الجزء الثالث

1500 Words
#ليان أمسكني أبي من مع** يدي و أجلسني و قال:"لقد طلب أحدهم يدك للزواج و وافقت أن أزوجك" أطلقت قهقهة خفيفة غير مستوعبة الأمر .. و انفتحت عيني على مصرعيهما.. رأيت أبي و كان ينظر لي ببرودة أما أمي فكانت تنظر لفارس و هو ينظر لها و كأنهما يتحدثان بأعينهما قلت بعد أن امتلأت عيناي بالدموع:"أبي ... أنت تمزح صحيح!" و لا جواب جعلوا ال**ت هو سيد المكان نزلت دمعة حارة على خدي البارد و قلت:"ماذا عن دراستي.. هل كرهتم مني.. عمري عشرون سنة فقط.. كيف سأتزوج من شخص لا أعرفه.. " صرخت و قلت:"أجيبوني لماذا أنتم ساكتون.. تحدثوا" قال أبي بعد **ت:"لقد فكرنا من أجلك و كل فتاة عليها أن تتزوج يوما ما" قلت:"تتزوج يوما ما ليس غصبا عنها .. و لكن بإرادتها" و أخيرا تكلمت أمي و قالت:"لقد إضطررنا أن نوافق على الزواج لم يكن لدينا خيار" قلت و أنا أبكي:"أوووه أمي.. لم يكن لد*كم خيار .. و وجدتم الخيار في التضحية بي لعائلة لا أعرف عنها شيء.." قالت أمي و رأسها للأسفل:"ربما أنت لا تعرفين عنهم شيء و لكن نحن نعرفهم جيدا" قلت و دموعي لا تتوقف عن النزول:"و من تعيس الحظ الذي سيتزوجني على الأقل يجب أعرف زوجي؟" قالت أمي:"وائل الراشد... ابن رئيسنا، و لقد التقيت بعائلته البارحة..." قلت:"علمت أن هناك خطب ما يحدث بقدومهم البارحة... شكرا لك أمي لقد طبختها جيدا" اكتفى فارس بالنظر إلي دون كلام و أنا أصرخ تارة و أتكلم بهدوء تارة أخرى و لم أتوقف عن البكاء استأنفت الكلام بعدما علمت من سأتزوج قلت:"إذن.. كم دفعوا لكم من أجل أن أتزوج به.. هل هو مقعد أم مختل أم مريض أم.." و جاءتني صفعة قوية من أبي هو لم يض*بني في حياتي مطلقا.. و أنا جالسة سقطت أرضا و لم أشعر بشيء فقط السواد بين عيناي... - - - فتحت عيناي ببطأ، وجدت نفسي في غرفتي مستلقية على سريري و بدأت أسمع صوت فارس يقول:"ليان.. ليان.. ليان.. استيقظي الآن" تذكرت ماحدث و انهمرت بالبكاء و شهقاتي تتعالى و بشدة.. ضمني فارس إليه بشدة و قال:"أنا أعرف أنك فتاة عاقلة و تحترمين قرارات والديك.. فهما يريدان الأفضل لك" تركني فارس و قلت:"أنت أيضا فارس جئت ضدي" قال:"أنا لست ضدك و لست ضد والد*ك و لكن أبوك قد أعطى كلمته للسيد حسين بأنه قد وافق على الزواج" مازالت دموعي تأخذ مجراها على خدي و قلت:"على الأقل كان يسألني و يخبرني بأنه مضطر لتزويجي كنت سأتفهم الأمر و لكن هما قررا بأنفسهما.." قال:"ليان أختي.. لكي تطمئني انهظي و توضئي و صلي صلاة الإستخارة.. و الله سبحانه و تعالى هو سيريك الطريق الصحيح" قلت:"أبواك قد حزما الأمر، مع ذلك سأصليها" قال:"أوقفي هذا البكاء و نامي لقد تعبتي كثيرا" قبل جبيني و قال:"تصبحين على خير" نهض فارس من جانبي و أطفأ الأنوار و ترك المصباح الذي أمامي مضيئا... استلقيت للجهة الأخرى و انطلقت بالبكاء، أريد علي، أريد أن أتكلم معه.. مسحت دموعي و حملت هاتفي و اتصلت به و هاتفه لايزال مغلق وضعت هاتفي جانبا و نهضت للحمام و رأسي كان يؤلمني من شدة البكاء.. غسلت و توضأت و عدت لغرفتي و قمت بالدعاء لربي و صليت.. أنا أشعر بالذنب حقا لأنني أستهزء بصلاتي، عشرة أيام أصلي و عشرة أخرى لا أصلي.. لعل الله يعاقبني.. بعد أن أتممت الصلاة، استلقيت في سريري و أخذت أتقلب يمينا و شمالا و لا يوجد نوم لقد طار من عيناي، بدأ التفكير عن مصيري المجهول مع زوج و عائلة لا أعرفهم... #في اليوم الموالي أحسست بأحد يدخل للغرفة حتى شممت رائحة عطر أمي.. دخلت لتوقظني قالت:"ليان .. انهظي لد*ك جامعة" قلت:"أنا لم أنم حتى.. و لما أذهب للجامعة سأتزوج" قالت بعد أن جلست أمامي:"دراستك في الحفظ و الصون، لا تقلقي ستكملينها و ستعملين مثلما تريدن" فرحت في داخلي لأنني سأكمل أهم شيء بنيت حياتي عليه سأكمل دراستي .. لقد تنفست، صلاتي أعطت مفعولها.. فتحت أمي الستائر و جاءت وقبلتني و وضعت مصروفي اليومي أمامي و قالت:"هيا انهظي و لا تتكاسلي.." لم أرد عليها فمن حقي أن أغضب عليهما و هو حقي الطبيعي.. خرجت أمي من الغرفة و ما هي إلا دقائق حتى سمعتهما يخرجان.. نهضت من سريري و دخلت الحمام و غسلت وجهي و كان عيناي منتفختين بشكل لا يعقل و حمراوتين..عدت لغرفتي و أخرجت ملابس عادية.لا أستطيع أن أتأنق و أنا في هذه الحالة... لبست سروال سكيني أ**د فيه بعض التخريمات على مستوى الركبة و تي شيرت ذا كمين شبه طويلين أ**د كذلك.. حذاء رياضي أبيض فينس.. رفعت شعري للأعلى على شكل ذ*ل الحصان مع أنه قصير، تركت بعض الخصلات لكي أزين بها وجهي، وضعت نظارات الدراسة العريضة لأخفي الإنتفاخ و الإحمار الموجود في عيني و الهالات السوداء، وضعت القليل من أحمر الشفاه و حملت حقيبة يدي و ذهبت للمطبخ لآكل شيء و كان هناك فارس يشرب القهوة قلت:"صباح الخير" قال:"صباح الخير.... نمت جيدا؟" ابتسمت ابتسامة جانبية و قلت:"سأتزوج و أنام جيدا .. عيناي لم يغمضا حتى" قال:"هل فعلت ما قلت لك؟" قلت:"أجل لقد صليت" قال:"و.. ماذا تشعرين" قلت:"أشعر بالراحة و لكن لا يزال الغضب يجتاحهني" قال:"حمدا لله.. و الآن اشربي قهوتك و سأوصلك أنا للجامعة" قلت:"حسنا.. أنا وآنيا" قال:"حسنا" بعد أن أتممنا شرب القهوة مع العلم أنني شربت الكثير الكثير منها لأنني كنت بحاجتها، اتصلت بآنيا لكي تنتظرني في الأسفل.. نزلت مع فارس لموقف السيارات و ركبنا حتى لمحت آنيا قادمة و السعادة تغمرها، هي دائما ما تأتي نعسة في الصباح.. لايهم.. ركبت معنا و انطلقنا نحو الجامعة التي لا تبعد كثيرا عن مربع سكننا دائما ما نذهب نمشي لمدة ربع ساعة على الأكثر و مع أننا مع فارس سنصل مبكرا قليلا.. وصلنا للجامعة قلت:"ستذهب مباشرة للعمل؟" قال فارس:"أجل لن أراك حتى نهاية الأسبوع انشاء الله" اجتمعت الدموع في عيني فقط عندما تذكرت ذلك الموضوع .. أحس بي فارس ثم استدار نحو آنيا و قال لها:"آنيا أرجوك اعتني بصغيرتي" قالت آنيا بوجه بشوش:"صغيرتك في عيني لا تقلق" نزلت آنيا مباشرة و أنا سلمت على فارس هممت بالنزول قلت:"وداعا أخي أراك في نهاية الأسبوع انشاء الله" قال:"بالتأكيد لن أفوت خطبتك" هل قال لتوه خطبتي في نهاية الأسبوع؟ استوعبت الأمر قليلا ثم قلت:"ماذا قلت؟ خطبتي في نهاية الأسبوع؟" سعل ثم قال:"ربما لا أدري.. على الأرجح" قلت:"و لكن قلتها خطبتي لقد سمعت جيدا" قال:"ليان أرجوك.. سيخبرانك اليوم .. أرجوك لا تخبريهما بأنني أخبرتك" هنا طرقت آنيا في نافذة السيارة و أخبرتني بأننا سنتأخر على الأعمال التطبيقية.. ودعت فارس من جديد و أعطاني نقود على غير عادته و نزلت من السيارة... رأسي سينفجر من كثرة التفكير و لماذا يفعلان بي هكذا؟ أخرجتني آنيا من شرودي قالت:"ليييييييان عندي ساعة و أنا أكملك، بماذا أنت شاردة؟" قلت:"خطبتي في نهاية الأسبوع" أطلقت آنيا ضحكة كبيرة و قالت:"على الأقل إختاري مزحة جيدة... هل نزلت ليلة القدر على علي و سيأتي لخطبتك .. و لكن لم يأتي رمضان بعد، بقي له ثلاثة أشهر ههههه مابك ليان ؟ امزحي جيدا؟" رمقتها بنظرة جانبية و قلت:"بالله عليك آنيا أنا لست أمزح..." قالت:"صحيييح و لكن كيف سيقبل والداك بعلي و هو لا يعمل أعني هو مازال يدرس ليس لديه منزل لتعيشا فيه و أمامه طريق طويل حتى تتزوجا..." قاطعتها بصراخي الشديد و اختلطت معه نبرة البكاء و  قلت:"أ**تي آنيا فقط أ**تي هل تعتبرينني مجرد مزحة أمامك..." و بدأت دموعي بالإنهمار الشديد قلت:"علي مختفي ليومان و هاتفه مغلق و الذي سأتزوج به ليس على بل شخص آخر لا أعرف عنه شيئا فقط إسمه.." قالت:"و لماذا قبلت إذن الزواج به إذا كان الأمر هكذا.." قلت:"أنت لا تفهمين صحيح... لقد أجبرت على الزواج .. أمي و أبي أخرجاني من حياتهما بسرعة و دون أن يسألا عن رأيي..." قالت آنيا:"أظننا اليوم لن ندخلا للدروس" قلت و أنا أمسح دموعي:"لن ندخل الآن و لكن سندخل لاحقا" قالت:"إذن هيا لكافتيريا الجامعة و أخبريني بالتفاصيل هناك" قلت:"هيا إذن" دخلنا للكافيتيريا و طلبنا القهوة فأنا بحاجتها اليوم و بشدة و حكيت لها كل القصة من أولها لآخرها قالت:"لهذا لبست الأ**د اليوم.. و ليس من عاداتك أن ترفعي شعرك" ابتسمت لكلامها هي حقا تشعرني بالراحة عندما أكلمها تابعت كلامها و قالت:"هل تريدين رأيي في الأمر" قلت:"أرجوك" قالت:"على مايبدو أن الأمر قد حسم .. و والداك أعلم بمصلحتك جيدا.. و بما أنهما فكرا في دراستك على الأغلب وضعا شروطا للزواج و يعرفان ما يقومان به.. هل صليت صلاة الإسخارة؟" قلت:"أجل.. البارحة" قالت:"هل ظهر لك شيء؟" قلت:"أجل، علمت أنني سأكمل دراستي و أعمل بعدها، لن أكون عبدة داخل المنزل و علمت من أخي أن خطبتي ستكون في نهاية الأسبوع" قالت:"رأيتي.. هذه إشارة جيدة عليك تقبل الأمر و المضي فيه.." قلت:"بهذه البساطة .. و علي كيف سأخبره؟" قالت:"صارحيه بكل شيء و لا تخفي عنه الأمر، دعيه يسمع منك" قلت:"أنا لا أريد أن أخسره" قالت:"سيتقبل الأمر" وضعت يدي على خدي متكأة على الطاولة و قلت:"لا أدري.." قالت:"حاولي أن تلتقي مع وائل و وطدي معرفتك به و حبيه قبل أن تتزوجا" قلت:"أنا كل مايشغل تفكيري الآن هو علي، أنا أحبه و لا أريد خسارة صداقتنا التي كانت من قبل على الأقل" **تنا للحظات و قالت:"بالحديث عن علي، لقد دخل لتوه للكافيتيريا" استدرت مباشرة و رأيته مع فتاة تدرس معه فهو في السنة الثالثة، لا يدرس معي نهضت له مباشرة .. حالما رآني أتقدم نحو جاء عندي قلت:"صباح الخير علي" قال بشكل عادي:"صباح الخير.. كيف حالك؟" قلت:"أنا بخير الحمد لله، ماذا عنك لقد قلقت عليك؟" قال:"أنا بخير و لكنني مستعجل قليلا، يجب أن أدخل الآن للمحاضرة" قلت:"بالطبع.." قال:"أريد أن أكلمك في موعد الغذاء لدي ما أقوله لك" قلت:"هذا يناسبني و أنا أيضا لدي ما أقوله" نظر لآنيا و قال لي:"وحدنا.. أريد أن نكون على انفراد" قلت:"حسنا.. أراك" أومأ لي و ابتسم و ذهب عند تلك الفتاة...
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD