#ليان
ذهب الضيوف و أخيرا.. شعرت بالملل القاتل بينهم خاصة الأسئلة التي هطلت على رأسي من الخالة سعاد.. هي لطيفة بعض الشيء و لكنها تبدو في داخلها شمطاء..
دخلت المطبخ و كان كارثة نزلت علي من كثرة الأواني، لبست المئزر لكي أبدأ بالتنظيف حتي تذكرت علي.. تركت المطبخ و تفقدت أمي و كانت مع أبي في غرفة الجلوس و فارس في غرفته، دخلت غرفتي و غلقت الباب ورائي و جلبت هاتفي و لم أجد شيئا منه لا مكالمة و لا رسالة.. اتصلت به مرارا و تكرارا و لكن لم يرد على مكالماتي.. استسلمت و عدت للمطبخ لأغسل الأواني..
#وجهة نظر الكاتب
كانت نادية و زوجها في غرفة المعيشة يتبادلان أطراف الحديث حول الضيوف الذين أتوا..
قالت نادية:"لقد أعجبت سعاد بليان كثيرا"
رمق ياسين زوجته بنظرة جانيبية و قال:"إسمعي يا امرأة ما تفعلينه يظل لا يعجبني"
قالت نادية:"ماذا تريدني أن أفعل ... قبل أن تكون سعاد صديقتي هي زوجة رئيسنا في العمل، أنا أتذكر جيدا يوم بدأت أنت بالعمل و كيف عاملوك بحسن النية و طيبة القلب و كنت أنا قد صادقت سعاد من قبل و عندما رأيتك للوهلة الولى و أعجبت بك، أخبرتها هي ثم ماذا فعلت هي و زوجها، عملا على أن نكون أنا و أنت تحت سقف واحد.."
قال ياسين:"أجل أتذكر هذا .. و يوم عرسنا هما من قاما به من أوله لآخره.. خيرهما علينا لن أنساه مطلقا"
قالت نادية:"هما طلبا نسبتنا.. أليس هناك شيء أحسن و أطهر من طلب الحلال.."
قال ياسين:"أنا كل ما أفكر فيه هو كيف ستتقبل ليان الفكرة"
قالت نادية:"ستتقبلها أنا أعرف إبنتي و معي فارس سيقنعها هو الآخر لا تهتم كثيرا"
قال ياسين:"حسنا سأترك لك الأمر و لكن متى سنخبرها؟"
قالت نادية:"غدا مساءا بعد العشاء إن شاء الله"
هنا دخل فارس و قال:"غدا ماذا؟"
قالت نادية:"سنخبر ليان غدا مثلما أخبرتك"
قال فارس:"و لكن أمي أنا لم أكن سآتي لو إصرارك على مجيئي لأننا في فترة عمل مكثفة"
قالت نادية:"ألا يمكنك أن تتأخر و لو مرة في حياتك عن العمل.. اذهب صباح الأحد"
قال فارس:"ألا يمكننا اخبارها اليوم!"
قال ياسين:"أمك قد اتخذت قرارها"
قال فارس باستياء:"حسنا إذن.. غدا إن شاء الله"
#ليان
أتممت تنظيف المطبخ، نزعت المئزر و ذهبت لغرفة المعيشة لكي أشاهد التلفاز قليلا.. دخلت الغرفة و كانت أمي و أبي و أبي هناك و شعرت أنهم كانوا يتحدثون و سكتوا عند دخولي أو تحدثوا و أتمموا الحديث
قلت:"ما هذا ال**ت؟"
رأيت الإرتباك في وجه أمي و قالت:"لا لا شيء.. فقط أنا أخمن ماذا أطهو للعشاء"
قلت:"أووه.. حسنا، أمي يوجد الدجاج، حضري لنا دجاج محمر في الفرن مع البطاطس.. و سأساعدك"
قالت أمي:"لا لا إرتاحي أنت لقد عملت كثيرا اليوم في المطبخ الآن دوري"
إبتسمت و قلت:"هففف حسنا"
استأذنت أمي و ذهبت بسرعة للمطبخ.. تسائلت في داخلي ثم
قلت:"فارس ما بها أمي؟"
قال و هو ينهض:"لا أدري، إنه موعد تحضير العشاء"
قلت:"إلى أين أنت ذاهب الآن؟"
قال و شعرته هو الآخر مرتبك:"سأخرج قليلا.. هل تريدين شيئا"
قلت:"لا"
و سرعان ما خرج.. نظرت لأبي و رأته هو الآخر ينهض من مكانه
قلت:"و أنت أبي إلى أين؟"
قال:"ظهري يؤلمني قليلا.. سأذهب لأستلقي في غرفتي"
قلت:"ما بكم لماذا تتصرفون بغرابة؟"
قال:"لا شيء .. ارتاحي أنت و شاهدي التلفاز"
قلت:"هف حسنا"
لقد شعرت بالغرابة الشديدة لماذا يتصرفون هكذا.. هززت كتفي و بدأت أقلب القنوات و لم أجد شيئا لأشاهده و انتهى الأمر بي أشاهد فيلم هندي على قناة أم بي سي بوليوود اسمه (Aashiqui 2) مع أنني رأيته إلا أنني أعدت مشاهدة من جديد و كل مرة أبكي و بشدة...
حضرت أمي العشاء و حضرت مائدة العشاء وحدها و ليس من عاداتها أن تحضرها..
نادت علينا للعشاءو ذهبنا و باشرنا بالأكل مباشرة و الغريب في الأمر لا أحد منهم تكلم، بقي ال**ت هو لغتهم..
مع أنني شعرت بالغرابة إلا أنني لم آبه للأمر و أتممت الأكل و علي يغزو تفكيري، لماذا لم يتصل بي؟ ليس من عادته أن يتجاهلني هكذا...
نهظت من مكاني لأغسل الأواني بعد أن نهض أبي و فارس من الطاولة.. استوقف*ني أمي و لم تتركني أغسل بحجة أنني تعبت .. لقد راق لي الأمر حقا..
ذهبت للحمام و فرشت أسناني و عدت لغرفي و لبست ملابس النوم و استلقيت في سريري بعد أن أطفأت الأنوار و أغلقت الباب.. و للعلم أنا أخاف من الظلمة كثيرا لذلك دائما ما أشغل مصباح ضوء الليل لكي أنام و بدونه لا أنام...
جلبت هاتفي لكي أتصل بعلي و هذه المرة ليس لم يرد على مكالماتي بل هاتفه كان مغلق، حاولت لثلاث مرات و دون فائدة مغلق، وضعت الهاتف جانبا و دخلت في النوم العميق..
#في اليوم الموالي
نهضت بتكاسل شديد، رأيت ساعة الهاتف و كانت تشير إلى الساعة 09:00 .. نهضت من سريري و فتحت الستائر و النافذة و كان الهواء باردا قليلا، نحن في أواخر فصل الربيع و الجو لايزال باردا قليلا..
دخلت الحمام و قضيت حاجتي و فرشت أسناني و ذهبت للمطبخ.. أخذت أتناول فطوري بتأني حتى جاءت أمي
قلت:"صباح الخير ماما"
قالت:"صباح الخير"
قلت:"ألن تخرجي اليوم؟"
قالت:"بلى، سأذهب للمركز التجاري، أحتاج بعض الحاجيات"
قلت:"سآتي معك"
قالت:"بالطبع.. أنا لن أذهب لوحدي"
أتممت فطوري و غسلت الأواني و نظفت المطبخ ثم قمت بمسح أرضية المنزل كعادتي عندما لا تكون عندي جامعة..
عندما أتممت، غسلت يداي و رجلاي و دخلت غرفتي، غيرت ملابسي و لبست ملابس الأمس، هي لاتزال جديدة و أمي تقتلني إن غيرت ملابسي كل يوم دائما ما أبقى بملابسي لمدة يومان..
قمت بتمليس شعري كعادتي، القليل من الماسكارا و ملمع الشفاه، لبست حذائي المسطح و حملت حقيبة يد صغيرة سوداء و حملت أيضا جيليه أ**د من أجل البرودة الموجودة في الخارج..
ذهبت لأمي و وجدتها قد حضرت نفسها و نتنظر في فارس الذي كان يفطر من أجل أن يأخذنا هو..
-
-
-
-
-
-
-
-
عدنا للمنزل بعد أن اشترينا كل ما يلزم و اشتريت بعض الملابس التي أعجبتني لأنني مولعة بالملابس...
دخلت غرفتي و استلقيت على سريري لألتقط أنفاسي و أرتاح قليلا.. علي ليس له أثر و هاتفه مغلق، نمت قليلا حتى أصبحت الساعة تشير إلى 17:15 .. نهضت و دخلت الحمام و قمت بالإستحمام لفترة طويلة...
بعد أن أتممت الإستحمام، لبست بيجامتي و ذهبت للمطبخ و تناولت وجبة خفيفة ثم عدت لغرفتي و جلست على مكتبي لكي أدرس قليلا...
وضعت نظارات الدراسة و فتحت كمبيوتري المحمول و أخرج كتبي و بدأت أحضر دروس الغد و أقوم بالبحوث على الإنترنت فأنا طالبة مجتهدة دائما ما أكون مع الأوائل و لم أكن الأولى مطلقا...
سمعت أمي تنادينا للعشاء و الشيء الغريب أن فارس لم يذهب بعد فهو دائما عندما يأتي في نهاية الأسبوع.. يأتي بالخميس مساءا و يذهب يوم السبت مساءا...
نزعت نظاراتي و ذهبت للمطبخ و كان كل شيء معدا و محضرا على طاولة العشاء .. جلست في مكاني و كان أبي هناك جالسا مع أمي يتهامسان كعادتهما و ما هي إلا ثواني حتى انضم إلينا فارس... و باشرنا بالأكل...
بعد أن أتممنا العشاء و نظفت المطبخ و غسلت الأواني... دخلت الحمام و بدأت أسمع أبي يناديني من غرفة الجلوس، حالما أتممت ذهبت إليه و كانت أمي و فارس هناك.. جلست و
قلت:"نعم أبي... هل ناديتني؟"
قال أبي:"أجل"
قلت بتساؤل:"ماذا هناك"
#وجهة نظر الكاتب
#في مكان آخر
قال:"أنا لن أتزوج.. ماذا هل نحن في عصر الجاهلية أتزوج فتاة لا أعرف عنها شيئا!"
قالت:"أنت لا تعرف عنها و لكن أنا و أبوك نعرف عنها ما يكفي لكي تتزوج بها و هي فتاة جميلة و ظريفة و مثقفة"
قال:"لا يهمني الجمال و لا يهمني شيء .. المهم أنني لن أتزوج و إنتهى الأمر"
قالت:"الأمر لم ينتهي و لن ينتهي، إسمعني يا وائل أنت ستتزوجها و إلا لن يكون لك شيء .. لا عمل و لا سيارة و لا مال و حتى منزل و الشيء الآخر أنه لن يكون لك مكان معنا.. صحيح ليس لدينا إبنا آخر و لكن لا نحتاج لولد عاق بوالديه"
جلس على الأرض و بدأ بالبكاء و هو يمسك يدي أمه و
قال:"أنا أحب فتاة أخرى أمي"
قالت:"و لهذا السبب قررنا أنا و والدك تزويجك.. بسببها"
قال:"إذن هكذا.. سأتزوجها و سأجعلها تعاني و تندم لأنها تزوجت بي"
#ليان
قال أبي:"لقد كبرت يا ابنتي و ..."
أعلم أنني كبرت أنا عشرون سنة
قلت و قهقهت:"أوووه أبي لا تذكرني لقد كبرت كثييرا و انظر بدأت تخرج من رأسي خصلات بيضاء"
قال أبي بحزم:"أنا لست أمزح ليان"
نظرت لأمي و كانت تنظر لأبي تارة و تنزل رأسها للأسفل تارة أخرى و فارس رأسه في الأسفل.. هنا شعرت بأن هناك شيئا غريبا يحدث.. وقفت في مكاني و
قلت برعشة:"أبي ماذا هناك؟ أمي انظري إلي ماذا يجري؟ فارس أخي .."
و لا جواب، أمسكني أبي من مع** يدي و أجلسني و
قال:"لقد طلب أحدهم يدك للزواج و وافقت أن أزوجك"