الجزء الثاني

1365 Words
#ليان ذهب الضيوف و أخيرا.. شعرت بالملل القاتل بينهم خاصة الأسئلة التي هطلت على رأسي من الخالة سعاد.. هي لطيفة بعض الشيء و لكنها تبدو في داخلها شمطاء.. دخلت المطبخ و كان كارثة نزلت علي من كثرة الأواني، لبست المئزر لكي أبدأ بالتنظيف حتي تذكرت علي.. تركت المطبخ و تفقدت أمي و كانت مع أبي في غرفة الجلوس و فارس في غرفته، دخلت غرفتي و غلقت الباب ورائي و جلبت هاتفي و لم أجد شيئا منه لا مكالمة و لا رسالة.. اتصلت به مرارا و تكرارا و لكن لم يرد على مكالماتي.. استسلمت و عدت للمطبخ لأغسل الأواني.. #وجهة نظر الكاتب كانت نادية و زوجها في غرفة المعيشة يتبادلان أطراف الحديث حول الضيوف الذين أتوا.. قالت نادية:"لقد أعجبت سعاد بليان كثيرا" رمق ياسين زوجته بنظرة جانيبية و قال:"إسمعي يا امرأة ما تفعلينه يظل لا يعجبني" قالت نادية:"ماذا تريدني أن أفعل ... قبل أن تكون سعاد صديقتي هي زوجة رئيسنا في العمل، أنا أتذكر جيدا يوم بدأت أنت بالعمل و كيف عاملوك بحسن النية و طيبة القلب و كنت أنا قد صادقت سعاد من قبل و عندما رأيتك للوهلة الولى و أعجبت بك، أخبرتها هي ثم ماذا فعلت هي و زوجها، عملا على أن نكون أنا و أنت تحت سقف واحد.." قال ياسين:"أجل أتذكر هذا .. و يوم عرسنا هما من قاما به من أوله لآخره.. خيرهما علينا لن أنساه مطلقا" قالت نادية:"هما طلبا نسبتنا.. أليس هناك شيء أحسن و أطهر من طلب الحلال.." قال ياسين:"أنا كل ما أفكر فيه هو كيف ستتقبل ليان الفكرة" قالت نادية:"ستتقبلها أنا أعرف إبنتي و معي فارس سيقنعها هو الآخر لا تهتم كثيرا" قال ياسين:"حسنا سأترك لك الأمر و لكن متى سنخبرها؟" قالت نادية:"غدا مساءا بعد العشاء إن شاء الله" هنا دخل فارس و قال:"غدا ماذا؟" قالت نادية:"سنخبر ليان غدا مثلما أخبرتك" قال فارس:"و لكن أمي أنا لم أكن سآتي لو إصرارك على مجيئي لأننا في فترة عمل مكثفة" قالت نادية:"ألا يمكنك أن تتأخر و لو مرة في حياتك عن العمل.. اذهب صباح الأحد" قال فارس:"ألا يمكننا اخبارها اليوم!" قال ياسين:"أمك قد اتخذت قرارها" قال فارس باستياء:"حسنا إذن.. غدا إن شاء الله" #ليان أتممت تنظيف المطبخ، نزعت المئزر و ذهبت لغرفة المعيشة لكي أشاهد التلفاز قليلا.. دخلت الغرفة و كانت أمي و أبي و أبي هناك و شعرت أنهم كانوا يتحدثون و سكتوا عند دخولي أو تحدثوا و أتمموا الحديث قلت:"ما هذا ال**ت؟" رأيت الإرتباك في وجه أمي و قالت:"لا لا شيء.. فقط أنا أخمن ماذا أطهو للعشاء" قلت:"أووه.. حسنا، أمي يوجد الدجاج، حضري لنا دجاج محمر في الفرن مع البطاطس.. و سأساعدك" قالت أمي:"لا لا إرتاحي أنت لقد عملت كثيرا اليوم في المطبخ الآن دوري" إبتسمت و قلت:"هففف حسنا" استأذنت أمي و ذهبت بسرعة للمطبخ.. تسائلت في داخلي ثم قلت:"فارس ما بها أمي؟" قال و هو ينهض:"لا أدري، إنه موعد تحضير العشاء" قلت:"إلى أين أنت ذاهب الآن؟" قال و شعرته هو الآخر مرتبك:"سأخرج قليلا.. هل تريدين شيئا" قلت:"لا" و سرعان ما خرج.. نظرت لأبي و رأته هو الآخر ينهض من مكانه قلت:"و أنت أبي إلى أين؟" قال:"ظهري يؤلمني قليلا.. سأذهب لأستلقي في غرفتي" قلت:"ما بكم لماذا تتصرفون بغرابة؟" قال:"لا شيء .. ارتاحي أنت و شاهدي التلفاز" قلت:"هف حسنا" لقد شعرت بالغرابة الشديدة لماذا يتصرفون هكذا.. هززت كتفي و بدأت أقلب القنوات و لم أجد شيئا لأشاهده و انتهى الأمر بي أشاهد فيلم هندي على قناة أم بي سي بوليوود اسمه (Aashiqui 2) مع أنني رأيته إلا أنني أعدت مشاهدة من جديد و كل مرة أبكي و بشدة... حضرت أمي العشاء و حضرت مائدة العشاء وحدها و ليس من عاداتها أن تحضرها.. نادت علينا للعشاءو ذهبنا و باشرنا بالأكل مباشرة و الغريب في الأمر لا أحد منهم تكلم، بقي ال**ت هو لغتهم.. مع أنني شعرت بالغرابة إلا أنني لم آبه للأمر و أتممت الأكل و علي يغزو تفكيري، لماذا لم يتصل بي؟ ليس من عادته أن يتجاهلني هكذا... نهظت من مكاني لأغسل الأواني بعد أن نهض أبي و فارس من الطاولة.. استوقف*ني أمي و لم تتركني أغسل بحجة أنني تعبت .. لقد راق لي الأمر حقا.. ذهبت للحمام و فرشت أسناني و عدت لغرفي و لبست ملابس النوم و استلقيت في سريري بعد أن أطفأت الأنوار و أغلقت الباب.. و للعلم أنا أخاف من الظلمة كثيرا لذلك دائما ما أشغل مصباح ضوء الليل لكي أنام و بدونه لا أنام... جلبت هاتفي لكي أتصل بعلي و هذه المرة ليس لم يرد على مكالماتي بل هاتفه كان مغلق، حاولت لثلاث مرات و دون فائدة مغلق، وضعت الهاتف جانبا و دخلت في النوم العميق.. #في اليوم الموالي نهضت بتكاسل شديد، رأيت ساعة الهاتف و كانت تشير إلى الساعة 09:00 .. نهضت من سريري و فتحت الستائر و النافذة و كان الهواء باردا قليلا، نحن في أواخر فصل الربيع و الجو لايزال باردا قليلا.. دخلت الحمام و قضيت حاجتي و فرشت أسناني و ذهبت للمطبخ.. أخذت أتناول فطوري بتأني حتى جاءت أمي قلت:"صباح الخير ماما" قالت:"صباح الخير" قلت:"ألن تخرجي اليوم؟" قالت:"بلى، سأذهب للمركز التجاري، أحتاج بعض الحاجيات" قلت:"سآتي معك" قالت:"بالطبع.. أنا لن أذهب لوحدي" أتممت فطوري و غسلت الأواني و نظفت المطبخ ثم قمت بمسح أرضية المنزل كعادتي عندما لا تكون عندي جامعة.. عندما أتممت، غسلت يداي و رجلاي و دخلت غرفتي، غيرت ملابسي و لبست ملابس الأمس، هي لاتزال جديدة و أمي تقتلني إن غيرت ملابسي كل يوم دائما ما أبقى بملابسي لمدة يومان.. قمت بتمليس شعري كعادتي، القليل من الماسكارا و ملمع الشفاه، لبست حذائي المسطح و حملت حقيبة يد صغيرة سوداء و حملت أيضا جيليه أ**د من أجل البرودة الموجودة في الخارج.. ذهبت لأمي و وجدتها قد حضرت نفسها و نتنظر في فارس الذي كان يفطر من أجل أن يأخذنا هو.. - - - - - - - - عدنا للمنزل بعد أن اشترينا كل ما يلزم و اشتريت بعض الملابس التي أعجبتني لأنني مولعة بالملابس... دخلت غرفتي و استلقيت على سريري لألتقط أنفاسي و أرتاح قليلا.. علي ليس له أثر و هاتفه مغلق، نمت قليلا حتى أصبحت الساعة تشير إلى 17:15 .. نهضت و دخلت الحمام و قمت بالإستحمام لفترة طويلة... بعد أن أتممت الإستحمام، لبست بيجامتي و ذهبت للمطبخ و تناولت وجبة خفيفة ثم عدت لغرفتي و جلست على مكتبي لكي أدرس قليلا... وضعت نظارات الدراسة و فتحت كمبيوتري المحمول و أخرج كتبي و بدأت أحضر دروس الغد و أقوم بالبحوث على الإنترنت فأنا طالبة مجتهدة دائما ما أكون مع الأوائل و لم أكن الأولى مطلقا... سمعت أمي تنادينا للعشاء و الشيء الغريب أن فارس لم يذهب بعد فهو دائما عندما يأتي في نهاية الأسبوع.. يأتي بالخميس مساءا و يذهب يوم السبت مساءا... نزعت نظاراتي و ذهبت للمطبخ و كان كل شيء معدا و محضرا على طاولة العشاء .. جلست في مكاني و كان أبي هناك جالسا مع أمي يتهامسان كعادتهما و ما هي إلا ثواني حتى انضم إلينا فارس... و باشرنا بالأكل... بعد أن أتممنا العشاء و نظفت المطبخ و غسلت الأواني... دخلت الحمام و بدأت أسمع أبي يناديني من غرفة الجلوس، حالما أتممت ذهبت إليه و كانت أمي و فارس هناك.. جلست و قلت:"نعم أبي... هل ناديتني؟" قال أبي:"أجل" قلت بتساؤل:"ماذا هناك" #وجهة نظر الكاتب #في مكان آخر قال:"أنا لن أتزوج.. ماذا هل نحن في عصر الجاهلية أتزوج فتاة لا أعرف عنها شيئا!" قالت:"أنت لا تعرف عنها و لكن أنا و أبوك نعرف عنها ما يكفي لكي تتزوج بها و هي فتاة جميلة و ظريفة و مثقفة" قال:"لا يهمني الجمال و لا يهمني شيء .. المهم أنني لن أتزوج و إنتهى الأمر" قالت:"الأمر لم ينتهي و لن ينتهي، إسمعني يا وائل أنت ستتزوجها و إلا لن يكون لك شيء .. لا عمل و لا سيارة و لا مال و حتى منزل و الشيء الآخر أنه لن يكون لك مكان معنا.. صحيح ليس لدينا إبنا آخر و لكن لا نحتاج لولد عاق بوالديه" جلس على الأرض و بدأ بالبكاء و هو يمسك يدي أمه و  قال:"أنا أحب فتاة أخرى أمي" قالت:"و لهذا السبب قررنا أنا و والدك تزويجك.. بسببها" قال:"إذن هكذا.. سأتزوجها و سأجعلها تعاني و تندم لأنها تزوجت بي" #ليان قال أبي:"لقد كبرت يا ابنتي و ..." أعلم أنني كبرت أنا عشرون سنة قلت و قهقهت:"أوووه أبي لا تذكرني لقد كبرت كثييرا و انظر بدأت تخرج من رأسي خصلات بيضاء" قال أبي بحزم:"أنا لست أمزح ليان" نظرت لأمي و كانت تنظر لأبي تارة و تنزل رأسها للأسفل تارة أخرى و فارس رأسه في الأسفل.. هنا شعرت بأن هناك شيئا غريبا يحدث.. وقفت في مكاني و قلت برعشة:"أبي ماذا هناك؟ أمي انظري إلي ماذا يجري؟ فارس أخي .." و لا جواب، أمسكني أبي من مع** يدي و أجلسني و قال:"لقد طلب أحدهم يدك للزواج و وافقت أن أزوجك"
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD