يا عابرا قارات قلبي غازيا
رفعت سيفك تغير على أوطاني
كفى بحق ربك ما حدث
فمحيطاتي تحولت لنيران
وغيوم سمائي كلها
باتت سوداء من الدخان
وضحايا غزوك جرحى
دماؤهم تملأ من حولي كل مكان
ألا يكفيك يا غازي الضلوع
صراخ نياطي بصوت مسموع
بكاء وتيني بأنين موجوع
في الخارج كان يقف منير وقد تحول اشتعاله من الإحراج إلى اشتعال غضب فشبك ذراعيه على ص*ره وقال "ماذا تفعل هنا يا عاصي؟ " ابتلع عاصي ريقه بتوتر يفكر أنه هنا الآن ولن يتحرك قبل أن يراها سواء بالرضا أو الغصب " منير أعلم أنك ستفهمني فنظرتك لزوجتك تخبرني أنك تعشقها لذلك ستشعر بما في داخلي أنا …...قاطعه منير بغضب "هل سافرت كل هذه المسافة لتهذي في هذا الموضوع مجددا؟ " رد عليه عاصي بشجاعة "بل سافرت هذه المسافة لأجلها ومستعد أن أفعلها ألف مرة ولن أتعب أو أشتكي سوى من بعدها وشوقي لها الذي يحطمني و…...قاطعه منير صارخا "اخرس هل جننت؟ أنت تتحدث عن ش*يقتي ،تتحدث عن غفران العزايزي بنت كبير العزايزة لذلك الزم حدودك " تكلم عاصي بقهر وجسده مشدود " إذا كان حبي لها جنونا فاعتبرني مجنونا، وأنا أعلم عمن أتحدث تماما أنا أتحدث عمن خ*فت قلبي وجعلتني كالمتيم أعاني ويلات وويلات في بعدها " تشنج جسد منير وقال من بين أسنانه "لآخر مرة سأطلب منك الرحيل بهدوء أختي لا ينقصها جنونك ، ابتعد عنها وسأعتبر أنني لم أسمع شيئا " ضحك عاصي بألم وقال "أبتعد عنها!!! أنت الآن من يهذي فإذا كنت أنت قد تعلقت بحبال الهواء الذائبة لسنوات ولم تيأس فأنا لست معلقا فقط بل أنا مقيد بسلاسل غليظة فقط دعني أراها " عاجله منير بلكمة جعلت الدماء تتساقط من أنفه فأمسك عاصي نفسه بشدة لكي لا يردها له وقال مجددا ودماؤه تجري "أرجوك دعني أراها " هز منير رأسه بقلة حيلة يسأله "متى حدث كل هذا؟ وكيف؟ أنت لا تعرفها حتى ولم ترها سوى ليلة الحفل " أخرج عاصي منديلا من جيبه يمسح به دماء أنفه التي تسيل وقال " لن أجيب على أسئلة لم أجد لها جوابا، كل ما أعرفه أنني أحبها بل وتخطيت فيها ذلك …. ساعدني لأراها " نظر له منير بحيرة وسأله " وماذا بعد يا عاصي؟ هل تعلم لماذا هي هنا؟ هل تعلم ما حدث لها؟ هل تعلم كيف هي حالتها؟" توسله بشدة "أعلم كل شيء فقط دعني أراها لا تكن أنت والزمن عليّ يا منير ارحمني فأنت قد جربت كيف يكون النوى ترفق بي قليلا " رق قلب منير لحاله وفي نوبة جنون مفاجئة قال "سأساعدك لكن إذا أبدت غفران أي رفض تجاهك لن أتركك تقترب منها ثانية، لا أعلم كيف أوافق على هذا الجنون أظن أنني أصبحت عاطفيا جدا، لو علم عبد الرحمن لن نستطيع أن ننطق الشهادة حتى قبل أن يقتلنا............
منذ أن أخبرتها حورية أنه في الخارج وأعصابها مشدودة كالوتر، تتساءل ماذا يفعل هنا؟ تتذكر ما حدث بينهما في المرات القليلة التي تقابلا فيها وتشعر أن بداخلها شيئا انجذب له وبشدة فهو الرجل الوحيد الذي استطاع أن يترك بذهنها وعقلها ذكرى لا تنسى منذ أول لقاء لهما حين أغرقته بالماء إلى آخر لقاء والتي لا تعلم هل كان حقيقة أم خيالا، هل زارها في المشفى هناك؟ هل قال لها ما سمعته أم أنها كانت تهذي به؟ فهذه عادتها الجديدة تتذكره كلما تألمت وتسرح في تفاصيله كأنه حائط حمايتها، لماذا هو!! لا تعلم ولم تحاول أن تفكر أو تتساءل لماذا فيبدو أنها تخاف الإجابة ،سمعت صوت الباب يفتح ومنير يقول لها " غفران هناك زائر يريد رؤيتك " انكمشت على نفسها بخوف وخجل وهي تحاول أن تصنع الابتسامة وتسأله " زائر لي أنا! ….من؟ " دخل عاصي الذي حمد الله أنها لا تراه بشكله الب*ع فقميصه قد ملأته الدماء كما أن وجهه تورم قليلا شهقت حورية وقالت "ماذا حدث لك؟ وما هذه الدماء؟ "ردت عليها غفران بفزع " من الذي ينزف؟" اقترب منها حتى أصبح بجانب السرير وقال "أنا "هدوء تام ملأ الأجواء من حولهم فسحب منير حورية إلى الخارج تاركا باب الغرفة مفتوحا ، جلس عاصي على طرف السرير فشعرت به غفران ولملمت أقدامها فقال لها "كيف حالك يا غفران؟ هل أنت بخير؟ " شعرت أن نبضها غير منتظم أبدا كأنها ستفقد الوعي فأكمل قائلا "اشتقت لك كثيرا كأنني لم أرك منذ قرون " **تت لا تعرف كيف ترد لا تعرف ماذا تقول فهي منذ أيام تحاول جمع شتات نفسها لتصبح على الأقل إنسانة مجرد إنسانة ليست مثيرة للشفقة ولا تطمع في أكثر من هذا ليأتي هو ويريد أن يعيدها لنقطة الصفر فقال "لم أستطع ال**ود عندما علمت أنك في المشفى وجئت من أجلك " **تت مرة أخرى لدرجة أنه يئس من أن تجيبه لكن لا يهم يكفي أنه رآها فقال مجددا " آسف لأنني تأخرت عليك لكن ليس بيدي، لو كان الأمر بيدي لأتيت إليك حين علمت بل لو كان الأمر بيدي لم أكن لأتركك أبدا صدقيني " فرت دمعة حزينة من عينها تبعتها دموع قهر على ما يحدث لها، فها هو رجل يسافر لأجلها عبر القارات ولكنها تشعر بالخيانة لمجرد حديثه معها…. وآخر تزوج عليها قبل أن يتزوجها والاسم خطيبها ما هذه المعضلة؟ ما هذا التعقيد؟ قال لها عاصي بصوت مهزوز "لا تهدري لآلئك الثمينة على من لا يستحق فوالله ما حدث خيرا لك ولي فماذا نريد أكثر من هذا؟ فليذهب إلى مصيبة تأخذه بلا عودة، سأذهب إلى الشيخ جعفر وأطلبك اليوم وتعيشين معي يا غفران لكن كأميرة نزلت من برجها العاجي لأجل فقير مثلي متيم بحبها " ازداد بكاؤها فارتجف قلبه بعنف يريد أن يضمها بشدة لكنه لا يستطيع، يريد أن يهمس لها بكل ما يجيش بص*ره لكنه مكبل وكأنه رآها فنسي وصلات طويلة من الحديث الذي ظل يرتبه بداخله لساعات ورغم ذلك همس لها " لماذا البكاء يا حوريتي؟ أموت شوقا لتصبحي زوجتي صدقيني سأحملك داخل قلبي وفوق رأسي " كان يضغط على جرحها ولا يعلم فيبدو أن هناك بعض من قواعد العائلة فاتته فبنات العائلة كعرائس بحبال تسمى المكاتيب معلقون برجال يحركونهن كيفما شاؤوا قال لها بحب "غفران " ردت عليه وقد فقدت السيطرة على أعصابها " لماذا جئت؟ وماذا تريد؟ هل تظن أنك بطلا وستخرج الأميرة من البرج وتنقذها من مصيرها القاسي؟ ...لا …استيقظ، خطيبي الذي سيتزوج بعد يومين مازال أمام مكاتيب العائلة وكبيرها في حكم زوجي وزفافنا العام القادم ولا أنا ولا أنت سنستطيع منع هذا، ليتني فقدت نظري و**بت قلبا يحبني لكن من الواضح أن نظري كان أول شيء في القائمة التي يبدو أنها طويلة جدا فقد فقدت نفسي وفرصة كانت لتجمعني بحب حقيقي " كانت تتحدث ولا ترى من يجلس أمامها بذهول يفكر في كل كلمة تخرج من بين شفتيها ويتساءل هل ما يسمعه حقيقيا؟ هل طريقه صعب لهذه الدرجة؟ وهو من كان يظن أنه المنقذ الذي سينتزعها من براثن الظلم، نظر لها بقهر رجل تكبلت يديه بشدة ولكن مؤكد هناك حل لمس بيده الدافئة أطراف أصابها المفرودة على السرير قائلا " أقسم بالله أنني لن أستسلم حتى أجد حلا وأتزوجك وأنتهي من عذابي هذا لماذا لا تثقين بي قليلا وتصدقين أنني لأجلك سألقي نفسي في النار؟ أنا أحبك جدا هل تشعرين بي؟ " توقفت غفران عن البكاء وهي تشعر أن هناك من يفكر بها وبحمايتها من المكاتيب كما أنه جاهز لإلقاء نفسه في النار لأجلها ماذا تريد أكثر من هذا؟ ...قالت بصوت مهزوز "عدني أنك لن تتركني لأكون ضحية للمكاتيب ،عدني ألا تجعلني أبكي يوما، وعدني أن تظل دائما معي مهما صعبت الحياة وصعبت المسؤوليات "نظر لها عاصي بقوة وقد أخذ قراره أنه سيذهب لأبيها ويطلب يد ست البنات وسيتزوجها إن شاء الله "أعدك بهذا وأكثر لا تقلقي فأنا لأجلك سأفعل أي شيء " جمعت أصابعها بحركة خجولة حول أصابعه وكأن هذا ردها عليه..........
تجلس في غرفتها بهدوء يمزق الجالس أمامها، مرت سنوات كبر في السن وكبرت وظل حبها بداخل قلبه كمراهق مرهق لا ينضج ورغم ذلك أوهنته، فقلبه يدق لأجلها كأن ألف قلب تجمعوا بص*ره … خلابة هي بقميصها الناعم تفرد شعرها الذي لم تتخلله خصلة بيضاء كأنها ابنة الثمانية عشر عاما التي تزوجها …. تتجاهله بالكامل لكنه لم يعد يحتمل حرب **تها التي تشنها، فض*ب عصاه في الأرض وقال "وما نهاية **تك هذا يا نعمة؟ نحن لم نعد صغارا "رفعت عينيها الزرقاوتين لتهل ريح الشوق العاصف وتتلاعب بوجدانه فقال " تكلمي معي يا بنت الناس فقد تعبت من **تك " أخذت نفسا متعبا من حرب عمرها سنين دارت بداخلها رافضة أحكام هذه العائلة "ماذا تريد يا جعفر؟ ليس هناك كلام يقال يا كبير العزايزة "قالت آخر كلمتين بتهكم شديد أغضبه "وماذا فعل كبير العزايزة بك يا نعمة من ربي؟ " **تت قليلا ثم قالت "أبدا لم يفعل شيئا سوى أنه يريد تزويج ابنتي لرجل بعاها بالرخيص ولم ينتظر مرور وعكتها الصحية على خير أو يراعي مشاعرها كأنها لا تملك ذرة من إحساس بل كأنها تمثال من صخر ستشاهد وت**ت كما فعلت أنا من قبل، لكن هذه المرة تختلف فأنت لن تتراجع كما فعلت أنا وسامحتك منذ سنوات سماحا مغطى بدماء لا أعلم صاحبها، سماحا كانت هي نتيجته ابنتي لم تخلق لهذا العذاب فإن كان أبوها قد بكى في السابق لكي لا يتزوج على أمها ماذا تفعل هي وزوجها تزوج عليها قبل أن يتزوجها من لا يَرحم لا يُرحم يا جعفر " سنوات طوال عودته أن يقسو قلبه على الجميع إلا عليها فقد عاش عمره يتمنى ألا يقع في هذا الاختيار الصعب مجددا ...كيف يمكن لكبير العائلة أن يخالف المكاتيب لأجل أهوائه؟ هذا يسمى نفاق فإن خالفها لأجل ابنته فيجب عليه فعلها لكل فتاة في العائلة وهكذا سينفرط ال*قد الذي أحكمه لسنوات وجدوده من قبله أحكموه بشدة ، اقترب منها وخلع عباءته ثم جلس بجانبها "هذا قدرها يا نعمة أين ستهرب من المكتوب؟ " ردت عليه بشراسة تعلمه أنها لن تلين "الأقدار يكتبها رب الكون وليس أنتم في تلك المكاتيب السخيفة، ابنتي لن تكون ضرة لأحد هذا كلامي وانتهى " مال إليها يقبل طرف شفتيها بحنان جارف هامسا " ارحميني يا وجعي وعودي إلى غرف*نا لم أنم منذ رحيلك عنها " رق قلبها لنبرته لكن ابنتها التي تضيع جعلتها تقول " هل ستظل تحبسني هنا كثيرا يا جعفر؟ السنون لم تعلمك أي شيء فأنا لا أنحني لأي شيء حتى لو في سجن من فولاذ "حضنها بشدة وقال " لن تخرجي من المنزل، اغضبي هددي توعدي واجرحيني لكن ظلي هنا فأنا من دونك هالك لا محالة " وضعت رأسها على ص*ره فلن تنكر للحظة أن هذا موضعها الوحيد لكن ابنتها عانت بما يكفي واذا كان القدر في الماضي أخّر الاختيار فمؤكد أن موعده قد حان وجعفر عليه أن يختار فإما ابنته أو العائلة ، قاطع لحظاتهما الهادئة صوت الخادمة تقول من الخارج " سيدي جعفر السيد سالم والسيد محسن ينتظرانك في المجلس "مال جعفر يقبل عيون نعمة اللتين تجمعت بهما الدموع ثم سحب عباءته وخرج تاركا قلبه في أحضانها لعله يهدأ قليلا …...
كان حذيفة يجلس إلى مكتبه ينهي بعض التقارير التي تخص بعض مرضاه ومن ضمنهم رائف، هذا الكائن عجيب التفكير وشديد الذكاء ولكن كما يقول المثل لا يقع إلا الشاطر، يتذكر الجلسات التي أجراها له وقد تفاجأ من كمية البؤس والحرمان والظلم التي عاشها هذا الشاب، فحمد الله أن بعد كل ما حدث له كان بداخله قلبا نقيا تعلق بالصغيرة وإلا كان لينفذ خطته منذ زمن ولن يعلم أحد الحقيقة أبدا، نظر لبعض الأوراق التي تخصه فقد عرض حالته على أكثر من طبيب تجميل ليستقر على أفضلهم وأخذ له موعدا في الغد فما ضاع من عمره ليس بقليل وعليه أن يلحق البقية فما مر قد مر والمهم هو القادم بكل ما يحمله من حلو ومر، نظر إلى الساعة ليجد أنه لم يتبقَ سوى ساعة ونصف على الحفل فوقف بسرعة يجمع أغراضه ثم اتجه إلى خزانة جانبية بمكتبه وسحب ملفا كُتب عليه تولين وهو يقول "أتمنى أن تكون هذه الليلة نهايةً لضياع بشر وبداية جديدة له فليرحمك الله برحمته يا صغيرة " ثم خرج من مكتبه الذي أخذت فتون إجازة من عملها به ليومين وتوجه إلى شقته ليتجهز للسهرة وهو يفكر أنها كانت تظن بأنها ستكون هنا في هذا اليوم ...كان تخطط لكي تفاجأ الجميع ولكن " وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ۚ
يجلس سالم بجوار محسن في مجلس البيت الكبير بانتظار الشيخ جعفر ليتفقا حول كل شيء يخص عرس أبنائهم فهم على علم أنه لن يكون هناك حفل بل مجرد عقد قران بوجود رجال العائلة وسيكون هناك ذبائح لذلك أرادوا أن يعلموا ماذا سيكون عليهم من تجهيزات، فالمعروف أن الحفل الذي يقام كل عام تكون تكلفته على العرسان، يتشاركون في كل شيء بدءاً من الذبائح حتى الحفل وبما أن هذا العام استثنائي ولن يكون كما اعتادوا فمؤكد هناك أشياء أخرى لابد أن يشاركوا بها" هل تظن أنه سيتحدث في المهر والمؤخر وخلافه أم أنه سيكتفي بأمور الحفل؟ أظن أن هذه أمور تخصنا وأنت تعرف أنني لن أستخسر في بناتي أي شيء " رد سالم على أخيه وهو يستنشق رائحة القهوة التي بين يديه " يا محسن اهدأ قليلا وحتى إن سأل، أعلم أنك لن تقصر في حق بناتي أبدا لماذا هذا التوتر؟ " نظر محسن أصابعه وقال "رغم أن أباك فعل كل شيء لنبقى تحت جناح العائلة إلا أنني لا أستسيغ أن يكون هناك كبير يأمر ويشترط " ضحك سالم بخفه على أخيه وقال " هل أنت معترض على مكاتيب وأحكام العائلة يا محسن ولم يرق لك أن تعترف لي سوى هنا في بيت الكبير؟ " نظر محسن لأخيه بصدمة ورد عليه "من قال هذا؟ ….بالطبع لا أقصد فالمكاتيب وأحكام العائلة أمور تجري بدمائنا، فبالله عليك أين كنت سأجد لبناتي شبابا مثل أسد ونزار؟ ولمنذر وصفي فتيات مثل بلقيس وأسمهان؟ لقد ترعرعوا أمام عيني وتحت يدي، لكنني معترض على شدة الشيخ جعفر هل تسمع كيف يقود العائلة! إنه قاسي لا يلين " وضع سالم فنجانه بهدوء " لن يكون أشد من الشيخ رشيد، هل تتذكر ما حدث منذ أكثر من ثلاثين عاما في هذا المجلس؟ "**ت محسن يتذكر حينما حكم الشيخ رشيد على أبيه وجرده من جميع أمواله وأراضيه ترضية لعزيز ابن راضي الذي كان من المفترض أن يتزوج أخته ...تقاذفته الأفكار لتظهر أمام عينيه ملامح هذا الشاب الضخم ال**بث الذي جاءه يتبجح ويطلب يد سمراء فقال " أتذكر يا أخي كل شيء لذلك دائما وجودي هنا ثقيل على قلبي " نظر له سالم "يومان سيمران بسرعة وبعدها سنعود لمكاننا لنكمل الطريق بجوار أبنائنا ونفرح بهم ، كل ما كنت أتمناه أن يكون أحمد هنا ،لقد اشتقت إليه فليرحمه الله برحمته كان سيفرح كثيرا لأبنائنا كأنهم أبناؤه "زم محسن شفتيه بقهر " في الجنة ونعيمها بإذن الله تعالى لم يكن أخا فقط بل كان أكبر وأعظم لدرجة أن والدي مات حزنا على فراقه "ترحم سالم ومحسن بألم على والدهما ودعيا لقمر وتولين بالرحمة "ماذا سنفعل لعاصي وبشر؟ علينا إيجاد فتاتين من عائلة محترمة لهما فلم يعودا صغيرين ….قاطع كلامهما دخول جعفر يرحب بهما بوقار ويسلم بقبضة قوية رغم سنوات عمره قائلا " يا أهلا بالغاليين أبناء الغالي أنارت أرض العزايزة ،مبارك للصغار ولو أنني كنت أريد أن نجعلها ليلة واحده فأنا لا أرجح أن يتزوج شابان وتتركا البقية، فالزواج نصف الدين وأنتم في مجتمع مفتوح فكان لابد من تحصين نفوس هؤلاء الشباب " تكلم سالم بهدوء "أنت محق يا شيخ لكنك تعلم أن نزار ابني حالته مازالت حرجة ولا يمكنه التحرك ، وسمراء ابنة أخي تعاني من صدمة عصبية فلا يمكنها أن تتزوج بهذا الوضع أما بشر فأنت تعلم أن خطيبته انتقلت إلى رحمة الله لذلك سنزوج من يستطيعون أخذ هذه الخطوة الآن فأنت تعلم كم أن الوقت صعب والجميع لم يتخطوا ما حدث بعد " هز جعفر رأسه بألم أخفاه بمهارة فحتى هو لم يعبر ما حدث وقال " حسنا توكلنا على الله لكن العام القادم سننهي أمر البقية جميعا وبالنسبة لابن هاشم وابن رأفت عروستيهما عندي و من بنات الأصول " رد عليه محسن " إن شاء الله يا شيخ ، والآن ما المطلوب منا في ليلة العرس؟ " تكلم الشيخ جعفر بثقة " أريد أن أعرف كل شيء بدءاً من الشبكة إلى الصِدَاق وتجهيزات السكن فبنات العزايزة يجب أن يُكرمن " نظر سالم لمحسن فتكلم الأخير"يا شيخنا الشبكة موجودة ومن أفخم محال المجوهرات…. كما أن السكن سيكون معنا في القصر فلكل عريس جناح منفصل مجهز على أحدث طراز والصِدَاق كما تحكم أنت فلن أمانع ولن أبخس بناتي حقهن أبدا " نظر سالم لأخيه بامتنان فهم فعلا ربوا أبناءهم على أنهم إخوة فلا يوجد أبناء سالم وأبناء محسن بل هما الاثنان والدان للجميع ، هز جعفر رأسه باستحسان "رجل ابن رجل يا أبا صفي وأعتقد أن من مثلك لا يُشتَرط عليه في شيء، حدد الصِدَاقَ كما تريد ولا تنسَ أن كل عريس سيذ*ح ذبائح لوجه الله لذلك عليك أن تأتي بذبائح أبنائك وطبعا هذا شيء بينك وبين الله لن أحكم عليك فيه " رد عليه محسن "لن تجد إلا ما يسرك يا شيخ هل هناك شيء آخر؟ " وقف جعفر فهو لم يعد يحتمل الجلوس وتركها في الأعلى تبكي وحدها … لقد قرر ….سيأخذها غدا لترى غفران لعلها تهدأ قليلا وتحن عليه وتعود إلى غرفتها "لا ليس هناك شيء غير طبعا تجهيز الأوراق التي سيحتاج إليها المأذون ، زواج مبارك إن شاء الله ،مضطر للذهاب البيت بيتكما " وقف محسن يتبعه سالم قائلا " عذرك معك يا شيخ نحن أيضا نستأذن بالرحيل فلدينا أمور علينا إنهاؤها قبل وصول أبنائنا " انسحب جعفر بعد أن ودعهما بوقار وهدوء فاتجه محسن مع سالم إلى السيارة و محسن يقول لأخيه "لا أصدق أن الأمر مر بهذه السهولة كنت أظن أنه لن يتركنا سوى بعد أن نختنق من الشروط والأحكام " فتح سالم باب السيارة "يبدو أن هناك شيئا يشغل باله لدرجة أنه نسي أن يسألنا عن الفرع الذي سيفتح في القاهرة، مؤكد وصله الخبر على كل حال هذا أفضل ، هيا دعنا نرحل ونستريح قليلا فأمامنا غدا يوم طويل "ركب محسن بجانب أخيه الذي انطلق بسيارته ينهب الطريق وهو يفكر في سمراء وقراره بتأجيل زواجها هذا العام هل هو قرار صحيح أم خاطئ.
وصلت الفتيات مطار ميامي الدولي وقد مرت ساعات الرحلة سريعا، ففتون التي كانت تنتظرهن في المطار برفقة سجى التي لم يروها منذ عامين كادت أن تحول نفسها لبهلوان لكي ترى ضحكة من شفتي سجى التي كانت مرتبكة بشكل واضح وتهاتف عمها جواد كل نصف ساعة لتطمئن على صغيرها، كان لقائهن بها حارا لكنها كإنسانة انعزلت عن الحياة منذ عامين مؤكد ستحتاج وقتا لتعود كما كانت ، نظرت أسمهان لفتون بمحبة فهذه الفتاة عندما تمنح قلبها لشخص لا تترك لنفسها منه شيئا لذلك عليها أن تحترس ولا تمنحه بأكمله لأحد يجرحه ويأسره في قبضته فلا يرده، كان اهتمام فتون بسجى بالغا كأنها أم تخاف على صغيرها ويبدو أن سجى متأقلمة مع هذا الوضع كأنها متعطشة لشعور الاهتمام …. من أصعب الأشياء في هذه الحياة هو الحب المطلق بدون قيود ولا شروط فعندما تمنحينه لشخص ربما يكون سبب عذابك وحزنك فها هي سجى الش*ية المرحة تتحول إلى شخص انطوائي بلا روح ماذا فعل بها مأمون لتصل إلى هذه الحالة؟ كم تخاف من منذر أن يحولها في يوم لآلة عملية بلا روح، نظرت أمامها لتجد سمراء التي تتقدمهن تشير إلى فتاة ترتدي ملابس عملية واسعة بشكل ملفت وتجمع شعرها بطريقة غريبة كأنها لم تجد وقتا لتمشيطه وتخفي مقدمته بقبعة شبابية تحمل لافتة مكتوب عليها بالعربي (بنات العزايزة ) نظرت خلفها لبلقيس وعزيزة اللتين تستندان على بعضهما وتسيران ببطء كأنهما عجوزتان تثرثران بالخفاء، فغمزت لهما بشقاوة أن الرحلة قد بدأت تم أرجعت شعرها بحركة سينمائية وسارت كعارضات الأزياء تقترب من سمراء ، فأطلقت عزيزة صوت صفير وقالت "انتظرينا أيتها الجميلة فنحن لا نمتلك جمالك لنسيطر على البشر "ضحكت بلقيس برقة وابتسمت سجى بهدوء لتقول فتون الآتية من خلفهما بصوت عالي " انتظرينا يا نذلة فنحن أجمل منك بمراحل ولكن هؤلاء الحمقى لا يفهمون "كانت تتحدث بالعربية وتقصد الشباب من حولهن لتتفاجأ بصوت ذكوري يتكلم العربية يقول " إذا كان هؤلاء لا يفهمون فنحن بالخدمة ونفهم جيدا ونقدر بنات البلد " اعتدلت بلقيس وعزيزة التي كانت منحنية تلمس ركبتيها كعجوز ووقفت فتون تنظر له بحاجب مرفوع أما سجى لم تعطي أي رد فعل " وائل الزيني... مصري وأبي مصري بسماري ولوني مصري وبخفة دمي مصري …..جاء من خلفه صوت ذكوري آخر لكنه كنشاز ي** الأذان يقول بحركة تمثيلية جعلت عزيزة وبلقيس تنفجران بالضحك "وكل مصري الله عليه ،أهلا ببنات البلد ما أجمل الصدف " لكز وائل آدم بخصره قائلا من بين أسنانه "أنت هكذا تخيفهن... ما هذا الصوت بحق الله هل كنت ترضع لبن حمير وأنت صغير "عبس آدم وقال "ماذا فعلت لقد أكملت لك الأغنية ثم إن هاتين ضحكتا بشدة "وأشار لبلقيس وعزيزة فقال وائل بحنق "تضحكان على جنونك لقد أخبرتك أننا نريد اجتذاب الفتيات لا أن نجعلهن يفروا " كانت في هذه اللحظة فتون تنحني لتخلع سلاحها من قدمها فتلعب به على أجسادهما ليوقفها صوت أسمهان تقول " ما شاء الله أجد أن الكارهين للرحلة تحمسوا ما كل هذا الضحك " أشارت عزيزة على الشابين اللذين يقفان أمامهما وهي تحاول أن تتحكم في ضحكتها ،فتقدمت أسمهان تسأل "من هذان؟ "ردت عليها فتون بسخرية " هذا مصري وأبوه مصري وهذا آخر مقطع في الأغنية "انفجرت أسمهان بالضحك ووقف الشابان أمامهما كالعصفورين المبتلين من الإحراج لتناديهن سمراء " هيا بنا يا فتيات وقتنا ضيق جدا ونحن ملتزمات بمواعيد "تحركن خلفها ولكن فتون قبل أن ترحل نظرت للشابين وقالت "في المرة القادمة التي تريدان بها لفت انتباه فتاة مصرية استخدما أغنية وطنية مصريتنا حماها الله صدقوني تأتي بنتيجة وعن تجربة " ثم تبعت البقية إلى السيارة التي تأخذ طابعا سياحيا رغم بساطتها مزخرفة بشكل جميل ومكشوفة **يارات الأدغال، ركبن جميعا برفقة بتول الفتاة العربية المسؤولة عن برنامجهن في ميامي وتوجهن إلى أول واجهة برحلتهن المنتجع الصحي لميامي بيتش.......
دخل صفي إلى القصر الذي لا يوجد داخله صوت ولا صدى فحتى أمه ذهبت لخالته فوزيه في المشفى لكي لا تبقى بمفردها ، جلس على أريكة في الصالة الداخلية وهو يشعر أنه سيختنق فما يحمله من أفكار وخوف يجثم على روحه ...يشعر أنه مقيد ولن يلتقط أنفاسه إلا إذا أصبحت زوجته قولا وفعلا حينها فقط سيشعر أنه قد تحرر ….نعم يخاف من القادم فهي لا ترى جمالها وف*نتها كما يراها ولا ترى عقول الرجال فبرغم كل جنونه وتجبره الذي يدركه يحبها، برغم غيرته وتذبذبه يحبها فلماذا لا تتغاضى عن عيوبه وتبقى بأحضانه؟ لماذا لا تكتفي بحبه وتسلم أمرها له ليقودها كيفما شاء؟ بماذا ستتعب لو أنها استمعت لكلامه وبقيت تحت كنفه تعيش وتتركه يعيش فهو في بعدها كأنما يلتقط أنفاسه الأخيرة …
حبه لها وجع صرف يقلب كيانه وأفكاره ومعتقداته يحوله لكائن شرس يريد حجبها عن العالم ...ويبقى السؤال…. هل سيحجبها لكي لا يروها أم لكي لا تراهم ؟ نفض أفكاره مسرعا فالمنطقة التي وصل لها خطرة جدا وهو لا ينقصه ،دار بعينيه ليجد الحقائب التي اصطفت بجانب بعضها في مدخل الصالة حتى تكون قريبة من الباب، وقف ببطء واقترب منها ليجدها أكثر من ثمان حقائب سفر اثنتان منهما كبيرتان والباقي متوسط الحجم، ولمح ورقة تتدلى من كل حقيبة مكتوب عليها اسم صاحبها فيبدو أنهن أعددن الحقائب للجميع، بحث عن حقيبتها بعينيه ليجدها واحدة من الحقائب الكبيرة مد يده وسحبها بهدوء مستغلا أنه بمفرده وجلس مجددا على الأريكة ثم أمالها على الأرض وفتحها وبدأ يلعب بأشيائها كطفل يحمل هذا ويشم هذا ويلقي بهذا ويضحك وهو يتخيلها مصدومة مما يفعل، وجد سحابا مغلقا بداخل الحقيبة ففتحه وهو يشعر أنه قد هدأ قليلا فعلى الأقل هي لا تفكر في الهروب من حصاره، مد يده يسحب ما بداخله لتتسع عيناه ويرتج جسده بقوة فقد كان يمسك بيديه مجموعة من قمصان النوم المهلكة لحواسه التي يسيطر عليها بصعوبة جعلت خياله يسافر إلى عوالم أخرى فهمس بحرارة "يا إله الكون ارحمني ،هل فعلا سأراها هكذا؟ " زفر نفسا ساخن وهو يهمس لها كأنها هنا " ضميني إلى ص*رك يا بيلا …. أريحيني من شياطين نفسي فأنا مرهق جدا وقلبي مرهق أيضا ومن سواك سيحتويني "اشتدت حرارة اللحظة فأغلق عينيه وشعر أنه انفصل عن العالم فقاطعه صوت هاتفه في هذه اللحظات الحالمة ليجد رسالة من أسد يخبره بها أن هناك حفلة ستقام ليلا وبعض الكلام الغير مفهوم عن البط ،فجمع الأشياء المتناثرة وأغلق الحقيبة ثم أعادها بجانب الحقائب واتجه إلى المطبخ يريد سكب بعض الماء البارد في جوفه لعله يتوقف عن نفث النيران كأنه تنين فوجد طعاما جاهزا ومغطي بعناية فهاتف أسد قائلا "أخبر الجميع أن هناك طعاما في المنزل فلا داعي للطعام الجاهز "ثم أغلق الهاتف دون أن يستمع لرده وصعد ليأخذ حماما باردا وهو هائم يفكر بالأيام القادمة...........
كان أسد يجلس أمام ليل في مطعم مصعب يهمان بطلب الطعام ليقاطعهما رنين هاتف أسد الذي فز واقفا يقول لليل "هيا بنا " وقف ليل ينظر له بحنق "هل أنت طبيعي؟ ... ألست أنت من سحبني وراءه إلى هنا بحجة أنه جائع؟ لن أتحرك إلا عندما آكل " زفر أسد بحنق مماثل وهو يرتدي نظارته ويقول "سنأكل ولكن ليس هنا تحرك قبل أن يصل أحد للطعام قبلنا " نظر له ليل بعناد وقال " هل هو طعام أم غنيمة حرب اجلس ودعنا نأكل فأنا جائع ...عن أي طعام تتحدث؟ اجلس يا رجل هل كل ذلك بخل؟ أنا من سيحاسب …...قاطع كلام ليل أسد الذي سحبه من ذراعة بشدة قائلا " من البخيل يا رجل ابلع ل**نك قليلا فأنت تتحدث مع قنبلة موقوتة ستنفجر في وجهك في أي لحظة ...لا تنقصني سماجتك …. ثم أغلق سحاب هذه السترة هل يروق لك أن تظهر عضلات ص*رك للنساء فأنا أشعر بهن يحومن حولنا، ارحمني يا رجل فأنا تائب منذ فترة وأعاني من حرمان يمزقني "ضحك ليل بشدة حتى تقطعت أنفاسه وسأله بفضول " وماذا كنت ستفعل لو كانت التوبة لم تأتِ حتى الآن؟ " أنزل أسد نظارته على أنفه بعبثية وقال " سيحتجن إلى فرقة إنقاذ دولية لتخلصهن من بين يدي " ض*ب ليل أسد بخشونة وقال بسخرية " لدينا هنا وحش يعاني من الكبت استر يا رب " سار أسد حتى السيارة وليل خلفه يتندرعلى حاله الذي هو تقريبا نفس حاله ثم ركب بجانبه السيارة وانطلقا فسأل ليل أسد بضحك "قل لي أيها المتوهج إلى أين نحن ذاهبان فأنت حاليا لا أمان لك " رد أسد وهو يسحب علبة المناديل يقذفها عليه بقوة "سنذهب إلى القصر يا خفيف لتأكل أفضل طعام بيتي ستتذوقه في حياتك ... شهي ...طري …يفتح النفس…. ويدخل القلب "شحب وجه ليل بقوة لدرجة أنه لم يسمع بقية حديث أسد فسارع يقول "أسد لقد تذكرت موعدا مهما وعليّ النزول هنا حالا " لم يرد عليه أسد فقال له ليل "أنا أحدثك أنزلني هنا " رد عليه أسد ببرود " لماذا لا تريد القدوم معي إلى القصر يا مهاب باشا هل هناك ما يمنع أم تخاف أن أنفرد بك؟ صدقني أنا حقا أعاني من الكبت المرير لكن إلى الج*س الناعم وليس إلى عمالقة أرض ديزني اطمئن من ناحيتي لكن لا تأمن لبشر فله سابقة " كان ليل يشاهد أسد الذي يضحك ويفكر أنه لا يمكنه دخول القصر فلو رآه محسن العزايزي سيهدم المعبد على رأسه وهو حقا لا يريد أن يخسرهم ، سيخبرهم الحقيقة ولكن في الوقت المناسب ...حين تكون الثقة بينهم أعمق من أن تؤثر الأسماء فالإنسان بشخصه وأخلاقه "لا أنا فقط محرج قليلا من دخول منزلكم بدون سابق معرفة للجميع ماذا ستقول لأهلك؟ أحضرت معي جائعا ليأكل " رد عليه أسد باستغراب "أولا ليس بالقصر أي أحد فالفتيات أنت تعلم أين ذهبن وأمي وخالتي مؤكد عند نزار في المشفى، ووالدي وعمي في القاهرة ثم عاجلا أم آجلا يجب أن تتعرف على العائلة فكما قلت لك سابقا لقد أصبحت فردا منا لذلك لا داعي لهذه الحساسية من يرى هيأتك يظن أنك جلف لا تشعر " ضحك ليل وقد تنفس الصعداء "أفضل من أكون مفترس الكائنات الناعمة فأنا رجل لامرأة واحدة على استعداد أن تقتلني إن اقتربت من أي شيء ناعم " نظر له أسد بابتسامة يفكر لماذا لا تكون عزيزة قوية في حبه كفتاة ليل أم أن قدرهما الضعف فأولا ضعف قلبه وثانيا ضعفها............
بعد ربع ساعة كانت سيارة أسد تقف أمام القصر فنزل يتبعه ليل الذي بدأ يستمد القوة من الأرض كحبيبته بحركة تعلمها منها فلأول مرة سيعبر إلى منطقتها الخاصة جدا، التفت له أسد يقول "تحرك ...هل كل ذلك إحراج؟ لا لقد خدعت بك يا رجل كنت أظنك صديق سوء …….ا****ة عليك أسرع لقد وصلوا " التفت ليل ليجد سيارات الشباب تدخل خلف بعضها فوقف يشاهد منذر الذي قفز من سيارته كالطفل يجري إلى الداخل وهو يقول "أهلا يا مهاب لماذا تقف هكذا يا رجل ادخل بسرعة سيلتهم أسد الطعام بمفرده " ومن بعده وجد مأمون وبشر يسيران ببطء ويبدو أنهما يتناقشان في أمر ما بينهما فنظر له بشر بود وقال "أهلا يا مهاب لماذا تقف هكذا ادخل يا رجل فاليوم سيكون الهجوم على الطعام شرسا لعدم وجود الفتيات فلا داعي لوقوفك هنا فقد عبرنا مرحلة الرسميات منذ مدة " نظر له ليل بامتنان ليقاطعهما صوت وصول سيارة مؤمن الذي اصطحب جاسم معه ليحميه من بطش أسد فنزل مؤمن يجري إلى الداخل ولم يلقِ السلام حتى فقال مأمون بحنق " ها هو القرد أخي قد وصل ...والله الفتيات مظلومات معكم….أخبرني كم مرة تأكلون في اليوم ليجن جنونهم عندما علموا أنه ليس هناك من يحضر طعاما آخر " هز بشر رأسه وغمغم "على حسب فهذه الثيران البشرية لا تغلق فمها أبدا "رفع جاسم حاجبه لليل وقال "أهلا يا شباب، ما الأخبار؟ " فك بشر حزام بنطاله بهدوء "الأخبار كلها ستظهر حالا هيا بنا "