بعد أيام قليلة من مكالمة الفيديو المكثفة مع ديمون، كان دومينيك يشعر وكأن الجدران تضيق عليه. كل خطوة يخطوها، كل كلمة يسمعها، كانت تُذكره بمدى سيطرة ديمون على فكره ومشاعره. كان يحاول التركيز في عمله، لكن الأمر بدا مستحيلاً. صور ديمون، كلماته، والإحساس الغريب بالخضوع الذي بات يتغلغل في كل خلية من خلاياه، كانت كلها تلتهم عقله. كان بحاجة إلى التحدث. بحاجة ماسة إلى شخص يمكنه أن يلقي عليه هذا العبء الثقيل. في فترة استراحة القهوة بعد ظهر أحد الأيام، رأى ليو يجلس في الركن الهادئ من غرفة الاستراحة، يرتشف قهوته بهدوء. ليو، زميله، كان دائماً ودوداً ومستمعاً جيداً. شعر دومينيك بدفعة مفاجئة من الشجاعة المختلطة باليأس. هذا هو الشخص الذي يمكنه أن يثق به. تقدم دومينيك نحو ليو، وقلبه ينبض بقوة. "مرحباً ليو، هل يمكن أن أجلس معك؟" سأل، صوته كان أكثر توتراً مما كان يتوقع. رفع ليو رأسه، وابتسم ابتسامة هادئة.

