ترجلت من سيارة الاجرة أمام مبني شاهق الارتفاع ارتفعت عيناها لتصل لنهايته فتراه ناطحة من ناطحات السحاب .... شهقت بإعجاب لتحتضن حقيبتها اكثر و تأخذ نفسا عميقا تربت على تنورتها السوداء ذو الحجم العائلي و بلوزتها البيضاء البسيطة لاقصى حد و من بعدها حركت قدميها نحو الداخل
شهقة اخرى خرجت منها فور دخولها ..... المكان يعج بالموظفين كخلية النحل ... كلا مشغول بأمر ما .... حاولت السؤال عن مكتب الاستقبال لكن لا احد توقف ليجيبها ... تقدمت اكثر لتلمح مكتب كبير و واسع خلفه احدى الموظفات ذو ملابس رسمية انيقة ...... اتجهت نحوها لتقف امامها
........... : مساء الخير ... انا كنت جاية بخصوص ال......
الموظفة : اخصائية التغذية مش كده ..... اتفضلي من الطريق ده ... مستر احمد مستني حضرتك ..... الدور ال19
رمشت للحظات قبل ان تومأ بهدوء متجهة نحو المصعد تتمتم بدهشة
............. : مالها دي .... حافظة كلمتين و بتسمعهم ... و بعدين يطلع مين سي احمد ده ... لما نشوف اخرتها
وصل المصعد و ما ان همت بالدخول سبقها احدهم لترفع نظرها نحوه فتجده ينظر لها بإشمئزاز .... مرر حدقتاه يشملها من رأسها لاخمص قدميها يعيد النظر الى ما ترتديه بتقزز .... رفعت احدى حاجبيها بترفع و من ثم دلفت هى الاخرى الى المصعد و بعدها اغلق بابه تماما ليبدأ بالتحرك
ثوان قليلة و شعرت بنظراته مازالت عليها لتغمض عيناها بنفاذ صبر فى حركة اعتادت عليها عند غضبها لتعيد فتحها مرة أخرى هاتفة بسخرية
.............. : اؤمر ........ قول اللى على طرف ل**نك ... قول متحرمش نفسك من حاجة
نظر لها بدهشة .... ليخرج احدي كفيه من جيوبه مشيرا الى نفسه
زيد : انتي بتكلميني انا ؟؟؟؟
.............. : امال امي .... نازل بحلقة فيا من ساعة ما شوف*ني ... خير؟؟؟ معجب حضرتك ولا معجب
زادت صدمته ليردف قائلا
زيد : انتى بتكلميني انا .... انا اعجب بيكي انتي ... بمنظرك ده .... انتى مش شايفة نفسك ولا ايه .... بصي لنفسك فى المرايا يا ماما قبل ما تتكلمي بثقة كده
و اخيرا تخصرت ... تضع يدها بإحدى جانبيها تردف بتحدي و شراسة
............. : مالي انا بقى يا استاذ ... مش تشوف نفسك الاول ..... لبسك .. شكلك ... وشك .... ملامحك ... ايه يا سيدي عامل فيها الرجل الغامض بسلامته .... و بعدين ايه نضارة الشمس دي مش اخد بالك حضرتك احنا فين هنا و لا هو البعيد اعمي
زيد بصدمة : انتى ... انتى ازاى كده .... مبقاش الا واحدة بمنظرك ده تعلق على مظهري و لبسي ... تفهمى انتى ايه فى الذوق و الشياكة ... وبعدين انتى مين اصلا و ازاى دخلتى هنا ... و ازاى الامن سمح لاشكالك انه يدخل هنا
همت بالاجابة ليقاطعها توقف المصعد و فتح بابه التفت لترى فى اى طابق هى فتجد نفسها بالطابق المطلوب ..... التفت مرة أخرى نحوه لترى مكانه الفارغ... تأففت بضيق لتتمتم
............. : حظك انك اختفيت من وشي دلوقتى ... ناقصة بلاوي على الصبح انا
دلف الى مكتبه يخطو خطواته بعصيية مفرطة يتبعه احمد
احمد : الاخصائية وصلت حالا و قبلها الطاقم الجديد برضو و اتعين ... حابب انا اللى اقا**ها ولا حضرتك
زيد : لا دخلهالى دى اهم فرد فى الطاقم ولازم اشوفها بنفسي
احمد بتوتر : بس هى يعني آ......
زيد : ايه يا احمد .. مالك ما تنطق ؟
احمد : هى يعنى مختلفة شوية .... اقصد شكلها و آ......
زيد بنفاذ صبر : انت لسة هتهته ...... دخلها و اطلع يا احمد انا مش ناقص ... هو يوم باين من اوله
احمد : حاضر يا فندم .... ليهمس بسره ... الله يكون فى عونك يا بنتي
بعد لحظات من خروج مساعده سمع صوت طرقات و من ثم دخول احدهم الى الداخل ...... استمر بمراقبة الاوراق امامه حتى استمع الى شهقة ما .... رفع نظره نحوها ليجدها امامه تراقبه بأعين متسعة
........... : انت
زيد بدهشة : انتي ...... انتى بتعملى ايه هنا و مين اللى دخلك ؟
............ : انت اللى بتعمل ايه هنا ؟؟؟ و كمان استوليت على مكتب مدير الشركة ... ده ايه البجاحة دي يا اخى
زيد بدهشة : بجاحة ..... اه يا ستى انا بجح و اوى كمان ..... ممكن اعرف حضرتك بتعملى ايه هنا
......... بترفع : مش شغلك
زيد بغضب : و حياة امك
......... : احترم نفسك
هب واقفا يض*ب على مكتبه بقوة ليصرخ
زيد : بت انتي
.......... : بت لما تبتك ...... روح نادي على مديرك فورا و قوله اخصائية التغذية وصلت .... روح بلاش شغل العيال ده ..... عيب على طولك ... شحط زيك ياخد مكان رئيسه ... مش م**وف من نفسك
رفع حاجبيه بدهشة و من ثم عاود الجلوس بأريحية ليردف بإبتسامة
زيد : انتي بقى الموظفة الجديدة
............... بسخرية : عندك مانع حضرتك
زيد : لا طبعا معنديش ... بس نتعرف الاول ....... ومن ثم نهض ليلتف حول مكتبه متوجها نحوها ... ظلت تراقب حركته بإمعان يدور حولها ليقف اخيرا امامها بشموخ هاتفا بقوة ..... زيد السمري ..... مدير و صاحب الشركة اللى حضرتك جاية تتعيني فيها
ظلت تحدق به ب**ت ومن ثم انتابتها هستيريا من الضحك المستمر قبل ان تتوقف فور تغير ملامحه لاخرى مخيفة .... ابتلعت ريقها بتوتر ليمد كفه نحوها ف*ناظره بتساؤل
زيد بسخرية : السي ڤي بتاعك
........... بغباء: انت بجد؟؟؟ يعنى مش هزار
زيد و قد كتم ضحكته بصعوبة ليردف بثبات مصطنع
زيد : السي ڤي بتاعك ...... بسرعة
اومأت ب**ت لتفتح حقيبتها بتوتر و اصابع مرتعشة تخرج بها اوراقها و تقدمها له
التقط اوراقها بهدوء و من ثم تحرك بها خلف مكتبه يجلس عليه دون كلمة ... ظل يقلب بالاوراق حتى وقف امام امر ما جعله يرمش عدة مرات و من ثم نظر نحوها بأعين متسعة
زيد : بوسة ؟؟؟؟
اغمضت عيناها محاولة استدعاء بعضا من هدوئها ليكرر مرة اخرى
زيد : بوسة ؟؟؟؟
........... : بوسي .... بووووسي ... اسمي بوسي
زيد : بس مكتوب عندي هنا ان اسمك بوسة ......مش بوسي و لا دى غلطة مطبعية
جزت على اسنانها بضيق .... هاهى اسوء فقرة تخوضها كلما تقدمت للعمل بوظيفة جديدة .... اسمها الغريب المخجل .... فليسامح الله والدها العزيز لاصراره بتسميتها على اسم والدته تخليدا لذكراها فتقع هى طوال حياتها بهذا المأزق المخجل
بوسة مصطنعة الهدوء: اسمى الحقيقي هو بوسة ......بس اكيد حد فى مكانة حضرتك و مركزه مستحيل ينادي اي موظفة بالاسم ده فحضرتك ممكن تسهل الأمور عليا و عليك و منعا لحدوث اى حرج بأنك تناديني بأسم بوسي ...... بوووووسي .. مش اى اسم تااااني .... من فضلك
نطقت رجاءها ذاك بنبرة مغتاظة فملامحه المستمتعة بخجلها كانت واضحة للاعمى
قهقهة بسيطة خرجت منها و سرعان ما تدارك نفسه ... ينظر نحوها بسخرية و قد راقه الامر جداا ليردف اخيرا
زيد : مممم بصراحة اسم حضرتك ملوش اى علاقة بمركزى او مكانتي ... و كمان انا عجبني الاسم جدااا و بفضله كتير عن ( بوسي) اللى تحسيه مايع كده ........ ومن ثم اغلق ملف اوراقها ليردف بثبات و شماتة..... و اخيرا احب اقولك مب**ك عليكي و علينا انضمامك للشركة يا آنسة ..... ب و س ة
................
يتبع.......