#ليان
أمسكني أبي من مع** يدي و أجلسني و
قال:"لقد طلب أحدهم يدك للزواج و وافقت أن أزوجك"
أطلقت قهقهة خفيفة غير مستوعبة الأمر .. و انفتحت عيني على مصرعيهما.. رأيت أبي و كان ينظر لي ببرودة أما أمي فكانت تنظر لفارس و هو ينظر لها و كأنهما يتحدثان بأعينهما
قلت بعد أن امتلأت عيناي بالدموع:"أبي ... أنت تمزح صحيح!"
و لا جواب جعلوا ال**ت هو سيد المكان
نزلت دمعة حارة على خدي البارد و قلت:"ماذا عن دراستي.. هل كرهتم مني.. عمري عشرون سنة فقط.. كيف سأتزوج من شخص لا أعرفه.. "
صرخت و قلت:"أجيبوني لماذا أنتم ساكتون.. تحدثوا"
قال أبي بعد **ت:"لقد فكرنا من أجلك و كل فتاة عليها أن تتزوج يوما ما"
قلت:"تتزوج يوما ما ليس غصبا عنها .. و لكن بإرادتها"
و أخيرا تكلمت أمي و قالت:"لقد إضطررنا أن نوافق على الزواج لم يكن لدينا خيار"
قلت و أنا أبكي:"أوووه أمي.. لم يكن لد*كم خيار .. و وجدتم الخيار في التضحية بي لعائلة لا أعرف عنها شيء.."
قالت أمي و رأسها للأسفل:"ربما أنت لا تعرفين عنهم شيء و لكن نحن نعرفهم جيدا"
قلت و دموعي لا تتوقف عن النزول:"و من تعيس الحظ الذي سيتزوجني على الأقل يجب أعرف زوجي؟"
قالت أمي:"وائل الراشد... ابن رئيسنا، و لقد التقيت بعائلته البارحة..."
قلت:"علمت أن هناك خطب ما يحدث بقدومهم البارحة... شكرا لك أمي لقد طبختها جيدا"
اكتفى فارس بالنظر إلي دون كلام و أنا أصرخ تارة و أتكلم بهدوء تارة أخرى و لم أتوقف عن البكاء
استأنفت الكلام بعدما علمت من سأتزوج
قلت:"إذن.. كم دفعوا لكم من أجل أن أتزوج به.. هل هو مقعد أم مختل أم مريض أم.."
و جاءتني صفعة قوية من أبي هو لم يض*بني في حياتي مطلقا.. و أنا جالسة سقطت أرضا و لم أشعر بشيء فقط السواد بين عيناي...
-
-
-
فتحت عيناي ببطأ، وجدت نفسي في غرفتي مستلقية على سريري و بدأت أسمع صوت فارس
يقول:"ليان.. ليان.. ليان.. استيقظي الآن"
تذكرت ماحدث و انهمرت بالبكاء و شهقاتي تتعالى و بشدة.. ضمني فارس إليه بشدة و
قال:"أنا أعرف أنك فتاة عاقلة و تحترمين قرارات والديك.. فهما يريدان الأفضل لك"
تركني فارس و قلت:"أنت أيضا فارس جئت ضدي"
قال:"أنا لست ضدك و لست ضد والد*ك و لكن أبوك قد أعطى كلمته للسيد حسين بأنه قد وافق على الزواج"
مازالت دموعي تأخذ مجراها على خدي و قلت:"على الأقل كان يسألني و يخبرني بأنه مضطر لتزويجي كنت سأتفهم الأمر و لكن هما قررا بأنفسهما.."
قال:"ليان أختي.. لكي تطمئني انهظي و توضئي و صلي صلاة الإستخارة.. و الله سبحانه و تعالى هو سيريك الطريق الصحيح"
قلت:"أبواك قد حزما الأمر، مع ذلك سأصليها"
قال:"أوقفي هذا البكاء و نامي لقد تعبتي كثيرا"
قبل جبيني و قال:"تصبحين على خير"
نهض فارس من جانبي و أطفأ الأنوار و ترك المصباح الذي أمامي مضيئا... استلقيت للجهة الأخرى و انطلقت بالبكاء، أريد علي، أريد أن أتكلم معه.. مسحت دموعي و حملت هاتفي و اتصلت به و هاتفه لايزال مغلق
وضعت هاتفي جانبا و نهضت للحمام و رأسي كان يؤلمني من شدة البكاء.. غسلت و توضأت و عدت لغرفتي و قمت بالدعاء لربي و صليت.. أنا أشعر بالذنب حقا لأنني أستهزء بصلاتي، عشرة أيام أصلي و عشرة أخرى لا أصلي.. لعل الله يعاقبني..
بعد أن أتممت الصلاة، استلقيت في سريري و أخذت أتقلب يمينا و شمالا و لا يوجد نوم لقد طار من عيناي، بدأ التفكير عن مصيري المجهول مع زوج و عائلة لا أعرفهم...
#في اليوم الموالي
أحسست بأحد يدخل للغرفة حتى شممت رائحة عطر أمي.. دخلت لتوقظني
قالت:"ليان .. انهظي لد*ك جامعة"
قلت:"أنا لم أنم حتى.. و لما أذهب للجامعة سأتزوج"
قالت بعد أن جلست أمامي:"دراستك في الحفظ و الصون، لا تقلقي ستكملينها و ستعملين مثلما تريدن"
فرحت في داخلي لأنني سأكمل أهم شيء بنيت حياتي عليه سأكمل دراستي .. لقد تنفست، صلاتي أعطت مفعولها..
فتحت أمي الستائر و جاءت وقبلتني و وضعت مصروفي اليومي أمامي و
قالت:"هيا انهظي و لا تتكاسلي.."
لم أرد عليها فمن حقي أن أغضب عليهما و هو حقي الطبيعي.. خرجت أمي من الغرفة و ما هي إلا دقائق حتى سمعتهما يخرجان..
نهضت من سريري و دخلت الحمام و غسلت وجهي و كان عيناي منتفختين بشكل لا يعقل و حمراوتين..عدت لغرفتي و أخرجت ملابس عادية.لا أستطيع أن أتأنق و أنا في هذه الحالة...
لبست سروال سكيني أ**د فيه بعض التخريمات على مستوى الركبة و تي شيرت ذا كمين شبه طويلين أ**د كذلك.. حذاء رياضي أبيض فينس.. رفعت شعري للأعلى على شكل ذ*ل الحصان مع أنه قصير، تركت بعض الخصلات لكي أزين بها وجهي، وضعت نظارات الدراسة العريضة لأخفي الإنتفاخ و الإحمار الموجود في عيني و الهالات السوداء، وضعت القليل من أحمر الشفاه و حملت حقيبة يدي و ذهبت للمطبخ لآكل شيء و كان هناك فارس يشرب القهوة
قلت:"صباح الخير"
قال:"صباح الخير.... نمت جيدا؟"
ابتسمت ابتسامة جانبية و قلت:"سأتزوج و أنام جيدا .. عيناي لم يغمضا حتى"
قال:"هل فعلت ما قلت لك؟"
قلت:"أجل لقد صليت"
قال:"و.. ماذا تشعرين"
قلت:"أشعر بالراحة و لكن لا يزال الغضب يجتاحهني"
قال:"حمدا لله.. و الآن اشربي قهوتك و سأوصلك أنا للجامعة"
قلت:"حسنا.. أنا وآنيا"
قال:"حسنا"
بعد أن أتممنا شرب القهوة مع العلم أنني شربت الكثير الكثير منها لأنني كنت بحاجتها، اتصلت بآنيا لكي تنتظرني في الأسفل..
نزلت مع فارس لموقف السيارات و ركبنا حتى لمحت آنيا قادمة و السعادة تغمرها، هي دائما ما تأتي نعسة في الصباح.. لايهم.. ركبت معنا و انطلقنا نحو الجامعة التي لا تبعد كثيرا عن مربع سكننا دائما ما نذهب نمشي لمدة ربع ساعة على الأكثر و مع أننا مع فارس سنصل مبكرا قليلا..
وصلنا للجامعة
قلت:"ستذهب مباشرة للعمل؟"
قال فارس:"أجل لن أراك حتى نهاية الأسبوع انشاء الله"
اجتمعت الدموع في عيني فقط عندما تذكرت ذلك الموضوع .. أحس بي فارس ثم استدار نحو آنيا و
قال لها:"آنيا أرجوك اعتني بصغيرتي"
قالت آنيا بوجه بشوش:"صغيرتك في عيني لا تقلق"
نزلت آنيا مباشرة و أنا سلمت على فارس هممت بالنزول
قلت:"وداعا أخي أراك في نهاية الأسبوع انشاء الله"
قال:"بالتأكيد لن أفوت خطبتك"
هل قال لتوه خطبتي في نهاية الأسبوع؟ استوعبت الأمر قليلا ثم
قلت:"ماذا قلت؟ خطبتي في نهاية الأسبوع؟"
سعل ثم قال:"ربما لا أدري.. على الأرجح"
قلت:"و لكن قلتها خطبتي لقد سمعت جيدا"
قال:"ليان أرجوك.. سيخبرانك اليوم .. أرجوك لا تخبريهما بأنني أخبرتك"
هنا طرقت آنيا في نافذة السيارة و أخبرتني بأننا سنتأخر على الأعمال التطبيقية..
ودعت فارس من جديد و أعطاني نقود على غير عادته و نزلت من السيارة...
رأسي سينفجر من كثرة التفكير و لماذا يفعلان بي هكذا؟ أخرجتني آنيا من شرودي
قالت:"ليييييييان عندي ساعة و أنا أكملك، بماذا أنت شاردة؟"
قلت:"خطبتي في نهاية الأسبوع"
أطلقت آنيا ضحكة كبيرة و قالت:"على الأقل إختاري مزحة جيدة... هل نزلت ليلة القدر على علي و سيأتي لخطبتك .. و لكن لم يأتي رمضان بعد، بقي له ثلاثة أشهر ههههه مابك ليان ؟ امزحي جيدا؟"
رمقتها بنظرة جانبية و قلت:"بالله عليك آنيا أنا لست أمزح..."
قالت:"صحيييح و لكن كيف سيقبل والداك بعلي و هو لا يعمل أعني هو مازال يدرس ليس لديه منزل لتعيشا فيه و أمامه طريق طويل حتى تتزوجا..."
قاطعتها بصراخي الشديد و اختلطت معه نبرة البكاء و
قلت:"أ**تي آنيا فقط أ**تي هل تعتبرينني مجرد مزحة أمامك..."
و بدأت دموعي بالإنهمار الشديد
قلت:"علي مختفي ليومان و هاتفه مغلق و الذي سأتزوج به ليس على بل شخص آخر لا أعرف عنه شيئا فقط إسمه.."
قالت:"و لماذا قبلت إذن الزواج به إذا كان الأمر هكذا.."
قلت:"أنت لا تفهمين صحيح... لقد أجبرت على الزواج .. أمي و أبي أخرجاني من حياتهما بسرعة و دون أن يسألا عن رأيي..."
قالت آنيا:"أظننا اليوم لن ندخلا للدروس"
قلت و أنا أمسح دموعي:"لن ندخل الآن و لكن سندخل لاحقا"
قالت:"إذن هيا لكافتيريا الجامعة و أخبريني بالتفاصيل هناك"
قلت:"هيا إذن"
دخلنا للكافيتيريا و طلبنا القهوة فأنا بحاجتها اليوم و بشدة و حكيت لها كل القصة من أولها لآخرها
قالت:"لهذا لبست الأ**د اليوم.. و ليس من عاداتك أن ترفعي شعرك"
ابتسمت لكلامها هي حقا تشعرني بالراحة عندما أكلمها
تابعت كلامها و قالت:"هل تريدين رأيي في الأمر"
قلت:"أرجوك"
قالت:"على مايبدو أن الأمر قد حسم .. و والداك أعلم بمصلحتك جيدا.. و بما أنهما فكرا في دراستك على الأغلب وضعا شروطا للزواج و يعرفان ما يقومان به.. هل صليت صلاة الإسخارة؟"
قلت:"أجل.. البارحة"
قالت:"هل ظهر لك شيء؟"
قلت:"أجل، علمت أنني سأكمل دراستي و أعمل بعدها، لن أكون عبدة داخل المنزل و علمت من أخي أن خطبتي ستكون في نهاية الأسبوع"
قالت:"رأيتي.. هذه إشارة جيدة عليك تقبل الأمر و المضي فيه.."
قلت:"بهذه البساطة .. و علي كيف سأخبره؟"
قالت:"صارحيه بكل شيء و لا تخفي عنه الأمر، دعيه يسمع منك"
قلت:"أنا لا أريد أن أخسره"
قالت:"سيتقبل الأمر"
وضعت يدي على خدي متكأة على الطاولة و
قلت:"لا أدري.."
قالت:"حاولي أن تلتقي مع وائل و وطدي معرفتك به و حبيه قبل أن تتزوجا"
قلت:"أنا كل مايشغل تفكيري الآن هو علي، أنا أحبه و لا أريد خسارة صداقتنا التي كانت من قبل على الأقل"
**تنا للحظات و قالت:"بالحديث عن علي، لقد دخل لتوه للكافيتيريا"
استدرت مباشرة و رأيته مع فتاة تدرس معه فهو في السنة الثالثة، لا يدرس معي
نهضت له مباشرة .. حالما رآني أتقدم نحو جاء عندي
قلت:"صباح الخير علي"
قال بشكل عادي:"صباح الخير.. كيف حالك؟"
قلت:"أنا بخير الحمد لله، ماذا عنك لقد قلقت عليك؟"
قال:"أنا بخير و لكنني مستعجل قليلا، يجب أن أدخل الآن للمحاضرة"
قلت:"بالطبع.."
قال:"أريد أن أكلمك في موعد الغذاء لدي ما أقوله لك"
قلت:"هذا يناسبني و أنا أيضا لدي ما أقوله"
نظر لآنيا و قال لي:"وحدنا.. أريد أن نكون على انفراد"
قلت:"حسنا.. أراك"
أومأ لي و ابتسم و ذهب عند تلك الفتاة...