الساعة الرابعة عصرا
استيقظ من نومه على رنين هاتفه ليجدها مديرة مكتبه تنبهه لضرورة الاستيقاظ للتجهز للحفل السنوى .... تحرك برتابة نحو حمامه ثم بعض لحظات خرج منه يرتدي ملابسه ليتجه نحو غرفة ملابسه يضع عطره المفضل فيجد هاتفه يرن مرة اخرى
زيد : ايه يا احمد .... تمام تمام المهم كل شي جاهز للحفلة و الضيوف ابتدو يوصلو؟ طب حلو اوى كده انا مسافة السكة و هوصل
ومن ثم تحرك سريعا متناولاً مفاتيح سيارته فهو يكره التحرك بسائق خاص به و ما الى ذلك
وصل الى الحفل ليجد كثيرا من ضيوفه قد حضرو ليتنقل فيما بينهم بإبتسامة دبلوماسية يحدث هذا و يضحك مع ذاك ... يلقى بعض المجاملات لرفيقة هذا و مدح لزوجة احدهم فهو كما عُرف عنه جديته بالعمل و صرامته عُرف ايضا بشخصه الاجتماعي و علاقاته الناجحة
ظل الحفل على ما يرام ليسمع بعدها من خلفه صوت ت**ير و همهمة اعتذر ... عقد حاجبيه بدهشة قبل ان يلتفت نحو الصوت لتجحظ عيناه دهشة لما يراه ... احدى اهم ضيوفه المتميزة بأناقتها و جنونها بالازياء تتوسد ارضية القاعة و رداءها الابيض و الذي بُح صوتها منذ بداية الحفل فى مدحه و التفاخر به قد حال لونه الى الاحمر و تقف امامها تلك ..... نقل انظاره لشيء ضئيل اختفت ملامحه خلف كتلة من الشعر يحنى رأسه بإعتذار و همهمات تص*ر منه فى أسف ....... لحظات حتى استشف شخصه و قد اوشك على الصراخ بها الا انه شعر بالشفقة عليها ... هى ومن ضمن جميع من بالحفل لم تجد سوى نوران الالفى لتسقظ شيئا على ملابسها ... لتستعد لعاصفة من التوبيخ و الاهانة اذا ... لكن لا للشفقة فهي تستحقها عن جدارة
وما ان همت نوران بالبدء حتى رفعت الاخرى رأسها بعنف لتهتف
بوسة بغيظ : ٣٤ مرة "انا اسفة مكنتش اقصد" و حضرتك معندكيش ذوق عشان تقدرى ده و تقولى ولا يهمك حصل خير او حتى تفتحى بوقك بكلمة
نوران بصدمة : افندم؟؟؟؟
بوسة : افندم ؟ ده اللى ربنا قدرك عليه ... ده انا صوتى اتنبح من الاعتذار و انتى و لا هنا ده غير انى عارفة كمية الاهانة اللى كانت هتيجي بعد كده ما طبعا الاستاذة نوران الالفى مستحيل تسكت بعد اللى حصل لفستانها المقدس
ظلت نوران تحدق بها ببلاهة و قد نست تماما ما حدث بملابسها من صدمتها ...... تنظر نحوها بإحتقار بداية من شكلها الفوضوى ببنطال من الجينز الواسع تعلوه سترة شتوية واسعة و شعر مربوط بإهمال ......لتهتف بعصبية و صراخ
نوران : انتى يا بتاعة انتى ازاى دخلتى هنا ..... ايه المناظر دي و كمان بتبجح فى اسيادها .... ثم نظرت حولها ..... فين زيد باشا .... هو فين ... ازاى الاشكال دي تدخل مكان زي ده ... ومن ثم هتفت بإستنجاد عند رؤيتها له يتجه نحوها ...... ايه يا زيد ... ايه المناظر دي مش متعودين منك على كده ... ايه بتشفق على شوية متشردين و بتدخلهم الحفلة بتاعتك ... طب ياسيدي مش على حساب راحتنا احنا
اتسعت عينا الاخرى و تحركت نحوها بعصبية تتجهز للهجوم عليها وما ان همت بالصراخ
بوسة : متشردين يا لمامـ.........
يد قوية احكمت على فمها تمنعها من الصراخ و يد اخرى حملتها من ياقة ملابسها من الخلف لتتجه بها نحو احدى الاركان فتسمع موسيقى الحفل بدأت تملأ المكان مرة أخرى بعد توقفها اثر صراخها مع تلك الحية
لحظات حتى وجدت نفسها معه فى دورة مياة تبدو خاصة الرجال لتراه يغلق الباب بإحكام و يتقدم نحوها بسرعة لتعود الى الخلف حتى اصطدمت بالحائط
زيد بهدوء مخيف : سؤال و عايز اجابة له ... انتى ازاى دخلتى هنا؟
ابتلعت ريقها لتجيب بشجاعة
بوسة بتهكم و سخرية : زي ما سموك دخلت ..... من الباب
زيد : ومين المتخلف اللى سمحلك بكده و بصفتك ايه و ازاى بمنظرك ده؟
بوسة: و الله المتخلف ييقى واحد من رجالتك بتوع الامن مجرد ما قولتله انى هنا بأمر منك دخلنى فورا و بصفتى ايه بصفتى أخصائية التغذية للشركة هنا و انى لازم اتأكد من ان الاكل عجب ضيوفك و اخد اى ملاحظات منهم اما منظرى ده فهو شيء ميخصكش دي حرية شخصية زي ما انت مش عاجبك منظرى ده انا منظرك ده ميدخلش دماغي بنكلة
زيد : بأيه؟
بوسة : بنكلة ... ايه مسمعتهاش قبل كده ؟؟؟
ابتعد عنها يمسح وجهه بعصبية و يتمتم بسباب ليعود اليها مرة اخرى بحديثه
زيد : اولا كونك أخصائية تغذية ميدكيش الحق انك تدخلى المكان هنا بمزاجك خصوصا حفلة فيها شخصيات مهمة بالنسبة للشركة .... ده اولا .... ثانيا يا استاذة سواء الاكل عجبهم او لا فده شيء هتعرفيه بعد الحفلة مني انا شخصيا اما بقى منظرك ده ..... ثم اغمض عيناه بغضب ليسأل .... ممكن اعرف انتى كنتى شغالة فين قبل كده؟
بوسة بتأفف : تاني ام السؤال ده .... قولنا فى مدرسة انترناشيونال
اتسعت عيناه بدهشة قبل ان يغمضها بإستسلام ليتمتم بعد لحظات
زيد بهمس : كله عشانك
بوسة : انت بتقول ايه ؟
زيد : بقول هتطلعى من هنا على المطبخ تستنيني هناك لبعد الحفلة عشان هنروح مشوار ضروري
بوسة : بس مش هينفع عشان........
زيد مقاطعا : انا قولت كلمة و تتسمع ... اتفضلي على برة
افسح لها الطريق للمرور من امامه و قبل ان تصل للباب ارتسمت ابتسامة وتسعة على محياه ليهتف بعدها بخبث
زيد : بوسة
اغمضت عيناها بنفاذ صبر و تنفست عدة مرات قبل ان تلتفت نحوه تطالعه بغيظ
بوسة بغضب : تاني الاسم ده تااااني ... قولنا اسمى بوسى ... ب و س ي
رفع احد حاجبيه يردف بمكر : انتى بتبجحى فيا كمان ..... انا اقول اللى اقوله و بعدين انا مش بتبلى عليكي.... اسمك ده و لا مش اسمك
بوسة بغضب مكتوم : اسمى ... افندم عايز ايه؟
زيد بانتصار : لا ابدا ...بس كنت بقول تبطلى تحطى لينسيز .... كل انسان حلو بطبيعته .... تقدرى تتفضلي دلوقتى
ظلت تقف مكانها بذهول ومن ثم استيقظت من ذهولها لتتحرك نحو الخارج و بداخلها سؤال يؤرقها
"كيف علم بوضعها للعدسات اللاصقة فطوال الفترة السابقة لم يستطع اى كان ملاحظتها "
.............
يتبع.........