الحلقة الثانية

2720 Words
انتهت أجواء العشاء الجميلة اصر اورهان على إيصال فضيلة كما جاءا كان امير مازال يضحك لا يصدق ما رآه وخاصة جرأة اورهان و تدلل خالته امامه حتى ريحان كانت تضحك مثله فنظراتهم وحركاتهم وكلامهم كان زائد عن الحد كثيرا استدارت ريحان وهي تبحث بأعينها عن لي لي لتجدها نائمة بمكانها على مقعد الصالون تحركت سريعا نحوها وهي تقول " هذا ما يحدث عندما تركضين بشكل زائد عن الحد" انحنت لترفعها ليوقفها امير قائلا" انتظري انا من سيحملها و يضعها بفراشها " نظرت ريحان له باستغراب وقالت " لماذا وايضا وضع يداك لا يمكنك حملها " لم يقتنع أمير اراد مساعدتها فهي تعمل منذ الصباح ولكنها رفضت نهائيا قائلة له" سيكون هذا اخر عمل لي بهذا اليوم سأضعها بفراشها وانام بجانبها حتى انني سأنام دون تبديل ملابسي " اقترب امير ورد عليها قائلا " كيف ستنامين بجانبها ألم ينتهي عقابي " حملت ريحان لي لي بين يديها وتحركت مسرعة كي تهرب منه وهي تقول " لم ينتهي" ليرتفع صوت امير من الخلف قائلا" ولكن هذا ليس عدلا ستجعلين الشخص يفكر أكثر من مرة قبل ان يخطأ " وقفت ريحان بمنتصف الدرج واستدارت لتقول له " نعم ستفكر جيدا قبل احزان الاخرين " وتحركت لتصعد درجين و استدارت مرة اخرى لتكمل قائلة " وايضا قبل اتخاذ قرارات كبيرة " كان يشاهدها من الاسفل وهو سعيد بحالتها فكان يكفيه ان يراها امامه وتتدلل عليه تحرك ليطفئ الانوار واغلق باب نافذة الحديقة ثم أخذ الهواتف خاصتهم من اعلى الطاولة وتحرك للأعلى دخل غرفته وبدل ملابسه وهو لازال بوجهه الفرح نظر للفراش ثم نظر نحو غرفة ابنته وفكر قليلا ليمسك هاتفه الذي كان بجوار هاتفها واتصل بها وهو ينتظر خروجها ولكن دون جدوى اخرج هاتفها و وضعه بالصالون العلوي وعاد ليتصل مرة اخرى ولكن هذه المرة كان الصوت اوضح خافت ريحان من استيقاظ الصغيرة تحركت وخرجت من الغرفة تبحث عن هاتفها لتجده هو المتصل ابتسمت ونظرت بجانبها نحوه لتقول " انت تعلم جيدا ماذا كان سيحدث ان استيقظت الان " هز امير رأسه وقال " على الاقل لن امضي ليلتي وحيدا" **تت ريحان وهي لا تعرف بماذا تجيبه ليقترب هو منها ويقول " هيا لننام سويا لقد مللت من النوم وحيدا" خجلت ريحان كثيرا جاءت لتعترض وهي تشير لغرفة لي لي لتقاطعها يده التي حاوطتها وقربه منها بل و تحركه بها دون كلام ليبدأ رقصتهم سوياً لم تكن رقصة فقط فسرعان ما تحولت لحضن جميل مغزولا بكلماته الجميلة تسمرت ريحان داخل حضنه لم تستطع مشاركته الحضن ولم تستطع الابتعاد عنه وخاصة بعد سماع كلامه الجميل الصريح فهو حقا العاشق المشتاق لحبيبته واي حب هذا وأي اشتياق فكان حبهم و زواجهم و ارتباطهم الروحي مختلفا كثيرا عن اي قصة تنشأ بين زوجين تدللت ريحان أكثر برفضها النوم بجانبه بصراحه ليس دلالا بل كان خجلاً فلم تحدث سابقا بهذا الشكل تحركت من بين يده بدلال قائلة " تأخر الوقت" اعتقد امير لم يستمع لما قالته فهو يستمتع بقربها منه فقط مرت ساعات الليل وبدأت اشعة الشمس بالإشراق استيقظ أمير بهذا الوقت بحالة غريبة فهل يضحك الإنسان فور فتح اعينه ؟ نظر بجانبه ثم تحرك ليذهب لغرفة ابنته دخل الغرفة وهو مبتسماً بالطبع لولا وضع يديه فكان اول النائمين بجانبهم اقترب وجلس بجانبهم على الفراش و امسك شعرها الجميل وهو يخلل اصابعه بداخله ليشعر بجماله الحريري فكر أمير قليلا وهو ينظر لابنته ليبتسم اكثر تحرك وحمل ابنته بحذر وبرغم خطورة الأمر الا انه نجح بوضعها على فراشه بالغرفة الاخرى دون استيقاظها ليعود وهو فرح بنجاحه صعد الفراش ونام بجانبها واضع وجهه على شعرها لم يكتفي بابا الدب بهذا ليقترب منها ويحتضنها بقوة داخله شعرت ريحان به جاءت لتفتح اعينها لتنظر له ولكنه سبقها بقبلة مطولة جعلتها تغلق اعينها اكثر واكثر لم تكن قبلة فقط بل كان اشتياقا وحبا، تذكر امير تركه لها ليزداد باحتضانها وهو يقبلها قبلات متفرقه قائلا " لم اريد ترككِ ترككِ جسدي ولكن روحي تبقت بجانبكِ كنت اعتقد انني سأظلمكِ ولكن اتضح انني ظلمت نفسي قبل ظلمي لكِ كان يقبل رأسها وهو يقول كان حبا كان عشقا كان مختلفا " كان هذا اول تقارب صريح بينهم ولكنه غير متكامل فهي ليست مستعدة لهذا الامر و كما تعلمون هو اخر شخص يمكنه الضغط عليها بهذا فكان يكفيه قربها ودلالها عليه بحضنه بل كان يكفيهُ النظر لوجهها القرمزي عدم الضغط هذا جعلها تشعر بأريحية كبيرة نتج عنها تحررها باختيار ملابسها بالمنزل ليتفاجأ امير بها وهي تنزل الدرج مرتدية فستانا ازرق جميل ولكنه ليس بجمال الثوب الليلي الذي كان باللون الأ**د ليكون من نصيب امير ان يرقص معها بهذا الجمال أصبح ينتظر الليل كي تبهره بملابسها الناعمة الجميلة وكانت هي تتحرى الدقة باختيار ثيابها وزيادة عطرها و تلوين شفتيها بحمرة تناسب ليلتها فقط كي ترى جمال انبهار عيونه بها فبهذا الوقت تتحدث عيونه حبا وشوقا ويتحرك ليرقص معها بشكل متتالي كان لا يكفيه موسيقى او اثنين فكان يعيد بهم حتى وعدها ان يجد حلا بقصر وقتهم لم يعلم امير ان المشكلة ليست بقصر وقت الموسيقى بل كانت في سرعة مرور الأوقات السعيدة ومع تكرار رقصاتهم وجمال ملابسها و سعادتهم التي عادت لتكبر وتكبر وتكبر وجدت ريحان نفسها بصباح احدى الايام زوجة بشكل كامل لمن اسر قلبها ، خجلت ريحان وقتها من حالته و وجهه الضاحك بنومته وكأنه مستيقظ وناظر لها تحركت بهدوء وهي تأخذ ثوبها الزهري من اسفل غطائهم بعد بحثها المطول عليه ارتدته سريعا وتحركت نحو الحمام هاربة منه فتح امير عينه فهو حقا مستيقظ كما شعرت هي ولكنه اعتاد أن لا يصرح باستيقاظه قبل هروبها توالت الأيام الجميلة ليمر ثلاث شهور من اجمل واسعد ثلاث شهور بحياة أمير وريحان وبهذه الفترة وبعد تردد و تفكير كثير قررت هوليا العودة لممارسة أعمالها بأمريكا وخاصة بعد مسامحتها لجان على تركه لها وقت مرضها و وعده لها ان يتزوجوا فور وصولها امريكا ليكون توديعها لابنتها هذه المرة بمرارة وصعوبة اكثر من اول مرة فحقا هذه المرة تركتها وهي تترك روحها معها فلقد تعلقت كثيرا بها بالطبع طلبت هوليا من امير ان يعيدها اليها و وعدته انها ستنتبه لها و تضعها بعينها ولكن كما نعلم امير مستحيل يتركها بعد ان فاز بها من المستحيل يتركها لدنيا هو يعلم اخرها وان وعدته هوليا ان لا تعود مجدد لحياة الليل والشرب كما ان لي لي أوضحت بتصرفاتها مع ريحان انها من المستحيل ان تقبل الذهاب مع امها لتكون هي من اتخذ القرار بالبقاء مع ليان و بابا الدب بالرغم من صغر سنها فلقد اختارت بقلبها من هي جديرة بالأمومة مر الزمان ولكن هذه المرة مر بسرعة فلم يعلم أورهان وفضيلة كيف مرت سنتين بهذه السرعة بقصر الفولاذ وعلى ضفاف البسفور كان أورهان وفضيلة جالسين على طاولة الفطور يشاهدون سويا فيديوهات فرح غمزة وشاهين الذي اقيم بروسيا بشكل بسيط وجميل ضحك اورهان وقال " واخيرا تزوجوا للحظة توقعت انهم سيعودان عن قرارهم فلقد أطالوا الامر كثيرا" ابتسمت فضيلة وهي تقول " ليس الجميع مثلك " ضحك اورهان اكثر وهو يقول " بل انني اندم على تأخري طيلة تلك السنوات " خرجت لي لي من باب القصر وهي تركض نحوهم تضحك لتزيد من فرحتهم كبرت لي لي ماشاءالله فلقد زاد طولها خلال السنتين لم اتوقع ذلك الكتكوت القصير ان يكبر ويطول بكل هذا الحجم نعم كبرت وازداد طولها ولكن مازالت تركض وتتدلل اكثر واكثر وقفت بجانب طاولة الطعام وبدأت بتناول طعامها سريعا دون كلام فهي دائما تتحرك وتتحدث وتأكل سريعا كي لا تضيع وقت الركض واللعب وتدريبات السباحة المحببة لديها خرجت ريحان من القصر هي ايضا ولكنها كانت غاضبة تسير وهي متعبة واضعة يدها خلف ظهرها مناديه على لي لي كي تعود لتبديل ملابس النوم ظهر أمير من خلف ريحان و هو يضحك على حالة ريحان التي أصبحت شبه يومية فمن النادر ان تبدل لي لي ملابسها عند استيقاظها ليس ملابسها فقط فكانت لي لي طفلة كثيرة الحركة شديدة الذكاء تعلم جيدا كيف ت**ب رضا ريحان وتجعلها تضحك بمنتصف غضبها عليها لوحت فضيلة لريحان ان تقترب منهم لتقترب وهي متعبة غاضبة على لي لي التي اسرعت للداخل لتبديل ملابسها بعد علمها جدية ريحان هذه المرة جلست ريحان على طاولة الطعام بمساعدة امير الذي انحنى وقبل رأسها وهو يحرك يده على بطنها المنتفخ قائلا " علينا ان نتفق معه من البداية ممنوع منعا باتا ان يقلد اخته بأي شيء وإن تطلب الأمر سنفصلهم عن بعضهم " اسرعت ريحان بالرد سريعا قائلة " لا تقل هذا الله لا يفرقهم طيلة عمرهم " رد الجميع عليها قائلا امين، ليأتي صوت لي لي من شرفتها وهي تنادي أمها الحبيبة قائلة " امي الحبيبة هل اسعدك هذا " استدارت ريحان والقت لها قبلة بيدها لتدخل لي لي من شرفتها تحرك امير وجلس هو ايضا علي الطاولة قائلا " نـــعــم وككل يوم تنجح ابنتي بإرضاء امها بعد غضبها " تحدث أورهان ليقول هل جهزتم جيدا للمفاجأة لتهز ريحان رأسها وهي تقول " وهل لنا الا نتجهز لهذا اليوم " كانت ريحان امً حقيقيه لصغيرتها ذات الشعر الذهبي الذي مازال قصيرا وهي كذلك بحياة لي لي وخاصة بعد تخلي واهمال امها لها بعد سفرها بأشهر قليلة غارقة بحياتها وأعمالها واحلامها جاء المساء ليتجمع الاصحاب والاحباب لحضور حفل ميلاد الاميرة الصغيرة كان احتفالا منظما مبهجا فرحوا ورقصوا الاطفال مع الشخصيات الكرتونية الكبيرة التي حضرت الاحتفال كانت ريحان تهتم بجميع الضيوف برغم وجود مضيفات القصر وبرغم تعبها الذي اشتد عليها ليظهر على وجهها فهناك الم ببطنها أرادت أن تخفيه عن الجميع كي لا تخرب الاحتفال جاء وقت تقطيع قالب الكيك الذي على هيئة قصر الاميرات وقفت ريحان بجانب امير و ابنتهم بمنتصفهم مغمضة الأعين تتمنى قبل اطفاء الشموع كما قال لها ابيها فرح الاطفال بإطفاء الشموع وصفقوا لتبدأ الموسيقى من جديد اقترب أمير من ريحان وهو يقول لها كوجه القمر يضيء ما حوله من حسن حظي انكِ ظهرت امامي لقد انرتي ايامنا وليالينا بقلبك المحب و وجهك المضيء لم يكمل امير تغزله بزوجته التي ظلت صامته تتحمل وتتحمل كي لا تخرب الحفل وكلماته الجميلة ولكن فجأه خرج الوضع عن السيطرة لتضع ريحان يدها اسفل بطنها صارخة صرخة قوية وهي تقول " سيأتي اقسم انه سيأتي " وصرخت من جديد وهي تمسك يد امير تضغط عليها بقوة الالم والصراخ الذي يخرج منها بل وكأنه يخرج من عيونها التي كادت ان تخرج من مكانها لتنتهي قصتنا بولادة طفلهم وأخيرا جاء لأمير طفلا شبيه لامه شديد البياض ب*عر أ**د كثيف تمنى أمير عند رؤيته لابنه ان يكون فتاة فهذا الجمال يليق بالبنات اكثر حتى انه قال لها وسط الجميع انه يريد ابنة بهذه المواصفات بالمرة القادمة وان تأتي بنفس هذا القدر من الجمال قالها امير وكأنه يص*ر القرارات لترد عليه ريحان قائلة " أمرك أمير بيه سأسجلها بدفتري واضعها بقائمة اعمالي" تعالت الضحكات و ملأت السعادة الارجاء ليس القصر فقط بل حياتهم كلها فهم يستحقون حقا تلك السعادة وتلك النهاية احببتك اكثر من روحي، احببتك بكل كلمة تسطر معاني الحب، احببتك باللحظة التي انطفئت بها أحلامي و آمالي، أحببتك بأضعف حالاتي ، أحببتك رغماً عني فلقد تسلل حبك بداخلي دون ان اسعى له، احببتك حين هربت و قاطعت الحب، احببتك حين وجدتك ملجأ و مأوى لي حين تخلى الجميع وتمسكت انت حين أظلمت حياتي وانارت بك حين كنت واصبحت انت كل شيء بها، لهذا احببتك ولهذا اصبحت تمتلك روحي، فحبك فقط وغيره دون حبك فقط و غيره زوال حبك فقط لأجل الحياة في شركة أورهان بيه لصناعة الفولاذ تعالت أصوات التصفيق و قهقهات الضحك لنجاحهم بالحصول على موافقة غينيا و تركيا على الطلب المقدم من أورهان بيه لاستصلاح مجموعة ارض كبيرة متجاورة بجانب بعضهم البعض تبلغ حجمها مئات الفدانات لاستصلاحها بدولة النيجر الأفريقية بالأصل كانت الفكرة قد طرحت من قبل اميرة الفولاذ ريحان تارهون بعد ان شاهدت فيديو محزن عن وضع البلد و سوء الحياة بها و قلة الموارد بها وكثرة معدل وفاة الأطفال بها لعدم وجود غذاء سليم بجانب ازدياد نسبة الأمية لتدني وانحدار مستوى التعليم الذي يكاد ان يكون منعدم هناك فتعد دولة النيجر الثالثة عالميا بمعدل مستوى الفقر بين الدول لتقترح ريحان على مجلس الإدارة ان يذهبوا لهذه المناطق ويستصلحوا و يعمروا الأراضي بها، من جهة سيكون عمل خيري كبير سيساعد الكثير من العائلات هناك بتوفير المحاصيل الزراعية للأفراد ، و من جهة اخرى سيقومون بتوظيف عدد كبير منهم وبهذه الحالة سيتم تحسين دخلهم وسيتم توفير المواد الغذائية الأولية لاستمرار الحياة الكريمة هناك ببداية الامر تم استقبال فكرتها دون اهتمام فمنهم من اقترح عدم تغيير مجال عملهم و الدخول بمجالات ليسوا على خبرة بها، والبعض الآخر اقترح ان يكتفوا بإرسال مبالغ مالية سنوية أو شهرية لمساعدة العائلات هناك ولكنها لم ترد هذا فكانت الفكرة والحلم الجميل بمساعدة الاهالي هناك يسيطر عليها و يمتلك كل تفكيرها لشهور وشهور حتى استسلم زوجها وابوها الروحي بتنفيذ حلمها ولكن كان عليهم ان يأخذوا اذن وتصاريح مهمة لشراء مساحات كبيرة بهذا القدر فكون أنهم من جنسية اخرى وغرباء عن البلد لا يمكنهم الامتلاك دون اذن الدولة التي يريدون الشراء بها ، وها هو اليوم قد جاءهم ما انتظروه منذ ثلاثة شهور ضحك امير وهو ينظر لقرمزيته قائلا " ها قد تحققت أول خطوة بحلمكِ ، اتمنى ان تكملي الطريق وان لا تتراجعي عنه مهما حدث ، فلقد اصبح الحلم غير خاص بكِ فقط فسمعت ان الكثير من اهل المدينة التي سنعمل بها متشوقين كثيرا لتحقيق هذا الحلم " ردت ريحان عليه بضيق لتقول بحدة " سنكمل معاً الحلم " نظر أمير نحوها مطولا وهو صامت ليتحرك زهير بيه المحامي والمسؤول عن المشروع الجديد وهو يقول " مبارك مرة اخرى اتمنى لكم تحقيق ما حلمتم به " ونظر لريحان وهو يكمل " ولكن لا تجعلي فرحتكِ تنسيكِ وعدكِ لي " ضحك امير وهو يرد عليه " نعم نعم حتى انا انتظر تنفيذ هذا الوعد كثيراً " ردت ريحان مبتسمه " لكم ما تشاؤون لقد وعدتكم و سأنفذ وعدي بعطلة نهاية الأسبوع " رد أورهان عليها " يا لسعادتنا اميرة الفولاذ ستتنازل و تعد لنا الطعام بيدها " سامحك الله يا أبي ألم اعد لكم الطعام من قبل " قالتها ريحان وهي تنظر لابيها الروحي.. ليأتيها الرد سريعاً من اميرها " لم نقل هذا ولكن الملفوف و الفطائر لم تعديها سوى بالمناسبات رغم كثرة الوعود" ضحك زهير وهو يقول لريحان " لم اكن اعلم ان الجميع ينتظر وعدك لي ولكن عليكِ إلا تنسي حلوى اليقطين فلقد اشتهيتها من كثرة حديث أمير عنها " " لقد احببتك اكثر الان ولكن عليك ان تطلب من فضيلة ان تعد لنا كعكة التفاح بالق*فة لتأخذ علامتك كاملة مني حتى يمكنني بعدها ان اعينك مديراً عاماً عليهم جميعاً " قالها اورهان وهو يضحك فرحاً فحين يصل الحديث لفضيلة تلمع عيونه و يطير قلبه من سعادته رد زهير وهو لازال ينظر لريحان قائلا " اوه ه ه ه ه من الواضح ان عملهم صعب معكم وكأن الجميع كان ينتظر فوزي " وتحرك مكملاً حديثه " لا اريد ان اذهب لأي مكان وترك الاستمتاع بالفوز ولكني مضطر ان استئذان منكم لأجل انهاء بعض الأوراق الهامة قبل انتهاء الدوام" شكره امير من جديد على جهوده الكبيرة حتى توصلوا بالأخير للموافقة ببدأ مشروعهم الخيري خرج زهير من المكتب لينظر اورهان لريحان وأمير وهو يقول " سعدت بهذا الخبر كثيراً ، ولكن عليكم ان تجتمعوا بالقائمين على المشروع وتحددوا موعد السفر لمعاينة الأماكن المختارة على ارض الواقع فأنا اريدها قريبة من النهر بقدر المستطاع، وايضا من اجل توقيع الأوراق وما شابه من إجراءات " تحدث أمير بحزن اكثر ليقول لزوجته " لا تنسي كما اخبرتكِ من قبل ، عليكم ان تنشأوا عدة مدارس لاستقبال الاطفال وتنوير عقولهم بالطبع ان نجحنا باستصلاح الأراضي اولاً ، وانا من هذه الجهة اثق كثيرا بنجاحكِ حتى أراه من الان بعيونكِ " ابتسمت ريحان له وهي تنظر له بعيونها المتلألأة من فرحتها اتصلت السيدة فضيله لينظر اورهان لهاتفه قائلا " وأخيرا اميرتنا تذكرتنا " فتح الهاتف وهو يتحرك من على طاولة الاجتماع قائلا" من جديد نسيتي أمرنا بجانب الأحفاد " ردت عليه فضيلة قائلة " اين انتم لا احد يرد علي " استغرب اورهان من نبرة صوتها المذعورة ليرد عليها سريعا وبخوف " ما بكِ ماذا جرى " اقترب امير و ريحان منه بترقب ليصل لمسامعهم ما قالته فضيلة لأورهان قبل أن ينهي حديثه " لقد سقط تولاي بمدرسته واتصلوا بي وانا بالطريق الان تبقى القليل الأصل " رد اورهان قائلا " كيف سقط ؟ " استأذن أمير وهو يأخذ منه هاتفه ليكمل حديثه مع فضيله تحركت ريحان لتأخذ حقيبتها وهاتفها هي وزوجها من اعلى طاولة الاجتماع لتكون أول المغادرين للمكتب التحاقاً بابنها بقصر مخيف كان صوت نعمان افاي يعلو من جديد وهو يقول" سأطلقكِ و سأتخلص منكِ ولكن سأجعلك تندمين أولا على تلك النظرة وتلك اللحظة التي رايتني بها " انتظري تبقى القليل فقط خرج من غرفته بغضب وهو يأمر دينيز ان تغلق باب الغرفة دون السماح لاحد بالدخول او الخروج كانت نظرات دينيز الفرحة تتبع نعمان حتى خروجه من قصره المخيف و اغلاق السجان بابه الكبير خلفه أسرع شبح من إحدى الأشباح العاملين بهذا القصر كي يفتح باب السيارة الخلفي لنعمان بك الملقب بملك الظلام ولكنه قبل صعوده للسيارة توقف لينظر للإرجاء بعيونه الحادة المخيفة ومن ثم تحرك و صعد سيارته التي انطلقت لخارج القصر الكبير تاركها خلفه تبكي دما وقهرا وظلما ليس بكاء فقط بل تألما من آثار الكدمات التي كانت ترسم كل ليلة على جدار جسدها الضعيف المنهك حاولت ال**ود والوقوف على أرجلها وهي تمسح دموعها محدثة نفسها بقوة ليست بها قائلة " لن أتركك له ، لن أجعله يظلم حياتك كما أظلم حياتي لن أسمح له أن يفرقني عنك "
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD