2. حلم

1286 Words
تشعر بوجودها بمكان بارد يلسع جسدها ببرودته القارصة كل ما يتراءى حولها هو الظلام الحالك او ربما هذا بسبب اغلاقها لجفونها و التى تخشي فتحهم خوفا مما ينتظرها كلما حاولت تحريك كفيها او قدميها وجدت ما يمنعها .... تجلس على كرسي خشبي اطرافها مقيدة حاولت الصراخ لكن تعلم بداخلها انه دون جدوى دب الرعب بقلبها عند سماع خطوات اقدام تتجه نحوها و اخيرا قررت فتح عيناها لتجد نفسها فى غرفة مظلمة يتخللها ضوء طفيف مكنها من رؤية احدهم يتقدم نحوها ... جسد فارع الطول ممتلئ البنية لاتستطيع رؤية ملامحه بوضوح فقط تشعر بالرهبة من الهالة المحيطة به .... استمر بالتقدم نحوها حتى وجدته قد توقف امامها مباشرة ليرتجف جسدها بخوف زادت شهقاتها قبل ان ينحنى ببطئ شديد نحوها لتتبين ملامحه شيئا فشيئا و تراها واضحة بعد ثوان قليلة فتشهق بصدمة اذ انه هو ... شهاب خطيبها ..... ومن ثم ارتخت اطرافها لتبتسم ابتسامة صغيرة لم تلبث طويلا عند رؤيتها لحركة شفتيه بحروف اسمها دون اى صوت .. فقط ملامح جامدة مخيفة و ابتسامة جانبية باردة """فلك""" اسمها بنبرة مسموعة تلك المرة كان من والدتها تيقظها من كابوسها المتكرر و التى حتى الان تخشى تفسيره الام : يا بنتي قومي بقى كفاياكى نوم فلك بنعاس : حاضر يا ماما قومت اهو الام : كان عليكي بأيه كل ده ما قولنا بلاش شغل و وجع قلب فلك بضيق : ماما الله يخليكي انا مش فايقة للكلام ده ممكن بعد اذنك تحضري لينا الفطار عشان متأخرش اكتر من كده الام بتنهيدة : حاضر يا بنتي حاضر .... ثم اكملت بنبرة مهتمة .... بس متنسيش تاخدي الفيتامينات بتاعتك انتى فاهمة فلك : حاضر يا ماما بقالى شهر اهو باخدهم اكيد مش هنسهى يعنى اومأت براحة ومن ثم تحركت الى خارج الغرفة تاركة ابنتها ترقد بهدوء على فراشها تفكر بأحداث كابوسها المستمر ... تدرك استحاله تحققه فشهاب حبيبها من المستحيل ان يُقدم على اذيتها ... اذا ماذا يعنى استمرار هذا الحلم؟؟؟ تن*دت بيأس قبل ان تلتقط هاتفها و كلها امل برؤية رقمه يزين الشاشة لكن كالعادة خابت كل آمالها فى ايجاده يفتقدها كما تفعل هى تحركت اصابعها على شاشة هاتفها تهاتفه بشوق لتهتف بعد لحظات فلك بإبتسامة : حبيبي ... صباح الفل على الجهة الاخرى اغلق هاتفه بعد محادثة صباحية مع محبوبته لترتسم على وجهه ابتسامة حالمة نادرا ما يراها احدهم على شفتيه قبل ان يتن*د معيدا الاتصال بأحدهم فيأتيه صوت فتاة محبب الى قلبه الفتاة بمرح : ايوة مييييين شهاب : انتى تاااااني ... نفسي افهم ازاى يخلو طفلة صغيرة هى اللى ترد على التليفون كده .. افرضي حاجة مهمة الفتاة : طفلة ..... الطفلة دى حضرتك اصغر من سعادتك بسنتين بس ... ها واخد بالك انت اعتدل بجلسته ليهتف بحب شهاب : ازيك يا مقصوفة الرقبة ... وحشاني الفتاة بحب : انت كمان يا هوبا ....عامل ايه .... ها قولى مفيش اجازة قريب بقى شهاب بجدية : لسة يا ديدا قوليلي عاملة ايه يا حبيبتي وماما اخبارها ايه فريدة بسعادة : كله تمام متقلقش نفسك انت شهاب : الحمد لله ... بصي عشان مطولش كتير و عندي شغل لازم استعد .... قولى لماما تروح تبص على لوكة و تطمن عليها فريدة بقلق : ليه يا شهاب هو فى حاجة ولا ايه شهاب : لا عادي ... و بعدين ماما هى اللي بتطمنى عليها كل فترة ... انا مبقتش اصدق انها كويسة الا من ماما ماانتي عارفة فريدة : حاضر يا حبيبي .... يلا سلاام شهاب : سلام فلك : مرض نفسي؟؟؟؟؟ عايزني اعمل بحث عن مرض نفسي عثمان (رئيسها ): تخيلى ... مقال عن مرض نفسي نادر ... شوفى الناس هتبقى متشوقاله و بتحكى عنه ازاى فلك : عثمان حبيبي ... انت بتفكر ازاي ..... جاتلك منين الفكرة دي يا بابا عثمان : يابنتى انتى عاملة دوشة ليه .. كل الى هتعمليه تقري شوية عن مرض معين و تقابلى ناس مصابة بيه فلك : اقابل مجانين ... عايزني اروح السرايا الصفرا عثمان بتحايل : انتى برضو يا دكتور يا محترمة اللى بتقولى عى المرضى النفسيين مجانين فلك : ملكش دعوة بيا ... انت عارف ان ثقافة الناس هتخليهم يقولو على اى مرض عقلى جنون عثمان بحماس : وده اللى بنحاول نعمله .... نصحح الفكر ده جلست فلك تطالعه بدقة قبل ان تهتف فلك : من و احنا صغيرين حلمك انك تشتغل فى الصحافة و تبقى فى قسم الاحداث .. نفسي افهم ايه اللى وصلنا لهنا بس ... شوية اخبار المشاهير و معرفش ايه و بعد كده مرض نفسي .... شكلنا احنا اللى هيلمونا على السرايا الصفرا قريب عثمان: اسمعى مني بس فلك بعصبية : و اشمعنى انا .. ماانت عندك احلام عثمان بحماس : بس احلام مش دكتورة فلك بنفاذ صبر : عثمااااان عثمان بسرعة : فكري .... فكري و هتلاقيها فكرة جباااارة و هتوافقيني نظرت نحوه بتبرم قبل ان تردف بيأس فلك بتنهيدة : لما نشوف بعد شهر مر يومان لم تستطع فيهم التواصل معه ... زاد قلقها و هلعها عندما جاء اليوم الثالث دون اى خبر يطمئنها على حاله ..... و هنا جاء قرارها بالسفر الي مكان عمله لكن والدتها ...... الام بصراخ : انتي اتجننتي خلاص ... تسافري فين ... انتى متخيلة انتى بتقولى ايه عايزة تسيبيني و عشان مين امسكت فلك برأسها تشد على شعرها بقوة .... تنظر حولها بضياع فلك : ياماما شهاب بقاله يومين مش باين و مش بيكلمنى او يرد على تليفوناتى اكيد حصله حاجة وانا مش هفضل قاعدة هنا حاطة ايدي على خدى ومعرفش عنه حاجة الام بغضب : و من امتى كان بيجيلك تليفونات منه ... انتى اللى كنتي دايما بتتصلي بيه ... فوقى لنفسك بقى كفاية لحد كده ...فووووقي فلك برجاء : ماما عشان خاطرى ... يومين بس مش اكتر هروح اطمن انه بخير و اجى الام بصراخ : انتى هتجننيني .... قولت لا مفيش سفر ..... لا لا .... ومفيش نزول للشغل كمان انتى فاهمة ولا لا ظلت فلك على حالها من قلق و خوف و شرعت ببكاء مرير لتشفق عليها والدتها و بعد تفكير طويل الام : زي ما قولت مفيش سفر بس فى حل تعرفى بيه اخباره فلك بإنتباه : ايه ؟؟؟؟ الام بذكاء : امال ازاى صحفية .... شوفى اصحابك اللى متابعين اخبار الحدود و الارهاب و الكلام ده و خليهم يحاولو يوصلو له و اكيد ساعتها هتعرفى اخباره و تطمني تسمرت فلك للحظات تفكر بحل والدتها قبل ان تبتسم بفرح لتنهض سريعا نحوها تقبلها بقوة و بعدها الى غرفتها و اخيرا ستطمئن على حبيبها بالقاهرة تحديدا بإحدى المنازل ذو الطبقة المتوسطة فريدة : ماما ... ماما ... ماما الام : ايه ايه عاملة دوشة ليه ... خير يا اخرة صبري فريدة : مامتى حبيبتي .... هوبا واحشنى و بقاله فترة متكلمش و كمان لوكة برضو مش ظاهرة بقالها فترة .... تفتكري فى حاجة حصلت بينهم الام بقلق : انا بقالى يومين قلبي مشغول عليه و عليها بس قولت يمكن انشغلو كل واحد بحياته ... الحياة مشاغل برضو فريدة بقلق : تفتكري ؟؟؟ بس ده حتى شهاب كنت لما بتصل بيه بيرد انما بقاله فترة مش بيرد عليا و بصراحة بقى انا قلقت ومش مطمنة الام بخوف : استر يارب صراخ مستمر اجفل تلك التى كانت ترقد بهدوء بفراشها لتنتفض من جلستها متجهة نحو غرفة وحيدتها ....... ظلت تطرق بابها بقوة فى ظل صراخها المتزايد بالداخل تهتف بإسمه بلوعة و بكاء فلك : لااااااا شهااااب الام بصراخ : فلك فلك افتحى الباب ده افتحى الباب يا بنتي متوجعيش قلبى عليكي ظلت الام تدفع الباب بوهن حتى الهمها الله بتذكر امتلاكها مفتاح احتياطى للغرفة اسرعت بإحضاره سريعا و قد خفت صوت ابنتها و صراخها ليدب الرعب بداخلها خوفا من ان يصيبه‍ا مكروه واخيرا فتحت الباب لتدلف بلهفة فتراها تقف بمنتصف الغرفة تحدق بهاتفها المحمول بصدمة و **ت الام بخوف : فلك حبيبتي رفعت الاخرى نظرها نحو والدتها لتهتف بهمس فلك بتعب وبكاء : شهاب ومن ثم سقطت ارضاً مغشيا عليها وسط صراخ والدتها بصوت ملتاع يتبع................. ادي الفصل التاني عايزة تفاعل بقى و كومنتات بآراءكم و توقعاتكم للى جاي شهاب مات فعلا ؟؟؟ ولو لا يبقى اختفى فين!!!!! ايه حكاية مامت فلك و كرهها لشهاب شهاب فعلا دي شخصيته الحقيقية ولا بيكدب على الكل???
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD