06 ᎒ التّمهيد

1295 Words
تجَاوزَها مِن فَوقِهَا ، ورُغمّ فِيلم الرّعبِ القَصِير وإحتِضانُ المَوتِ جُثمانهَا لبِعضِ دقائِق. والأهَم مِن كلّ مّا ذُكر سلفًا ، جُرحُها ينزِّفُ. هِي قَد خدّشتِ قدّمهُ حِين كَان لإِبنتِها يتجِه…فعَلتِ وبَعد ذلِك أُغمِيّ علَيها فعلِيًّا. حِينها أصبَح مُحايدًا وقَد فهِم شَيئًا وهُو بمّا نطّق حِين مكَّث عينَاهُ فِيها : "لا يكفِيها مَوتٌ واحِدٌ لتَفنّى" ضِحكَةٌ تُلقائيّةٌ دَاعَبتِ ثُغرَهُ ، مُستنكِرًا مّا يُقدّم علَيهِ. مّتى كَان مُحبّ لأنّ يُلاعِب ضحَاياهُ مِن النّساءِ قَبل قَتلّهُن؟ أولَيستِ الّتي تُدعى إيلِينُور نَالتِ مِن تفكِيرهُ الجزِيل والأَن مِساحَةً شاسِعةً مِن حيَاتِه؟ فِعلًا! هُو لا يرّى نَفسهُ مُنتشِيًّا وراضِيًّا بقتلِها بسُهولَةٍ…لا يرَاهُ إِنتِقامًا فِي حِين أنّ موتًا واحِدَةً لَن يَقتُلها مِن تفكِيرِهِ! لَيستِ جمِيلةً لِلحدِ الّذِي قد يكُون ترقِيعًا لِرفضِها لَهُ ، ولا حتّى غنيّةً أو مُتعلِمة أو مُتزوِجة أو مُرتبِطة هِي لا شيئًا يُذكَر! مُجردُ نَكرَةٍ! حشَرةٍ تمتَّصُ تفكِيرَهُ وتُعسِر علَيهِ نِسيانُ واقِعَةِ خِداعِهَا لهُ مع صدِيقتِهَا ، إهَانتُه ، ضرّبهُ ، تهدِيدُه ، و وكلّ مّا جرّى ولازَال يجَرّي مُنذ وَقعتِ عيَناهُ علَيهَا. إيلِينُور لَيس علَيها أنّ تمُوت بلُطفٍ. - قَصر آل دِيستُوغوَاي - الضّغِينةُ أشبّهُ بحَملِ بطاطِسٍ فاسِدَةٍ. كُلّما طَال عُمرهَا ؛ تعفَنّتِ وَأنتَّنتِ ، وَصُدِر مِنها رِيحًا كرِيهًا. كريستُوفر لا يحمِل فقَط حبَّةً أو إثنتَانِ ، بَل العدِيد. إيلِينُور لمّ تُضّيع الفُرصة بإذلالِه حِين لهُا أُعطِيت. فكَيف يُضَيعُها هُو؟ لكِن هُو لن يُؤذِيها فِي طِفلتِها ، غرِيمهُ إيلِينُور لا إيمّا. لا ضرَّر سَوف يُجاوّر إيمّا إلا أنّهُ مِن كلّ صوّبٍ سَيستّغِلُ كوّنها نُقطَة ضُعفِ عَدوِتِه. كَان كالضّرِير ينظّر إِلى إيلِينُور ولا يمّل ، مُمسِكًا المِقص الّذِي قطَّب بهِ الجُرحَ وفِي يدِيهِ الأُخرى مُسَدَسهُ. فِي حِين إيمّا تجلِسُ بهدُوءٍ عَلى السّرِير ، هدُوءٍ شدِيدٍ لا يُناسِبُها كطِفلَةٍ ألبتّة. وفقَط بنظَراتٍ مُضطَرِبةٍ تُناظِر الرّجُل غَير المَألُوفِ. أوقَف قدَمهُ عَن الإِهتِزَازِ ورَفع مُقَلهُ لإيمّا مُستَفسِرًا : "مّا إِسمُكِ؟" لمّ تنبِّس بِبنتِ شفَّةٍ ، وعِوض النّظرِ لهُ غَيّرتِ مَرمى بصَرِها للأرضيّةِ بذُعرٍ ، لحظَّةٌ مِن السّكُوتِ وجَاوّبتهُ : "إيمّا ويلسُون ، وَأنتَ؟" كَان صوتُها لَطِيفًا وبرِيّئا ، والسّؤالُ تُلقائِيًّا. بمُجردِ سمَاعِه تذّكَر ألفرِيد الصّغِير ، ألفرِيد النّقيّ…أمَال رأسَهُ وأشَار لهَا بالقدُومِ إلَيهِ. لمّ يُدردِش عفُويًا معَاها كَان واضِحًا فِي قَرارتِهِ أنّهُ يُريدُ إختِبار صِدقِ أولِيڤيا. أنّ إِيمّا ومّا ستقُولهُ سيُحدِدُ هَل أولِيڤيا صادِقة وتَستّحِق العَيش…وَقد منحَتها عُمرًا جدِيدًا حِين كَانتِ صادِقةً وتشَابه حدِيثُها بمّا أفشّتهُ أولِيڤيَا. لمّ يُنقِذها تطَابُقِ كلامِها مع إيِمّا بَل الصّدقُ. لمّ يُقّظ إيلِينُور قنُوعُها مِن النّومُ ، بَل ضُحيكَات إيمّا عقِب نِكاتِ العَمِ اللّطِيفِ ، أحضّرهُم لمنزِلهِ ، وطبَّب والِدتِها وعامَلها بلُطفٍ بالِغٍ… فأضحَى من غرِيبٍ لشَخصٍ عزِيزٍ وقرِيبٍ. وزَاد الإرتِياحُ مِن طَرفِ إيمّا عِندمَا إيلِينُور لمّ تَندفِع لأخذّها ، حِين سكُنتِ مكَانهَا تَرمِشُ بضَياعٍ. كَانتِ تشعُر بضَيقٍ وزوابِع داخِلها تَرتطِم ومِنهُ قَد أخذّتِ الحِيطَة مِمّا تنوِيّ قَولهُ. رتّبتِ سطرًا طوِيلًا جدًا فِي ذهِنِها وأجهَرّتِ بهِ غَصبًا : "إِيمّا أُختُ أولِيڤيَا ، وأَنتَ مُشكِلتُكَ معِي ألَـ…" ومّا ظَلَّ صوتُها مسمُوعًا عَقِب هَيمنَةِ ضحِكَتِه. هُينهَةُ مِن قَهقهَةِ مِن القَلبِ حتّى طُمِس كَذّبُها فِي غياهِب الهُزأةِ ، وخُذلانُها طوّتهُ بُين أثوَابِ البُكاءِ. بلّعتِ إيلِينُور رمَقها وبعيُونٍ دامِعَةْ أقدّمتِ عَلى النُّطقِ لكِن بحّتهُ المَاكِرَةُ -المُوجهَةُ لإِيمّا- وقَفَتِ عائِقًا : "أنتِ فتَاةٌ جمِيلَة وناضِجَة ، لهذَا بمُساعدَةِ لا أحَد أُطلّبِي مَن الخادِمَة إعطَاكِ كُوب حلِيبٍ وشُوكولاطَة" كِلاهُما -إيلِينُور وكرِيستُوفر- كَان يُدرِكانِ أنّ جُملتَهُ لمّ تَخلُّو مّن إِستِشرافِ المُستقبَل ولاسِيما عِبارَة لا أحد. كِلاهُما كَان يُحدّقانِ بِبعضٍ ، غَير أنّهُ أجهَر بحِنقِهِ مِنها…وهِي أهرّقتِ الدّمُوع المالِحَة عَلى مَرأى مِنهُ. تجرَّعتِ رِيقهَا ولامَستِ الجُرحَ بذِراعِها إِبانَ غَمَغمّةٍ مخنُوقَةٍ : "أنَا لِي طِفلة ، كمّا قُلتَ لا أحدّ سيكُون معهَا إِن حدَث لِي شَيء" ضَجر ، ضَجر مِن حدِيثِها وجعَل يغزُو المسَافة بينهُما بخُطواتٍ عرِيضَةٍ. معَّكَ فكَها بَين أصَابِعِه وصنَع ثُغرَةً فِي ثُغرِها حَشر فِيها فَوهَة المُسدَسِ وهُو يُزمجِرُ بأعلَى صَوتِهِ : "ستمُوتين ، ستمُوتين عاجِلًا أمّ أجِلًا" صَرخَتِ برُعبٍ عظِيمٍ ، وتأَسفتِ بنَدمٍ جسِيمٍ. أحبَها خائِفَةً وقلِيلَةَ الحِيلةِ. أفلتّها وتركَها تبكِي وتقُول من بَين شهقَاتِها : "لا تَقتُلني سيد كرِيستُوفر لا تَفعَل أنّا أتوَسلُ إِليكَ" هُو رِياحٌ عاتِيّة لا تُأمَر ، ومُقاصِصٌ لا يُرجَى. أُطرّب بِها وَصَام الحدِيث بُرهَةً. تنائَى عَنها وعادّ لهَا يَسحبُها مّن مَكانِ الجُرحِ خَلفَهُ…تألمّتِ حقًا ولمّ تكُن مّن العاجِزِين إذ ضرَبتِ يَدهُ وخدّشتهُ بأطافِرِها ليُفلِتها. هُو رِياحٌ هوجَاءٌ تُسقِط كُبرى الأشجَار ، بيد أنّ إيلِينُور فقَط زهّرة! هِي تتحرَكُ معهُ لا أكثّر. أخلَّ توازُنها بصفَعةٍ هزّتِ فكَها السُّفلِي ودحرَّجهَا أمَامهُ بينمَا يُناظِرُ الخُدش عّلى يدِيهِ الّذِي نزّف. أشهَر سِلاحُه فِي وجهِها وكَاد يضغَطُ الزّناد -حرفِيًا- لّو أنّها لمَ تَنهض بعُجالَةٍ… وهِي -بيدٍ واحِدةٍ- تفتّحُ أزرار المَنامةِ وتُجفِفُ خدّاها بالثّوبِ. جثّتِ عَلى رُكبَتاها قُبالَة خَصرِهِ وفتَحتِ بيَدٍي تَرتجِفُ الحِزامَ. كَان مُستسلِمًا…مُنتشِيًا بكوّنِها مُطِيعَةٌ… كَان سهلًا جدًا لحِين نشَلتِ المُسدس مِن يدِيهِ وصّوبَتهُ نَحوَهُ. تُشهِر مُسدسَهُ فِي مُحيَاهُ ، يدُّها بوضُوحٍ تَرتَعِدُ والمُصابَةُ عَلى بطنِها. كَانتِ تَهتَّزُ مِن الجزَعِ ، ومُترَقِبةً لأيّ خُطوَةٍ قادِمَةً مِنهُ ، وبلكنَةٍ مرعُوبَةٍ تُهوِّلهُ -كمّا تَظّن- : "إيَّاكَ والتّزحزُح مِن مكَانِك" بحَذرٍ خرَجتِ مِن الغُرفَةِ وأغلّقتِ عَليهِ البَاب تارِكَةً رَجُلٌ مُهانٌ ، واقِفٌ كالوَثنِ فِي وَسطِ غُرفتِه بحِزامِ سِروالِه المَفتُوح. نزّلتِ الدُّرجَ وهِي تُنادِي طِفلتَها ، الّتي لا ردّ مِنهَا. ماكِثًا يُعِيدُ كَيف هدّدتهُ بأنّ لا يتحرَّك وركضَتِ لِلخَارِج. كَادّتِ نارُهُ تَبّرُد لكِنهَا عَلى حِين غرَّةٍ تأجأَجتِ. خلَع حِزامَهُ ومسّك أطرَافهُ بإِحكَامٍ. وفِي حِين هِي تُفتّشُ عن إِبرَةٍ فِي كَومةِ قَشٍّ! كريستُوفر كَان يُفتّش عَنها ومّا طالّ سَعيّهُ حتّى وجدّها تنتّحِب وتُزمجِر كلبُؤةٍ جرِيحَةٍ سُرِقتِ أشبَالُها. نظّرتِ لهُ وهمّتِ راكِضَةً نحَو البَابِ تَبتّغِي الهرُوب مِّن بَطشِهِ. وتَمشِي الرّياحُ بمّا لا تَشتّهِي السُّفنُ! مسَّكَها فِي نِهايّةِ الحدِيقَةِ ، كَان عازِمًا عَلى إِبراحِها ضَربًا! وقدّ فَعل إِذ زَيّّن جسَدها بحِزامِ سِروالِهِ. وأرجَع بشرتّها الفاتِحةً زرقَاء اللّونِ ومُمتلِئةً بالكَدماتِ جرَاء سحبِها من شعرِها بالأّرض. وفِي هذِه اللّحظةِ تأكدّتِ بأنّهُ لَيس شقِيقهَا آلن الّذِي ستهرّب مِنهُ! ولَا حتَى زوجُها رُوبن الّذِي ستُدافِع عَلى نفسَها مِنهُ… - مُستوصف حكُومي - لمَ يخلُّو الجَوُ مّن تسَاؤُلاتِ كرِيستُوفر المُوجهَةِ لألفرِيد وبدَورِهِ الأخِيرُ لمّ يتخلَّى عَن إقتِضابِهِ ودُبلُوماسيّتِه بالرَّدِ. إِلا أنّهُ عِند تَسلّل الضّجرُ لعمِهِ! لمّ يُساورهُ التّردُد فِي السُخريّةِ مِن إِبنِ أخِيهِ نابِسًا : "أنتَ لا تبدُو لهَا كَإِنسانٍ لترَاك كرجُلٍ وحبِيبٍ ألفرِيد ، أفرغِ ذِهنَك مِنهَا" بلّلَ أَلفرِيد شَفتيهِ وأزَاح نظرّهُ عَن العَدمِ ، واضِعًا إِياهُ فِي عُيونِ عمّهِ ، رفّع زاوِيةَ شفتِيه كاشِفًا عَن إِبتسامَةِ صغِيرَةِ لُيغمّغمَ فِي لحظَةِ وقَاحةٍ مُطلَقةٍ : "لِيليانا أصبَحتِ دُميَة خيُوطها فِي أصَابعِي ، أنا أعرّف كلّ نُقط ضُعفِها ، صدّق أَو لا تّفعل أنّا مّن طَلبتُ مِنها القدُوم لهَذا المَشفى" صمّت لوَلهةِ وتابَع بمُزاحٍ لا يمّتُ لِلمُزَاحِ بصِلّةٍ : "بموضُوع أُولِيڤيا ولِيليانَا أنَا فُزّت علَيك" نفَض ألفرِيد الغُبار الوَهمِي عن كَتفِ كرِيستُوفر ليُغادِر بأُنفَةٍ ناحِيَة غُرفةِ لِيليانَا. كَان صادِقًا بحدِيثهِ! بموضُوعِ إيلِينُور ولِيلِيانا ظهَر ألفرِيد أكبر وأكثر سُلطةً مِن عمّهِ! وكَان الحاكِمُ هُو لِيليانَا وضُعفُها أمَام هِيبةِ ألفرِيد ، مُقابِل كَيف يبدُو كريستُوفر أمَام إيلِينُور. ألوَّى جَسدهُ جِهة واجِهةِ الزُّجاجِ وحدّق فِي المُمدةِ عَلى السّريرِ ثُلثُ جَسدِها ملفُوفٌ بالضّماداتِ. مّا تزَالُ حيّةً تُرزَق ، مّا يزَالُ فِي جُعبتِها قُوَّةً جبَارةً ، كريستُوفر لن يضعهَا معَها فِي نَفسِ الثّابُوتِ! ستمُوت إيلِينُور فقّط حِين تُصبِحُ ذلِيلةً حقِيرَةً! ومِنهُ كريستُوفر بعيُونٍ فارِغَةٍ ، وصوتٍ جَافٍ ألقى عَبر هاتِفهِ : "أُريدُ أنّ أُصبِح والِد إيمَّا وِيلسِون البيُولُوجِي" شتّم بكَلمَةَ نابِيّةَ حِين قاطّعهُ المُحامِي… ليُتابِع بحِدّةٍ : "لا أُريدُ تبنِيها! أُريدُها أنّ تكُون إبنتِي الّتي إِنفصَلتُ عن أُمِها قبل سنوَاتَ بدُون أنّ أعرّفَ أنّهَا كانتِ حامِلًا" #يُتبع الحمدُ لله خلصَته يُوم 6 أغسطُس ? بس المُشكِلة معندِيش عُنوان مُناسب لِيه فعشَان كده بنشَره يُوم ألاقِي ?? مّا علِينا كِيفه الفَصل؟ جدّ جدّ إيلينُور جبّارة مّا شاء الله ? إيلينُور؟ شخصِيتها جمِيلة مرّة مرّة أحبّها ? كريستُوفر؟ معندُوش يُمه إرحمِيني شايلَة همّ كِيف أخلِيه إِنسان لطِيف معهَا يُوم يحبّها هذا إذا حبّها ???? ألفرِيد؟ هُو حتّى لو مبَيّن طامِع فمكَان عمَه بس هُو العَ** بيحبّ كريستُوفر وكلّ حاجَة بس برضُو طامِع فمكَان عمه ?? وكريستُوفر مش مهتّم بنِيته لأنّه هُو يلِي مربِيه بإختِصار ألفرِيد قطّة مش كَلب! ليليَانا؟ الفَصل الجَاي بنحكِي علِيها هِي وألفرِيد خلِينا الأَوّل نرجَع إيمّا بنت كريستُوفر. ? بس جدّ حد فِيكُم كَان متوَقع أنّه كريستُوفر هَيفكَر بعيد كدّه؟ مّا علِينا وداعًا الآن ونلتقِي لاحِقًا ?❤️ أحبّكُم وأرجُو أنّ الفَصل نجَح فِي إرضَاءكُن وإرضَاء نُهَايّ. ❤️
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD