في صباح يوم جديد شمسه ساطعه علي غير العاده بإحدي مدن ألمانيا
الساعه 7 صباحا
جو يملؤه الدفئ والحب نري هذه السيده الطيبه التي تقارب من العمر ال 50 عاما تقف بهيئتها تراقب اعمال الخدم في هذا السرح العظيم
نعم انه قصر عائلة الرفاعي
من يراه يكاد يسلب عقله من جماله وت**يمه الذي لا يقدر المهندسين علي الاتيان بمثله
صباح الخير روز ...القت ماريا التحيه علي احدي الخادمات وتدعي روز
اجابتها المدعوه روز بكل مياعه صباح الخير سيدة ماريا هل اجهز الفطار لسيدي والآنسه الصغيره
اجابتها ماريا بامتعاض : نعم روز فقط اسرعي لانه لم يتبقي سوي ربع ساعه
حسنا سيدتي
مشت ماريا وهي تقلد صوت روز المائع هل احضر الفطور لسيدي
مشت تلوي فمها و وهي تقلد روز بلهجتها واسلوبها وتقول بلهجتها المصريه اجانب اخر زمن بصحيح
نعم فهي من اصول مصريه نشأت وتربت في مصر الحبيبه كما الحال مع بطلنا ولكن لأسباب سنعلمها لاحقا اضطرت الي الانتقال الي المانيا
وها نحن في جناح حفيد عائلة الرفاعي اقل ما يقال عنه بيت يسع اسره كامله
نري هذا الشاب الذي بلغ من العمر 32 عاما يقف امام المرآه بهيئته الشامخه المعهوده يشع من عينيه بريق القسوة والجديه من يقف امامه يقسم انه يتمني ان تبتلعه الارض في الحال عضلات فكه البارزه بوضوح غمازته التي تخلب عقول السيدات ما ان تقع اعينهم عليها
ها هو قد انتهي من تمشيط شعره الكثيف
ويضع بعض من عطره المميز ذو رائحة النعناع النفاذه الذي يمتزج برائحته الرجوليه ورائحة سيجاره مما يجعل من يقترب منه ان يثار بهذا المزيج ويبحر في عالم اخر ينثر عطره علي بدلته الرماديه اللون
صوت طرق علي باب الغرفه
دلف الطارق بعد ان سمح سيف له بالدخول
*صباح الخير ياحبيبي
نظر اليها عبر مرآته بابتسامتة الساحره المعهوده فهي التي اعتنت به منذ وفاه والديه
_صباح النور ياماري
*ها احضرلك الفطار
_لا يادادا هفطر ف الشركه عندي شغل كتير واجتماعات يدوب الحق من دلوقتي واحتمال اتأخر بره شويه
*طيب ياحبيبي ربنا يقويك
_المفعوصه صحيت ولا لسه
*هههههههههههه انت تعرف عنها كده حد بيقدر عليها انا عن نفسي اخاف اصحيها لتهب فيا زي البوتاجاز مفيش غيرك يقدر يصحيها انت اللي مربيها من يوم م جبتها وهي حتة لحمه حمرا عنيها مشفتش غيرك .
_اعمل ايه بس ياداده هي اللي بتحييني من بعد اللي حصل وخايف من اليوم اللي هتعرف فيه الحقيقه . وشرد بفكره في احداث الماضي المؤلمه التي حدثت وهو فتي لم يكمل ال الخامسه عشر من عمره حرم من عائلته ظل وحيدا بدون اب ولا ام ولا حتي اخ يؤنس طريقه في الحياه فقد فقد ابويه في حادث سير غامض ومرت عليه ايام وشهور وهو وحيد لم يتبقي له احد من عائلته سوي جده الذي تولي رعايته وتربيته وابن عمه سامر واخوه البالغ من العمر 22 عام . الي ان وجد هذه المصيبه التي احبها من اعماق قلبه
فلاش باك
كانت الساعه قاربت علي الثانيه عشر منتصف الليل في فصل الشتاء بمدينة الإسكندريه كان يتجول في الشوارع كي يتناسي حزنه والمه من فقدان والديه ووحدته التي ستلازمه مدي الحياه اثناء سيره التقطت اذنيه صوت بكاء لرضيع صغير لم يكمل عامه الأول ملقي امام احد المنازل في احد الشوارع الجانبيه لفت انتباهه هذا الصوت فتعجب لكون لا احد غيره يسير في هذا فكيف لوجود صوت طفل رضيع فأسرع ووجد ما لا يحمد عليه حمل الرضيع واخذ ينظر حوله عله يجد احد ولكنه لم يجد
فنظر الي الطفل بحزن نظر لعيونه السماويه الصافيه الواسعه وقال له
"حتي انت اهلك سبوك ومشيو بس انا ع الاقل اعرفهم واعرف هما راحو فين بس انت..!!! قلبهم طاوعهم ازاي !! دا انت لو كنت حيوان كانو هيراعوك ربنا ينتقم منهم فرت دمعه هاربه من عيونه علي حاله وحال الطفل فمسحها بسرعه ...
كان الصغير يبكي ولكن ما ان حمله سيف نظر اليه الطفل يعينين واسعتين من الدهشه من هذا المخلوق العملاق الذي امامه يكاد سيف يقسم انه يري انعكاس صورته في عينيه الصافيه فأخذت يده تشد علي يد الصغير التي تداعبه ويقبلها ويقول: اقلك حاجه انا بقيت وحيد معنديش غير جدي ودادا ماريا هي اه مسيحيه بس طيبه جدا دي هي اللي علمتني الصلاه شوفت ... وانا خلاص قررت انك مش هتبقي لوحدك تاني ولا انا هبقي لوحدي هنبقي احنا الاتنين سوا
اخذ سيف الطفل وذهب مسرعا عائدا لبيته قبل ان يزداد هطول الامطار
دلف الي فيلته بعد ان عبر بوابة الفيلا والحراس ينظرون اليه بدهشه مما في يده فوجد امامه جده ينظر اليه بغضب منه وماريا التي اصبحت عينها شديده الاحمرار من البكاء والخوف عليه ما ان رآه جده تحولت ملامحه من الغضب الي الراحه لسلامة حفيده ثم الي الدهشه من الشئ الذي يحمله سيف في يده
عوده..
فاق من شروده علي يد ماريا اللي ربتت علي كتفه بحنو وهي مدركه فيما يفكر وهي تقول له: ربنا يرحمهم ياحبيبي ... حاولت ان تنتشله من افكاره فقالت له بمرح
يلا بقا صحيلي البلوة اللي بليتنا بيها دي علشان باس المدرسه قرب يوصل
ظهرت ابتسامه خفيفه علي وجهه حين تذكر صغيرته المشاغبه وتقدم متجها ناحيه غرفة هذه الفتاه
فتحولت ملامح ماريا للحزن وشارفت علي البكاء ولاكنها تمالكت نفسها حتي لا تتركها للماضي يذ*حها مره اخري.
دخل غرفتها ليست غرفه فتاه عاديه بل انها كغرفه احدي الأميرات بلونها الوردي ود*كورها العصري الشبابي الحديث يوجد بالغرفه بابان الاول يؤدي الي غرفه صغيرة تضع جميع ملابسها ومستلزماتها هناك والباب الثاني يؤدي الي الحمام وفي منتصف الغرفه يوجد طاوله صغيره حولها كرسيين وعلي الجانب الاخر نجد مرآه زينه كبيره
دلف الغرفه وذهب ليفتح باب الشرفه ثم نظر الي صغيرته البالغه من العمر 17 عام
دهش مما رآه فهي تفاجئه كل مره بوضعيه نوم غريبه ومضحكه
فوجدها نائمه علي بطنها نصفها العلوي متدلي للأسفل وشعرها يفترش الارضيه بطوله الجذاب رافعه احدي قدميها لأعلي ول**نها متدلي ايضا لعدم قدرتها علي التنفس جيدا بهذا الوضع
وقف حاول ان يتمالك نفسه ويكتم ضحكته بصعوبه بالغه
ولكنه ما ان هدأ من نوبة ضحكه اصبح يفكر كيف يوقظها فلم يجد سوي طريقته المعتاده
نظر الي جانب السرير فوجد زجاجه نصفها ماء فابتسم بشر وامسك بالزجاجه وفورا سكبها علي وجهها
فانتفضت فزعا بكل خوف وهي تلوح بيديها ف الهواء
يللهوي يللهوي يللهوي هموت يللهوووي حد يلحقني هغرق .. بدأت في استيعاب ما يحدث فقالت ببلاهه حين وجدت نفسها ع السرير ايه ده !!! ما ان تداركت الموقف نظرت اليه بغضب طفولي لاهثه من فرط فزعها وغضبها ب*عرها المبعثر وملامح وجهها التي لازالت تحمل اثار النوم وقالت :انت غ*ي ياسيف هو كل مره لازم تتزفت تصحيني كده
ما ان سمع ما قالته هذه الحمقاء نظر اليها بحده وغضب وهي فور ان تداركت ما تفوه به ل**نها اللعين أخفضت رأسها وعينيها مسلطه علي الارض خوفا من ملامحه الغاضبه وترجع خصلات شعرها وراء اذنها تفرك يديها بتوتر و تقول بتلعثم : انا اس سسفه بس ا اانت يعني مش بتتلاقي طريقه غير كده تتصحيني بببيها
دقيقه اثنان ثلاثه ظل واقف بشموخ كعادته ويداه في جيب بنطاله ملتزم ال**ت ينظر اليها كما الصقر ولازالت ملامحه حاده غاضبه كما هي
تعجبت من هذا ال**ت المتواجد فرفعت نظرها اليه وياليتها لم تفعل لازال وجهه يحمل ملامح الغضب هذه فابتلعت ريقها ونظرت اليه في خوف.
عشر دقايق وتكوني جاهزه انا اللي هوصلك للمدرسه
لم يقل سوي هذه الجمله وتركها خارجا من غرفتها صافعا الباب خلفه انتفضت اثر هذا الصوت ولكن بعدها
تن*دت بأريحيه وهي تربت علي ص*رها بالقرب من موضع القلب و تقول الحمد لله مشي مشي خلاااص قلبي كان هيقف يللهوي ياسيف عليك وعلي بصتك اللي بتخليني شبه الكتكوت المبلول لازم يعني تخليني اعصبك فابتسمت ببلاهه وشرود وقالت بهيام بس يخربيت حلاوتك حتي وانت متعصب بتبقي زي القمر قسمت بالله هبوسك في مره وانت كده فاقت من شرودها
ونهرت نفسها علي هذا التفكير المنحل وهي تقول لنفسها ايه يا سما انتي اتهبلتي دا ابن عمك وزي اخوكي الكبير اعقلي انتي بقيتي قليلة الادب كده ليه ... انتفضت وهي تقول يللهوي اما الحق اغير هدومي قبل م دراكولا ييجي يعلقني?
فنهضت كي تبدل ملابسها للذهاب للمدرسه ولاكنها فجأه توقفت بمنتصف الغرفه واتسعت عيناها وهي تشهق بصدمه وخوف مما تذكرته الآن...هو قال هيوديني فيييين !!!!!!!!!