الفصلُ الثالث : خادمة؟.

3078 Words
وجهةُ نظرِ تايهيونغ : " جيد ، ماهو ؟ " أردفتُ أدعِي التملل ، و أحاول إخفاءَ حماسِي من جوابها - الذي أعلمهُ بالفعل - و من الخططِ الجهنميةِ التي جهزتها لأجلها . إبتلعت ريقها ، فإبتلعتُ معها خاصتِي ، لتفتح فمها بهدفِ الإجابةِ ، لأحاول بكل قوتِي منعَ بسمةِ الإنتصار من الظهور على فاهِي . فليسَ لها أيُّ خيار سوى الرضوخُ لطلبِي و إطاعتِي لتسلمَ من شرِّي . نظرت نحوَ عيونِي مباشرةً ، و نطقت بإجابتها التِي جعلتنِي أنتظرها دهرًا ، بعيونهَا لهيبُ لبؤةٍ ، رغمَ أنَّ ضئالةَ جسدهَا لا يجعلُ منهَا سوَى قطةً صغيرةً ضالَّةً . ” أنَا . . أنَا أختَارُ الموتُ و سيكونُ لِي أرحم لي من أن أخسر كرامتي لخسيس مثلك ! أخبرتك و في نبرتي التحذيرُ سابقاً أني لستُ ك باقي الفتيات اللواتي تحمن حولك ! لن أقبل منك مذلَّة بسبب خطئ كان شخصٌ مدلل مثلك مرتكبَهُ ! من تخالُ نفسك يا هذا لتأتي و بكل ثقة واقفاً أمامي و تطلب مني أن أكون خادمة لك ؟ ! أيا ترى قد إنتهت مدَّة صلاحية عقلك ليخرج أفكاراً فاسدة كهذه ؟ أم لكونك يا حبيب والدك أبوك هو مالك هذه المدرسة فـ فرشةَ ريش غرورك عليَّ كأنما تملك العالم بأسرهِ لا مجردَ مدرسة ! ماذا ؟ أستذهب و تشكوني إلى والدكَ أيها الطفل الصغير ؟ من الأفضل لكَ يا هذا أن تكف عن العبث معي و إلا لن يسرك ما ستراهُ مني . “ كالبركان النشطِ ، إنفجرت حممُ غضبِي ، فظهرت عروقِي على كلٍّ من رقبتِي و قبضةِ يدِي التِي أضغطهَا بقوَّة أحاول بهَا تمالكَ أخر قطرةٍ من أعصابِي . فكيفَ لشخص مثلها أن يجرءَ و يحادثنِي بتلكَ الوقاحةِ و يهننِي بكل جرءةٍ ! ! شعرتُ بغشاء الغضب يُوضع على عيُونِي ليرتفع كفُّ يدي و تسقطَ قابضةً على ياقة قميصها بقوَّة جاعلاً منها تشهق بفزع و تفاجئ من حركتِي . فأنفجرَ غضبًا بعدمَا ما إستطعتُ التغاضِي عن كلماتهَا التِي حطَّت من كرامتِي ، و خاصةً أنَّها أمام مغفرٍ من التلاميذِ الذين أخذوا يتهامسُونَ فيمَا بينهم عن جرأتها ، و ما إستطعتُ تمثيلَ البرودِ أكثر . ” من تخالُ منحطَّةٌ مثلكِ ذاتها لتخاطبنِي بتلكَ الطريقةِ ! شخصٌ مثلكِ مكانهُ تحتَ أقدامِي يجرءُ و ينبسُ بمَا قد يقطعُ عنقهُ ! أتريدينَ الموتَ أم أنَّ الموتَ يريدكِ ؟ ! إبنة ساقطة ! ما رأيكِ أن أقطعَ ل**نكِ الوقحَ ذاكَ و أجعل منهُ مأدبةً لكلابِ الشارع ، رغمَ تيقنِي أنهم لن يرغبوا في أكلهِ حتَّى ! ” بعدمَا إنتهيت من سردِ كلماتِي و حرصتُ أن تفتكَ بكرامتهَا و ترديهَا أرضًا تمامًا حيثُ يقبعُ مكانها الأصلِي ، شعرتُ بنسق تنفسهَا الذي زاد ، و لمحتهَا كالقطةِ التِي وضعوهَا بحوض الإستحمام رغمَ كرههَا للمياهِ تتخبطُ بينَ يداي . غيرَ أنِّي ما تركتُ لهَا فرصةَ الرحيلِ من بينهمَا ، و بمَا أن قوَّتِي تفوقهَا ما إستطاعت هزيمتِي ، لألمحَ الإنزعاجَ يرسمُ على وجههَا . سكنت بينَ يداي بعدَ تخبطهَا الشديد ذاكَ ، فأيقنتُ أنَّها إستسلمت من محاولاتهَا غير المجدية للرحيل و الهرب بعيدًا ، لأبتسمَ بإنتصار داخلِي . غيرَ أن إستنكارًا ظهرَ بي بعدمَا لمحتُ العبوس يتلاشَى من وجههَا ليحلَّ بدالهُ إبتسامة إستصعبَ عليَّ فهمهَا ، و ما زادت كلماتهَا التِي قالتها من بعدُ سوَى إستنكارِي و إستغرابي . ” كيف واتتنِي الجرءةُ و هتكتُ بكرامتكَ ؟ تمامًا كمَا واتتنِي بقتل أطفالكَ أيها الو*دُ الحقير ! “ قطَّبتُ حاجباي في لحظةِ سذاجةٍ و غباءٍ منِّي جعلانِي لا أفهمُ مكنونَ كلامهَا ، غيرَ أنِّي فهمتهُ ، أو بالأحرى شعرتُ بهِ حينمَا رفعت قدمهَا عاليًا و بكلِّ قوَّتها و عدمِ رحمةٍ رستهَا بينَ ساقاي، لتتعددَ الألوانُ في وجهِي ، وأفقدَ القدرةَ على التحدثِ ، أو حتَّى التنفسِ . و ما إن إنتهيتُ من نوبةِ موتِي داخليًا و إصدارَ صراخ صرصور على وشكِ أن يدعسَ ، بعدمَا ما إستطاع كبريائِي جعلِي أصرخُ صرختِي الحقيقيةَ و إضطررتُ إلى كتمهَا لتخرجَ بتلكَ الطريقةِ المثيرةِ للشفقةِ كـ ملكِ الموتِ بحثتُ عنهَا بعيونِي ، ورغبتِي في إقتطافِ روحهَا بمنجلِي تتأججُ بداخلِي كمَا تتأججُ نيرانُ غيظِي و سخطِي منهَا داخلَ ص*رِي غيرَ أنِّي لم أجدهَا أمامِي ، فقد فرَّت هاربةً تاركةً ورائها الغبار . و لكنَ أينَ عساهَا تهربُ منِّي و المدرسةُ مقفلةٌ لا تسمحُ للتلاميذِ بالخروج منهَا إلَّا بعدَ إنتهاءِ كل الحصصِ ، و أنا بالفعل أعلمُ كلَّ ركن هنَا على ع**ها ! أخذتُ أبحثُ عنهَا في كلِّ مكان ، أدعسُ الأرضَ تحتِ بكلِّ قوَّة ، و في كل ثانيةٍ تمرُ دونَ أن أجدهَا يزدادُ غضبِي و حنقِي منهَا ، كمَا تزدادُ تخيلاتِي الس***ةُ و أنا أعذبهَا أكثر ، و حينمَا أقول أنِّي بحثتُ في كلِّ مكان ، فـ أنا أعنيهَا بالحرفِ الواحد ! فـ في مجال بحثي لم أستثنِي حمام الفتيات أو حتَّى غرفة تبديل ملابسهم الذي داهمتهُ دونَ إكتراث ، ليهاجمني صراخهن الفزع و حمَّالةُ صدورهن و ملابسهنَ التِي ألقينهَا على وجهِي كي لا أرى عراءَ أجسادهن ، الذي لم أكن أهتمُ لهُ حقًا في ذاكَ الوقت ، فـ الغضبُ لم يعمِي بصيرتِي فحسب ، بل أعمَى كل شعور بي ، عدى شعورَ الرغبةِ بالإنتقام . و لكن و قبل الخروج من الفصل الذي حصلَ بهِ الشجار ، حرصتُ على أن أبثَّ الرعب في قلوب الحاضرينَ كي لا يغتروا بشجاعةِ تلكَ الو**ةِ و يجرءُ أحدهم أن يتناقلَ ما حصلَ خارجَ الفصل ، أو حتَّى يتحدثونَ بهَا فيمَا بينهم . آخرُ مكان كان عليَّ البحثُ عن تلكَ السافلةِ فيهِ هو السطح، لذَا صعدتُ خلسةً - كونهُ ممنوع على الطلاب ، حتَّى رغمَ كونِي إبنَ المالكَ - ليقتحمنِي الإستغرابُ بعدَ سماعِي لصوتِ نحيبٍ مكتوم ، لذَا لم أستطع لجمَ فضولِي و إتَّبعتُ الصوتَ حيثُ يقودُ عسانِي أعلمُ مص*رهُ . بخطَى هادئةً ، حرصتُ على عدمِ إصدار أيِّ صوت و أنا أخطو بحثًا عن هذَا الشخصِ الذي يبكِي ، لألاحظَ جسدًا من تقاسيمهِ يبدو لفتاة ، تجلسُ في أحدِ الأركان ، محتظنةً جسدهَا كالطفل الصغير ، دونَ أن أستطيع معرفةَ هويَّةِ هذَا الشخص ، كونِي لا ألمحُ منها سوَى ظهرها . شعرتُ قليلًا بالسوءِ لحالهَا ، ورغبةٌ حقًا بمساعدتهَا مهمَا كانت مشكلتُها . و لكن كل هذَا إختفَى حينمَا علمتُ أنَّ الشخصَ الذي شعرتُ بالأسفِ على حالهَا ليست سوَى تلكَ السافلةَ التِي كادت تجعلنِي عقيمًا بض*بتهَا ، في حينَ أنَّها تتحدثُ مع أحدهم على الهاتف ، و على الأرجح قد يكونُ شجارَ أحبَّةٍ شعوري بالأسفِ عليها سابقًا جعلنِي أشعرُ بغضبٍ أكثر ، لأتوجهَ نحوهَا كي أنفذَ إنتقاماتِي . غيرَ أن خطواتِي السريعةَ أخذت بالتباطئ شيئًا فشيئًا حينمَا وصل لأذنِي حوارهَا مع الشخص الذي على الهاتف . ” سيدِي . . رجاءً فلتصبر قليلًا و سأعطيكَ المبلغَ الذي تطلبهُ . . أعلم ، أعلم أنَّكَ صبرتَ كثيرًا بالفعل و أنا ممتنةٌ جدًا لكَ و لكن . . فقط قليلًا أرجوكَ . . أعدكَ أنِّي سأتدبرُ لكَ المبلغَ في أقرب وقت و . . “ قُطِعَ صوتهَا فجأة و ما أنتهت جملتها حينمَا رفعت عيونهَا غفلةً لتجدنِي واقفًا أمامَها ، فـ تجفل بـ يديهَا المرتعشتين لفرطِ البكاءِ و الخوفِ في آن واحد ، أخذت بسرعةٍ تفصلُ الخطَّ مع الشخصِ الذي كانت تتحدثُ معهُ و تترجاه . تقدمتُ نحوهَا خطوةً ، لتتقهقرَ بمثيلتهَا نحو الخلفِ خوفًا ، و ترفعَ يدهَا تمسحُ أثارَ الدموع التِي سكبت بغزارة على كلتَا وجنتيهَا المحمرتين . إقتربتُ نحوهَا مرَّةً أخرى ، و هذهِ المرَّة ، وقبل حتَّى أن تتراجعَ نحو الخلفِ مرَّة أخرى ، أمسكتهَا بلطف ، و رفعتُ يدِي نحوَ جفونهَا أمسحُ الدمعةَ التِي علقت بهمَا ، في حينَ أنَّها متجمدةٌ تمامًا بينَ يداي . على ثغرِي ، رسمتُ لأجلهَا إبتسامةً لطيفةً ، لأسألهَا بكلِّ رقَّةٍ. ” ما بال قطَّتـي الشرسة تذرفُ الدموع ؟ “ توترت و إرتجفت عيناها بينما أسنانها أخذت تعنف شفتها السفلية بإرتباك ” لـ-لا شئ ، ليس بي شئ “ لم أمحِي من ثغري إبتسامتِي الهادئة التي حاولتُ بها جعلَ الطمئنينةُ تزورُ قلبها ، و بحنِّيةٍ نطقتُ أستفسرُ منهَا . ” أنتِ في مشكلة أليس كذلك ؟ هل تحتاجين المال ؟ “ **تُ لثوان أعيدُ صياغةً السؤال في عقلِي ، لأستغربَ ، و أستفسرَ منهَا ” و لكن ألستِ من عائلة مرموقة ؟ كيف لا تملكين المال ؟ “ إرتجف سائر جسدها ما إن نطقت بكلماتي ، لتأخذ عيونها جولة لـ كل ركن من أركان السطح بإستثناء مكان وقوفي ، و أخذت شفتاها تُتأتِئ بإرتباك ” فـ-في الواقع هـ-هذا . . “ إستوعبتُ قليلًا الوضع ، لتأخذَ عيناي جولةً على الملابس التي ترتديها و التي لم تكن من أي ماركة عالمية مشهورة ، فـ إستنتجتُ كل شئ بسرعة ، و أدركتُ أنَّها ذاتها الفتاةُ التي سمعتُ أنَّها ستأتي إلى الثانويةِ بمنحةٍ دراسيةٍ نظرًا لذكائها . إبتسمت لها بلطف و أردفت أتأكد مما إذَا كان إستنتاجي صحيحًا أم خاطئ . ” فهمت . . أنتِ الآتيةُ بمنحة دراسية أليس كذلك ؟ “ شعرت بأنفاسها قد توقفت للحظات ، و ما إن تداركت نفسها حتى أخذت تومئ برأسها بإيجاب مرتبك ” لا تقلقي لن أخبر أحداً بالأمر إن لم ترغ*ي بهذا ، و بشأن المال فلا تلقي بالاً له أستطيع إعطائك المبلغ الذي تريدينه “ إتسعت عيناها بفعل صدمتها و قد لاحظتُ اللمعة التي ظهرت فيهما ، ضحكت شفتيها بسعادة لتسأل بغير تصديق ” أتعني هذا حقاً ! “ إبتسمتُ لها أنا الأخر و أجبتها ” بالطبع أنا أعنيه ! و لكن . . “ زمَّت شفتيها بإستغراب و قد عاد بعض التوتر إلى محيَّاها لتسألني ” و لكن ماذا ؟ “ سريعاً ما حذفت ذاك التعبير اللطيف المق*ف عن وجهي و أرجعت ملامحي الباردة الساخرة لأجيبها بينما نصف إبتسامة قد علت ثغري ” أنتِ تعلمين . . لا شئ في هذه الحياة دون مقابل ، أستطيع إعطائك المبلغ الذي تريدينه بكلِّ كرم و رحابةِ ص*ر و لكن .. أولاً عليكِ أن تركعي لي في وسط المدرسة و أمام كافة التلاميذ و تلقي خطابًا تترجينِي فيه السماح و المغفرة منِّي ، أما ثانيا و بما أنكِ قد رفضتي عرضي الأول اللطيف ، ها أنا ذا أعيده لكِ ، و لكن مع بضع تعديلات بحيث أنكِ ستكونين خادمتي ، و لكن ليس لأسبوعين فقط إنما لكامل السنة الدراسية ! . “ وجهةُ نظرِ نايون : ما إن إنتهت كلماتهُ و التي كانت غايتها الفتك بكرامتي نزلت دمعة يتيمة من عينـي التي إغرورقت إثر سعادتي المزيفة غبطتٌ إجتاحة قلبـي حينما أيقنتُ أني سأضطر لخسارة كرامتي أمام مدلل حقير مثله لا أعلم ما السذاجة التي إجتاحني فجأة حينما أصبح فجأة الطيب الذي يود مساعدتي ! إحتياجي الشديد إلى المال جعلني أطأطئ رأسي إلى الأسفل غير راغبة برؤية المعالم التي سيرسمها على وجهه لدى علمه بفوزه عليَّ في حرب كبريائي ” موافقة “ تمتمتُ بصوت لا يسمعهُ غيره لم أرفع رأسي و لكني شعرت سعادته و لذة إنتصاره إثر سماعي لقهقهاته المستمتعة التي قد دوَّت في أرجاء السطح ” جيد للغاية ! إذن لا داعي لإضاعة وقتٍ أكثر، إذهبِي أمامي الآن إلى مطعمِ الثانويةِ بما أنه وقتُ الغداءِ بالفعل ، و لتركعي لي معتذرة أمامهم . “ قال لي لأرفع رأسي بقلبٍ يخفق بقوَّة فزعاً ، ظننتهُ على الأقل سيمهلني بعض الوقت ريثما أعطي لنفسي القوة لما سأقدم عليه رأيتُ تلك الإبتسامة الساخرة المرسومة على ثغره حينما رفعت رأسي نحوه عصرتُ على كفي أتجاهل كل تلك الأصوات بداخلي لأومئ له برأسي بقلَّة حيلة مني سار أمامي لأمشي خلفه و أنا أراه و هو يضع يديه في جيب سرواله بينما يصفر بشفتيه بسعادة ذاك الحقير ! قليلاً فقط و يقومُ بـ رقصةِ التويرك ! وصلنا إلى حيث المطعم حيثُ وجدتُ كافة التلاميذ ينظرون لنا بينما يتهامسون فيما بينهم **َّمت أذني على أحاديثهم كوني عالمةً و متيقنةً بأنها لن تفيدني بشئ سوى جرحي أكثر ، و أنا مجروحةٌ بالفعل . ذاك الم***ف كان يقف أمامي و يداه لم تغادر جيبهُ ، بينما عينيه قد أخذت تطالعني بإستمتاع ، و شفتيه قد أخذت طريقها في رسم إبتسامة هازئة على حالي ، كأنما يقول ها قد إنتهى بكِ المطاف و كرامتكِ تحت حذائي . هززت رأسي أخرج تلك الأفكار و أمنع أي أفكار مشابهة لها قد تداهم عقلي و تزيد من وضعي سوء ” أنا أنتظر ! “ قال لي و قد علت على ملامحه الملل و التكبر. أنزلت عيناي إلى الأرضية تحتي أمنعها عن النظاراتِ التي سترشق بها ممن حولها من بشر بإستثناء الواقف أمامي فيستحيل أن يكون من صنفِ البشر ، أو حتَّى الح*****ت ، فما هو إلا شيطانٌ رجيم ! بساقين مرتعشتين ترفضان الخضوع نزلت على ركبتاي و بصوت مرتعد حاولت جعله طبيعياً نطقت ” أ-أنا أسفة “ ” هذا فقط ؟ لقد أخبرتكِ أن يكون خطاباً يا هذه ! إضافة إلى أن لا أحد سمع شيئاً ! أليس كذلك ؟ “ بسخرية و عدم رضى قد بان في صوته هو قد نطق ، ليوجه سؤاله الأخير إلى الطلاب حولنا ، ليجيبوه بكل ترحاب بالموافقة أغمضت عيناي أمنع دموعي من الهطول بينما أسناني قد أخذت تعنف شفتاي هدئة نفسي لأصرخ بأعلى صوت عندي حتى أن حنجرتي قد ألمتني و أنا أنفذُ طلبهُ الذي يقتلنِي ” أنا أعتذر لك ! من كل قلبي أنا أسفة ! لم يجدر بي معاملتك هكذا أنا مخطئة و أعتذر عن هذا ! هل لك أن تسامحني ! “ سكون قد جال في الأرجاء بعد تصريحي رفعت عيني الدامعة لأجده يرمقني بجمود كما هو حال البقية ” سأفكر في مسامحتكِ ، و الآن إستقيمي و إتبعيني “ نطق بهدوء بارد و من ثم أعطاني ظهره مغادرًا . إستقمت من مكاني ألملم ما تبقى لي من كرامة لأهدرها بـ الذي سيطلبه مني لاحقًا ، كوني الآن بت خادمته رسميًا هه مسحت تنورتي التِي علقت بهَا بعضُ الأتربةِ، كذلك وجنتاي اللتان تبللتَا بـ مياهِ دموعِي ، و بذات هدوءه أخذت أتتبعه دون النطق بحرفِ واحد ، تمامًا كـ التابعة . دخلنا إلى الرواق حيث تحيطنا الأقسام من كلتا الجهتين لأسمع صوته أمامي . ” سنذهب لصف الآن فـ الحصةُ القادمةُ على وشكِ أن تبدأ ، خذي و إحملي لي حقيبتي . . “ قال لي لأمدَّ يداي لأحمل حقيبته كما طلب منِّي ، غير أنهُ فاجئني حينما رمى الحقيبة علي و كادت ترتطم بوجهي ! كدت أنبس بشتيمة غير أني لجمت ل**ني ، فلا رغبة لي بخوض معركة أخرى معهُ ، أو إنتقام آخر منهُ . ” هناك عدة قوانين يجبُ عليكِ إتباعها ك خادمة لي ، أولا ، أن لا تسيري بجانبي أبدا ، فلا خدمَ يسيرُ بجانب سيدهِ " بحقِ السماءِ ! أيخالُ نفسهُ في العصرِ الذي الفكتوري و هو أحدُ النبلاء ؟ . " أما ثانيًا ، إيَاكِ ثم إياكِ و أن تنادينِي بإسمي دونَ أيِّ رسميات ! فنحنُ لسنَا من ذاتِ المستوَى ! يمكنكِ أن تنادينِي سيدِي ، أو سيد تايهيونغ ، أو دادي " رسمَ إبتسامةً هازئةً و هو ينطقُ بأخرِ واحدة. إن طلبتَ رأيي ، فأفضل أن أناد*كَ بـ ' سيد حديقةَ الح*****ت ' ، تلائمكَ أكثر صدقني. آوه ، و بشأن ما قلتهُ أخيرًا - ترفعُ إصبعها الأوسط - هذهِ إجابتِي عزيزي . " و القانون الثالث ، هو طبعًا تنفيذُ كل رغباتِي دونَ أيِّ نقاش منكِ ، فـ أنا لا أحبُ أن تتمَ مناقشتِي ، أما القانون الرابع . . “ أخذ يثرثر مهووس السلطة ذاك و يسن قوانينه التي توقفت عن سماعها ما إن إجتاحني الملل . تن*دة بحنق أحاول تمالك نفسي ، و ما إن إنتهى أخيرًا من سرد قوانينه حتى نطقة بإحترام زائف . ” حسنا ! تايهـ- أعني سيدي ، متى سيكون بمقدوركَ أن تعطينِي المال ؟ فـ أنا أحتاجهُ بأسرع وقت . “ إستدار لي حينها كي يحرص على أن أرى تعبير الإحتقار الذي رسمه في وجهه من أجلي ، و بغرور إبليسَ نطق . ” أعطني رقم المبلغ الذي تريدينه و رقم حسابك البنكي و سأودعهُ لكِ اليومَ . “ عنفتُ شفتِي السفلةَ ك عادة منِّي حينما أغضبُ أو أتوتر ، أو حتى أنبسُ بشيء رغمَ عدم رغبتِي بقولهِ ، كما هو حالي الآن . ” لازلتُ لا أملكُ أيَّ حساب بنكِي . “ أدار وجهه لي للمرة الثانية كأنما يحرص على أن يريني كل تعبير قد يقتص من كبريائي و يحطُ منهُ أرضًا، و سخر قائلا . ” لما لم أتفاجئ ! على أي حال لا مشكلة سأعطيك شيك فارغ ، إكتبي عليه المبلغ الذي تحتاجينهُ ، سيكون موقعًا بالفعل لذَا يمكنكِ إستخراجُ المبلغ على الفور . “ ذاك السافل ! أيحاول التباهي بثرائه أمامي أم ماذا ! تجاهلت حديثه ، و ما إن وصلنا إلى الصف حتى تن*دة براحة ، شعرت و كأني أسير دهرا بسببه ! لم أعلم أنه ثرثار إلى تلك الدرجة إبتسمة بخفة ما إن لاح لي أني سأتخلص من إزعاجه في ساعات الدراسة على الأقل و لكن يبدو أنه قد كان له رأي أخر . . ” ستجلسين بجانبي في كل الحصص فمن يعلم قد أحتاج خدماتك ! “ سخر منِّي ، حسنًا . . و متى لم يفعل على أيِّ حال ؟ تبًا ، ما الذي فعلته في حياتي لألقى عذاباً كهذا ! ! تنهيدة طويلة خرجت من ثغري و أنا أتبعه بقلة حيلة مني إلى الكرسي الذي سيجلس فيه و لم أتفاجئ حقاً حينما وجدته يجلس في مؤخرة الفصل دلف الأستاذ ما إن جلست معلناً عن بدء الحصة غير أن تركيزي لم يستطع أن يكون معه بل ذهب إلى مكان أخر . . لقد إتصل بي اليوم مدير المشفى أين تقيم أمي بعدما أصابها المرض منذ سنتان ليجعل منها نزيلة الفراش مرضها غير خطير على حياتها و هذا ما طمئنت قلبي به طوال هاتين السنتين غير أن إخراجها من المشفى سيرجع بالمضرة لجسدها و قد يودي بحياتها غير أن مدير المشفى لم يكترث بهذا رغم أنه أكثر عالمين به و طلب مني أن أدفع ثمن بقائها في المشفى كوني قد تأخرت عن دفعه لشهرين و لكن من أين لي أن أحضر المال و أنا في هذا السن الصغير ! فحتى القانون لا يسمح لي بـ أن أعمل ! طوال السنتين كنت أدفع من النقودِ التِي إدخرتهَا أمِّي إثر عملهَا سابقًا هي و والدي و لكن في الشهرين الأخرين كثرت مصاريف البيت و الأدوية التي تحتاجها والدتي فأعلنتُ عن إفلاسِي التامِ . . حينما أتاني عرض ذاك الم***ف لم أستطع الرفض و التفكير بأنانية ، لم يكن أي من كرامتِي أو كبريائِي يهمان حينمَا يتعلقُ الأمر بـ والدتِي، فهِي الشخصُ الذي أعيشُ لأجلهِ، و هي وحيدتِي كمَا أنِّي وحيدتهَا ، لا أملكُ عائلةً غيرهَا و لا أريدُ سواهَا، و مستعدةٌ لفعل المستحيل لأجلها ! هي الشخصُ الوحيد الذي أمتلكهُ ، و لا أريدُ خسارةَ هذا .. ” نايون هل أنتِ موافقة ؟ “ أنتفض كامل جسدِي ذعرًا و تفاجئًا حينمَا أيقضنِي صوت الأستاذ المتحمسِ مخاطبًا إياي ليجعلنِي أخرجُ من بئر شرودِي و أصفع بالواقع الذي أمامي عن ماذا يتحدث ؟ ! ما الذي سأوافق عليه ؟ ! زادَ معدل التوتر داخلِي حينمَا لمحتِ عيون الأستاذ تنتظر إجابتِي عن سؤالهِ الذي أجهلهُ ، فرحتُ بـ إرتباكٍ أتجول بعيونِي بين التلاميذ الذي كانوا هم كذلكَ ينظرون نحوِي بترقب منتظرينَ إجابتِي ، و هذَا جعلنِي أتوتر أكثر تفاجئة حينما شعرت بيد تلكزني لألتفت نحو الفاعل و الذي ما كان تايهيونغ يشير لي بالموافقة لم أفكر مرتين لإرتباكِ من نظرات الأستاذة لأجيبه بالموافقة رأيته يبتسم بسعادة و حماس لينبس ” رائع للغاية ! من الجميل رؤية فتاة ذكية و متفوقة مثلك قد تشارك مشروع الفزياء مع غبـ . . “ توقفت كلمات الأستاذ و إبتسم بإرتباك قد علمت أن سببه نظرات تايهيونغ الحادة له ” أ-أعني ليس جيداً جداً في الدراسة “ حاول إصلاح ما نبس سابقا غير أني لم أكترث له بل كل همي على المصيبة التي أوقعت بها نفسي عِـندمـا إنتهـيـتُ مـن بـِنـاء سفـينتـي جـفَّ البـحـرُ و عنـدمـا حطَّمتـُهـا هـطـل المـطـرُ . . هـكـذا حـظِّـي !
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD