الفصل الثالث مر الفراق

1001 Words
اتجه اليه مدحت ليرا زهرة ، و هنا قام الدكتور المسؤول عن الجراحه ، باماءه راسه للموجودين داخل غرفه العمليات ، بان يتركوهم شفقتا عليهم و رحمه بهم . و اتجها كل منهم الي زهره الحثة الهامده بلا حركه ، و علي وجهها هاله من النور ، فوقف كل منهم بجانبها ، و هم يتأملون وجهها في صدمه ، و بداخل مدحت شعور من الفقد و الألم الذي لا يوصف ، بسبب الألم الذي يعتصر قلبه ، و هو يري ذلك الملاك البريء و شريكه روحه و مهد قلبه نائمه بثبات عميق ، فصرخ رغم عنه و اخذ يحتضنها و يقبلها من وجنتيها ، و هنا ترك لدموعه العنان ، و انسدلت وحده تلو الآخر ، و مثل حاله عا** ، الذي يبكي بشده عليها ، و يناديها ، و يرجو الله بأن يعديها إليهم مره آخره ، و لكن بلا فائده فأمر الله نفذ ، أنه الموت مفرق ا****عات و هادم اللذات ، و يسقط عا** بعد انهيار مغشي عليه ، فأمر الطبيب باخراجهم ، و عمل اللازم لعا** في غرفه الافاقه ، و اعطي كل منهما حقنه مهدئه . في هذا الاثناء قامت منال بالكثير من محاولات الاتصال علي أخيها الاطمئنان على زهره ولكن لا يجيب كل منهم ، فينتبعها القلق الشديد من عدم رد أخيها عليها ، فتقوم بالذهاب إلى جراتها التي بمثابة اخت لها ، و تقول لها بأن تحضر هي الأبناء من الحضانة ، و ينتظروها عندها ، حتي عودتها من المستشفى ، و بعدها قامت منال بالاتصال بالحضانة ، لتخبرهم بأن يعطي الأولاد لجريتها أسماء ، بعد ما أعطى لهم اسمها بالكامل ، لكي يطمئنوا اليها ، و يعطوها الأولاد ، و ذهب منال مسرعا لرتداء ملابسها لتذهب الي المستشفى ، فتذكرت يوسف زوجها ، فقامت بالاتصال بيه لتخبره ، بضرورة التوجه الي أخيها في المستشفى ، لتطمئن على زوجه اخيها بسبب عدم رد أخيها عليها فأردف يوسف قائلا بخوف و قلق ، بأنه سيقوم بالاستئذان من الشغل متوجه اليها في المستشفى . ذهبت بعدها منال الي مستشفي ، و أمام الاستقبال ، سالت منال عن زوجه اخيه ، بعد ما ملات عليه اسم زوجت أخيها . فأردف موظف الاستقبال بحزن وهو يامر فرد الامن بان ياخذها الى غرفه العمليات في الدور العلوي ، فبثه الخوف والقلق في قلبها بسبب نظره موظف الاستقبال ، و لكن سرعان ما نفضت تلك الافكار اللعينه ، و ذهبت مع فرد الأمن لدور الثاني ، فتجد ممرضه فندلفت إليها ، و هي تقوم بسوال علي زوجه اخيها و المرافقين لها . فنظرت إليها الممرض بنفس نظرة حزن موظف الاستقبال ، مما أكد لها بأن ما تشك بها صحيح ، بأن هناك شئ حدث لمرات أخيها . فأردفت الممرضة قائلا بحزن ، و هي تشاور علي باب غرفه جانبيه ، بأن تذهب إليه ، فذهبت منال الي تلك الغرفه ، لتجد مدحت و عا** في حاله يرسى لها ، فندلفت الي أخيها مسرعا ، و علي وجهها علامات التساؤل و القلق ، و عندما وقع مدحت بعيونه عليها ، انهار بالبكاء في أحضانها و هو يصرخ و يردف قائلا : زهره ماتت يا منال ، زهره ماتت و سبتني لوحدي . منال و قد صعقتها كهربه و صرخت بأسمها و لكن لحظت و تملكت نفسها لكي تشد من ازر أخيها فأربطت علي كتف أخيها بحنان و هي تردف قائلا : حبيبي لزم نوصل الامانه لصحابها . و هنا رن جرس تليفونها ، ليعلن عن اتصال من يوسف زوحها ، فبتعدت منال عن اخيها ، وقامت بالرد على زوجها ، و أردف قائلا بحزن ، و بحه تظهر على صوتها من كتم الدموع قائله : زهره ماتت يا يوسف تعاله بسرعه مدحت و عا** اخوها منهارين تماما ، و لزم نمشي في اجراءات الدفن . فأردف يوسف قائلا بحزن : البقاء لله يا منال ، انا هتصل ده قريبها وقرايبك عشان نتجمع ، مش هتاخر عليكي . منال بدموع لم تستطع السيطره عليها : ونعمه بالله يا يوسف ، يلا سلام متتاخريش عليا . و اتجهت بعدها الي أخيها ، الذي في حاله من الانهيار التام و و عا** في هدوء و هو شارد مع مواقف أخته معه ، التي ملات حياته بالحب و الحنان كحنان الاب و الام . أردف مدحت قائلا بحزن : انا لزم اقوم اشوف الاجراءات يا منال . منال بحزن : اهدا كده يا حبيبي ، و يوسف هيتصرف في كل حاجه ، هو لسه مكلمني و عرفته ، ممكن ترتاح دلوقتي ، عشان تقدر تكمل . مدحت بدموع : ارتاح ازي بعد ما سبتني زهره . منال بدموع : حبيبي احنا مؤمنين بربنا ده قدر ربنا . و تمر نص ساعه ، و يأتي يوسف ، و معه كل ما يلزم لزهره لتكفنها ، و تمر ساعه ، و يحضر اقارب كل من زهرة و مدحت ، و الاصدقاء و زميلهم في الشركه بعد ما علمه بموت زهرة ، بمنشور كتبها يوسف علي النت ليعلم كل بموتها . وكل من يعلم بموتها يذهب الي المستشفى لأنها كانت محبوبه من الجميع بسبب اخلاقها الحمديه ، تجهزت زهره و تجمع الجميع ، ليذهبه بها الي مثواها الاخير ، و انطلقوا بها الى مدافن عائلتها و تقف زوجه اخيها عا** ، بين الناس و لكن لا يظهر على ملامحها الحزن على موتها ، فهي انسانه مجرده من الشعور ، حتى الموت لا يمثل لها عظه ، فكل ما يجول في خاطرها ، بأن من كانت تشاركها في زوجها ، اصبحت في طي النسيان . ينظر عا** أثناء انهيار على اختي ليرى زوجته بكبريائها وتسلطها لا يهتز لها جفن او تتاثر باي شيء اتجاه اخته ، فتاكد في قرارك نفسه بان هذه زوجه ليس بها رحمه ولا موده ، حتى في موقف هذا الذي يكشعر له الابدان ، و لكن بالرغم من ذلك لا يهتز لها جفن ، حتى من هول الموقف و الخوف من الموت ، و لا يأتي في مخيلتها أن تذهب إليه تخفف عنه و تؤازره في مصيبته ، أفق عا** علي قول الشيخ بأن يدعو للميت ، بأنها تسال الان ، و بعد انتهاء الجنازه ، قام عا** و مدحت بأخذ العزاء لقره عينهم و روح القلب الذي مات بعد موتها و دفنت اروحهم معاها ، و انصرف الجميع بعد أخذ العزاء ، يسر مدحت عا** على البقاء في المقابر معها لبعد الوقت . يتبع
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD