بسم الله الرحمن الرحيم
خفايا القدر
الفصل الرابع
•••••••••••
•••••••••••
كيف هذا نفس لون الأعين ، لولا أنني أراها تموت و لم تلد لقلت انك ولدها و تلك العيون وراثة عنها ...
استفاقت علي ندائه قائلا :
يا انسه !!
استعادت وعيها لتبتعد قليلا قائله :
انا اسفه .
هبط و أخذ بالهاتف و من ثم قدمه لها قائلا :
اتفضلي و ابقي خلي بالك بعد كده .
هزت رأسها بنعم و هي ما زالت تتطلع بعيونه .
تخطاها و لكن جني قامت بندائه قائله :
لو سمحت !!
التفت لها لتكمل :
انت اسمك ايه ؟!
أجابها و هو متعجب ليقول :
ادهم .
**ت يترقب ما ستفعل و لكنها لا تجيب سألها بإستفسار :
في حاجه ؟!
رفعت عيونها عنه لتهز رأسها بنفي و من ثم تذهب سريعا عنه تاركه إياه يمط شفتيه بعدم فهم ليذهب هو بعدما تطلع علي طيفها .
•••••••••••
••••••••
•••••••••••
••••••••
كان يجلس بمكتبه يفكر فيما حدث بالأمس ، بعدما حدث والدها ضمن له بقائها فعيونها تأبي تركه منذ لقائها
تبسم ببساطه عندما تذكر هيئتها فكيف له أن يتركها بعدما رأها مرة من قبل في أحدي حفلات والديها ، كانت المختلفه و المميزه في ذلك اليوم ، ليست شبيهة أحد فهذا الحجاب و ردائها الملائكي كان مختلف تماما و زي جعلها كالورده وسط ارض بور
تحدث و هو ما زال شاردا ليقول معاذ :
هعرف اوصل لقلبك .
•••••••••••
•••••••••••
•••••••
•••••••••••
خرجت من غرفه مريض ما غاضبه لتقول لذاتها بصوت هامس و هي تضع السماعه الطبية الخاصه بيها في جيب البالطو قائله :
مش هينفع كده .. لازم اتناسي بن السيوفي ده باي طريقه خصوصا مع المرضي مش عارفه اشتغل .
أغمضت عيونها تحاول أن تستنشق القليل من الهواء حتي تستعيد قوتها .
فتحت عيونها بارتياح لتسير مكمله مرورها الصباحي علي المرضي
كانت الغرفه التاليه هي غرفه ساهر ، نظرت من النافذه الزجاجيه الخاصه بالمريض لتجد انه وحيد
دخلت بابتسامه لطيفه لتقول ريماس :
صبااح الخير .
بادلها نفس البسمه فيقول :
صباح النوور .
نظرت اولا علي التقارير الخاصه به و من ثم جلست امامه لتمسك بيده قائله :
عامل ايه دلوقتي ؟؟!
أجابها بهدوء لا تعهده من طفل قبلا :
الحمد لله ... بس بصي .
نظرت للمكان الذي يشير عليه فلم يكن سوي شعره ليقول ساهر :
شعري ابتدي يقع .
نظرت للاسفل تستعيد قوتها و إعادة نظرها له ببسمه جاهدت في إخراجها لتقول و هي تضع يدها علي رأسه :
بص هنتفق اتفاق ... اثناء العلاج شعرك هيقع و بعد العلاج هيطلع بسرعه كبيره و هيبقي احلي من الاول .
نظر لاسفل بحزن دفين لترفع رأسه بيديها لتقول :
لا مهو انت لو زعلت ممكن ما يطلعش تاني ... و بعدين اقولك علي سر .
و اقتربت منه بصوت هامس في جملتها الاخيره لينظر لها بترقب فتكمل ريماس :
شعرك الطويل مش لائق عليك .. حتي الحلاق الي قصه مش قصه حلو .
نظر لها و هو يقطب حاجبيه لتجيب مؤكده :
ايوووه انت يليق عليك الشعر القصير و يبقي مرفوع بطريقه كده ....
**تت و بعد ذلك أكملت :
بص وعد اول ما يطلع انا هخدك اود*ك لحد بيعمل شعر الممثلين هتفرح اوي .
قبض كفه و رفعها بينهم ليقول ساهر :
وعد !!
ضحكت و هي تفعل مثله لتض*ب قبضتها بقبضته باتفاق :
وعد .
- بصي بقي دي الحركه بتاعتنا ... انا بعمل كده مع ادهم اخويا .
انكمشت ملامحها و هي تفكر بذلك اللص و تنظر لاخيه الأصغر مفكره فيما سيحدث لاثنتيهم .
•••••••••••
••••••••
•••••••••••
••••••••
دخل الي مقهي مشترك أمام شركته فكلما أراد أن يريح رأسه و يحتسي بعض من القهوه يأتي إليها
جلس علي طاولتة المفضله في هدوء تام يفكر في تلك الطبيبه
و لكن صوت ما شوش تفكيره ، ظل يركز بمص*ر الصوت ليجده بكاء انثي تجلس بالمقعد المتواجد خلفه
التفت ينظر لها ليجدها صاحبة شعر قصير تنظر لصوره أحد ما بيديها و تحدثها ب**ت
فهم من الحديث أنه شخص عزيز ترك الحياه .
أما هي فوجدت غريب يقتحم عزلتها ، توقفت عن البكاء لتجده يقول لها :
ما تعيطيش عليه ادعيله بالرحمه .
نظرت جني الي معاذ فمن يكون هو هذا الدخيل ، ابتلعت ريقها لتقول وسط دمعاتها :
اختي دي كانت أمي الاولي كمان مش التانيه .
- تعرفي انها حاسه بيكي ؟
نظرت له باستغراب ليكمل معاذ :
اكيد كنتو قريبين من بعض عشان كده حاسه بيكي ، كل أما ربنا يخليها تيجي علي بالك ادعيلها أو ابعتيلها هديه .
لم تتحدث و لكن ظلت تحدق بيه شارده بحديثه ، لم يعقب و ظل يترقب أفعالها لتقول جني :
موتها خلاني مش عايزه اتجوز .
لا يفهم ماذا تقصد و لكن إكمالها للحديث جعله يخمن مابداخلها :
جوزها الي قتلها اودامي .
لا ينكد انه صدم و لكن لا يظهر علي وجهه أي ملامح صدمه
نظرت لصوره اختها لتبكي مره اخري قائله :
وحشتني اووي .
ظلت تبكي ليخرج معاذ من جيبه منديل و يقدمه لها ، اخذته و من ثم نظرت له
استوعبت ما يحدث لتنهض سريعا دون حديث و تخرج من المقهي .
أما هو فنظر لطيفها و لا تظهر ملامحه اي تعبيرات لينهض و يعود لمنضدته و كأن شئ لم يكن .
•••••••••••
•••••••••••
••••••••
•••••••••••
المساء قد اتي لتأتي الساعه التي يعود فيها ادهم من عمله و يذهب لمقا**ه أخيه فقد انشغل عنه كثيرا تلك الفتره الماضيه
طل عليه و هو متأنق بقميص ابيض و بنطال من الجينز الاسود مصفف شعرها بطريقه تليق بالمكان الذي يعمل به .
وجده نائما ليجلس بجانبه يمسد علي رأسه الذي لاحظ فيه أن شعره شرع في التساقط
اغمض عينه بحزن ليقبل رأسه بعمق و كأنه يعتذر له بتلك القبله علي كل ما هو فيه من عذاب .
ظل يتطلع له للحظات دون أن يتحدث لتأتي الممرضه له قائله بهدوء :
لازم نسيب المريض دلوقتي يرتاح .
نظر لها يهز رأسه بالموافقه ، نهض و قبل رأسه مره اخري ، القي عليه نظره لدقيقه يشبع من وجهه ليخرج من الغرفه تاركه في رعايه الله .
كاد ليذهب ليجد ريماس تمر و كأنها تعتزم الذهاب .
- دكتوره ريماس !!
توقفت لتقا**ه ببسمه قائله :
ايوه !!
تنحنح و نظر للأرض و كأنه يستعد للحديث فرفع نظره لها فيقول :
انا بشكر حضرتك جدا بجد علي الي عملتيه معايا
ازدادت بسمتها فأجابت بنبره ملائكيه :
انا معملتش حاجه انت بمجهودك قدرت تحصل علي الي تستحقه و ما انا الا وسيله .
تبسم بخجل من لطفها و كأنه يشكرها مره ثانيه
تحدثت هي سريعا :
استأذنك مضطره امشي دلوقتي .
مد يده يحثها علي التقدم ليقول ادهم :
اتفضلي حضرتك .. في حفظ الله .
نظرت له مره اخري قبل أن تسير وتبسمت له و من ثم ذهبت تاركه إياه يشرد في طيفها .
•••••••••••
•••••••
•••••••••••
•••••••
منذ أن اتت و هي في عزله بغرفتها لا تريد التحدث مع أحد ، حتي صديقتها ترفض محادثتها
دق هاتفها برقم مجهول بالنسبه لها ، ظلت تحدق به بلحظات و لكنها عزمت أمرها أن ترد ، اجابت جني قائله :
الو!!
الصوت الذي أتاها جعلتها تهتف بشك قائله :
دكتور عمر !! .. جبت رقمي ازاي ؟
أجابها و هو في منزله واضع قدم علي اخري و بسمه نصر تزين وجهه :
من والدتك ... انتي ماكنتيش عايزه تدهولي ليه ؟
لم تجيب ، شعرت بالاحراج منه لكن ما قاله جعل الصدمه تحتلها :
بس أنا عارف ليه ، بس خليكي عارفه مش كل راجل زي جوز اختك .
أما هي فاتسعت عيونها بصدمه من قوله .
•••••••••••
••••••••
•••••••••••
••••••••
فتحت باب القصر بعدما قضت الكثير من الوقت في العمل فكان يوم شاق للغايه
قامت بالنداء علي سيده و لكن لا تجيب ، كادت أن تصعد لغرفتها لتستمع من يهتف لها
نظرت بالاتجاه الذي هو يمين الدرج لتهتف بتعجب :
اده ؟ انتو جيتوا ؟؟
مجيئهم بهذا الوقت وراءه سر ماهو ياتري ؟
ما الذي ينوي عليه مع طالبه سيفعله ؟
تعيش بدوامه الماضي التي تمنعها من الاستمتاع بالحاضر لبناء المستقبل فريد من العلاج ياتري ؟
اخيرا و ليس اخرا هل ستنجح ايه في الحصول علي حبها ام للقدر مخطط اخر ؟
تابعوني
•••••••••••
•••••••••••
تيسير محمد