05 ᎒ تُدعَى إيلِينُور

1809 Words
أولِيڤيا وَوالِدتُها لمّ تقوَيا عَلى الحَراكِ! وكلّ مّا كان بوسعِهما سِوى الإقتِراب بحَذرٍ مِنها كأنّها جهنّم تشوّي الوجُوه. حدّقتِ أولِيڤيا في وجَهِ إيلِينُور ملِيًا لتهمّ لهَا تُبعدُها بجهَالةٍ وهِي تُزمجِر مُتساءلَةً : "مّاذا حدَث ذَاك اليَوم معَ ديستُوغوَاي" بأظَافِرها وأسنَانِها إيلِينُور تشَبَّتتِ بالكِذبَّةِ. نفَّتِ برأسِها كلّ مّا جَال وركَض فِي ذِهنِ صدِيقتِهَا…لَمّ تكُن يَومًا كلبًا يَعُضّ يدًا أطعمَتهُ ، لكِنها خائِفةٌ! خائِفةٌ عَلى إِيمَا ومّا ستلقَاهُ بَعد أنّ يُصِبهَا -إيلِينُور- مكرُوهًا. غَيرُ مُرحَبٍ بِهَا أصبَحتِ. إلا أنّها لمّ تَكثّرِت ضَغطّتِ عَليهَا وجَعلتِ تَصنّعُ الحَساء لِليليَانا الّتي لمّ تنبُّس بِبنتِ شَفّةٍ مُنذ فَتَّحِ جفُونِهَا. كحَال والِدتِها الّتي تُحدّقُ بإبنتِهَا بجمُودٍ. سُويعَاتٍ مرّتِ وَالسّكُوتُ سَيد الجِوارِ. لكِنهَ تبَدّد حِين والِدةُ أولِيڤيَا سألَتِ : "هَل هُو شبَارد؟" بكَّتِ بحَسرَةٍ ، إهتَّز السّرِير مِن حرّ البُكاءِ ، وإِنّ لِيليَانا تذكَرّتِ حبِيبهَا وإِنتَّحبَتِ؟ والِدتُها غَيرُ قادِرةٍ…ستبكِي عِندمَا تُعِيد حَق إبنتِهَا… فَرَحًا وإرتِياحًا سَتبكِي. بَين دَياجِر البُكاءِ بزَّغ صَوتُها الضّعِيفُ الباحُ كاشِفًا الرّسَالَة : "سيأتِي لِي ثانيَّةً ، سيأتِي لأخَذِي إِن لمّ تَذهَب إِليهِ أُولِيڤيَا" سمَّعتِ ليليَانا لأولِيڤيَا الحقِيقَة ، وأولِيڤيا فِي ذِهنِ كرِيستُوفر الرِّسالَةَ. جمَّدتِ أولِيڤيَا بمُستقرِهَا ، وشَغُرتِ عَيناهَا. يَقُنّتِ مِن كُلّ مّا جَال ورَكَّض فِي ذِهنِهَا! إيلِينُور الأنانِيّة ، الكَلبُ الّذِي عَضّ -بَل نَهش- كفًا أطعَمهُ. لا تَستّحِقُ الرَّأفَة. إيلِينُور ولَيس ديستُوغوَاي. …المُنافِقُون يقُولُون المَالُ لا يَشتَّرِي السّعَادة ، نحَنُ لا نحتَّاجُ المَال بَل المشَاعِر الصّادِقة ، والحبّ. المَال لا يَبتَاعُ البَهجَة فحَسب ، بَل الشّخُوص ، المبادِيّ ، الحبّ والمشَاعِر أيضًا! أجَربتَ رُؤيّة المَوت يأخُذ رُوح عزِيزٍ مِن أرضِيّة المَستوصَفِ الحكُومِي لأنّكَ فقِيرٌ لَن تتحمَّل تكالِيف المَشفَى الخَاص؟ أنّ تَعرّف مُختَطِف ومُغتَصِب شقِيقتِك لكِن لا يَسعُكِ إِلا الجلُوس عَلى السّرِير جِوارَها لأنّك فقِيرٌ؟ لأنّك مُجرد ذُبابَةٍ أمَام المُغتّصِب؟ المَال؟ يُحقِقُ الرّفاهيّة ، العَيش الكرِيم ، وإِن مّا أعطَاك السّعادَة! ألَيس البُكاءُ فِي غَرفةِ نَومٍ مِن رِيشِ البَطِ أهوًّن مِن الضّحكِ عَلى الرّصِيفِ فِي عِز القَرِّ؟ الجمِيعُ يُريدُ النّقُود ، ولا مُنقِذ لنَا غَير النّقُود. لَو أنّ لإيلِينُور المَال لمّا حدَّث هذَا ، لَو أنّ كريستُوفر لا يملِكُ المَال لأَخذ عِقابَهُ. …إمتَلأَ البَيتُ دمُوعًا وشَهقاتٍ. مَاتَتِ أركَانُهُ وفَرّغ مِن كُلّ شَيءٍ إِلا النّحبَ والنّحِيب. وضَعتِ إيلِينُور تحَت أنظَارِهُما -أولِيڤيا وأُمِها- الحَساء لِليليَانا ، وعَلى عَينِ العُيونِ إنصَرفتِ. حِين يَتوَّجَبُ الإختِيارُ بَين نفسِك وبَين تُلّةٍ مِن الأشخَاصِ. فِي وَضعِ الآمَان كُلّنا سنُنافِقُ أنفُسنَا. سنُبرِر الخِيار بأنّ هُناك الكثِير مِن الأروَاحِ مُقابل رُوحٍ واحِدة. لكِن إِن وُضِعت بالشّفا! آمِن بِي بدُون رَحمةٍ ستَّدفعُ الأرَواح لِلقَعرِ. بِحُجَّةِ أَنّ هذِه رُوحِي لَيسَت مُجرد رُوحٍ. الرّغبَةُ بالحَياةِ ، الإستِئثارُ أو الأنانِيّةُ. لا يهُمُ المُصطَلحُ بقَدرِ مّا يَهُمّ… أنّ إيلِينُور فكَرتِ بنفسِها وإِبنتِها فَقّط حِين هَربتِ وسَرقتِ أموَال صدِيقاتِها. وأنّ أولِيڤيَا لمّ تُفكِر بغَير عائِلتِها حِين أعطَّتِ عُنوانهَا لكريستُوفر وغلَّقتِ الحُجرَة الفارِغةَ عَلى إيلِينُور الّتي قَبل ذَلِك فَرَّتِ. كَان كرِيستُوفر مُتلهِفًا لِلقَاءِ ، وإِن خَانتهُ ذاكِرتُه فِي تَميزِ صوتِها. هُو لبَّ النّدَاء وأتّى لأخذّهَا شخصِيًّا. ألبَتة لمّ يكُن صافِي النّيَةِ أَو نقيَّ التّفكِيرِ. إيلِينُور بشَيءٍ مَدِينَةٌ لهُ ، بالسّيارَةِ سيَتِمُ! فتَّحتِ البَاب فَور طَرقِهِ. وتأكدَّتِ مِن أنّهُ يَبحَثُ عن إيلِينُور ؛ حِين تعابِيرُه لمّ يُجافِيها الجُمودُ عَقِب رُؤيتِهِ لهَا. إنفَجرَّتِ بالبُكاءِ ، كَانتِ مُثقلَةً بالدّمُوعِ كغَيمَةِ شِتاءٍ. ومِن بَين إِغتِصاصِهُا خاطَبتهُ : "أنَا هِي المُضِيفَة أولِيڤيَا غُولدِينر ، شقِيقَةُ ليلِيانَا" دَخَل بطُولِه الفَارِع ، بِأنفَّتِهِ فَرَّض مِلكِيتَه عَلى منزِلٍ لَيس لَه ، تبَسَّم نِتاج الفَهمِ ليَرمِيّ الثّلاث لُفيظَاتٍ بتِلقائيّةٍ : "حَان موعِد القِصَّة" لا نُلحِد الصّدَاقَة ، لكِن لكُلّ شَيءٍ نِهايَةٌ ، والصّداقَةُ شَيءٌ! أُولِيڤيَا أفصَحتِ عن تفاصِيل صغِيرَةً مِن حيَاةِ إيلِينُور. أولِيڤيَا جَحُدّتِ صدَاقتهُما ، نَسّتها كَأنّها يَومًا لَمّ تكُن. أولِيڤيَا موجُودَة داخِل إحدّى صدِيقاتِنَا. دَلَّكَ كَرِيستُوفَر ذَقنَهُ المُتشنِّجَ. يَبُّستِ عضَلَاتهُ وصَار كثَورٍ مربُوطٍ بإِحكَامٍ. لمّ يَستّهِن يَومًا بالنّساءِ ، لطَالمَا كَان حذِرًا ، وَحاذِرًا مِنهُنّ. عَاش عزِيز ولَو أنّ أولِيڤيا وإيلِينُور لمّ تلعَبا بِهِ لمَات عزِيزًا. غلَّق عينَاهُ لِدقَائِق ، ولُحيظَاتٌ مِن التَّدبُّرٍ هِي الّتي إِستَّهلك ليَسأَل : "إيلينُور مَاذا؟" فَرَّدتِ أولِيڤيَا : "ويلسُون…ولَقد أقفَلتُ عَليهَا هُناك" فَات الأَوانُ عَلى التَّراجُعِ والتَّستُّرِ عَنها. وإِن مّا كَانتِ لتَفعَل! إلا أنّ التّردُد أُجلِيَّ عَلى مُحيَاها وبَان فِي أفعَالِها. رأَى ذِراعهَا تهتَّزُ وهِي تُشاوِر صَوّب الغَرفَةِ. ضحِك بهُزأَةٍ وإتكَّأ لِلخَلفِ سانِدًا ظَهرهُ العرِيض عَلى الأرِيكَةِ. نادِرًا حِين تُخفَى عَليهِ خافِيّةً ، تكهَّن أنّ إِيلِينُور لا وجُود لهَا بالمنزِل وقَد أصَاب! فَأخذ يَهمِس كثُعبانٍ لهَا : "لَو أنّ إيلِينُور هُناك؟ لمّا كَان هذَا الهدُوء يَجُوب المَنزِل" مَعهُ حَقٌ! هروَّلتِ أولِيڤِيا بذُعرٍ واضِحٍ إِلى الحُجرَةِ وشَرّعتِ البَاب بِجهَالَةٍ ، وجَعلتِ تبَحَثُ كالمجنُونَةِ. هطّل غَيثُ عُيونِها ، وأطَرّبهُ ثُغرُها بالشّهقاتٍ ، بحدَّةٍ صَاحتِ وزمجَرّتِ ، وإيلِينُور شتَّمتِ وقذّفتِ. كَانتِ بهِستِريّةٍ تُخبّرُه أنّها كَانتِ هُناكَ. تُشاوِر لدَاخِل وتكَادُ تُجّنُ وهِي تَبحّثُ عَن التّصدِيقِ فِي طِياتِ وجهِه الوسِيمِ الحَادِ. بَاعَدتِ شفتَيها المُبلَّلتَانِ بالدّمعِ ونطَّقتِ بدمَاثَةٍ : "أخطَأتُ حِين أرسَلتُها مكَانِي لكِن يا سيدِي ألا تَرّى أنّ مّا حدّث معَ أَختِي قِصاصٌ مُنصِفٌ؟" أقَرَّتِ بذَنبِهَا ، وأخبَّرتهُ بكمّ أنّ مّا حدَّث لِليليانَا قاسٍ علَيهَا وهُو كذَلِك. لمّ تفعَل أيّ شَيء ، ولَن تَفعل لإستِردَادِ حَقِ أُختِهَا. مّا حدّث مع لِيليانَا سيُضمّر فِي نفسِهَا ولَن يخرّج لأنّهَا صغِيرةٌ ، صغِيرَةٌ جدًا أمَام ديستُوغوَاي ولَن تُحارِبهُ. مُنصِفٌ؟ لَيس كذَلك ، هُو ظُلّم. شقِيقتُها لا تنَامُ ليلًا ، خائِفةٌ ومرعُوبةٌ. ليلِيانَا خسَّرتِ نَفسهَا وكُلّ إنشٍ مِنها يتوَجعُ ، كلّ مّا فِيها يَدمّعُ. هذَا ظُلمٌ بِحَقِ فتَاةٍ حالِمةٍ لمّ تُقدِّم عَلى شَيءٍ! كرِيستُوفر مُدرِكٌ لهذَا تمَامًا ، كلّ الإِدرَاكِ! ومِنهُ قد فَاه بهدُوءٍ : "هِي إِمرأة كَان يجِبُ أنّ تكُون جاهِزة لأنّ تُغتّصب ، أولِيڤِيا أتعرفِين؟ بكُلّ لحظّةٍ تكُون فِيها المَرأةُ قُرب رجُلٍ. هِي تكُون عَلى بُعدِ خَطوَةٍ مِن الإٍغتِصاب والتّحرُش ، تكُون قُرب الخَطر ، بصَرف النّظرِ عَن مّاذا يَقربُها! صدِيقُها ، حبِيبُها ، شَقِيقُها ، والِدُها ، إِبنُها لا يَهمُ" شَاور بيدِيه فِي الهوَاءِ ورَفع أكتَافهُ بغَير إكثِراتٍ شدِيدٍ ، يُجلِيّ لَها أنّهُ يعنّي مّا يقُولهُ. أنّ الرّجُل لا يهُمّهُ مّاذا تِلك المَرأة تَقرّبهُ! لمّ تكُن أولِيڤيا غُولدِينر مُستمِعَةً مُخلِصَةُ لكِنها وافَقتهُ وظلّتِ تُومِأ حتّى بَعد أنّ مَضى قائِلًا : "الرّجَالُ يَرونَ النّساء وجبّةً شهيّةً ، وثُغرَة رُبّما؟ وإِن لَيس لهُ الحَقُ بلمسِها هُو سيفعَل بحُجّةِ أنّها لذِيذَة وشهيّةَ وتُغرِيهِ ، وطبعًا لَيس السّبب أنّهُ حيوَانٌ همَجِيٌّ ، يُعانِي كبتًا شدِيدًا مِن الأفلَامِ الإباحيّةِ ، وشخَصٌ تَحكُمهُ غرِيزتُهِ لا عَقلهُ. لا! بربِكِ مّا هذِه الأباطِل فِي حقِ هذَا الكائِنِ الضّعِيف الشّهوانِي" إِعتَّدل فِي جلُوسِهِ وصمّت لحظّةٍ. إِلا أنّهُ مّا طال السّكُون حتّى إستأنّف بَعد ذَلِك كلَامهُ : "كَان علَيها أنّ تكُون جاهِزة للإغتِصاب بإعتِبارِها أُنثى ، مُحاطَة من كلّ الجِهاتِ بالرّجالِ ، لكِنني لَستُ مِثلهُم" ضحِك بجانِبيّةِ بخِتّامِ الكَلامِ وأمَال رَأسَهُ يُوسِع ضِحكَتهُ ويُناظِرهَا ، تبكِي بحُرقَةٍ. عيُونهَا إنتَّفختِ وتوَرمّتِ عَلى أَختِها ، لكِن مّا يُبالِي؟ كريستُوفر لَن يهدَأ الغَيظ فِيهِ جِهَّة أولِيڤيَا إلا حِين يجِيدُ إيلِينُور ، بَعد أنّ يأخُذ بثأرِهِ مِنهَا! كَان صادِقًا حِين عمّم وقَال الرّجَال ، لكِنهُ كذّب حِين قَال أنّهُ لَيس مِثلهُم. إِن ألفرِيد إختَّطف لِيليَانا وإِعتَّدى عًليهَا؟ كريستَوفر فِي منزِلها وغُرفتِها وفُوق سرِيرِها وبرِضاهَا مَارس الجِنس معهَا. إِن لِيليانَا لهَا أَين تُدارِي العَجز والضّعف -بأنّها مجبُورَةٌ ومُقيدَةٌ- ؟ أولِيڤيا لَا تملِكُ. إيلِينُور ويلسُون كَانتِ كلعنَةٍ لِهذا العائِلَة. - فُندّق رُوكُرد مَاغ - أكمَلتِ لَيلتهَا الثّالِثة وإيمّا هُنا. لدَيها مّا يكفِيها مِن المَالِ لشَهرَينِ ، تمنّتِ لَو أنّ حَيَاتها بهذِه البسَاطةِ والهدُوءِ. لَو أنّ كلّ مشاكِلهَا تَتّجلَى فِي مّاذا تَطلّب أكلًا لإيمّا. لمّ تُفكِير ألبتَة فِي أولِيڤيا وَلا فِي مصِيرِ ليليَانَا. حَاولتِ جاهِدَةً أنّ تبدَأ مِن جدِيدٍ ، ومّا إنفَكّتِ تَفعَل… لدَيها إيمَانٌ عظِيمٌ بانّها شبِيهَةُ تجرِيبتِها مَع رُوبِن. بَيد أنّها مُخطِئَةٌ…مُخطِئةٌ ولا صِلَة لهَا بالصَّوابِ. لكِنهُ البَحثُ عَن الآمَانِ ، الكذّبُ والتّوقعَاتِ جائِزَةٍ فِي البَحثِ عن الآمِن ولَو لفَترةٍَ وجِيزَةٍ. إِلا أَن إيلِينُور بهذِه الإفتِرَاءاتِ الصّغِيرةِ عَلى قُوّةِ وصَيْتِ كرِيستُوفر دِيستُوغواي ؛ كَانتِ تُفتّشُ عَن النّومِ. تبتَّغِي أنّ تضَّع رأسهَا وتنَام بعُمقٍ ورَاحَةٍ ، ليَومٍ واحِدَةٍ تُريدُ أنّ تَغمِض عُيونهَا بدُون التّفكِير فِي الغَذ والمُستقبَل. وكدائِمًا سَرَّق مِنها التّفكِير ألَّذ ساعَات اللّيلِ ، كَانتِ بخَورٍ تُربّتُ عَلى رأسِ إِيمّا وتُقبَّل يدّها. لأجلِها تَفعَلُ كلّ هذَا ، لأجلِ إبنتِها لمّ تُفكِر بالزّواجِ. ومِن أجلِها كَانتِ تصطَّبر ، وتُثابِر وتُحبّ رُوبِن ، لأجلِ صغِيرتها هرَبتِ بحثًا عَن المَأوىٰ بدُون أَن تعتَّذِر مِن أولِيڤيَا. لا تُريدُها أنّ تعِيش أيًّا مِمّا عاشَتهُ والِدتِها بَل تُريدُها أنّ تكبَّر مع أمٍ تستَّحِقُ إبنَّةً رائِعَة كإِيمّا. وهذَا سبَبًا وجِيهًا لتَصنَّع عدَاوَةً عمِيقَةً مع كرِيستُوفر. الأخِير لمّ يحتَّج إلا يَومَانِ ليجِيدَها. إنشغَل عَن كلّ شَيءٍ سِواهَا. وهُو بَين الحشُودِ والعَملِ ، لا يكُون مَشغُولًا إِلا بالتَّساءُلِ عَن حُجَّةٍ مُقنِعَةٍ لِرفضِها لهُ… عَن كَيف يُخمِدُ نَار الكُرهِ المُشتعِلَة داخِلهُ! فَتُكلّل مُحاوَلَاتُ البَحثِ عَن الحُجَّجِ والأعذَارِ بالفَشلِ. كَان لازَال يَقُّظًا حِين وصَلهُ عُنوانَها ، فِي مُنتصَفِ اللّيلِ ولمّ يتكَاسلِ ، وذَهب لهَا! الطّمأنينَةُ والشّعُور بِالصّفاءِ مَطلَّبُ الجمِيع ، وسَعيٌّ الكُلّ. كريستُوفر دِيستُوغوَايّ مَهزُوز الخاطِر ؛ ولَن يهدَأ إِلا حِين يرَّى إيلِينُور جُثّةً هامِدَة. فقَّد شؤبُوبَ اللّطفِ الّذِي كَان فِيهِ. وأصَبحا بُؤبُؤيّ عَينيهِ بفرَاغِ صَدرِهِ. دخَل بسَلاسَةِ غُرفتَها البسِيطَةَ ، ولمّ يُراوِدهُ الإرتِيابُ فِي إشهَارِ مُسدَسهِ فِيهَا ، وإطَلاقِ رصَاصَةِ بعشوائيّةٍ هزَّتِ الكَون بِهَا. لهذَا هِي لا تَنام لَيلًا! ضحِك مِن أنفِهِ وتنَّهد بنَشوَّةٍ وهُو يرَاها شارِدَةً تَنظّر ناحِيتَهُ وفِي عُرضِها تُخفِي جَسد إيمّا الّتي عادّتِ لنَومِ بسهُولَةٍ. غلَّقتِ إيلِينُور عيُونهَا بإِحكَامٍ وَبلّعتِ نُوبَة بُكاءِها وهُو تَتوَسل : "إِفعل أيّ شَيءٍ إلا قَتلِي أنَا أرجُوك ، أنَا أتوَسلُ إِليكَ لدَيّ طِفلة" قَهقَه بسُخريّةٍ مِنهَا لحدُودِ تذكُرهِ لِوالِدّتهُ… أيُوجد بالعَالم غَير إيلِينِور أمٌّ تُحبّ أطفَالها هكذَا؟ تَستفزُهُ ليفعَل كلّ شَيءٍ غَير قتلِها وتَيتِّم إبنتِها! تُريدُه أَن يُقدّم عَلى كلّ شَيءٍ غَير تَركِ طِفلتِها حيَّةً بعدَها! زَفَّر كريستُوفر كلّ مّا كَان فِي صَدرِهِ ونطَّق بتَيهٍ : "أُقتلِيها أنتِ أو سأغتَصِبُها أنَا…عَن طُفلتُكِ أتحدَّث" جمَدتِ فِي موضِعهَا وكلّ الشّجاعَةِ فرَّتِ مِنها وظلّتِ كالوَثنِ ماكِثَةً تُحدّق فِيهِ بعيُونٍ ناتِئةٍ. كَانتِ أكثَر مِن أيّ وَقتِ مضّى تقصّد مّا بهِ تَتلفُّظُ ، مّا تَلفَّظتهُ : "سأخرِجُ أحشَائكَ بيدِي إِن فقَط إِقتَّرَبت مِن إبنتِي" سوَّلتِ لهُ نَفسهُ ضَغط الزّنادِ ، فضَغّط وعمدًا جَرّح ذِراعهَا. لمَستِ عضّدهَا بتَوتُرٍ ، وسَقطّتِ مغشِيٌّ عَليها كالجُثّةِ حِين رأتِ الدّمَاء. تنفَّس الصّعدَاء وحمَّل وِسادَةً مِن فَوق السّرِير يضَعُها عَلى رأسِ إيمّا وفَوهة المُسدِس فَوقهَا. يُرِيدُ إيلِينُور وإيمّا هذِه تُسّبب لهُ الإزعَاج ، أيضًا أولَيس مَوت إيمّا هدِيّةً صادِمة تَستّفِيق علَيها إيلِينُور؟ تجَاوزَها مِن فَوقِهَا ، ورُغمّ فِيلم الرّعبِ القَصِير وإحتِضانُ المَوتِ جُثمانهَا لبِعضِ دقائِق. والأهَم مِن كلّ مّا ذُكر سلفًا ، جُرحُها ينزِّفُ. هِي قَد خدّشتِ قدّمهُ حِين كَان لإِبنتِها يتجِه…فعَلتِ وبَعد ذلِك أُغمِيّ علَيها فعلِيًّا. حِينها أصبَح مُحايدًا وقَد فهِم شَيئًا وهُو بمّا نطّق حِين مكَّث عينَاهُ فِيها : "لا يكفِيها مَوتٌ واحِدٌ لتَفنّى" يُتبع… خلَصته الحمدُ لله يُوم 5 جوَان السّاعة 4 وأربعِين دقيقَة بس مّا هنشَره الفَصل لازَمه تنقِيح وتعدِيل. المُهم كِيفه الفَصل؟ أولِيڤيا تحزّن يعنّي قمّة الضّعف هو يلِي حسَته ، كريستُوفر سَبب و(فذهنَها) هو يلِي إغتَصب أختّها ومع هِيك إستَسلمّت لِيه وأظهَرت ضُعف عنِيف الصّراحة! إيلِينُور؟ جامَدة السّت ? بس جَد هِي من النّوع يلِي مُمكن تعمّل أيّ شِيء عشَان أطفَالهَا مَش عايزَة أحرّق أو أنقُص من التّشوِيق بس يلِي عاشَته جائِز يخلِيها خائِفة على بِنتهَا :"( "لا يكفِيها مَوتٌ واحِدٌ لتفنّى" أنّه ببساطَة يقتَلها مرّة وحدّة مش كافيّة ، سُو ياه ?? كريستُوفر؟ مشّ كأنّه بيعطِي إنطِباع الشّخص يلِي مّا هيقدَر يعمّل أيّ شِيء؟ بس بنفَس الوَقت قادِر على كلّ شِيء. مثلًا يُوم الطّيارة كان مرّة لطِيف بس بالأخِير كَان هيقتلَها ، مَع أولِيڤيا برضُو كده وهسّا برضُو كدّه بس مّا علِينا الأَخ بيقُول حِكم. ? المُهم أتمنّى أنّ الفَصل نال إعجَاب غَالِيتِي نُهىٰ. وأخيرًا شُكرًا لكُن وَدمتُن سالِماتٌ غانِماتٌ لأجلِي. نلتّقي بالفَصل القَادِم إن شاء الله. ❤
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD