"يآسين"
مر الشهرين علي وفاه والدها وحالتها لا يرثي عليها احاول مرات ومرات أن اهون عليها ولو قليل علي ما بها فأنا اعلم كم هي دائمه التعلق بوالدها فهو طوق النجاه بالنسبه لها في كل المصائب والصعاب دخلت عليها الغرفه فوجدتها كحالها كل يوم تفتح بضع سنتي ميترات من الشرفه المقابله لبيتهم وتنظر صوب غرفه والدها والتي تقابل الشرفه بع** الاتجاه نظراتها من**ره متألمه مشتاقه
إقتربت منها وربت علي يدها بحنان وقلت
=مش كفياكي بقا...ننتبه لنفسنا شويه.
تن*دت بألم وقالت
=مش قادره اصدق اني خلاص مبقاش في بابا تاني.
عانقتها بحنان بالغ كان له تأثير عليها وقلت
=ادعيله ...هو مش عاوز دموع ولا اكتئاب هو عاوز دعوه،صدقه ، في حديث لرسول الله ﷺ يقول: عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له.
دا اللي هيفيد الميت أي حاجه تاني مش بتنفعه.
وأكملت بتذكر
=كفايه اللي عملتيه يوم وفاته كفايه تعبك الشهور اللي فاتت.
وجالت بخاطري ذكري وفاه والدها
منذ شهرين....
بعدما افاقت ليلي من اغمائها لم تفعل شيئ سوي انها ظلت جالسه بجانب والدها حتي أخذناه للاسفل من أجل الغسل...لم تفر دمعه من عينيها ظلت صامته صامده ولكن في غضون ساعه او اكثر وبعدما وضعناه بالكفن انهار صمودها واخذت تعانق في كفنه وهي تمنع أي احد من حمله وقالت حينها ببكاء وصراخ
=بابا...متنسبنيش ارجوك...قلهم انك كويس..متسبنيس.
وقامت برفع سجاده الصلاه وقالت بأنيهار
=حوشوا السجاده دي عن باباه خلوه يتنفس ...اي اللي انت عملتوه في دا بابا عايش ...هو بس نايم.
ونظرت له في الكفن وقالت برجاء
=صح يابابا انت نايم مش كدا ...رد عليهم قلهم انت كويس...قلهم لولي صح مش بتكدب.
نظرت حولها للكم الهائل من النساء والرجال والذين يبكون في صمت علي فراق الرجل الطيب وعلي حالتها كانت نظرتها راجيه منهاره وهي تقول
=انتوا مصدقيني صح.
اكملت بوجع وألم
=هو عايش...انتوا مش حاسين...مش حاسين.
ظلت تردد ببكاء
=بابا ماليش غيرك..ماليش غيرك.. مقدرتش اعيش من بعدك..بت**رني بدري ليه يابابا.
ثم قالت بلهفه باكيه
=طب اقلك اغنيه لوليتا لباباها وانت هتصحي..صح اللي انا كنت بصحيك بيها وانا صغيره.
حاولت سحبها وقلت برجاء
=ليلي متعمليش في نفسك كدا قومي.
نفضت يدي وقالت
=انت مصدقني..استني حتي هتشوف.
قالت بصوت حاولت جعله ناعما ولكن خرج منها كبحات باكيه
=لولي حبيبت بابا..تصحي..تصحي باابا..لولي صغيره بابا..تناغش تناغش بابا.
ظلت ترددها مرات وعندما فقدت الأمل في استجابته وقع مغشيا عليها.
افقت من ذكرياتي علي يدها التي نفضت ذراعي وقالت بتساؤل
=رحت فين.
أخذتها وسرت تجاه الخارج وقلت بحب
=فيكي يا ليلتي تعالي عشان تاكلي يلا.
???????
مر شهرين....
"ليلي"
كنت بالاسفل عند أبي نور الدين انجزت فيهم جميع مهماتي من طعام ونظافه فطرقت الباب علي غرفه زيد ف أذن لي بالدخول وجدته يعبث بهاتفه فقلت بتساؤل
=عاوز حاجه اعملهالك.
رمي الهاتف سريعا وقال بلهفه وحب
=حمدلله علي السلامه يا ليلي أخيرا بقا بقيتي كويسه...انت اللي عاوزه حاجه اعملهالك.
ضحكت بخفوت وشكرته
=العفو يا زيد تسلم.
قلت بتردد
=تسمحلي بس إنك تخرج الصاله ندردش شويه.
انحي بطريقه مسرحيه وقال بمشا**ه
=من بعدك سيدتي.
تعالت ضحكاتي وخرجت أمامه جلس بجوار علي الأريكة فسألته بضيق
=ينفع تقولي بقا مش بتذاكر ليه.
ضحك بشده وقال بسخريه
=هو مصعب طفح عليكِ ولا اي.
نظرت له بضيق ففهم أني اتحدث بجديه فقال بصدق
=لو قلتلك هتصدقيني.
أومت موافقه فقال ب**ره
=عشان مش لاقي اللي يشجعني...زمان كانت ماما بتعمل معايا كل حاجه ف اتعودت إني من غيرها مش بعرف اتصرف ولا اعمل اي حاجه.
قلت بخشوع
=ربنا يرحمها يارب دا اولا ثانيا انت مبقتش صغير يا زيد انت في ثانويه عامه ولازم تذاكر عشان دي اللي هتحدد انت هتشتغل اي فالمستقبل.
أكملت بتحفيز
=لازم تبقي عارف إن شهادتك دي مش زي ما بتقول هتاخدها تعلقها وتعقد جمب ابوك بالع** شهادتك دي هتاخدها وتديها لابوك عشان يفتخر بيك.
فقلت بتأكيد لاعطيه الامل
=كلمتينك دول المفروض يطلعوا من بوق بنت عارف ليه لان في فئه من البنات كدا بتاخد شهادتها وبتتجوز بعد كدا لكن انت اللي هتحتاج الشهاده لان اول حاجه يسألك أبو واحده هتتقدملها شهادتك اي.
أكملت بتحفيز اكثر بعدما رأيت علي وجهه علامات رضا وسماع
=وبغض النظر عن دا كله ..كفايه نظرتك لنفسك وانت ناجح ومعاك شهاده وتفتخر بنفسك.
قال بندم
=أصلا خلاص عدي ٣ شهور المفروض الكلام دا يتقال لواحد لسه السنه هتبتدي مش عدي المده دي كلها.
قلت له بضيق مصطنع
=انت اهبل دا لسه قدامك فرصه كبيره جدا طبعا...وعلي فكره ممككن اساعدك بخبراتي
سألني بجديه ولهفه
=بجد والله..طيب ازاي وانت اصلا متخرجه وخلصتي.
طمأنته حين قلت
=أولا انت عارف اني خريجه زراعه .. وطوال سنين دراستي باخد كمياء وفزياء وانجليزي.
=ف إحنا نتفق اتفاق
انت هتاخد دروسك عادي ..وانا هراجع معاك الدروس دي من الاول تاني واعملك اختبارات بحيث نأكد اللي بتاخده مع المدرسين وكل حاجه هتبقي تمام .
فقلت بضيق
=بس تبعدني عن الرياضه لاني مش بحبها خالص...دي تخلي يآسين يساعدك بما أنه خريج تجاره.
فسالته بحماس
=ها حلو الاتفاق.
وبعد دقيقه من سكوته سألني بعطف
=طب وانت هتفضي لشقتك فوق..ولا لينا تحت...ولا ليآسين وكمان مامتك..ورسالتك اللي بتكتبيها... كدا انا هتعبك.
فمال قليلاً وقال بخفوت ومشا**ه
=وانت عارفه ام قرون دي سيباكي تعملي كل حاجه وحدك.
ضغطت علي شقتي وكبت ضحكتي ورسمت الجديه وقلت
=عيب يابني الله.
فسألته بضحك
=بس جبت منين اللقب دا.
قلب وجهه وقال بنبره قلد سهام بحرافيه
=انت بتسأليني انا جبته منين أنا سهام بعرف اعمل واجيب اي حاجه ...وكل حاجه تيجي لحد عندي.
انهرت ضاحكه وقلت
=يخرب عقلك... عموماً عشان منغتابش بس حرام ادعي ربنا يهديها...ومتقلقش عليا انا هعرف اوازن بين كل حاجه.
وبنبره حانيه عطوفه قال
=أنا مش عارف اقلك اي بجد ولا اشكرك ازاي اصلا..من ساعت ما اتجوزتي يآسين وانت مش مخليانا محتاجين حاجه..وكل الحمل فوق راسك.
قلت بحنان
=انتوا اخواتي ولازم اخد بالي منكوا ..متقلقش عليا أنا من يومي وبحب أشتغل وكنت بساعد ماما دايماً.
حينها دخلت سهام من باب الشقه وقالت بضيق
=اي الحب والانتخه دي...ما اجبلكوا اتنين ليمون وشمسيه.
ثم وجهت حديثها لي وقالت بسخريه
=اي ياست ليلي ...مش لاقيه حاجه تعمليها للدرجه عشان تقعدي مع الصغير دا.
وقف زيد وقال بغضب
=اولا اتكلمي بأدب..ثانيا اي صغير دي شيفاني عيل قدامك ياست سهام.
كادت تتحدث فأوقفها بصرامه
=ولا كلمه...كلامي مع جوزك ...خلي يحط حد للمهذله دي.
وقفت وقلت له بتهدئه
=اهدي يا زيد محصلش حاجه.
ثم قلت لسهام
=وانت ياسهام خلاص تعالي اقعدي.
ردت بسخريه لاذعه
=ايوا ايوا يلا بيني اني الوحشه وانتي الطيبه اللي بتحلي كل حاجه.
ثم قالت بوقاحه
=ثم اني مينفعش اقعد مع راجل بالغ لوحدي فالشقه دي اسمها خلوه يا متجوزه.
صرخت بها بجنون
=انت قصدك اي ياسهام... اي قله الادب دي.
=هي وصلت لكدا يا سهام.
قالها نور الدين وهو يخرج من الغرفه بغضب.
فقالت سهام بضيق
=انت هنا ياحج..معلش كنت فكراهم لوحدهم.
صرخ زيد وقال
=انت واحده مش محترمه ... عشان اللي تفكر كدا تبقي مشافتش تربيه اصلا.
صرخت سهام بغضب
=لم لسانك ياعيل انت لما الكبار يتكلموا تسكت.
حينها دخل مصعب بغضب والذي خمنا أنه استمع لحديثنا فسحبها من ذراعها بعدما قبض عليه وقال بحزن
=أنا آسف يا بابا...نا آسف يا زيد ... أنا آسف يا ليلي...بعد اذنكوا.
???????
"مصعب"
امسكتها من ذراعها بقوه وقلت بصراخ
=هي وصلت لكدا يا مدام يا محترمه... وصلت انك تقولي تلميحات قذره زي دي.
قالت بخوف
=انا كنت فكراهم وحدهم لاني مكنش في اي صوت فالشقه ... وبعدين انا ملمحتش عشان حاجه انا كان قصدي مصلحتها.
قبضت علي كلتي يديها وقلت بصراخ دب الزعر في اوصالها
=حتي لو وحدهم ازاي ترمي كلام زي دا...انت اي مش بتحسي ... أنا عارف ومتأكد إنها كانت سايبه باب الشقه مفتوح كله لان دي مدام محترمه ...محترمه بتحترم الناس اللي عايشه فوسطهم..عامله حساب كل حاجه ... إنما انتِ.
أكملت ب احتقار
=لا شفت في قذارتك وقله أخلاقك ولا هشوف..ياريتني امي عايشه وشافت اللي بتعمليه دا ...قسما بربي كانت قطعت رجلك من البيت.
قبضت علي شعرها بقوه وقلت بقسوه
=بس انا اللي هعمل دا ودلوقتي.
دخلت للغرفه واخرجت من فوق الدولاب شنطه كبيره لملمت بها ملابسها بعشوائية وفتحت باب الشقه وقمت بسحبها للأسفل فأوقفني أبي وقال برجاء
=بلاش جنان يا مصعب ...كلام ساعه شيطان يابني متخربش علي بيتك.
صرخ بألم
=هو فين بيتي دا يابابا فين...فين بيتي دا..دا أنا بقيت بهرب منه عشان القرف والقذاره دي.
ألقيت بقوه الشنطه التي كانت بيدي ودفعتها بقسوه وقلت بغضب
=وشك مش عاوز اشوفه تاني...وورقه طلاقك هتوصلك لحد عندك.
وأكمل باحتقار
=ميشرفنيش يكون ليا زوجه زيك.
وقلت براحه
=سهام انت ط...
وقبل أن اكملها وقع مغشياً عليها.....
?????
"نواره"
كنت أجلس علي فراشي أقلب صوره بالهاتف وانظر إلي محادثتنا سويا فهي تلك الذكري المتبقيه لي منه بعدما تفرقنا...او بالصحيح فارقني هو وفضل اخري علي تساقطت العبارات من وجهي بصمت وألم ولم أخذ بالاً من مريم التي ربتت علي يدي وقالت بتعاطف
=كفياكي يا نواره كل يوم تعملي فنفسك كدا...انسيه...مينفعش خلاص.
مسحت دمعاتي وقلت بألم
=نسيته ...نسيته بس مش قادره أتخيل ان اتغدر بيا كدا ..انت متخيله يا مريم بعد دا كله أختار وفضل واحده عني...بعد ما علقني بيه.
أكملت بقسوه وقوه
=انا ببص كل شويه فالصور وكلامه عشان اقسي قلبي عليه ...عشان اكره اكتر واكتر...اتسابت يوم خطوبتي ...اتسابت قبل فرحي بشهرين وبكل جبرووت وقسوه سابني.
قلت بدعاء ورجاء لربي
=يارب ما تهنيه فحياته زي ما هو بوظ حياتي كدا...زي ما عقدني من الجواز والخطوبه والقرف دا كله..عقده فحياته يارب...يارب يا مصعب ما تشوف يوم حلو فحياتك زي ما **رت بخاطري ربنا ي**ر بخاطرك....زي ما عديت أهلي ووقفت قصادهم عشانك اللي يعاد*ك فأهلك ربنا.
فعانقتي مريم بعدما تعالي صوت شهقاتي ببكاء مرير ف أنا لم اكن افعل اي شيئ سوي البكاء بعد نوبه إكتئابي الحاده
???????
رأيكوا يهمني..?