فاطمة يابنتي تعالي بسرعة المسلسل هيبدأ ...
خرجت فاطمة سريعا من غرفتها وهي تعدل نظارتها ببسمة واسعة ثم جلست جوار والدتها بحماس شديد وهي تقول لها :
_ متف*جتش على الحلقة اللي فاتت احكي ملخص بسرعة لغاية ما التتر يخلص ....
بدأت والدتها تقص عليها سريعا ملخص الحلقة السابقة وهي تصف لها بيدها كل ما حدث وكأنها تمثل معهم لتفتح فاطمة فمها بحماس :
_ يا نهاري ده انهاردة هتكون حلقة دمار .....
ابتسمت لها والدتها ثم رمقت التلفاز بحنق شديد وهو بمجرد انتهاء اغنية البداية يأتي إعلان طويل مدته 15 دقيقة تقريبا .....
_ الواحد ملّ من القناة دي بجد اعلانات اعلانات اعلانات ده ناقص بعد كل اسم ممثل في التتر يجيبوا اعلان .
ضحكت فاطمة بعنف وهي تنهض سريعا تقول لوالدتها التي تجلس :
_ طب كويس لغاية ما انزل اجيبلنا شوية تسالي عشان نمخمخ اصل حلقة انهاردة هتكون روعة ....
انهت حديثها وهي تدخل غرفتها لتغيب داخلها قليلا ثم خرجت وهي تعدل من وضع حجابها قائلة بسرعة وهي تتجه للباب :
_ مش هتأخر هجيب شوية لب وبيبس وجاية وهجيب معايا درة فشار .....
_ ماشي بس مش انا اللي هقوم اعملها زي كل مرة تقومي أنتِ بقى ....
وافقت فاطمة سريعا وهي تخرج حتى تلحق بداية المسلسل ........
في الأسفل كان كلا من هادي و زكريا يتقدمون جهة القهوة و زكريا لا يفهم شيء مما يفعل هادي فقد كان يتمتم بضيق شديد طوال الطريق ......
بمجرد وصولهم للقهوة حتى انطلق صوت عالي سعيد :
_ هادي حبيبي ....كنت فين من الصبح ؟؟؟
زفر هادي بضيق شديد وهو يرمق ف*ج الذي نهض من مكانه متجها له ب*رف في يده وبكل لهفة مدّ يده بالظرف وهو يقول له بتملق :
_ خد معلش وصل ده لام اشرف ....
نظر هادي ليده قليلا ثم رفع عينه لف*ج وهو يقول بعدم فهم :
_ هو مش انا ودتلها واحد الصبح ؟؟؟؟
ابتسم ف*ج بسمة غ*ية بعض الشيء وهو يجيب :
_ ايوة بس احنا دلوقتي بليل فلازم امسي عليها ....
_ يا اخي جاك البلا في صباحك ومسائك وحبك الملزق ده ما تستخدم تليفونك وابعتلها رسالة واتس ق*فتوني معاكم ......
صدم ف*ج من هجوم هادي عليه وتراجع قليلا للخلف بينما ضحك زكريا وهو يتركه ليتصرف معه ثم تحرك للمحل المقابل للقهوة ليحضر له أي عصير بارد .......
_ إنت بتكلمني كده ليه يابني هو انا ضغطت عليك وزهقتك معايا ولا ايه ؟؟؟؟
كان ف*ج يتحدث بحزن وهو ينظر للغضب المرسوم على ملامح هادي ليجيبه هادي ببسمة باردة :
_ اه
ابتسم ف*ج له وهو يمد يده بالرسالة وكأنه لم يكن يتحدث بتمسكن منذ قليل :
_ حيث كده مش هيضر لو ضغطنا ضغطة صغننة كمان ...يرضيك ام اشرف تنام من غير ما اطمنها عليا ؟؟
أشار هادي لنفسه بنفاذ صبر :
_انا مالي؟؟؟؟ ما تنام ولا تسهر انا مالي ؟؟؟بعدين تطمن عليك ايه بس يا ف*ج هو إنت مهاجر العراق ما انت ملزوق في الكرسي على القهوة لما بقيت ماركة مسجلة ....
**ت ثم أكمل بغيظ من ذلك الرجل المتصابي :
_ يا جدع ده احنا بقينا نوصف الطريق بيك ......لو حد سأل على مكان بنقوله على يمين كرسي ف*ج وعلى شمال كرسي ف*ج ....ده احنا هنقدم طلب للدولة عشان تضيفك على الخريطة ....يا جدع دول عيالك قربوا ينسوا وشك
تنفس ف*ج بضيق من حديثه هذا الذي يشعره بالذنب ثم قال بعد **ت طويل قليلا :
_ يعني مش هتودي الجواب لام اشرف اطمنها عليا
صرخ هادي في وجهه بنفاذ صبر هو اساسا لم يهدأ منذ حديث بثينة منذ قليل :
_ تعرف يا ف*ج أما رجعت دلوقتي للكرسي بتاعك انا هروح اسلم الجواب ده لاشرف واحكيله كل حاجة
نظر له ف*ج وهو يضيق عينه :
_ كل حاجة ؟؟؟؟
ابتسم هادي وهو يهز رأسه بخبث :
_ كل حاجة ...
_ حتى خروجة حديقة الأورمان ومعرض الزهور ؟؟؟
هز هادي رأسه ببسمة وهو يربع يده :
_ وهقوله إن برطمان العسل الابيض انت اللي جبته من معرض الزهور ليها مش وخداه من ام فوزي ....
همس ف*ج بضيق وهو ينظر لذلك الشاب المزعج :
_ انت عارف اكتر من اللازم ...لازم ابدا اشوف واحد غيرك يساعدني ....
ابتسم هادي بسخرية ولم يكد يتحدث حتى وجد أحدهم يتوقف بجانبه وهو يرتدي بذلة ويحمل بيده علبة كبيرة و بوكيه ورد قائلا ببسمة سمجة :
_ اذا سمحت يا كابتن هو بيت رشدي منين ؟؟؟
في المحل كانت فاطمة تنتقي العديد من الأشياء التي ستتناولها مع والدتها أثناء سهرتهم...نظرت لما في يدها برضا تام ثم ذهبت ووضعته أمام الشاب الذي يقف خلف طاولة عالية بعض الشيء والذي لم ينزع نظره من عليها منذ دخلت لتشعر وكأنها ع***ة أمامه .....
_ حاجة تانية؟؟؟؟
هكذا تشدق الشاب وهو يضب كل ما أخذته فاطمة ثم نظر لها ببسمة ليست مريحة ...ابتلعت فاطمة ريقها وكادت تنفي سؤاله لولا عينها التي وقعت على أحد الاشياء المفضلة لديها لتبتسم قليلا وهي تهز رأسها متجه للعلبة الخاصة بذلك الشيء والتي كانت تقع في اخر صف كبير من العلب لذا انحنت قليلا لتصل لها ......
في ذلك الوقت كان زكريا يتجه لداخل المحل وهو يحمل بيده علبة عصير متوسطة الحجم ويخرج أمواله وهو يبعد نظره عن تلك السيدة المتشحة بالاسود ارضا ....لكن بمجرد مروره جوارها وبسبب ضيق الممر الذي يقع في بداية المحل من الخارج نهضت الفتاة سريعا ولم تكن تعلم بوجوده خلفها لتصطدم به بعنف شديد ويسقط زكريا للخلف على الأشياء المتراصة في المحل من علب خاصة بالشيبسي وغيرها وأيضا سقط كل ما كان يعلو تلك العلب على رأسه ليصرخ زكريا بصوت عالي نسبيا بسبب تلك المفاجأة فهو كان حريص على التوقف جانبا حتى تنتهي وتنهض لكن حركتها تلك كانت مفاجأة واسقطته ارضا على كل ما خلفه ......
كانت فاطمة تقف وهي تنظر لذلك الشاب برعب ليس مجددا ....ليس هو مجددا ....لما كلما رأته يحصل معها موقف مشابه ....هبطت دموعها بخوف وهي تحتضن الحلوى وكأنها تحميها منه ثم همست بصوت خافت باكِ :
_ والله غصب عني انا اسفة ......
_______________
استدار هادي لذلك الشخص الذي يتساءل عن بيت رشدي وهو يحمل علبة تبدو من شكلها أنها علبة جاتوه وايضا يحمل بوكيه ورد ليمد هادي يده وهو ينظر في بوكيه الورد بتعجب ثم رأى سيدة تقف خلف الشاب فقال هادي بهدوء مخيف :
_ عايز رشدي ليه ؟؟؟
نظر له الشاب بتعجب ثم قال بتأفف وهو ينظر للعلبة بيده :
_ حضرتك تعرفه ؟؟
اقترب هادي منه بخطوات بطيئة مخيفة :
_ عز المعرفة مين القمر ؟؟؟؟
تحدث الشاب وهو يشير لما بيده وكأنه يخبره " هل أنت اعمى " :
_ يعني معايا تورتة و ورد وبسأل على بيته هيكون ليه؟؟؟
نظر له هادي وتغاضى عن سخريته وهو يقول بتفكير :
_ عيد ميلاد رشدي ؟؟؟؟
زفر الشاب بضيق منه وهو يقول بتذمر :
_ لا جاي اتقدم للانسة شيماء ....
هز هادي رأسه بتفهم وهو يبتسم له بلطف :
_ اه يا اخي قول كده .....
مد يده وهو يأخذ العلبة منه فتشبث بها الشاب ليقول هادي ببسمة :
_ هات بس العلبة دي حرام نعمة ربنا برضو ....
أخذ العلبة منه وهو يضعها في يد ف*ج الذي ترحم على الشاب في سره :
_ من بين كل الناس في الحارة ملقتش غير ده وتسأله لا وبتقولها في وشه كده عايز اتقدم لشيماء ده انت هتتفرم .......
نظر هادي للسيدة خلفه وهو يسحب الشاب معه قائلا :
_ خد الست خليها ترتاح يا ف*ج على القهوة عشان الروماتيزم لأننا هنتأخر اياكش ام اشرف تيجي تقفشكم ونخلص ......
أنهى حديثه وهو يسحب الشاب معه والذي لم يفهم شيء مما يحدث :
_ هو في ايه مش فاهم ؟؟؟
_ متخافش يا حبيبي هنروح انا وانت حفلة على شرفك وهنجيب تورتة ونهوف عليها سوا ..............
ثم تمتم في سره بغضب جحيمي :
_ قال هتقدم للانسة شيماء قال .........
_____________
في انتظار توقعاتكم للي جاي .......
دمتم سالمين
رحمة نبيل ♥️