتسم بحب و لكنه تحدث بمرح:
- الاميرة صوفيا شخصيا هي من احضرته يبدو انكي تهتمين بي كثيرا.
اجابته و مازالت ابتسامتها الناعمة ترتسم علي وجهها الجميل:
- ان لم اهتم بك انت اذا بمن أهتم.
امسك إلياس بيديها ثم قربهما الي شفتيه يقبلهما بحب ثم رفع نظره اليها و هو يقول:
- سلمت يداكي التي احضرتهم لي يا أميرتي.
اخفضت صوفيا نظرها بخجل و هي تسحب يدها بتوتر ليتركها إلياس و هو يبتسم بحب علي خجلها المحبب لديه ليقترب منها قليلا و هو يقول بمكر زاد من خجلها اكثر:
- تعرفين نهاية هذه الحمرة الجميلة التي تزيد وجهك جمالا صحيح.
للاسف هي حقا تعرف نتيجة هذا الخجل و لكنها بالتأكيد لا تريد هذه النهاية الآن ابدا لتحاول تغيير الموضوع و هي تنظر الي الطعام قائلة بارتباك:
- لم تخبرني أي نوعا تريد؟
اتسعت ابتسامته الماكرة و هو يتقبل تهربها الآن ليشير بيده علي احدي الاصناف لتمسك صوفيا به و هي تجهزه له ثم بدأت تطعمه بيديها بحب و هي تبتسم له برقة و خجل فلقد تعمد تقبيل أصابعها كلما لامست شفتيه التي شعرت بهم و كأنهم نسمات رقيقة تلامسها لتبعد يدها سريعا و هي تتحاشي النظر اليه و خجلها يزداد.
لينظر هو للطعام امامه و هو يمسك البعض ثم اقترب منها و هو يمد يده ليطعمها قائلا:
- لا يصح ان أكل و انتي لا يا وردتي.
تناولت ما بيده و هي تشعر بالخجل من كلماته لتجول بنظراتها في الجناح و هي تبتلع ما تناولته حتي لا يزيد خجلها بالنظر اليه.
نظر اليها بابتسامة تخفي خلفها الكثير قبل ان يبعد نظره عنها وهو يتنحنح بهدوء قائلا بتوتر:
- لقد انتهيت.
اومأت صوفيا برأسها لتقف علي قدميها و هي تنحني لتحمل صنية الطعام و لكنها شعرت بنفسها تُسحب فجأة لتشهق بفزع و هي تقع جالسة علي قدميه لتنظر اليه بتفاجؤ و هو يبادلها نظراتها بأخري خبيئة و هو يقترب بوجهه منها لتخفض نظرها للاسفل و حمرة خجلها تعود من جديد و هي تسمعه يقول بخفوت:
- لقد انتهيت و لكنني لم أشبع.
تحدثت هي بصوت أشبه بالهمس:
- هل احضره لك المزيد؟
اجابها و شفتيه تجول علي وجهها الناعم بحرية:
- هذا الطعام لا يجعلني أشبع.
لتسأله مرة اخري بصوت يقسم انه سمعه بصعوبة:
- اذا ماذا تريد؟
وضع يده اسفل ذقنها ليرفع وجهها الاحمر اليه قائلا بخبث:
- هل تريدين ان تعرفي حقا؟
اومأت صوفيا و هي في قمة خجلها ليعتبرها دعوة صريحة لما يريد ليبتسم بمكر و هو يقترب منها ليطفئ نار شوقه اليها في الايام السابقة لتتقبله بترحاب و قد تناست خجلها تماما بل نست كل ما حولها لتستسلم له و هو يأخذها معه لعالمهم الخاص الذي لا يدخله الا العشاق.
•_•_•_•_•_•_•_•_•_•_•_•_•_•_•_•_•_•_•_•_•_
إرتمي بظهره علي الفراش و هو يبتسم بسعادة كلما تذكر ذلك التطور الذي يحدث بينهم لا يستطيع ان لا يفكر بنظراتها القلقة التي كانت ترمقه بها دون ان يلاحظها احد او ابتسامتها السريعة التي اخرجتها عندما وجدته بخير او تلك التنهيد التي استمع اليها قلبه قبل اذنيه.
ليغمض عينيه لتظهر امامه فورا صورتها التي خ*فت قلبه فور ان رآها لا يستطيع ان ينسي رقتها في الحديث او وجهها الفاتن او تلك الابتسامة الرقيقة التي ودعته بها او لمسة يدها التي شعر بها لأول عندما اخذ منها هديتها الجميلة.
ليفتح عينيه سريعا و هو ينتفض من علي الفراش فور ان تذكر هديتها ليبحث عنها بجنون بداخل الجناح حتي وجدها علي طاولة الزينة ليمسك بها سريعا و هو يضمها اليه و يتن*د بارتياح لكونه وجدها ليقول و هو ينظر اليها و كأنها شخصاً يحدثه:
- من الجيد انني وجدتكي يا تميمة حظي.
نظر لنفسه في المرآة و هو يمسك بالتميمة ليلفها حول عنقه فانسدل ذلك القلب علي ص*ره امام موضع قلبه مباشرة ليبتسم و هو يضع يده عليه ليشعر بدقات قلبه و هي تلامس ذلك القلب الصناعي و كأنها ألحان ناعمة تعزفها اوتار عشقه الذي اصبح يجر بدمائه كشريان حياته.
ليخرج تنهيدة حارة و هو يهمس بشرود:
- أحبكي يا حوريتي.
_ ماذا تقول؟
فتح عينيه سريعا و هو ينظر الي اتجاه ذلك الصوت بفزع سرعان ما تحولت نظراته الي ضيق و هو يري اخته تقف عند باب الجناح تنظر اليه بتعجب.
ليسألها هو بحنق:
- ماذا تريدين يا أل**ندرا؟
تقدمت نحوه و هي ترمقه بنظرات غريبة ثم تحدثت بتسائل:
- ماذا كنت تقول للتو و لما تقف و تبتسم هكذا و ايضا....
**تت لبرهة و هي تنظر الي تلك التميمة حول عنقه لتكمل و هي تمد يدها لتلمسها:
- و ايضا ما هذه؟
إبتعد للخلف سريعا مانعا اياها ان تلمسها لتتفاجئ هي من فعلته تلك و هي تقول:
- ما بك يا ديفيد انا لن اكلها.
اجابها ديفيد بجدية:
- اعرف و لكنني لا احب ان يلمسها غيري انا اسف.
ضيقت ما بين حاجبيها بتعجب قائلة:
- و لماذا؟
اجابها بنبرة ظهرت بها الضيق جليا:
- ليس من شأنك يا عزيزتي و الآن اخبريني مالذي أتي بكي الي هنا.
تعجبت اكثر من نبرته تلك و لكنها اجابته بنبرة حزينة:
- انا اسفة ان ازعجتك عن اذنك.
زفر ديفيد بحنق و هو يلحق بأخته قبل ان تخرج ليقف امامها و هو يحاوط كتفها بهدوء ليقول بابتسامة محاولا ارضاؤها:
- أنا اسف يا حبيبتي و لكنني فقط متعب لهذا حدثتكي بهذه النبرة أنا حقا اسف.
اومأت أل**ندرا ب**ت ليحدثها ديفيد بمرح:
- ابتسمي يا فتاة فهذا سيكون افضل من ذلك الحائط الذي ترسمينه علي وجهك.
ض*بته بكفها علي ص*ره بغضب طفولي و هي تحاول ان تتركه و تذهب ليضحك هو علي طفوليتها تلك بشدة و هو يمسك بيدها مانعا إياها من الذهاب و هو يحاوط كتفها مرة أخري و هو يقول بحنان:
- حسنا لا تحزني يا حلوتي و اخبريني ما سبب مجيئك.
تن*دت إل**ندرا و هي تنظر اليه بهدوء قائلة:
- أتيت لأسئلك عن قرارك في مسئلة زواجي من ويليام زوجة عمي كانت تسألني اذا فكرت انت وأخي في هذا الموضوع أم لا.
**ت ديفيد لفترة حتي قلقت هي من **ته لتتفاجئ به يتحدث بجدية قائلا:
- اليوم علي العشاء سوف نخبرها قرارنا لا داعي للقلق نحن لم ننسي بالتأكيد.
اومأت أل**ندرا في **ت ثم اسئذنت منه لكي تذهب لتخرج من الجناح و هي تغلق الباب خلفها و عقلها يفكر بشأن عشاء المساء و في قرار اخويها ايضا لتزفر بحيرة و لكنها همست لنفسها بإصرار:
- انتم ستخبرون الجميع بقراركم و انا ايضا سأخبركم بقراري.
•_•_•_•_•_•_•_•_•_•_•_•_•_•_•_•_•_•_•_•_•_
خطت بقدميها علي العشب و هي تشعر بدفئ النسيم حولها لقرب غروب الشمس التي تسقط أشعتها الصفراء علي وردات روز الحمراء لتشكل منظر بديع ابدع من رسمه و لكن كل هذا لم يهمها فعقلها كان شاردا و قلبها ينزف دون توقف و تلك الدموع التي تملئ عينيها قد تجمدت بداخلها و هي تأبي النزول حتي انها لا تشعر بها لكي تُنزلها.
لتغمض عينيها و نسمات الهواء تداعب وجهها برقة و لكنها شعرت بها كالنيران التي تحرقها بقسوة لتزيد من ت***بها فشعور الندم الذي يص*ره ضميرها يجعلها تشعر بكل جميل حولها و كأنه وسيلة للعذاب حتي جناحها الواسع شعرت انه أصبح ضيقا و بشدة حتي كادت ان تختنق به لتهرب منه الي هنا و لكن للاسف لم تجد الا وسائل أقسي لتتعذب بها بدلا من ان تنعم بجمالها.
فتحت عينيها و هي تزفر بغضب من نفسها قبل أي شئ لتلتفت خلفها سريعا فور ان شعرت بوقع أقدام خلفها لتتفاجئ بـ" لورا " تتقدم نحوها و علامات الهدوء ت**و وجهها الذي اعتادت ان تري ملامحه جامدة و خالية من الحياة و لكنها لم تهتم بل انها انزعجت من وجودها هنا.
فلقد تركت الجميع لكي تبقي وحدها تفكر بألمها و تتعذب في **ت بعيداً عن الآخرين لتأتي الي هذه الحديقة التي لا يزورها احد كثيرا لتخلو بنفسها و لكن وجودها الآن هنا قطع خلوتها
لتزفو بضيق و هي تنظر اليها بتساؤل لتقا**ها الأخيرة بابتسامة و هي تقول:
- كيف حالك سيلين؟
اجابتها سيلين بحنق و هي تستعد للمغادرة:
- بخير عن اذنك.
تقدمت بضع خطوات حتي وصلت الي جانبها و قبل ان تتخطاها شعرت بيدها تعيدها مرة اخري الي مكانها لتنظر الي يدها ثم اليها بتفاجؤ سرعان ما تحول لغضب و هي تقول:
- اتركي يدي ما الذي تفعلينه؟
اجابتها لورا بهدوء و مازالت ممسكة بيدها:
- لن اسمح لكي بالذهاب حتي تسمعين ما سأقوله.
تحدثت سيلين بغضب مكتوم و هي تجز علي أسنانها:
- تفضلي ماذا تريدين؟
تركت لورا يدها و ملامحها الهادئة لم تتغير بعد لتتحدث قائلة بعتاب:
- إلي متي ستظلين قاسية علي اختكي يا سيلين الي متي ستستمعين لعقلك فقط و تتركين قلبك ها اخبريني متي ستكتشفين الحقيقة و انكي تظلمين اختك.
عضت سيلين شفتيها بقوة تزامنا مع يديها التي تأخذ شكل دائرة و هي تطبق عليها بقوة مانعة دموعها من النزول بصعوبة بالغة لتخرج نبرتها مهتزة:
- هذا ليس من شأنك يا لورا هذه اختي و انا حرة في ما أفعله.
تحدثت لورا مجددا و لكن بنبرة ظهرت بها بعض الغضب:
- اجل انتي حرة و لكن من تقومين بإذائها تكون صديقتي و أهتم لأمرها كثيرا و الآن يجب عليكي ان تعرفي حقيقة ما حدث.
أخفضت سيلين وجهها و هي علي وشك البكاء فهي ليست بحاجة لتعرف فلقد عرفت و انتهي الامر لتحاول الهروب منها و هي تتقدم بضع خطوات للامام لكي تذهب قائلة بتوتر:
- انا لا أريد ان اسمع شئ.
إعترضت لورا طريقها مانعة اياها من اكمال سيرها ثم امسكت كتفها بقوة لتثبتها امامها قائلة بغضب و قد انتهي صبرها لينتهي معه هدوئها:
- لا ستسمعين ما سأقوله اختكي التي تبرأتي منها تلك التي قبلت ان ترمي نفسها في النار من اجلك قبلت ان تتزوج سام حتي لا يؤذيكي انتي لا تعرفين كيف كانت حالتها عندما علمت انكي في خطر فلقد كانت كالمجنونة حتي انها حبست نفسها في غرفتها و رفضت ان تأكل او تشرب حتي تعودين لقد كانت تموت كل يوم من خوفها عليكي و كانت تتألم كل يوم من قسوتكي التي لا تنتهي و لكنها كانت تتحمل و لم تريد ان تقسو عليكي و ظلت تحبك رغم كل ما فعلتيه و لكن انتي بالنهاية ماذا قدمتي لها لم تقدمي سوي الألم و القسوة تركتيها تواجه العالم وحدها لم تقفي بجانبها او تساعديها هل هذا هو واجبكي كأخت يا سيلين اخبريني ألم يأنبكي قلبكي الذي جعلتيه يقسو علي أقرب شخص لد*كي ألم تشعري أنها مظلومة يوما.
نفضت سيلين يديها التي تحاوطها بقوة لتقول بصراخ و دموعها تنهمر كالشلالات:
- شعرت.....شعرت انها مظلومة قلبي كل يوم كان يخبرني بهذا و لكن عقلي كان يكذبه كان هناك صراعا بداخلي لم أستطيع رؤية الحقيقة
أتظنين انني لا أتألم مثلها بل انا اشعر بضعف ما تشعر به هي لم تكن اختي فقط بل كانت كل ما أملك و ما فعلته جعلني مشوشة جعلني أتخذ قرارات خاطئة دون ان افكر بها او حتي في نتائجها و الآن انا اكثر من يعاني منها.
أتظنين انني لا أعرف بتضحية اختي لقد عرفت يا لورا عرفت عندما اختطفني ذلك الحقير هو من أخبرني بنفسه ربما هذا ما أعطاني فكرة انني لا استحق ان ينقذني احد لم اكن انتظر اي احد ليأتي و ينقذني يا لورا انا لم انتظر سوي الموت وقتها الموت فقط.
إنهارت سيلين علي الارض بعد ان خانتها قدميها لتخرج كل ما بداخلها علي هيئة دموع و شهقات قوية تألمت لها تلك التي كانت تستمع اليها بصدمة ان كانت قد عرفت الحقيقة لما تهربت من اختها لما لم تحاول الاعتزار.
نظرت اليها بشفقة و تعجب و هي تجثو علي قدميها امامها تقربها اليه لتأخذها بين احضانها ليشتد بكاء سيلين و هي تبادلها العناق لتتركها لورا تخرج كل ما بداخلها.
ليظلا هكذا فترة ليست بقليلة حتي هدأ بكاء سيلين ليتحول الي شهقات خفيفة و هي تبتعد عن لورا لتمتد يديها تمسح دموعها التي اغرقت وجهها.
نظرت اليها لورا بحزن و هي تضع يدها علي كتفها قائلة بهدوء:
- انا أقدر ما تشعرين به الآن و لكنكي اخطئتي ان كنتي قد عرفتي الحقيقة لماذا لم تذهبي لأختكي و تعتذرين فهي تحبك و ستسامحك انا واثقة.
رفعت سيلين نظرها اليها و هي تقول بصوت مبحوح خافت:
- لم أستطيع ليست لدي الشجاعة لأواجهها لن أقدر علي ان انظر في عيونها بعد ما فعلته معها انا اعرف انها ستحاول مسامحتي و لكنني لا أستطيع هذا أفضل ان اعيش طوال عمري أتعذب مما فعلته علي ان أواجهها.
وضعت لورا يدها علي وجهها بحنان ثم قالت بابتسامة مشجعة:
- سيلين التي أعرفها هي التي تستطيع مواجهة أي شئ و صدقيني **تك هذا يؤلمها هي قبل أن يؤلمكي انتي لهذا يجب ان تواجهي اختكي يا سيلين يجب ان تتخذي هذه الخطوة من أجل اختكي قبل ان تفعليها من أجلك.
اطبق ال**ت عليهم و كلام لورا يدور بعقل سيلين و يبدو انها بدأت تقتنع بما قالته فحتي ان كانت قد قدمت لأختها الألم فقط فعلي الأقل يمكنها اراحتها قليلا مما تشعر به و لكن يا تري هل ستستطيع ام لا.
•_•_•_•_•_•_•_•_•_•_•_•_•_•_•_•_•_•_•_•_•_
تجمعت العائلة الملكية في المساء علي طاولة العشاء و هم يتحدثون و يمزحون في جو عائلي قد افتقدوه منذ زمن و لكن كان هناك من لم يشاركهم مرحهم هذا و بالطبع كان ذلك ال**بس الذي يجلس بالطرف لا يريد الانضمام اليهم بل هذا كان يزعجه كثيرا فهو لا يحب الاصوات العالية.
ليزفر بارتياح فور ان هدأت تلك الاصوات من حوله و لكن سرعان ما شعر بالضيق عندما تحدثت والدته قائلة:
- ديفيد إلياس أظن انه حان الوقت لتخبروني بقراركم.
نظر اليها إلياس بتعجب قائلا:
- أي قرار؟
اجابته جوليان بهدوء:
- قراركم في أمر زواج أل**ندرا و ويليام.
نظر إلياس الي ديفيد سريعا ليبتسم له الاخير و هو يومئ برأسه بمعني فهمه هو ليزفر بهدوء و هو ينظر الي ويليام الذي ينظر امامه بجمود
ليعود و ينظر الي چوليان و كاد ان يتحدث حتي قاطعته أل**ندرا و هي تقول:
- أخي هل تسمح لي بالكلام؟
نظر اليها إلياس و ليس هو فقط بل البقية ايضا ليقول بهدوء:
- تفضلي ما الذي تريدين قوله؟
اغمضت عينيها و هي تشدد عليهم بقوة ثم فتحتهما ثانيا ليرتسم قناع الهدوء علي وجهها ع** ما بداخلها من عواصف لتلقي بقنبلتها التي جعلت الجميع في صدمة و أولهم چوليان:
- انا لست موافقة علي هذا الزواج.
نظر اليها الجميع و اعينهم مفتوحة من صدمتهم عدا احدهم الذي ابتسم في الخفاء علي مظهرهم الذي بدا مضحكا له ليعود و يعبس ثانيا قبل ان يلاحظه احد غافلا عن تلك التي فور ان انتهت أل**ندرا من حديثها حتي نظرت اليه فورا لتتفاجئ بردة فعله المختلفة عن البقية و لكن يبدو ان اليوم سيكون يوم حظ احدهم.
لتبتسم هي الاخري في الخفاء و هي تستمع للامير ديفيد و هو يقول في صدمة:
- كيف هذا يا أل**ندرا لما غيرتي قراركي فجأة.
أجابته هي بهدوء:
- لقد اعتدت منكم علي ان تسمحوا لي بتقرير مصيري و لقد اعدت التفكير فوجدت ان الآن ليس وقت مناسب للزواج لذا أتمني ان تتقبلوا قراري.
رمش ديفيد بعينيه عدة مرات ليحاول استيعاب ما قالته للتو و لم يكن إلياس بأحسن حال منه لينظر كلا منهم سريعا الي ويليام الذي يبدو انه لم يهتم لهذا ابدا بل يبدو ان هذا أسعده.
لينظر كلا منهما للاخر و كلا منهم يرمق الاخر بتساؤل حتي أعطي ديفيد أخيه اجابته قبل ان يخفض عينيه عنهم.
ليتن*د إلياس و هو ينظر الي چوليان الذي تفاجئ من حالتها فلقد كانت تنظر الي أل**ندرا بعيون متسعة و مصدومة و هي لا تصدق ما قالته للتو هل جنت ام ماذا كيف تقول هذا و هي من كانت تبكي بأحضانها من أجل ان تجتمع معه الآن هي من ترفضه كيف؟
و لكنها افاقت علي نفسها عندما استمعت لصوت إلياس يقول بقلق:
- زوجة عمي هل أنتي بخير؟
نظر اليها الجميع بقلق و أولهم ويليام لتتنحنح هي بإحراج قائلة:
- انا بخير يا بني لا تقلق.
تن*د إلياس بهدوء يحاول بثه لتلك الحيرة التي احتلته فجأة ليقول بجدية:
- إذا كانت أختي لا توافق فأنا بالتأكيد لا أستطيع ان أجبرها علي شئ انا آسف يا سمو الملكة.
كورت چوليان قبضة يدها بغضب قد ظهر في نبرة صوتها عندما قالت:
- بالتأكيد يا إلياس حسنا هذا في النهاية كان قراركم و لست في حاجة للاعتذار.
اومأ إلياس في **ت بينما كان هناك تبادل نظرات بين جون وصوفيا اللذان كانا يتابعان ما يحدث في **ت و تعجب ليسألها جون بعيونه ان كانت تعرف ما سبب رفض اخت زوجها و لكنها قابلت نظراته بالجهل و هي ترمق ويليام بنظرات تفحص و هي تشعر ان هناك سبب وراء هذا الامر و حتما ستعرفه.
•_•_•_•_•_•_•_•_•_•_•_•_•_•_•_•_•_•_•_•_•_
كانت تجر في قدميها و هي ذاهبة نحو جناحها و كلام لورا يدور في رأسها و كأنها تقف امامها و تقوله مجددا هي محقة و لكن هي ليست لديها الشجاعة او الاستعداد لهذه المواجهة.
لتقف امام جناحها و هي تمسك بمقبض الباب و زفرت بضيق و هي تفتحه ثم خطت الي الداخل لتتفاجأ بتلك التي نظرت نحوها بفزع لتدخل و هي تغلق الباب خلفها و هي تنظر اليها بتفاجؤ قائلة:
- ماري ما الذي تفعلينه هنا؟
عضت ماري شفتيها بتوتر و هي تنظر اليها بتفكير تحاول إيجاد سبب اخر غير انها اتت لتحضر لها العشاء لانها تعلم انها لم تأكل منذ ان اتت لذلك قلقت عليها و لكنها ستحاول قول شئ اخر و ليس هذا بالطبع لتجيبها بهدوء أتقنت رسمه:
- لقد أمرتني السيدة ليلي ان احضر لكي طعام العشاء و الآن عن اذنك.
تخطتها ماري لتذهب و لكن يدها تجمدت عندما امسكت بمقبض الباب و هي تسمعها تقول:
- انتظري يا أختي.
اتسعت عيني ماري بصدمة و هي تستمع لكلمة (أختي) منها بعد مدة ليست بقصيرة ابدا ربما تبدو للبعض قصيرة و لكنها مرت عليها و كأنها قرون.
لتلمع الدموع بعينيها و هي تقبض علي مقبض الباب بقوة و هي تحاول اخراج نبرتها ثابتة لتقول بجمود:
- اسمي هو ماري يا سيدتي يبدو انكي اخطأتي.
انهت كلامها و كادت ان تدير المقبض لتفتح الباب هاربة من حديثها معها لتمنعها مرة اخري و هي تقول بنبرة ظهرت بها الحزن جليا:
- لا انا لم أخطأ يا اختي.
تركت ماري المقبض الذي كادت ان تقتلعه بين يديها من شدة ضغطها عليه لتلتفت اليها ببطء و لا يتضح علي وجهها سوي الجمود لتقترب منها ببطء و هي ترمقها بتفحص حتي توقفت امامها لتقول بنبرة جافة:
- علي حد علمي ان ليس لد*كي إخوة و ان اختكي ماتت أليس كذلك.
اخفضت سيلين عينيها و هي تستعد لتلك المواجهة التي كانت تتهرب منها منذ أن أتت و لم تكن تتوقع انها ستأتي سريعا هكذا لتجيبها بخفوت و هي تتحاشي النظر اليها:
- لقد عرفت الحقيقة يا ماري.
تجمدت في مكانها و عقلها قد بدأ يعمل ليتضح امامها كل شئ و سبب تلك الحالة التي كانت عليها منذ ان أتت لتشعر بكم المعاناة التي تشعر بها أختها الآن لتقرر ان تبدأ بها و عقلها يفكر و هي تقول بهدوء:
- و ماذا أفعل انا؟
أطبقت سيلين علي ثوبها بقوة و هي تشعر بقرب تحول هذا الهدوء الي غضب لتقول بنبرة خافتة مرتبكة و هي علي وشك البكاء:
- انا أسفة يا أختي.
و كما توقعت تحول قناع الهدوء الي احمرار غاضب و قد لاحظته سيلين و لكنها تفاجئت بها تضحك بسخرية ثم نظرت الي تفاجئها بابتسامة ساخرة و لكن خرجت نبرتها متـألمة:
- علي ماذا تعتذرين يا سيلين فليس هناك ما يدعو للاعتزار ابدا يا عزيزتي أتعرفين انكي قدمتي لي خدمة سأظل أحفظها لكي طوال العمر.
مدت يدها لتمسك بيد اختها التي تتابعها بتعجب لتضعها ماري علي معدتها و هي تقول بابتسامة:
- لا تعتذري يا سيلين فلقد جعلتيني حامل في ولي العهد و وريث العرش.
أبعدت يدها فورا و عينيها تتسع بصدمة و هي لا تقدر علي الحديث فما قالته لا يوجد بعده قول لتجدها تكمل بتهكم:
- رغم ما فعلتيه و لكنكي قدمتي لي أكبر معروف و هذا بالتأكيد يجب ان أشكركي عليه.
شعرت سيلين بالغضب يتصاعد الي وجهها لتقول بغضب واضح:
- كيف حدث هذا...؟ بالتأكيد تمزحين.
ضحكت ماري بلا مرح ثم توقفت و هي تنظر اليها بابتسامة ساخرة قائلة:
- هل تبرأكي مني جعلكي لا تهتمين لأمري لهذه الدرجة؟ و لكنني سأريحكي يا سيلين لقد أصبحت جارية للملك بسببك و بالطبع لن يستأجر الملك جارية لكي يحررها هل الآن عرفتي كيف تم هذا الامر أم انكي تريدين مني أن أشرح.
**تت الاخيرة و هي لا تعرف ماذا ستقول او كيف ستتحدث من بعد ما سمعته فلقد انتهي كل الحديث امام ما قالته اختها للتو.
لتتابعها ماري و مازالت ابتسامتها الساخرة علي وجهها لتنحني لها و هي تقول بمكر بعد ان وصلت الي ما تريد:
- عن اذنكي يا سيدتي.
ثم التفتت و خرجت تاركة الاخير في حالة صدمة و مازالت لا تستوعب ماقالته اختها و لكن يبدو ان عقلها بدأ يعمل عندما كورت قبضة يدها بغضب و هي تتجه الي خارج الجناح عاقدة العزم علي ان تتأكد مما سمعته.......
_____________________________________