"هل حقاً تسألني" فشعر أمين بالإحراج ونظر لميرفت ثم عاد لنادية وقال لها
"حسناً والى أين؟" فأجابته
"أمريكا اللاتينية" فقال لها
"ماذا اليست تلك المدينة الخطرة هناك حيث تعملين مندوبة لجريدتك" فأجابت
"نعم ديستريو DISTRITO ولا تقلق لن أجعلها تأتي معي بالطبع عندما أعمل، لكن ستظل بالفندق، والمدينة هناك جميلة جداً ومليئة بالمعالم السياحية الجميلة وستستمتع" فقال أيمن
"لكن ياعمتي هي من أخطر عشر مدن بالعالم" فردت نادية
"أسكت أنت" فصمت أيمن وتوجهت لأمين بالكلام "سأخذ لارا معي ولن أتركها" فرد أمين
"ولكن .." وقبل أن يكمل قاطعته لارا
"أبي أريد أن أذهب من فضلك" وهنا صمت الجميع ونظروا إلى لارا فقطعت نادية الصمت وقالت
"إذاً فلتستعدي سنسافر اليوم الساعة الخامسة" ثم تناولت نادية لقمة أخرى وأسرعت بالخروج.
"أنتي ستذهبين بسبب أمي أليس كذلك؟" سألت إيمان لارا وهي تعد حقيبتها فتنهدت لارا ونظرت لإيمان وقالت لها "في الحقيقة زوجة أبي سبب من الأسباب، فأنا أشعر بإنزعاجها من وجودي، لكن ليس هذا السبب الوحيد انا أحتاج أن أغير جو، وارى اشياء جديدة لأستطيع أن أتخذ قرار سيحدد مستقبلي كله، لذا عليا أن أغادر"
تنهدت إيمان وشردت وهي تنظر إلى الأرض فرفعت لارا وجه إيمان بيدها وقالت لها "لماذا هذا الحزن هذه رحلة لبضعة أيام وسوف أعود وسأضايقك كثيراً ألسنا أختين" فإبتسمت إيمان وقالت "في البداية لم أتقبل فكرة أنك أختي من أم أخرى، ولأجل أمي عاملتك بقسوة لكنك طيبة جدا وحقاً لم أشعر بضيق من وجودك بل على العكس" فقامت لارا وضمت إيمان إليها وقالت لها "وأنا أيضاً شعرت أخيرا بمعنى أن يكونا لي أخوة يخافون علي مثل مافعلتي أنتي وأيمن" وفجأة قرع أحدهم الباب ودخل أيمن هو الأخر وهو يشعر بالحزن وقال لها "لارا أمي ستتعود عليكي اصبري فقط، ماتفعلينه انتحار هذه البلدة خطرة جداً" فإبتسمت لارا وقالت له "لا تخف ربنا موجود هنا وهناك، كما أن عمتنا تعمل هناك منذ أكثر من سنة وها هي" فقال أيمن "عمتنا أنا اشك أنها من أهم اسباب الخطر هناك، أنا أخاف على المدينة منها" فضحكت إيمان على كلام أيمن وضحكت لارا أيضاً ثم ضمت أيمن إليها هو الأخر وقالت لهما "لا تخافا ولا تقلقا سأكون بخير" ثم ذهب ايمن وعادت لارا لتوضيب حقيبتها وراحت إيمان تساعدها.
خرجت لارا من غرفتها حوالي الساعة الثانية والنصف ظهراً بعد أن إستعدت للسفر وفي إنتظار وصول عمتها، وجدت والدها يجلس على طاولة الطعام وهو يسند رأسه على كلتا يديه ويبدو عليه الحزن والالم فقالت له
"أبي" فرد أمين
"لارا أعلم لماذا تريدين السفر أنتي تظنين أني رجل ضعيف لا استطيع حمايتك أليس كذلك؟ ومعك حق فأنا لم أحميك عندما كنتي صغيرة والأن أنـــــ " فقاطعته لارا
"لا ياأبي ليس الأمر هكذا، لكن بناء على إتفاقي مع أمنا أني يجب أن أرى العالم وارى كيف سيكون الأمر معي وسيفيدني السفر كثيراً لأتخذ قراري وليس شىء أخر" رفع أمين رأسه وقال لها
"حقاً يالارا" فأومأت لارا برأسها بالإيجاب وإبتسمت وقالت له
"نعم ياأبي لاتقلق علي" فقال لها
"تلك المدينة خطرة جداً ياابنتي" فقالت له
"ربنا موجود هنا وهناك وسأحاول أن أبتعد قدر الامكان عن الخطر، لا تقلق يا أبي وعمتي تحفظ المدينة عن ظهر قلب وأنت تعلم كم أنها تحبني وتعتبرني كإبنتها فلا يمكن أن تعرضني للخطر أليس كذلك؟" تنهد أمين وقال لها
"احترسي جيداً ياإبنتي أرجوك"
إبتسمت وقالت له
"حسناً سأفعل" وهنا دق جرس الباب وفتح أيمن ليجد عمته فدخلت ونظرت لهم جميعاً ثم قالت للارا "هيا" فحمل أيمن حقيبتها ونزل ليضعها بالسيارة ووضع أمين قبلة على جبهة إبنته ثم ضمت لارا إيمان وقبلتا بعضهما البعض ثم ذهب لارا لميرفت وقالت لها "إلى اللقاء أراكي قريباً" فقالت لها ميرفت "حسناً وانتبهي لنفسك" فأومأت لارا برأسها بالإيجاب ثم أخذتها عمتها وذهبوا.
أخيراً بعد أكثر من خمسة عشر ساعة هبطت الطائرة التي عليها نادية ولارا بـDistrito
وما ان اخذتا حقائبهن ووقفتا خارج المطار في إنتظار السيارة التي ستقلهن إلى الفندق، إذ فجأة سيارة سوداء تقف أمامهن ويخرج رجلين ليمسكا بنادية، وأخر يسحبها من داخل السيارة إلا أن لارا صرخت عمتي، ولم ترضى أن تفلت يدها فأمسكها الرجل ودفع بها هي الأخرى إلى داخل السيارة.
استيقظتا نادية ولارا ليجدا نفسهما بغرفة فارغة إلا من بعض دواليب السيارات والمقاعد المحطمة، وطاولة صغيرة فقطبت نادية حاجباها وكأنها عرفت ما الذي حدث، فسألتها لارا "ما الأمر عمتي" فلم ترد نادية عليها، ثم وقفت وتبعتها لارا، ثم راحت نادية بالغرفة ذهاباً وإياباً وكأنها تفكر ثم قالت للارا
"اسمعي يا لارا ماأقوله جيداً، انا أعلم من الذي إختطفنا" فصاحت لارا
"ماذا خطفنا" فقالت لها
"لارا إهدئي سنخرج من هنا ولكن يجب عليكي أن تفعلي ما سأقوله لك" فنظرت لها لارا والخوف والقلق بادياً عليها وقالت
"ماذا؟" فردت نادية
"اسمعي لا يجب علينا أن نقابل رئيس هذه العصابة ان قابلناه سيطلب مني طلب لن استطيع أن أنفذه له، وهذا الرجل لايرحم وسوف يقتلنا بالتأكيد، لذلك يجب علينا ان نهرب بسرعة "
أومأت لارا برأسها بالإيجاب وقالت
"ماذا عليا أن أفعل؟" فقالت لها
"أولا ساعديني لنضع تلك الطاولة هناك خلف الباب " فساعدتها لارا ثم اكملت نادية " انتي ستصعدي فوق تلك الطاولة وما أن يدخل أحد الرجال فلتقفزي عليه وتغمي عينيه بيديك وأنا سوف أمسك بشىء ثقيل ...." ثم نظرت حولها وإذ بقضيب حديد فأمسكت به وأكملت كلامها مع لارا وقالت لها "سوف أمسك بهذا وسأضربه به فسيسقط ونهرب نحن بعدها" فقالت لارا
" لكن ياعمتي سيتأذى الرجل هكذا" فإنفعلت نادية
"إما يتأذى إما نموت نحن اسمعي الكلام" فقالت لارا
"حسناً حسناً، لكن هل انتي متأكدة انه لن يكون هناك غيره" فقالت نادية والخوف بادياً عليها
"لست متأكدة بالطبع لكن لنأمل أنهما وضعونا في حجرة بعيدة وعليها شخص واحد للحراسة" ثم سمعوا وقع أقدام تقترب....
أشارت للارا لتفعل ما قالته لها فصعدت لارا إلى أعلى الطاولة وما أن فتح الباب ودخل الرجل حتى قفزت لارا ووضعت يدها لتعمي عينيه إلا أنه أمسك بيدها بل وأمسك بذراعيها بطريقة جعلتها لا تستطيع الحركة وأسرعت نادية لتضربه بالقضيب لكنها ما أن رفعته لتضربه حتى سقط القضيب من يدها واتسعت عيناها وملأ الخوف قلبها وابتلعت ريقها وقالت جاك.
"هل جئت بتلك الصحفية" سأل جاك فيرميلو -أهم رجاله وذراعه اليمنى- فرد فيرميليو - "نعم سيدي نادية" فقال له
"هل حصلت على الصور والفيديو" فقال له فيرميليو
"ليس بعد ياسيدي لم نجد شىء بحقائبها، ولا بالفندق الذي تنزل به" فقطب جاك حاجباه ثم سأله
"هل تكلمت معها" فقال فيرميليو" في وقت سابق فقط قبل سفرها ورفضت إعطائنا اياها بل وهددتنا أيضاً" فضحك جاك وقال
"هددتكم وهل يوجد ماتستطيع أن تهددكم به" فقال فيرميليو
"هي تظن ذلك سيدي" فهز جاك رأسه متعجباً ثم إبتسم إبتسامة تهكمية ووقف من على مقعده ثم قال
"حسناً أنا سأتحدث معها بنفسي" ثم خرج من غرفته وتبعه فيرميليو.
فتح فيرميلو باب الغرفة المحتجز بها نادية ولارا وما ان فتح الباب حتى دخل جاك أولاً وبمجرد دخوله قفزت لارا على كتفه ووضعت يدها على عينيه، إلا أنه تفادى هذا وأمسك بذراعيها بطريقة شلتها عن الحركة، وفي نفس الوقت كانت نادية تهم لضربه، إلا أنها فوجئت بفيرميلو يقف خارجاً وأن من أمامها هو من كانت تخشى مقابلته .... زعيم العصابة .... جاك.