في صباح يوم من الايام إستيقظت إيمان من نومها، بعدما اغتسلت رأت والدتها جالسه في الرواق بين الغرف، بجوارها المكنسه والممسحه، ثم حدقت بهم جميعا
-يلا يا حلوة أمك انت وهي، عايزاكو تنظفو الشقه تنظيفه من نار.. انا هقسم لكو..انتي يإيمان عليكي أوضة ابوكي والصلاه... وانتي ياست عفاف عليكي اوضتكوا والحمام.... تعالي هنا يا اميره هانم... هتنظفي المطبخ وتمسحي السلم.
اومأت عفاف وهي ترمق إيمان
-يلا يإبنتي ننزل نخلص الشغل ال تحت الأول و بعدين نطلع نخلص هنا
أجابتها إيمان بأسلوب كوميدي
-ماشي ياستي، يلا انا غيرت هدومي، ولبست هدوم الشغل
هبطوا الي الأسفل وبدأو ينجزوا ما عليهم من مهام، صعقت وتفاجأت إيمان بما لم يخطر ببالها على الإطلاق، حينما كانت هي وشقيقتها ينظفوا حظيرة الح*****ت، ليخرجوا فضلاتها الي الخارج
أشارت إيمان لعفاف
- بقولك ايه ياففه، انتي تكنسي، و انا هشيل ال هتكنسيه على راسي و أخرجه على العربه
رفعت عفاف إصبعها في وجه شقيقتها
-بس بشرط، انا ها اكنس المره دي و المره الجايه انتي ال هتن**ي
تماشت معها إيمان لكي توافق، بينما كانت تنوي فعل ما تريده هي في كل مره
-ماشي ياستي خلاص، بس يلا بسرعه عشان نخلص قبل الفيلم ما يبدأ بعد الظهر
خرجت إيمان لكي تضع الفضلات في العربه فنظرت لجارتهم اسمها سيده والدة من ؟
محمد طبعا، واقفين هما الاثنان على سطح منزلهم ينظروا إليها كتيرا بطريقة غريبه و يضحكان
ولجت الي الداخل لتكمل باقي المهام،شردت وتحدثت مع نفسها
-هم بيتمسخروا عليا ولا إيه!
لم تعطي اهتمام لتصرفهم الساخر
عندما حل المساء كانت هنيه تجهز محصول القمح لكي تطحنه دقيق، تفاجأت بطفل صغير يقف امان المنزل ويوجه إليها الحديث
-تعالى ياطنط كلمي طنط سيده جارتكوا،عايزاكي وقالتلي آجي أناد*كي
إندهشت هنيه من طلبها المفاجئ، لكن وافقت ان تذهب لتعرف ماهو الشئ الضروري الذي تريدها فيه الحاجه سيده
-طيب يا إبني، روح قول لهم هي جايه أهي
توترت إيمان وتملك منها الخوف للحظات، ثن رمقت والدتها تنفض عبائتها وتركت مابيدها ثم ذهبت إليهم
إذ فجأة قررت السيده ان تخطب إيمان لإبنها محمد، لانه من المؤكد أنه أذهب في عقل والدته بأن إيمان معجبه به وتريده زوجا لها، هذا ليس صحيحا
فلاش باك
قررت السيده فجأه ان تأخذ رأي ابنها في الأمر
-مش يلا بقى ياواد يا محمد تكمل نصف دينك و تتجوز.. خلينا نفرح بك
شهق محمد
-مستعجله على إيه ياماما،جواز ايه وبتاع ايه، استني لما نجوز اخواتي البنات الأول، وبعدين ابقى ادور على نفسب
إعترضت السيده على تفكير محمد،
-لا طبعا.. ماينفعش، اخواتك لسالهم سنين تعليم و انت مش كنت قايل لي أن إيمان جارتنا معجبه بك
نظر لها محمد بسخط وتحدث بغرور
- معجبه بيا اكيد، بس مش عارف هتقبل تتجوزيني ولا لأ، هي هتلاقي احسن مني فين، هي كانت تطول واحد أمور شبهي كدا ومتطوع في الجيش؟
اجابته السيده بكل ثقه
-سيب الموضوع دا ليا انا، بس لازم اتأكد من مشاعرك يامتها وانك رايدها تكون مراتك فعلا
كان محمد في حيره من أمره
-والله ياماما هي البنت مش وحشه، ولو هي وافقت عليا، يبقى خير وبركه
فلاش باك
عادت هنيه هنيه الي المنزل بعد مرور بعض الوق لتزف لهم الخبر السعيد
-زغردوا ياولاد، البت إيمان جالها عريس، هيجي يخطبها الليله
تسمرت إيمان في مكانها، كأنها طرقت على رأسها من الخلف،
-عريس ايه وخطوبة ايه ياماما ال بتتكلمي عنه!
غمزت لها هنيه لتغيظ كريمه
-إيه يابت،مش مصدقه ولا إيه، كلها نصف ساعه وتلاقي محمد وأمه داخلين علينا الوقتي عشان يتقدمولك ويقروا الفاتحه مع ابوكي وجدك
انتفضت إيمان من مكانها وهرولت الصعود الي الأعلى، كانت ذا عصبيه لانها مرتبطه بشاب آخر، والأحري من ذلك ان هنيه تعلم بالأمر، لكن تتصرف وكأن شيئا لم يكن
مرت ساعه وتفاجأت إيمان بعد صلاة العشاء بأنه بالفعل أتى محمد ووالدته، وجلسوا في ارتقاب والدها وجدها لحين يعودوا من المسجد، حين أتو غمزت هنيه لرضا ليدخل إليها في الرواق بين الغرف، ثم سردت له ما صار ليفهم ما يدور حوله، بعدما رحبوا بهم بحفاوه وارتشفوا الشاي، بادر احمد خال محمد بالحديث
-إحنا جايين نتقدم لبنتكم إيمان لإبننا محمد، ودا بعد موافقة حضراتكوا
إنشرح قلب رضا وحامد لأنهم لأول مره بعد مرور أعوام يتعرضوا لهذا الموقف، بعد مناقشه طويله فيما بينهم، رفع حامد كفيه
-على بركة الله، نقرأ الفاتحه
هرولت هنيه الي إيمان في غرفتها ضاحكة
- إقرأي الفاتحه يا بت يا إيمان، عايزه ازغرط بس خايفه من جدك
إختلطت المشاعر بداخل إيمان، تلعثمت وارتعش جسدها وتملك منها القلق والتوتر، كانت سعيده أيضا، لم تكن تعرف ان تحدد مشاعرها
-نقراها ياماما، ربنا يقدم اللي فيه الخير
إتفقوا على أن يذهبوا لشراء الشبكه في الغد، احب رضا أن يعرف مايجول في رأسهم من خطط، رمق محمد بابتسامه عريقه
-انت عامل حسابك تدفع كم في الشبكة يا عريس؟
وضع محمد ساق على ساق واجابه بفخر وكأنه سيدفع المليون
-والله ياعم رضا انا معايا ٣٠٠٠ ج ال اقدر عليهم
أومأ له رضا بابتسامه أيضا
-تمام كويسين جدا، و كدا كدا الذهب رخيص الأيام دي
سارت الأمور بسلاسه شديده، في اليوم التالي أثناء ماكان مجدي يسير بجوار منزل إيمان إستسرق السمع لزغاريط في المنزل، ارتجف قلبه وهرول الي منزل صديقه عمر المقابل لمنزل حبيبته كي يسأله عن سبب هذه الزغاريط
أشاح عمر بعيونه عن مجدي ثم أجابه بصوت متحشرج
-والله إيمان اتخطبت يا برنس و شبكتها النهارده
كان مجدي ذا عصبيه مفرطه، ذهب عقله تمانا
- ازاي امها توعدني بأنها هتكون مراتي، و يعدي ايام على اننا في حكم المخطوبين و انت جاي تقولي اتخطبت، هو كلام عيال ولا إيه!؟
ربت عمر علي كتفه
-ال انت ما تعرفوش يا ابني ان أهلها قاسيبن اوي، و البنت مالهاش رأي، مغلوبه على أمرها، وكلامك كان مع امها، امها برده مالهاش كلمه، فكك من الحوار ده وبص لمستقبلك وانساها
كان مجدي يدور بجانب منزل إيمان يمينا ويسارا مثل المجنون، كي يراها أو يرى والدتها التي وعدته ثم تراجعت عن وعدها،
لكي يفهم منهم لماذا تصرفوا معه بهذا الشكل السئ، لماذا غدروا به، لما العجله في تزويجها، لماذا لم يرتقبوه لحين يفي بما وعدهم به؟! مليون سؤل وسؤال يجول في خاطره، لابد أن يجد من يجيبه عليها، بينما كانت إيمان بالفعل مغلوبة على أمرها، خشت ان تراه لأنها لا تعرف كيف تواجهه وكيف لها أن تجيبه على أسئله ليس لها شأن فيها.
كانت تخشى أيضا ان يراها محمد واقفة تتحدث مع مجدي، تنتهي الزيجه قبل أن تبدأ وتكون هي في وضع المتهمه أمام الجميع، و يقوموا بضربها، لذلك كان لابد أن تبعد عن أنظاره ولم تخرج الي الشارع، أيقنت انه حين يمل ويزهق من الوقوف دون جدوى، سيغادر، بالرغم من أنها تعرف بأنه يعشقها حقا ولا يمل مدى حياته في ارتقابها، حينما رأي والدتها أسرع في مشيته متجهاً إليها، إرتبكت هنيه تماما عندما رأته يقترب منها، لم تعرف كيف تتصرف، هل تترك المكان وتذهب، أم تواجهه وتشرح له ما حصل ليرتاح قلبه، ولا يعود مرة أخرى.
أوشك مجدي على الحديث فاوقفته هنيه بالمبادرة هي
-و الله يا ابني انا م**وفه منك، بس والله ال حصل ده غصب عننا، يا مجدي كل شئ قسمه و نصيب يا ابني و ربنا يجعل نصيبك في واحده احلى و احسن منها
تملك من مجدي الحزن واليأس، واغرورقت عيناه بالدموع
-انتي وعدتني وخليتي بيا ياحاجه، مش هلاقي زي إيمان في حياتي، لأنها كانت كل حياتي و أول حب في حياتي و انا عارف انها عمرها ما هتتكرر بس انتي ظلمتيني يا حاجه
تأثرت هنيه بحزنه وربتت على كتفه برفق
- ماتقطعش قلبي يا ابني، انا قلت ليك وقتها ان الكلمه الاخيره في ايد ابوها و انت لسه ما عملتش حاجه
أصابت مجدي الدهشه
- ياحاجه دا لسه ما فاتش شهر ها ألحق اعمل ايه و بعدين الشرطه فيها اختبارات كتير قبل التجنيد و لسه هاةتبدأ الاختبارات يوم ١ في شهر ١٠
حاولت هنيه تطييب خاطره
-معلش يا ابني بس طالما هيا اتخطبت لغيرك تبقى مش من نصيبك
شعر مجدي بالقهر، سالت دموعه على وجنتيه
-لكن انا يا حاجه شاريها، عايزها، بس حاضر ياحاجه هعملك ال انتي عايزاه
إطمأنت هنيه بعض الشئ، أحست انه لم يفتعل لهم المشاكل
-لو بتحبها بجد انساها وسيبها تبدأ حياتها مع ال اختاره ليها ابوها وجدها، ربنا يحسن نصيبك ونصيبها
انهار مجدي، كان يلهث بالحديث
- بس انا هاوعدك اني هبعد و ما عنتش هاجي الشارع تاني ابدا، مش هكون مبسوط لما يحصلها مشاكل بسببي، بس ما أقدرش اوعدك اني هأقدر انساها لأنها في قلبي و مفيش حد يقدر يسيطر على قلبه
تركها و غادر المكان، بالفعل لم يدخل الشارع منذ ذاك اليوم، لم تراه إيمان من بعدها إلا بالصدفه في اي مكان في البلد
قامت هنيه بعدها تبدأ بدعوة الأقارب و الجيران، تمر على منازلهم - ياجماعه بنتي الكبيره ايمان اتخطبت لمحمد، و هنشتري الشبكة النهارده و الدعوه عامه هانلبسها بكرا ان شاء الله بعد صلاة العشا، ماتتأخرش، عقبال عندكو ياحبايب
كان الموضوع بالنسبة لإيمان ليست فرحة نابعه من القلب و لكن طالما من حولها سعداء، تكتفي بذلك
عندما حل المساء تزينت وارتدت أشيك ما عندها هي وشقيقاتها ووالدتهم،
عندما رمقوا عفاف في أبهى صوره، تتمايل في مشيتها
-انا لبست خلاص و جهزت ايه رأيكوا في الطقم بتاعي؟
إندهشت إيمان، شهقت ضاحكه. ب دهشه كبيره إيه دا يا بت يا مضروبه ما شاء الله عليكي إل يشوفك يقول إنك العروسه
غادروا جميعا المنزل لكي يذهبوا لشراء الشبكة، كان محل المجوهرات قريب من منزلهم، ذهبوا جميعهم سيرا على الأقدام، تفاجأت إيمان بأخت محمد الكبيره خلود
- ماشيه لوحدك ليه يإيمان، تعالي امشي معنا انا وحماتك المستقبليه
أحست إيمان بالخزي و الإحراج
-تمام انا جايه اهو
ذهبت لتسير بجوارهم، كانت موجوده من ضمن المعازيم عزه صديقة هنيه و جارتهم أيضا، عندما وصلوا الي المحل، وصلنا للمحل بدأت عزه بإختيار الأساور لان هنيه لم تكن تفهم في هذه الأمور، لكن كانتا متفقتين على أن ينتقوا أثقل وزن
فلاش باك
ولجت هنيه لغرفة إيمان أثناء ارتدائها لملابسها
-بقولك ايه يابت، وانتي بمحل الذهب إختياري حاجه حلوه وثقيله كدا تملأ العين
أجابتها إيمان بقلة حيله
-انا ياماما مش بفهم في الذهب، بس هحاول حاضر ان اختار حاجه شكلها حلو و كبيره
فلاش باك
تذكرت كلام والدتها ثم انتقت ٣ اساور و سلسله جنزير بقلب كبير و دبله وخاتم
همست عزه لإيمان في أذنها بصوت كنخفض
-اختاري حلق حلو يا إيمان يزين ودانك بدال ما هي فاضيه كده
تمتمت إيمان
-مش مهم الحلق يأبله عزه، اصلا بيوجع وداني
الشبكة كلها اتكلفت ٤١٠٠، طلب خال محمد من والد إيمان أن يساهم في التكلفه، تحدث اليه وهو يبتسم ساخرا
- إيه يا حاج رضا مش ناوي تساهم في شبكة بنتك ولا إيه؟
أجابه رضا بحكمه كقصف جبهه لأحمد
-طبعا اشتروا الجرامات على قدر المال ال معاكوا
تشاجروا في المحل بين الجميع للأسف، عزه غضبت كثيرا الإهانات الموجهه ليها، بعدما كانت سعيده و تزغرط، تحولت بهجتها لحزن ثم تركتهم وغادرت المحل، توجهت للمنزل بمفردها
صاح رضا بوجوههم بصوت مرتفع
-خلاص يا جماعه عشان المشاكل تخلص أنا هحط ١٠٠٠ ج عشان خاطر بنتي
أمسكت خلود يد إيمان وقبضت عليها بقوه لترمي بها بجوارها على المقعد
-تعالي اقعدي جنبنا هنا يا إيمان و ما لكيش دعوه بالمشاكل
أجابتها إيمان ببراءة الأطفال
- حاضر.. بس كنتي هتوقعيني على الأرض
لم تكن تعرف إيمان لماذا هي مطيعة لهم!؟
مرت الليله على خير وحملوا الشبكة ثم عادوا الي المنزل، في اليوم التالي لمن لجأت إيمان كي يساعدها في ارتداء ملابسها وتزيينها، سهاد طبعا، صعدت لها منزلها
-ممكن يا سهاد تيجي تساعديني في اللبس وتحطيلي ميكب لاني مابعرفش احط لنفسي
أجابتها سهاد والحقد يملأ قلبها
- ماشي لما اخلص مذاكره، عندي كم دريس هخلصهم كدا، وهبقي أعدي عليكي اعملك ال انتي عايزاه، آه صحيح، مبروك
لاحظت إيمان بأن ملامح سهاد تغيرت، وكأنها تشتاط غيظا، أحست إيمان بإنها تغار منها كثيرا، لأنها ستتزوج قبلها، خاصة لهذا الشخص بعينه، من المحتمل انها كانت تريده لنفسها، ضغطت سهاد على نفسها وهبطت لمنزل إيمان كي تساعدها
جلست إيمان أمامها على المقعد ثم أشارت لها-
انتي كنتي بتعملي كحكه حلوة جدا في شعرك عايزاكي تعمليهالي يا سهاد
أجابتها سهاد بتعالي وكأنها ميكب آرتست
-طيب انا هطلع شقتنا أجيب البنس و أدوات الميكب
ثم عادت لتبدأ معها التزيين، ظلت تعمل لها الكحكه، بعدما أنهت ماتفعله، رمقت إيمان نفسها في المرآه
- إيه دا يا سهاد! انا شكلي بقى وحش جدا و الكحكه جايه على جنب،
لا فكيها مش عايزاها انا هالبس حجابي افضل
نظرت لها سهاد بسخط وتحدثت إليها بسخريه
-فعلا عندك حق، شكلها وحش عليكي، تمام فُكيها خلاص و هاساعدك في الطرحه
بعدما أنهت إيمان تزيين نفسها وارتدت حجابها، رأت هيئتها جميلة حقاً لكن سهاد زفرت بضيق ولوت شفاهها
-طيب طالما خلصتي، انا هطلع عشان تلاقي قلقت عليا، يلا سلام، الف مبروك
نادت هنيه من داخل المطبخ بصوت مرتفع على بناها
-يلا يا بنات العصر أذن، إفتحوا البيت كله و شغلوا الكاسيت على اغاني فاطمة عيد
هرولت عفاف و هي ترقص و تتمايل
- حاضر يا أمي عقبالي يارب، هاهاها
أومأت إيمان بسعاده
-محدش بيعرف يزغرط يا ولاد، يعني ينفع أزغرط لنفسي!
قهقهت هنيه
-وماله ما تزغرطي يعني الموجودين في الشارع عارفين دا صوت مين يلا يابت يا ايمان إديهااا، ههههههه
طرقت إيمان لسانها داخل فمها
- اهو يلا لولولولولولي
بعد أذان العشاء بدأت الضيوف تأتي إليهم و العريس و أقاربه أتوا و اصحابه أيضا، بادر واحد من أصدقائه بالحديث بعفويه
-هو مفيش عندكوا هنا شرايط كاسيت عشان أختار واحد مناسب نرقص عليه؟
اجابته إيمان وهي على الكوشه
- إدخل الأوضه إل على يمينك هتلاقي صندوق صغير فيه شرائط إختار إل يعجبك
ولج ال الغرفه وأتى بصندوق الشرائط، رمقته إيمان وجدته يضحك وهو ينظر للعريس بسخريه من شكل الصندوق.
ثم بادر أحد المعازيم
- إنتوا قاعدين مش باينين من الكراسي ليه كدا، المعازيم مش هتعرف تشوفكوا
سمعته هنيه، وحاولت المرور بين المعازيم كي تساعدهم
-تصدق انت عندك حق، استنى هجيب لك مسندين من بتوع الكنب نرفعهم شويه
ظلوا يتهامسون وتعالت ضحكتهم، ثم بدأت السهره في الغناء و الرقص، ثم أتت فقرة لبس الشبكة، أتت بها خلود وجلست بجوار محمد وهي تتحدث لإيمان وكأنها تأمرها
-إرفعي كومك شويه و يلا لكي تلبسي الشبكه.
إرتدت شبكتها كاملةً ال ٣ اساور و الدبله و الخاتم، اخيرا السلسله، بعدما انهو ارتدائها بدأوا المعازيم بالزغاريط و الغناء والرقص لوقت طويل، بينما كانت إيمان ومحمد شاردين مع أنفسهم
همست كريمه لهنيه
-إيه يا ام إيمان هي بنتك م**وفه من عريسها ؟
أجابتها هنيه وهي تضحك و تصفق ببهجه
- انا عارفه يا أختي هم قاعدين كدا ليه مثل الأغراب!!
لم يكونوا مثل أي عروسين، لم يتحدثوا مع بعضهم، إلتهت مع أقاربها وهو مع أقاربه، لأن الخطوبه كانت في شهر ٦ في الصيف، كان جو الصاله الشقه مع الازدحام حر جدا، بدأوا المعازيم بالهروب وانتفضوا تماما بعدما شربوا الكوكاكولا..
بدأت الصاله تروق من الناس لحين غادر الجميع، لم يتبقى سوي محمد، أسرعت هنيه في إعداد العشاء للعروسبن
-يلا يا عرسان العشاء جاهز عشان تأكلوا سوا
أحس محمد بالاحراج لأنه اول مره يأكل عندهم
-مفيش داعي يا أم إيمان.. ماتتعبيش نفسك
ألحت عليه هنيه
- لا والله لازم تأكل مع عروستك عشان يبقى بينكوا عيش و ملح
تحدثت إيمان بشراهه
-يلا يا ماما، ما تسمعيش كلامه، هاتي العشا عشان انا هموت من الجوع
نظرت بعينها لترى أمامها وليمه عظيمه، مكونه من بطايه كبيره وحمام و دجاج و ارز معمر و شوربه و سلطه و مخلل
تحدثت هنيه وهي تضع الطعام امامهم
-انا جوه، لو إحتاجتوا حاجه نادي عليا
أجابتها إيمان وهي تمد يدها لتمسك واحده من الحمام
-ماشي ياماما، مانتحرمش منك
ولجوا جميعهم الي الداخل و تركو إيمان ومحمد يتناولوا الطعام بمفردهم، كانت إيمان منذ الصغر لم ترى هذه الكميه من الطعام أمامها لان جدها حامد دائما كان صارم في هذا الأمر،
فلاش باك
عندما كان يوجد عندهم لحوم أو دجاج، تكون دجاجه واحده و تتقسم عليهم جميعهم، جدها و جدتها و أمها وهي و عفاف و اميره و حامد فكان نصيبها عباره عن جناح دجاجه او رجل دجاجه او اي حاجه،
هنيه كانت لكي تشبعهم، كانت تعد لهم كميه كبيره من الفته و الأرز و السلطه و كانوا يقوموا عن الطاوله ممتلئة بطونهم، شبعانين
فلاش باك
بسبب ذلك في يوم خطوبتها عندما وجدت هذه الكميه من الطعام، لم تصدق ما تراه أمامها، عزمت ان تعوض ما فاتها من حرمان، لكن خطيبها كان موجود فأمسكت نفسها لحين يغادر المنزل، جلست على الأرض و تناولت بطريقه هستيريه قبل أن تاتي هنيه و تحمله من أمامها
ولج إليها رضا، لاحظت إيمان على وجهه السعاده والفرح حينما قال لها
- ألف مبروك يا عروسه على الخطوبه، والله وكبرتي وهتبقي زوجه وأم
انف*جت شفتا إيمان عن ثناياهم ضاحكه
-الله يبارك فيك يابابا، ربنا يخليك ليا ومايحرمنيش منك
هنيه لم تكن على درايه بشئ، أيضا كانت ثقافتها محدوده، لم تعرف كيف تنصح ابنتها بما ستفعله في حياتها القادمه، او تشرح لها تفصيلياً ماهو الزواج والمسئوليه،
تركتها تتخبط بمفردها في شتى أمور حياتها
أيضا شقيقاتها كانوا يعتمدوا اهانتها ويقللوا من شأنها دوماً، لكن بعد خطوبتها انشغلت بمحمد ولم تعي للجميع أي اهتمام، حينها كان يأتي لزيارتها يوميا،
في يوم من الأيام آتاها وجلس بجوارها ثم تحدث معها في نظام حياته بالتفصيل، بعدما ألقى التحية على الجميع، كي تكون على درايه بكل شئ،
- بصي بقى يا إيمي، انا بروح الشغل ٤ إيام و بنزل أجازه اربع أيام، انا هقضيهم معك كل ليله من بعد المغرب و هفضل قاعد معاكي لحد ما تزهقي مني، وتقوليلي قوم روح كفايه كده،
إبتسمت إيمان وأجابته بلطافه شديده
-أنا أزهق منك! ماتقولش كده، دا انت تنورني و تشرفني في أي وقت، وتقعد معايا لحد ما تشبع انت
كان يظل بالفعل جالس في منزلهم لوقت طويل، كاد رضا وهنيه يألمهم ظهرهم من المكوث وقت طويل، هم رضا من مقعده
-خد راحتك انت يامحمد، انا داخل انام لإنني بصحي قبل الفجر
تثاءبت هنيه أيضا لأنها شعرت بالنعاس
-خدني معاك يارضا، انا كمان مش متعوده على السهر وهموت وانام
أجابهم محمد وهو معتدل في جلسته ووضع ساق فوق ساق بجرأة
- إتفضل يا عم رضا أنا كلها ساعه كدا وهقوم امشي، تصبحوا على خير
أومأت إيمان لمحمد بصوت عذب
- إوعاك تكون زعلت من بابا وماما، هم كدا طبعهم فعلا مش متعودين على السهر
تن*د محمد
-لا أبدا أنا مش زعلان و عارف انهم فعلا بينامو بدري
كانو يتركوهم جالسين بمفردهم و يدخلوا لكي ينامو، ظلوا يتبادلان الحديث في ويشاهدوا التلفاز، ويتسلوا في اللب والسوداني
في بعض الليالي كان يغادر المنزل قبل طلوع الفجر، ففي ليله جلسوا يتحثوا ويتناقشوا لحين وصل بهم الحديث الي المشاجره و المخاصمه أيضا، نهض محمد من مقعده وكان ذا عصبيه
-خلاص كفايه كده، انا همشي احسن عشان لو قعدت اكتر من كدا مش بعيد اسيبك الدبله قبل ما أروّوح
أحابته إيمان بتناكه ولامبلاه
- براحتك عايز تمشي، إمشي، انت شايفني ماسكه فيك! وبعدين انا مابتهددش
قرر ان يغادر بالفعل لانها كانت متضايقه منه و لم تريد المصافحه، عندما فتح باب المنزل و اتجه للسلم كي يهبط الي الأسفل، هرولت خلفه لتناديه، أحست بأنها تطاولت عليه في الحديث بعض الشئ
-إنت فعلا هتمشي واحنا زعلانين كده، مش هتصالحني طيب؟
رمقها محمد برومانسيه طاغيه وتحدث إليها بصوت منخفض
-إنتي إل بتزعلي بسرعه و باين عليكي بتحبي النكد، وبعدين انتي ال بتقولي كلام غريب
قبضت إيمان على يده ناطرة في عيناه
- طيب خلاص ماتمشيش من غير مانتصالح، لاني مش هعرف انام و احنا زعلانين من بعض
ألقت إيمان بنفسها في حضنه، هذه كانت أول مرة يتلامسوا بهذا الشكل، انتفضت أجسادهم ثم ابعدها محمد عنه بعض الشئ ثم قرصها في وجنتيها مبتسماً
-خلاص حصل خير، بس ماعنتيش تفتعلي المشاكل تاني، يلا اطلعي عشان محدش يحس بينا واحنا واقفين كده ويفهمنا غلط، اشوفك بكرا ان شاء الله
حنت إيمان رأسها بالطاعه ثم غادر محمد وهي صعدت للأعلى،
أغلقت الباب و اللمبات ثم ولجت لغرفة نومها وألقت بنفسها على الأرض لأنها وجدت عفاف نائمه في فراشها، شردت إيمان فيما حصل بينها وبين محمد، أحست بالسعاده ثم أغمضت عيناها لتغرق في النعاس
في اليوم التالي تفاجأت إيمان بمحمد واقف أمام باب المنزل يسأل عن والدها، دخل ليستريح، ولجت إيمان لتوقظ والدها كي يجلس معه، ثم بادر محمد بالحديث
- لو سمحت يا عم رضا انا حابب آخذ إيمان ونروح المنصوره عشان أشتري لها طقم وشوز و شنطه
إعترض رضا في بداية الأمر
-ما ينفعش تروحوا لوحدكوا لازم يكون حد معاكوا
سارع محمد بالرد
-ايوه اكيد ماهو انا هأخذ اختي معنا
اجابه رضا مسرعا
-اختها عفاف هتيجي معاكوا هي كمان، ماتتأخروش وخلي بالك من البنات
إنشرح قلب إيمان لأنها ستتنزه لأول مره في حياتها، أشار محمد لحماه المستقبلي
-حاضر ياعم الحاج، ماتقلقش دول في عيوني، هقوم بقى عشان اجهز انا وخلود
تهيأت إيمان وعفاف وذهبوا بصحبة بعضهم بعد العصر، كانت إيمان في قمة سعادتها حينما امسكها محمد من يدها وانتفض جسدها
- تعالي إركبي جنبي وخلي البنات يقعدوا جنب بعض ورا
كانت لحظات سعيده رومانسيه، عندما وصلوا للمحل ال هايشتروا منه الملابس، صعدت معها خلود وعفاف لكي تختار لها على زوقها بينما كان محمد يرتقبهم في الأسفل.
-إيه رأيك يا إيمان في الجاكت الرصاصي في اسود دا مع توب اسود كات تحته هيبقى تحفه عليكي
لم تكن إيمان تفهم في هذه الأمور لأنها لم تخرج من قبل لشراء جوارب حتى، هزت رأسها وكأنها تعرف شيئا
-جميل جدا فعلا ما شاء الله زوقك حلو
أجابتها خلوه بفخر بنفسها وتعالي
-تسلمي ياحبيبتي، طيب يلا نشوفلك جيبه رصاصي تليق مع الجاكت
عثرت على جيبه رصاصي ساده بفتحتين الركبه و إشارب رصاصي صغير، ارتدت إيمان الزي كاملاً، ورمقت نفسها في المرآه، تحدثت بينها وبين نفسها
-إيه ده، مين دي، يخربيت حلاوتك يابت يا إيمي.
عندما أنهوا شراء أغراضهم وهبطوا الي الأسفل، أشار محمد لشقيقته
- ها.،طمنوني، عملتوا إيه؟
غمزت له خلود
-خلاص خليها مفاجأه لما نرجع البيت و العروسه تلبس الطقم قصادك وتشوفه بعينك
ولجت إيمان معهم في الحديث مبتسمه
-لكن بجد طقم حلو جدا يامحمد، زوق خلود تحفه
قهقه محمد ثم امسكها من يدها
-هو القالب ال غالب ياايمي، يلا بقى نروح نقعد في اي مكان، ناكل حاجه، نشرب حاجه.
رمقته إيمان بتساؤل وفضول
-احنا لسه هنتفسح، طيب هتودينا فين؟
قبض محمد على يدها ضاحكا
-تعالي معايا بس ما تبقيش حنبليه كدا
إبتسمت إيمان ثم تفاجأت بأنه آخذهم الي مكان اسمه نادي جزيرة الورد، عرفت من ذي قبل بان العشاق يتقابلون هناك ، كانت الشرطة منتشره في المكان لكي يمسكوا بالشباب و البنات الذين تقابلون في الحرام
لكن محمد كان متطوع في الجيش، كان معه الكارنيه فأدخلهم المكان بسلاسه، دخلت السكينه بقلب إيمان وامسكت يده وهي شامخة في مكانها لأن علاقتها به كانت في النور وموافقة عائلتها، هيكون زوجها و نصيبها فأحست براحه في قلبها و بدأت تعشقه و تحلم باليوم الذي ستكون في منزله
وصلوا إلى شاطئ البحر فجلسوا يرمقوا من حولهم وهم يتحدثون ويمرحون، بينما اخذت خلود عفاف وذهبوا
- يلا نتمشى شويه انا و انتي يا عفاف بدل مإحنا قاعدين بينهم زي العزول كدا
ضحكت عفاف وذهبت معها
-ماشي يلا نروح نقعد عند النافورة إل هناك دي
اقترب من محمد وإيمان ظابط شرطه
-انتو قاعدين كده ليه! والبنت دي تقرب لك إيه؟
أجابها محمد بدون خوف
-قاعدين نشم هوي، ودي خطيبتي طبعا
وضع الظابط يده في جيب بنطاله وتحدث اليه ساخرا
-هههه، خطيبتك آه ما كلكوا بتقولوا كدا
وقف محمد يحدق به واجابه بكل ثقه وشموخ
-حضرتك دا كارنيه الجيش بتاعي و عارف القوانين زيك بالظبط، قولتلك دي خطيبتي
اهتز الظابط عندما رأي الكارنيه ثم تلعثم في الرد
- منور يامحمد باشا و انا متأسف على ال حصل؛ و لو إحتاجت أي حاجه أنا تحت أمر سيادتك
في هذه الأثناء لم تصدق إيمان ما رأت عيناها من السعاده و الفخر بخطيبها ومركزها بجواره، وضعت نفسها كأنها زوجة الرئيس هههههه، ثم عادو ليكملوا جلستهم بإرياحيه، هم محمد بالوقوف مرة أخرى
-استنيني هنا هروح اشتري لكي و للبنات آيس كريم
ثم لوح لعفاف وخلود بيده مي يأتوا اليهم
-تعالي ياعفاف صورينا شوية الصور بس إظبطي إيدك عشان الصور تظهر حلوه
ضحكت عفاف
-هههههههه إنت شايفني مصوارتيا أوى؟!
إنتو و حظكوا بقى
بدأت تلتقط لهم بعض الصور بالكاميرا بجوار أماكن جميله، أيضا بجوار نافورة المياه، هرول الوقت بهم و بدأت الشمس تغيب ويحل المساء
-يلا عشان نركب العربيه ونرجع البيت
صعقت عفاف وصاحت بهم
-إلحقوني الكاميرا وقعت مني و ان**رت
كان محمد ذا عصبيه
-ياخبر أبيض ياعفاف دي كاميرا مستورده يا بنتي، حرامي عليكي مش عارفه تمسكيها كويس ؟؟
للأسف أتلفت الصور الموجوده بداخلها، ضاعت ذكريات اول يوم جميل، عادوا الي المنزل فبادرت خلود بالحديث
- انا هأدخل البيت لأنني تعبت و انت روح مع خطيبتك بقى عشان توصلها لبيتها
أشار لها محمد وهو متعب أيضا
-طيب عرفي أمي بقى و انا ساعتين كدا وهاجي
ذهب معها الي المنزل ليعرف رأي والديها فيما اشتراه، بعدما ولجوا داخل المنزل
-ممكن تقومي تلبسي الطقم عشان اشوفه وباباكي ومامتك يقولوا رأيهم برده
دخلت وارتدته ثم خرجت لهم، بادرت هنيه بالحديث
-ما شاء الله جميل جدا عليكي يا بت يا إيمان
بينما لاحظوا بأن والدها لم يكن سعيد عندما رمقها بغضب
-إيه دا يا بنتي الجيبه ديقه جدا و كمان الفتحتين ال في الجنب دول ليهم لازمه، عيب و حرام يا إبنتي
لكن كان رد فعل محمد دبلوماسي
- هيا حاليا تخصني و انا حابب اشوفها باللبس دا و هو عاجبني عليها جدا
اشاح رضا بنظره بعيدا عنهم
-انت حر، إنت إل هتشيل الذنب
دخلت هنيه لتعد لهم العشاء
- يلا يا أولاد عشان تتعشوا قومي اغسلي إيدك واقعدي كلي
أومأت لها إيمان
طيب ياماما، بس لكن هفضل بالطقم دا افرح به شويه
أخذهم الوقت بعد تناول العشاء، لم يشعروا بأنفسهم الا بعد رأي محمد الساعه الثانية عشر بعد منتثف الليل
-ياااه، أستأزن انا عشان ارجع البيت لأنني تعبان و محتاج أنام
إيمان
-أنا كمان فصلت خالص، هأدخل أنام
غادر كي ينال قسط من الراحه بينما هي ولجت مهروله ال فراشها لتلقي بنفسها فوقه بعدما بدلت ملابسها لتغوص في النعاس
بعد مرور شهران عاد محمد من السفر، ثم ذهب إلى منزل إيمان في زياره مفاجئه بعد العصر مع انه متعود يذهب إليها بعد المغرب أو العشا، طلب أن يجلس مع والدها، كان هذا في شهر يوليو
- إيه رأيك يا عم رضا نكتب الكتاب لان فيه ترقيه عندي في الشغل لما أقدم قسيمة الزواج
اعترض رضا بشده
-لاطبعا، يا إبني مش هينفع عشان لسه للبنت سنه تعليم و هتخسر تعليمها
اعتدل محمد في جلسته ليقنع والدها بما يريده
-مفيش حاجه ها تأخرها عن تعليمها، انا كفيل بيها
نظر رضا لابنته إيمان كي يأخذ رأيها
-عاجبك كلام محمد ده، يا إبنتي عايز يكتب الكتاب ؟
شعرت إيمان بحيره
-انا مش عارفه ايه الصح و ايه الغلط إل إنت تشوفه صح يابابا إفعله
تعصب رضا ثم نهض من مقعده، زفر
-طب اصبر عليا هأخذ رأي جدها و اشوف رأيه ايه
تركها مع محمد يستأنسوا سويا بعد غياب خمسة أيام من الشوق و اللهفه في عيونهم و تذكرت ان جدتها في غياب العريس و هو في الشغل
فلاش باك
جدتها سعديه
-هو العريس بيعطيكي مصروف؟
إيمان
-لاطبعا مش بيعطيني حاجه
سكينه
-لما يجي خذي منه عشرين جنيه مصروف
فلاش باك
عندما تذكرت ماقيل لها من جدتها تشجعت بسؤاله
-عايزه مصروف يامحمد، ببقى محتاجه اشتري حاجات
رمقها محمد بسخط واجابها بسخريه
-فلوس ايه ال انتي عايزاها، وبعدين انا مش معايا فلوس
بالصدفه بيطلع علبة السجاير من جيبه وقعت منه العشرون جنيه
حنت إيمان ظهرها لتلتقط المال عن الأرض
-ماانت معاك مال اهو يا إبن الإيه، طيب هاخد العشرين جنيه دي
امسكها محمد ليأخذ منها المال٦بقوه
-لا، هاتيها أشتري بها سجاير لان مش معي غيرها
هرولت إيمان أمامه و دخلت الغرفه أمام جدتها
- لا مش هتأخذها انت المفروض تعطيني مصروف ي أناني يا بخيل
جاء مسرعا ليأخذها منها بالقوه و أخذها فعلا كاد ان ي**ر يدها ليأخذها أعوذ بالله
همست إيمان لجدتها بصوت منخفض
-ياريتك ما قولتيلي آخذ منه حاجه، ما كنتش اكتشفت انه بخيل وبيموت عل الجنيه كدا
جلس رضا بجوار والده
-إيه ر أيك ياأبا، الولد محمد عايز يكتب الكتاب؟
هنا كانت رد فعل حامد مفااااجأه غير متوقعه لرضا والإيمان ولمحمد أيضا
فلاش باك
كان حامد يعامل إيمان منذ الصغر بقسوه، كان دائما ينظر لها نظرة البنت الغير محترمه، العاطله السيئه لانه طبعا كان دائما يأتي له شكاوي منها بإنها تعرف شباب وتخرج معهم،
عندما كانت في الصف الخامس الإبتدائي كانت تلعب مع اولاد غريبه عنها، كانت تذهب معهم للملاهي الريفيه و كانت دائما تهرب من المنزل،
عندما كانت والدتها تذهب عند اهلها غضبانه لم تكن تذهب إليها، كانت تفضل غيابها عن المنزل لأنها كانت تضربها دائما بقسوة و في هذه الأثناء قرر جدي ان يأتي بدكتور لختان الإناث
-يلا يابت انتي و أختك عشان يكشف عليكوا
عندما امر عفاف بالعود، خشت وانتفض جسدها، تمتمت
-يكشف عليا ليه يا جدو، أنا مش تعبانه
أمرها حامد بحده
-إطلعي على السرير ياعفاف و اسكتي، دا كشف روتيني ماتخافيش
اطاعته عفاف وعندما كشف عليها الدكتور، نظر له
- البنت دي هتعمل العمليه يا حاج.
جدو
-تمام طيب إكشف على البنت اميره
تعثرت أميره في الصعود بسبب شدة بمائها خوفا وخجلا
-انا خايفه ياجدو ومش عايزه اخلع ملابسي، عيب
جدو
-يلا يابنتي إطلعي ماتخافيش، اختك كشفت و قامت عادي اهي. يلا عشان الدكتور مش فاضي
أشار له الدكتور بأن اميره أيضا ستخضع لعمليه الختان، عندما قال لإيمان
-اخلعي بنطلونك عشان اكشف عليكي، اطاعته بعفويه كي لايضربها جدها، نظرت لجدها و زوج عمتها كانوا واقفين عند الباب
رمقها حامد بغضب
- شوف الجريئه بنت الكلب ما صدقت خد يقولها اخلعي عشان تكشفي
عاتبه زوج عمتها
-"حرام عليك ياحاج و لو كانت رفضت كنت هتشتمها و تضربها قدامنا كلنا
صعدت وحزنت لعدم وجود والدتها بجوارها، لكن مثل أي طفله صمتت، بعدما انهي الدكتور كشف عليها
-لا ياحاج، البنت دي مش تعمل العمليه، عشان مالهاش ختان
تعصب حامد بشده
- لا دي بالذات لازم تتختن
الدكتور
- تعال شوف بنفسك
هنا جدها صدمها برد فعله الغير متوقع، بدل ما هو يسترها قرر ان يقول لزوج عمتي
-روح انت شوف يا بسيوني انا مش عايز اشوف
صعق بسيوني وصاح فيه
-انت جدها و مش عايز تشوفها و انا غريب عنها وعايزين انا اشوف عورة حفيدتك!
زفر الدكتور في وجه جدها
-حرام عليك يا حاج، البنت هتموت لو عملت العملية، سوف دكتور غيري يوافقك ويموتها
هنا ذهب الدكتور و هم خرجوا وراءه، بينما ظلت إيمان مستلقيه على الفراش مصدومه في جدها صدمه ما بعدها صدمه، تأثرت وانهارت اعصابها، بكت كثيرا
- ياريتك يماما كنتي معي
فلاش باك
لان هذا كله في تفكير جدها عندما ذهب له والدها ليستشيره في الموضوع، صدم بموافقة جدها علي الفور
-دي بنت قليلة الادب و خطيبها بيقعد معها للفجر، ممكن تغلط و الولد يسيبها، وما تكلمش الجوازه و تفضحنا في البلد و احنا ما صدقنا حد اختارها و هيريحنا منها و كويس ان الولد طلب و خير البر عاجله
أصابت رضا الدهشه واجابه بحيره
-طيب و دراستها ياأبا دي لسالها سنه
أصر حامد على رأيه، تحدث بحده وحسم للموضوع
-تبقى تكمل السنه ال فضلالها هناك او انشالله ما كملتها
تركه رضا وصعد إليهم لكي يخبر العريس بقرار جدها
-بص يامحمد، كتب الكتاب بينكتب لما نكتب
قائمة الجهاز و تمضي عليها لكن طالما انت مستعجل على الترقيه و زيادة الراتب، هنوافق على كتب الكتاب بشرط أنك تمضي على إيصال امانه على بياض لنضمن حق البنت وبعد ما نكمل جهازها وتمضي على القايمه