(١)
(آ آآآ آ آآ أكسياااا ااا) (آ آآآ آ آآ أكسياااا ااا) (آ آآآ آ آآ أكسياااا ااا) تي آجيا ماريا تي بارثينووس، آ آآآ آ آآ أكسيوووو ووس آ آآآ آ آآ أكسيوووو ووس آ آآآ آ آآ أكسيوووو ووس فيلوباتييييير ميرقوريووس....
(صباح الخير ياأمنا ....أغابي ياأمنا .........كل سنة وانتي طيبة ياأمنا).....
"وأنتم طيبين يابنات تعيشوا وتصلوا" ....."
كل سنة وانتي طيبة ياأمنا"...."
"وأنتي طيبة يا ....لارا....تعالي ياأبنتي ....كيف حالك...طمنيني"
فأجابت لارا وهي تبتسم "جيد جداً ياأمنا" فردت أمنا وقد علت الابتسامة وجهها
"حقاً نشكر ربنا....تعالي لنجلس هنا" وجلستا على أحد المقاعد خارج صحن الكنيسة
"هل اخبرت والدك وعمتك بعد" هزت لارا رأسها وقالت
"عمتى فقط، وسوف تأتي بعد قليل لكن أبي لا لم أخبره بعد" فإبتسمت أمنا ثم قالت
"وماالذي تنوينه ياإبنتي"
"في ماذا ياأمنا؟"
"أنتي تعلمين أنه يجب عليك ترك الملجأ، فالأمر من الأساس كان إستثناء، والآن قد حان الوقت لتختاري طريقك بنفسك" تنهدت لارا ثم قالت
"أعلم يا أمي وأفكر جدياً في الأمر، وأفكر أيضاً في أن أكون هنا" نظرت لها أمنا بعدم فهم وقالت
"هنا؟! هنا أين" فأجابت لارا
"هنا في الدير.......أنضم إليكن ....أختار طريق الرهبنة" نظرت لها أمنا وكأنها ترى شىء لابد من توضيحه وقالت لها
"طريق الرهبنة!!! جيد ولكن أنتي تعرفين ما الذي تقوليه...لماذا تريدين اتخاذ هذا الطريق؟" أخذت لارا نفس عميق تستجمع فيه الكلمات التي تود قولها
"حقيقة يا أمنا لا أعلم السبب بالضبط، لكني هنا أشعر بالأمان وبالراحة وبالمحبة، فمنذ أن كنت صغيرة كان هنا بيتي، حتى عندما كنت أبيت بالملجأ كنت أشعر أن هنا بيتي وليس هناك وليس مع أبي، بالإضافة إلى أني ..."
"أنك ماذا ...تحدثي ولا تخافي" فردت لارا "بصراحة "
أمنا أنا خائفة من العالم ومن الناس ...لا أثق بهم ولا أثق حتى في نفسي في أن أتغلب على مايحدث ....أشعر ان هناك حرب كبيرة بالخارج ولا اريد أن أشارك فيها" فقالت لها أمنا
"إذاً انتي تريدين الرهبنة لأنك خائفة من العالم" أومأت لارا برأسها بالإيجاب فقالت لها أمنا "أتعلمين لو كانت من تتحدث إليا شخص أخر غيرك لكنت وافقت لكن معك أنتي...." وصمتت أمنا فسألتها لارا
"معي أنا ماذا ياأمنا" صمتت أمنا قليلاً وكأنها تفكر فيما ستقوله ثم أكملت
"إسمعيني ياإبنتي منذ أن جاءا بك والدك وعمتك وأنتي حتى لم تكملي الشهرين بعد وفاة والدتك وأخبراني أن كلاهما لا يستطيعا الاعتناء بك لظروف كلاً منهما، والمحاولات العديدة التي تمت لتركك هنا وقبول الملجأ بهذا الإستثناء، وأنا لم أتركك للحظة وكنتي دائماً مطيعة ومحبة وخدومة أيضاً والجميع سواء بالملجأ أو هنا قد أحبوك ونتمني جميعاً أن تظلي معنا، لكن رغم هذا لا يمكنني أن أوافق على هذا الأمر على الأقل الآن" فردت لارا وقد بدا الحزن والإنزعاج عليها
"لماذا يا أمنا"
"إبنتي لايمكنك الاختيار بين شيئان لم تجربي أحدهم، العالم قد يكون حقاً مكان مخيف لكنك لم تجربي العيش فيه بعد، فأنت حتى أثناء الجامعة ماكنتي تجلسين مع زملائك ....كنتي تأتين هنا وتصلي، لم تري شىء واكثر مايدفعك للرهبنة هو هذا الخوف وهذا ليس صحيحاً، طريق الرهبنة ايضاً طريق صعب وشاق ملىء بالحروب الروحية القوية والتي لم تريها قبلاً وربما بل وأكيد سيكون رغبتك لرؤية العالم أحداها، ان لم تفكري جيد وتجربي ومن الافضل ان تفعلي هذا الآن وليس لاحقاً "
"أمنا أنـــ" فقاطعتها امنا وقالت لها
"لارا انا لا أرفض ان تسلكي هذا الطريق، بل بالعكس أتمنى هذا من كل قلبي، ولاحقاً سأكون سعيدة جداً إن كان هذا إختيارك، لكن يجب عليك أن تخرجي وتعيشي ومهما كان اختيارك فتأكدي أن ربنا سيكون معك، ولن يتركك بل وسيستخدمك أيضاً"
"لكن ياأمي أنا حقاً .." ثم صمتت لارا وقد بدا الخوف والحيرة على وجهها واضحاً فقالت لها أمنا
"حسناً ما رأيك فلنصلي أولاً ونطلب إرشاد ربنا"
أومأت لارا برأسها بالموافقة ثم دخلتا الكنيسة ووقفتا لتصليان.
لاحقاً جاءت عمة لارا وكانتا قد انتهيتا من الصلاة لتوهما وخرجتا من الكنيسة، "مساء الخير" قالت نادية عمة لارا لهما، وردتا عليها التحية ثم وجهت كلامها للارا وهي تعطيها قبلتين على خديها وهي سعيدة للغاية
"مبروك ياعزيزتي أخيراً تخرجتي من كلية الالسن" فإبتسمت لارا وقالت لها
"أخيراً عمتي ولكن هذه المرة جيد جداً وليس إمتياز" فردت نادية
"جيد جيد جداً عزيزتي" ثم سألتهما "ولكن يبدو انكم كنتم تتحدثان بأمر ما؟ هل عليا الرحيل؟" فقالت أمنا
"لا بالعكس نريد أن تشاركي معنا في الأمر فقد صلينا وتحدثنا في الأمر وكلامك الآن قد يكون إرشاد ربنا لنا" فعقدت نادية حاجباه وقالت
"أنا!!؟ ما الأمر؟" أجابت أمنا
"لارا تريد أن تسلك طريق الرهبنة ولكني أرى أنها يجب أن تخرج من الملجأ للعالم وتعيش وتعمل لفترة قبل أن تتخذ هذا القرار فما رأيك؟" فردت نادية
"لوتريدين رأي أنا معك في الأمر هذا القرار يجب أن تأخذ وقتها كله قبل أن تقرر ما الذي عليها فعله، حتى لاتندم لاحقاً أو يحاربها الشيطان بأمر لم تعرفه، ولاتستطيع أن تنتصر عليه"
نظرت أمنا للارا وطأطأت لارا رأسها إلى الأرض وقد بدا عليها الضيق والحزن الشديد، فأمسكت أمنا بذراع لارا ووقفتا ثم قالت لها والثلاثة يسيران معاً في إتجاه الخروج من باب الدير
"إسمعي يالارا، فلتعطي نفسك مهلة ولتكن سنة، انتقلي إلى منزل والدك مع زوجة أبيك وأخوتك، وابحثي عن عمل وعيشي وجربي إذا وجدت قرارك كما هو فالأمر سيقويك لاحقاً على الاستمرار بنعمة ربنا، وسيكون بمثابة تجربة وخبرة لك، وإن وجدت أن الاستمرار في العالم هو قرارك فتأكدي أيضاً أن الله سيقويك لتخدميه في العالم أيضاً، وتذكري دائماً أن الله أعطى لكل واحد طريق لكي يعيشه، نعم من لم يتزوج أحسن لكن أيضاً أن تتزوجي ويكون لك أطفال على أسم المسيح وتنشئيهم في مخافة الله حسن" فنظرت لارا لها قليلاً ثم نظرت لعمتها وتنهدت وقالت لهما
"حسناً كما تريدان".
********
"من ستأتي لتعيش معنا من؟" صاحت ميرفت زوجة والد لارا الاستاذ أمين، فأجاب أمين "لارا ابنتي الا تعريفينها" فصاحت "بالطبع أعرفها لكنها لن تعيش ببيتي" فرد أمين "إسمعي انا قد تخليت عنها لأجلك عندما كانت رضيعة، ووافقتك لأنني ماكنت سأستطيع أن أعتني بها بمفردي، لكنها الآن فتاة ناضجة ولا يوجد مكان لتبقى فيه وهي ابنتي... شرفي.... لن ألقي بها في الخارج لأجل اي احد" فردت زوجته وقالت "أنا أي أحد ياأمين ...شكراً لك" ثم تركته وذهبت...تنهد أمين ثم لحق بها وقال
"اسمعيني اولاً هي لن تبقى سوى لسنة واحدة ...ولارا مثل النسمة لن تشعري بها حتى!" فردت ميرفت
"لا يا أمين لا" فقال لها
"لماذا؟؟؟" فأجابته
"هذا كان شرطي لا اريد شىء يذكرني بأن أهلك قد أجبروك على الزواج بأخرى ولولا أنها ماتت ماكنا تزوجنا لا لا ياأمين" فقال لها
"فقط لسنة ياميرفت ...سنة واحدة وسأجد لها عمل تبقى فيه طوال اليوم ولن تريها سوى نادراً" فنظرت له وزفرت بعض الهواء فقال لها "وسنشتري الخاتم الذي أردتيه مارأيك؟" فنظرت له وقد بدأت تهدأ وقالت
"حقاً"
"نعم"
تنهدت ميرفت وقالت له
"حسناً سنة واحدة فقط...متى ستشتري لي الخاتم" فرد أمين
"اليوم في المساء بعد ان اعود من العمل وانتي جهزي لها سرير بالغرفة مع اختها إتفقنا" فقالت له على مضد
"حسناً سأفعل".
في الصباح التالي وقفت لارا أمام باب الملجأ في إنتظار حضور والدها وعمتها لإصطحابها إلى منزل والدها، كانت تقف مع مشرفتها وصديقتها المفضلة لينا والتي كانت اقرب انسانة لها بعد أمنا وعمتها، وراحت لارا تنظر إلى مبنى الملجأ وتتنهد، فكل جزء فيه له ذكرى داخلها فقد عاشت فيه لأكثر من إثنان وعشرون عاماً ، فرحت فيه وبكت فيه ، لعبت ووقعت وضحكت وخافت كل شىء داخله وكان اول مكان فتحت عينيها عليه .
"أتودعينه" سألت لينا لارا فنظرت لها لارا وهي تومىء برأسها بالإيجاب وابتسمت وقالت لها
"يبدو ذلك" فربتت لينا على ظهرها وقالت لها
"سأفتقدك كثيرا لا تتوقفي عن الاتصال بي" فأجابت لارا
"أكيد انتبهي لنفسك جيداً حتى اراكي" فإبتسمت لينا وأومأت برأسها بالإيجاب وهنا وصلت السيارة.