الحلقة الثالثة

4376 Words
فتحت باب غرفتها لتذهب إليه ولكنها من جديد وجدت دينيز امامها تمنعها وهي تقول " امرك فيروزة هانم اطلبي ما تشائين وسيأتي إليكِ بغرفتكِ " تحركت فيروزة لتبتعد عنها دون رد لتجد دينيز تقف أمامها مرة أخرى لتعيق سيرها قائلة " أنتِ تعلمين جدية الأمر إن أمر بعدم خروجكِ ، لا يمكنكِ الخروج مهما فعلتي جاءت لتتحرك من جديد رافضة لهذا الوضع لتجد أربعة من الحارسات يقتربون ليقفون خلف دينيز وهم يحذروها ألا تجبرهم على التدخل القوي نظرت فيروزة نحو النساء الأقوياء ببنيانهم لتقول " سأذهب لغرفته فقط يمكنكم التأكد بأنفسكم حتى ابقوا أمام بابها لمنعي من الخروج حتى الصباح " رفض الجميع ما قالته لتتحدث دينيز مرة اخرى قائلة "كما قلت لكِ لا يمكنكِ الخروج من الغرفة الليلة " تساقطت دموعها من جديد و هي تتألم بشدة ولكن هذه المرة ألمها اقوى من ألم كدمات جسدها فمن يراها وهي تترجاهم أن يتركوها لتذهب بجانبه يعلم جيدا حجم مأساتها الشبه يومية بالالتقاء بابنها المريض اقتربت من دينيز وهي تقول "إن لم ترحمي ضعفي أنا ، فعليكِ أن ترحمي مرضه واحتياجه لي " هزت دينيز رأسها رافضة دون كلام لتيأس فيروزة من محاولاتها معهم و هي تصرخ بوجههم رافضة هذه الحياة اجبروها على الدخول لغرفتها وهي تبكي قهرا من همها وحزنها إرتجف جسدها واهتز كلياً وهي تلقي بنفسها على فراشها لتعيش من جديد ظلمها ووحدتها وقهرها اليومي . في قصر الفولاذ عادت العائلة للقصر بعد ان تأكدوا من سلامة تولاي فلم تكن حادثة كبيرة تم سقوطه من اعلى الأرجوحة بالخطأ مما ادى لالتواء يده اليسرى وتركيب حامل لها لمدة اسبوعين اسرع أورهان نحوهم فور دخولهم القصر وهو يقول " لماذا تأخرتم اخبرتموني انه بخير و إنكم ستأتون و لكن انظروا للساعة " وضعت ريحان حقيبتها على الاريكة الجانبية وهي تقول " نعم هذا ما حدث ، ولكن عادوا ليخبرونا انه هناك مشكلة بالتحليل ظهرت " تدخل امير بالحديث وهو يجلس ابنه على الاريكة قائلا " لا تذكريني لقد ذهبت روح من روحي وهم يخبروني بسوء الوضع و ان لديه مشكلة كبيرة بالمناعة " هزت ريحان رأسها و قالت " نعم ارتعبنا خوفاً ولكن نشكر الله انهم عادوا ليخبرونا بحدوث خطأ منهم وتم تبديل الملفات وان التحاليل ليست عائدة لتولاي تارهون، و إلا كان وضعنا مختلف الآن " جلست فضيلة وهي تطلب من أنيسة ا**ه ان تحضر لها كأس عصير ليمون و دواء الضغط الخاص بها ردت أنيسه قائلة " امرك فضيلة هانم سأجعل نصرة تعد العصير وانا سأجلب لكِ الدواء " تحركت نص من الخلف وهي تقول " على الفور ولكن هل اجلب للجميع " ردت ريحان وهي تنظر لنصرة قائلة " نعم احضري للجميع عصير ليمون و للأطفال عصير فواكهه " رد تولاي على امه متذمرا ليقول " هل من جديد " وتحرك كي يقف معلناً عصيانه وهو يقول " ولكني لن اشربه دعي الأطفال هم من يشربون " اسرعت لتمسكه من يده اليمنى قائلة " انا لم اقصد، انت تعلم كم خفت وقلقت عليك ، اعلم انك شاب كبير و قوي ايضا " ضمته داخلها وهي جالسة بجانبه مقبلة رأسه وهي تقول" ذهبت روح من روحي اليوم، الشكر لله على سلامتك " غارت لي لي لتحرك حقيبة ظهرها على كتفها قائلة " أعتقد انكم لستم بحاجة الي الان ، سأنسحب لأترك له الساحة ومن ثم اعود حتى اجد من ينتبه علي " ابتسم اورهان وهو يأخذها بحضنه قائلا " انظروا لمن يتحدث ، هل غار قلب مدللتنا ، ام انكِ حرمتي الدلال على غيرك " ابتسم امير وهو يشير لزوجته قائلا " انظري إليها هذه نهاية دلالكِ لها ، اصبح قلبها لا يتحمل ان تدللي أحدا غيرها " فتحت ريحان ذراعها الاخرى وهي تقول لهم " لا دخل لاحد بها فلتتدلل كما تشاء ، فكم لي لي لدينا بالقصر " اسرعت لي لي وألقت بنفسها بحضن امها وهي تقول " نعم واحدة فقط ولا يوجد بديل عنها " وحركت يدها لتبعد يد تولاي من حضن والدته ولكنه رفض كالعادة ليتشاجروا وهم بحضنها على من سيستحوذ على اكبر قدر من حضنها ولكنهم يعلمون انهم يدغدغون والدتهم وهم يفعلون هذا لتنقلب مشاجرتهم لحفل دغدغة لها وهذا ما يحدث بكل مرة ازدادت ضحكات ريحان وهي تبتعد عنهم لينظر امير لخالته قائلا " اعتقد انهم يفعلوها عنداً بي، فإن حرمت حضنها عليهم من بعد الان لا يعارضني أحد " ضحك اورهان وهو يأخذ العصير من نصرة قائلا " لقد غار كبيرهم" شكرت فضيلة أنيسه ا**ه على الدواء لتقول بعدها لأمير " لا يمكنك الضغط على احفادي اقطعكم دون رحمة او تفكير" لم تنهي حديثها حتى وجدت أحفادها يدغدغونها هي ايضا بحب وضحك، ولكنها كانت خائفة على يد تولاي فأصبحت تحذره ان يهدئ وان يكفوا عن دغدغتها ولكن دون استجابة منهم في شركة غريبة الملامح لا يوجد شيء واضح بها سوى لافتة كبيرة مكتوب عليها شركة نعمان افاي للاستيراد والتصدير كان جالساً بوجهه الغاضب بغرفة مكتبه المخيفة ، كوجوه العاملين التي تشعرك بعدم الارتياح . جاء رجل مسرعاً ليدخل المكتب دون استئذان متحدثاً بعيونه المتسعة المذعورة قائلا " سيتم الهجوم علينا ، رجال فواز تحاوط المكان " اسرع الجميع بإخراج الأسلحة والتأهب للهجوم الذي بدأ على الفور كانت اصوات الرصاص تسمع من كل مكان وهي تهطل عليهم كالأمطار حاولوا التصدي لها ولكنهم كانوا غير مستعدين صرخ نعمان كالأسد الغاضب برجاله وهو يأمرهم بالانسحاب والهروب من النفق السري الخاص بهم ليدخل فواز ورجاله الشركة المظلمة باحثين عنهم ، ولكنهم وجدوها فارغه لا يوجد بها احدا حينها تأكد فواز من وجود مخبأ او مخرج لا علم لهم به ومع البحث بجميع الأرجاء لم يصلوا لشيء فكر قليلاً بأعينه الحادة ليأمر رجاله بالخروج السريع ومغادرة المكان ركض الجميع للخارج ليتفاجؤوا بما شعر به فواز، فنعمان افاي لم يترك ساحة الحرب ويهرب بسهولة ، عاد نعمان ورجاله ليحاوطوا الشركة بعد ان تزودوا بالأسلحة من النفق دار ما أشبه بحرب حقيقية طلقات الرصاص تنهال وتتطاير من الجهتين بشكل مخيف الدم والقتلى تتساقط من الطرفين بشكل كبير انتصر نعمان بهذه المعركة حتى استسلم فواز بعد ان بقي معه رجال قليلون لم يكن الاستسلام وموافقة نعمان على تركهم بهذه السهولة فلقد جاءته الفرصة الى اقدامه ليغتنم نعمان هذا الانتصار ويجبر فواز بالتوقيع على أوراق تنازله عن صفقة العمر كما كانوا يسمونها بدنيا الأعمال السوداء لم يجد فواز حل اخر ليحفظ روحه سوى التوقيع والتنازل عنها لنعمان ليخرج بعدها من الشركة وهو مختنق بوجه احمر و يده ملابسه الملطخة بدم رجاله الذي كان بكل مكان بالداخل صعد سيارته الكبيرة بصعوبة هو ورجاله ابتعدوا عن المكان . وقف وسط ساحة المعركة كالأسد الفائز على قطيع الضباع يزأر ضاحكاً بعيونه وهيئته المخيفة، فبرغم وسامة وجمال ملامحه وشعره الاسود و وجهه المضيء الا ان حدته و صلابته وقوة قلبه جعلته مخيفا للناظرين في قصر أورهان بيه هدأت الاجواء و صعد الجميع لغرفهم كما ذهبت فضيلة و اورهان الى جناحهم الخاص بالطابق الاول بجهة اليمين من القصر فعندما رغب الزوجان ان يعودا لمنزلهم لإكمال حياتهم بمفردهم فكر اورهان و فضيلة بطريقة مناسبة تدفعهم للاستقرار بالقصر بدون ضغط عليهم ليقترح أورهان ان يخصصوا جناحاً خاصاً بهم فيه صالون و طاولة كبيرة للطعام اضافة الى حمام و حتى مطبخ صغير و ان يكون الجناح له باب خاص خارجي بجهة باحة القصر وأن يتركوا باقي القصر لعائلة أمير وزوجته خجلت ريحان من حديثهم في وقتها و اخبرتهم ان وجودهم ليس عائقا لهم و لكنهم يريدون العودة لمنزلهم الذي اعتادوا عليه واحبوه تركهم اورهان براحتهم و هو يوصيهم بعدم حرمانهم من الصغار و ان يأتوا لزيارتهم دوما دون تثاقل او ملل حزن امير من حديث اورهان ومن **ت خالته فضيلة ليقرر البقاء معهم كي يرضيهم و لا يحرمهم من جو العائلة و الاحفاد و لكن دون فصل كما خططوا و لكن فضيلة اصرت هي و اورهان على الفصل الذي اصبح شكلي فقط بمرور الوقت و السنوات و ازدياد الترابط و تعلق الاحفاد بأجدادهم لدرجة انهم كانوا يستيقظون بالصباح ليجدوا الاولاد لم يناموا بغرفتهم وعند بحثهم عنهم يجدونهم بأحضان اجدادهم عدى عن السهر لكون أورهان كان من محبي افلام الاكشن و الحروب التي يحبها كل من لي لي و تولاي بشكل غريب بغرفتها الجميلة المحفوفة بالحب والسعادة والهدوء كانت ريحان تنظر لزوجها بنومته وهي حزينة تتذكر احاديثه المخيفة لها فكان امير باخر فترة يتحدث كثيرا معها بصيغة التوصية المستقبلية افعلي هذا و لا تنسيني و تذكري ما دار بيننا لقد اتعبها هذا الشعور الذي اصبح يرافقها وكأنها ستفقده وتعيش ما تبقى من حياتها بدونه بقصره المخيف عاد نعمان وهو أشد قوة وصلابة وحدة علم من دينيز بكاء فيروزة لاجل عدم سماحه برؤية ابنها المريض ازداد وجهه الحاد غضبا ودخل غرفته بعد ان فتح حراسها بابها امامه ثم اغلقت فور دخوله دون نظر أحد لداخل الغرفة فمن تعلو عيناه وتتسلل للداخل يقطع دابره من الحياة كلها وليس فقط من القصر نظر نعمان لمحبوبته ليجدها نائمة ارضا وهي متكئه على جانب الفراش جاء ليقترب منها ولكنه تذكر كيف عنفها وتحدث معها قبل خروجه تراجع خطوات ليخرج بعدها من الغرفة وهو يفتح ابوابها بهدوء حرصا على عدم استيقاظها . دخل غرفة ابنه وهو يقترب من فراشه كي يحمله بين يديه ، اقتربت الممرضة الخاصة بالطفل وهي تقول " انه بحالة جيدة تم إعطائه الادوية واطعامه " خرج من الغرفة دون رد او النظر لها بل كان ينظر لابنه الذي بحضنه بقوة وكأنه ليس بطفله عاد به لغرفته ليضعه على الفراش وبدأ بتبديل ملابسه ودخوله الحمام ليزيل آثار الدماء والاجهاد العصبي جراء ما حدث معه بالمستودع خرج من الحمام وهو يجفف شعره بالمنشفة الصغيرة تحركت هي بنومتها بعد ان شعرت به فتحت اعينها لتجده امامها يرتدي ثوبه الأ**د ويغلقه مكتفيا به وحده. نظرت نحوه بخوف ليقترب هو من طاولة المشروب ويضع له كأس من النبيذ الاحمر قائلا "لا تخافي انه فقط من اجل اراحة العقل ونسيان الاجهاد " تحركت لتقف بجانب فراشها وهي تنظر له غير منتبهة على من نام واستلقى خلفها أعلى فراشها نظر نعمان لفراشه وهو يقول " انظري إليه أليس هذا حبيبكِ الذي ذرفتي الدموع لأجله طوال اليوم " فرحت فيروزة عند رؤيتها لابنها الصغير اعلى الفراش تحركت لتصعد كي تنام بجانبه ولكنه امسكها من ذراعها وهو يقترب منها ليشتم رائحتها العطرة قائلا " ولكن عليك اولا ان تشكريني على هذا " نظرت نحوه ليقول لها بوجه حزين " اعتذر منكِ انا لم اقصد ما قلته ولكنكِ تجبريني على هذا ، لا يمكنكِ الامتناع عني ورفضكِ لي " بدأ نعمان بتقبيلها واحتضانها وهي مستسلمة له متحملة آلامها من كدمات جسدها المنهك . تحرك بها ليناما سوياً على فراشهم ليشبع رغبته بامتلاك فيروزته ككل يوم بل ككل ساعة وكل لحظة فهو يعشقها لحد الجنون هي الوحيدة التي يصبح بجانبها م**وراً ضعيفاً مهزوماً نام نعمان صاحب اسطورة الظلام كالطفل الم**ور بجانب زوجته تعجبتُ كثيراً لأمره فاين ذهبت هذه القوة و الجبروت و العنف اقتربت فيروزة بنومتها لتحتضن ابنها من الخلف ليقترب هو ايضا ليحتضنها من ظهرها كي ينام غارقا بالسعادة التي لا يشعر بها سوى بجانبها . لم يطل الوقت كثيرا حتى أشرقت شمس يوم جديد تضيئ ظلمة غرفتها لتوقظ طفلها الذي بحضنها وهو يردد " أمممم ، أممم " فتحت فيروزة اعينها بوجهها المبتسم فما أجمل هذا الصباح الذي تسعد به برؤية وجهه المبشر بالخير، اخرجت ص*رها من ثوبها الجميل و بدأت بإرضاع طفلها وهي تحن عليه مبتسمة بوجهه تلعب بخصلات شعره الاسود الشبيه ب*عر ابيه وبعد اشباعه همت لتتحرك به و لكنها شعرت بيده التي كانت تحاوط خصرها بنومه امسكتها بحذر وبطء وحركتها لترفعها عن خصرها كي تتحرك من جانبه وهي حاملة طفلها الذي لم يكمل عامه الأول انزلت ارجلها من على الفراش وهي تنظر خلفها لتتأكد من نومه ولكن سرعان ما خبأت عيون طفلها بيدها واليد الأخرى بادرت برفع الغطاء على نعمان كي يستر جسده العاري امام ابنه لتتحرك بعدها متوجهة لحمام الغرفة الذي كاد ان يصل حجمه لحجم منزل متكامل من كبره وضعت ابنها بمقعده المخصص له بجانب الحوض وبدأت بغسل وجهه و يداه وهي تلاعبه بصوتها الهادئ اخذته و وضعته بمقعد اخر داخل بانيو صغير مخصص له بجانبه الكثير من الال**ب واغلقت الستار عليه لتبدأ هي بالتحمم السريع ألتفت بمنشفتها البيضاء المزينة بالخيوط الفضية اللامعة و خرجت من البانيوا الكبير لتنظر لطفلها الذي كان يلعب بأل**به المطاطية وسط المياه اقتربت منه و بصوت منخفض قالت له " لن نغسل شعرك هذه المرة كي لا توقظ اباك من نومته " رد طفلها الضاحك عليها وهو يقول " با باببببا " ضحكت بوجهه وهي تقول " با با با با اتريد با با " اخرجته من مقعده و سط المياه واخذته لتضعه مرة اخرى على مقعده الجاف بجانب حوض غسيل الايدي وبدأت تلبسه ملابسه التي على هيئة ارنب ابيض كثيف الفرو اغلقت الخزانة الصغيرة التي تعلوا الحوض واخذته لتخرج من الحمام متجهه لركن الأل**ب الخاص بطفلها جلست على فراش أرضي لم يبلغ ارتفاعه العشر سنتيمترات وبدأت بإخراج ص*رها مرة اخرى لتلبي رغبة طفلها بأكمال رضاعته حتى شبع ونام ذو العيون السوداء الواسعة الجميلة ، حركت يدها على شعره وهي تقول له " كم شبهت ابيك و عمتك و كأنك نسخة مصغرة منهم " شردت قليلا لتكمل وهي تدخل ص*رها داخل المنشفة وتتحرك لتضعه على فراشه الارضي مع الاسف الحلو لم يكتمل دائما، فكان بجانبها على الفراش علب حقن مجهزة لذلك الطفل فهو مريض بنوع غريب من امراض المناعة، كان يأخذ منهم واحدة تلو الأخرى وهو يرضع منها وكأنها تستخدم الرضاعة لإشعاره بالأمان وهو بحضنها كي يطمئن ويأخذ هذه الحقن دون صراخ او اعتراض بالأصل اعتاد هذا الطفل من صغره على ألم الحقن حتى أصبح روتين يومي له كما اعتاد على هذه الرائحة وهذا الحضن اللذان يشعرانه بالأمان فلقد طبع حنانها صورتها داخل قلبه و في يوم جديد بالقصر كان الجميع يتجهز لأجل زيارة عمة ريحان لهم كما وعدتهم انها ستاتي لقضاء اجازة نهاية الاسبوع معهم فرحت ريحان بوصول عمتها السيدة إيفان للقصر و رحب الجميع بهذه المرأة الهادئة المحبة ستسالون من اين جاءت عمة ريحان ؟ و هل كانت لديها عمة ؟ جلس الجميع بالصالون ليتحدثوا مع بعضهم و خاصة الأولاد الذين كانوا ينتظرون ما وعدتهم به من ال**ب خشبية صنعت باليد اخذ تولاي المركب الخشبي وهو سعيد بت**يمه اما لي لي فكانت تنظر للمجسم الخشبي الذي على شكل عروسة خشبية وهي تقول " يا ليتني اخترت الجيتار الخشبي ندمت كثيرا لأني لم اختره بوقتها و لكن امي رفضت ان اغيير رأيي " نظرت ريحان لها بأعين حادة وهي تحذرها ليضحك اورهان وهو يقول للسيدة إيفان "نعتذر منك مدللتنا تغيير رأيها باللحظة اكثر من عشرات المرات لأجل هذا ساعدتها جدتها فضيلة لتختار لها ما تريد " ضحكت العمة إيفان وهي ترد قائلة " لكِ ما تريدين بالمرة المقبلة سأحضر لكِ الجيتار " تدخلت ريحان قائلة " لا تدللوها كثيرا اخاف ان يأتي وقت لا يستطيع احد ارضاءها " رد امير عليها وهو ينظر لعمتها قائلا " انظري لمن يتحدث ؟ " ثم نظر لزوجته ليقول " ام انك غرتي لان احد غيركِ يدللها " ضحك الجميع على حديقائل نظرت إيفان هانم لأمير وهي تتحدث معه وتضحك مع الاولاد ابتسمت وهي تنظر لعمتها شارده متذكرة اليوم الاول الذي ألتقت بها حين اخبرتها انيسة ابلة بوجود امرأة بالأسفل تريد مقابلتها لتتفاجأ ريحان يومها بالعمة إيفان وهي تحتضنها و تبكي و تخبرها انها عمتها اخت والدها الوحيدة تذكرت ريحان اعادة عمتها ميراثها من والدها و تحدثها عن اخيها الوحيد من ابيها فقط دون امها اقترب تولاي من امه وهو يقول لها "ماما هل تسمحين لي أن أذهب مع انجري و الاصدقاء للنادي" رفضت ريحان سريعا ما يقول ابنها بل رفض الجميع ذلك و اخبروه انه لم يمر الكثير على فك رابط يده و انه عليه الحرص كما اخبره الطبيب كي لا تتضرر يده المتعافية حديثاً حزن تولاي وظل صامتا لا يشاركهم الأحاديث وصل زهير ليشاركهم التجمع الجميل، تحركت ريحان الى المطبخ لتتابع طعام العشاء ليذهب امير خلفها وهو يراجعها بقرارها و ان يد تولاي اصبحت بخير لذلك لا يستدعي الأمر احزانه ردت عليه ريحان وهي تحذره قائلة " اياك ان تتدخل بهذا الامر ان حدث و سقط او صدمها بشيء سيسوء وضعها اكثر، علينا ان ننتبه " رد امير متذمراً ليقول" و لكن هذا ظلم ألم تري كم حزن، ان كانت لي لي من طلبت " اقتربت منه ريحان وهي تقول بحدة" اياك ان تكمل انا لا افرق بينهم، اخبرتك سابقا هو رجل لا يمكنك تدليله و إرضاءه كلما طلب شيئاً " رد عليها ليقول" تمام و لكن لتكن الاخيرة لأذهب انا معه كي احافظ عليه لا تقلقي" رفضت من جديد وهي تقول" برافوا ستترك ضيوفنا و تذهب لترضيه" احتار امير امام اصرارها ليختار ال**ت محاولا إرضاء ابنه طوال اليوم كي لا يحزن و ويستمر ب**ته توالت الايام الجميلة الهادئة بالعمل و الدراسة و تفوق الابناء كما كانت ريحان تحرص دائما و برغم ازدياد المشاغل و الضغوط و مرور السنوات إلا أن أمير لا يزال حريصاً على رقصته الهادئة قبل النوم لا اخفيكم سرا انها اصبحت اقل من سابق عهدهم و لكن لا يصعب عليكم كثيرا فها هو يحتضنها من جديد ليرقص معها رقصتهم الهادئة على انغام قلوبهم دون موسيقى ولا حديث وكأنه يستمد طاقته و راحته و هدوئه و سعادته بهذه الرقصة و هذا الحضن الطويل الهادئ ولكن هذه المرة تختلف قليلا عن سابقاتها فلقد طلب منها امير وهم يرقصون ان لا تنساه ابداً ، بل لا تنسى تلك الرقصة وتلك الايدي التي تحتضن كل ما يملكه بحياته دمعت اعينها و هي تقول له " هل من جديد الا تشفق علي و على قلبي هل ترغب بان تجعلني مريضة نفسية بسبب هذه الأحاديث " انزلت يده لتتركه وهي حزينة متوجهة لفراشهم كي تنام. تحرك امير خلفها وهو يعتذر منها انه لن يتلفظ بهذا الكلام مرة اخرى و احتضنها واحتضنها حضن قوي صامت جعلها تتقطع أكثر حزناً و خوفاً عليه فما هذه الحالة و ما هذا الشعور الذي تملكهُ منذ اشهر و كأنه فعلياً يودعهم ؟ استيقظ الجميع مبكرا في اليوم التالي للذهاب بشكل عائلي الى حفل لي لي المدرسي حيث كانت تشارك بإحدى المسرحيات التاريخية كان ابوها يسخر منها و هو ينعتها تركان كنية عن دورها بالمسرحية لتحذره فضيلة عن فعل ذلك و الا سيحرم من الذهاب معهم قبل امير ابنته و حملها على كتفه مثل الكيس وهو يداعبها و يدغدغها و هو يقول لها " انا أمزح و احتضنها وهو يقول لها " انا امزح فقط انا فخور بك بكل انشطتك الجميلة فمن النادر وجود شخص به كل المواهب التي تمتلكينها كالغناء و التمثيل و السباحة حتى الرسم لم تتركي شيئاً الا و تميزتي به " ردت لي لي قائله " اخبرتني امي هوليا انني اشبهها بهذا الأمر كثيراً " تغيرت ملامح امير و جاء ليرد بقوة و لكن امسكت فضيلة بيده و هي تحذره بأعينها كي لا يفعلها احتضنتها ريحان وهي تقول بحب " هي محقة فأنت ورثتي منها العديد من المواهب الا التمثيل فانا اعرف ممن ورثتيه جيدا " قالته لتنظر نحوه بعيون ضاحكة و وهي بحركة شفاهها فقط دون صوت " حسن بيه " لتضحك عيون امير لتذكرها لحسن و تمثيله اكملت ريحان حديثها لتقول " و ان كنتي تشبهينهم يجب ان يكون لك طابعكِ الخاص و ب**تكِ التي تميزكِ، فأنتِ تحبين هذه المجالات مثل والدتكِ و لكن عليكِ ان تصنعي لكِ ب**تكِ الخاصة بكِ، وهذا ارى بوادره جيداً من الأن فأن لم تكوني مميزة لما كنتي استطعتي الاستمرار " جاء اورهان للصالون لتنظر له فضيلة قائلة بصوت حنون " أين كنت هل كل هذا الوقت استغرقته في ارتداء الجاكيت " ضحك اورهان و قال " نعم هذا ما يحدث عندما احرم من جمال مساعدتكِ " خجلت فضيلة من نظراته و تغير صوته وكأنه شاب صغير تحدث اورهان مرة اخرى وهو يقول " اعتذر منكم جائني اتصال مهم اضطررت للرد عليه " ثم نظر نحو امير ليقول" اتصل زهير بي ليؤكد اهمية الذهاب لافتتاح المشروع و البدأ بالعمل به " ردت ريحان قائلة " هل بهذه السرعة لم يستغرق أربعة أشهر حتى؟ " ليرد عليهم اورهان قائلا " نعم فكما تعلمون البلد بدائية جدا و التجهيزات لم تأخذ وقتاً كبيراً فبمجرد وصول المعدات الجديدة و بناء المخازن و مقر العمل بدأ العمل" رد امير يساله عن اذا ما وصلت الثلاجات الكبيرة ام انها مازالت في الجمارك تنتظر اذن الخروج اخبره اورهان و هو يخرج بجانبهم من القصر ان جميع المعدات و الاجهزة وصلت و تمت التجهيزات الاولية و تبقى فقط ذهاب احدهم لافتتاح المشروع كي يبدأوا العمل به تحدثت ريحان قبل صعودها السيارة لتخبرهم انها ستذهب معهم لأول افتتاح فهي تريد ان ترى البلد و أهلها على أرض الواقع لم يعارضها احد بهذا و لكن سقوطها مغميا عليها باخر العرض المسرحي بالمدرسة و تبين انها حامل بعد هذا قد ادى الى إلغاء فكرة ذهابها فبرغم فرح الجميع بهذا الخبر الذي طال انتظاره بعد تولاي دون اي سبب او تفسير من الأطباء إلا انها كانت حزينة لرغبتها بالذهاب بشدة لافتتاح مشروعها الخيري. تمنت لي لي كثيراً ان يأتيها اخت اما تولاي لم يكن الامر مهم فهو لا فرق لديه اذا ما انجبت امه ولدا او بنتا فكان كل اهتمامه بدراسته و تدريبه بكرة السلة و ان يصبح لاعبا مشهورا بها تم تحديد موعد السفر ليزيد معه ضيق و توتر امير و محاربته لشعور غريب بداخله انه سيفقد عائلته و سعادته و هدوءه فهذا ما كان يحاول ان يتهرب منه لشهور و هذا ما كان يراه بأحلامه المظلمة و هذا ما جعل وداعه لعائلته مختلفاً عن اي وداع فرأيته حزينا يحتضنهم بقوة يوصيهم على بعضهم البعض بل رأيته يتركهم امانة لدى فضيلة و اورهان الذي فضل البقاء في تركيا لأجل ادارة الاعمال لكون ريحان بحاجة للراحة بسبب تعبها من الحمل ولكن ما جعل الامر يسوء هو توصيته لزوجته على ابناءه و الحرص على تحقيق احلامهم و ما تمنوه لهم و ان لا تضعف و لا تتراجع عن جعلهم مميزين ناجحين ذووا منفعة لمجتمعهم مؤثرين به حينها رفضت ريحان سفره و ذهبت لاورهان لتخبره قرارها وان عليه ان يرسل مندوباً عن الشركة كي يحضر الافتتاح بدلا عنه رفض امير و اخبرهم انه بخير و لكنه اراد الاطمئنان عليهم قبل ذهابه و احتضن زوجته وهو يقبل رأسها قائلا " لن تتخلصي مني بسهولة سنشيخ سوياً " و همس بإذنها ليقول " لن اهدر حقي بالرقص لا تقلقي سأعود لأخذه باثر رجعي " ابتسمت و هي تترجاه ان يبقى ويتراجع عن سفره اذا كان يشعر بسوء قاطعها قائلا " لا يوجد سوء ما بكم تحدثت بكلمتين فانقلب الجميع علي " ودعهم وداعا حميماً طلبت بعده ان تذهب معه الى المطار فلقد ضاق ص*رها مما يفعله و لكنه رفض هذا متحججا بعدم رغبته بإرهاقها اكثر وهي ببداية حملها خاصة و انها تعاني من الدوار الزائد ذهب امير بمفرده بأعينه التي بقيت خلفه تودع عائلته و كأنه وداعه الاخير لم تكف ريحان عن الاتصال به و التحدث معه طوال الطريق حتى اخبرها انه عليه ان يغلق الهاتف استعدادا للإقلاع كما طلب منهم مضيفي الطائرة تحدث ليختم حديثهم وهو يدعها بأمان الله هي و عائلته... ثم اغلق الهاتف لتبدا هي بالبكاء المنهمر من عيونها كالشلال. نهتها فضيلة قائلة " ماذا تفعلين هل ستجعلين هرمونات الحمل تؤثر عليكِ لهذه الدرجة ، هل يسافر لأول مرة و يترككم خلفه؟، اهدئي و لا تبكي " وتحركت لتأخذها لتغسل وجهها وهي تطمئنها و تهدئها بع** ما كانت هي نفسها تشعر به فلقد شعرت فضيلة أيضا بضيق ص*رها حتى كادت ان تمنعه و تعيده من المطار مرة اخرى فاتصاله الأخير وهو يوصيها من جديد على أبناءه وزوجته لم يكن مريحا لقلبها توضأت ريحان لتصلي و ترفع يدها لتدعوا ربها ان يحفظ لهم زوجها في قرية جوليازي بالقرب من بورصة كان نعمان افاي بقوته و جبروته الذي يخاف منه الجميع جالساً امام العمة إيفان وكأنه طفل صغير ضعيف يتحدث بان**ار وهو يقول " هل هي بخير" ردت إيفان وهي تحنو على ظهره بجلسته المنحنيه ورأسه التي اقتربت لتسقط ارضاً من شدة انحنائها لتقول " بخير يا بني، هي وزوجها و ابناءها بخير والحمدلله" هز رأسه وهو يقول " و ذلك المتعجرف هل لازال كما هو" ردت إيفان بقوة عليه قائلة " إياك ان تقترب منه إياك احذرك" **ت نعمان ليظهر على وجهه تعابير الغضب المخيفة لتتحدث عمتهُ له قائلة " يكفيها ما عايشته بالماضي ، تذكر انه هو من انقذها و حافظ عليها و جعلها اميرة بقصرها ، ان رأيت كم هي سعيدة وفرحة لكنت ذهبت لشكره " رد نعمان قائلا " ذهبنا لفعل هذا وانتِ تعلمين جيدا بماذا قوبلنا " اخفضت إيفان صوتها وهي تقول " انت تعلم كم هو رجل محافظ و نظيف، ماذا كنت تنتظر منه و انت تخبر اختك بما فعلته بسرحات و زوجته " فار الدم بعروق نعمان ليتحدث بأعينه المخيفة وهو يقول " هل سأتركهم على قيد الحياة بعد ما فعلوه بأختي " نظرت إيفان حولها وهي تجيبه بصوتها المنخفض " ولكن كان عليك ان ت**ت دون اخبار احد بهذا.. علي الاقل هي " رد وهو يبرر ما فعل قائلا " اخبرتها لتفرح بعودة حقها وان ترفع رأسها لم تكن لدي نية أخرى " تن*دت إيفان بحزن وهي تقول له " بني متى ستعود من هذا الطريق المظلم ، اخاف عليك كثيرا ، ارتعب وادعوا كل ليلة ان يحفظك الله لزوجتك وطفلك " رد نعمان بعد ان ابتلع ريقه قائلا " هل من جديد لقد اخبرتكِ اكثر من مرة لا عودة لنا من طريقنا ، حتى وان كانت نهايته الموت ان عدت الان سأكون بمثابة اسقاط نهايتي بيدي " تحدثت إيفان والدموع بأعينها لتقول " طمني عليه هل طفلك بخير بعد اخر جلسة " رد نعمان عليها وهو يبتسم ابتسامة بالكاد ظهرت على وجهه قائلا " نعم بخير اراه يلعب مع امه بشكل جميل حتى أصبح يقول با با " فرحت إيفان وطلبت منه مجددا ان يأتي بزوجته وابنه لزيارتهم وان يسمح لهذه الغلبانة الضعيفة ان ترى النور رفض نعمان وقال لها ان اردتي سأخذكِ إليهم كالمرة السابقة ولكن لا تجبريني على فعل شيء ليس بيدي. حزنت إيفان اكثر وهي تقول" يا بني ليس جميعهم سواء ، لا تجعلها تدفع ثمن اثم لم ترتكبه ، ما فعلته والدتك في الماضي ليس بقاعدة يسير عليها الجميع فلقد رأيت زوجتك كم هي مختلفة كثيرا ، حتى ل**نها يتساقط منه الشهد بحديثها ، جمال وادب واخلاق وان لم اراها سوى مرة واحده إلا انني لامست هذا بها لا تجعل جمالها نقمة تعذب بها طوال حياتها ، يا بني لم تزر السعادة قلبك وانت تسجنها بقضبان قصرك المخيف " وقف نعمان وهو يقول " سأذهب انا جئت لاطمئن عليكِ ان اردتي شيئاً اخبريني على الفور دون تردد " وقفت عمته لتودعه بحزن و حسرة فهي لم تستطع منعه و عودته عن طريقه المظلم و لم تستطع مقاطعته وتركه يغرق اكثر وحده كانت تدعو له كثيرا وهي تودعه ان يحفظه الله ويهديه ويصلح حاله فوق السحاب وبطائرته المنكوبة حدث ما كان يحذره امير و يخافهُ منذ شهور فبعد انطلاق الطائرة و اقلاعها بوقت قصير تبين وجود خلل فني بمحرك الطائرة حاول الطاقم المسؤول عن ادارتها تدبير الامر و السيطرة عليه كي يهبطوا بأقرب مكان امن لهم و لكن من سوء حظهم تم انقطاع الاتصال بينهم و بين مركز السيطرة في اسطنبول ليضيع معه امل الهبوط الآمن ، شعر الركاب بسوء وضع الطيران و كثرة الاهتزاز الذي بررته المضيفة أنه بسبب كثرة المطبات الهوائية و لكن الامر ليس كذلك فلقد خرج احد افراد طاقم الطيران بعدها ليخبرهم بسوء الوضع و ان عليهم الاستعداد للاسوأ و اوصاهم ان يدعوا الله كي ينجيهم فهذا ما يحتاجوه الأن كان طاقم الطيران يبذل قصارى جهده لإنقاذ الجميع ، ازداد الامر سوءاً عند رؤية الركاب للنيران من نوافذ الطائرة حين اندلعت بسبب احترق محرك الجناح الايمن للطائرة بدأت اصوات البكاء تتعالى كما بدأ البعض بالصراخ و غيرهم بالمناجاة ، رفع امير يديه وهو يدعو بعيون دامعة من هول المشهد كان يستودع عائلته و زوجته و حياته لله وحده عارض طاقم الطائرة القبطان بالاستمرار بالطيران و اخبروه ان عليهم محاولة الهبوط الاضطراري باي مكان و لكن مع الاسف كانت كل الاختيارات واحدة سواء وصلوا لمقصدهم او هبطوا اضطراريا فإن الهبوط بكل الاحوال لن يكون آمنا
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD