الفصل الثاني

3148 Words
-هل يمكنني أن أفهم أين كنتِ؟ بالتأكيد ذهبتِ لدانا رغماً عن أنفي. هكذا قالت جينا بغضب شديد لناعومي فنظرت لها ناعومي وقالت لها بعناد: -نعم كنت هناك؛ أنتِ لن يمكنك منعي من رؤيتها. نظرت لها جينا بغضب شديد وقالت: -أنتِ فتاة مستهترة ولن أ**ت بعد اليوم علي أفعالك؛ أنتِ معاقبه ولا خروج أبداً بعد اليوم سوي للمدرسة. قالت ناعومي بحنق: -أفعلي كما تشائين؛ لم يعد هذا يهمني لأني لن أبقي طويلا بهذا المنزل. ثم دخلت غرفتها بغضب ؛حسناً لن تدع مضايقات أمها تفسد مزاجها؛ يا ألهي مازالت لا تستطيع التصديق هي وألان ؛كم هذا رائع ؛بعد قليل سمعت بابها يدق فقالت بحنق: -لا أريد أن أكل ؛ فقط دعوني وشأني. ففتح توماس الباب ودخل علي ابنته وقال لها بغضب: -ما معني الذي حدث منذ قليل يا ناعومي؟ يبدو أنني قد دللتك أكثر من اللازم وهذا يجب أن يتغير. فنظرت له ناعومي وقالت: -أن أمي تريد أن تفسد حياتي بتحكماتها التي لا معني لها ؛وأنا لن أسمح لها. فقال غاضباً: -أمك تريد مصلحتك؛ وهي محقة وأنتِ رغماً عن أنفك ستنفذين كلامها ؛ثم ما معني أنكِ ستتركين المنزل قريباً؟ تن*دت بعصبية وتوتر وقالت: -أقصد عندما أتزوج. ما أن سمع توماس ابنته تتحدث عن الزواج حتى أصابه الذهول فما الذي يجري مع هذه الفتاة هناك شيء خاطيء فقال لها بغضب: -زواج! هل جننتِ! أي زواج تفكرين به وأنتِ في الخامسة عشر؟ فقالت بحنق: -سوف أتزوج ألان ،و أنا لم أعد صغيرة. صاح بها بجنون قائلاً عندما سمع اسم ذلك الشاب الذي يتلاعب بها والغ*ية تصدقه: -بل أنتِ صغيرة وغ*ية؛ لابد أن ألان هذا شخص يريد اللعب بمشاعر فتاة غ*ية مثلك ،من هو ذلك الشاب اعترفي فوراً؛ سوف أواجهه وأواجه عائلته التي فشلت بتربيته. شهقت ناعومي فهي تعرف أن والدها يمكنه حقاً افتعال المشاكل ولن يرحل سوي بمعرفة هوية ألان ؛ وأن عرفه ؟ ا****ة فلو ذهب لألان وواجهه سيكرهها ألان فوراً ويمكنها فقده للأبد بسبب هذا فقالت فوراً : -أنه فتي أحلامي وأيضاً هو شخص لم يظهر بحياتي بعد. فنظر لها توماس بدهشة غاضبة وقال بصياح هادر: -هل تتلاعبين بى؟ لابد أنه شخص من المدرسة ..حسناً غداً صباح سوف أتكلم مع مدير المدرسة ليحضر لي ذك الأخرق لأفهم ما يفعله معك. فقالت بسرعة وهي تشهق من الخوف لكلماته: -أنت لا تفهم ؛لقد قالت لي جدتي دانا أنها تعرف المستقبل ؛وأنها تعرف بأنني سأتزوج من شخص أسمه ألان و.. لم تعرف بفضل خبرتها الضئيلة بأنها زادت الأمور سوءً فلقد قاطعها توماس قائلاً: -عمتي دانا! ا****ة جينا محقة وعمتي تفسد أخلاقك حقاً ؛ الكلام معك لن يفيد. ثم خرج وصفق الغرفة خلفه بغضب. ******** -أخيراً وصلت. قالت دانا هذا الكلام لبيت الذي وصل متأخراً فنظر لها وقال بهدوء: -هل شربتِ ؟ تبدين سكيرة. قالت بحنق وهي ترمقه بنظراتها بعتاب شديد: -شربت قليلاً هل أنهيت عملك أخيراً؟ بدا عليه الحزن لرؤيتها بهذه الحالة الغريبة فقال لها باهتمام: -نعم انهيته ماذا عنكِ هل تعشيتِ؟ هزت رأسها بعنف قائلة برثاء علي حالها: -كلا لم أفعل ؛لقد أتصلت ب ماك و ب دليا ؛لكن كلاهم كان مشغول ؛لذا أنا احتفلت هنا مع نفسي فلا أحتاج لأي أحد. تن*د بيت بضيق وأخذ الكأس من يدها وجلس بجوارها وقال لها بحنان: -يكفي خمر وعليكِ أن تأكلي شيئاً. هل سيحضر لها العشاء ويتناولونه سوياً كالماضي علي أضواء الشموع فقالت له وهي تضع ذراعيها بدلال حول رقبته: -وهل تعشيت أنت؟ وجدته يقطع حبل آمالها عندما قال ببساطة وهدوء: -نعم لقد أحضرت لي لورا وجبة خفيفة بعد الإجتماع. ف*نفست بغضب وعصبية وقالت بإحباط شديد: -لورا مجدداً ؛أنت تقضي معها وقت أكثر مما تقضيه معي. وهنا انقطع كل سحر شعرت به لوهلة ولم يكن له داعي من الأساس ووجدت بيت يتن*د ويقول غاضباً: -لو كنتِ ستعودين للهراء مجدداً سأذهب للنوم ؛فأنا متعب ولست بحاجة لمزيد من الجدال. ثم تركها ودخل غرفته فألقت دانا الكأس أرضاً بغضب ورغماً عنها رغبت بالبكاء ؛هي تكره أن تكون العلاقة بينها وبين بيت باردة هكذا فهو يراها مكتئبة وحزينة وبدلاً من أن يواسيها لم يهتم بها. ***** في اليوم التالي صباحاً: -توماس ماذا تفعل هنا؟ هل حدث شيء ؟ ألا تكون بمكتبك دوماً بهذا الوقت ؟ قالت دانا هذا لتوماس بدهشة في اليوم التالي عندما وجدته يزورها بمنزلها في التاسعة صباحاً فنظر لها توماس بغضب وقال: -ما الذي قلتيه لناعومي بالأمس يا عمتي بالضبط؟ نظرت له دانا بقلق ؛هل أخبرته تلك الحمقاء ا****ة يبدو أنها تسرعت حقاً عندما أخبرتها فقالت ببطيء: - وماذا قالت هي؟ قال بغضب: -قالت كلام غريب عن زواجها بشاب أجهله ؛وعن كونك تعرفين المستقبل ؛ما هذه التخاريف التي تدخلينها برأس الفتاة؟ -ماذا؟ ما الذي تقوله؟ لم تكن هي من قالت هذا بل قاله بيت بذهول وقد خرج للتو من غرفته وهو يرتدي ملابسه استعدادا للذهاب للعمل فتوترت دانا فقال توماس رداً عليه: -؛عمتي دانا خيالية وقد أدخلت أوهاماً برأس ناعومي وأنا وجينا لن نقبل بهذا؛ لذا أرجوكِ خالتي أبتعدي لبعض الوقت عنها فلقد عاقبناها وحبسناها بالمنزل وحرمناها من هاتفها. أنهي توماس كلامه ولم ينتظر ردها وخرج غاضباً بينما نظر بيت لدانا وقال بغضب: -أحقاً ما قاله توماس؟ هل أخبرتي الفتاة أشياء لا يجب أن تقال؟ قالت دانا بتوتر: -لقد؛ كانت مكتئبة وتفكر بالانتحار؛ ففكرت برفع معنوياتها قليلاً و.. قاطعها قائلاً بغضب: -بأخبارها أمر اتفقنا سوياً بأن يكون سراً ؛ لقد أعتقدتك أعقل من هذا ؛ فأنتِ حتى لم تخبري سايمون ؛والآن تقولي هذا لطفله ؛ أنتِ مجنونة لقد فقدتِ عقلك. وهنا شعرت دانا بالغضب فهي لن تبقي كالتلميذة المعاقبة تنتظر تأنيبه فقالت بغضب: -وما المشكلة أن كنت أخبرتها ؛ أتعتقد فعلاً أن هذا كفيل بتغيير المستقبل ؛كل هذا ه***ء ؛لقد تصرفت بما يناسب ناعومي لذا كف عن توجيه النصائح والتوبيخ لي. فقال بغضب: -أنتِ لم تعدي تستمعي لأي شخص سوي نفسك؛ وأنا لم أعد أستطيع الاستمرار بهذا الشكل ؛ دانا دعينا ننفصل. نظرت له دانا بذهول لا تصدق ما تسمعه وقالت باِنهيار: -بيت هل تعي ما تقوله؟ نظر لها نظرة توحي أنه يندم علي ما تفوه به بالفعل وبالرغم من هذا قال: -أننا بحاجة للبعاد لبعض الوقت ؛فعليك أن تراجعي نفسك وأنا أيضاً سأفعل ؛ولنري أن كنا سنكمل سوياً؛أم نكتفي بهذا القدر. ثم أبتعد وخرج من المنزل فوقعت دانا علي الأريكة وهي تنظر للباب الذي أغلقه خلفه للتو بذهول وهي لا تصدق نفسها وأرتسمت في مخيلتها كل حياتهم سوياً معاً فهل يمكن أن يتخلي عنها بيت؟ هل حقاً قد مل منها وأكتفي بهذا القدر معها! ******** -انظروا هناك ؛ ها قد وصلت البطة الق**حة. قالت هذه الجملة بسخرية أشلي تلك الفتاة البغيضة فتجاهلتها ناعومي كالعادة واتجهت لخزانتها الخاصة بالمدرسة لإحضار أغراضها وعندما مرت أمام الخزانة لاحظت بوستر سخيف معلق علي خزانتها ؛مرسوم عليه بطريقة كاريكاتيرية صورة لفتاة تشبهها وهي تقف ببلاهة ممسكة بركبه شاب جذاب تتوسل إليه؛ولم تكن بحاجة لذكاء لتفهم ماذا يقصدون ..فأمسكت ذلك البوستر وقطعته إرباً ثم فتحت خزانتها وهي علي وشك الاِنفجار ؛لكن ما أن فعلت حتى تناثر شيء لزج بقوة علي وجهها وملابسها فصرخت غاضبة تتحسس ذلك الشيء المق*ف الذي لم يكن سوي مجموعة ألوان سخيفة مركزة ؛سمعت ضحكات رفقاء تلك اللعينة مما جعلها تتجه ناحيتها بغضب شديد تريد الفتك بها فهي لن تتحمل مزيد من الأهانات ؛لكن رفقائها منعوها من الوصول لها و أختطف أحدهم بحقيبتها فصاحت به بغضب: -أعطني الحقيبة أيها الو*د. لكنه لم يهتم وقذف بها لأخر فدفعته بغضب محاولة الوصول للشخص الأخر ؛لكنهم ظلوا يقذفوها لبعضهم وهم يضحكون ساخرين ؛وظلت هي تدفعهم بغضب ودموع عينيها تلح عليها بقسوة للخروج من مقلتيها لكنها كانت تحاول جاهدة منعها من الانهمار وبهذه اللحظة هدر صوت عالي يقول بغضب: -ما الذي تفعلونه؟ توقف الجميع فوراً عما يفعلونه وكان القادم شخص له تلك الهيبة القوية التي تجعلهم يتراجعون ؛فرفعت وجهها لتري من القادم ؛فوجدت شاب طويل رياضي القوام يخ*ف حقيبتها من يد أحدهم ويقول غاضباً: -هذه تصرفات حقيرة ؛ابتعدوا حتى لا أبلغ المدير. نظر الشباب له باستياء ولم يعلقوا واقتربت منه أشلي قائلة بترحاب: -مرحباً يا ألان ؛كيف حالك؟ وقفت ناعومي تنظر لألان ببلاهة وتوقف قلبها عن الخفقان أحقاً ذلك الشاب الرائع سيكون زوجها؛وابتسمت بغباء وهي تفكر بأن زوجها يحميها من الأوباش فقال ألان ل أشلي: -ما سبب هذه الضجة يا أشلي؟ وما الذي تفعلونه بتلك الفتاة؟ والقي نظرة عابرة علي ناعومي فقالت أشلي بهدوء: - لا تشغل بالك يا ألان ؛فنحن نعاقب فقط فتاة مشاغبة. نظر ألان مجدداً لناعومي الملطخة تماماً بالألوان وقال: -وهل من العدل أن تكونوا جميعاً ضد فتاة وحيدة مسكينة؟ نظرت له أشلي باستياء خاصة عندما أعطي ناعومي حقيبتها وأخرج منديله ومسح الألوان من وجهها برقة وهو يقول لها: -هل أنتِ بخير؟ هزت رأسها وهي تشعر أنها تحلم فترك المنديل لها وذهب مبتعداً؛ وهي لم تعد تسمع شيء ولا تري شيء سوي وقع خطواته وهو يبتعد فقالت أشلي لتوقظها من هذا الحلم الغريب: - لقد نجوتِ مني هذه المرة. وأوشكت علي الابتعاد عندما قالت ناعومي لها باستفزاز: -لا أعرف من منا نجا من الأخر ؛ لكن هذه أخر مرة سأسمح لكي بالاستهزاء بى. التفتت لها أشلي بسخرية وقالت: -يبدو أن مساعدة ألان لكي جعلتك تحلقين خلف الأوهام؛ غ*ية أتعتقدين أنه سيلتفت لكي أو يلاحظك! ابتسمت ناعومي بثقة وقالت: -بلي سيفعل ويوماً ما ستصلك دعوة زفافنا ؛لذا موتي بغيظك. قالت ما قالته ثم ابتعدت وهي تدندن وسمعت أشلي تقول خلفها غاضبة: -غ*ية وحمقاء. لكنها لا تهتم بل لم تعد تهتم فألان سيكون لها في نهاية المطاف والآن دافع عنها دون أن يعرف أنها ستكون يوماً ما زوجته. ***** هل كان حقاً بيت يتحدث بجدية وسينفصل عنها؟ لا تستطيع أن تصدق فهذا مستحيل هي لا تستطيع قضاء الباقي من عمرها بعيداً عنه؛ أخذت تبكي بألم ؛ فهي قضت اليوم بطوله بالفراش تبكي بسبب ما حدث هل هذا ما ينتظرها؟ حياة كئيبة وحيدة ؛لماذا تحول بينهم الحال بهذا الشكل ؟ففي الفترة الأخيرة أصبح يتشاجر معها لأتفه الأسباب لابد أن هذه المرأة حقاً قد شغلته ؛فهي مازالت شابة نضرة البشرة فنهضت من مكانها ونظرت للمرآة مجدداً؛ ا****ة تلك التجاعيد اللعينة ؛لقد أصبحت عجوز شمطاء واليوم بالتحديد ستتم الخامسة والستون؛طوال حياتها كانت سعيدة مع بيت فقد كان الداعم الرئيسي لحياتها ،وكل نجاحها ككاتبة صحافية كان بسبب دعمه لها ؛كيف أذا يطلب منها أن تعيش من دونه لقد أصبحت تخاف الوحدة منذ الآن ؛لقد أنفصل عنها يوم عيد ميلادها ؛هل هناك أقسي من هذا! كم ترغب الآن أن تعود شابة بالثلاثين؛ لقد كانت بداية زواجهم ،و قد كانوا سعداء كثيراً ؛كانت تحلق فوق الغيوم ,كان يدللها ,ويحنو عليها ويمرر حماقاتها كم تشعر بالوجع الشديد من أكثر شخص كان دوماً بالنسبة لها مص*ر الأمان والحب والحياة بكاملها أه بيت ويليامز كيف يمكنها العيش الآن وقد فقدت هذا السند، والحب ،والأمان؟ كيف يمكنها قضاء الباقي من عمرها من دونه وفجأة لاح أمام ناظريها تلك الرحلة وأخر رحلة سافروا بها سوياً للمرح والاستجمام ولا تعرف السبب لتذكرها هذه الرحلة الآن في وقت لعين كهذا وقد كان هذا قبل أن يفوز بذلك المنصب الذي صار وجه شؤم بحياتها قبل خمس سنوات ربما تذكرتها فجأة لأن كانت هذه الرحلة أخر رحلة حب ولحظات رائعة بينها وبينه فلقد أخذها برحلة استجمام لشواطيء جزر الكاريبي ولسوء حظها أن ابنتها وزوجها قررا اصطحابهم وفكرت أن هذه الرحلة ستكون أمر جيد لكلاهم لقضاء شهر عسل جديد يُضاف إلي عمرهم وكم كانت تشتاق لأن تكون هي وبيت سوياً يمرحون دون أعباء العمل اليومية وبيت كان رائع وتعتقد أنه قد أسمعها في هذه الرحلة كلمات حب وعشق قد تكفي العالم أجمع فابتسمت دون وعي للذكري فكم كانت غ*ية كعهدتها دوماً عندما يخص أمر ما بيت حبيبها وزوجها ومعشوقها الأبدي فلقد حاصرته بغيرتها في تلك الرحلة لكنها كانت مُحقة بذلك فزوج ابنتها أصطحب شقيقته سيرينا التي هي في سن داليا تقريباً أو أكبر ببضع أعوام صغيرة وتلك الغ*ية انبهرت ببيت وقد ذابت عشقاً به كما يبدو رغم أنه في سن والدها وقالتها صريحة لدانا عندما قالت لها عندما صاروا علي متن الطائرة: -من يري بيت لن يظن أبداً أنه والد داليا فهو مليء بالشباب والحيوية أكثر من أي شاب أخر في سني. وقتها ظنت دانا أنه مجرد تعليق أجوف ونظرت لها مبتسمة علي تعليقها قائلة ببساطة: -لطالما كان زوجي بيت هكذا ولهذا من يرانا دوماً سوياً يظننا لازلنا في طور الشباب. فنظرت لها سيرينا وقد لاحظت أمتعاض واعتراض بعيناها قائلة ببطء كي تشعرها أنها لا تريد أن تجرحها بكلماتها: -ربما لكن من يري بيت لن يظن أبداً أنه والد داليا لكن أنت مناسبة تماماً لهذا الدور أتمني ألا يزعجك كلامي فأنا لا أقصد أن أقول أنكِ تبدين مُسنة أكبر من عمرك. يزعجها كلامها فقط بل أنها تريد قتلها كيف يمكنها أن تقول هذا هل تقصد أنها صارت عجوز بينما بيت لازال في رونقه وشبابه فقالت لها دانا بغيظ شديد وكلماتها تصيبها في مقتل فالمرأة ما أن تتخطي الأربعون تتوقف ساعات عمرها ولا تريد أي شخص مهما كان أن يقول عنها أنها أكبر من سن الثلاثون فقالت لها بطريقة لازعة: -هذا ما أفكر به تماماً بشأنك لابد أنه توارد أخطار فأنتِ لا تبدين أبداً شابه ناضجة بل مراهقة تخطت بالكاد الثانوية. وأشارت لمعالم أنوثتها تقصد أن تجعلها تفهم أنها ليس لديها أي مقومات للأ***ة وكادت وقتها أن تقول لها كلام لازع أكثر لكن أنقذها من يدها اقتراب داليا منها لتقول لها شيئاً ما لم تعد تذكره وهذا جعل بداية الرحلة التي كانت تنتظرها بفارغ الصبر يفقد رونقه لكن الأمر لم ينتهي عند ذلك فبالرغم من أن بيت كان رائع بتلك الرحلة إلا أن تلك الحمقاء بدأت تلتصق به كالشريط اللاصق لدرجة أن دانا ذهبت لداليا غاضبه وهي تقول لها: -لم أكن أعرف أن أصطحابي لك سيكون حظ سيء لعين يا داليا أنتِ وزوجك أتيتم إلي هنا في رحلة استجمام لماذا اصطحبتم تلك العلقة سيرينا معكم؟ أنها ملتصقة بوالدك كالطابع البريدي وهذا يزعجني. فضحكت داليا وقتها علي كلام والدتها قائلة لها بمشا**ة: -أمي لا يعقل هل لازلت تغارين علي أبي في هذا السن؟ أمي أرجوكِ أنتِ أعقل من هذا ثم سيرينا سخيفة طلبت أن تصطحبنا وجاك خجل من رفض هذا فكوني لطيفة ودعيها تنشغل مع أبي لتفسح لي المجال مع جاك فنحن لازلنا شباب ونريد أن ننطلق ولا نريدها أن تزعجنا وأنتِ تعرفين أن أبي يحبك وهي في سن ابنته فلا تكونين هكذا. كلام داليا أثار أمتعاضها كثيراً فهم شباب بينما هي صارت مُسنة كم صارت تكره هذه الكلمة أليس لها الحق بأن تستعيد شبابها مع زوجها فذهبت لبيت وقالت له بحنق أن يذهبا لمنتجع أخر لأنها لا يعجبها أن تظل تلك الحمقاء سيرينا ملتصقة بهم فضحك وقال لها ساخراً من غيرتها التي لا معني لها: -دانا أنتِ بالتأكيد تمزحين الفتاة في سن ابنتي فهل تظنين أنني قد أنظر لهذه الطفلة كامرأة أنتِ ترسمين أوهاماً في رأسك الجميل ليس لها علاقة أبداً بالواقع هيا تعقلي حبيبتي لقد صرنا مُسنين أنا وأنت ولم نعد شباب لنفكر بامور غريبة كتلك. كلامه أزعجها وأغضبها كثيراً فصاحت به بعنف غاضبة: -ربما أنت تراها طفلة لكن تلك الحمقاء تنظر لك كرجل يعجبها. كلامها أضحكه أكثر فعانقها قائلاً بفكاهة: -كم أنتِ سخيفة كيف تفكرين هكذا؟ وفي هذه اللحظة ظهرت سرينا التي بادرت بيت قائلة له بحماس: -سوف نقوم بالغطس هل ستصطحبنا؟ كان بيت يعرف أن دانا قد كفت عن الغطس بسبب عقدة نفسية أصابتها بسبب ما حدث لها من قبل عندما كانوا شباب وتنكرت بشكل سيمون وانضمت لفريقة وحاول ديفيد الحقير أن يتنمر عليها عندما كانوا في أحد التدريبات العسكرية أثناء الغطس وكان هناك متفجرات قاتلة وقد تسبب ذلك الو*د ديفيد بعبائه في بقائها في موضع خطر تحت مياة المحيط بينما ينفجر بضع قنابل حارقة مميته وقد كادت تموت وتلفظ أنفاسها الأخيرة فالأمر كان صعباً للغاية وقد تعرضت لكمية ضغط كانت كفيلة بقتلها شر قتلة لكن لحسن حظها وبعناية ألهية تم إنقاذها ومن وقتها هي لم تحاول الغطس مجدداً وقد أصيبت بعقدة حقيقية نعم لازال يمكنها السباحة لكنها لا تبتعد كثيراً عن الشاطيء وتكون دوماً حذرة لذا رؤيتها لتلك العلقة تسحب بيت للغطس الذي يحبه هو كثيراً أمر مثير للحنق والغضب الشديد لذا ضاع من الرحلة ثلاث ليالي كانوا أشد ثلاث ليال مزعجين في حياتها لكن في اليوم الرابع لاحظت أن بيت بدأ يتجاهل سيرينا بينما هي صارت متغيرة وتبتعد عن دربهم كثيراً وقال لها بيت وهو يأخدها بين ذراعية دون سبب قائلاً لها بحب شديد: -أنتِ أردتِ أن نقوم بتغيير المنتجع لذا دعينا نفعل ذلك ونكون وحدنا تماماً حبيبتي. كان الأمر غريباً ورغم أنها قد وافقته وقد أثار هذا الأمر أمتعاض داليا ودهشة جاك زوجها لكن بيت أصر وسيرينا لم تتدخل من الأساس ودانا **تت وراقبت ولاحظت أن هناك رائحة غريبة في الجو وهو كالعادة فضولها يقتلها دوماً لذا انتظرت حتى صاروا بالمنجع الجديد وقالت له بغرفتهم بطريقة مثيرة للشك: -لقد تركتك تسوقني إلي هنا دون كلمة والآن لا تستهين بذكائي وأخبرني ماذا حدث بينك وبين سيرينا جعلها تبدو كالطير الحزين وجعلك تبدو كالطير الجانح؟ ف*نهد بيت وابتسم ببساطة وقال لها: -كنت أعرف أنكِ لن تتركي الأمر يا دانا فلنقل أنني وجدت بأنك محقة وبأن الفتاة تنظر لي كرجل يعجبها ولنتوقف عند هذا الحد. فضحكت دانا وسخرت منه قائلة تقلد طريقته في الكلام: -كيف تقول هذا ؟ هيا لا تمزح يا بيت أنها في سن ابنتك داليا. فشدها بيت بحنق وحاول معانقاتها بقسوة كي تتوقف عن الكلام فدفعته بعيداً عنها ضاحكة وقالت له بسخرية: -هل هذه طريقتك في الأعتذار كونك لم تصدقني؟ أنا لا أقبل قبل أن تخبرني ما حدث بالتفاصيل هيا تكلم. فعرف وقتها أنها لن ت**ت وسوف تصل للحقائق شاء أم أبي فنظر إليها باستسلام وقال وهو يشعر بالذنب حيالها كونه لم يصدقها: -بالأمس عندما ذهبنا للغوص تظاهرت بوجود خطب ما في جهاز التنفس الخاص بها كي تشاركني جهازي وعندما خرجنا من البحر حاولت تقبيلي هل ارتجتِ؟ شعرت دانا بالغضب يسري في عروقها بغضب هادر لكنها حاولت التماسك قائلة له بحنق: -وماذا قلت لها أنت؟ وجدته يقترب منها وواضعاً كلتا يديه حول خصرها وهو يقول لها بحب شديد: -قلت لها أنني لا أراها امرأة فظنت أنني أقصد سنها لكني أوضحت لها بمنتهي الحسم أن العمر ليس له أي علاقة لأن السبب الأساسي هو أنني لا أري أي أنثي كامرة سواكِ يا دانا فأنت تمثلين بالنسبة لي كل ما أحتاج أن تملكة المرأة ولا أري امرأة سواكِ بالكون فأنتِ لي وأنا لن أكون لامرأة غيرك. بددت كلماته وقتها كل غضبها وحنقها وانمحي اسم سيرينا من ءهنها في تلك اللحظات ولم تري سوي بيت حبيبها بيت وما صار بتلك الرحلة فيما بعد كان كالحلم الذي لم يتكرر بعد استلامه لمنصبه الجديد والآن لا يمكنها أن تستوعب أنه قد طلب منه الانفصال للتو فهل كانت تحلم؟ هل كرهها بيت؟ أه يا ألهي كيف ستتحمل هذا؟ رفعت رأسها ونظرت للساعة بألم فوجدتها الثانية عشر صباحاً ألا دقيقة واحدة أذن لقد أوشك يوم ميلادها علي الابتداء بطريقة بائسة ؛أنها حقاً تتمني لو تعود شابة مجدداً؛لكن ماذا تبقي لعجوز شمطاء الآن سوي التمني. ****** ألان؛ آلان ؛ظلت ناعومي تردد أسمه وهي تبتسم كالبلهاء هي لن تستطيع النوم الليلة لقد أعطاها أحلي هدية بعيد ميلادها الخامس عشر ؛كم من الوقت بعد عليها الانتظار حتى يعترف لها بحبه؟ هل عليها خوض كل هذا السنين؛ لن يمكنها الصبر أبداً كم تتمني الآن أن تكون ب الثلاثين؛ نعم بالتأكيد سوف يكونوا زوجين بهذه السن فجدتها قالت لها وهي تقص لها تلك القصة أنها كانت بالثلاثين تقريباً ؛هل ستفتح عينيها يوماً وتجده بجوارها بالفراش ؛ضحكت بخجل وهي تخفي وجهها بيديها ااااه سيكون لديها ليلة طويلة من السهر والساعة الآن الثانية عشر صباحاً بالتمام ؛فجأة برق ضوء أزرق غريب خلال النافذة فاتجهت ناعومي للنافذة ببطيء لتري ما هذا ومدت يديها لتلمسه ؛أنه براق للغاية كم هو جميل ما هذا؟ **** أنه حقاً غريب وبراق للغاية ؛هذا ما فكرت به دانا ففتحت زجاج الشرفة واقتربت ناظرة له بدهشة ؛أهذه ظاهره طبيعية؟ فاقتربت أكثر لتلمسه **** تمطت ناعومي بالفراش ونهضت وهي مازالت مغمضة عينيها ؛كم الساعة الآن؟ لابد أنها تأخرت علي المدرسة ؛ولا تدري متي نامت بالأمس ؛كل ما تعرفه أنها تشعر أن جسدها يؤلمها وأنها لم تنم مطلقاً فاتجهت للحمام وهي تدعك عينيها ثم غسلت وجهها وأمسكت بالفرشاة لتغسل أسنانها ؛وتثاءبت بخمول وهي تدلك بشرتها فنظرت للمرآة مبتسمة لنفسها فها قد بدأ يوم جديد لتري ألان ؛لكن ما أن حدقت بوجهها حتى أطلقت شهقة قوية وابتعدت فوراً عن المرآة مستحيل؛ هل مازالت تحلم؟
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD