الفصل الأول (الجزء الثاني)

4312 Words
الفصل الأول في تلك الليلة الصيفية الحارة تلألأت بداخل حديقة منزل صغير بالأضواء الساطعة وكأنها تنافس سماء يوليو المغطاة بآلاف النجوم حيث تعالت ضحكات شابين صغار يلعبونه بالكره لم يتجاوز عمرهما الثالث عشر واختلطت الهمهمات بين أباهم ثلاث أخوه من بعيد الذي كانوا يجلسون بالقرب منهم ليتحدث حماد الجبالي مالك يا اخويا اللي شاغل بالك أجاب حسنين الجبالي متن*دا بحرارة كبيرة اخر ايچار للأرض السبوع الچاي وإني معيش القرشينات دلوج وإني تعبت علي ما اشترتها حاچه تسند العيال لما يشدوا حيالهم انا ما صدجت اشتريت الارض ديه وتعبت عقبال ما قدرت أجمع تمنها انا بافكر ابيع المواشي اللي عندي صاح حماد بحده يعاتب أخيه انت أتچنت يا حسنين عاوز تبيع المواشي ديه هي اللي فاتحه بيتك و عتصرف علي عيالك منها ليقول حسنين بقله حيله قائلاً عمل ايه اديتهم كلمه جبل سابج عاوزني ابجي مش جد كلمتي يا حماد رايده اخوك يكون مسخره وسط الخلج دول 5 ألف عجيبهم منين بس هز رأسه برفض وسرعة قائلاً لاه ولا عاش ولا كأن يا اخوي و حصول أكده اني ممكن اسلفك المبلغ و لما يبقى معاك أيبقي سداده براحتك أجاب حسنين بهدوء تسلم يا اخويا شايلك لي وقت عاوزه قال حماد بإصرار أني عتحدد چد يا حسنين خد القرشينات وابقى ردهم بعدين نظر إليه بدهشة حديد ايه ديه يا اخويا بس انت وراك مصاريف انت كمان وبيت حماد بعدم مبالاة ما لكش صالح بيا وجول موافج هز رأسه برفض تآما ما عينفعش يا حماد ما بحبش ابقى ليا دين لي حد وانا مامعرفش اسدد الدين امتى نظر لهم صلاح لـشقيقه وهو احتدت عينـاه السوداء ليقول مقترح طب إني عيندي حل ايه رايك يا حسين تكتب الأرض باسم حماد لحد ما تردله الدين هز رأسه هاتفاً حماد عتجالوه ايه يا صلاح انا مش عاوز حاچه ديه اخويا مش ضمنه ولا ايه تطلع إلي حسين قائلاً بقصد وهو يعني مش ضامنك انت كمان ده مجرد ورقة و هتتقطع بعد ما يردلك الدين ولا انت مش واثج فى اخوك يا حسنين هتف بدون تفكير لا طبعا واثج فيه أبتسم صلاح بخفه قائلاً طب يلا خذ القرشينات من اخوك ونادي علي عديله مرتك تچيب ورقه وقلم عشان تكتب العقد مش لازم يبقى ضامن حجه ليوافق بعد إلحاح كبيره من اشقائه الطويل هاتفاً عيندك حج يا صلاح أبتسم حسنين قائلاً خلاص اكده يا حماد الارضي باجيت أرضك دلوج استمع هذا الكلمات إبن حماد وهو يأخذ الكوره الذي طاحت وهم يلعبه بها ليهتف إبن عمه قائلاً يلا يا دياب هات الكوره بسرعه عوجت ليه تطلع إلي ولده مطولاً ثم ألتفت إليه وهو يركض تجاه حاضر يا عيسي چاي لوت عديله فمها بحنقه شديدة من فعلت زوجها بأنه يكتب الأرض بإسم أخيه حماد فهي لا ترتاح أبدا إلي اخواته الاثنين حماد و صلاح ودائما ما تحذر زوجها لكنه يثور عليها فـ هو طيب جدآ و يحب أخواته ويثقه بهم ثقه عمياء بـ غرفه مظلمه لا يدخل لها الا شعاع نور متمرد من نافذه صغيره باعلى الحائط فـ هى غرفه بداخل فيلا الـ أحمد السيوفي تجلس فتاه بملامحه جميله بـ زاويه الغرفه أعلي الفراش تضم قدمها وتخفى وجهها بينهم وتبكي وتفكر ماذا تفعل هى ليست مذنبه بـ شئ فا كل ما فعلته أنها أحبت بصدق و تزوجت من أحبته لكن هو لا يبدلها هذا الحب ألم يكن سوا أحمد السيوفي الذي وافق على الزواج بعد إصرار كبير من ولده حتي يتزوجها فهي حياه المهدي ولدها صديقه الذي توفي بعد صراع مع المرض الخبيثه وقبل أن يتوفي بعده لحظات وصي والده أحمد السيوفي علي أبنته ولم يكن من السيوفي حل غير أن يزوجها إلي إبنه أحمد الذي رفض بشده لأنه يحب فتاة أخري لكن دائما يعملها بجف وعدم اهتمام وأحيانا يعترف لها بأنه تزوجها بالغصب من ولده ويحب فتاه أخري هو هكذا وسيظل هكذا قاسي أفاقت حـيـاه من شرودها على صوت رفيقة دربها ريم وهي تهزها برفق متمتمة باشفاف عليها بس يا حـيـاه بطلي عياط إنتي ليه تاعبه نفسيتك على شخص بارد زي دا مش حاسس بيكي على طول بيهملك إنتي وبنتك هـزت رأسها ببطء ليخرج صوتها مبحوحًا لينًا كخشبة رقيقة لا تستطع ان تغرق وسط المياه ولا حتى ان تنفذ من موجاتها مش قادرة يا ريم فكرة إنه يكون بيعرف واحده عليا ويحبها بدمر قلبي عضت ريم على شفتاها بأسى ما إنتي اللي غاويه تتعبي نفسك .. من اول يوم جواز كمان ومن ساعه لما حكيت لي اللي حصل بينكم ومعاملته معاكي وسايبك بعد الفرح واختفي اسبوع وجايه ليكي بعد كده وانا قلت لك إني شكه أنه بيحب واحده ثانيه بس انتي مصدقتيش شردت قليلاً في تلك الليلة المأساوية التي حولت حياتها في ليله وضحاها لتصبح سوطًا يجلد تلك الفتاة بلا رحمة ! بينما هتفت ريم اد*كي المره دي سمعتي بنفسك وهو عمال يحب فيها في تليفون استطردت حـيـاه بنبرة ليست هنا بل شاردة تصف تلك الضجة التي تسيطر على داخلها ما دا اللي تاعبني وتاعب قلبي ان سمعته مش حد قال لي عشان اكدبه وإنه على طول يقول لي أنا مش بتاع الحاجات دي كلها كلام فاضي بالنسباله ومجرد هبله بس الكلام اللي سمعته وهو بيكلمها في التليفون كان صعب على قوي عليا دي بيقولها اد ايه أنه بيكرهني و اتجوزني غضب قـالـت ريـم بصـوت حـازم انتي لازم تتطلقي منه ده واحد ما عندوش دم مش محترم مراته و بيته ولا حتي بنته اللي على طول عمال يهمل فيكم و رايح يحب واحده ثانيه هزت رأسها نافية لتجيب بقلب متمني متوجع بقدر تمنيه مش هاقدر يا ريم أنا بحبه اوي تطلعت بحزن إلي بنتها تتسال ما ذنبها في معانات أمها الذي لم تتجاوز السابع من عمرها وهي تجلس بزاويه بعيده عنهم لكنها استمعت إلى حدثهم بطبع لم تفهم جميع الكلمات لكنها أدركت حزن وبكاء ولدتها كل يوم بسبب ولـدهـا ثم هتفت حـيـاه إلي أبنتها فهي تحاول بكافة الطريق أن لا تحس ابنتها بشئ مسحت حنان دموعها بأبتسامة ناعِمة وقالت اطلعي يا حبيبتي العبي بره رحلت الطفلة بطاعه ثم اردفت ريم باستنكار يبقى هتفضلي عايشه في العذاب ده طول عمرك هو إنتي قولتيله انك قاطعتها حياه بصعوبة وهي تحاول التماسك لا و اياكي تقولي ليه حاجه عن الموضوع ده يا ريم عقدت ريم ما بين حاجباهـا هامسة ببحة متأثرة إنتي كده بتموتيني بالبطيء يا حـيـاه لازم يعرف يمكن تصعبي عليه حتي لما يعرف كانت عـديلـه جالسه بخارج مـنزلها متربعه بقدميها أرضـا وعلي حـجرتـهـا صحن كبير بـداخـله حبات ارز أبيض تلتقط حصاه السواد منه وهي شارد الذهن بزوجها الذي سافر الليله في الصباح الباكر مع أخوه حماد إلي مصر بسيارته النقل الخاصه بيه حتي يبيع حسنين زوجها المحصول الأرض، لاتعرف لماذا أصر حماد علي الذهاب معه وهي دائما لا تثق في أخواته وهي تري في عينيهم الحقد والغيره وتريد أن يخلص حسنين من هذا الدين بسرعه قطع تفكيرها السيده زيـنـب جارتها وهي تصرخ بقوه و فزع اللحچي يا عـديلـه الـعربيـة انـچلبت بـچوزك وأخـوه حـمـاد ونـجلـوهم المشـفي في منزل صلاح الجبالي داخل الصالون يتوسط الجلسه براحه و يجلس علي يمينه زوجته نعمه وهو يرتسم فوق وجهه هو يتابع ثرثرة زوجته بعدم اهتمام فا كل ما يشغله ما سوف يحدث الآن وهو بانتظار الأخبار من اخيه علي حد الجمر انفجر حماد بقهقه عالية قائلاً هيفضل طول عمره أخوك حسنين غ*ي اديني خدنا منه الارض وبقيت باسمي هز صلاح رأسه ببطء قائلا ببرودة ما تفرحش چوى اكده ده مجرد عقد ابتدائي ولا يعمل حاجه لازم العقد يكون متسجل في الشهر العقاري ابتلع حماد ل**به بصعوبة ينهض من فوق مقعده قائلا إيه طب والعمل هنعمل ايه لازم ناخذ الأرض مقابل حچنا اللي ابوك كتب البيت باسمه هو لوحده ، چال ايه عشان يعوضه على فراج أمه عشان هو الواحيد اللي فينا كأن يتيم الأم نظر اليها صلاح قائلاً بحدة اسمعني زين لازم العقد يكون متسجل في الشهر العقاري خلال اسبوع اناعرفت انه مسافر بعد يومين لـ مصر شفلك اي حجه وسافر امعاه وحاول تجنعه وهو لوحده بعيد عن مراته اد*ك شايف مش بطيج حد فينا التمعت عيناه حماد بخبث هاتفاً فكره زينه حاضر عسافر امعاه وعحاول أخلي يسجل الأرض بإسمي وهفضل ازن فوج دماغه أبتسم بمكر ذئب صلاح وهو يتذكر حوار مع حماد ليدخل مسرعاً الغفير قائلاً الحج يا صلاح بيه حسنين وحماد بيه اخواتك تعيش أنت شحبت ملامـح صـلاح بصدمه من كلمات الغفير الهازئة به فـ اخر شئ كأنه يتوقع موته أخواته مرت مراسم العزاء والمواساة بصعوبه وثقل علي الجميع هتفت فـاطـمه زوجت حماد هاتفاً باجوللك ايه يا عديله انا عارفه أن مش وجته بس في حاجه عاوزه أسألك عليها انا لچيت الورقه دي في اوضه نومي أنا حماد الله يرحمه معنى إيه الحديد ديه لم تتردد وهي تجيب بجمود مالوش معنى يا فاطمة دي مجرد ورقه حسنين الله يرحمه كتابها بحس نيه عشان استلف من حماد 5000 ألف لكن دي أرض جوزي وعيالي ما تچول حاچه يا صلاح ما انت كنت قاعد وشاهد على كل حاجه تلوى ثغره بابتسامة ساخرة ثم سرعان ما يخبرها ما كنتش اعرف أنك خبيثه أكده يا عديله الكلام ده ما حصلش و الأرض بتاعه حماد اشتريها منه ودفعله فلوسه جبل ما يموت تطلعت فاطمه بها بعتاب أكده يا عديله عاوزه تأكل حج عيالي لتصرخ عديله بهم بصياح قوه كدااااب الحديت ديه ما حصلش الارض ارض جوزي وعيالي ومن حجي انا طول عمرك ثماوي وشيطان يا صلاح و مالجوش حاچه عندي صاحت فاطمه هي الأخري يعني ايه يعني ايه ما ليش حاجه انا مش خارجه من اهنيه لما اخذ حجي حتي لو علي موتك علي الجانب الآخر كانوا ينظرون إليهم بحزن وصمت دياب و عيسي حتي تحدث عيسي هامسًا بلوم شايف امك بتعمل ايه يا دياب الارض دي بتاعه ابويا كان بيحوش من زمان عشان يشتريها قال دياب بنبرة أجشة انت اللي كداب يا عيسى أنت وامك انا سمعت ابوك وهو بيقول لابويا ان الارض بجيت بتاعه اندفع عيسي يضربه بعنف أخررررس يا كلب انا امي مش كدابه جزت عديله علي أسنانها بعنفوان طب لو كلامك صوح فين الفلوس اللي حماد عطاهاله تطلع فيها ببرود فا هو يحاول بشت الطريقه أن يأخذ الأرض إليه ويستخدم فاطمه زوجت حماد وصيله حتي يحصل على ما يريده يتحدث بصوت ساخر شوفي إنتي بقى يمكن يكون حسنين طفش منك و اتجوز عليكي نظرت إليه بغضب شديد فهي تعرف كره تجاه أخوه حسنين دائما الغيره والحقد لأنه ناجح في عمله لتلمح أبنها عيسي وهو يتشاجر مع إبن عمه دياب وخرجت صوتها مبحوحًا وهي ترجوه بـس يـا عيــســى ما تضربش واد عـمـك = حاول صلاح الجبالي بكل الطريقه أن يأخذ الأرض من عديله و دائما يسلط عليها فاطمه المراه الساذجة الذي تطمع مثله لكنها لم تفلح معاها حتي فكره أيضا أن يعرض عليها الزواج لكنها بطبع تعرف نويا لذلك رفضت بشده مما أثار غضبه من هذه المراه الذي لا تتعب ولا تمل عندما علم أنها نزلت لتعمل في البيوت و تبيع خضار الأرض الذي يزرعه أبنها عيسي الذي تحمل الحمل معاها فـ هو الكبير الآن وسط أخواته مما اشفقت عليه كثيرا عديله كأن عيسي يضرب بلفيس بقوه رغم صغره سنه بـ الأرض رغم تعبه لكنه يعلم لابد أن يجمعا المال الذي تراكم عليها و بجانبه عديله تساعده اقتربت فاطمه وهي تسحب ابنتها الصغيرة لتلوي شفتها بسخرية هاتفاً من ميتي الحريم بتجلع في الأرض يا عديله تركت ما بيدها ونظرت لها يخنق يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم خير يا فاطمه عاوزه ايه تاني ابتسمت بتسليه لتهتف بخبث هو انتي مش بتقولي ان جوزك استلف من جوزي 5000 انا بقى عاوزاهم دلوج نظرت بغضب إليها فـ هي لا حتي تشفق علي ظروفها لكن بتأكيد هذا تفكير الماكر صلاح حاضر يا فاطمه اسبوع بالكثير وهيكون عندك أحمرت عينـاه عيسي بغضب ثم حدق في فرحه الطفله الصغيره تدعي فـرحـه وهي تـملي عيناها منه مطولاً ثم اشاح وجهها عنها يقرف من هذه العائلة ضحكت بسخرية وهي تسحب ابنتها يلا يا فرحه تسأل عيسي بتردد هتجيب لها القرشينات منين يا ياما هتفت بيأس هاشتغل يا ابني هاعمل ايه يعني منهم لله اللي بعده قال عيسي بخشنـة مغموسة بقوه ورفض لاه يامه مش هتشتغلي ثاني عند حد أنا إللي هيشتغل وعاچمع الفلوس واخواتي كمان هيكملوا تعليمهم ابتسمت بحب عديله وهي تضمه أبنها إليها ثم ص*رت ضحك قويه من شخص بعدها يردد شامتا واضحة هههه ايه يا عديله من جله الرچاله بتشتغلي انتي طب ما انا جلتلك اللي فيها يا بنت الناس ابتعدت عن أبنها لتنظر إليها بضيق شديد بتفهم تلمحه عرض الزواج ربنا ما يحوجني لي اللي زيك انا عندي بدل الراجل ثلاثه يا صلاح الدور و الباقي علي اللي عنده راجل بس ذي عدمه حاول تمالك أعصاب وهو يمد إليها اكياس بأنواع مختلفة من الطعام الطازج و الملابس طب خذ الوكل ديه وبطل حديتك الماسخ ده احدت عيناه أزرق هائج وبجنون يرمي حروفه على هيئة شرارات ويرفع الفاس للاعلي احنا مش عاوزين حاجه منك حتى لو عنموت من الچوع و غور من هنأ يلا تراجع للخلف بزعر واضح رغم صغير سنه الطفل بنبرة ساخره:لا شكلك عرفتي تربي صوح يا عديله السيده عديلة سيده بسيطة ربه منزل درجة أولي من أصول الصعيد غير متعلمه تزوجت رجل بسيط يدعي حسنين الجبالي وهي في سنه ١٥ من عمرها وهو في العشرون من عمره وانجبت منه ثلات أبناء راجل بسيط جدا لا يعرف شئ في حياته غير الزراعة لديه قطعه ارض كبيره لقمه عيشه جمعه المال لشراء الأرض بصعوبة من ماله الخاص بيه بالحلال وكانت حياته عاديه حتى أنجبت لهُ عديله ثلاثة أولاد ورثن عنـه كُل شيء من الطيب والشهامه وكانوا الاباء حريصين علي تعليم أولادهم ولا حرمنهم من أي شئ كأنت الحياة بينما جميع هادئه وجميله حتي في يوم توفي بعد ذلك في حادث وترك أبناء صغار وأصبح الحمل ثقيل كله عليها بمساعدة ابنها البكري وترك الحمل كله علي السيده عديلة ومع إبنها البكري عيسي مرت الأيام والشهور و السنوات سريعاً وبالفعل استطاع عيسي بمساعدة أمه عديله بتجاوز كل هذه المشاكل وسداد الدين للجميع و أيضا تعليم أخواته وتخرجهم من كليه زراعه جميعه باقتراح إلامه وإصرارها ورفضت أن يتعلمه أو بتخرجوا من جامعه أخري حتى لا يبعدوا عن بعض وعن اصلهم الزراعه والفلاحه وأصبح عمود المنزل عيسي وامه واصبحوا لهم إسمه كبيرة وسط الجميع و دائما الرأي الأول و الأخير إلي عديله مصباح المنزل كما يلقبها أبنها عيسي وفـ ذات يوم اقترحت عديله علي عيسي لابد أن يتزوج حتي يصبح لها اسره وتراه أحفاده و اختارت له ابنه خالته و رغم أنه كأن لايريد الزواج الآن ولا حتي من إبن خالته ورد فـ هو يعتبرها مثل أخته تمامأ لكن لا يتستطيع أن يرفض طلب لي أمه مهما حدث حتي لو حساب نفسه أو هذا الاختيار لم يسعده بــعــد عــده شــهــور طــويــلــة اندفع عيسي يركض بشده بأنفاس الاهثه فـ قبل قليل اتي أحد من طرف أمه يقول له بأن زوجته ورد تولد الأن وهي بحاله حرجه رآه أمه تقف وهي تحمل لافه صغير لتوقع دون تفكير بأن إبنه ابتسمت عديله بلهفه عيسي مبروك ما جاء لك يا ولدي أبتسم بحب ثم قال متسائلا ورد ورد فيـن اخفضت رأسها بحزن وصممت عقد حاجبيه ليدلف غرفه المشفي كأنت ورد راقد أعلي الفراش ازاحت دمعاتها عن عينيها و قالت بصوت خافض مؤلم يخرج من ثغرها بفرحه عـ عـيسي أقترب منها سريعاً عندما لاحظ شحوب وجهها وضعفها اترمت بين احضان عـيسي الذي استقبلها علي طول فتحدث بلهفه مردفا ورد كيفك يا بنت عمي حاسه بوجع ورد بتعب شديد وصوت متقطع حاسه انها خلاص النهايه يا عيسى بس مبسوطه جوي اني شفتك جبل ما اروح عند اللي خلجني فـ هو حبيب عمرها اول رجل بقلبها أعطها اهتمام شديد عاملها بطيبه ولكن رغم ذلك لم يمنحها حب تابعت حديثها والله العظيم ما حبيت حد غيرك صدجني أنت روحي انا مبسوطه اني هموت وانا في حضنك وعارفه انك عمرك ما حبتني يا عيسى عيسى بلهفه لا لا متسبنيش يا ورد انا بحبك ولله و إنتي مش هتموتى هتعيشي وعاتربي ابننا او بنتنا ابتسمت وسط دموعها وقالت بضعف ما تكدبش يا عيسى طول عمرك صادج يا ولد خالتي وما بتحبش الكدب انا عارفه ان مرات عمي هي اللي طلبت منك تتجوزني .انا مش عاوزك تزعل عـ موتي واتجوزها بعدي اللي ما عرفتش تطلعها من جلبك لو عند*ك الفرصه ضغط علي شفتيه السفلي و الغضب يملئ عينيه من حديثه موضح بضيق فـ هي تخليت أنه قلبه متعلق بغيرها حديته ايه ديه انا محبتش حد وقلبي مش متعلق باحد يا ورد غيرك انا مشــ وفجأه أغمضت عينيها ورد و وعيها ولم تعد تنطق فتحدث عيسي بصدمه مردفا ورررررررد انا لله وانا اليه راجعون بداخل منزل بسيط وضعت طبق الفول أعلي طاولة الطعام أمامهم لتتذوق غاده قائله بحنق الفول ناجص ملح لتقول نعمه بقرف وميته مياه كتيره كمان قالت غاده بضيق انا نفسي اعرف طالما ما تعرفيش تتدمسي فول بتعملي لي ما نشتري من بره بدل الجرف اللي بناكله كل يوم ديه هتفت فرحه بنفاذ صبر من تصرفاتهم الدائما بصوت منخفض والله ما حد مقرف غيرك انت وامك اللي جنبك انا عرفت ليه دلوج كل شويه تغضبي مع جوزك و تيجي اهنيه غاده وهي تمتم بحده بتقولي إيه بصوت واطي ما تعلي صوتك وخلينا نسمع ابتسمت فرحه ابتسامه صفراء قائله باجولك يا غاده بدل النوم لي وش العصر تجومي وتشمللي وتعملي إنتي احسن مني جزت على أسنانها بضيق شايفه جله ادبها ياما ِهتف أمها بغضب هو انتي يا بت ما تعرفيش تحطي لسانك فـ بوجك خالص لازم تردي الكلمه بعشره معلش يا بنتي ليها جوز يترد عليه واقفت أمامهم ببرود قائله لاستفزاز جوزي فوج نايم ابقى اطلعيله انتي وبنتك وبخي سميك في ودني جدامي بدل من ورايا أنتفضت أم غاده تصرخ بغضب لاه ديه إنتي زودتيها قوي يا بنت حماد اشحال معيوبه وساكتين راضيين بيكي لتقول بخبث هاتفاً بهدوء سيبيها ياما أصلاها ما تعرفش اللي فيها ِهتفت فرحه بحدة وهي تكتف يديها فوق ص*رها طب ما تعرفيني إنتي يا ام العريف ابتسمت غاده لها بخبث حالا هتعرفي نزلت أعلي السلالم عامر متمتم بضيق متسائلا في ايه يا ياما ايه يا غاده في ايه .وانتي يا فرحه صوتكم عالي ليه مش عارف انام شويه هو ابويا راح فين أجابت نعمه بهدوء وهي تنظر إلى فرحه بحقد سبججك علي الشغل روحي شوفي مين علي الباب يا فرحه يمكن يكون حد عاوزك تن*دت فرحه بضجر لتذهب تفتح الباب لتتفاجا پـ فتاه جميله بملابس مصريه تضع مساحق تجميل الوجه كثير نظرت إليها مطولاً متسائلة باستغراب نعم خير اؤمريني أبعدت الفتاه فرحه من أمام الباب لتدخل بجرائه يا اختي اوعى كده هو في حد بيسال صاحبت البيت رايحه فين عقدت حاجبيها بدهشة صاحبت البيت إتنفض قلب عامر بخوف متمتم برتباك واضح مروه انتي اللي چابك اهنيه احتضنت ذراعيه العريضة بدلع أخص عليك مش عاوزني اجي و اشوفك ما وحشتكش مرمر حبيبتك يا عمور ابتسمت نعمه لها وهي تنظر إلى وجه فرحه بشماته ادخلي يا مراتي أبني وهتفت غاده مثلها ادخلي يا مراتي أخويا مروه بابتسامة عريضة: تسلمي يا حماتي هتفت نعمه بغل وهي ترمقها بنظرات حاده متهمة مالك يا فرحه ساكته ليه مش هتيجي تسلمي على مروه مرات عامر هتفت غاده بسخرية لاذعه وهي تنظر إليها بازداراء سيبيها ياما تاخذ نفسها من الصدمه أصلها خبطه واعاره عليها جوي هتفت نعمه بغل اوعي تزعلي يا فرحه من عامر هو معملش حاجه غلط آه ديه شرع ربنا وبعدين من حجه يخلف ويكون عنده عيال لتكمل غاده وهي تهتف بشماته و إنتي يا حبيبتي مش بتخلفي و بشهاده كل الدكاتره وعامر عمل اللي عليه و زياده هيستنى اكثر من كده ايه ده انتم بجلجم تلات سنين متجوزين وما فيش خلف و انشاء الله مروه تجيبلنا ولي العهد تحدثت مروه وهي نضع يدها علي بطنها بانتصار لا يا غاده ما انا حامل ما فيش مبروك يا عامر قالت نعمه بسعادة بجد يا بنتي مبروك تحدثت نعمه بضيق شديد من صمتها فـ هي تريد أن تثور علي مروه حتي تشفي فيها بشماته فـ تكرها من أول يوم لأنها تعرف بأن زوحها صلاح كأن يريد أن يتزوج أمها من أجل الأرض التي لم يحصل عليها حتي الآن ساكته ليه يا فرحه مش سامعلك حس يعني اقترب منها عامر محاولاً الحديث معاها رغم صامتها لكنه خائف من رد فعلها فرحه اهدي واسمعني أنا صاحت نعمه فيه بشراسة انت هتتحايل عليها يا روح امك ولا إيه خليكي انتي الكبيره يا مروه وأبدا بالسلامه انتي يا حبيبتي هزت رأسها قائله بطاعه حاضر يا حماتي انا قاطعتها فرحه متسائلة بحماس قائله بتعرفي تعملي فول مدمس يا مروه مروه بصدمه مردفا نعم آه بعرف طبعا بس ليه تمتمت نعمه وهي تجز علي اسنانها بحده انتي هبله يا بت جوزك اتجوز عليكي وانتي بتسال علي الفول مدمس تجاهلت حديثه رفعت فرحه رأسها تقطعها ببرود طب كويس انك بتعرفي يا مروه اصل غاده بتحب الفول المدمس ملح زيادة وموتها وسمها لو الملح ناجص ذيها اكده بالظبط و طول اليوم مچضيها نوم واكل ومش بتساعد خالص وحماتك تچليل مياه الفول وعلى طول عندها أمراض الدنيا حچه يعني لتكمل وهي تهتف بحدة عندما لتنظر إلي عامر بصوت غاضبه اما عامر بقي فانتي اكيد عارفه اكثر مني بس النهارديه عرفت حاچه زياده أنه قليل الاصل زي اللي وراكي دول بالضبط لتبتسم بابتسامة مشرقة وهي تنظر إلى غاده الذي تطلع فيها بغضب لتقول ببرود اصل انا هاعمل زيك بالظبط كده يا غاده مش إنتي بتتلككي لجوزك عشان تسيب البيت لي و وتسيبي عيالك و تچي هنا عشان اخدمك انا بقى عندي بدل مرات الاخ اتنين يخدموني بس اوعى تضحك عليكي يا غاده وتحچك بالحمل وتخليكي أنتي وامك اللي خدامين عندها مش هي كأنت كلمات فرحه تكفي وأكثر لـ أشعال النار بداخل الجميع فـ الوضع أصبح معكوسه هـي من استغلت الوضع لـ تشمت فيهم هتفت نعمه بحدة وقد اشتعلت عينيها بالغضب انتي بتجول ايه يا جليله الربايه انتي هتنسى نفسك يابت ده انا في مجام مرات عمك وحماتك نظرت إليهم فرحه بتحدي قائلة ببرود لاه عارفه بس الظاهر انكم أنتم إللي نسيته انا فرحه حماد الجبالي يعني حديتكم ده ولا يفرق معايا بـ بصله ولا ضعيفه ولا م**ور ولا مسكين على ذله يا مرات عمي عشان اطاطى واسكت وارضي بـ أنه يتجوز عليا واسكت وبعدين هو انتي خليتي فيها مرات عمي لتكمل بازدراء وهي ترمقهم بنظرات نافرة وهي تهتم بالرحيل وحاجه كمان انتي مرات عمي اه بس من اهنيه ورايح مش حماتي عشان هطلج مني ابنك نعمه بشراسة وقد التمعت عينيها بغضب يا بنت الكلب بدل ما أحرج دمها حرجت دمي ماشي يا بنت حماد أغلقت الباب خلفها انتهت المسرحيه وانطلقت الدموع والحزن والحسره و الألم بداخلها فـ هي ليس قويه مثل ما يتحدث الجميع عنها انتفضت تمسح وجهها بكف يدها تزيل الدموع التي تغرق وجهها عندما سمعت طرقاً خفيفاً فوق باب غرفتها لتأذن للطارق بالدخول لكنها انتفضت واقفة عندما رأت عامر زوجها قال بتوتر فرحه .انتي رايحه فين ارتدت الحجاب الشرعي لم تعد تتحمله لتصيح به غاضبه ما لكش صالح بيا من اهنيه ورايح جز علي أسنانه بغضب يعني ايه مليش صالح انتي مراتي يا فرحه هو انا يعني كنت عملت ايه انا اتجوزت على سنه الله ورسوله كنت كفرت يعني ولا كفرت اخذت نفس عميق محاولة كتم دموعها التي سكنت علي وجنتاها الناعمة البيضاء الممتزجة بـلون الوردي الرقيق الذي يعد ترابط ساحة امتصت شفتيها السفلي و اعتدلت جالسة تسحب شنطه ملابسها وجميع اغراضها انا رايحه بيت ابوي وانت يومين بالكثير وتبعتلي وقت طلاجي بهدوء بدل ما ابعت ليكي اخويا دياب وأنت عارفة دياب حماد الجبالي مليح وعارف مش هيسكت ابتلع ريقه بخوف من دياب وهو ينظر إليها بصدمه قائلاً بحب ممسك بيدها متحدث بلين فـ بعد كل ما حدث يحبها عاوزه تسبيني يا فرحه ده أنا عامر جوزك حبيبك طب خليك وانا هطلجها انتفضت فرحه مبتعده عنه تزيح بحده يده التي كان تهمس بغضب بعد عني واياكي تلمسني تاني خلاص كل حاجه بينا انتهت وخليك جد مسؤوليتك طالما اتجوزت كمل و خليك چد كلمتك تضايق من اسلوب امرها الملئ بالتكبر تلك القطة مشابهة لـ أخيها دياب وعزت نفسها ليصيح بحزن يا فرحه كأن غصب عني أمي فضلت تزن عليا عايزه حفيد قبل ما اموت ما جدرتش اجول لها لاه وبعدين اكده إنتي اللي ظالمه انا صبرت كثير ولفينا علي دكاتره الصعيد وبره الصعيد ومصر ومخدناش عچاد نافع منهم يبقى حچي ولا مش حچي إلي هنأ لم تعد تحتمل لـ تترك الدموع سبيل لعينيها كانت ملقاه بضعف صوح حچك .زي ما انا حچي اطلج منك يا أبني عمي بعد مرور أربع شهور دخل عيسي الي المنزل بعد يوم طويل ومهموم عـ إبنه الذي تيتم الأم بعد مولده ليدخل الي منزل كعادته كل يوم ليسمع صوت خلفه ألتفت يتفاجا فرحه خير في حاچه حصلت عندكم قالت فرحه وسط دموعها الشديد امي عتموت يا عيسي واخواتي مسافرين مصر لي شغل و هي اللي عليها عاتيلي عيسى ابوس يدك يا عيسى انسى اي خلاف بيناتكم زمان و تعالي طل عليها فـ منزل حماد الجبالي كأنت راقد أعلي الفراش بأنفاس الاهثه بصعوبه تقدم منها عيسي خير يا مرات عمي مالك ابتسمت وسط تعبها طلعت احسن مني يا عيسى سامحني يا ولدي انا كنت عارفه و متاكده أن أرض ابوك مش أرض جوزي بس الطمع ملئ عيني لتفيض فرحه بدموعها بصدمه مما تسمعه فـ هي دائما كأنت تقول لـ أخواتها والجميع أن هذه الأرض إليهم افرطتها في البكاء ليقول عيسي بهدوء چومي انتي بالسلامه يامراه عمي وانا اسامحك هزت رأسها فاطمه بإصرار لا يا ولدي خلينا اروح وأنا مرتاحه انطجها وريحيني ابوس يدك يا ولدي تن*د مجيب انا مسامحك مرات عمي أبتسمت بخفه قائله بصعوبة شديدة تسلم يا ولدي حاجه كمان بس ورحمه ابوك ما ت**فنيش عقد حاجبيه متسائلا خير يا مرات عمي فاطمه بجدية متجلجش يا ولدي أن شاءالله خير اني بس رايده أوصيك علي بت عمك فرحه عاوزاك تعقد عليها وتتجوزها عيسى بدهشه كيف يعني هي مش متجوزه ازاحت فرحه دمعاتها عن عينيها و قالت بصوت خافض مؤلم يخرج من ثغرها بصدمة عتچولي ايه ياما فاطمه بحذر وتعب كح كح بس يا فرحه اسكتي انا باعمل الصوح ليكي هي اطلچت يا ولدي من اربع شهور عشان مش بتخلف وانا سمعت ان مراتك ماتت وسابتلك عيل اصغير اهي تربهولك جولت ايه يا ولدي أغمض عيناه بضيق وحيره فقد أحس بأنه أصبح فـ مأزق فـ هو كلمه واحده ليهتف بخشونة احم حاضر فاطمه بابتسامه حنونه عاملها بشرع الله يا ولدي ومتجييش عليها واصل ماهي بردك دمك ولحمك جبل ما هتكون مرتك ومتجساش عليها و اوعي تاخذها بذنبي يا ولدي ليقول عيسى بصوت هادئه ان شاء الله فاطمه بصوت متقطع فرحه طيبه و دياب و ضاحي كان نفسي يكونوا موچودين عشان اعرفهم حچيچه موضوع الأرض بس الظاهر هفضل شايله الذنب حتى بعد ما اموت هات الماذن دلوج يا أبني بالله عليك في الخارج كانوا الناس يمرون بهدوء أمام المنزل حتي سمعوا صرخه قويه أطلقتها فـرحه بقهر و بنواح مصاحبه صوت بكاءها المرير الذي يشكل اثر درامي حزين عـ فراق أمها وقبلها بدقائق تم كتب كتاب فرحه و عيسي ادخلي يا فرحه الدار بچيت دارك قالها عيسي وبجانب تسير فـرحه بهدوء مرتديه حجابها القطني وعباتها السوداء وجهها الشاحب بحزن عميق ودموعها لم تجف اعتدلت عديله بعدم رضي وكانت تحمل إبن عيسي ناظراً له بتفحص لتقول اشار بكفه بطريقة أمر استني عيسى وهو عاقد حاجبيه بقوه و بحده خير يا ياما تقدمت منها لتقف أمامها ليتنظر فـرحه إليها باستغراب وقلق لتقول عديله بصوت قويه وحازم قبل ما تخطي خط خطوه واحده اهنيه فـ الدار لازم تعرفي حاچه مهمه ديه صالح إبن عيسي هتعمليلي بحنيه وحب هتلاقي حنيه وحب مني برده ومن أخوات عيسي أنما هتعملي وحش او واعره وياه و تعصيني في شيء أو **رت حديتي هتكوني بتكتبي نهايتك فـ الدار ده يا بنت فاطمه انتي اللي هتحدد مصيرك هيكون اهنيه ايه في الدار. يـتـبع
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD